Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 21 ديسمبر 2017

حوار الفجر الثقافى مع الكاتب المسرحى السيد حافظ

حوار الفجر الثقافى
مع الكاتب المسرحى السيد حافظ
المسرح التجارى تدعم الأنظمة العربية
أنا من جيل كتب عليه أن يكون وراء الشمس
أجرى الحوار – محمد يوسف
*****
- طفل صغير ى حارة شعبية .. يبلغ من العمر 6 سنوات أمامه فجأة – الأراجوز – يتجمع مع الأطال ويقدم الحنين لهذا العالم الضبابى القديم – لم يرى فى دكان صغير فى شارع محسن ، خيال الطفل "ب5 مليم" ويشب خياله من جديد.. حزمة من الأنهار تلف عقله – يفر من منزله ليرى خيال الظل ويخاطب الأقنعة ثم ينزوى مع الصبية يفقد لهم ما شاهده – ضربنى أبى عدة مرات حتى إن الأراجوز وخيال الظل – حتى شاهدت معه السيتما ذات مرة مصادفة فقلت لنفسى هذا هو العالم الجديد – كنت أحفظ الأفلام وأحكيها للأطفال .. لكن هذا المؤثر كان ثانوياً ثم راعتى ما شاهدته فى عالم الفجر عندما شاهدت حندوق الساحرة – لاعبة النار تلون الماء – وتجمع الناس حوله والوشم الجميل على ذقنها – سحرتنى بأنوثتها وسحرها وتجميع الناس حولها عالم السحر والأنى مكونات فى ذهن طفل يجرى فى الحارة المصرية العربية يرى الجائعين والفقراء يغنون.. يلعب بالورق تبهره تكنولوجيا السينما يصنع من أحلامه نموذجاً للفن.. ينهض من نومه ويكبر حتى يصطدم فى سن الثانية عشر بمجموعة من الأطفال فى أحد المراكز الضيقة فى مدرسة العباسية الثانوية ويلتقى برجل يمثل أدوار نجيب الريحانى يدعى حمدى عباس هذا الرجل .. جاء إلى ملعب كرة السلة حث كنا نلعب وسألنا من منكم يشترك فى فريق التمثيل؟. اشترك كل الفريق باستثناء شخص واحد هو أنا.. وهنا قال الرجل تعالى مع زملائك.. أخرجنى من سلطان الحرج وبدأ يوزع الأدوار وبعد أيام هربوا جميعاً من فريق التمثيل ما عداى لقد خرجت من الملاعب إلى خشبة المسرح إيقاع جديد.. سحر الأضواء المخزون داخلى.. لسلطان الفن روح الخفاء التى لا تموت.. خرجت من مسيرة كرة السلة والملاعب إلى هذا المجهور.. حتى جاءت المرحلة الإعدادية.. وهناك وجدت فرصة كى أمثل ولكننى لا أعرف النصوص المسرحية من أين تشترى.. وكيف يحصل عليها .. وكنت كالغريب فى مدينة وسعة .. وهناك قابلت مدرس اللغة العربية (رحمه الله) محمد الأمير القاضى.. وكان عاشقاً محباً للمسرح.. وعندما تكون الفريق سألتنى.. لماذا لا تؤلف لزملائك.. ولماذا لا تدربهم.. كما شاهدت عباس حمدى يدربنا.. دربتهم وبدأت فى تأليف اسكتشات.. قامت النار فى المدرسة.. وانسحقت من الحاقدين من زملائى واحترقت فى التدريبات وبقيت زماناً أؤدى دوراً مهماً فى شخصية "شيخ الكاتب" الذى يحارب الأمية.. ووجدت نجاحى عندما رسم 95 بالمائة من طلاب المدرسة شخصية الشيخ فرحات الكاتب فى امتحانات نص السنة.. عندما طلب منهم رسم أى موضوع يحبونه.. وحتى انتهت المرحلة الاعدادية بفوز مدرسة النهضة النوبية الإعدادية بكأس أحسن مدرسة فى فريق التمثيل.. وعند انتهاء تلك المرحلة كانت أول فرصة أمامى هى مركز الشباب بالشلالات وهناك انضممت إلى فريق التمثيل بعد عناء وجهد وكان مدرس الفريق فناناً موهوباً مثقفاً لم يساهده الحظ لاقتحام أسوار القاهرة الفنية هو (محمد فهمى) هناك تعلمت أن أجد النصوص المسرحية وتاريخ المسرح وقرأت المسرح الاجتماعى لتوفيق الحكيم وشاهدت كل مسرحياتى هيئة المسرح.. وتعرفت على شكسبير وبوربينس واسخيلوس والمسرح العالمى والمسرح الأمريكى والسوفيتى.. كانت حياتى القراءة والتمثيل والثقافة ونسخت فى العالم الأول ملخصاً ل145 مسرحية عالمية ومائتى مسرحية عربية.. تعرفت على سعد الدين وهبه ونعمان عاشور وميخائيل رومانى وشوقى عبد الحكيم ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى والفريد فرج.. زمن يجرى – زمن يتداخل .. وأنا أجرى فى القراءة والثقافة.. فتم تعينى كومبارس ثم انتقلت إلى مساعد مدير مسرح ثم مدير خشبة المسرح ثم ممثل ثم ممثل أول ثم مساعد مخرج أول.. حتى جاءت مسرحية عالمية وانتهى المخرج محمد فهمى قراءتها أمام الفريق.. قلت له هذا عرى فكرى.. لا شئ بها.. ضحك وقال.. ألم تعجبك قلت لا.. الفكرة عظيمة ولكن الحوار ساذج وسطحى حتى لو كاتبها عالمى.. قال هل تستطيع أن تكتب هذه الفكرة بشكل آخر قلت نعم قال اكتبها إذاً.. وبعد أسبوع أحضرت المسرحية لها حوار جديد وبنفس الشخصيات ونفس الحبكة ولكن المعالجة تختلف هنا قال لى محمد فهمى.. أنت ستؤثر يوماً ما فى المسرح العربى والعالمى.. ضحكت قال : أنا لا أمزح.. وهاجر محمد فهمى من مصر إلى الكويت ثم إلى ليبيا وأصبحت المخرج المسئول عن فريق كامل للتمثيل أكبر أفراده 49 عاماً وأصغره أنا.. وفى أول اجتماع قررت نسف خطة الفريق وإلغاء مسرحيات الريحانى والبحث عن نصوص جديدة.. وقلت للفريق أمحوا زمانا كنا نعيشه فى الثلاثينات علينا بالمسرح التجريبى حتى يكون لنا مسرح مميز بنا كشباب وكدولة وكأمة.. وهنا انقسم الفريق إلى فريقين فرق معى وفريق ضدى .. وبدأت اكتب للمسرح وأعيد كتابة مسرحيات لمؤلفين كبر.. فكرة تدور تثقب رأسى الصغيرة.. وفى كل لحظة ويعاد كتابة المسرح والحوار.. كنت أجد نفسى أصارع الحياة الشط.. لا ظل لا راحة.. إننى أمام تاريخ حافل والممثل الذى أمامى هو جزء من حضارة.. كنت أقرأ الشعر والسياسة والتاريخ والفلسفة .. كنت أرى أن الشعر هو جلد المسرح وأحذر الإسفاف ولم تدهشنى الستينات ولم تدهشنى الأشياء كنت أجتاز الإنبهار وأبحث عن قافلة الفن.. الرؤية – المستقبل – كنت العاشق فى قلب المسرح وكنت كناقوس العمال.. والهلال الصغير فى مساء ملبدة بالغيوم.. كنت اخترق عالم الكتابة والإخراج والتمثيل الغير مهادن والغير صدامى وشاهدت المذيعة الفكرية التى أقيمت لآخر الفنان القاص الرائع محمد حافظ رجب فقررت أن لا انهزم فبعت ميرانى وطبعت أول مسرحياتى "كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى" عام 1970 التى أثارت زوبعة من الهجوم علىّ ورجمونى فى الصحف القاهرية جميعها وليس أيأس..
حتى قدمت مسرحياتى فى إرجاء 17 محافظة فى مصر وفى العراق درست إحدى مسرحياتى فى المعهد العالى للفنون المسرحية هو الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء إخراج وليم يلدا ثم فرقة مسرح العراق قدمت مسرحيتى حكاية الفلاح عبد المطيع – إخراج د. سعدى ثم فى سوريا فى الكويت من إخراج منصور المنصور.
- المسرح – لماذا ؟
- وهلى المسرح خيارك الأوحد...؟
- المسرح هو الحياة.. الحضور.. أليس رائعاً أن تجد الناس تنزل من بيوتها فى ملابسها الأنيقة متجهة إلى مسرحية ويدخلون إلى تلك القاعة فى احترام وقدسية ويصمتون عند رفع الستار وتسمع شهيقهم وزفيرهم ويصبح العالم الذى أمامهم هو دفتر الواقع وحلم المستقبل وعن الأيام.. يبكون ويضحكون ويثورون .. أليس هذا التجمع حول المسرح كأنه عربى الحياة المتجدد كل ليلة.. وكأنه موجه من الرؤى للفنون التشكيلية والموسيقية والرقصات التعبيرية والكلمة الشعرية.. وإن المسرح جذوة النار التى لا تنطفئ.. إنه كالشمس لا يموت.. كالإنسان الذى خلق فى سابع يوم من أيام الخلق الأن إنه سحر الأمم ومعيار تقدمها.. لا أدرى لماذا المسرح هو قدرى وهل هو جسد تجربة الفن الحية.. أو هو عربى الأرض لقد كان المسرح سبباً فى رجمى من الأفلام المهزوزة والمشبوهة والجالة والواعية والواعدة.. وكان سبباً فى شلالات الإشاعات والمذابح لى كنت كلما استدير أجده أمامى وكلما نصبوا لى مشنقة فى ميدان هيئة المسرح هربت إلى الثقافة الجماهيرية وكلما نصبوا لى مشنقة فى الثقافة الجماهيرية هربت إلى مسرح الشبان المسلمين وحينما تواجهنى الخناجر أهرب إلى مسرح الجامعة أو إلى مراكز الشباب أو إلى الساحات أو على الكنائس.. عتاة الهجوم.. جنود الفساد الفكرى كانت تواجهنى هنا وهناك كنت أطلع من هنا لابد هناك.. كنت أنطحن ألف مرة فلا انهزم وأعود من جديد بتجربة كانت لى أل مركب كنت فى التجربة الغزالة التى تحبل بالريح والنار والهضاب.
حتى أن الصديق الشاعر مجدى نجيب قال لى فى إحدى رسالته.. إن صعودك وإصراراك هو الرعب للمفلسين تملك شهامة وإصرار النسر.. أى تحتويك تفتح أحشاءها تنفلت منك رؤى المسرح تتصايح هنا وهناك.
دائماً كنت أشاهد جلادى المبدعين وكنت إذا وجدت الباب موصداً انتقلت من النافذة أو من الحجر.. إلا لمهم كنت لا استسلم حتى جاءنى ذات يوم القاص الكبيرى محمد صدقى فى إحدى الأندية الفقيرة وأنا أقدم مسرحية لقاسم حول وقال ما الذى يخيتك إلى هنا قلت مذبحة الخناجر الإبداعية التى تثاوم لى فى مصر.
إننى أشعر بالتغيب أبداً ولكن كان قدرى للمسرح إلى أن وجدت التليفزيون له سحر خاص كنت أشعر بالغثيان مما يقدم فى جهاز التليفزيون. وضجرت برغبة فى أن أكتب فالتقيت بالمخرج محمد السيد عيسى.. الذى أفادنى كثيراً برؤيته حتى قدمت أول عمل تليفزيونى أثار ضجة ثم أتوقعها – وقامت مذبحة كبرى وقدمت خطوة فخطوة. وأشعر أننى كاتب مبتدئ فى التليفزيون أكبر مما انجزته ولا اهتم بأعماق الأقلام الحاقدة إلى أعلن الحب أثناء الكتابة وفى الحياة. إننى عاشق الكلمة الرؤية والكلمة كالمرأة لؤلؤ ومحار وشراع إننى فخور انجزته وأرفضه إننى اتجاوزه. والأن أتقدم نحو السينما.
- المسرح حياة تتجدد كل ليلة أشعر أننى كاتب مبتدئ فى التليفزيون :
- بعد أن أقنعنى الفنان نور الشريف أن السينما تحتاج إلى الأقلام الجيدة. وبدأت فى أول عمل عن قصة الشاب مصطفى نصر – تحت عنون جيل ناعسة.
كل يوم ابتعد عن المسرح واقترب من التليفزيون والسينما ولكن مسرح الأطفال يشدنى.. إننى عشت فى المسرح تجربة المرارة الكاملة.. أنا الرجل الوحيد فى المسرح المصرى الذى فر من المذبحة إلى الكويت .. إننى نفضت غبار الهزيمة عن ملابسى وفكرت أن اخترق كل المدن العربية ولو أنس وجه مصر ونقادها الذين ذبحوا محمود دياب ونجيب سرور وعلى عبد الله – إننى عربى وفى الساحة العربية أتواجد.. إننى سابح فى سهول وحقول الرؤى لا يهم مذابح وكوارث السبعينات الفكرية.
- المسرح السياسى .. لماذا تلاشى فى ظل سياسة الانفتاح ؟
- بعد نكسة 1967 مباشرة خرج أنين الجماهير فى الشوارع وظهرت حالة الاختناق وبدأ فى سوريا عام 1968 مسرح الشوك قادة سعد ونوس والمخرج كوكش ومجموعة من الشباب كانت ضد تيار الفجيعة وراء المسرح كالصاعفة وفى مصر ظهر فى دمنهور عام 1968 على عبد اللا بمسرحية الوطاويط.. وظهر فى الجامعة مسرح الكبارية السياسى الذى قدمه المؤلف البركان نبيل بدران بمسرحية (البعض يكلونها والعة) وفى مصر ظهر محمد فاضل وناجى جورج فى مسرح القهوة عام 1969 ثم ظهر سعد الدين وهبه بمسرحية المسامير وسبع سواقى وكانت مسرحية نجيب سرور عطشان يا صبايا فى مقدمة المسيرة الجادة للمسرح السياسى وجاءت مسرحيات ميخائيل رومان الدخان وغيرها.
ففى مقابل المسرح السياسى كانت هناك بعض الفلتات الإبداعية تحمل إبداعها المتوج على خشبة المسرح مثل وطنى عكاز النار والزيتون وسر الكون وغيرها.
المسرح السياسى اختفى من مصر بعد عام 1975 لأن المسرح السياسى الذى ظهر فى 1973 لزكى عمر على مسارح القاهرة بمسرحية الشرارة ومسرحية مدد مدد ما تشدى حيلك يا بلد – مشترك مع محمد يوسف وإبراهيم رضوان وكاتب هذه السطور الذى قدم بمسرحية والله زمان يا مصر والتى قدمت فى 17 محافظة من محافظات مصر.
كانت مصر حتى 1975 سيدة الموقف الفنى والفكرى.. ما تقدمه ومصر على أرضية الواقع الفنى من المحيط إلى الخليج فى زمن يتجمع فيه الفنان العربى تحت الخيمة القاهرية.. وحينما كان المسرح السياسى يأخذ شكلاً آخر فى الساحة العربية ظهر فى المغرب الطيب الصديق وعبد الكريم برشيد وكلاهما أعاد سكين الإبداع إلى قلب الشباب العربى يدحرجون الأشكال القديمة متمسكين بيح العصر وهمسات.. وظهر فى تونس عز الدين المدنى كاتباً مسرحياً تجريبياً له صوت مميز فى الساحة المسرحية العربية كما ظهر أيضاً سمير العيادى.
وفى ليبيا ظهر مخرج متطور هو محمد القمودى وفى الكويت ظهر صقر الرشود ومحفوظ عبد الرحمن.. الكاتب المصرى المهاجر فى ذاك الوقت.. وفى سوريا ظهر إيقاع جديد هو فواز الساحر وفى قطر عبد الرحمتن المناعى فى محاولات جديدة جيدة وإن لم تتبلور بشكلها الناضج الذى سيأتى مع الأيام.. وفى الأردن جميل عواد وتجربة أخرى.
كل هذه الأشكال كانت تحمل رؤية مسرح سياسى.. ولكن فى مصر حدثت نكسة المسرح المصرى فى ظل الانفتاح لقد تحول المسرح إلى تجارة رخيصة مبتذلة ولم تتدخل الدولة لحماية الإبداع والمسرح وتركت الممثلين والمخرجين يهربون إلى المسرح التجارى والمسلسلات التليفزيونية لم يتعمل على رفع أجور الممثلين مثلاً لم تنظم خروج الممثل وتحديد كمية أعماله داخل البلاد وخارجها فتركت الأمور لكل من هب ودب.. فهرب الممثلون إلى الاستوديوهات وهرب الجميع هاربين تاركين الجمهور فريسة للأفكار المبتذلة الرخيصة.
لذلك تجد مسرح الدولة فى السبعينات مغلق الأبواب كتاب المسرح المبدعون مسرحياتهم حبيسة فى الكتب والمسرحيات التى تقدم (لا يا عبودة .. لا) (جرى أيه يا دلعدى) – (إحنا اللى خرمنا التعريفة) (كله على كله) هذا ما أفرزته سياسة الانفتاح وأصبح عدوية هو القاسم المشترك فى كل الأفلام وأصبح سيناريو الفيلم يكتب ليلة واحدة.. فى ظل سياسة الانفتاح تدمرت كل القيم الجادة وأصبحت الفترة بكاملها فى حالة غيبوبة.
مسرح الشوك أو مسرح الضد.. هل يمكن يجد له خشبة مسرح فى العالم العربى..؟
- لا مسرح دون ديمقراطية .. والديمقراطية محاصرة فى العالم.. فى العالم الثالث ومعظم المسئولين عن الحركة الثقافية والفنية يرتعدون من على مقاعدهم عند سماع هناك مسرحية ما تحمل فكراً اجتماعياًَ.. ولا أدرى كيف يثق أى حكام دولة فى العالم من أنفسهم.. وهم يرتعدون من مسرحية تعرض أمام ألف متفرج فى كل ليلة إذا كانت هذه السلطات تخلف من مواجهة ألف متفرج (مواطن) يومياً فكيف لها أن يعيش.. إن أية سلطة تخاف من مواجهة ألف مواطن أو مسرحية لا حق لها فى الحياة إن دولة كبرى مثل أمريكا عندما شاهدت مسرح الحى يقدم مسرحيات تدين حرب فيتام فكرت بطريقة أخرى فى جعل المسرح يفقد حماسه إذ أنشأت فى كل مؤسسة اقتصادية مسرحاً يسمى مسرح الحى يدين حرب فيتام بمسرحيات مشابهة.. هكذا صار الحصار والمواجهة بتكرار التجربة أو اختيار تجارب مشابهة ترتدى أقنعة أما فى الوطن العربى فإنهم يطاردون رجال المسرح ويجعلون الشرطة تجذبهم من الشوارع مثلما حدث مع روجيه عساف ونضال الأشقر فى المسرح الحكواتى فى لبنان عام 1973.. ومثلما دخل رجال الشرطة فى عام 1972 فى مسرح جامعة القاهرة لمنع مسرحية (البعض يكلونها والعة) تأليف نبيل بدران وإخراج هانى مطاوع.. وعندما أغلقت الشركة مسرح السويس فى ليلة افتتاح مسرحيتى (6 رجال فى المعتقل) عام 1973 من إخراج عبد العزيز عبد الظاهر المخرج الشاعر.. أليست هذه خيبة أمة..؟ تطارد الشرطة رجال المسرح..؟ إن مسرح الشوك مات فى سوريا ليس لكون السلطة وقفت ضده فى الوطن العربى وهو المسرح الذى يحتاج إلى ديمقراطية ولا ديمقراطية دون حكومة وطنية.
- المسرح التجارى .. الذى يكرس فلسفة الهشاشة والابتذال كيف يعلل استمراريته ..؟
- المسرح التجارى تباركه معظم الأنظمة العربية وأتذكر هنا مهرجان مسرحيات الضحك أو اللعب الذى قدم فى تونس إنتاج الزينى فيلم قدم (21) مسرحية فارس لا يحتوى على أية قيمة اشترتها محطات التليفزيون جميعها فى الوطن العربى أما المسرح الجاد فالمحطات ترفضه بالحجج التالية.
أولاً : إنه مسرح باللغة الفصحى.
ثانياً : الجمهور لا يفهم هذه المسرحيات.
ثالثاً : هذه مسرحيات سياسية.
رابعاً : المسرحيات الرمزية لا تخصنا..
واستمر المسرح التجارى يعنى أن معظم الدول تسانده حتى يستمر وينمو وحتى لا تدعو الناس للتفكير.. إنه مسرح المخدرات ومسرح الغيبوبة ومسرح الدرامات.. وإنهم يسقونا هذا بشكل ظريف ويتجرعه الناس عن طيب خاطر.. أمور كثيرة..
تكرس الابتذال ضغوط سياسية – هزائم عسكرية متكررة – غياب الرؤية الواضحة للمواطن العربى – عدم وجود استراتيجية ثقافية عربية تسلل المدعيين للمراكز الثقافية الحساسة – زيادة الأمية الثقافية والمراد نسبة الأمية الأبجدية..
ضياع القيم غزو ثقافى استعمارى صهيونى مدمر عدم وجود إيديولوجية واضحة فنحن مسلمون وضد القومية العربية أو مسلمون ومع القومية العربية وضد المسيحية أو مسلمون مع القومية العربية ومع المسيحية ومع احترام الديانة اليهودية وضد الصهيونية والتقدمية.
إننا كم من التناقض الهائل.. البيت العربى الواحد يحتوى على عشرين تناقض فكرى سياسى هذا البيت واحد فى العمارة الواحدة كم بيت وفى الشارع العربى وفى الحى العربى وفى المدينة العربية كم من التناقضات إن أخطر ما تواجهه الأمة العربية هو النزعة الإقليمية.. نعم النزعة الإقليمية فدخل المواطن العربى للبلد العربى يحتاج إلى اجراءات أصعب من دخول اللجنة وهذا يدعونى للقول أن فلسفة الوضع العربى الراهن هشة ولذلك زدهر المسرح التجارى الهش.. فعندما كانت الستينات تحمل بوارد القومية والشعور الوطنى كانت الفلسفة الفكرية لتلك المرحلة شبه مضيئة لذلك كان كل شئ شبه مضئ أيضاً.
- فترة الستينات .. شهدت إزدهار فى المسرح هل اقترن هذا الازدهار بمنجزات الفترة الناصرية؟
- من المؤكد أن الحلم الناصرى كان يغطى السماء العربية من المحيط إلى الخليج ولكن هذا الحلم سقط فجأة وأصيبنا بالخيبة ومن المؤكد أيضاً أن الستينات شهدت الإزدهار لأن أصحاب الفكر الاجتماعى بدأو يغازلون ثورة 1952 من شباك التنازلات على أمل الوصول للجماهير العريضة بينما كانت الأمية الأبجدية تشترى والإقطاع يرتدى أقنعة جديدة ودولة البولليس تمارس سلطاتها.. كان المسرح يزدهر فى الستينات لأن النقاد والكاتب وقف على عتاب النبؤة ولكننى أشك فى هذه الفترة كثراً لو كانت هذه المرحلة تملك الأصالة لظهر تلاميذ لجيل الستينات لو كانت هذه المرحلة الحقيقة لدافعت الجماهير عنها.. لكن المسرح الذى قدم فى الستينات أمتلك بعضه رؤية وفقد التكنيك وبعض بحث عن التكنيك وافتقد الموضوع والرؤية.. الستينات كانت الومضات التى فرشت الأرضية ولولا .. أن كارثة 67 كانت أكبر من حجم العسكرى والفكر لكانت هذه الأرضية قد امتدت لتفوز جيلاً من أصحاب النظريات التوقيعية والتلفقية.. والمتاجرة والمزايدة بالشعارات.. المسرح فى الستينات كان يرتدى نظارة سوفيتية وحلة أمريكية ونوايا وطنية حسنة أما مسرح ما بعد 1967 ارتبط بأزمة الفكر وأزمة الأمة لقد تخبط الجميع بدلي كشف كتاب الستينات المسرحيين عن عدم فهمهم لطبيعة المسرح المصرى والشعب المصرى وأن يما يقدمونه لا يمت للواقع المسرحى بصلة فعندما سألت الفريد فرج ذات يوم فى مؤتمر الأدباء الشبان الأول عام 1969 – بما أنك كاتب مصرى وتكتب للمسرح المصرى ما هى خصائص هذا المسرح المصرى.. فضح ك وخرج من قاعة الاجتماعات ونادى حمدى غيث وحسن عبد السلام كى يساعدوه فى الإجابة والذى قالوه أربع كلمات المسرح المصرى هو مسرح المصطبة.. هكذا لم يحدد كتاب الستينات من هم يكتبون ولماذا يكتبون فكانوا جزء من أسباب الهزيمة..
- النص المسرحى هل هو غالب أم مغيب ؟
- لا توجد أزمة نص مسرحى جيد على الإطلاق فى الوطن العربى فى المغرب يوجد أكثر من كتاب جيد مثل عبد الكريم برشيد وعبد الرحمن بن زيدان ولديهم عشرات النصوص وفى الجزائر كاتب ياسين لديه عدة نصوص جديدة وفى تونس مسرحيات سمير العبادى وعز الدين المدنى.. لديهم عشرات النصوص وفى مصر يوجد أبو العلا السلامونى لديه مجموعة نصوص جيدة جداً ونبيل بدران أيضاً.. والخضرى عبد الحميد وفؤاد حجازى لديهم عشرات نصوص جيدة وعبد الغنى داوود كاتب مصرى رائع أيضاً لم تقدم نصوصه على المسرح وناجى جورج.. وفى سوريا توجد عدة مسرحيات جيدة وفى العراق توجد مسرحيات قاسم محمد الرائع وفى لبنان مسرحيات روجيه عساف وفى كل دولة عربية يوجد عشرون نصاً مسرحياً جيداً على الأقل الحقيقية النصوص المسرحية ملقاة على الأرصفة ولكن تحتاج إلى المخرجين الشجعان الجيدية يلتقطونها والى الديمقراطية تفتح أبواب المسارح للجماهير العربية كى تشاهدها.

جريدة الفجر  ابو ظبى 1983

دراسة الدكتولرة فايزة سعد لرواية ( كل من عليها خان )


كل من عليها خان 
رواية او مسرواية 
تأليف السيد حافظ 
دراسة نقدية 

دكتورة فايزة سعد 
لقراة الدراسة الكاملة او تحميلها  اضغط على الرابط التالي : 

https://drive.google.com/open?id=1f-USdCzA-K-RYKZRV0GGRoWx6b5_RjsT

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

رحلتي في المسرح

السياسة ) نوفمبر 1986
حوار مع اقطاب العرض المسرحي " سندريلك والامير " لفرقة المسرح الشعبي
*ابراهيم  الصلال : المسرح الشعبي يؤكد على الاهتمام بمسرح الطفل محليا
*سيد حافظ : قصة سندريللا لها أصول في الموروث الشعبي الكويتي
*دخيل الدخيل : لابد من اتباع اصول التعامل مع الطفل لتحقيق النجاح مسرحيا !
*ابراهيم الحربي : نهدف لان يكون عرضنا المسرحي مغايرا للعروض السابقة .
في مجال مسرح الطفل هذا الموسم ظهرت الى الساحة المعالم الاساسية العرض المسرحي الجديد " سندريللا والامير " التي تقدمها فرقة المسرح الشعبي وهي واحدة من الفرق الاهلية الاربعة في الكويت من هنا نجد اهمية هذا العرض المسرحي بالاضافة الى ان النص من تأليف " سيد حافظ " الذي قدم من قبل اربعة اعمال مسرحية لمسرح الطفل في الكويت .. كما ان العمل يأتي من اخراج الفنان دخيل الدخيل في اول تعامل له مع الجمهور بعد انتهاءه من الدراسات العليا في مجال الاخراج المسرحي من اكاديمية الفنون بالقاهرة .
من هنا كان لابد وان نتناول هذا العمل المسرحي من خلال التحدث مع اطلااف العمل المسرحي .
oفي حوار مع الفنان ابراهيم الصلال رئيس مجلس ادارة المسرح الشعبي الذي يقدم العمل .
لاستكمال القراءة أو التحميل اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1Wq0evZf30n5ORTOyAajxrXcrI5mX5R7D/view?usp=drivesdk

قهوة سادة رواية أدبية حديثة للسيد حافظ أمين بكير


قهوة سادة
رواية أدبية حديثة للسيد حافظ
أمين بكير
هذا الم واطن ، الكاتب الذى أصدر قراره بألا يلغى عقله ووجدانه . وقد أبدع هذا الكاتب الكثير من الاعمال التى أثرى بها حياتنا الثقافية . وحين قرر أن يكتب هذا الجنس الأدبى . الرواية . وهى رؤية أدبية حديثة. مثل دعوته السابقة على نسكافيه والان دعانا نحن القراء على قهوة سادة على نباله الإنسان التى ضاعت فى طرقات مدينتنا والكاتب الصديق السيد حافظ منذ عرفته. دءوبا قادرا على تطوير أدواته باستمرار وأن تكوين اسلوبه فى الكتابه ونحن إذا دخلنا فى رحاب عمله الروائى الثانى. قهوة سادة . فإنه من المنطقى أن نتعامل مع موضوعات أساسية وأن البطل المحرك لأحداث هذه الرواية(بقسميها) إنما هو نبل فى التوجه الجمعى نحو صياغة جديدة ثورة على المألوف والموصوف والمعروف فى السرد الأدبى . ولدى الكاتب من خلال هذه البنية الروائية التى تحمل فى اعطافها قدرا من الواقعية تجعل المتلقى للعمل يشعر بصدق كل ما يطرحه الكاتب ولقد أعتمد الكاتب أعتمادا قويا على الشخصيات الرئيسية . سهر/ شهر زاد وغيرها ممن أورد ذكرهم و  جعلهم يتحاورون مع القارئ على اعتبار ان الكاتب استقدمهم من الواقع المعاش هنا . أو فى بلاد غربته . أو غربتنا معا!؟
وتفاصيل حياة الابطال التى يطرحها هذا العمل الروائى والتى تحمل بداية الصدام بين فكرة للاستبداد بالثورة والسلطة من ناحية والمطالبة بالحرية التى تجعل من كل المستضعفين قوة ويصور بجلاء وبعمق وإذا كان الكاتب قد حاول أن يلج(مخ الحياة) ويصف شرايينها لا لمبثوثة فى حدس الفن متطلبعاً الى كنهها وخباياها متعرفا على أوراقها وأحلامها مفتحاً حواسنا بشرارته برؤية ما فار حوله من أسرار بنغم تلمس فيه قلبه وقلوبنا أيضا. مع حنين يخلق فينا رغبة ماعبة أفكاره التى صاغها فى حرفية عالية.واستشهاداته بكلمات من وادى عبقر هبطت على أرواح الشعراء الذى استشهد بشطرات من اشعارهم.
والسيد حافظ هذا المبدع الوطنى يمتلك أوات الكتابة للمسرح وللأدب الروائى بعيون مصرية لا تعرف لغة الزيف. إنه أديب ومسرحى وروائى يعرف ذاته و يدرك أن هذه القوة فى الذات قادرة على صنع المعجزات. وأن الابحار فى ذاتية الكاتبة وعالمه(الملغوم) بكل صنوف الجلد للذات تجعله فى أتون من الأفكار.
ولا نقول بأن كلمات(السيد حافظ) هى فى بوح الوتر أو هى نوح ألوله أو هى فى جريان الدمعة أو غشراقه البسمة. وإنما كلماته هى كل ذلك مضفرة بما قاله المبدعون فى أعمال ناوشت أفكار هذا الكاتب الذى صمد مسرحيا وحاول روائيا وظل محافظا على شعرة معاوية وبين العقل والجنون والمجون تربع على مقاهى أفكارنا وأحتسى فى نخب أيامنا الموجعة قهوته السادة ربما على روح النبالة ولأصالة فينا.
لقد أرتحل السيد حافظ بأفكاره الى كل بلاد السوسنات وجواده الأبيض مثل قلوب الانقياء يهفوا الى أن تتصافح العيون والاكف والقلوب لكن العقوق صفع أخشاده الإنسانى فأرتد ليكتب الى أولشك العابرون على ذكرى طفولته والى الذين ألقوا التحايا والسلام أو شدوا وثاق السمات وأعتلت وجوههم قسمات الزمن الردئ .. فكتب الى كل من اهدأه ور ده . وأيضا الى كل من سدد له طعنة فى الخفاء وكل من جمل له الجفاء على أنه وفاء أو نص يحة ، عنل ك هؤلاء وهؤلاء . دعانا السيد حافظ الاحتساء قهوة سادة على روح الوفاء رغم أنه فلسف رؤيته فى مقولة تصدرت روايته التى نحن بصدد الحديث عنها( قهوة سادة ) بأنه ينسى أن النساء أجسادا من لحم وتجرى فى عروقهم الدماء. ولا ينسى أن لهن ع طر الروح.
والسيد حافظ مبدع متعدد فى وسائل التعبير منذ عرفته قبل عشرين عاما فى أحد مهرجانات المسرح للهواة. وأدركنى بقوله بأنه يعرفنى ، وكنت أعرفه من خلال كتاباته ، وتمت المعرفة الشخصية ووجدت فهي المسرحى المثابر والانسان الصادق والصديق. فدامت معرفتنا . وكتبت عنه بعض الصفحات سواء مسرحية شاهدتها له ، أو أخرى قرأتها له . وهو فى كل الأحوال يمتن لما يكتبه عنه النقاد. هنا أو هناك ولا ننسى أن أسم السيد حافظ مطروح بقوة فى وطننا العربى لما أسهم فيه من مشاركات وتولى مسئوليات ثقافية ومناصب فى المجلات الرائدة فى الوطن العربى . و إذن فهو أسم ملئ الأسماع ووجوده المؤثر فى حياتنا الثقافية له بصمة بارزة على لحم ثقافتنا الحديثة.
والسيد حافظ أبدا لا يكف عن اكتشاف أبعاد جديدة فى حياته . فلقد مارس الكتابة التليفزيونية وكتب للسينما وكون دارا للنشر وترأس تحرير مجلة ثقافية عربية وأسسس مركزا للفنون والإعلام فى مصر وفى الاسكندرية ويحضر الندوات و يشارك بالمشاهدة فى المهرجانات المسرحية المحلية والعالمية وله رصيد كبير من الاعمال المطبوعة وبكتابته للرواية الأدبية يقفل دائرة التعبير ليحصرها فى نطاق السرد الأدبى وهو بذلك يحاول توسيع الدائرة ليرى الناس تلك الحياة التى يرصدها وهو يكتب بعين الكاميرا ويبلور ب دراما المشرح ويرصد المستجدات بروح الصحافى الذى يبحث فى كل ما يكتب عن روح مصر ويسأل البقية الباقة من النبلاء فينا. الى اين يمضى الوطن !؟.
وأول لاسطور عنده فى هذه الرواية يبدأ من يوم 5 يونيو 1967 ويبدأ السرد من بقعة الدم التى انتشرت على قميص النوم لفتاة اسماها – سهر – وهو يرصد (الروح السابقة) للإنسان الصامد . فلقد بلغت سهر سن الرشد.. وبقعة الدم كانت هى علامة الاكتمال الأنثوى عند الأم التى سعدت بهذا الخبر لاسعيد. بأن ابنتها سهر صارت أنثى !؟
فهل رصد لنا الكاتب بأن هذه الطفلة ذات الاثنى عشر عاما الداخلة فى عالم مرعب من الانسة المتوحشة المتربطة لأنوثتها . وسهر أنبته لجيل فى بلاد الشام وهى الفاكهة المكتملة النضوج، وهى التى يرغب كل الرجال فى أمتلاكها لأنها مكتملة الأنوثة والبطل عند السيد حافظ متعدد الم واهب . ومتعدد الرؤى ولذلك جعله السيد حافظ مثل عنترة بن شداد . قوى فى الجروب – يذوب عشقا للنساء. وعنتر السيد حافظ ليست له عبلة واحدة. إن عبلات الدنيا ملك يمينه حتى ولو بالخيال. إن لم يكن بالزواج الشرعى . وشدد السيد حافظ دوما يعانق المحن يعانى من الوحدة فى البدء ، فكانت الكلمة هى البدء وكانت الأسرة هى المناخ الذى حاول الشداد أن يكون شديدا معنى وقولا وهو برغمه صاحب اتجاه وصاحب مدرسة ومناضل بالقلم.
وفى زمن التكنولوجيا الخلاقة Thstitute of Cretiveenetgy  ولكن المشروع الثقافى لدى كاتب هذه الرواية هى الدليل العملى قيمة التمسك بالأدب وبحرفته وبالتلقى الحر لاذى يفيد إنسان هذا العصر بجانب دولة التكنولوجيا وأن هذه القضية . أو القضايا التى يطرحها السيد حافظ فى روايته. وهذا الزخم من الاحداث. ورصد هذه الميديا والسيسيولوجيا المعلوماتية. وهو يضرب الامثلة تباعا لرموز والكثير من التعبيرات الشعرية والسيد حافظ فى جزئى روايته دائم البحث عن (أيقونته) ومن مرايا منهج هذا الكاتب من خلال هذه الطروحات ورسم هذا العالم الأثيرى. وهذه العلاقة الأدبية الأطرحية  Trahsferchce  وكل الكلمات الحوارية أو الوصفية – م وحية – وأن رصد الأزمنة عنده إنما يعبر عن ثقافة الطبقة السائدة . تبدأ دوما عنده من أحضان الناس وبأن هؤلاء الناس حماة لها والانتقال بين شخوص مثل شهرزاد ولاروح السابعة وكل هذه الاحداث إنما يحاول الكاتب من خلال هذه الطرح الصادق والتى لا تعرف لغة – التعثر – فلديه . أو هو يطرح عامله الروائى من خلال:
-شمولية التخيل.
-إخضاع التخيل الى الواقع.
-ثنائية الوجدان  A mbrvaiabce
وهى التى تحتاج الى المبدع الذى لديه روح انتقادية عميقة والسيد حافظ من خلال روايته قد تغلغل فى أحوال البلاد والعباد وهو يرفض من خلال هذه الرواية أن يتحول الشعب الى عبيد.. إنه يرصد هجرة أبناء الوطن منه. رغم الارتباط الشديد عشقا لتراب الوطن وناسه وأن يترك هذا(الونس) ليقتان سأم الغربة والاغتراب.
وهو حين يقول عن الغربة والاغتراب:
(بطعم القهوة المرة و جدت جيشا من عبيد ورعاع. أو شعبا من العبيد يحب الانحناء والتملق . وعرفت بعد النكسة كم نحن سيئون كشعب سيئون كقادة . سيئون كسياسين !؟ سيئون نحن كمدرسن. سيئون نحن كبشر).
وحين يناجى الوطن من خلال أصالة المصرى فى الغربة نج ده يقول:
تشدنى أمواجك...
أحب البحث.. عن المجانية فى الكتابة لأشبع عطشى المستحيل..
ثم يقول عن إحدى بطلات روايتيه إن صدق التعبير: فيفيان تنتظرنى ويصف العشق الكامن فى نفسه للنساء. وبشكل خاص جدا لسهر . هذه الفاكهة التى نزلت له من جنة الله. ورسمها جنونه نحو أمرأة خرافية الجمال نورانية الروح  يضع لها كل مشاعره تحت أمرها . ثم هو يذهب بنا الى سندس التاريخ الفرعونى يتكلم عن أبطال فى تاريخنا الفرعونى وعن بطلات مثل نفرتيتى إنه يثير ويحدد ويتأمل ويحلم ويمارس طقس الجنون والشجون فيكتب كل مشاعره.
وإذن .. فهذه الرواية هى جزء هام وحيوى صورة السيد حافظ متكئا على معايشة وإرهاصات وإحالات.وكلها صور رائعة من حيث الصياغة وأنى أؤكد أن السيد حافظ كاتب مسكون بالأرق يحاول أن يصرخ ليسمع القاصى والدانى استغاثته من الافعال التى تمارس ضد الإنسان والوطن والمواطنة قديما وحديثا . إنه يحاول أن يعيدنا الى صفوف الإناسيين الذين عليهم أن يعيدنوا صياغة هذا الوطن وأن نجد فى البحث عن هويتنا: وأن نعيد طرحها بشكل عقلانا وب وعى لما يواجه الوطن من أخطار.
ولقد استمتعت بقراءة هذه الرؤية الإبداعية وغاية ما أتمناه أن يظل الكاتب على هذا الجنوب الأدبى المفيد للأدب الروائى الحديث.

" قهوة سادة " ولا عزاء للكبار معتز العجمى

" قهوة سادة " ولا عزاء للكبار
معتز العجمى
ربما إذا حاولت سؤال أحد كتاب الرواية  ، لماذا تكتب الرواية؟ ، يخبرك بأن الكتابة للهروب من الواقع ، و رغبة ملحة لديه تدفعه للانغماس فى عالمه الذاتى فيخرج من جوفه بطلا مهزوما تقف أمامه حائراً وتغلق روايته بعد أن تفرغ من قراءتها . بالكاد. دون ان يصيبك إحساس بالاهتزاز النفسى أو العقلى. وربما يجيبك آخر بأن الرواية لديه محاولة لريصد الواقع ومشكلاته ، وكأن الواقع أزمة دون أن يكون حياة . فى المقام الأول . والأزمة فى الغالب هى أزمة كاتبها أو مجتمع كاتبها دون أن تشمل رؤية عامة يحس بها كل قارئ على غررا روايات الأدب العالمى ، إذ حين تقرأ "دون كيشوت" تتماس روحك مع روح بطلها وتحس أن بداخلك هذا الإنسان الذى يطمح الى تحقيق حلمه يوماً وراء يوم ، ومحاولة إثر محاولة.
لكن  السيد حافظ فى روايته الثالثة "قهوة سادة" التى تأتى بعد محصول مسرحى ودرامى وفير ، تجيب على السؤال السابق "لماذا تكتب الرواية"؟ بإباع ورؤية جديدة ، أعتقد أن قارئ الرواية سيستبطن هذه الاجابة وهى : أكتب للمواجهة: لا مواجهة الواقع فحسب بقدر ما هى مواجهة للماضى وسؤال للمستقبل  تتأرجح فيه أزمة الحاضر المعيش صعودا وهبوطا لتمنحنا أبطالا فى "قهوة سادة" ارتشفوا مرارة هذه الحياة لا بأفعالهم ، ولكن بأقدراهم المساقة إليهم بفعل أجدادهم وتاريخهم. إن رواية لاسيد حافظ هى صدمة للقارئ وليست قرص إسبرين أو مسكناً لتغييب وعى القارئ. يقول إنه يكتب رواية المعرفة ، وأقول له إنك تكتب رواية الوعى الجديد الذى يتخلق فى رحم أبطالك وشخصياتك ومعلوماتك التاريخية التى ترسدها عبر أحداث هذه الرواية.
ربما حقا قد يتشابه السيد حافظ م آخرين فى هجومهم الضارى على الشخصية العربية وبالأخص الشخصية المصرية التى ربما يحاول طوال الوقت أن يستشهد من التاريخ بسطور كاشفة عن هذه العقلية والسيكولوجية ، ربما قاصداً بذلك أن نفكر ونتأمل ونعيد صياغة أنفسنا من جديد . لا ليهاجم من أجل الهجوم كما يفعل أكثرنا ، ففى الصدة أنتماء ووطنية حقه تمنحنا إحساساً بإبداع جديد.
لقد استطاع السيد حافظ أن يكسر داخل نفوسنا أصناماً تشكلت حول شخصيات تزداد نفوسنا يوماً وراء يوم انكسارا لها : فأ،ظر ماذا كتب عن العقاد فى روايته ص 47 : " كتب العقاد عبقرية محد وأبو بكر وعمر الفاروق وفى الوقت نفسه قالوا إشاعة أنه له يوماً فى الأسبوع يرافق غانية ليسد حاجاته البيولوجية.. " صدمات يقذفها حافظ بقلمه فى صدورنا ليكسر هذه الاصنام التى طالما تسببت فى جمود وتخلف الفكر العربى ن يواجه شعبه بحقيقة " إن مصر مصران – مصر أدباء الحكومة الذين يطلبون لهم فى كل مكان ، ومصر أدباء الشعب.. والشعب لا يعرف لهم عنوان ولا يعرفهم" ص 47.
السيد حافظ فى روايته يشرب القهوة السادة على أرواح المصريين الذين بقوا فى الأسر ضحية كذب وزيف تراثهم . لكنهم المسئولون بعدم قراءاتهم : فنحن على حد قول السيد حافظ "أمة لا تقرأ" فالحقيقة مقيدة مذكورة يعرفها من يطالعها فى مصادرها: " وقال أبو الحسن على بن الحسين على السعودى( فى كتاب مروج الذهب و معادن الجوهر تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة 1948 ، ج2 ، ص 62) فى أهل مصر مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة وفى أهلها صخب ، وطاعتهم رهب ، وسلاحهم شغب ، وحروبهم حرب( أى سلب ونهب) وهى لمن ومع من غلب" الرواية ص 39.
وهذا النموذج من نماجذ عديدة يوردها المؤلف فى روايته موثقة ليست إمعانا فى التوثيق أو التأكيد على صحة مصادرة لنصدقه ، ولكنى أعتقد أنها رغبة القطب الذى يعطى مريديه إشارات علها تكون هادية فيقف القارئ ليقرأ ويتأمل وينتج كما فعل السيد حافظ فى روايته "قهوة سادة" التى يقسمها الى جزأين أو بالأحرى الى روحين فى عالمين: العالم الأول (الجزء الأول) عالم قريب منا مادياً نعيشه ونعرف قسماته وملامحه . والعالم الثانى(الجزء الثانى) عالم قريب منا معنوياً يدغدغ أحلامنا . والبطلة – فى العالمين – التى تتناسخ عبر ر وحين هى سهر فى العالم الأول . ونفر فى العالم الثانى فالأولى عشقها أهل الجبل أو الضيعة(القرية). والثانية معشوقة أهل طيبة (عاصمة مصر القديمة) وفى إطار من الحب والعشق تمضى بنا أ؛داث الرواية فى توازيات فكاظم معلم سهر . هو باكا معلم نفر. وعبد الناصر فى الجزء الأول ربما هو إخناتون فى الجزء الثانى فكلاهما مقتول بفعل خيانة ومؤامرة علم الأول بوحدة الأوطان . والثانى كان حلمه وحدة الأديان ، والناس لا تريد إلا الفرقة والتمزق فما كان إلا الموت جزأ للبطلين اللذين حاولا التمرد. وبين هذه الشخصيات جميعا يقف فتحى خليل رضوان حبيب سهر بعد خمس عشرة سنة . رواية " قهوة سادة " رواية فى رأي للشباب الذين يتشكل وعيهم وربما تكون لديهم المرونة فى تغيير المصير ، لا الى هؤلاء الكبار الذين جمدوا عن الحياة وارتضوا نمطاً واحداً فحسب.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More