مذكرات السيد حافظ
الجزء الرابع
بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع
تحقيق وتقديم ودراسة
د. ياسر جابر الجمال
أستاذ الأدب والنقد
2024م
إن فكرة الشخصيات الوازنة في حياتنا بمثابة
العقول الكبرى المؤسسة في الثقافة والفكر، التي يوكل إليها ريادة المشهد الثقافي وقيادته،
سواء على المستوى التنظيري أو العملي، ذلك أنهم هم عماد الحياة وبناة الحضارة، ولا
يمكن إغفال دورهم بحال من الأحوال.. وعلى هذا المنوال، ووفق ذلك السياق، يؤسس الكاتب
الكبير السيد حافظ في الجزء الرابع من مذكراته المؤثرات الفارقة في المشهد الثقافي
والبيئة الثقافية الحاضنة للمبدعين، وكيف تحولت إلى أشبه شيء بالعصابات والجماعات الأيديولوجية،
والأرض الطاردة للكفاءات.. ورغم ذلك، فهم متدثرون بثوب الثقافة والإبداع، إلا أن حقيقة
الأمر أنهم يغتالون معنويًا كل من خرج عن السياق المعد سلفًا وحاول التحليق عاليًا.
هذه الشخصيات الوازنة ليست في المشهد
الثقافي فحسب، وإنما تمتد في كافة جوانب الحياة، خصوصًا لدى الأمم الحضارية التي تتطلع
إلى الريادة والسبق المعرفي.
إن ما تتعرض له أمتنا من حملات الإقصاء
والتهميش المتعمد في المجال الثقافي، وصعود التفاهة والتافهين، هو بمثابة حالة من التردي
التي أوقع الأعداء الأمة فيها بغية إسقاطها وسيطرة السوقة والرعاع عليها في كافة المجالات
والتصورات.
والسيد حافظ في هذا الجزء يرصد لنا مجموعة من المبدعين الذين تعرضوا لأحوال متشابهة من القتل المعنوي، الذي لا يقل حدة عن القتل الحسي.. إنه قتل باسم الثقافة والمثقفين، قتل باسم الإبداع والنقد، والتقييم الذي يحمل في طياته نقضًا وليس نقدًا، يحمل هذا النوع من القتل أمراضًا نفسية لا يمكن حصرها، يحاول الشخص المريض إسقاطها على الضحية المسكينة التي كانت تنظر إلى أمثال هذه الشخصيات على أنهم أنبياء للعلم والثقافة والمعرفة، بل قديسون للحق والصواب. وفي الحقيقة، تهاوت هذه التصورات عندما أوقفنا السيد حافظ على تلك الحقائق.
لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة PDF
من خلال أحد الروابط التالية
0 التعليقات:
إرسال تعليق