Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 21 ديسمبر 2017

فى حوار أجرته " الشراع " مع الكاتب المسرحى السيد حافظ

فى حوار أجرته " الشراع " مع الكاتب المسرحى
السيد حافظ
*****
قرار غير معلن يهجر الجمهور
من المسرح الجاد .. إلى التجارى
الصفحات الثقافية فى الصحف تفتح القبور
وتخرج الجماجم لتبكى عليها
المسرح زنبقة .. والمتفرج عاشق.. والكاتب حرف مضئ
ادعو لتوازن الفن الخلاق مع الفكر والمتعة
المسرح العربى فى مصر تحول فى السبعينات إلى مسرح الثلاثينات
كل ما كتب من المسرحيات الشعرية كان أبعد ما يكون عن المسرح
*****
يعتبر السيد حافظ أحد كتاب المسرح الطليعى المبرزين فى الوطن عامة ومصر خاصة.
وهذا الحوار الساخن معه يعطى فرصة للتعرف على وضيعة المسرح العربى حالياً فى الوطن العربى ومصر.
- لماذا فشلت المسارح الجادة فى التصدى للمسرح التجارى فى مصر فى السنوات الأخيرة وبماذا تعلل هروب الجمهور إلى المسرح التجارى ؟
- أى جمهور لعين هذا الذى يدفع (150 جنيهاً) ثمناً لتذكرة المسرح فى السوق السوداء لمشاهدة مسرحية كوميدية .. إنه جمهور النفط الطارئ والثراء الطارئ والثقافة الطارئة. هذا الجمهور الذى تحدثنى عنه استبدل مقاعد البشوات والبهوات القدامى وجلس بدلاً من منهم فى زمن (هزيمة القيمة) فى زمن أقنعة الثقافة .. ومافيا الفكر وشحن الرأس بالأغنيات العاهرة.. هل تريدنى أن أكشف القناع عن لعبة هى فى الأصل لعبة سياسية لقد ظهرت طبقة الطفليين فى مصر فى عصر الانفتاح ودعمتها طبقة النفطيين ووقعنا فى براثن التفاهة وزمن طوفان السطحية من يدخل المسرح بـ150 جنيهاً فى ليلة يعنى أنه لص أنهم ينتزعون من عقولنا الجدية ويخضبون بدمهم أفكارنا ويتركون المسرحيات الجادة على الأسفلت كجثة ميتة.
كيف تنهض بالمسرح وجمهورك الحقيقى يبحث عن الخبز ولا يستطيع اصطحاب أولاده إلى المسرح  أو حبيبته أو زوجته لأنها تعنى جوعه لمدة شهرين.. المسرح زنبقة والمفرج عاشق والكاتب حرف مضئ فى تاريخ الوطن العربى يشع الجماهير روح من البهجة والتفاؤل ويحرضهم على الوقوف أمام الظلم والانهيار.
المسرح الجاد ذهب إلى المقبرة والسبب الخطو الساسى الذى يسير فى معظم الدول العربية منذ عام 1971 وحتى الأن.
المطلوب أن نكتب للجمهور عن الحب ولكن أى حب ؟ أن نحدثه عن الحياة ولكن أى حياة .. ولكن أى حياة أن نحدثه عن الموت ولكن أى موت. أن نحدثه عن الممنوع ولكن أى ممنوع..؟
لقد تحول الجمهور من صفوف المسرح الجاد إلى المسرح التجارى بقرار سياسى غير معلن يهدف إلى تجهيل الجمهور وبعده عن موقفه الوطنى، وهذا لا يعنى أننى أنادى بمسرح الشعارات والهتافات الهستيرية فالفن الخلاق عليه أن يكون متوازناً مع الفكر.
- هل يعنى هذا هروب أو توقف الكتاب عن الدخول فى دائرة الصراع مع أصحاب المسرح التجارى؟
- العملة المظلمة الرديئة نجحت فى زمن الزفت فى طرد العملة المضيئة الجيدة فى سوق الاستهلاك الفنى اليومى.. وإذا حاولت أن تخلص فى عملك فإنت غريب؟
- من أين تبدأ وأنت فى سيرك الكلمة واللغة عاهرة فإذا كتبت كلمة قلدوها ومسخوها واللغة خداعة والتاريخ مشكوك فيمن يكتبه ونحن محاضرون منذ كتابة أول حرف إلى ملفات مكتوبة عنا فى تقارير وكيف تحاول الخروج من دائرة هذا وتكتب وأنت متحرر داخل (الفعل الإبداعى) فذا كتبت (الوطن وردة) أخرجوا لك مائة كاتب يقلك وألف مدعى كتابة وعشرات البؤساء من مرتزقة من الكلمة من المحيط للخليج يردون نفس الكلام.. هل تدخل فى صراع مع هؤلاء جميعاً إنك مطلوب فى مطلع كل شمس تفتح الجرائد لترى الصفحات الفنية تكتب عن الراقصة (فضيحة حركات) فى مسرحية (بحبك يا أسمك إيه) والصفحات الثقافية تفتح القبور لتخرج جماجم طه حسين والمازنى والعقاد وتبكى عليهم وكان الحياة توقفت وكأن الأرض العربية المبدعة توقفت عن الإنجاب وكأن كل هؤلاء الكتاب الذين يظهرون فى كل يوم هم حثالة من البشر ، صفحات من البشر ، صفحات عن مغامرات أمير ويلز وهكذا .. مطلوب أن تحدد ما هى معركتك واعتقد أن معركة الكاتب الحقيقى هى مع الإبداع.. هذا قلق الأبدى.. هذا الغناء الذى يسرى فى دمك هذا الخفاء المسحور فى روحك هذا الربيع المفرد فى قلبك هذا الألم المزهر فى رؤياك.. تمشى وهو فى أنفاسك.. يطاردك تطارده.. عاشق ومعشوق.. مخبأ فى كل لحظة من لحظات عمرك أنه الجنون الخلاق وإشاءة الطفولة المدهشة هى هى المعركة الحقيقية لكن أن تصارع هؤلاء السادة التافهين فإنت الخاسر كل شئ حتى نفسك ، دعهم وخبئ وجهك بيدك أو ابتسم إن رأيتهم حتى تغيب لحظة مجدهم وحتى تقرأ على أكفانهم الفاتحة أو يودعك ظناً منهم إنك مت مجهولاً فيكتشفون إنك أنبت لهم ألف كاتب أخر ومدرسة واتجاهاً هنا وهناك..
- ما هو تصوركم لوضعية المسرح فى ظل هجمة التلفزيون والفيديو الأن؟ فى مصر والخليج ؟
- التليفزيون بحر تأتى أمواجه لتلد التفاهة بنسبة 90% فى عقول المشاهدين والكاتب المستنير فوق أرصفة المساومة بين غالبية المخرجين الجهلة يعانى وبين رقيب النصوص المرهق فكرياً .. نحن فى مصر كنا ننظر إلى الخليج على أنه الأمل، ولكن القوانين المعفنة سبقتنا إلى محطات تليفزيون الخليج أى أصبح الكاتب الجيد فى منفاه غربياً غربتين نهرب من العفن ومن الرقابة إلى الرقابة ومن الممنوع إلى الممنوع.. وترتدى السؤال ونبحث عن الجواب.. نبحث فى المعنى عن المعنى.. وعن طريق الخروج هو نترك التلفزيون لهؤلاء الكتبة ونترك المشاهد العربى فى خيام الغفلة ونحن نملك ربيع الكلمة نحن نحن نملك ربيع الكلمة نحن نطارد التفاهة ويطاردنا التافهون.
- المسرح العربى فى مصر تحول فى السبعينات إلى مسرح الثلاثينات واللمسرح فى العراق يعيش حالة من التوهج الذى ابعدته الحرب عن الإضاءة والمسرح فى الخليج هودى ميتاً بعد ازدياد أسعار النفط والمسرح فى المغرب عن اللغة القادمة للمسرح العربى والكتاب يتنازلون رويداً رويداً عن مواقفهم أو يتماسكون فيصابوا بالإحباط والمرض واموت المبكر أن ذئاب الفن العفن فى جو الفن النفعى.. فى جو الفن النفعى.. فى جو الفن القرع .. الزفت.. الأفيون الطين فى جو ا لفن الخالق والمخنوق فى يد المنتج الذى يغير النصوص ويدفع بالمؤلف إلى مرحلة السخف فإذا وقف الفنان الشريف أو الكاتب النظيف موقفاً حقيقياً من فنه يتسول ، يرهن أثاث منزله ويبيع بيته ، يخسر عمره وأسرته. والمسرح العربى لن ينهض الأجود المسئول السياسى الذى يفهم أن المسرح لا يقل أهمية عن أى نظرية سياسية وإن المسرحية الجيدة أفضل من خمسين نظرية سياسية وإن السلطة الوطنية فى أى بلد مهما رفعت شعارات وأقامت ندوات ومحاضرات وابتعدت عن المسرح فإنها تحفر بيد واحدة وتذرع حقلاً واحداً وتهدم أخر أما الفيديو والتليفزيون فلا يؤثران على المسرح لأن يؤثران على المسرح لأن اللعبة كلها مرتبطة بقرار سياسى.
- ما رأيك فى المسرح الشعرى وهل يمكن مسرحية الشعر أو تقديم القصيدة على المسرح ومن هم فرسان المسرح الشعرى؟
- الشعر قلب المسرح.. والشعر روح المسرحية الجيدة وما كتب من مسرحيات شعرية للشاعر الكبير أحمد شوقى لا تمت للمسرح بصلة بصراحة نقولها، ومسرحيات الشاعر الكبير عزيز أباظة كانت أيضاً ساذجة ، وما كتبه شاعرنا العملاق صلاح عبد الصبور لا يقترب من القصائد العملاقة، أما ما كتبه الفنان عبد الرحمن الشرقاوى فقد اقترب من المسرح بعد أن تدخل الفنان كرم مطاوع وحذف كثيراً من القصائد واختصرها لتكون فى شكل مسرحى متوائم، كل ما كتب باسم المسرحيات الشعرية كان أبعد ما يكون من المسرح ، وبعض القصائد المسرحية التى تملك الحس الدرامى تملك مقومات تقديمها على خشبة المسرح دون الالتجاء إلى مخرج يشمر عن ساعديه ويظهر عضلاته ، ونبحث عن المسرح فى ضجة التقنية الفنية فلا نجده أن الكاتب المسرحى الحق يحفر بالشعر فى أثناء كتابة المسرحية .. مهاجراً مع الطيور ونبض الناس وينقض فى كل سطر نبؤة الحقيقة. المسرح الشعرى الذى قدمه شكسبير الأن يحذف منه ويختصر حتى أنهم أقاموا ورشة عمل مسرحى لحذف وبلورة مسرحيات شكسبير بشكل يتوائم مع مفهوم الدراما مع أن لغة شكسبير الدرامية أعمق وانضج مما قدم فى الوطن العربى من تجارب وإن كنت لا أميل إلى تمجيد الأجانب وكنت أتنمى من شعرائنا أن يدخلوا المسرح من بوابته الرسمية وأن يتعلموا الكثير من تقنية المسرح.. جغرافية المسرح ، يجب أن يتعلموا كل شئ عن المسرح حتى يكتبوا المسرح حتى الحق بدلاً من كتابة قصائد مطولة على أساس أنها المسرح.
- يقول الدكتور السعيد الورقى أن مسرح السيد حافظ ينتمى إلى المسرح الثورى فما تعليقك على هذا ؟
- جزى الله الصديق الفنان الدكتور السعيد الورقى.. لى هذا الشرف فإننى لست بكاتب ثورى أو مسرح ثورى.. إننى كاتب مبتدئ عاشق تراب الوطن محمود بحب الفقراء ضد اغتيال الفكرة وسجن الراى الأخر وذبح القصائد وديمقراطية الجرائد.. إننى كاتب بسيط.. أبحث فى عيون الناس عن اللغة السرية وعن مدن تمنح الإنسان الأمان عاشق مصر العربية.. أنا ما جئت إلى هذا العالم إلا لكى أغير العالم.. ولا أدعى إننى ثورى فالثورة شرف كبير لا استحقه ولست بمناضل ولست أدعى هذا فعفواً للدكتور الأديب الناقد السعيد الورقى وعفواً لكل النقاد.
إننى ببساطة محاولة لتغير المفاهيم القديمة فالأنماط الجاهزة أقف تحت أبواب المدن الفقيرة المهملة.. أقدم جزءً من نبوءة المسرح الجديد منبوذاً من الأكادميين وأصحاب الأكفان للمسرح العربى.
فى قلبى مئات المشاريع الجديدة.. وفى رأسى سفن إبداع لا يدب الجفاف إلى مجراها ولا تعطش ولا تجوع..
إننى أبحث عن الرؤية التى تنام فى محارة الإبداع الفض وكوكب الفن المهجور ، وأن أصل لغز اللغة الخالدة وأعانق هذه اللغة الجميلة التى تهز هؤلاء المحنطين وتشنق أصحاب القواعد النحوية واللغوية .
لست بكاتب كبير ولست بصحاب تقليعة ولكننى محاولة تحاول أن تكون الكتابة المغامرة الأبدية حتى تفتح أمام جيل أمام طرق البحث عن الكلمة الفعل الخلاص.
لقد سجنا طويلاً فى قواعد النحو والصرف وتركنا وأهملنا الإبداع فإذا سميت ما أكتبه أقول كاتب مسرح يحاول أن يكون جاداً وغير مقلد لأحد يبحث عن الصدق فى التجربة الفنية.
- كيف ترى الخريطة الثقافية فى الخليج والكويت خاصة وإنك أمضيت سبع سنوات هناك ؟
- فى الخارج نخبة من الأقلام الجيدة.. جادة فى القصة القصيرة تجد فرسان القصة يشرفون الساحة العربية.. أحمد خضر – سليمان الشطى – أمجد توفيق – سليمان الخليفى – محمد عبد الملك – عبد الله خلية – وبعض قصص ليلى العثمان – وفى الشعر قاسم حداد – محمد الفايز – حسب الشيخ جعفر – سليمان الفليح – خليفة الوقيان – حبيب الصايغ – على الشرقاوى – عبد الله العتيبى – علوى الهاشمى – فيصل السعد.
- وفى الدراسات والنقد .. حسب الله يحيى – إبراهيم غلوم – محمد مبارك الصورى – خالد سعود الزبد – محمد الجزائرى – عبد المحسن الشمرى.
- وفى المسرح : عبد العزيز السريع – عقيل سوار – أحمد جمعة – خلف أحمد خلف.
- وفى الرواية : اسماعيل فهد اسماعيل – فوزية الرشيد.
- بجانب هذه الأسماء العربية الكثيرة – شرفت الخليج بقلمها وإبداعها وأضاءت الكثير من الجوانب الخفية فى الحركة الأدبية.. فالأقلام المصرية والفلسطينية والسورية واللبنانية الموجودة فى الخليج أعطت روحاً للحياة الأدبية والفنية وأخرجت الحركة الأدبية فى الخليج من حالة الاختصار إلى حالة الحركة بما أثارته من قضايا.

حوار مجلة " الفيديو العربى" للاستاذ / خالد عثمان

حوار مجلة " الفيديو العربى"
للاستاذ / خالد عثمان

*****
• كيف بدأت علاقة السيد حافظ بالمسرح ؟
• طفل صغير فى المرحلة الابتدائية يدعى إلى حفلة مدرسية فيبهره هذا العالم الساحر ألا وهو "المسرح" يتمنى ولو للحظة أن ينزع المكياج من على وجه الممثل أو يغنى مثلما يفعل الممثل المطرب فى المسرحية... حلم اللقاء... حلم الروح العابر... بعد عام يجد نفسه ممثلاً ومؤلفاً ارتجالياً فى المرحلة الاعدادية... وكأنى أحب حلماً جديدااً... رأيته أمامى متجسداً ومنذ عام ومنذ عام 1958 وجدتنى أولف اسكتشات وأخرج وأمثل. حتى وجدت أن الموهبة وحده لا تكفى... وأننى أمام استاذ لى هو " محمد فهمى " الذى أشار على أن أقرأ عن المسرح العالمى والعربى ولقد أضاءت الثقافة بنورها نفسى وأصبح لها صدى صيحة فى أعماقى... تهزنى كى أكون كاتباً مميزاً و مخرجاً واعياً ولكن الرجل أصرعلى أن أبدأ من الصفر... فى العمل ككومبارس صامت ثم ممثل ناطق.. ثم ممثل أول.. ثم بطولة لمسرحية فمدير مسرح.. إلى مساعد مخرج ثان.. ثم مساعد مخرج أول إلى مخرج.. كنت أشعر وأنا فى المسرح أننى أمام صفاء الروح.. كنت أشعر بالقدسية.. كأننى فى جامع أو فى كنيسة لأرى وجه ربى.. هكذا كان قدرى.. ثم وعيت أن المسرح التزام برؤى عظيمة ومفاتيحه تعنى جوعك وتشردك أحياناً وغيابك عن تحقيقه أمانك الذاتى لأنك تواجه الجماهير وهذا يقلق جهات مسئولة كثيرة فى أرجاء المعمورة.
• فى تقييم سريع ماذا قدم المسرح الطليعى فى مصر ؟
• فى مصر مسرح طليعى تابع للحكومة قدم مسرحيات عالمية هللت لها الصاحافة إعجاباً وطرباً لأنها مسرحيات أوروبية وكانت بلا جمهور.. أما المسرح الطليعى الذى انتمى إليه هو مسرح تابع للثقافة الجماهيرية. قدم مسرحيات جماهيرية منها :
1- محاكمة مصطفى كامل.
2- عبد الله النديم.
3- سهرة مع المقاومة (محمود درويش – سميح القاسم – معين بسيسو – مجدى نجيب – عبد الله الأبنودى – صلاح جاهين)
4- حديقة الحيوان (بتعديل) تأليف أورد أولبى.
5- (6) رجال فى معتقل.
6- قمر النيل عاشق.
وكانت جماهيره نصف مليون مشاهد.......

• بين مسرح الكبار ومسرح الصغار أين تجد نفسك ؟
• أنا عاشق المسرح .. روح مشرد فى هذا العالم.. دعنى أقول لك الحقيقة أنى حرمت من طفولتى فلم ألعب مثل باقى الأطفال. إننى أجد طفولتى فى الكتابة لمسرح الأطفال... وأعمر القلب بالبراءة فإنى لم أعرف عن الطفولة إلا بكرية الصورة وعذرية الشعر والشاعر وكان كل حرف وردة أعلقها على صدر طفل وكأنى عصفور ينتقل بين الأحرف.. وفى مسرح الكبار أصرخ أحياناً من أعماق الشارع العربى.. من قلب كل الناس البسطاء.. من سجونهم من قهرهم أحاول أن أدفع الناس.. إلى التغيير.. إنى أنشد فى الكبار إعادة الحلم الذى قتله حراس المعرفة.. حراس سجون الحرية أحاول أن أعبر اليأس ونغمة النفاق والتفاؤل الساذجة.. التى تبثها الأبواق الرسمية.... لا تسألنى من أكون فى مسرح الطفل هل أنا الطفل أم الرجل ومن أكون فى مسرح الكبار السجين أم السجان إننى فى هذا... وذاك.. الإنسان.. الكاتب الإنسان.
• لماذا اتجهت إلى مسرح الطفل وماذا قدمت له ؟
• صدفة وحوار مع عواطف البدر مديرة مسرح الطفل فى الكويت عام 1980 ومعها المخرج منصور المنصور والممثل عبد الرحمن العقل وإلحاح دائم منهم أن أكتب لمسرح الطفل.. فبدأت أعيد كتابة بعض القصص المخزونة فى رؤسنا الطفلة فكتبت من خلال المخزون اليافع منذ فجر التاريخ فكتبت "سنديلا" ... " الشاطر حسن" .. " على بابا" .. " سندس " .. " حكاية الولد زيدان" .. انا لا أعرف لماذا كتبت للأطفال.. ترى هل السبب هو إنى فقدت طفولتى.. وولد رجلاً اتحمل المسئولية مع أبى منذ كان عمرى 5 سنوات هل لأن الفجر الذهبى للعمر ضاع منى؟ فأحاول أن أعوضه.. هل أبحث عن الأيام التى لم أرها.. أم أبحث عن حلم قد تاه... صدقنى أنا لا أعرف.. إننى فوجئت بالنجاح الباهر اذى أهداه ربى إلىّ.. فوجئت بأن الأطفال يقبلون على مسرحياتى.. وأنها تباع بأغلى سعر .. أشرطة للفيديو فى السوق وأن الأطفال فى الخليج قد حفظوا المسرحيات وأن الأهالى يشكون من كثرة مشاهدة الأطفال لمسرحياتى.. اننى اتجهت لمسرح الطفل حتى أساهم فى إسعاد الطفولة التى لم أراها..
• بعد الأقلام تشن هجوماً على هذا المسرح.. فماذا قدم المسرح للطفل فى الكويت ؟
• دعنا أولاً نسأل هل هناك حركة نقدية خالية من المزاجية والانطباعية والهوائية .. لقد احترفت بعض الأقلام النحيب والبكاء والهجوم على أى تجربة فى محاولة منها لإثبات ذاتها وتدمير أى معنى حقيقى وتلفيق أى اتهام لأى تجربة لأن نحن العرب وهذه مأساتنا.
تعودنا منذ أيام الجاهلية على القدرح ولم نتخلص من الروح الجاهلية وهذا لا يعنى أننا لا نملك النقاد الشرفاء.. بل لدينا بعض الكتاب والنقاد الشرفاء الذين يضيع صوتهم فى زحمة أصوات زفة النفاق.. مسرح الطفل فى الكويت قدم خطوة رائعة لم يحققها أحد من قبل فى الكم والكيف.. نعم لقد تقدم المسرح فى العراق خطوة كبيرة فى مسرح الطفل وأذكر تجارب الصديق قاسم محمد وفى مصر قدمت تجارب مسرحية رائعة فى الستينات وأوائل السبعينات ولكن الكويت تقدم كل عام خمس تجارب أو أربع تجارب فى العام وكل فرقة تتهم الأخرى بأنها فاشلة وكل فنان يفرح بتوجيه اتهامه للجميع بأن كل شئ باطل... احترفنا الهدم والبعد عن الموضوعية.. فى الكويت نهضة لمسرح الطفل لها سلبياتها وايجابياتها ولكن الهجوم على التجربة بسبب الروح الجاهلية التى تكمن فى أعماق كل منا رغماً عن أنفنا فنحن لا نملك لغة الحوار ولكن نملك لغة الهجاء...
• ما هى مشاكل مسرح الطفل فى الكويت ؟
• أولاً : عدم وجود صالة عرض (مسرح مجهز) لعروض الأطفال.
ثانياً : عدم وجود خطة من قبل ادولة للإشراف وتوجيه الفرق المسرحية.
ثالثاً : عدم وجود اخصائيين للمسرح لتكوين فرقة باسم الدولة تمثل الكويت.
رابعاً : عدم وجود مسابقات وتقديم مكافآت لأفضل عرض مسرحى وأفضل كاتب وأفضل مخرج مسرحى.
خامساً : عدم وجود ندوات والاستعانة بالكفاءات العربية.
• كيف ترى حالة السينما العربية الآن.. وهل جربت الكتابة إليها؟ وهل ما يحدث فى السينما الآن يحدث فى المسرح ؟
• دعنا نتكلم بصراحة فى السينما المصرية خاصة .. حدث منذ عام 1971 حتى 1981 حالة من " العبط " أفلام " عبيطة " سخيفة .. هزيلة.. تنتشر هنا وهناك والفيلم الجيد كأنه سقط سهواً.. والسينما العربية تأثرت بشكل أو بآخر بما يحدث فى مصر لأن مصر هى القلب.. وما دام فى القلب خلل لابد وأن يحدث فى الشرايين شيئاً ما.. لقد رحبت كثير من الدول العربية بهذه النوعية من الأفلام وانتشرت بشكل كبير.. انتشرت كالطاعون الفكرى.. وعاشت الجماهير غيبوبة الفكرة وبينما المسرح العربى فى السبعينات يتألف فى نخبة من الكتاب العرب المبدعين فى أرجاء الوطن من المحيط إلى الخليج كانت السينما تنهار بالناس حتى أن الفيلم المعقول أصبح نجماً على الأفلام الكسيحة.
لقد جربت الكتابة للتلفزيون وكتبت خمسة مسلسلات وتعاملت مع مخرجين لهم وزنهم فى الساحة العربية... أما السينما فقد كتبت فيلماً اجتماعياً سياسياً والاثنان قيد التصور مع المخرج يحيى العلمى.. وأزمة السينما العربية فى رأيى هى أزمة تكنيك أما أزمة المسرح العربى هى أزمة فكر...
• فى الكتابة للمسرح ماذا يكون هاجسك ؟
• فى البدء تكون الفكرة قد خرجت من شاعرية الواقع إلى الواقعية الشعرية أى تحول من حدث ما اجتماعى عادى إلى حادث فنى غير عادى يتألف قليلاً قليلاً ثم يتفرد ليمتزج مع اللغة مع الشخصة مع ميكانيزم المسرح الخشبية الديكور الاكسسوار.. الإضاءة .. الموسيقى.. الملابس .. الممثل.. المخرج.. ثم الجمهورى الذى يشب أمامك على الورق.. كحكم قاس.. ماذا تقدم له وهل يعجبه ما سيقدم.. وهل ترض نزواته الطارئة أم تخاطب أعماقه ومخزون الوعى الراكد فى أعماقه.. من أين يبدأ الفرد؟ ومتى تنتهى كتابة مسرحية تبدأ من أول حرف تكتبه على الورق ولا تنتهى لأنها تتحول إلى كائن حى متحرك يتحول من إقليم إلى إقليم ومن محافظة إلى محافظة ومن دولة إلى دولة ومن زمن إلى زمن ومن رؤيا إلى رؤيا.. ومن مخرج يسارى إلى مخرج يمينى إلى مخرج قومى.. الهاجس الذى يكون فى رأسى أثناء الكتابة للمسرح هو " الناس " الجمهور الذى انتمى إليه .
• كيف تلاقح عملية تحريك الشخصيات فى المخيلة بعملية حوارها فى الواقع بمعنى كيف تجسد هواجسك أثناء العميلة الابداعية ؟
• الشخصية جزء من التجربة الابداعية.. أثناء الكتابة.. وأحياناً بالنسبة لى تكون أحياناً التجربة فى ميكانيزم المسرح. فتكون اللغة والشخصية أداة ثانوية فى التجربة المسرحية.... وأحيانا ككون التجربة فى اللغة المسرحية فقد تتحدث الشخصيات بمستويات واحدة من اللغة يتساوى (الخادم من السيد) و(البائع مع الوزير) وهنا تختفى المفاهيم القديمة للتعريف بالمسرح وهو إن كل شخصية تتحدث بمستواها وأحياناً تكون التجربة المسرحية هى قضية اجتماعية أو سياسية.. فليكون مستوى الحوار هو رؤى مختلفة لشريحة من المجتمع أو فئة أو طبقة بمعنى أن تحدد مستويات الغة والإيقاع حتى تجتاز غباء القواعد الفنية وتمك ذكاء التجربة الفنية فتؤثر فى الناس وتتأثر بحرية التحرك فى مساحة الابداع، وتستطيع أن تكون الفن الشخصية أو الفنان الشخصية.


• ما هو تقييمك للمسرح الكوميدى والكوميديا الاجتماعية فى الكويت ؟
• الحركة المسرحية فى الكويت تسير فى ركب الحركة المسرحية فى مصر مثلها مثل سائر الدول العربية... فى الستينات ظهر فى مصر وسوريا مسرح الكبارية السياسى فظهر فى الكويت أيضاً، وفى السبعينات شجعت الدولة فى مصر المسرح التجارى الذى يقدم أعمالاً تنتمى إلى الكوميديا الخفيفة جداً وأعمالاً متواضعة جداً.. وفى الكويت قدم المسرح الكوميدى نفس الشئ. أما الكوميديا الاجتماعية فى الكويت.. فأنا أحسد الفنان الكويتى الذى يتمتع بحرية تعتبر عظيمة لو قارنتها بالدول العربية الأخرى. إذ أنه يقدم أحياناً نقداً لاذعاً وساخراً وقاسياً والدولة تفتح صدرها لترحب به .. هناك تجارب فى المسرح الكوميدى فى الكويت مثل (1 – 2 – 3- 4 بم) تأليف عبد العزيز السريع وصقر الرشود و(ضحية بيت العز) تأليف عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، ومسرحية (باى باى لندن) تأليف نبيل بدران....
• ماذا قدمت لمسرح الكبار فى الكويت ؟
• قدمت مسرحية " مطلوب حياً أو ميتاً " عن مسرحيتى " ظهور واختفاء أبى ذر الغفارى " للمسرح الشعبى فى الكويت ويقوم ببطولتها الفنان إبراهيم الصلا والفنان أحمد الصالح وجاسم النبهان وزينب الضاحى والفنانة مريم الغضبان ومكى القلاف....
• بحكم تجربتك أى أشكال المسرح أقرب إلى الجمهور الكويتى ؟
• دعنا نتحدث بصراحة.. الجمهور الكويتى جمهور عربى مثله مثل أى جمهور فى أى دولة عربية.. لكنه يتميز بحكم كونه جمهور قادر على الفرجة يذهب إلى أوروبا والدول العربية المختلفة ويشاهد عروضاً مسرحية مختلفة، إذاً بحكم تكوينه الطبقى فهو يستطيع أن يدخل المسرح مهما كانت أسعاره ولذلك فهو يقبل على نوعين من المسرحيات إما مسرحية سيياسية أو مسرحية كوميديا خفيفة ولأنه عربى فهو مثل كل العرب يبحث عن الضحكة الخفيفة أو النقد الساسى اللاذع.....
• وبمناسبة الجمهور كيف تعبر عن الديالكتيكية التالية .. الجمهور يخلق مسرحه أم المسرح يخلق جمهوره ؟
• المسرح زنبقة والجمهور عاشق.. المسرح احتياج اجتماعى مثل الماء والهواء والصابون والحرية والطعام... والشعر.. نحن غرباء عن المسرح لأننا احترفنا الشعر والقاء القصائد ولكننا رويداً رويداً أصبحنا نتحرك معه ونتفاعل ويصبح احتياجاً لنا... لأننا شعوب احتضنها الحزن وقهرتها الصحراء ولذلك وجدنا متنفساً فى المسرح كى نضحك أو نشتم السلطات.. دعنى أقول لك الحقيقة أن المسرح ليس احتياجاً بالنسبة لنا... إننا شعوب مريضة منذ عهد الجاهلية حتى الآن.. والمسرح اتخذناه لفترات طويلة فرصة لنا وكرد فعل للحالة المرضية التى نهانى منها .. وليس كقناة للإبداع ومبدع المسرح الحقيقى فى وطننا يعيش حالة الغربة.. المغامرة كل يوم.. ويموت مليون مرة كل يوم...
• ما هى الأزمة التى يواجهها المسرح فى الكويت وهل استطاع أن يتجاوز أزماته؟
• المسرح الكويتى يعانى من عدة مشاكل:
أولاً : الفنان الكويتى دائماً يشعر بأن الحكومة لا تعطيه حقه بالرغم من أن ما يتوفر لديه من امكانيات يتمنى أى فنان فى الوطن العربى أن يحصل على نقفة منها.. ولذلك الأزمة أزمة وعى لدى معظم الفنانيين الكويتين وليس لكهم.
ثانياً : أزمة وجود رجل مسرح .. يضحى ويعمل من أجل المسرح....
ثالثاً : أزمة استراتيجية مسرح.. فالكل ينظر لليوم وفقط ولا يميز بين الخطة الاستراتيجية والتكتيكية.
رابعاً : وجود نخبة من المنافقين المثقفين العرب الذين يكيلون المدح للمسرح الكويتى والكيل لأى موهبة جديدة فيقتلونها ويحولونها إلى عائق مريض للحركة المسرحية.
خامساً: عدم وجود مجلة للمسرح مع وجود إمكانيات مذهلة فى الكويت.
سادساً: أزمة وجود الفنان المتفرغ للمسرح.
سابعاً : ازمة وجود مقار للمسرح مجهزة بصالات عرض.
ثامناً : أزمة وجود لائحة تشتمل الثواب والعقاب للنفان.. فالنان الكويتى كل شئ معه ولا شئ فى القانون يميز بين الجيد والسيئ مما جعل الجيد يشعر بالغبن.
تاسعاً : عدم وجود فرقة للمسرح القومى.
واتمنى أن تحل هذه المشاكل والأزمات فى الفترة القريبة القادمة........

دردشة مع الفنان " فتحى الحكيم "

دردشة مع الفنان
" فتحى الحكيم "
أجرى الحوار : السيد حافظ
السياسة 15/4/1979م
- المسرح القومى فى الكويت ضرورة ملحة ...
- اعتذر نور الشريف ومحمود ياسين لكنى لم أيأس ....
- فتحى الحكيم ، فنان مثقف ، رجل مسرح يحمل فى داخله طاقة فنان الغير محدود وطموح الفنان الطائش، وحلم رجل المسرح بالمطلق، عرفته مخرجاً قديراً فى مسرحية (بداية ونهاية) التى قدمها المسرح القومى فى مصر وعرفته فى الكويت استاذاًَ للتمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية، واللقاء به يعتبر موقفاً لجيل كامل من المسرحيين الشبان الذين يمارسون المسرح عن معرفة وفهم ومقدرة كان سؤالى الأول له هو نقطة لبداية انفجار صمت هذا الجيل عن أشياء كثيرة.
- لقد بدأت فى المسرح القومى فى مصر بمسرحية بداية ونهاية تحدث عنك الوسط المسرحى بشكل مثير فنياً ولكن أين أنت الأن ؟
- ظروف المسرح عموماً تنعكس على الفنان سواء كانت ظروف سياسية أو فنية أو اقتصادية أنا جزء من المسرح، معظم فنانى المسرح قد أصابتهم حالة من التوقف وأنا ضمنهم.
- لسنا شباباً فقط قد توقفنا ، توقف الجميع ومسألة الشباب والعجائز خرافة أو ستار نتستر به لعجز المجتمع عن احتواءنا. مشوارى مع المسرح القومى كان من الستينات حيث عملت محترفاً وأنا طالب وبعد تخرجى دخلت المسرح القومى بتزكية جميع أعضاء المكتب الفنى للمسرح القومى وعندما عملت اصطدمت بالواقع المرير.. إذا كنا نحن أهل الوسط الفنى نتعامل بكراهية وحقد فكيف نصنع فناً.
- لقد كانت دائرة الصراع غريبة.. أحزاب ودوائر ، وأنا كنت بعيداً فى الظل مكثت خمس سنوات فى أدوار ثانوية رغم أننى وصلت وأنا فى المعهد لأن أكون مخرجاً تلفزيونياً.. وكان يجب أن استمر ولكن اعيرت إلى الجزائر وعند العودة وجدت أن الوسط الفنى ينسى تاريخ الفنان حتى اسمه بمجرد اختفاؤه من الصورة كما يسموه فى الوقت الذى كنت أتابع فيه كل الصور الفنية، لقد عدت من الجزائر وبدأت من جديد فى الوسط الفنى فى مصر.
- والوسط الفنى فى مصر يستوعب كل الطاقات وفجأة كان المسرح القومى فى احتياج إلى عمل واستدعيت أنا ونبيل منيب وسناء شافع وطرح علينا أن نعيد تقديم أعمال قديمة بحجة الريبتوار. فأخذت (بداية ونهاية) لنجيب محفوظ وتم تقديم العمل الرؤية الجديدة. رفض البعض إعادة الأدوار، اعتذر البعض منهم نور الشريح بحجة السفر إلى لندن.
- محمود ياسين اعتذر لعدم قيامه بالبطولة ، ولكننى قدمت العمل بطاقات المسرح القومى الأخرى ونجحت التجربة بشهادة عبد الرحيم الزرقانى. الذى أشاهد بالخبرة.
- لماذا لم تترك زحام المسرح القومى وصراعاته إلى مسرح الفلاحين مثلاً أو المسرح الطليعى ، علماً بأنك لديك القدرة على هذا ؟
- المسرح التجريبى أو الطليعى فى بلد ما هو جزء من المسرح المحترف يفقد معناه الحقيقى وقدرته على كشف النظريات الجديدة فى عالم الفن المسرحى . لقد اتجه المسرح الطليعى فى مصر من الطريق الصحيح إلى طريق آخر.
- مدعياً أنه يقدم أعمالاً طليعية أو أعمال فنية جديدة مع أنه يقدم أعمال تقليدية وتشبه أعمال مسرح اللمحترفين، للأسف كل من عملوا فى المسرح الطليعى كانوا محترفين وليسوا هواءة وكلهم يميلون إلى الأعمال التقليدية أكثر من الطليعية . حتى أن إدارة الفنانين لمسرح الجيب كانت فرصة لهم حتى يقدموا أعمالهم. أين الطليعة المصرية هل هى مجسدة فى شوقى عبد الحكيم أم نجيب محفوظ لا أعرف. كان المفروض أن يبحث المسرح الطليعى (الجيب) عن أعمال جديدة، عن نبته مصرية جديدة. لقد كان (يونسكو) مرتبطاً بتراثه ومشاكل وطنه، أما نحن للأسف لم نقدم الكاتب التجريبى أو الجديد ، لم يحاول أى مدير لمسرح الجيب البحث عن كاتب جديد ومخرج جديد. وهذا جوهر الفشل.
- هذا يدفعنى لسؤالك عن تجربة المسرح القومى فى الكويت كفكرة والمسرح الطليعى كمشروع أمام  المسئولين فى الكويت ؟
- لا يمكن لأى انسان أن يرفض نشأة المسرح القومى أو المسرح الطليعى. المسرح القومى هو الوجهة الثقافية العريضة للدولة ومن خلاله يمكن تقديم الأعمال الأدبية العالمية والأعمال القومية المحلية ذات الطابع العالمى. على عكس المسرح الطليعى أو التجريبى الذى من خلاله يمكن البحث عن شكل أو استنباط شكل مسرحى للكويت وإذا نجحت هذه التجارب داخل هذا المسرح يمكن فى ذلك الوقت أو فى تلك الأونة أن تنقل تلك الأعمال إلى المسرح القومى على أساس أن المسرح الطليعى له جمهور معين. فالمسرح القومى ضرورة ملحة لدى دول العالم فمثلاً أولدفيك فى انجلترا ومسرح الفن فى روسيا والكوميدى فرانسيس فى فرنسا.
- كلها مسارح قومية وهى تمثل الوجهة الثقافية والحضارية لهذه البلاد. لذا أرى أن المسرح القومى هو ضرورة ملحة للفنانين الكويتيين لأنه وعاء يستوعب الفنانين أدبياً وفنياً ، والمسرح الطليعى يحتاج إلى طاقات وطلبة المعهد فى خلال عامين أو ثلاث سيكونون فى احتياج إلى أكثر من فرقة لاستيعابهم.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More