Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 4 مايو 2017

حوار مع الكاتب السيد حافظ لجريد الأهرام للمحاور الاستاذ ابراهيم عطية

حوار مع الكاتب السيد حافظ لجريد الأهرام
للمحاور الاستاذ ابراهيم عطية
•لماذا هاجرت المسرح ولجأت إلى الرواية وهل الرواية فعلاً هى ديوان العرب الأن ومناسبة تحولك من المسرح إلى الرواية رغم كونه أبو الفنون.. كيف ترى هذا المشهد الروائى ؟
-هذا السؤال يحتوى على عدة أسئلة .. ولنبدأ بالإجابة الهجرة من المسرح إلى الرواية هى هجرة شرعية فأنا أحمل جواز سفر شرعى هذا الجواز به رصيد ابداعى أياً كان متواضعاً أو شامخاً قليلاً أو كثيراً .. إن المسرح العربى عامة والمسرح المصرى خاصة قد استنفذ دوره فقد خدعنا أنفسنا كثيراً لأن الجمهور العربى يحب المسرح والمسرح فى الحقيقة دخيل عليه وعلى ثقافته .. هل تعلم أننا منذ أكثر من عشرين عاماً يتسول الجمهور لحضور المهرجانات المسرحية أو حفلات الافتتاح للعروض المسرحية.. إننا أمام فن جميل هو فن المسرح.. ولكن الجمهور قد فقد القدرة على الاحساس بالجمال فقد نشأ المسرح فى الوطن العربى أثناء الحملة الفرنسية فى كباريهات ومطاعم نشأة غريبة.. تسعى لإضحاك الزبائن كما فعل الريحانى فى "كشكش بيه" وانتهى المسرح إلى عمل كباريهات كبيرة بما يسمى "المسرح التجارى الكوميدى" إننا نحن المسرحيين غرباء مع فن غريب أحببناه فالمسرح احتياج والجمهور لا يحتاج مسرحاً الأن .. لذلك لزم على الانسحاب إلى الرواية .. وسؤال هل الرواية هى ديوان العربى الآن .. نعم.. لأن الجمهور يحتاج أن يهرب فى حكايات الآخرين ويخفوا على خيالات الادباء منهم الفصيح ومنهم الجريح ومنهم التافه ومنهم العبقرى المنسى على رصيف التاريخ.. إننا فعلاً فى زمن الرواية لقد يأس الناس من الدراما التلفزيونية .. ومن المسرح.. ومات الشعر .. دعنى أخبرك أن أحد الشعراء الكبار الموهبة وكبار السن اخبرنى فى الهاتف سراً أن ديوانه باع نسخة واحدة فقط فى كل منافذ البيع بهيئة الكتاب فى مصر.. اغترب الشعر عن الناس أو ماتت مشاعر الناس تحت أقدام الجوع والفقر والجهل والمرض.. واصبح الشعر غريباً ولا حاجة للناس به.. تسألنى كيف ترى المشهد الرواية.. أقول بصراحة تشبه الوقاحة اختلط الحابل بالنابل وهجم على الرواية كل الناس بحثاً عن الخلاص.. واقصد الناس هنا الكتاب والشعراء والفنانين التشكيليين .. الكل هجم على الرواية فاز من فاز وخسر من خسر.. فإذا كنت من المواليين للسلطة ومن خدم المسئولين صرت الكاتب الكبير العظيم.. وإن كنت العكس فأنت الفقير المحروم حتى من وجبة عدس.. المشهد الروائى المصرى والعربى مسخرة مثل الوضع السياسى مثل الوضع الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.. المشهد الروائى لا ينفصل عن المشاهد الأخرى.. فلذلك أخبرك بكلام ليس بسر أنا التجات لكتاب الرواية حتى أواجه الإحباط واليأس حتى اواجه الموت حياً.. حتى أواجة القبح حتى أفضفض عن نفسى وأحكى وأنا الرائى والسائر فى دروب التاريخ بحثاً عن سر مصر هل هى عظيمة أن عبيطة.. أم عظيمة أحياناً وعبيطة أحيانا أخرى.. ومتى تكون هكذا.
•هل يمكن تحديد الفوارق والخلافات بين الفترات السياسية فى حكم مصر ومدى تأثرك بها فى كتاباتك ؟
-أنا رجل ناصرى المولد والنشأة احببت الحرية والاشتراكية والوحدة ولكننى بعد نكسة 67 أو قبلها بعامين اصدمت بالرقابة وأمن الدولة والدكتاتورية حينما سألت سؤالاً فى منظمة الشباب الاشتراكى من هى اسرائيل هل يمكن أن نقضى عليها فى ساعة كما تكتبون فى الصحف .. وانقلبت الدنيا على رأسى وكان ذلك فى عام 1965 .. تعرفت على اليسار المصرى فى عام 1966 وكنت أميل إلى الاشتراكية الصينية وتحقيق العدالة الاجتماعية من منظور ماوتسي تونج وأعجبنى جيفارات فى كتابة ثورة فى الثورة .. ثم جاء عصر السادات فرأيت الرجل يخون مبادئ ثورة 23 يوليو ويخون الفقراء والاشتراكية وينحاز للأغنياء ويميل للفساد وكل شئ عنده بالقانون وتحول القانون والعدل إلى خدمة (كبير العيلة – قانون العيب – قانون الطوارئ ) وحبس كل من هو اشتراكى أو يسارى والسماح للأخوان بضربنا وتشريدنا فى الجامعة .. كان السادات خائناً بدرجة عبقرية.. وقسمنا إلى نصفين هو والأخوان قريق ضد الاشتراكية والناصرية.. إلى أن وقعت الواقعة وحبس الأخوان واليسار وانتهى تلك اللعبة السخيفة التى تسمى عصر السادات.. وهاجرت إلى الدول العربية مع أحمد بهاء الدين ومحمود السعدنى وعلى الراعى وفؤاد زكريا ونخبة كبيرة إلى الكويت وفى الكويت تعرفت على أفكار حزب البعث .. واقتنعت بها ورأيت العروبة تتجلى واحسست مع القوميين العربى فى الكويت بالانتماء الشديد فغضب اليسار على.. ولكن كانت الجهالة قوية وعدت إلى  مصر فى عصر مبارك .. فكانت كل المؤسسات تسير بشعارات غوغائية لا معنى لها.. وليس لها أى مفهوم أو معنى فكرى مثل (مصر فوق الجميع – لا صوت يعلوا على صوت مصر – مصر أم الدنيا) وفى تلك الفترة رأيت الخراب الجميل يقوده مبارك ورجاله فالرأسمالية المصرية ليست مثقفة للأسف.. ولا مؤهلة للقيام بدور اجتماعى مثل الرأسمالية الغربية.. ففى غياب القانون والعدالة يصبح كل شئ مباح ومتاح والفساد ينتشر بطريقة كبيرة.. حتى رئيس الجمهورية يحصل على الهدايا من المؤسسات الصحفية وغيرها.. ستجد فى كتاباتى الأولى عشقاً لعبد الناصر ولمصر ولكنه عشق ساذج تاريخياً وستجد فى كتاباتى فى فترة السادات غضباً وتحريض وثورة على الفساد ودفاعاً عن الفقراء الذين يجرون فى دمه واسجل فى كتاباتى فى عهد مبارك نغمة يأس أو مراجعة تاريخية لتاريخ مصر وتاريخى الشخصى وما تاريخ الوطن إلا تاريخنا نحن المواطنين البسطاء وللأسف نحن نربط تاريخ الوطن بحماقة شديدة بتاريخ الزعماء .
•ترى أن أعمالك تسير فى عدة اتجاهات رغم أنها تعبر عن هم واحد  بمعنى تسلسل الروايات بنفس الأبطال ليعبروا عن هموم مختلفة .؟
-هذه رؤية نقدية احترمها ولكن الهم واحد فى كل أعمالى هو التنوير وإعادة كتابة التاريخ المزور بتاريخ صحيح .. هو التفسير للمقدسات أولاً وللأفكار الكبرى ثانياً وللسلوك الاجتماعى العفن.. نعم الهم واحد.. الوطن يسير بجلباب ممزق عار عن الحقيقة والكل يصفق الوطن بثوب جميل .. الوطن هو الملك العارى الذى يصفق له الشعب على ثوب وهمى .. إن أبطالى أنا وأصدقاء ومن عرفت ومن قابلته وتاريخ مصر الفرعونى واليهودى والمسيحى والاسلامى والفاطمى والأيوبى والمملوكى والحالى هى عجينة يختلط فيها الكل والهم واحد.. هو مصر. المقهورة المظلومة الناسية المنسية الواهمة الموهومة ..
•اليسار واليمين فى الثقافة هل كان لذلك تأثير على الإبداع الروائى وكيف ترى موقعك فى هذه التقسيمات .. وهل عانيت من ذلك؟
-اليسار قديم جداً فى مصر ففى عصر الاضمحلال الثانى حكم الملك بيبى الثانى تسعين عاماً حكم منذ أن كان عمرة سبع سنوات حتى سعة وتسعين .. وقامت ثورة فى مصر أحرقت أول ما أحرقت قاعات القضاء.. وقتلت القضاة وحرقت كل الأوراق التى فى المحاكم ثم قتلت فرعون نفسه.. وقادة الجيش والكهنة وأعلنوا أن الأرض لمن يزرعها وأن الحرفة لمن يحترفها ولذلك كانت أو اشتراكية فى العالم وسنت قوانين الملكية الجماعية وكل هذا فى بردية مكتوبة منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد فى متحف فى موسكو .. نحن علمنا العالم الاشتراكية ودعينا إلى العدالة الاجتماعية منذ خمسة آلاف سنة وظلت التجربة الاشتراكية فى مصر خمسين عاماً وفشلت لأن المصريون تكاسلوا عن العمل ولم يهتموا بمفهوم العمل الجماعى واليمين فى مصر قديم فقد قام الاقطاعيون مع الكهنة بأول انقلاب فى التاريخ على اخناتون وهنا تمكن اليمين بأن يظل تعدد الألهة وتعدد منابع الدخل وأن يكون الحال على ما هو عليه أغنياء وفقراء .. سادة وعبيد.. وقتل اخناتون وأخيه وابنه وجعل حور محب مع الطبقة الرأسمالية مصر يمين.. هنا انت أمام ثقافة يمين ويسار قديمة واعتقد أننى انتمى إلى اليسار فكراً نحو العدالة والمساواة والدفاع عن الضعفاء فى الأرض.. وأنا مع اليمين قلباً لأن هذا الكون لم يخلق سدى بل له إلهاً واحداً فى السماء ويدعو على الأرض كما قال اخناتون وهذا الإلهة عادل فأرسل إلينا آلاف الأنبياء وأكثرهم كانوا لمصر.. وقتل من قتل .. وطرد من طرد وظل الله يحب مصر رغم ما فعل أهلها بالأنبياء.. اعتقد أن اليسار يعرف أنى لا أحب فى فكر اليمين الاستغلال الطبقى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة والمساواة وأعلم أن اليمين يعرف أنى أحب الاشتراكية التى أسسها فى العالم الاسلامى الرسول الكريم عليه محمد ابن عبد الله عندما هاجر إلى المدينة فقسم بين المهاجرين والأنصار البيوت والطعام والثياب والمال حتى الزوجات "من كان له زوجتين يتخلى عن واحدة" هذا النبى الاشتراكي لم يفعل أحد مثله من الحكام العرب والمسلمين.
•هل تستمد لحظات الإلهام فى عملك ؟
-أكيد استمدها فى عملى واعتقد أنى من القلائل الذين يستحضرون الإلهام حين يبدأون فى الكتابة وهى خبرة تكون على مدى خمسين عاماً ..
•ما رأيك فى المشهد الروائى الآن ؟
-اعتقد لدينا ابداع كثير جداً "قليله جميل وكثيره مسلى" وقليله جداً ضعيف جداً. الكل يجتهد والكل يقاوم الموت والاكتئاب بطريقته فالكتابة نوع من المقاومة الآن.. حيث أن القبح يسيطر على كل المنافذ.
•زمن الرواية .. ما رأيك فى هذا المصطلح ؟
-مصطلح عادى ولا يحتاج إلى تفنيد .. واعتقد أن لكل زمن فن يطغى على فن ويكبر. والرواية فى رأى (هى سرد والسرد يعنى التاريخ والحكاية والزمن الإنسانى واللغة الحية التى تملك الدهشة الشاعرية) .. واذا أردت أن تكتب سرداً فأكتب شعراً وإذا نقص ضلع من هذه القواعد لن تكون الرواية بل تكون حكاية ضعيفة .. قد تكون الحكاية شفاهية والحكاء الشفهى للرواية أكثر قوة وإبداعاً من الحكاء الورقى.. لذلك الرواية الورقية تحتاج إلى التحفز والدهشة المستمرة دائماً لتكون قادرة على المواجهة والصمود.
•هل ترى أم هناك حركة نقدية تواجه الابداع ؟
-لدينا نقاد كبار ولكنهم قلة ولدينا صحف كثيرة ولكنها تهمل الابداع والمبدعين ولدينا مجلات أدبية تقدم وتتابع 1% من الابداع.. ولدينا فى مصر والوطن العربى قارئ يقرأ فى العام حسب تقرير الأمم المتحدة نصف صفحة أو مدة نصف ساعة فى العام بينما المواطن الأمركي يقرأ مائتى ساعة فى العام.
•ما هى أمالك وطموحاتك نحو مستقبل الثقافة المصرية ؟
-إذا انصلح حال المجتمع انصلح حال الثقافة المصرية .. هذه كلمة "جمال حمدان".. وأضاف رحمه الله أظنه لن ينصلح قريباً .
•ما هى آخر مشاريعك الابداعية ؟
-اكتب الآن الجزء الرابع من مشروعى الروائى الكبير قهوة سادة – كابشينو – ليالى دبى .. اكتب الان فى رواية شاى بعد العصر – الرائى والبنفسج والعصفور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More