ميمورى - منذ عام
شهادة اعتز بها من مبدع استثنائي متعدد المواهب اشرف عتريس
السيد حافط – طرح المسافة والسفر والبحر ..
فى بداية التسعينيات (92) يتردد اسم الخال السكندرى السيد حافظ فى (سمعخانة) استاذنا دكتورعلى البطل يوم الأربعاء من كل اسبوع على كورنيش نيل المنيا الجميلة وحكاياته عنه أبهرتنا وعن كتاباته المتعددة فى المسرح والرواية وشهرته فى بلاد الخليج أكثر من مصر وتفرد ابداعه مثل أخيه القاص محمد حافظ رجب
الذى هجر القاهرة بكل انحطاط وسطها الأدبى وعالم المؤامرات والانتهازية فى سوق الأدب وانعدامه ، فعاد الى الاسكندرية منفاه الاختيارى ،
أما الخال السيد كان متمرداً رافضاً المنفى والعزلة والتهميش واعترك المشهد الثقافى فى القاهرة والاسكندرية والكويت ودبى وزادت شهرته فى بلاد الشام والعراق والمغرب والجزائر (هكذا أخبرنا على البطل ) وحينما عرف الأخير بكتاباتى المسرحية أشار لى بالقراءة لمسرح السيد حافظ مؤكداً لى الافادة بالاضافة لعشقى لثلاثية نجيب سرور وان كتب الخال متوفرة لصديقاى جمال التلاوى ومصطفى بيومى فهما أهل المعرفة وأصحاب المكتبات الخاصة الزاخرة (أشهد)
الرجل اسطورة يكتب بمنتهى الصدق الفنى والجرأة التى يمكن يحاسب عليها ،
فكرة الضمير ضد المفسدة فى كل شئ ملمح هام فى مسرحياته وأبطاله وشخصياته ومنطق الفكر فى الأحداث والحوار غير الصارخ لكنه كاشف فى لحظات درامية حقيقية ومنه تعلمت معنى الصراع الخفى ( سايكو) بين الذات واخرى أو المونولوج بلسان بطل يكاد يشبه البطل التراجيدى بلغة وسيطة بين الشعر والنثر وهذه خصيصة للحق أشهد للخال بها .
وحينما زار المنيا العام الفائت(2022) سأل عن التلاوى والأصدقاء القدامى وفرح كثيرا بالاحتفاء به خاصة ان الجامعة فى نفس اليوم كانت تناقش رسالة ماجستير عن مجمل اعماله الروائية وهناك مشروع مناقشة رسالة دكتوراة عن مسرحه يشرف عليها بروف محمد عبد الله حسين ..
عظيم الآمر أن الخال دائماً يراهن على الجيل الجديد والأصوات الشابة ابداعياً
فى مجال الأدب عموماً ، فوجئت انه يعرفنى وسمع عنى وقرأ لى بعض الدواوين التى أصدرتها الهيئة ( واحديات ، محدش غيرى) وكم كانت سعادتى برمزثقافى كبير يتابع ويقرأ بجدية للآخرين دون تعال ولا نرجسية ولا أنوية الكبار التى اعتدنا عليها خاصة من خرج الى مجتمعات اخرى غير مصرية وتشكلت ذائقته بطعم اموال البترودولار .
لم يهدأ ولم يهادن ولم يكسر قلمه ويعتزل ، لم يستسلم لاحباطات الواقع الردئ فى الحياة عموماً والأدب والابداع أيضاً ..
يحق لى وأنا بكامل حريتى أن اناديه ( المناضل المسرحى) رغم تنوع كتاباته فى الرواية والقصة وأدب الطفل والمقالات التى تفضح المشهد بكل جرأة وصراحة
أفراد وهيئات ومؤسسات وكيانات يعرفها تاماً وتلك مزية كل مخلص حر .
دمت وبوركت أيها العنيد من تعلمنا منه ومازلنا ( أطال الله عمرك )
كاتباً ومُعلماً ورمزاً كبيرا ً فى حياتنا الثقافية ..
( أنت طرح المسافة والسفر والبحر ،،
وقلبك المجنون تابع للوجع وكل انواع البدع ،،
أيوووووه على بوصلتك لما تماشى حركة الكون !! )
ولدك وتلميذك أشرف عتريس – المنيا سبتمبر2023
0 التعليقات:
إرسال تعليق