Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 17 مارس 2017

مقالات نقدية عن السرد القصصي للكاتب السيد حافظ

 مجموعة مقالات نقدية عن السردالقصصي للكاتب السيد حافظ .. تم تجميعها في ملف واحد بصيغة pdf .. والذي تجدونه في الرابط الموجود أسفل الصفحة .. حيث قام بكتابة تلك المقالات عديد من كبار الكتاب والنقاد بمصر والوطن العربي ، وهم:
د.وفاء كمالو   (حيث نبدأ بعرض مقالها هنا في الصفحة .. مستكملين باقي المقالات مجمعة في الملف الموجود في مسار الرابط أدناه) 
د.ليلى بن عائشة
مباركي هاجر      (الجزائر)
عبد الله الشيتى(فلسطينى)
سعيد فرحات (لبنان)
فيصل صوفى(اليمن)
عبد الله هاشم(مصر)
محمود قاسم(مصر)
د. سعيد الورقى(مصر)
يوسف عبد المسيح(العراق)
شوقى بدر يوسف(مصر)
السيد الهيبان(مصر)
شفيق العمروسى(مصر)
سمير عبد الفتاح(مصر)
     لقراءة أو تحميل المقالات مجمعة بصيغة pdf  بالرابط التالي  ..


 بقلم د.وفاء كمالو 
لك النيل
المؤلف المثقف الكبير السيد حافظ –هو ثورة المسرح , عبقرية الرواية , دهشة القصة القصيرة ,والحضور اللامع فى قلب المشهد الثقافى --, يكتب إبداعا ووعيا وجموحا ومساءلة ---, هو الوشم النارى على ذاكرة الوطن والروح والجسد , كتاباته وثائق عشق مصرية , يرفض ثقافة التخلف وصناعة الجهل , يحاسب الماضى ويعاقبه , يقرأ تاريخ الوطن الحقيقى -- , لم يتخل أبدا عن قراره بامتلاك اقصى درجات الحرية , ليبوح ويروى ويمزق كل الأقنعة ---, إنه الحالة الاستثناء التى تفتح مسارات الدهشة والميلاد والجمال --, لتأتى أعماله ممتلكة لوعيها الثائر وقانونها الخاص .
يطرح السيد حافظ مفهوما جماليا مغايرا للوجود والإنسان --, الماضى يقفز إلى قلب الحاضر -- , تتجاوز الأزمنة حدودها , ونصبح أمام أحد أهم تقنيات الكتابة الحديثة التى , تستعصى على القوالب الثابتة , والأنماط السائدة  , أسلوبه السردى يتميز بشاعرية اللغة ,سحر التفاصيل , دفء الصياغات , --, عالمه القصصى شديد الوهج والإيقاع , يتصاعد عبر جماليات المونتاج --, مسكون بالمفارقات والنبوءات --, بالتراث والميراث والأساطير , بالليل والهمس والرغبة والجموح .
فى هذا العالم الثرى عرفت أن المؤلف السيد حافظ هو كيان ضخم ,هو فتحى رضوان فى رواياته --, عصام فى قصصه القصيرة, الفلاح عبد المطيع , مهدى أفندى وغيرهم , كل هؤلاء هم بعض  من روح السيد حافظ , وهم روح شعب مصر الذين لايعترفون بتاريخها المزدوج , ولايهزمون , ولا يهرمون .
فى مجموعته القصصية لك النيل والقمر , نلمس اشتباكه الساخن مع تفاصيل المشهد السياسى والاجتماعى والاقتصادى , منذ السبعينيات وحتى الان --, ليدين الواقع المقيد بالجهل والزيف والتسلط والقهر , وكما سألته ناهد فى روايته قهوة سادة –لماذا تكتب ؟ فيجيب –أكتب لأحرر ذاتى – الكتابة عندى جنون وهذيان وصدق الأنبياء , كأننى فى رحلة خارج الزمان والمكان , لأكتشف أننى إنسان.
بشكل عام وبشكل خاص , كتابات السيد حافظ , هى ومضات ضوء ساحر , تمنح المتلقى وعيا وفكرا واندفاعات , وإذا كان حضوره الثقافى الان هو روح الثورة وعشق الإنسان , فإن المستقبل سيسجل أنه من العباقرة العظماء الذين غيروا مسارات الإبداع ..
تتبلور قيمة المجموعة القصصية لك النيل والقمر , فى إنها لاتثبت عند نموذج احادى , وهذا سر حضورها الدائم --, إنها قراءة فى الوجود , بحث عن التكثيف , عن التجريد , عن اللحظات الشاهقة للتعبير الإنسانى  , وهى احتفال بالأشكال 
القصيرة الوامضة , واختطاف اللحظة المدهشة وإبتكارها.
تضم هذه الدراسة بعض قصص المجموعة , مثل الثمن , الموقف العادى , سيمفونية الحب فى ثلاث حركات , حروف من يوميات مهدى أفندى , والسلطانية الغورية فى بلاد مصر .
تأتى قصة الثمن كاستعارة درامية  شديدة التكثيف والدلالة , تموج بالعبث والعدم ,حيث تأخذنا الأنثى الجميلة سعاد ,صاحبة الحضور الطاغى المتوهج , برغم غيابها الكامل عن المشهد القصصى-,تأخذنا إلى امتداد تصاعدى مخيف , لتصبح هى المركز والحكاية والأصل والمنتهى --- , لم تتكلم عن قضايا المرأة وحقوقها  , فهى لاترى , لاتسمع ولاتتكلم , ترسم نموذجا شديد الإبهار لعذابات المرأة الشرقية , وتضع مفاهيم الخيانة فى قلب الزمان والمكان .
كان على السمنودى هو زوج سعاد, يعيشان معا فى 25 شارع الإسكندرانى بمحرم بك,لديهما الكثير من الأطفال , وفى ذلك الصباح , لم يستيقظ السمنودى على صوت صوت سعاد , اندفع منزعجا يبحث عنها , لكنه لم يجدها—اختفت او هربت --- ,لذلك ذهب الزوج بسرعة الى قسم الشرطة ليبلغ عن الواقعة , وهناك  كانت المفاجأة المثيرة التى تؤكد أن المؤلف السيد حافظ يمتلك وعيا إبداعيا مدهشا ومغايرا .
أمام ضابط الشرطة وجد السمنودى خمسة رجال , عامل , شاعر , صحفى , طالب , ومحامى---كلهم يحملون اسم على السمنودى , وكلهم أيضا مقيمون فى 25 شارع الإسكندرانى بحرم بك , وجميعهم يبلغون عن هروب سعاد الأمية الصماء الخرساء العمياء --- ,ومن المدهش أن التحريات قالت إنها إمرأة شريفة---وأمام هذه الوقائع الضبابية العبثية الغائمة ,يجتمع الرجال الخمسة فى السجن, ليصبح القارىء أمام اشتباك مثير مع دلالات اختزال النساء إلى البعد الجنسى , ومع عذابات رجال يحترقون فى جحيم الخيانة , تلك الحالة التى يتحول معها الوجود الواسع الى سجن تتردد فيه الحكايات مع البحر والشمس والضوء .
تميزت الكتابة بالإيقاع الحار والتصاعد السريع , وكشفت عن وعى متدفق بالفن والجمال ومعنى الدهشة, ونظل أمام إحساس عارم إننا أمام أوديب , الذى بحث عن الحقيقة , وعرفها –ليفقأ عينيه من بشاعتها ,ويبقى أن الخيانة فى وجود النساء هى المهانة فى عيون الرجال . 
قصة الموقف العادى
فى البدء كانت القبلة الاولى سحرا وجحيما واسرارا---,دفعت الفارس أن ينزل إلى الساحة يتحدى العالم ,فقد كانت حبيبته هى الحياء والخجل والعشق والعطاء, والان عرفته زوجا , وعرفها هو أيضا , فى كل لحظة يشعر أنه يجب ان يخرج من حدود عالمها الساذج , كى تخرج هى إلى عالمه الرحب--, وتظل تلك المفارقة هى الصراع الأبدى
فى المنتصف كانت هى تحب فى عمها الثرى الفخامة والنادى والسيارة والأناقة , بينما زوجها يحب الفلسفة والتاريخ واللوحات والناس , فكان يرجوها أن تدخل عالمه---, لكنها مستغرقة فى الزواج والجنس والأولاد . ورغم أنه ظل يرفض أن تقول زوجته لا للحق—إلا أنهما كانا يلتقيان  , يجمعهما الليل والدفء والرغبات.
فى هذا الإطار يلمس القارىء جماليات النسج المدهش بين الحب والجنس والسياسة والعدالة , حيث المدينة الكافرة التى لاتعرف الا لغة المال والثراء , والزوجة التى لاتزال تحاول أن تدخل حياة زوجها من نافذة ضيقة , رغم أنه فتح لها كل الأبواب .فى الختام يكتشف الزوج أن العلم نور—والنور صعب , يعلم أن العدل أساس الحكم --- وهو أساس الحاكم والمحكوم , وأن الحاكم يحكم بالميزان والسوط والسجان , لكن السائل هو الخسران , والكاسب هو من يركب الموجات ويحكى للسلطان حكاية الشاطر حسن فى مدينة العميان . وهكذا تمضى الحياة بعبثها الشرس , أخذته زوجته إلى أحضانها , وأطفأت الشموع , ليظل زمن البدء والمنتصف والختام فى حالة تقاطع مدهش مع تيارات الوعى والمشاعر , ليقفز الماضى إلى قلب الحاضر , ويرسم الحاضر ألوان المستقبل .
قصة سيفونية الحب فى ثلاث حركات
الحركة الأولى--- ليلى والبحر والنور والقمر
الليل والبحر والقمر والقلعة---يدها الجريئة , تضغط على يد عصام الباردة --, يقبلها رغم محطة الأوتوبيس واشباح الناس المنتظرة , كانت براءتها فوق إحتماله , أخذها إلى أحضانه , فنظر أحد الركاب وصرخ--- ياولاد الكلب  ناموا الدنيا برد .
يكشف أسلوب السرد عن جماليات رفيعة المستوى, حيث الوصف المدهش لتفاصيل المكان , واسرار حزن عصام اليوم ,السياسة فى قلب المشهد , الجامعة تشهد موجات من التمرد والعصيان , مجلات الحائط تتمزق, مقالة عصام تثير ردود فعل عارمة , الشرطة تضرب بعنف والطلبة يتدافعون ويسقطون , عصام يعانق ليلى ويغيبان فى قبلة طويلة ,فالحب أقوى من الموت ’ والسياسة تشكل إيقاع الوجود , ورغبات الأجساد الثائرة لاتعترف بالناس والزحام والبرد والأمطار والطريق .
كان عصام يعشق سذاجة ليلى , ويحب كتابات لوركا , ولايهتم بصراخ الشرطة --, خلع جزء من ملابسه --- وهى أيضا , غابا عن الواقع , ومر الأوتوبيس , فصرخ أحدهم , تلك الصرخة التى تصاعدت مع صوت شاب من المنزل المواجه , وهو يردد--- يامجانين ياولاد الكلب
هكذا تأخذنا جماليات لغة الؤلف السيد حافظ, المسكونة بالتصاعد والحركة والايقاع وسحر المونتاج , إلى زمان بعد الزمان لنلامس ضوء القمر , ونعرف معنى الثورة والعشق والحرية .
الحركة الثانية—
-- مها والمطر والتوحيد –
فى الحركة الثانية من سيفونية الحب ,نتعرف على حرفية المؤلف فى صياغة اللحظات الشاهقة, التى تمثل علامات فارقة فى حياة عصام , نشعر معه ببرودة الليل , بالمطر وهو يغسل البيوت والحارات , بدفء الشمس وضجيج الحياة , وعبر جماليات الإنتقال الناعم إلى الجامعة يتردد صوت المحقق وهو يسأل عصام—انت يسارى ؟ وتأتى الرؤى والإجابات لنعلم أنه يقرأ الثورة الثقافية لوحيد النقاش , يعشق البرتو مورافيا--, يبحث عن ناشر لكتاباته , ولايزال يبحث عن أسرار قصيدة عفيفى مطر –صرخة أم -- ,وتظل الاشتباكات الدالة الساخنة تربط بين جموح الواقع الضاغط , وتيارات الوعى , وعذابات الأعماق -- ,حيث صديقته الجميلة سوسن تنتظره فى المرسم , لكن الظروف تدفعه إلى الأنثى الدافئة – مها -,التى تسأله عن حبيبها حسن --, عيناها تتحدثان بثورة العشق , لكن حسن فى السجن --, وعصام الان فى سجن عينيها , واللحظات الضاغطة تثير الرغبات والجنون , فاقتربت الأجساد وتشابكت -- , وغابا فى قبلة مثيرة تحت المطر ,وحين رفع عينيه تذكر مسرحية السيد بونتيلا – لبريخت , وانتهت الليلة
 على صرخات طفل صغيريقول لأمه مذعورا—الدنيا ضلمة قوى-- , وهكذا افترق عصام ومها , ولم يلتقيا بعد ذلك .
الحركة الثالثة من السيفونية
شادية واللحظة
تتكشف أبعاد وعى المؤلف , لنصبح فى مواجهة ساخنة مع ثراء عالمه الإبداعى المسكون بالوهج, وتتبلور ملامح شخصية عصام , وتناقضاته المتوترة , بداياته الأولى مع التأليف تلون الكون بسحر موهبة متدفقة , يلتقى برفيق الصبان , الذى يراه ممثلا جيدا   , جماليات تقاطع الوعى مع الحب والجنس والسياسة , تأخذنا إلى الموظفة الرقيقة فى إدارة الجامعة , وهى تدعوه إلى منزلها -- ,لأن زوجها مسافر--- , الواقع العشوائى المهترىء يفسرمعنى التسلط والقهر والاستبداد والغياب فى زمن السبعينيات, والجدل الحيوى الثائر يشتبك بقوة مع وقائع وجودنا الحالى, لتصبح الكتابة عزفا على أوتار الأجساد المعذبة , والأرواح المبتورة--, قوات البوليس تقتحم الجامعة وتقبض على الطلبة—بينما شادية الفتاة السمراء الجميلة , تنتظر عصام المخرج--, فقد أخبرها المساعد أنها ستقوم بدور البطولة فى مسرحية رأس العش لسعد الدين وهبة , 
اتجه عصام إلى الأنثى الباحثة عن التمثيل, وهو يتخيل ليلته المثيرة , قرر ألا يخبر أنثاه الموعودة بأن النشاط ممنوع فى الجامعة بسبب المظاهرات ,والتقيا-- , قرأ فى عينيها شغفا وشوقا, وكان موعدهما فى السابعة مساء اليوم
قبل الموعد كان خيال عصام يرسم ملامح الساعات , يسترجع حديثه مع الشابة التى ترى أن مسرحية سكة السلامة أحسن من مسرحية رأس العش---, ثم يخل فى حوارات ساخنة عن تفاصيل السياسة العالمية-- , عن الدول الصناعية والدول
 النامية , وضرورات دعم اقتصاد الفقراء—وهكذا يظل المؤلف السيد حافظ حاضرا بقوة فى قلب هذا الإبداع الثرى المدهش , ونتابع عصام حين يقرر الذهاب إلى صديقه خليل – الرجل الذى مات الوطن فى داخله--, بعد أن سقطت أحلامه فى رحلة رغيف العيش-- , طلب منه مفتاح الشاليه , وذهب إ لى هناك مع شادية الشابة السمراء--, كان السلم طويلا والكهرباء مقطوعة-- , أشعل الشموع , وخلع قميصه , وضمها إلى صدره , فكانت الساعات مدهشة  مثيرة , منحت عصام تحققا زائفا , وهروبا عنيدا من ضغوط واقع لايزال يستلب الروح والجسد .
قصة حروف من يوميات مهدى أفندى 
يواجهنا المؤلف الكبير السيد حافظ بلحظة درامية شديدة التكثيف والبلاغة , تختصر معنى القهر والتسلط والاستبداد—وعذابات الفقر والجوع والغياب , لنعرف ببساطة كيف تموت الحياة , فالنهر يغيب فى بلاد الجوع والشقاء , والماء يصبح دما يطارد مهدى أفندى , فى البيت والعمل والمقهى --, يفتح الصنابير كلها ليجد دماءا حمراء ,تأتيه ابنته بالقلة ليشرب , فيجد الدماء , يقرر أن يترك البيت , فيغسل وجهه , لكنه يتراجع مذعورا--, يذهب إلى الشغل فتصافح عيناه الأنثى العارية فى إعلان فيلم سينما أمير , يتكلم كثيرا ويلاحظ الزملاء توتره وانتفاضاته , يعود لبيته --, وفى الطريق يطلب ماء من القهوة فيجده دما---,أغنية الموت الرخيص العادى تتردد حوله  , الحياة مريرة والوجود خانق قاتل-- , والصراع العنيد وصل إلى منتهاه , وكل من حوله رضخوا , واستكانوا للعذاب .
إنها رؤية مبهرة يبعثها المؤلف المتميز الذى قرر القبض على جمرات الفن النارية, ليدين الخوف والهلع والهروب , بحثا عن إنسانية   الإنسان .
السلطانيةالغورية فى بلاد مصر
من الماضى إلى الحاضر , من التاريخ الحقيقى –وليس المزور - , الى الواقع الشرس العنيد , يأخذنا السيد حافظ إلى حكاية القهر  والفقر المخيف , حيث الحب والجنس والنساء-- , والتسلط الجامح وميلاد الثورة , والسلطة التى أدركت المعنى , حين خلع الفلاح المصرى عبد المطيع , ملابسه ووقف عاريا أمام الشرطة--, فأخذوه إلى السلطان --, ليعينه قنصوه الغورى – فى زمن المماليك -, قاضيا للقضاة
عبر ثلاثة أسابيع متتالية تدور هذة الحكايةالتى كتبها السيد حافظ بأسلوب شديد الدلالة , تجاوز حدود الجمال المألوف , ففى السبت الأول كانت نظرات عبد المطيع  تمتد إلى الأرض , عيناه تفحصان تراب الأجداد , فيهما أحزان أخناتون -- , ناداه الشرطى المملوكى وقبض عليه , اخذه إلى السجن --, لأنه يرتى جلبابا أبيض اللون ,
لم يعلم الرجل أن السلطان قنصوه الغورى عيناه مصابة بألم , وأنه أصدر فرمانا أن يرتدى الجميع ملابس الحداد السوداء , ويمنع الناس من الغناء ,  من الابتسام --, من الضحك , ومن الزواج والافراح لتكون الملابس السوداء فى كل مكان 
السبت الثانى
خرج الفلاح من السجن , بعد أن عذبوه بقسوة--, أدرك ان القانون هو قانون السلطان  , عاد إلىبيته حزينا , ثم خرج يتنزه فى ضاحية امبابة --, يتذكر إهانات السجن , وكان يرتدى الملابس السوداء--, فناداه الشرطى -, نفس الشرطى --,وقبض عليه --, ذهب به غلى السجن مره أخرى ,  لانه يرتدى ملابس سوداء , ولم يعلم ان السلطان قد تم شفاؤه , وامر أن يرتدى الناس ملابس بيضاء  , ويعلقوا على بيوتهم الزينات والأعلام , لكنه هو وزوجته وكل اسرته , لايزالون يرتدون السواد . 
يوم السبت الثالث—
خرج الفلاح من السجن , نظر إلى الشمس والشارع والناس , ولم يجد ألوانا --, قابله نفس الشرطى وقبض عليه --, فخلع ملابسه على الفور--, ووقف عاريا--, أخذوه إلى السلطان --, فضحك الوزراء وصفقوا-- , وضحك السلطان طويلا --, وأمر بتعيينه قاضيا للقضاة  , 
هكذا نصبح أمام حالة سياسية  إقتصادية واجتماعية , مدهشة تؤكد ان الثورة تولد من قلب القهر والعذاب , تدين الماضى والحاضر , وتشتبك بقوة مع وقائع زمننا المشاكس العنيد .
------------------------------------------ د . وفاء كمالو
                                 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More