Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 6 فبراير 2023

364 قراءة نقدية لمسرحية الشاطر حسن بقلم: د. نادر القنة

   دراسات من كتب 

(  164)

 

قراءة نقدية لمسرحية الشاطر حسن
بقلم: د. نادر القنة

دراسة من كتاب





السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد و أدباء فلسطين


بقلم

نقاد وأدباء فلسطين

طبعة 2022



قراءة نقدية لمسرحية الشاطر حسن
بقلم: د. نادر القنة



- قراءة حديثة للحكاية الشعبية.

- يكون الإنسان فيها موقفا.. لا عنصرا.

- السيد حافظ: لا نطرح تجربة جديدة، بل أسلوبا جديدا في مسرح الطفل.

القبس (العدد4419) السب 1/9/1984

في أقل من عام واحد أصبح (لسندريلا) شقيق آخر لا يقل عنها شأنا. هو "الشاطر حسن " وذلك في عالم السيد حافظ.. فنحن مازلنا نذكر جيدا تلك النغمة الشاعرية التي رددتها سندريلا منددة بالمجتمع الطبقي، عاصفة بكل الأخلاقيات الطبقية، مطالبة بتفتيت المجتمع المركب من توليفات غير متجانسة.. بل وراحت سندريلا الصغيرة تصيغ بمفردها بعيدا عن الفئة التي تنتمي إليها، وكل ما استطاعت الحصول عليه هو مساحة من التعبيرات كانت ترى ضرورة انصهار كافة الطبقات في طبقة أحادية القاعدة ثنائية القوام.

ونحن نتذكر ذلك بمشاهدة مسرحية (الشاطر حسن) وندعم ذلك بقراءة النص ذاته، ونقول: ماذا عساه يقول الشاطر حسن.. باعتقادي أن السيد حافظ بكتابته لمسرحية الشاطر حسن لا يفعل أكثر من أنه يعيد في كل منا طفولته.. بل ويذهب إلى أبعد من ذلك أنه يريد صناعة جيل لا يعرف التردد.. جيل يملك قراره كما يملك وجوده. فرغم الشطحات الفلسفية العميقة، ورغم عمق الطرح الشاعري للمؤلف في مسرحية الشاطر حسن، فإن المسرحية نسجل موقفها وكلمتها، كرد فعل للواقع المأساوي الذي بتنا نجتره، وبتنا نلقنه لأطفالنا حتى نستخرج منهم نسخا مكررة عنا، بل أكثر تشوها

التعامل مع التراث:

ويعتقد المؤلف في أسلوب بنائه للمسرحية على أساس استحضار مزيج من الأشكال التراثية وتزويجها فيما بينها بأسلوب فني يتسم بالدقة فمنذ بداية المسرحية نجد أنفسنا، أو يضعنا الكاتب أمام إحدى الصور الفلسفية الإغريقية التي قامت عليها مسرحية(أوديب)، وهى صورة الوحش وما يرتبط به من سؤال. والإجابة على سؤال الوحش هو سر المسرحية.. بل الفكر الذي ينبض منذ البداية وحتى النهاية. حيث تتلخص الإجابة بالإنسان.. وهنا يختلف السيد حافظ مع الإطار العام للأسطورة وللموروث الذي استحضره ويقف على النقيض من الفلسفة الإغريقية. فإذا كان الإنسان في الشكل التراثي المستدعى إنسانا قدريا غيبيا بالدرجة الأولي. فإنه يصبح عند المؤلف وحسب معالجته الحديثة للمزيج التراثي إنسانا يتحكم فيه القدر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وهذا ما يحدث مع الشاطر حسن منعدما يتخذ قرار الرحب ولا شيء غير الحرب، حيث يستنبط قراره من الشارع. وتبقى للشراع كلمته القوية، ورأيه الصريح.

وفى الجانب الآخر يرتبط السيد حافظ الموروث الإغريقي بالموروث العربي المستمد من حكايات ألف ليلة وليلة، وهي حكاية أبى الحسن المغفل مع هارون الرشيد. حيث يحلم أبو حسن بأن يكون حاكما على البلاد.. وما أن يبزغ الفجر حتى ينصب حاكما.. ويلعب هارون الرشيد لعبته تلك من أجل إدخال البهجة إلى قلبه، ويحلم أبو حسن من الانتقام لذاته.. كما فسر ذلك سعد الله ونوس في مسرحية (الملك هو الملك).. ولكن الأمر هنا يختلف تماما.. فعندما ينصب الشاطر حسن سلطانا مكان السلطان الحقيقي، لا يتغير، بل يبقى هو ذاته كما بدأ، وكان بهرجة السلطات لم تؤثر به لتصنع منه إنسانا آخر كما حدث عند سعد الله ونوس، وبريخت في مسرحية (رجل برجل)، وعند حسن يعقوب العلى في مسرحية (الثالث) وكما حدث أيضا في الحكاية الشعبية ذاتها التي استقى منها السيد حافظ مادة مسرحيته. لقد أراد المؤلف أن يبرهن هنا على أن الإنسان موقف غير قابل للتحويل والتغيير والتحوير طالما تدعمه نظرية أو يستند على مبدأ. وبالتالي فإن الأسطورة الإغريقية تلتقي مع الحكاية الشعبية العربية في تحديد الإنسان.. ولكن المعالجة الجديدة عند السيد حافظ نابعة من أن الإنسان(موقف) قبل أن يكون عنصرا، أي أن الفكر يسبق ظاهرة تشكيلة. لذلك لم يتغير الشاطر حسن كما تغير (أبو عزة) عند ونونس (وأبو حسن) عند حسن يعقوب العلى (وغالى غاي) عند بريخت في رجل برجل.

وفى الجانب الثالث، يبقى الشاطر حسن هو القاسم المشترك في الجمع بين أجزاء الحكايات والأساطير المظفرة ليضفي على المسرحية جوا وبعدا من البطولة، وليخفف من حدة تراكم الأفكار، التي ترسبت من خلال تكوين الشخصيات وما أفرزته علاقتها في بعضها البعض من صراع أفقي ورأسي في شبكة العلاقات الدرامية معقدة التركيب.

مناظرة بين الحاكم والمحكوم:

وبعد أن تنتهي الأيام الثلاثية التي خصصت لا يمسك فيها الشاطر حسن مقاليد الحكم وجلس على عرش السلطنة، ونزول السلطان الحقيقي إلى الشارع ويتفاعل معه ليصبح أحمد مكوناته وليس راصدا له يتقابل الطرفان في موقف مناظرة مختزلة، حيث يلخص كل منهما للثاني أيامه الثلاثة، فالشاطر حسن سمع في اليوم الأول شكوى المظلومين، وفى اليوم الثاني حقق العدل، وفى اليوم الثالث عقد محاكمة متوازنة مع ذاته لتقييم نفسه على ضوء المرحلة الجديدة التي عاشها، وكانت النتيجة أن أدان نفسه لأنه فكر بأنه السلطان الحقيقي. أما السلطان الحقيقي فقد رأى الناس ودرس مشاكلهم. ورصد احتياجاتهم. وهنا يصبح حتما على السلطان الحقيقي أن يعيد تقييم موقفه على ضوء المتغيرات التي صاحبت وجود الشاطر حسن في السلطة. وبعد أن أثبت لأهالي البلدة إن الإنسان موقف، قبل أن يكون عنصرا، وأن قضية تطويعه لا تنبع إلا من خلال مبدأ أو نظرية، وأن الكلمة النهائية كما هي في البداية لا يعلنها إلا الشارع والحى والبيت والمدرسة، باعتبارهم الملاك الحقيقيين لهذه الكلمة. وهنا دلالة واضحة على أن الديمقراطية ليست هي شعارات تلقى لإقامة علاقة متوازنة بين الحاكم والمحكوم – بل هي بالدرجة الأولي أن تعي وجودنا – وأن نعى الدور الذي نحن بصدده.

الرمز والرموز:

وفى حديث خاص مع السيد حافظ سألته أن يجيب بكل صراحة: هل بمقدور الطفل في الكويت وفى العالم العربي الأن قراءة هذا الكم من الأفكار والمضامين المطروحة في الشطر حسن؟ أم أن المسألة إننا نريد أن نسوق أعمالنا وتقدم كيفما كان الأمر؟ وقد أجاب باختصار: وهل يستطيع الطفل العربي في كل مكان في هذا العالم أن يهرب من واقعة ن إنه مطارد بأجهزة الأعلام صباح مساء يسمع، يقرأن، يرى، أنه محاط بكل قضاياه الواقعية.. ونحن في الشاطر حسن لا ندعى أننا نحاول طرح تجربة جديدة في مسرح الطفل.. بل أننا نطرح أسلوبا جديدا في معالجة مسرح الطفل أي أننا نقدم مسرحا للطفل، ولقد حاولنا جاهدين تفكيك كافة الأبعاد الرمزية، وقام المخرج أحمد عبد الحليم بدراسة وافية للنص قبل الشروع في تنفيذه ليرى الإمكانات المتوفرة فيه.. وحقيقة فإننا رأينا أن جمهور هذه التجربة أن يكون ما بين 6 سنوات إلى 12 سنة.

وهذا ما يفسر لجوء المخرج إلى الأسلوب الاستعراضي في محاولة منه لتقريب الم عنى والصورة إلى ذهن الطفل. وحتى لا يفهم الجمهور أنه جالس في قاعات المحاضرات أو في فصول دراسية، اعتمدنا على طرح الصيغة التربوية التي يتضمنها النص في قالب كوميدي راق.. وعملنا على أن تكون القيم الإنسانية المطروحة بعيد عن المباشرة وبعيدة في الوقت ذاته عن الأسلوب الرمزي، ولكنها قريبة من أسلوب الاستقراء المبسط.. حتى يستطيع الطفل في النهاية أن يخرج لا ليتذكر ضحكاته أو يتذكر النكات التي تقال، بل ليضم صوته إلى صوت أطفال الخشبة ومع الشاطر حسن ويعلن قراره النهائي: نعم للحرب، ولا للسلم طالما أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لتخليصنا مع معاناتنا ومآسينا.










 






عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


363 دراسة عن لك النيل والقمر بقلم: د. منيرة مصباح

   دراسات من كتب 

( 363 )

 دراسة عن 

لك النيل والقمر
بقلم: د. منيرة مصباح

دراسة من كتاب





السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد و أدباء فلسطين


بقلم

نقاد وأدباء فلسطين

طبعة 2022



لك النيل والقمر
بقلم: د. منيرة مصباح

حين يكون الإنسان هو الرئة التي يتنفس بها الوطن، يصبح الكاتب هو هذه الرئة لهذا الوطن، أو بعض من الهواء الذي يتنشقه لينعش تلك الأرض التي تسمى وطن . فيدخل دائما كالهواء في شعاب الزمن والتاريخ ليطرد ويعري كل الكتل السوداء الممتدة في خلايا التاريخ. وذلك الفعل للكاتب لا يمنعه من الخوض في العلاقات الإنسانية التي تكون جزءاً شاهداً على الزمن والتاريخ، أو تكون فاعلا فيه أو نافذة أو شريانا لدخول الهواء والدمالى رئة ذاك الوطن الذي يضغط الدخان الأسود الكثيف عليه. وقد عودنا المسرحي والروائي سيد حافظ في أعماله الكثيرة على فضح تلك البؤر المظلمة والمتراكمة عبر الزمن والتاريخ، ليستحضر التراث أحيانا والواقع، ويسقطهما على بعض ليكشف لنا قوة بشاعة التاريخ والواقع معا. فنشعر دائما أن لا أمل لوجود الفضائل الكبرى التي نادى بها المفكرون في عالمنا الإنساني منذ القدم (العدالة والحرية والمساواة) إلا بنسب قليلة في عالم اصبح متآكلا. وعندما نقرأ عناوين القصص التي كتبها سيد حافظ خلال أربعين عاما وضمنها في مجموعة (لك النيل والقمر) نستطيع ان نفهم مدلولاته في هذا العنوان، فهو يكتب عن مصر.. عن بهية.. مصر هي أرق دائم للكاتب بكل ما فيها، وبكل تاريخها القديم والحديث، لذلك نراه دائما ما يسترجع الماضي ويقارنه أو يسقطه أو يدمجه بالحاضر. لقد استنطق الكاتب في قصصه ذاكرة شخصياته ليضفي على واقعهم مأساة زمنية متكررة ومتعاقبة يعيشونها، تمثل واقع المجتمع الذي ينتمون إليه، وهو بذلك يوظف أدوات الواقعية النقدية الحديثة للعمل القصصي، فيقدم لوحة شاملة لعلاقات البشر الاجتماعية، من خلال الفوارق الطبقية في المدينة التي تتنازعها رواسب التخلف والحضارة الموروثة، مع واقع الحرب السائدة في الدول المحيطة بكل تفاصيلها. حيث تبقى المأساة الحقيقية هي المأساة الاجتماعية بين الناس، والتي يصر السيد حافظ على نكئها بزخم فكري أراد منه التغلغل الى قلوب وعقول كل من يقرأ كتبه، لأجل إيجاد البدائل في عالم ملئ بالزيف والخداع، وفي زمن يموت فيه الفعل والحركة. فالنقد كما تقول يمنى العيد، يدفع باتجاه رؤية القضية الأدبية كقضية عامة تعطي تراكما ثقافيا، يؤدي الى خلق وعي.. حتى يصبح الالتصاق قائما بين الكاتب والمتلقي. ففي قصص سيد حافظ، دائما ما نلاحظ استدعاءه للتراث السياسي والاجتماعي والثقافي، خاصة في القصص الخمس التي سأتناولها بالبحث، والهدف من ذلك إسقاط الماضي على الحاضر، ليقدم لنا أمثولة مع تداخل الأزمان والتواريخ. في القصة الأولى يعيدنا الى عام 1791، ذلك التاريخ الذي دخل فيه نابليون الى مصر حيث يقول : (في الأمس البعيد، "عمل المولد في الأزبكية، ودعا الشيخ خليل البكري عسكر الكبير (أي نابوليون) مع جماعة من أعيانهم وتعشوا عنده، وضربوا ببركة الأزبكية مدافع، وعملوا حراقة وصواريخ... ورد خبر أن الفرنسيين أحضروا عثمان خوجة، ونقلوه من الإسكندرية الى رشيد، فدخلوا به البلد وهو مكشوف الرأس... فقطعوا رأسه وعلقوه من شباك داره ليراه من يمر بالسوق من العامة. إن السيد حافظ في استعادته للتاريخ يطرح العديد من الأسئلة عن الواقع الشبيه بالماضي القريب ليذكرنا بما سمي بثورات الربيع العربي ونتائجها من السياسات المضرة بمصالح الشعوب والمجتمعات. ففي قصة "تنهيدة: غدا- اليوم- أمس" هناك صوت داخلي حاضر، وصوت في الخلفية آت من الماضي، فالكاتب هنا يدخل الأزمنة ببعضها ليرينا كيف ان التاريخ يعيد نفسه. كما نرى مأساة الإنسان من خلال مأساته هو، ومعاناته بسبب الهجرة من بلاده بحثا عن الرزق والحياة الكريمة ليذكر العديد من معاناة الكتاب والشعراء والفنانين من عبدالله النديم الى بيرم التونسي الى سيد درويش الى توفيق الحكيم الى غيرهم... سردية عندما غاب القمر في هذه القصة يسترجع الكاتب النص الديني، حيث يطرح قضية اجتماعية من خلال علاقة النبي يوسف مع إخوته، يقول : أحلم في الثانية عشر باثني عشر كوكبا والقمر والشمس لي ساجدين. من خلال هذا النص القرآني الذي يسقطه على الواقع التاريخي والمعاصر القريب والبعيد للعالم العربي في كل تحولاته الاجتماعية. كما يعيدنا الى تفجيرات سبتمبر 11 – 2001، وكيف أن العالم كله وقف واتفق على حرب العراق مع التحالف العربي الأمريكي عام 2003. كما انه حين يستدعي طارق بن زياد من التاريخ الإسلامي في القصة الأولى، ليجد أن لا أحد يعرفه، فهو يرمز بذلك الى أن المسلمين يجهلون تاريخهم. فهو يقول في حيرة بعد أن يشير الى الثورات العربية الحديثة: الغد... المجهول.. ربما هو اليوم.. أو أمس... أيضا في عودة سيد حافظ الى زمن نابليون في هذه القصة، يدلنا على ترابط القصص بما يطرحه من أفكار، رغم اختلاف الطرح في الزمان والمكان فهو يقول على لسان نابليون: "أن هذا الشعب لا احد يفهمه "هاجر على أشجار القلق" وفي عودته للتراث في القصة الخامسة "مهاجر على أشجار القلق"، يذكرنا الكاتب بكتاب ابن المقفع "كليلة ودمنة"، وهو يقص على لسان العمة قصة الثعلب والدجاجات الثلاث الصفراء والبيضاء والخضراء. فالثعلب معروف عنه المكر والاحتيال للحصول على ما يريد، فهو في القصة يحاول التفريق بين الدجاجات الثلاث، فيفهم كل واحدة على حدة انه ليس بحاجة الا لها، وبذلك يستفرد بهم واحدة بعد الأخرى ليأكلهم الثلاثة.

في هذه القصة كما في القصص السابقة، لكنه هنا نراه يعود الى القرية ليبتعد عن المدينة بكل ما تحمله من استغلال، كنوع من الهروب الى الفطرة، الى البساطة، الى الطيبة الى النقاء. كل ذلك هو انتقال فكري، روحي وليس مادي أو واقعي، لكن في عودته للتراث، لا ينسى أن يسرد بعض قصص الواقع، حيث يسرد قصة ظلم كاتب يعمل في مؤسسة ثقافية إعلامية رسمية. هذا الكاتب يستدعى من قبل مدير المؤسسة ليسأله عن بعض ما كتبه من حقيقة بعض أحداث التي لا يريد نشرها هذا المدير، ونتيجة لصدقه في الكتابة، يخصم شهرين من مرتبه. يقول: "من يبكيني غير الصدق" انه صدق الكتابة الذي يؤدي به الى الخسارة المادية دائما، فهل عليه أن يكذب ويلفق في الكتابة كي يأخذ حقه في العمل وفي الحياة؟ عندما دقت الساعة العاشرة في هذه القصة نستشف كيف أن الحاكم يملي كيفية كتابة الأحداث التاريخية كما يريدها هو وليس كما حصلت في الحقيقة، وذلك من خلال شخصية المدرس محسن فريد، عندما يحاول تصحيح التاريخ المكتوب ليعلم الاجيال القادمة التاريخ الحقيقي وليس ذلك المدون زورا كما أراده الملوك والسلاطين، حتى لو كان ضد الحاكم، حيث ينتهي المطاف به الى الانتحار برمي نفسه في النيل، على أن يعلم تلاميذه التاريخ المزور الذي يعرف حقيقته ولا يستطيع قولها. لكن رغم الأفق الأسود للقصة، لا ينسى الكاتب أن يفاجئنا بنور قادم من خلال طالب يرفض المنهج التعليمي للتاريخ ليقول لمعلمه: "إن التاريخ الموجود تكتبه الوزارة خطأ". أن تجربة سيد حافظ تتميز بهيمنة موقع الراوي البطل الذي يحكم منطق بنية النص. حيث يكون الراوي منحازا الى بطله، وتكون البنية كمعظم القص العربي الحديث معتمدة على هذا النمط في الكتابة. لكن الكاتب في سرده هذا، يسرد تاريخ معاناته في علاقاته مع الكثير من الكتاب والصحفيين والمبدعين العرب اللذين يتجاهلون أعماله وينتقدونه، حيث يقول: "الوطن ما زال نائما" يعني انه نائم عن قراءة أعماله والاهتمام بها. لقطات من حطام الزمن الراكد في هذه القصة اربع لقطات، يربط بينهما امرأتان هما الزوجة والصديقة. في اللقطة الأولى والثانية نلاحظ كثير من الرومنسية، والرومنسية بحد ذاتها مرتبطة بالخيال والحزن والطبيعة، ودائما ما يكون الإنسان الرومنسي حالم، حتى جيفارا الثوري الحالم والذي يذكره من لقطات حطام الزمن، كانت رومنسيته مؤلمة مع سقوط المطر وسقوط البشر في الخيانة. يقول في احدى اللقطات: "في يدي قيثارة أعزف بها وأغني وتغني الطبيعة معي". أما في اللقطة الثالثة والرابعة، نرى الكاتب يعود للواقع حيث نبدأ بقراءة حواراً ثقافياً وسياسيا يدور بينه وبين الحبيبة والصديقة، وحول كل ما يرتبط بآلام الناس وأوضاعهم الاجتماعية والسياسية. إما في علاقته بالزوجة نرى حوارا آخر يتهرب منه حيث يتركها تناديه وهو يعدو خارجا يريد الهروب بقطارات الزمن. وسط كل هذا، ووسط المصائر والمواقف والواقع والاحتمالات، يطرح سيد حافظ أفكاره ورحلة بحثه الدائمة عن شيء لن يتحقق في عالم لا يؤمن بالفضائل الكبرى التي نادى بها مفكري العالم وهي (العدالة- المساواة- الحرية)،ان الذي نعيشه من خلال كتابة سيد حافظ، عالم مجهول في صحراء كبرى مقفرة من تلك الفضائل. ان كتاب لك النيل والقمر يولد لدينا العديد من الأسئلة عن ماهية الحياة والكون، عن الجوع والفقر، عن الدولة والسياسة، عن الحرية والعدالة والمساواة، عن التاريخ الحقيقي والمزور. مما يعطينا تفاصيل غنية للواقع الاجتماعي بوعي مدرك لتوجهاته المبدئية. ولا يسعني إلا أن أقول في النهاية ان تجربة سيد حافظ القصصية خلال أربعين سنة من عمره وعمر بلاده وتاريخها، إنما هي محاولة للربط بين التاريخ القديم والحديث، والزمن القديم والحديث بما فيهم من أحداث وبما يطرحه هو من أفكار ومبادئ يؤمن بها، لكنه متأكد أيضا من أن أفكاره هذه لن تغير من واقع الحياة شيئا. لقد عاش سيد حافظ في (لك النيل والقمر) فترة حزن الزمن وانعكاساته اعلى الأشياء، وعلى النفس البشرية، وعلى المجتمع ومجريات حياته. فالأماكن يختلف وقعها من زمن لآخر، والشوارع التي كانت جميلة في زمن الأحلام لم تعد كذلك في زمن الواقع. كذلك الأشجار، والحدائق والطرقات والحقول.. والعلاقات الإنسانية والسفر والحب والخيال كلها تتغير وتتخذ منها النفس ذلك الإحساس بحزن عميق لذاك الزمن الذي فقده الكاتب، لتبقى مبادئه وأفكاره هو ما يبحث عنه داخل النفس البشرية.









 






*****عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More