المسرح التجريبى
29 ذو الحجة 1416 هـ 17 مايو 1996 العدد 7276 / 1722-السنة 35
كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى
للكاتب " السيد حافظ "
قد يظهر كتاب ويختفي دون ان يحدث اي ضجة او اثارة ويصبح هذا الكتاب مولودا اعمى ، هذا المولود الاعمى لا يعرف طريقه الى الجماهير ولا ينفذ الى قلوب المثقفين او عقولهم ، والشيء الغريب حقا ان الجرأة التي يحملها اي كاتب هي التي تجعله ينطلق الى عالم متفتح جديد ، وعندما ظهرت مسرحية " كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى " للكاتب " السيد حافظ " اثارت ضجة كبرى في جمعية الدراما بالقاهرة ، واطلق " على سالم " مؤلف مدرسة المشاغبين صيحة أمام المثقفين ومن بينهم " امل دنقل " والمؤلف المسرحي " صلاح راتب " اقتلوا هذا الشاب حتى لا يهدم المسرح المصري ويخرب عقلية المتفرج العربي ، وهاجت الندوة وكتب عبد الفتاح البارودي في جريدة الاخبار انني لا افهم اي شيء مما يكتبه هذا الكاتب الشاب وافهم كل مسرحيات الادباء الغربيين ما عدا ما يكتبه هذا الشاب ..
وكتب " كمال النجمي " في المصور هذه الموهبة غريبة على واقعنا المسرحي ، وهزأت مجلة صباح الخير من الاسم الطويل للمسرحية ولكن " صافيناز كاظم " الصحفية المعروفه تحمست للتجربه من واقع احساسها بأن المسرح المصري لا بد وان يتغير وان يتطور ، وان ىالعقلية العربية لا بد ان تتطور .
وتحدث جلال العشري في اذاعة القاهرة عن التجربة وقال ان لدينا كاتبا عربيا عالميا ولا نشعر به ، والحقيقة ان المسرحية تعلن كما كتب " علي شلش " في مجلة الاذاعة والتلفزيون رفضها الشديد لكل القواعد المألوفة من ارسطو الى بريخت ، وعندما تعود الى المسرحية نجدها كما يقول كاتبها في اولها عن نفسه :
مذبحة الخواطر
عيونك منابع التساؤل الذبيح يقع النهار مرارته الملوثة أغنية طيبة لشوارع عينيك والمسرحية في الحقيقة تطرح عالمين من الشخصيات الوهمية وعالما من الشخصيات الحقيقية ، ليست كالابطال العاديين ، فهم يعيشون الواقع بشكل خارجي ينبع من رؤية جديدة :
مذيع وميكروفون
الزوجة والابرة وفانلة
شاب (2) ومثلثان وفانلة
شاب (1) ودائرتان وفانلة
الاب وزجاجة نبيذ
الام والاواني والاثاث
الطفل والثدي
الخطيب والدائرة
الصحفي والحروف وغلاف التلفزيون
كلب
كرة وكأس
ومن هنا فاننا اذا وقفنا امام مثل هذه التجارب فاننا مطالبون كما يقول الدكتور محمد زكي العشماوي عميد كلية الاداب بالاسكندرية عن هذا الكاتب ان نتقهقر ليس بالمعنى الاغريقي او بالمعنى المسرحي ولكن بالمعنى العصوي ، اي تصبح لدينا الرؤية بالتفكير الصحيح غير المسبق ، وحتى نتعرف على النوازع والعوالم التي يغوص فيها الكاتب واذا كنا امام مسرح هذا الكاتب نقول اننا امام مسرح هذا الكاتب نقول اننا امام طاقات ابداعية عربية جديدة تستطيع ان تغير الواقع العربي والواقع الاجتماعي ، وكما يقول " محمد جبريل " عن هذا الكاتب كما كتب في جريدة المساء انه دليل المتفرج الذكي للمسرح الجديد ، كما قال فتحي العشري الناقد بجريدة الاهرام في ندوة في المركز السوفياتي بالاسكندرية : ان الخريطة الثقافية فى مصر بالنسبة لكتاب المسرح تغيرت على يد السيد حافظ واصبح الشباب يحتلون العلامات الكبرى في المسرح ، الا ان هذا الكتاب الصغير الحجم الذي لا يتجاوز 32 صفحة يحتوي على مسرحية لا تتجاوز العشرين دقيقة تهدم مسرح الساعات الطويلة المملة وتغيره ، فلنسمع مسرح الشباب الذي يدق على ابواب العالم العربي ، ولكن هل هذه التجارب الصعبة تصلح لجمهور متخلف لم يشاهد 80 بالمائة منهم المسرح ؟
اهل الثقة اهل الخبرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق