السيد حافظ
خمسون عاما من التجريب في المسرح والرواية
بقلم
أحمد محمد الشريف
في البدء
كانت الكلمة، وبُنِي المسرح على الكلمة، فالكلمة باب سحري يرتقي بالإنسان؛ الكلمة
نورٌ يستضيء به طلابُ الحق والخير والجمال، وللكلمة فرسانها، الذين هم أمراء لقلوب
البشر، هم الحكماء والشعراء والرسل والأنبياء، هم الفنانون والكتاب. كل صاحب دعوة
حق فارس للكلمة. فارسنا هنا، الكاتب الكبير السيد حافظ، امتطى الكلمات ببراعة
فصارت ملك يديه وعقله وقلبه كالطير يسمو في الفضاء، يحلق في أفق بلا نهاية كي يحمل
رسالته إلى كل البشر، كي يصل صوتُ الحق والسلام إلى كل العالم عبر قلمه الجريء
والمغامر بلا هوادة.
السيد
حافظ قيمة وقامة كبيرة ليس في مصر فقط، بل في وطننا العربي كله لمن يعرف حقا قيمة
الكلمة ويقدرها بقدرها. اكتسب السيد حافظ هذه القيمة بطموحه وأحلامه واجتهاده، بقلمه
وفكره وفنه. استطاع أن يصنع مكانه في الصفوف الأولى بين أقرانه منذ شبابه منذ أن كان
رئيسا لاتحاد طلاب الجمهورية، كرس نفسه للعمل العام من أجل الوطن، وكرس حياته نحو
الناس ليُسعد كل من حوله، وليرتقي بالبشرية وأحلام البسطاء الذين اختار الوقوف
بجانبهم في صفوفهم منذ بدايات كتاباته. منذ أن كتب (كبرياء التفاهة في بلاد اللا
معنى)، تلك المسرحية التجريبية الأولى التي أثارت الجدل عام 1971، وأثارت الدهشة
ما بين مؤيد للمغامرة وما بين معارض لم يدرك. حياته المسرح والكتابة والكلمة. يسير
على درب المعاني كي يستنبت حلما يمنحه للفقراء، ثار على سياط الظلم والقهر، ثار
على كل الغرباء في وطن لا يعرف إلا طريق التخبط والأطماع بين سادته.
جاءت
نشأته وأحلام صباه في ظل نكسة 1967 التي هزمت، بل كسرت، وطنا بأكمله، وحطمت أمته؛
فاهتز كيانه بحثا عن حلم وردي سرمدي ينتشل الوطن من جهل الأفَّاقين وغرور
الطامعين؛ فكتب، بل ثار بركان قلمه راغبا أن يكتب تجريبا للمسرح لم يعرفه أحد من
قبل، تجريبا في الكلمة والمضمون لم يسبقه إليه كاتب؛ فرأى النور في دحض الماضي الذي
اعتاد عليه الناس وسار عليه الكتاب والفنانون، في وقت كان المسرح المصري في نهضة
حقيقية في أواخر الستينيات فنشأ في رحابها مستخلصا تجاربها مستظلا بازدهارها باحثا
عن غد أفضل وأجمل مستكشفا للمستقبل؛ فسار السيد حافظ يبحث عن هوية مفقودة وأصول
مهملة وجذور تذبل أراد أن يوقظها.
لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة PDF من أحد الروابط التالية:
0 التعليقات:
إرسال تعليق