Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

مسرحية " إشاعة " تجربة البحث عن الحقيقة في مسرح السيد حافظ

مسرحية " إشاعة " تجربة البحث عن الحقيقة
في مسرح السيد حافظ
نصرية يعقوبى- وجدة - المغرب
توطئــــة :‏
يقول عبد الكريم برشيد:" إن المسرح فضاء الإمكان وليس فضاء المحال، كل شيء ‏فيه ممكن، وبذلك يكون محيطا بلا ضفاف. وان لاكتشاف قضاياه يتطلب ركوب الغامرة، يتطلب ‏الترحال السندبادي بحثا عن الجزر البعيدة والغربية والعجيبة. وإن الإنجازات التي حققها ‏المسرح العربي – لحد الآن – لا تمثل شيئا خطيرا، لأن الأخطر والأهم هو ما يمكن الكشف ‏عنه الآن أو بعد الآن"‏
لقد استجاب السيد حافظ إلى دعوة هذا الباحث فزود المكتبة العربية بصفة خاصة ‏والعالمية بصفة عامة بإبداعات مسرحية متميزة طابعها التجديد والمختلف فإذا كان " الاتباع ‏خير من الابتداع" و" الابتداع أخطر من الاتباع" كما قال أبو حيان التوحيدي، فإن مبدعنا اختار ‏الطريق الأصعب وركب الأخطر فلم يكن متبعا بل مبتدعا.‏
والحديث عن الابتداع في أعمال السيد حافظ المسرحية يحتاج إلى جهود جبارة ويتطلب ‏مجلدات ضخمة. لكن " مالا يدرك كله لا يترك جله"، لهذا سنحاول الوقوف عند بعض مظاهر ‏التجديد في إنتاجاته المسرحية من خلال نموذج بعينه، فالبحث في موضوع ما كلما كان ‏محصورا كلما كان دقيقا وعميقا.‏
وبناء على ذلك فقد اخترت مسرحية " إشاعة" لتكون جوازا لإثارة بعض القضايا ‏الفكرية التي طالما شغلت السيد حافظ فكانت هاجسه في جل أعماله المسرحية، إنها قضية أو " ‏تجربة البحث عن الحقيقة وإعادة كتابة التاريخ" ترى ما هي الحقيقة التي بحث عنها السيد ‏حافظ؟ ‏
وكيف بحث عنها؟ ما هي أسس إعادة كتابة التاريخ؟ وهل بالإمكان القيام بذلك؟
تلك هي بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها من خلال محورين كبيرين يتعلق ‏المحور الأول بالقضايا الفكرية والمعرفية التي تحفل بها مسرحية " إشاعة" أما المحور الثاني ‏فيتمثل في الجوانب الجمالية والأبعاد الفنية أو بالأحرى " القالب الفني" كما يسميه توفيق ‏الحكيم – الذي صب فيه السيد حافظ تلك القضايا الفكرية و " القراءة من فوق أو من خارج ‏الإبداع لا يمكن أن تثمر غير الضباب... يمكن أن تكتب عن الشعر وأنت لست بشاعر، ويمكن ‏أن تكتب عن القصة وأنت لست بقصاص، ولكنه لا يمكن أن تكتب في المسرح وعن المسرح ‏إلا من داخل المسرح"‏ ‏.‏
فالمسرح ليس نصا وحسب بل هو نص وعرض ولا يتحقق النص إلا بالعرض، وبذلك ‏فإنني سألم عالم السيد حافظ من خلال مسرحيته " إشاعة" وأنا مؤمنة بأن التعامل مع نص ‏مسرحي يختلف عن التعامل مع نص شعري أو نص قصصي أو روائي.

لقراءة الدراسة كاملة أو تحميلها اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1tqJW5HrI8dQujsu2mG9BBOEGZg-oGO5L/view?usp=drivesdk

دراسة : حكاية عبد المطيعمسرحية السخرية الواقعية

دراسة نقدية

حكاية عبد المطيع
مسرحية السخرية الواقعية والتقاط المفارقات
بقلم الدكتور عبد الرحمن بن زيدان- المغرب
الراوي الشعبي وبناء الكوميديا السوداء
تضعنا مسرحية "حكاية عبد المطيع" للكاتب المصري السيد حافظ داخل عالم مأساوي مُقنّع بقناع كوميدي، به يفتت مكونات "الدراما التقليدية"، وبه يعيد بناءها انطلاقا من جوهر الكوميديا السوداء لربط الحدث/الحكاية بالقوانين الاجتماعية التي تجعل الشخصية المحورية تنزع قناع النفاق عن وجه الكاذب العفن، وتعري الظواهر السلبية المسيطرة على المجتمع، وهو الموقف الذي تبناه الراوي في بداية المسرحية، لأنه يريد أن يجعل كل معرفة صادقة مستمدة من الواقع، ومستلهمة من واقعية الأحداث المستمدّة من التاريخ.
(يقول الراوي: سيداتي...آنساتي... هذه الليلة... سنعود إلى الوراء، إلى زمن
            كان الإنسان الحيوان قوي النفوذ والسلطان، هذه الليلة نقدم لكم حكاية،
             وحكايتنا ليست هملت، أو هنري الرابع أو حتشبسوت أو نابليون...
                       أو أي ملك من ملوك الأرض.
الجوقة    : عن أي شيء تحكي إذا؟
الراوي    : عبد المطيع
الجوقة    : عبد المطيع) .

لقراءة الدراسة كاملة أو تحميلها اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1u8yAhosnbMsAex-sMudXhWcYoiAsLIHE/view?usp=drivesdk

حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (1) " محمد الجزائـــرى "

حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (1)
" محمد الجزائـــرى "
أجرى الحوار : السيد حافظ

- فى أدب الحرب يكون السؤال : هل يبقى هذا الوجود ؟
- ما معنى رحيل شعرائنا الشهداء ؟
*****
- هل أثمرت الحرب – العراقية – الإيرانية أدباً جديداً مميزاً فى الحركة الأدبية فى العراق ؟
- الحرب، أية حرب تدفع الشعب المعتدى عليه، لأن يتحصن بذاتيته .. أنه يتجه بحدة نحو الداخل فى المعطى النفسى والقتالى كإرادة ..
بالنسبة للأدب والثقافة عموماً، فالذاتية الثقافية هى الطريق الثابتة فى المحافظة على الاستقلال وعلى الذات .. معاً، وهى تتجلى من خلال تراثنا العربى – كتعميم – والذى يعبر عن التجارب التاريخية لشعبنا، وهى الضمير الجماعى للشعب والنظام الذى يكفل تماسك المجتمع وترتكز عليه إرادته الجماعية ، إذاً فإن كل عدوان يقع على أى جزء من الوطن العربى يستهدف الطرز الثقافى باعتباره الأساس الذى ترتكز عليه (الذاتية الثقافية) لشعبنا العربى واستمرارية طاقته الإبداعية والتربة التى تمتد فيها جذور هذه الذاتية واستمرارها ضرورة ملحة.
ولهذا فنحن فى العراق ، إذ نواجه العدوان الإيرانى ، فإنما ندافع عن ذاتيتنا الثقافية وعن التنمية والاستقلال والسيادة .
ولأننا نؤمن – بإصرار – بالوقوف دوماً ضد الاستسلام ، ضد الخنوع ، ومن أجل التقدم الدائم .. فإن وجها مهما من وجوه التعبير فى أدبنا المعاصر. يجسد هذه الحالة كمهمة استراتيجية فى الأدب والإعلام معاً، وعبر قنوات الثقافة والفنون أيضاً.
لذا فإن الرواية العراقية – على سبيل المثال – كما القصة القصيرة والشعر ، (صبت اهتمامها على الإنسان مقاتلاً حقيقيا ، وجسدت الظرف الذى يحيط به ، الطبيعة وقسوتها .. وحالها ..) والنتاج الثقافى عموماً يبرز بدرجة عالية من كثافة الوعى ويضعه فى مواقف الكثير منها جديد فى المواجهة العربية .. كما أن الشجاعة لا تؤدى إلى حب الموت بل إلى حب الحياة ...
والخلاصة : فى هذه الحرب لم يفكر الأديب العراقى : كيف يكون الوجود.. بل : هل يبقى هذا الوجود ..
فأبطال قصص الحرب عندنا ليسوا أبطالاً مضنوعين (قصصياً) بالمعنى الإصلاحى، بل هم أبطال حياة ساخنة وحقيقية . لذا يلجأ الكاتب القصصى أحياناً إلى الضغط على الشخصيات من أجل الحالة الأفضل تعبوياً.. بالبعد العسكرى والبعد النفسى. الأغتيالات ، الذكريات من الغنى بحيث تحتاج إلى تصفية (فلترة) كى لا تكسب نفسها ككم على مساحة القصة أو الرواية أو القصيدة – أحياناً – بل أن يتسرب الجانب الذى يخدم فنية الإبداع والعمق الإنسانى.
إنه يكتب عن تاريخه الشخصى ضمن البطولة الجماعية .
وذلك ما يميز أدب المرحلة عما سبقه فى الحركة الأدبية فى العراق.

- أزمة المسرح فى الوطن العربى فى السبعينات هل هى أزمة ديمقراطية أو أزمة إبداع ؟
- لماذا نفترض أن المسرح العربى مر بأزمة فى السبعينات ؟ أنا اعتقد العكس تماماً، إنه – كالثقافة عموماً – انتعش فى السبعينات حتى أواسطها وبدأ العد التنازلى فى السنوات العشر الأخيرة . بعد أن تزامنت وضعية الثقافة مع التراجع الخطير الذى مرت به حركة التحرر الوطنى العربية والتمزق الحاصل فى كياناتها ونحن نعرف أن حرب لبنان ثم الحرب العراقية – الإيرانية باعدت (القوى العربية) عن بعضها بدل أن توحدها إزاء الخطر المشترك والعدو الواحد.. الاستعمار والصهيونية والرجعية.
وأن حرب لبنان مزقت ليس لبنان وحده بل المقاومة الفلسطينية أيضاً.. وأن الحرب العراقية – الإيرانية – حاول العرب – قبل غيرهم – أن يجعلوها حرباً منسية .
الأن استفاق بعضهم ليتعاطف مع العراق ، ومع مصر، ومع المقاومة الفلسطينية. الثقافة عموماً تلك السنوات مرت بمحنة الثقفة ، والانهيار ، والإحباط، لأن أغلب الذين يتعاملون مع مفرداتها اصيبوا بخيبة أمل، وبالتالى خسروا يمانهم.
السبعينات فى العراق اعطتنا مسرحاً متماسكاً : الحصار ، الطوفان ، كلكامس ، بغداد ، الأزل، البيك والسايق ، وأعمالاً ممتازة.. استمر مداها ليدخل حيز الإبداع واستثمار الإيجاب فى التراث : مجالس التراث، المتنبى ، وأخيراً مقامات الحريرى.
كما قدم المسرح احتفالياته الخاصة التى تتوازن وإيقاع الحرب.. كما قدم فى الوطن العربى أعمالاً مهمة ، كما فى مصر والمغرب ، وسوريا، والكويت، وتونس..
آنذاك كانت الديمقراطية أكثر غنى فى عموم الوطن العربى والإبداع بخير.. خاصة وأنه واجه عناصر الصراع – بعد نكسة 5 حزيران – وإبان الأمل الذى أشاعته حرب أكتوبر المبدع إنسان بتأثير بالظروف المحيطة ، وبوضع الأنظمة..
الأن .. ثمة مسعى من أجل ردم ثغرة القطيعة، ومحاولة جدية فى مد الجسور من خلال محاولات التجريب أو صنع المختبر المسرحى العربى الذى مهدت له ندوات توعية (كندوة التراث العربى والمسرح فى الكويت) والملتقيات (أو التخطيط للملتقيات) التى جرت فى تونس والمغرب. وأنا متفائل من هذه الصحوة.
- المبدع فى الوطن العربى محاصر من عدة جهات ، هل الإبداع قادر على التجاوز؟
- لا يمكن أن يكون النتاج إبداعاً، إن لم يتجاوز.. ولو بمساحة شعرة رأس واحدة إلى أمام.
(الإبداع) ليس عملية وهمية : أو خرافة ، أو سحراً.. إنه عملية مشتركة بين المبدع – كإنسان متقدم الوعى – وبين مادة الإبداع ، (البشرية ، التراثية ، الحضارية، الاجتماعية ، الثقافية .. الخ )
دوماً نجد توافر المادة الأولية للمبدع ، إن فى التراث، أو فى الحاضر.. لكن المبدع هو الرهان على التجاوز من خلال فعله ومدى تأثيره أثره الإبداعى على محيطه.
صحيح أن المبدع محاصر عموماً فى أغلب بلدان الوطن العربى. فإما أن يكتب ما يطابق (مسطرة) الأنظمة ، فيمر نتاجه عبر (الرقباء) و(قومسيرى) الثقافة، إذ ذاك لا يكون النتاج المؤشر، بل النتاج التقليدى الذى لا يحارب أحداص، أو أنه يهادن الجميع بنبرة تتظاهر بالعملية النمطية ولا تشاكس مشاكل الواقع العربى الراهن واشكاليات الثقافة والسياسة والحياة.
ولمجرد أن أن ينطوى النتاج الإبداعى على موقف يتقاطع مع (فكر) هذا النظام أو ذاك فإن الحصار سيشتد ضد ذاك النتاج وبالتالى ضد المبدع.
ومع ذلك فأنا لا أتشاءم، إذ أن العديد من المبدعين يستطيعون أن يكتبوا بالفحم أو الطباشير على الجدران أو أن ينحتوا بالأظافر الجبل، ولكن دعونا نتذكر أمل دنقل ونجيب سرور وخليل حاوى، هل كان موتهم تجاوزاً أم الحصار فجرهم موتى؟
** للحوار بقية **
السيد حافظ
عن جريدة الأهرام
15/11/1984م


حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (2)
" محمد الجزائـــرى "
أجرى الحوار : السيد حافظ

- مصادر الدراما العربية : من الواقع والتراث .. إلى الأسطورة .
- والغريب نضج الدراما العربية رهن بتلقيها .. قومياً. بالفصحى .
*****
فى هذا الجزء الثانى – والأخير – من الحوار الذى أجراه الكاتب المسرحى، والروائى المصرى السيد حافظ – فى الكويت – مع الناقد والمفكر العراقى ، محمد الجزائرى ، يصل الحديث إلى تفاصيل هامة حول وضع المسرح والدراما العراقيين.. وكان الجزائرى يتحدث عن وضعها فى مصر أو تونس أو المغرب أو سوريا، الاختلاف فقط فى أسماء المؤلفين وعناوين المؤلفات ومواعيد ظهور المشاكل.. والحلول..
- ما رأيك بتجربة كل من قاسم محمد ، يوسف العانى ، د. سعد يونس، سامى عبد الحميد، فى المسرح العراقى .. وهل هناك جيل جديد بعدهم ؟ .. ولماذا نفتقر إلى وجود المسرح الشعرى ؟
-
السيد حافظ
عن جريدة الأهرام
22/11/1984م

ملك الزبالة أو الزبالين دراسة بقلم أ.د. كمال عيد

ملك الزبالة أو الزبالين
دراسة بقلم أ.د. كمال عيد
كلية الآداب – جامعة الملك سعود

دفع لى الصديق الصدوق الكاتب الدرامى العزيز السيد حافظ بمسرحيته الكوميدية - كما عنوانها - وهذا حصر، بآخر رؤياه التراثية التى عوّدنا عليها فى استلهام التاريخ، وربطه ربطاً عضوياً غير افتعالى أو مفتعل بالعصر الآنى.. فى أى مكان.
وقع بصر الكاتب الدرامى على ثيمة قديمة حقيقية التاريخ، وقعت بين عامى 365 ، 373هـ، مع أنه غلطة مطبعية على ما اعتقد ذكرته فى صفحة له، من الكتاب المطبوع للمسرحية أن الأحداث فى عام 265هـ، وهو خطـأ مطبعى بسيط، لكنه يضع علامات استفهام أمام القارئ العالم بالتاريخ.
فلعل الصديق العزيز يُصلح فى الطبعة القادمة من الخطأ غير المقصود.
أقول اختار الكاتب الدرامى ثيمة تاريخية، لكنها سوّرها فى إطار درامى يجعلنا نطلق على الدراما (النوع الطبيعى) نسبة الى المسرح الطبيعى Naturalism الذى قعّد قواعده الفرنسيان أميل زولا والمخرج أندريا أنطوان، وسواء قصد الدرامىّ ذلك أم لم يقصد، فإن درامته مليئة بعناصر المسرح الطبيعى.. من صراع، وقمامة، ورائحة فاسدة عفنة، طبعاً الى جانب العناصر الدرامية الأخرى، وأقصد بصفة خاصة الكوميديا التى لجأ اليها، وبقدر مكثف ومنضبط فى المشهدين الخامس والثامن من مسرحيته. فالملاحظ أن المشهدين يحملان كل سخرية السيد حافظ من هذه الطبقة الحاكمة التى تمثل العسكر، شهبندر التجار، الأعيان، والأمراء، ولاحظ التسلسل الذى يلجأ اليه الكاتب. فهو ينبئعن  انحيازه الى جانب الغلابة وزبالى المسرحية.
والجميل أن هذه السخرية هى مكمن الكوميديا.. وهى على الصورة تصبح كوميديا نظيفة تماماً.. نابعة من صراع كامن، ومستمر ومتصل بين طرفى النزاع الدرامى فى النص المسرحى الجميل.. أى بين فقراء شرفاء، وعاملين مخلصين يبذلون العرق من أجل نظافة أو قُل تنظيف الآخرين، حتى ولو كان هؤلاء الآخرون حكاماً أو شبه حكام أو سندتهم، ولعلنى أشير داخل هذا السياق الى شخصية القاضى.. إذ هى شخصية كاريكاتيرية تتناقض تناقضاً تاماً مع أصول مهنتها وحدودها، وتفاهتها فى آن واحد أنظر الى حوارها فى ص36 حين تقول:
"إدينى مريم، وأنا أعمل أى حاجة، وادفع خمسين ألف دينار مهرها" خمسون ألف دينار، والشحاذون يتعاملون بالسحتوت.. أى سخرية هذه؟ وأمام هذا الخصل فى الشخصية ذاتها، نراه يجرى وراء الغريزة.. رغم كر سنه ومنصبه - أليست هذه كوميديا نظيفة بل نقية نابعة من صُلب الدراما؟
لم تفقد الثيمة × شكلها اللغوى الطبيعى، الأمر الذى يقرّب إخراج هذا النوع الى المسرح الطبيعى كما سبق الإشارة. أنظر الى طبيعة الحوار التالى (ص 8)
مريم : (تدخل تحمل صينية الشاى) الشاى يا امه (تفاجئ برجال الشرطة) فيه ايه على الصبح.. عسكر؟ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. عايزين إيه؟
زبيدة : عايزين ضرايب على الزبالين؟
سعد : عاملين ضرايب على الزبالة والتراب؟
مريم : أبويا فين؟
شرطى4 : (لمنصور) امشى قدامى يا صباّغ الحمير، ما دام مش حتدفع
تتسجن.
سعد : المعلم وصل.. المعلم قسام التراب وصل.
زبيدة : مدّ شوية يا معلم.. مد يا خويا
وإضافة الى هذه اللغة الشعبية الجزلة، ألا توحى الى المشاهد المسرحى بهذا التعاون وهذه العلاقات الشريفة بين الفقراء والمساكين والزبالين؟ ثم ألا تشير مرة ثانية الى الظلم والظالمين؟
وفى البناء الدرامى يلجأ السيد حافظ الى تقنية (التكثيف) فى الدراما. كيف ذلك.؟
لاحظ كيف رتب مشاهد درامته.
المشهد الأول فى الفجر.. ضوء أزرق.. إحدى ضواحى دمشق.. أكوام الزبالة.. كوخ يمثل مكان إقامة الزبالين.
ثم يورد المشهد الثانى بعد مرور ثلاثة أيام.. ولا تزال الشخصيات الشعبية (الزبالين، هى المسيطرة على مسيرة الدراما وتطورها)
والمشهد الثالث فى نفس المكان - بعد أسبوع - من المشهد الثانى.. مشهد وصول الشرطة لمكافحة تمرد الزبالين.
ثم يورد المشهد السابع فى نفس المكان أيضاً.. وفيه نلاحظ تطوراً يشرح الصراح المتنامى.. لكن بالمكانس والسيوف والحجارة. وماذا يملك الفقراء غير هذه الأسلحة المسكينة فى مواجهة العسكر بأسلحتهم مرة، وبخبث ودهاء أسيادهم الحكام مرة أخرى؟
ليس عبثاً ما فعله السيد حافظ. إنه - رغم جريان الأحداث فى المكان الواحد - إلا أن كل مشهد من هذه المشاهد الأربعة التى تتوالى وتتعاقب منذ انفراج الستار، يعتبر مشهداً مستقلاً بأحداثه سواء فى التمهيد، وفى تعقّد الأمور، وفى وصول الشرطة، وأخيراً فى بدء الصراع أمامنا نحن الجماهير على مستوى العين. ولعلنى أرى المشهد الرابع هو نقطة الارتكاز للزبالين.. فكل همهم من المتاريس التى أقاموها.. هو حماية النفس البشرية، بعد أن تعقدت الأمور فى المشاهد الثلاثة الفائتة. ولا حلول إلا باليد ذاتها.. وبالقوة لمكافحة قوة الظلم والدهاء. والتى يمثل فيها غسان بطولة التمرد والعصيان.
غسان : أنا مش حادفع الضرائب والأتاوه. أنا طول النهار قاعد فى البستان. كل شوية هات فاكهة للوزير فلان، وفاكهة للأمير فلان. وهات فاكهة للعسكر، وهات فاكهة للوالى ×. وهات وهات.. ذهقت طهقت.. مش حادفع.. ادفع فاكهة بس. فاكهة وبس. ومش حادفع تانى.. (ص 10).
يستلهم الاستاذ السيد حافظ النص الثانى من درامته من حكاية (على بابا والأربعين حرامى) وليس هذا عيباً، بل شطارة درامية، على ما أظن.
فاختباء الغلابى فى صناديق القمامة يدل على ذكاء وصدق حيل هذه الشخصيات رغم بساطة تفكيرها. لم يكن منارة حل من السخرية بالظالمين، وضربهم (طبيعيا) وأمام العين إلا بهذه الطريقة الكوميدية.
إن متناقضاته كثيرة تثير نوعياً جدلياً من الضحك، يُخفى خلف هذه المتناقضات المُحرك أو الموتيف Motive الذى هو أساس الضحك. فالانتقام، والإزدراء، والسخرية والتهكم هم الأصل الخفى، والظاهر أمامنا من زاوية أخرى. لكنه يُخفى وراءه ثورة عارمة صادقة أوقعت كل دمشق بحكامها وقاضيها وأمرأتها فى (حيص بيص) نتيجة لعدم أقدام الشحاذين على جمع قماماتهم، حتى ولو كانت قمامته مليئة ببقايا التفاح والفاكهة المحرمة على الزبالين.
وأخيراً، لا ينسى الكاتب الدرامى الواعى أن يقدم صورة طبيعية - كدرامته تماما - حين يختم درامته بقوله " يا ناس ، يا أهل القاهرة خللى بالكم، مش حتلاقوه اسمى فى التاريخ، لكنى كنت حقيقى موجود فى التاريخ. وحكمته سبع سنين وبالعدل والميزان وكنت زبال يمسك المكنسة، وأنا كنت شوارع الشام والقاهرة وأنتم معايا.. اكنسوا من التاريخ اللى ظلموكم واللى خانوكم واللى باعوكم واللى عذبوكم. يا إما تنسوهم يا إما حيكنسوكم وحيكنسوكم من التاريخ.. (75).
وهنا، وعلى مشارف نهاية الدراما. وقبل مغادرة الجماهير لمقاعدها تتحول قمة نهاية الدراما - تحولاً حساساً ناعماً - الى علامات وأمارات لها تأثيرها ولها مفاهيمها الكبرى.
إذ نرى أن الزبالة ليست هى الواقع أو التاريخ، لكن أمور أخرى أكثر أهمية للشعوب، مثل العدالة، والمساواة والإخاء، وغيرها من دلائل أخلاقية، يرمى بذورها النقية السيد حافظ ، لترفع من قيمة درامته، ولتتحول المسرحية الى تعليمية بلا تعليم، ولا خطب منبرية.
القاهرة 16/9/1990م

الأحد، 17 ديسمبر 2017

مسرحية أبو ذر الغفاري تجربة البناء الديمقراطى بين الاستحالة والإمكان

مسرحية أبو ذر الغفارى
تجربة البناء الديمقراطى بين الاستحالة والإمكان
بقلم الدكتور/ عبد الرحمن بن زيدان – المغرب - مكناس

هناك مجموعة من الضوابط والعوامل التى تحكم الانتاج المسرحى، وتعطيه فرادته داخل التجربة الإنسانية، وهى وجود واقع اجتماعى – تاريخى – يحول الإحساس والوعى بهذا الواقع إلى محفز لانتاج النص الأدبى وجعله يخلق وعياً له رؤيته للعام وحركته فى رصد مكونات الواقع وفى بناء عالم جديد يتجاوز السائد والثابت، ويتخطى البنيات العتيقة المسيطرة على الحقل الثقافى.
وإذا كان المسرح – يمثل وعياً تاريخياً – فلأنه يعتبر حقل التصادم ، يسكنه التناقض والصراع الفعل ورد الفعل ، الموقف ونقبض الموقف السكون والتحول، تجاوز الانعاكس المرآوى والنقل الحرفى للمرئى للاستفادة من المتخيل، إنه بناء واقع جديد تم تركيبه وصياغته لخدمة ما هو إنسانى.
إنها التجربة التى تمتاح نسغ حياتها من المعيش، لتصبح بعد ذلك ذات كينونة خاصة وحياة مميزة شكلتها الذات المبدعة وادخلتها فى حوار وجدل مع الوجود تولد عنه الوعى الحقيقى بظروف الإنسان ووضعيته وشكل العلاقات التى تحدد وجوده الإنسانى وما ينقصه من مناخات صحية للمارسة الديمقراطية.
إنه وعندما يتم تغييب العدل والمساواة من المجتمع، وعندما تظهر البنية المضادة لكل الإرادات الهادفة إلى التشييد الديمقراطى، وعندما تبرز الفئات الطفيلية التى تنشدالحفاظ على استمرارايتها بالتملق والنفاق وترديد الشعارات الجوفاء – بشكل ببغاوى – هنا يضطلع الأدب بنقد الواقع وتعريته والبحث عن البطل الإيجابى / الرمز الذى يحمل طموحات الجماهير وأحلامها ليصبح فعل التغيير جماعياً.

لقراءة الدراسة كاملة أو تحميلها اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1NzKPz_shpD8rIRQY7Sf8byGd1yK7IsLS/view?usp=drivesdk

معزوفة للعدل الغائب

معزوفة للعدل .. الغائب

مسرحيـة

تأليف: السيد حافظ



المسرح:فى الخلفية توجد لوحات سوداء.. وخطاط يكتب على اللافتات بلون أبيض وفى بعض الأحيان يرسم لوحات ثم يمزقها وفتاة تناوله الألوان فى اليمين.
فى أعلى المستوى يقف فتى وفتاة فى المستوى الأول توجد إمرأة عجوز ورجل جالس أمامها (النجار وزوجته) يضع كوباً أمامه وزجاجة.. يبدو أنهما يتناولان الطعام.
الفتى:مغروسة فى قلب الفلين.
الفتاة:(وهى تشرب سيجارة) أعقاب سجائر برج إيفل تخافه.
الفتى:موته سحاباً للعجائز الشكلى.
الفتاة:ثكلى يا عواصم البلاد المهزومة ثكلى.. الحب سداسى الوجه.. البلورات لحن للعراء.
الفتى:يا قاهرة (ينادى) فى عيونك أسرار العالم.
النجار:(وهو جالس) مكتوب أسمك بالنيون.. نيون الحقيقة الغائب (يشرب)

لتحميل أو قراءة المسرحية كاملة اضغط على الرابط التالي:


رابط التحميل الأول

اضغط هنا


رابط التحميل الثاني

https://drive.google.com/file/d/1rL34bQ2QWedf_DzkrHSGPHAMN6CHVhiR/view?usp=drivesdk

شهادة أدبية للمبدعة / عواطف الزين

شهادة أدبية
للمبدعة / عواطف الزين

عرفتها عفية مثابرة فى أواخر السبعينات فى الكويت، لبنانية المولد والهوى ، ناقدة حادة المزاج وموضوعية الرؤى ، تمتلك عبارة لغوية متماسكة ، مارست الصحافة وصفحات الثقافة وأجرت عشرات الحوارات بل قل مئات، لكنها فاجئتنى بروايتها الأولى " نجمة المسرح " ، تلك الرواية التى تحمل الكثير من السيرة الذاتية والرؤى الموضوعية فكل فصل فيها يستطيع أن يحقق رواية كاملة دون معاناة مجرد أن تخرج الكاتبة من وجع الفضيلة وعيون المجتمع الجاهلى الذى لا يبصر إلا ذاته المريضة مدعى الأخلاق والفضيلة والتمسك بالدين ، إنها رواية (روايات) هربت الكاتبة المتميزة المثابرة عواطف الزين من مواجهة الذات ولم تعلم أو تعلم ولا تواجه الحقيقة.
إن الرواية سيرة وحكاية وتاريخ ولغة وشيمتها الحقيقة فالرواية عاهرة (وأقصد هنا الرواية بشكل عام) وليس رواية المبدعة عواطف الزين.
فالرواية هى البوح عن ماحدث وما جرى وعن التنبؤ بما يجرى وكشف عورة المجتمع وتعرية النفس والجسد كأنك أمام رجل دين فى كنيسة وتتحدث خلف الستار للاعتراف ، إذاً فالرواية اعتراف وغالباً ما يكون الاعتراف جارح وفاضح وجريح ومكاشف ولذلك فقلة من الروائيين يعرفون هذا ومعظمهم يخبئون التفاصيل بينما هم فى الحقيقة يخبئون الحقيقة فيكون الكذب هو النتيجة، لذلك معظم الروايات خائبة فاشلة حتى وإن حصلت على جائزة نوبل فليس مبرراً أن تحصل رواية على جائزة أن تكون رواية عظيمة، فالحقيقة أننا أمام روائية قادمة محتشدة بآلاف الحكايات والتفاصيل لبنانية كويتية جنوبية خليجية هى تشكيلة نساء انصهرن فى بوتقة واحدة. الرواية بها عدة اصوات وصوت الكاتبة واضح وبشكل فنى راقى  والشعر موجود على استحياء رغم انعا شاعرة ليس بخلا ولكن خوفا من انفلات السرد منها  لكننى على ثقة من أنها دخلت عالم الرواية وتصعد  من سلم الكبار
فأنا انتظر الطبعة الثانية من هذه الرواية بل انتظر الرؤية الثانية بل انتظر أن تفك أو تحل هذه الرواية الى عشرات الروايات.وانتظر روايات جديدة,
شكراً عواطف الزين
السيد حافظ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More