Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 4 مايو 2017

النص المتشظي قراءة نقدية في رواية" ليالي دبي شاي بالياسمين" للسيد

          النص المتشظي قراءة نقدية في رواية" ليالي دبي شاي بالياسمين" للسيد حافظ                                    
                             د.رشا غانم-ا مدرس النقد الأدبي-الجامعة الأمريكية-مصر

الرواية محطة إبداعية هامة تزخر بالشخصيات  المتعددة تغمرها فضاءات زمانية ومكانية  متغيرة.
تحمل رواية "ليالي دبي شاي بالياسمين" بين طياتها ملامح الرواية الفسيفساء التي تضم نصوصًا متشظية  متنوعة من كلمات وأغاني  ومقالات ،ومقتطفات،وحكايات قديمة، وسيرة ذاتية،وشعر...وهذه الملامح تسم النص ما بعد الحداثي  الذي اخترق فيه الكاتب بحكم خبرته الحياتية المتشعبة  المكان والزمان بإلصاق  مجموعة  نصوص منتمية لأجناس متنوعة  إلى عالمه الروائي ولكن بكتابة واعية لذاتها تتآذر مع ما يخلقه الكاتب من سرد أكثر تحررًا وجرأة ،في أفكاره، ليعري الواقع الذي وهنته  الأزمات الاقتصادية ،والظروف السياسية  أضحى يتساءل الكاتب" هل سيأتي يوم نعيش في سلام والبشرية خالية من الحرب والضرب والقهر والدمار.. أم أنه خيال.. خيال؟!
وتمثل هذه الأحداث التي يعيشها الإنسان في واقعه المأزوم  فورة من فورات سرده الروائي فنجده يسرد كثيرا من المقالات الصحفية كرأي الشاعر أمل دنقل عن أزمة الثقافة في مصر يقول:" الوضع الثقافى في مصر اليوم يمر في مرحلة من الترهل. إن الكتاب الذين بدأوا ثوريين منذ شبابهم تحولوا بفضل الظروف العديدة إلى مرتزقة وهذه محنة الثقافة الحقيقية في مصر"

ويرد آيات من الذكر الحكيم منها قوله تعالى*وكان الإنسان أكثر شيء جدلا* صدق الله الغظيم

وبعض الأغاني  كأغنية نجاة الصغيرة  "وبعتنا .. مع الطير المسافر جواب .. وعتاب وتراب من أرض أجدادي . وزهرة من الوادي"
يعرض الكاتب لبعض المقتطفات  كـ: قال الإمام أحمد بن حنبل :" لولا العلم لكان الناس كالبهائم".
عالم الشعر الذي تصدر سرد الكاتب ليستدعي وجداننا الشعر وجمالياته ورؤيته للواقع كقول الشاعر علي الجندي:
يا كلّ صبايا الحي الوضّاء/ دلّوني أين الماء
السيرة الذاتية: يسرد الكاتب عنوانا " شخصيات فى سيرة مسيرة ابن حافظ
فيما حدث له وما جرى في بلاد المسخرة..لعدد من الشخصيات الثقافية البارزة في مصر والبلاد العربية وحديثه عنها بكل شفافية كـ:
"هذا رجل من الكويت العظيمة؟ عبد الرحمن المزروعي"
تعد د. هدى وصفي أكثر مديري " المسرح القومي" إثارة للجدل، حتى أطلقوا عليها لقب " المرأة الحديدية"
وحديثه  عن معاناته  كمبدع مهضوم الحقوق  بقوله : نريد للمبدع المصري أن يعيش في مصر محفوظ الكرامة ‬، ‬مرفوع الرأس. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ويقول : قد ذهبت مأساة السيد حافظ به إلى خارج حدود العقل حيث أنهى رسالته كاتبا: "‬ربما تجدني في إسرائيل ذات يوم. ‬لا تلومني، ‬لا تقل عني خائنا بل قل خانه المثقفون العرب أولهم المصريون والفلسطينيون والعراقيون والخليجيون وآخرهم السودانيون. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
  ومما يدل على عدم الاهتمام بالمبدعين في أشد حالاته عثرة كمرض زوجته: انقذوا زوجة السيد حافظ : مسرحي زيكم".
تتسم الرواية ما بعد الحداثة بالحكي الساخر فيعرض لنا الكاتب أيضا في بعض  نصوصه المسرودة حكيا مسرودا يتسم بالسخرية  كـ: "بلد يدعي أنه يقدر الأدب والفكر وهو لا يشترى كتابا ًإلا بالصدفة في تاريخ حياته..."

ويأتي البناء السردي للشخصيات في الرواية  كـ:شهرزاد ولكن نلمس تطورًا طرأ على الشخصية بزواجها من حامد الصقر بعد سفره الطويل لمدة عشرين عاما في "فنزويلا" حامد الصقر وشهرزاد بين القمر والمروج.. كل الأزهار الجافة حول بيت شهرزاد دق قلبها وعادت تتغطى بالندى وترسل رائحتها..."
        سهر:البنت الوادعة المرهفة تسمع حكاية شهرزاد عن شمس والحاكم بأمر الله بكل شغف  تقول:احكي ياخالتي.. راحت شهرزاد تحدثها
" اكملي ياخالتي.. لش وقفتي اكملي قصة شمس والحاكم بأمر الله "
وما زالت تنتظر السفر للإمارات لتطير إلى عريسها  وتحقق أحلامها.
       كاظم :ما زال مغرم بحبه الوله لسهر يقول: كاظم:آه ياسهر
سأترك تحت أبطيك همزتي وأترك تحت أجنحة العصافير باقي أحرفي عطر"
فتحي خليل وهو راوي رئيس في الرواية : الذي كان مهموما بوطنه  وظل  يحلم كثيرا ومن مناماته" عبد الناصر كان بيكلمني في المنام ونعمات أحمد فؤاد مصر.. مصربكيت.. كانت مصر وعبد الناصرونعمات أحمد فؤاد ومحمد نجيب   يطاردوني حتى في المنام..."
شخصية تهاني كما وصفها الكاتب "تهاني طيبة.. نقية بسيطة مثل الشمس.. ."
  وقامت الرواية على حكاية رئيسية  وهي حكاية شمس والحاكم بأمر الله التي تقوم بحكايتها شهرزاد  وتتداخل معها حكايات أخرى ينسج فيها الكاتب خيوطا سردية متقنة أكثر حبكة وما زالت التيمة الدلالية (سكتت شهرزاد عن الكلام المباح) في هذه الرواية تتكرر كسابقتها في روايته كابتشينو  وشخصية  شمس ولدت عام985ميلادية.. وهو نفس العام الذى ولد فيه المنصور بن العزيز.. أبو علي والمشهور باسم ولقب "الحاكم بأمر الله" شمس.. قصيدة حروفها.. أنوثة طازجة بكرية.. لها طعم المنجة وأحياناً الفراولة وأحياناً النعنع.. في لحظة لها رائحة الياسمين"
•أما الحاكم بأمر الله فشخصية قالت عنها شهرزاد :الحاكم بأمر الله  هذا التقي النقي الورع.. الباحث عن العدل في الأرض والحب والتقدم بالبشر.هو سيرة لا يعرفها إلا الأنقياء والأولياء والشرفاء والحكماء ويكرها الجهلاء والمتعصبون والحاقدون "  كما "فوجىء الحاكم بأمر الله بجمال شمس ورائحة عطرها النادرة.. أي امراة تكون تلك الفتاة المعطرة". وامتاذ بالذكاء وسرعة البديهة كـ: كان الحاكم لايحب قائد الجيوش جوهر الصقلي وأفضى بهذا الإحساس إلى أخته ست الملك..."
أما ست الملك فكانت مغرمة بسيف المشعلجي .
"ذات مساء لمحت ست الملك سيف ذلك الشاب الوسيم الذي ينعكس على وجهه ضوء المصباح".
كما اعتمدت الرواية على تقنية المشهد كـ :مشهد /ليل /داخلى  ،بيت المختار
جلس المختار في هم وكدر والإضاءة خافتة.. من أين أتى حامد بن صقر.؟.
راوح الكاتب في نصه الروائي بين اللغة الفصحى والعامية  وخاصة عند استعماله الحوار أو ما يشبه المونولوج وقد غلبت عليه اللغة العامية كـ:
زبيدة:(تلتف البنات حول قسام) حوشي البنات من حوالين أبوكي يا شمس.
شمس:حاضر يامه
زبيدة :اقلعي الشبشب واضربيهم.
شمس:حاضر يامه.

كان المكان فضاءً خاصا للكاتب  يسرد فيه عذاباته المتكررة  مثل حديثه عن "دبي" يقول: دبي ياغربتي الثانية بعد مصر.هربت من غربتي في مصر وجدت غربتي هنا . أنا الروح المبعثرة في هذا الوطن من المحيط إلى الخليج.. كل هذه المباني الشاهقة.. كل هذه العمارات.. كل هذه البنايات..لامكان لي فيها  وأنا ضمير الأمة المستتر.. وأنا الضمير الغائب"
وبين حكاية وأخرى هناك تنهيدة وهمسة كحديثه عن  شخصية علي بن أبي طالب" (قام علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيت رسول الله بعدة محاولات مع الخوارج مرة بالكتابة لهم ومرة بوعظهم مشافهة ...)
ارتوى سرد الكاتب بكل أنواع  المشروبات المزاجية كقوله" تجهز القهوة والشاى والنسكافيه والكابتشينو،،ولاتشرب إلا الشاي" ويقول في موضع آخر " متعطش بشدة للجمال ومتعة شاي بالياسمين ساخن" ليحيلنا إلى سرد أكثر متعة وإثارة يلعب فيه المزاج دورًا مميزا  في الحكي يمسك بتلابيبه كاتبٌ محنك
وتختم الرواية بقول الكاتب " إلى اللقاء مع شاى أخضر" لنقف على سرد يخاطب حواسنا فيمتعها ويبهرها بسرد أكثر دهشة من سابقه وإلى أن يأتي الشاي الأخضر نتمنى للكاتب كل مزاج رائق غير متعكر بأدران الحياة.

حوار مع الكاتب السيد حافظ لجريد الأهرام للمحاور الاستاذ ابراهيم عطية

حوار مع الكاتب السيد حافظ لجريد الأهرام
للمحاور الاستاذ ابراهيم عطية
•لماذا هاجرت المسرح ولجأت إلى الرواية وهل الرواية فعلاً هى ديوان العرب الأن ومناسبة تحولك من المسرح إلى الرواية رغم كونه أبو الفنون.. كيف ترى هذا المشهد الروائى ؟
-هذا السؤال يحتوى على عدة أسئلة .. ولنبدأ بالإجابة الهجرة من المسرح إلى الرواية هى هجرة شرعية فأنا أحمل جواز سفر شرعى هذا الجواز به رصيد ابداعى أياً كان متواضعاً أو شامخاً قليلاً أو كثيراً .. إن المسرح العربى عامة والمسرح المصرى خاصة قد استنفذ دوره فقد خدعنا أنفسنا كثيراً لأن الجمهور العربى يحب المسرح والمسرح فى الحقيقة دخيل عليه وعلى ثقافته .. هل تعلم أننا منذ أكثر من عشرين عاماً يتسول الجمهور لحضور المهرجانات المسرحية أو حفلات الافتتاح للعروض المسرحية.. إننا أمام فن جميل هو فن المسرح.. ولكن الجمهور قد فقد القدرة على الاحساس بالجمال فقد نشأ المسرح فى الوطن العربى أثناء الحملة الفرنسية فى كباريهات ومطاعم نشأة غريبة.. تسعى لإضحاك الزبائن كما فعل الريحانى فى "كشكش بيه" وانتهى المسرح إلى عمل كباريهات كبيرة بما يسمى "المسرح التجارى الكوميدى" إننا نحن المسرحيين غرباء مع فن غريب أحببناه فالمسرح احتياج والجمهور لا يحتاج مسرحاً الأن .. لذلك لزم على الانسحاب إلى الرواية .. وسؤال هل الرواية هى ديوان العربى الآن .. نعم.. لأن الجمهور يحتاج أن يهرب فى حكايات الآخرين ويخفوا على خيالات الادباء منهم الفصيح ومنهم الجريح ومنهم التافه ومنهم العبقرى المنسى على رصيف التاريخ.. إننا فعلاً فى زمن الرواية لقد يأس الناس من الدراما التلفزيونية .. ومن المسرح.. ومات الشعر .. دعنى أخبرك أن أحد الشعراء الكبار الموهبة وكبار السن اخبرنى فى الهاتف سراً أن ديوانه باع نسخة واحدة فقط فى كل منافذ البيع بهيئة الكتاب فى مصر.. اغترب الشعر عن الناس أو ماتت مشاعر الناس تحت أقدام الجوع والفقر والجهل والمرض.. واصبح الشعر غريباً ولا حاجة للناس به.. تسألنى كيف ترى المشهد الرواية.. أقول بصراحة تشبه الوقاحة اختلط الحابل بالنابل وهجم على الرواية كل الناس بحثاً عن الخلاص.. واقصد الناس هنا الكتاب والشعراء والفنانين التشكيليين .. الكل هجم على الرواية فاز من فاز وخسر من خسر.. فإذا كنت من المواليين للسلطة ومن خدم المسئولين صرت الكاتب الكبير العظيم.. وإن كنت العكس فأنت الفقير المحروم حتى من وجبة عدس.. المشهد الروائى المصرى والعربى مسخرة مثل الوضع السياسى مثل الوضع الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.. المشهد الروائى لا ينفصل عن المشاهد الأخرى.. فلذلك أخبرك بكلام ليس بسر أنا التجات لكتاب الرواية حتى أواجه الإحباط واليأس حتى اواجه الموت حياً.. حتى أواجة القبح حتى أفضفض عن نفسى وأحكى وأنا الرائى والسائر فى دروب التاريخ بحثاً عن سر مصر هل هى عظيمة أن عبيطة.. أم عظيمة أحياناً وعبيطة أحيانا أخرى.. ومتى تكون هكذا.
•هل يمكن تحديد الفوارق والخلافات بين الفترات السياسية فى حكم مصر ومدى تأثرك بها فى كتاباتك ؟
-أنا رجل ناصرى المولد والنشأة احببت الحرية والاشتراكية والوحدة ولكننى بعد نكسة 67 أو قبلها بعامين اصدمت بالرقابة وأمن الدولة والدكتاتورية حينما سألت سؤالاً فى منظمة الشباب الاشتراكى من هى اسرائيل هل يمكن أن نقضى عليها فى ساعة كما تكتبون فى الصحف .. وانقلبت الدنيا على رأسى وكان ذلك فى عام 1965 .. تعرفت على اليسار المصرى فى عام 1966 وكنت أميل إلى الاشتراكية الصينية وتحقيق العدالة الاجتماعية من منظور ماوتسي تونج وأعجبنى جيفارات فى كتابة ثورة فى الثورة .. ثم جاء عصر السادات فرأيت الرجل يخون مبادئ ثورة 23 يوليو ويخون الفقراء والاشتراكية وينحاز للأغنياء ويميل للفساد وكل شئ عنده بالقانون وتحول القانون والعدل إلى خدمة (كبير العيلة – قانون العيب – قانون الطوارئ ) وحبس كل من هو اشتراكى أو يسارى والسماح للأخوان بضربنا وتشريدنا فى الجامعة .. كان السادات خائناً بدرجة عبقرية.. وقسمنا إلى نصفين هو والأخوان قريق ضد الاشتراكية والناصرية.. إلى أن وقعت الواقعة وحبس الأخوان واليسار وانتهى تلك اللعبة السخيفة التى تسمى عصر السادات.. وهاجرت إلى الدول العربية مع أحمد بهاء الدين ومحمود السعدنى وعلى الراعى وفؤاد زكريا ونخبة كبيرة إلى الكويت وفى الكويت تعرفت على أفكار حزب البعث .. واقتنعت بها ورأيت العروبة تتجلى واحسست مع القوميين العربى فى الكويت بالانتماء الشديد فغضب اليسار على.. ولكن كانت الجهالة قوية وعدت إلى  مصر فى عصر مبارك .. فكانت كل المؤسسات تسير بشعارات غوغائية لا معنى لها.. وليس لها أى مفهوم أو معنى فكرى مثل (مصر فوق الجميع – لا صوت يعلوا على صوت مصر – مصر أم الدنيا) وفى تلك الفترة رأيت الخراب الجميل يقوده مبارك ورجاله فالرأسمالية المصرية ليست مثقفة للأسف.. ولا مؤهلة للقيام بدور اجتماعى مثل الرأسمالية الغربية.. ففى غياب القانون والعدالة يصبح كل شئ مباح ومتاح والفساد ينتشر بطريقة كبيرة.. حتى رئيس الجمهورية يحصل على الهدايا من المؤسسات الصحفية وغيرها.. ستجد فى كتاباتى الأولى عشقاً لعبد الناصر ولمصر ولكنه عشق ساذج تاريخياً وستجد فى كتاباتى فى فترة السادات غضباً وتحريض وثورة على الفساد ودفاعاً عن الفقراء الذين يجرون فى دمه واسجل فى كتاباتى فى عهد مبارك نغمة يأس أو مراجعة تاريخية لتاريخ مصر وتاريخى الشخصى وما تاريخ الوطن إلا تاريخنا نحن المواطنين البسطاء وللأسف نحن نربط تاريخ الوطن بحماقة شديدة بتاريخ الزعماء .
•ترى أن أعمالك تسير فى عدة اتجاهات رغم أنها تعبر عن هم واحد  بمعنى تسلسل الروايات بنفس الأبطال ليعبروا عن هموم مختلفة .؟
-هذه رؤية نقدية احترمها ولكن الهم واحد فى كل أعمالى هو التنوير وإعادة كتابة التاريخ المزور بتاريخ صحيح .. هو التفسير للمقدسات أولاً وللأفكار الكبرى ثانياً وللسلوك الاجتماعى العفن.. نعم الهم واحد.. الوطن يسير بجلباب ممزق عار عن الحقيقة والكل يصفق الوطن بثوب جميل .. الوطن هو الملك العارى الذى يصفق له الشعب على ثوب وهمى .. إن أبطالى أنا وأصدقاء ومن عرفت ومن قابلته وتاريخ مصر الفرعونى واليهودى والمسيحى والاسلامى والفاطمى والأيوبى والمملوكى والحالى هى عجينة يختلط فيها الكل والهم واحد.. هو مصر. المقهورة المظلومة الناسية المنسية الواهمة الموهومة ..
•اليسار واليمين فى الثقافة هل كان لذلك تأثير على الإبداع الروائى وكيف ترى موقعك فى هذه التقسيمات .. وهل عانيت من ذلك؟
-اليسار قديم جداً فى مصر ففى عصر الاضمحلال الثانى حكم الملك بيبى الثانى تسعين عاماً حكم منذ أن كان عمرة سبع سنوات حتى سعة وتسعين .. وقامت ثورة فى مصر أحرقت أول ما أحرقت قاعات القضاء.. وقتلت القضاة وحرقت كل الأوراق التى فى المحاكم ثم قتلت فرعون نفسه.. وقادة الجيش والكهنة وأعلنوا أن الأرض لمن يزرعها وأن الحرفة لمن يحترفها ولذلك كانت أو اشتراكية فى العالم وسنت قوانين الملكية الجماعية وكل هذا فى بردية مكتوبة منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد فى متحف فى موسكو .. نحن علمنا العالم الاشتراكية ودعينا إلى العدالة الاجتماعية منذ خمسة آلاف سنة وظلت التجربة الاشتراكية فى مصر خمسين عاماً وفشلت لأن المصريون تكاسلوا عن العمل ولم يهتموا بمفهوم العمل الجماعى واليمين فى مصر قديم فقد قام الاقطاعيون مع الكهنة بأول انقلاب فى التاريخ على اخناتون وهنا تمكن اليمين بأن يظل تعدد الألهة وتعدد منابع الدخل وأن يكون الحال على ما هو عليه أغنياء وفقراء .. سادة وعبيد.. وقتل اخناتون وأخيه وابنه وجعل حور محب مع الطبقة الرأسمالية مصر يمين.. هنا انت أمام ثقافة يمين ويسار قديمة واعتقد أننى انتمى إلى اليسار فكراً نحو العدالة والمساواة والدفاع عن الضعفاء فى الأرض.. وأنا مع اليمين قلباً لأن هذا الكون لم يخلق سدى بل له إلهاً واحداً فى السماء ويدعو على الأرض كما قال اخناتون وهذا الإلهة عادل فأرسل إلينا آلاف الأنبياء وأكثرهم كانوا لمصر.. وقتل من قتل .. وطرد من طرد وظل الله يحب مصر رغم ما فعل أهلها بالأنبياء.. اعتقد أن اليسار يعرف أنى لا أحب فى فكر اليمين الاستغلال الطبقى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة والمساواة وأعلم أن اليمين يعرف أنى أحب الاشتراكية التى أسسها فى العالم الاسلامى الرسول الكريم عليه محمد ابن عبد الله عندما هاجر إلى المدينة فقسم بين المهاجرين والأنصار البيوت والطعام والثياب والمال حتى الزوجات "من كان له زوجتين يتخلى عن واحدة" هذا النبى الاشتراكي لم يفعل أحد مثله من الحكام العرب والمسلمين.
•هل تستمد لحظات الإلهام فى عملك ؟
-أكيد استمدها فى عملى واعتقد أنى من القلائل الذين يستحضرون الإلهام حين يبدأون فى الكتابة وهى خبرة تكون على مدى خمسين عاماً ..
•ما رأيك فى المشهد الروائى الآن ؟
-اعتقد لدينا ابداع كثير جداً "قليله جميل وكثيره مسلى" وقليله جداً ضعيف جداً. الكل يجتهد والكل يقاوم الموت والاكتئاب بطريقته فالكتابة نوع من المقاومة الآن.. حيث أن القبح يسيطر على كل المنافذ.
•زمن الرواية .. ما رأيك فى هذا المصطلح ؟
-مصطلح عادى ولا يحتاج إلى تفنيد .. واعتقد أن لكل زمن فن يطغى على فن ويكبر. والرواية فى رأى (هى سرد والسرد يعنى التاريخ والحكاية والزمن الإنسانى واللغة الحية التى تملك الدهشة الشاعرية) .. واذا أردت أن تكتب سرداً فأكتب شعراً وإذا نقص ضلع من هذه القواعد لن تكون الرواية بل تكون حكاية ضعيفة .. قد تكون الحكاية شفاهية والحكاء الشفهى للرواية أكثر قوة وإبداعاً من الحكاء الورقى.. لذلك الرواية الورقية تحتاج إلى التحفز والدهشة المستمرة دائماً لتكون قادرة على المواجهة والصمود.
•هل ترى أم هناك حركة نقدية تواجه الابداع ؟
-لدينا نقاد كبار ولكنهم قلة ولدينا صحف كثيرة ولكنها تهمل الابداع والمبدعين ولدينا مجلات أدبية تقدم وتتابع 1% من الابداع.. ولدينا فى مصر والوطن العربى قارئ يقرأ فى العام حسب تقرير الأمم المتحدة نصف صفحة أو مدة نصف ساعة فى العام بينما المواطن الأمركي يقرأ مائتى ساعة فى العام.
•ما هى أمالك وطموحاتك نحو مستقبل الثقافة المصرية ؟
-إذا انصلح حال المجتمع انصلح حال الثقافة المصرية .. هذه كلمة "جمال حمدان".. وأضاف رحمه الله أظنه لن ينصلح قريباً .
•ما هى آخر مشاريعك الابداعية ؟
-اكتب الآن الجزء الرابع من مشروعى الروائى الكبير قهوة سادة – كابشينو – ليالى دبى .. اكتب الان فى رواية شاى بعد العصر – الرائى والبنفسج والعصفور.

كابتشينو والتمرد على نمطية السرد. د. أحمد المصري

                  كابتشينو والتمرد على نمطية السرد
                                                       د أحمد محمود المصري



(عمَّ أبحث في السيد حافظ وهو الفرد الكثرة والكل في واحد....)
يقول الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة:
البحر موعدنا                     
وشاطئه العواصف                 
جازف
لن يرحم الموج الجبان
ولن ينال الأمن خائف
فإن سدت جميع طرائق الدنيا
أمامك
فاقتحمها لا تقف
كى لا تموت وأنت واقف .
والمبدع أولى من غيره بالمجازفة ،إن الخيال طليق ، وإن الإبداع سمته الأولى الحرية ووظيفته الجمال وغايته الابتكار ، فكيف يجوز تقييد حرية يجب أن تظل طليقة ووظيفة يجب أن تظل دون حدود ، وابتكار يجب أن يظل متمتعاً بكل ما له الحق فيه من انكسار القيود وانفتاح الآفاق وانزياح الحواجز إن الشكل الروائي متحول دائماً فكيف نستطيع أن نزعم أننا قادرون على وضع قانون ثابت يقيده تقييداً ويكبله تكبيلا فيغتدى ثابتاً وقد كتب عليه أن يظل متحولاً؟
إن كل نظرية للنقد توضع انطلاقا من  معطيات نصوص يقرؤها المنظر فينظر في الحقيقة لها أصلاً أما ما وراء ذلك ، أو ما بعده فيمكن أن تنطبق نظريته على بعضها دون بعضها الآخر، فإذا انطبقت عليها كل التقنيات فتباً لها من نصوص وسحقاً إذا خضعت للقواعد وأذعنت للقيود.
إن عبثية الإبداع هي قاعدته وإن تمرده على التقنين هو ثورته التي يجب أن تظل معلنة على التقاليد التي تقيد فلا ترسل وتؤذي أكثر مما تجدى .
ويعد السيد حافظ أحد المبدعين المتميزين الذين أثبتوا جدارتهم الفنية بما وهبه الله من موهبة متميزة بين أقرانه من الكتاب وصل إليها بعد رحلة شاقة من الإبداع كان فيها صاحب تجربة متميزة وهوية فريدة غير مكرورة لا تتشابه مع غيرها ، لم يخضع فيها لتشكيل فني واحد ، وإنما كان نموذجاً لكاتب يحترم التجريب ولا يخشى المغامرة فيه خصوصاً على صعيد بناء الرواية ولغتها ،  يكتب كما يتنفس والكتابة بالنسبة له واقع فني مجاور لواقع الحياة ، واقع زاه مغامر يستطيع التجاوز والقفز فوق قوانين الحياة القاسية ،وقد كان في كل ما كتب منطلقاً من قناعة واضحة بوظيفة الفن الاجتماعية وصلته بوعى القارئ وقدرته على أن يشكل
ذاكرة أي مجتمع ،سعى إلى محاكاة اللحظة الواقعية الاجتماعية فنياً على أمل تجاوزها إلى حياة فنية متخيلة تكون أكثر حرية وحبا وسلاماً وعدلاً وانفتاحاً على الآخر ، كما كان في كثير من الأحيان صوتاً لمن لا صوت له ، مؤمناً بأن نمة مشتركاً إنسانياً باقياً بين البشر ، أيا كانت الفروقات المادية والجغرافية والدينية بينهم .
وروايتنا كابتشينو هي إحدى حلقات المنجز الروائي الإبداعي عند السيد حافظ المتمثل في مجموعة من الأعمال الرائعة مثل : نسكافيه ، قهوة سادة ثم كابتشينو – ثم شاي أخضر... وكلها يمثل جنوحاً نحو التجريب والتجديد في الكتابة الروائية ،رواية شديدة الفرار من عبودية التقاليد تقرأ بعين العقل وهي رواية الحب والألم ، الوجود والعدم ، رواية ليست كالرواية محفورة على جدران القلب ، مكتوبة بدمائه ، إنها رواية النزيف والوجع ، تقبض على الجمر مشتعلاً تنكأ الجرح وتغوص فيه حتى العظم وكما قال نيتشة "إنني استعرض جميع ما كتب فلا تميل نفسي إلا لما كتبه الإنسان بقطرات من دمه "وهذه كتابة مكتوبة بالدم .
عتبة الغلاف :
صارت العتبات الخارجية للنص جزءاً من بنيتة الدالة ولم تعد ترفاً أو شيئاً إضافياً يمكن الاستغناء عنه .
وتعد لوحة الغلاف من أهم هذه العتبات نظراً لكونها دالاً بصرياً موازياً يكتنز بين تضاريسه الإشارية عديداً من الإيحاءات السيمائية والتأويلات المحتملة لقراءات متعددة ومفتوحة فالغلاف يفترض قراءة تستند إلى الحس البصري الذكى وتفرض على المتلقى إحداث نوع من الارتباط بين ما هو كتابي وما هو تشكيلي .
وغلاف روايتنا الأمامي يسيطر عليه السواد تتصدره صورة كبيرة للمؤلف توحى بأشياء كثيرة ، نظرة تحمل تفكيراً ورؤية وفلسفة كما تحمل الترقب والقلق بها العمق والحزن أعلاها اسم المؤلف كتب باللون الأحمر ، وأسفله اسم الرواية كتب باللون الأبيض وهي نفس ألوان علم مصر تحمل دلالات مختلفة فالأحمر لون الدم والمعاناة والألم ، وهو لون التمرد والثورة ، والقوة وهو لون الحب والعشق ولون القهر والكبت والمنع أما الأبيض فهو لون النقاء والصدق ، لون الأمل لون النور والإشراق الذي يحاول أن يشق طريقه وسط الظلام .
ثم يأتي بعد ذلك التجنيس للعمل الأدبي وهو رواية وكتب بلون أخضر يدل على التجدد الدائم والحياة المستمرة وعدم القولبة والجمود ، الأخضر لون الحياة الدائمة لون التجديد وهذا ما سعى إليه المؤلف .
ثم تأتي دار النشر رؤيا لتكتب بلون الشمس البرتقالي المشرق الذي هو نفسه لون إطار صورة الكاتب ليكون نموذجاً مشرقاً للكتابة وسط ظلام وسواد يحيط به وكأن الصورة تشرق من بين هذا السواد ، في إشارة على تحدى هذا الظلام الفكري والتخلف الثقافي ، والاعتماد على الاجترار ومحاربة الابتكار ، هي صرخة إذن في وجه القبح والتخلف ولعل في تصدر اسم المؤلف ثم صورته للصفحة قبل العنوان والجنس الأدبي دليل واضح وقوي على حضور المؤلف في روايته حضورًا قويًا وواضحًا وملموسًا من صفحة الغلاف وحتى آخر كلمة في الرواية .
دلالة العنوان:-
       كابتشينو عنوان لافت يتميز بالإيجاز والقدرة على جذب الانتباه وكلاهما من سمات العنوان الجيد ، وإذ كان العنوان يعد عتبة النص ومدخلاً إلى فهمه ، ومفتاح الولوج إلى أغواره العميقة فما دلالة هذا العنوان وما علاقته بالمضمون .
قد تتسرع وتقول لا علاقة بين العنوان والمضمون إلا في تكرار كلمة كابتشينو أكثر من مرة داخل الرواية كمشروب تناوب على شربه عدد من أبطالها ، وإذا لم تتعجل فقد تربط هذا العنوان بعناوين السيد حافظ السابقة واللاحقة لهذا العنوان مثل نسكافيه ، قهوة سادة ، أو شاي أخضر –فتربط بينها وبين جلسات النميمة أو الود على المقاهي أو في المنازل حيث البوح والمكاشفة والتسلية والنقد والغضب ....، وقد ترى في النسكافية والقهوة والكابتشينو وهي مشروبات من أصل واحد ترابطًا من نوع آخر يتعلق بأنها تشرب من أجل التنبيه وكأن هذه المسميات تأتي لتنبه القارئ وتهيأه للتلقي الواعي ، ولعل في مراجعة مفهوم القهوة عند الصوفيين ودلالته ما يؤكد هذا المعني ويؤيده.
     فهم يرون أن مكتشفها الشيخ العيدروسي في القرن العاشر ، وقد حرمها بعض المعارضين للصوفية وتصدى الشعراني للدفاع عن شرب القهوة ، التي صارت من طقوس الصوفية التي تساعد على الذكر ثم تم الترويج لها بعد ذلك بأنها تساعد في علم الغيب وقراءة المستقبل ، وادعوا أن سمة صلة بين شرب القهوة والعلم اللدنى من هنا وفي ضوء هذا الفهم يفسر عنوان كابتشينو ومن قبله نسكافية وقهوة سادة على أنه تهيئة لتلق واع يكون القارئ فيه منتبهًا لما يواجهه ويقرأه .
     ومن هنا تأتي صلة القهوة والنسكافية والكابتشينو بالروح لذا أطلق عليها المؤلف اسم كابتشينو حكاية الروح ، وهي الفكرة التي تجمع بين عدة روايات للمؤلف تركز على فكرة الحلول وتناسخ الأرواح عبر ارتحالها في أزمنة عدة وتصويرها عوالم متابينة بالموازاة مع أمكنة كثيرة تشهد تحرك شخصياتها وشبكة العلاقات التي تنسجها وانتقال الروح من جسد إنسان إلى جسد آخر ، والتناسخ نظرية دينية قديمة تقوم على عودة الروح بعد الموت إلى الحياة في جسد جديد ويرى القائلون بها أن الروح جوهر أزلي خالد وخلودها يستمر في حيوات شتى تكون في امتدادها حياة واحدة أبدية مستمرة وهذا ما حدث مع سهر في هذه الرواية حيث حلت فيها روح نور الفرعونية ثم غابت نور لتشرْق روح شمس في جسد نور وربما ستغرب شمس ليسطع قمر في روح سهر بعد ذلك .
دلالة الإهداء:
إهداء ثوري للشيخ عماد عفت وصلاح جيكا ومينا دانيال شهداء ثورة 25 يناير وهو إهداء له دلالته لمن قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن .
    ثم إهداء للأحفاد رمز الأمل في الغد المأمول .
    ثم تصدير مهم من القرآن عن الروح ، ثم عبارة لفرويد تؤكد على نفس الفكرة فكرة تعدد الأرواح للشخص الواحد يقول فيها:
"كل فرد ينتمى إلى عدة أرواح جماعية روح عرقه ..روح طبقته.. وروح طائفتة."
      ثم تصدير مهم يوحي بالهم الذي يحمله فوق عاتقه ويفسر توجه كتابته .
      ثم مقولة موحية لحكيم فرعوني ، وأخيرًا مقولة لفتحي رضوان .
من العتبات إلى النص
     هذه الرواية كما قلنا حلقة من سلسلة حلقات روائية تعنى بفكرة حلول الروح وانتقالها من جسد إلى جسد آخر فإذا كانت رواية قهوة سادة قد تكلمت عن عصر إخناتون والتوحيد فإن هذه الرواية تتحدث عن عصر فرعون وموسى .
والرواية تسير في ثلاثة خطوط متوازية .
الأول يحكى عن نور الفتاة العبرانية وقصة حبها لمحب القائد الفرعونى المؤمن بفرعون والصراع الدينى بين الإيمان والكفر من جانب والحب المستحيل من جانب آخر ، وانهزام دين الحب أمام دين السماء .
     بينما الخط الثاني في الرواية يتحدث عن قصة حب مستحيلة أخرى بين سهر وأستاذها كاظم تنتهى بالفشل ورحيل سهر إلى الإمارات للزواج هناك .
والخط الثالث يحكى عن فتحي رضوان وحياته في الإسكندرية ومعاناته من الوسط السقافي وفشله في الزواج ممن يحب مما يؤدى إلى رحيله هو الأخر إلى الخليج للعمل هناك بعد أن يتزوج من إمرأة أخرى .
وأول ما يلاحظ على هذه القصص الثلاثة أن الخروج من الأرض والرحيل صار حلاً أو خلاصًا أو مصيرًا حتميًا مفروضًا على أبطالها .
أخرج من مدينتى من موطنى القديم
مطرحًا أثقال عيشى الأليم
فيها ، وتحت الثوب قد حملت سري
دفته بيابها ، ثم اشتملت بالسماء والنجوم
أنسل تحت بابها بليل
لا آمن الدليل ، حتى لو تشابهت على طلعة الصحراء
وظهر الكتوم .
صلاح عبد الصبور
سأترك الإسكندرية المدينة البليدة الخاملة التي لا يتخطى أحلام مبدعيها محطة قطار سيدى جابر ........فتحي رضوان
إذن كل شئ ينتهي بالرحيل الذي يعد خلاصًا ونجاة ، وإذا كان سفر العبرانيين كان خلاصًا جماعيًا فإن خروج سهر ، وفتحي رضوان من بعدها كان خلاصًا فرديًا وخاصة بالنسبة لفتحي الذي لم يتمكن من التعايش مع مجتمع يقتل المبدعين ويحارب المثقفين ويكره المفكرين فكيف يحلق المبدع بأجنحة متكسرة في مدينة مهجورة مهجرة .
الطيور مشردة في السموات
ليس لها أن تحط على الأرض
ليس لها غير أن تتقاذفها فلوات الرياح    .........أمل دنقل
والسيد حافظ هو أحد هذه الطيور التي لم تقعدها مخالطة الناس ولكنه من الطيور المعلقة في السموات وليس بوسعه إلا أن يلبي نداء الشاعر :-
رفرف
فليس أمامك
والبشر المستبيحون والمستباحون صاحون
ليس أمام غير الفرار
الفرار الذي يتجدد كل صباح
لكن السيد حافظ بعد خروجه وفراره قرر العودة قرر المواجهة قرر أن يعيد كتابة التاريخ أن يناقش قضية الهوية أن يفضح الأدعياء أدعياء الفكر أدعياء الحضارة أدعياء الثقافة لذا دفع الثمن غاليا ومازال يدفعه ومازال يواجه .
حضور ذات المؤلف في الرواية
إذاكان أرسطو يقول اعرف نفسك فإن السيد حافظ قد عرف نفسه وقرر ألا يكون إلا نفسه وألا يكتب إلا نفسه لذا يقول في تصدير روايته "لست مؤهلا إلا لكتابة شيء عن نفسي"
      وهذا مناط تميزه وتفرده عن غيره من الكتاب ، السيد حافظ هنا في هذا العمل حاضر وبقوة لا يختفي خلف شخصياته بل يطل بوجهه لا في صفحة الغلاف فحسب ولكن في كل قطرة حبر سالت على أوراق روايته .
السيد حافظ يكتب ذاته لكنه لا يكتب سيرة لها ، هذه ليست رواية سيرة ذاتية تستوجب حالة تطابق بين الكاتب والسارد والشخصية لكنها أقرب لرواية التخبيل الذاتي يقف فيها وجها لوجه أمام ذاته في محاولة منه لخلق مسافة مع هذه الذات عبر عنصر التخيل ليخلق منها موضوعًا للتأمل وإعادة الاكتشاف .
الكاتب حاضر بفكره بثقافته باختياراته بتعليقاته حاضر بروحه في كل كلمة في الرواية .
مذهب الكاتب
إنني شاعر خارج التصنيف وخارج الوصف والمواصفات فلا أنا تقليدى ولا أن حداثوى ولا أنا كلاسيكي ولا أنا رومانسي ولا أنا رمزى ولا أنا ماضوى ولا أنا مستقبلي ولا أنا انطباعي أو تكعيبي أو سريالي إنني خلطة لا يستطيع أي مختبر أن يحللها إنني خلطة حرية.
                                                                         نزار قباني
أنا كاتب فوق الأحزاب أنا حزب لوحدى....... السيد حافظ
كيف نصنف السيد حافظ من خلال هذه الرواية هل هو كاتب رومانسي يهيم شوقًا ويذوب عشقًا ؟ هل هو كاتب واقعي ؟ هل هو كاتب رمزي ؟ هل يوظف القناع ؟ هل يستخدم الإسقاط الرمزي ؟ هل .....هل.........
نعم هو خليط من كل هذا هو نسيج متفرد بذاته لا يشبه إلا نفسه.
استلهام التاريخ
فشر الناس قوم ذو خمولٍ              إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
                                                            معروف الرصافى
ثمة ارتباط بين التاريخ والفن الروائي إذ إن كليهما يتضمن سرد الأحداث بشكل قصصي و لوجود هذه العلاقة بين الفن والتاريخ اتجه الكتاب إلى قراءة هذا المصدر الثري وهضم صوره وصياغة موضوعاته صياغة حية نابضة لتنفذ وسيلة للتعبير من خلالها عن ذواتهم ، وإذا كانت الرواية بشكل عام هي تاريخ متخيل داخل التاريخ الموضوعي فإن لنا أن نلتمس الخيط الذي يشد الرواية إلى التاريخ عبر اشتراكهما في عناصر رئيسة هي الإنسان والزمان والمكان وأكثر من ذلك اشتراكهما في الطابع القصصي .
وإن كان اعتماد الرواية على الحدث التاريخي لا يعني إعادة كتابة التاريخ بطريقة روائية فحسب ،بل قد ترتبط الرواية بالتاريخ للتعبير عما لا يقوله التاريخ في بعض الأحيان.
وهذا ما فعله السيد حافظ حيث أعاد تقديم التاريخ من وجهة نظره موضحًا كثيرًا من أخطائه وذاكرًا لكثير من الأخبار المسكوت عنها ، دون الوقوع في فخ الانبهار بالماضي أو الفناء فيه وإنما كانت قراءته للتاريخ قراءة ناقدة مصححة قاسية لكنها عاشقة إنها قسوة الحب التي كثيرًا ما يستخدمها السيد حافظ في نقد أحوال المجتمع المصري وكشف عوراته قديمًا وحديثًا سعيًا لإصلاحه وإبرازا لملامح الهوية المفقودة.
الروح الصوفية
أنا من أهوى ومن أهوى أنا           نحن روحان حللنا بدنا
نحن مذكنا على عهد الهوى           تضرب الأمثال للناس بنا
فإذا أبصرتنى أبصرته                  وإذا أبصرته أبصرتنا
أيها السائل عن قصتنا               لو ترانا لم تفرق بيننا
روحه روحى وروحي روحه         من رأى روحين حلت بدنا       
     الحلاج
ثمة علاقة وثيقة بين التجربتين الصوفية والأدبية تكمن في سعي كل منهما نحو الأسمى والأفضل وتقديم صورة للعالم البديل الذي يرتقي الصوفي من أجله معراج الروح ويبغيه الأديب مرتكزًا على الثنائيات الضدية إظهارًا لعوار المجتمعه وفساده أو محلقًا في عوالم خياليه مثالية يقدم من خلالها صورة ضمنية تجسد حلمه الأسمى بالمجتمع المثالي الذي يصبو للعيش فيه ، والروح الصوفية واضحة الملامح في هذه الرواية نراها في فكرة تناسخ الأرواح وانتقالها من جسد لآخر ، ونراها في حالة الوجد والعشق والتماهي بين الأحبة وفناء العاشق في المعشوق، رحلة مغامرة عشقية يسير فيها العاشق وحيدًا أعزل إلا من حبه وشوقه ولا يقين لديه إلا إدراك غايته لأن الحاجة إلى المحبوب نداء باطني يأتي من المجهول لا تحدده مواقع سطحية قريبة ولا يقبل المحبوب إلا بالنفوس القوية الصامدة إنها رحلة صعود صوفية يتألف سلمها من درجات متناهية في الدقة والخطورة تبدأ بسيطة وتنتهي صعبة يفن فيها المحبوب في حبيبه وقد كتب السيد حافظ عبارة غاية في الرقة الشاعرية تعبر عن هذه الحالة منها علي سبيل المثال وصف فتحي لحبيبته ناهد وعشقه لها :-
"سأتذكر أني عندما قبلتك فقدت الذاكرة وأني حين احتضنتك وجدت وطني ، وحين ارتميت على جسدك تلاشيت في جسدك وصرت نورًا وسأذكر أنك موطنى وهوائي وخيمتي ومهرتي وأنك في الليلة الظلماء قمري ."
وهذه القطعة العذبة من محب عن نور :
من أنت يا نور؟ هل أنت لي قدر مكتوب؟ هل أنت جنوني المسافر و عاد ؟ هل أنت أوراقي وزهرة خبأتها من السنين في حنايا القلب؟ هل أنت لحظة مضيئة تعد بألف سنة مما يعدون؟ هل أنت شجرة ميلاد لا تنبت أوراقها ولا تفوح إلا لحظة وجودى والحضور ؟ أعرف الآن أنك تهيمين في قلبي دون آلاف النساء إني أجمع صفاتك من كل النساء ليستريح قلبي حين تغيبين.
وهذه الرسالة التي يبدو فيها العشق الصوفي بوضوح من فتحي لزوجته تهاني :-
أنا من الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض وفوائد العشق لحواء أنا مدن ليس لها ميناء ولا أشغل نفسي بالدنيا دينا أو مدنية فالله في كل الأشياء دنيوية ودينية وأنا الشيخ المستنير وأعرف طعم الكلام والأصطدام والانتقال والاتصال ودهشة الطفل في داخلي حين أرى مطر الشتاء اكتشفت أني أحبك كثيرًا ياتهاني في هذا المساء.
نقد الواقع الاجتماعي
تحمل الرواية نقدًا شديدًا للمجتمع المصري قديمًا وحديثًا مركزة على كثير من سلبياته مثل تبعيتهم لفرعون رغم توالي الآيات والابتلاءات ، ومن ثم صارت التبعية للفراعنة وراثة وهذا سر احتفائه بـــــــ25يناير التي تمردت على فرعون .
كما تلقي الضوء على سوء فهم الحضارة فالحضارة ليست تماثيل ولكنها سلوكيات للناس .
وتبرز فساد الحياة الثقافية وسيطرة العلاقات الشخصية والشللية في النشر والجوائز وفتح أبواب الإعلام والصحف ...
وتنتقد المناخ الطارد في مصر لأهلها واضطرارهم للسفر إلى الخليج الذي يسهبنهم ويستنزف طاقاتهم
سُلطة الهامش
     هدف الحاشية في معظم الأحيان هداية المتلقي إلى مغاليق العالم الروائي عن طريق دورها في توثيق النص وتثبيت الإحالات ومصادر الكاتب ومراجعه أو توضيح ما ورد غامضًا في المتن وإن كانت الحواشي تتذيل النص وتقع في هامشه فإنها تؤدى دوراً وظيفيًا يؤازر المتن الحكائي .
وقد استخدم السيد حافظ حواشيه بشكل توثيقي في كثير من المواضع مثل إشارته لمرجعه التاريخي عن أخبار موسى ، وأحيانًا يستخدمها استخدامًا توضيحيًا تفسيريًا عند إشارته لأصل تسمية أبي حنيفة وللغة التي كلم الله بها موسي .
وأحيانًا كان يستخدمها للتعقيب والتعليق مثل تعليقه بأن أول من كشف زيف اليهود شامبليون....
ولكن الحاشية تتسع في كثير من صفحات الرواية حتى تبدو في كثير من الأحيان كتابًا مستقلاً عن المتن ، يتحدث فيها المؤلف عن مواقف حياتيه وأشخاص قابلهم أو يعرفهم يشكو ينقد يتألم يحب يفرح يحزن ، يذكر أسماء بعينها من الشعراء والكتاب ، يشكو ديونه أحيانًا....
ولكن هل فعلاً الحاشية لا علاقة لها بالمتن ؟في كثير من الأحيان تكون الإجابة بــــــــــــ لا هناك مواضع كثيرة تربط بينها ،منها علي سبيل المثال في صــــــــــ41 هناك عبارة أرسل مع العصافير دقات قلبك لمن تحب إن العصافير والحمام رسل قلوبنا
وفي الهامش
بيان انقسام المصريين في كل العصور منذ عهد إخناتون ومرورًا بموسى وفرعون ، وفي عهد المسيحية من آمن بعيسى بشرًا ومن آمن به إلهًا ، وفي عهد الفاطميين شيعة وسنة وحاليًا إلى إخوان وعلمانين وفي كل عصر يسقط الضحايا لغياب القدرة على التعايش لغياب الحب .
في نفس الصفحة الحديث في المتن عن جحود الأبناء رغم ما قدمه لهم الأباء وفي الهامش جحود المثقفين والإعلاميين وحصار الكاتب بالتفاهة في بلاد اللا معنى .
في صــــــــــ34 ربط بين المتن والهامش  حديث عن الشر وقول سهر يا خالتي شهرزاد الشر موجود طوال الوقت وفي كل الأحوال في الهامش مرض أخيه رمضان بالسرطان في الكبد وبداية علاجه الكيماوي .
في صــــــــــــ343 إشارة إلى الحكم بالعدل كما جاء في التوراة وفي الهامش إشارة إلى دخوله الإنتخابات باتحاد الكتاب وعلمه المسبق برسوبه لأنه لا شلة له فالثورة لم تغير فينا شيئًا حتى الآن .
صـــــــــــــــــ354 إشارة إلى سوء معاملة العرب الخليجيين للوافدين وفي الهامش إشارة إلى تسامح عمر بن عبد العزيز مع اليهود وتسامح هارون الرشيد مع المسحيين ثم تحذير من الفتنة........... وهكذا يأتي الهامش متممًا للمتن وموضحًا له أو معلقًا عليه ، في ربط بين الهامش والمتن والقديم والحديث والتاريخ والواقع.
كابتشينو صرخة لتنبيه مجتمع غافل ليعيد اكتشاف نفسه وتشكيل وعيه ، تطرح أسئلة تعمق جرحًا لتصل إلى التطهر ، لاتقدم حلولاً لكنها تضع أيدينا على المشكلة علنا نجد حلولاً لها.
تحمل الغرابة والتشويق ،نحن أمام رواية اختراق واحتراق تربط بين الما قبل بــــــــ الما بعد في الحكى ترجع إلى التاريخ وتسقطه على الواقع وتقدم لنا شكلاً جديدًا للسرد يعلو فوق التصنيف ويتمرد على النمطية .
دكتور احمد المصرى / جامعة الاسكندرية ..هاتف 01115336800

أبو زيد الهلالي مسرحية للأطفال

مسرحية الأطفال الاستعراضية الغنائية
               أبو زيد الهلالى
                   تأليف
                 السيد حافظ


 لقراءة المسرحية أو تحميلها بصيغة PDF  اضغط على الرابط التالي



رابط التحميل الأول

اضغط هنا

رابط التحميل الثاني

https://drive.google.com/open?id=0B2rLU6MapsKuMVR1OEYwRVY0Z0k


حمدان ومشمشة .. مسرحية للأطفال

مسرحية
حمدان ومشمشة 
.. مسرحية للأطفال
تأليف
السيد حافظ


بطولة :
الساحر
حمدان
مسرور: صديق وجار حمدان
مشمشة: زوجة حمدان
يعقوب: الرجل الأعرج
الوصيفة : رمانة
سيدة القصر : زوجة الوالى
الوالى
مع بطولة ثانوية :
- رجل 1 + رجل 2 + رجل 3 + رجل 4
- صبى القهوة – خادم 1 – خادم 2 – خادم 3
- حارس

                                         لقراءة المسرحية أو تحميلها بصيغة PDF  اضغط على الرابط التالي 

رابط التحميل الاول


رابط التحميل الثاني

أحلام بابا نويل مسرحية للأطفال

مســـــــرحــــيـــة
الأطفال الغنائية الاستعراضية
أحـــــلام بــابــا نـــويـــل
تأليف
الســـــيد حـــافــظ




                               لقراءة المسرحية أو تحميلها بصيغة PDF  اضغط على الرابط التالي 

رابط التحميل الأول


رابط التحميل الثاني

سندس مسرحية استعراضية للأطفال

السيد حافظ
مسرحية الأطفال الاستعراضية
سندس




                                      لقراءة المسرحية أو تحميلها بصيغة PDF  اضغط على الرابط التالي 

رابط التحميل الأول


رابط التحميل الثاني

الثلاثاء، 28 مارس 2017

صدور رواية حتى يطمئن قلبي للسيد حافظ

صدر مؤخرا بمصر رواية "حتى يطمئن قلبي"  للكاتب الكبير/ السيد حافظ عن دار رؤيا للنشر في 550 صفحة من القطع الكبير ، متضمنة سبع دراسات ومقالات نقدية عنها لمجموعة من النقاد والدارسين في مصر والوطن العربي على رأسهم د.وفاء كمالو ود.مباركي هاجر . وتنتمي هذه الرواية "حتى يطمئن قلبي" إلى جنس (المسرواية) .. من ضمن المشروع الروائي الكبير للسيد حافظ والذي بدأه بروايات "نسكافيه"، "قهوة سادة"، "كابيتشينو"، "ليالي دبي شاي بالياسمين"، "كل من عليها خان"، والتي أشاد بها كبار النقاد والكتاب كتجربة روائية ضخمة تدفع بالرواية العربية نحو عوالم جديدة من التجريب والتجديد واستخدام تقنيات مستحدثة في الكتابة في ذلك الجنس الأدبي العريق.

الأحد، 19 مارس 2017

مسافرون بلاهوية .. رواية قصيرة

رواية مسافرون بلاهوية ..
 رواية قصيرة
لقراءة أو تحميل الرواية بصيغة pdf اضغط على الرابط التالي

 رابط أول

رابط ثاني


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More