Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 4 ديسمبر 2016

الحوار الأول حول الغموض و اللا معقولية .. أجري في الثمانينات

حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ
حول الغموض أو اللامعقولية فى معظم مسرحياته
*****
  • بعض مسرحياتك .. الحوار فيها يتسم بالغموض أو إن شئت باللامعقولية . فلماذا ؟
  • كيف غدت الأمة العربية غابة حزينة.. سوريا على خلاف مع العراق وليبيا على خلاف مع مصر والسودان واليمن صار يمنين.. والأرض العربية تسقط باكية.. ونحن نجلس على المقاعد ندغدغ الأحزان وربما نرقص أو نتظاهر باليأس.. أحياناً يفقد المعقول نفسه فى واقعنا.. تكاد أن تصعق وانت تسمع الأخبار وأحياناً تقول نفسك إن زمن المعقول قد مات.. وإنك لم تعد كما كنت فى زمن كل شئ فيه غير معقول.. نحن فى زمن الخيانة.. خيانة النفس.. القضية الموقف – التاريخ .. أنت يا صديقى أمام الشخصية العميقة الطاهرة فوق تاريخنا المعاصر الخائن.. صوتنا مبحوح.. ومشنقة تنتظرك فى كل سطر تكتبه وكل جملة تكتبها فى حشاها نجمة من نار.. وكل ورقة تكتبها فى عمل بنبض شريف هى كفن للعفونة الفكرية المنتشرة.
وبعض الشخصيات التى أكتبها عاشت هزائم الأمة العربية موصومة بالإهانة . مليئة بالغضب محاصرة بأرواح الجاهلية .. لذلك فهى احياناً تفر خائفة أو تواجه العاصفة واللغة جرح الإبداع لذك فالغموض ظاهرى.. واللامعقولية هالة ظاهرة.. والفن يعطى الإيدلوجية المساحة الرحبة والايدولوجية هى شريان الفن والأديب الملتزم قد يصل أحياناً إلى تجنيد نفسه لخدمة اللحظة الأنية. هنا يفقد الأديب فنه وحينئذ يصاب بالإحباط ذاتياً وإن نجح خارج ذاته اجتماعياً وحزبياً.. وإن انتحار مايكوفسكى لهو دليل واضح على هذا. أما إذا أعطى الأديب نسه حرية الحلم فإنه يمنح الواقعية بعداً جديداً. أكثر من البعد الفكرى فيكون فنه انسانياً وعميقاً والفن ليس خطبة سياسية وليس مقالاً. إنما له أبعاد جمالية وفنية وإنسانية وفكرية ولذلك فإننا مطالبون بتغير الخارطة الثقافية والفنية وتجاوز مرحلة المراهقة الفكرية وقد قيل من قبل أن مسرحية جيدة أفضل من خمسين نظرية سياسية.
  • كتبت القصة القصيرة .. فهل فعلت ذلك لأن المسرح لم يسعفك فى أن تقول ما تريده أو أن النوع الادبى فرض نفسه عليك ؟
القصة القصيرة " مشكلة" هى الشهادة .. الرؤيا.. هى الإدانة على عصر المهرجين والخصيان.. هى الثورة .. هى طعنة غادرة للواقع وغوص فى عمق اللحظة الطاهرة.. واللفتة المحرمة.. لا أدرى من أى الأبواب تعارفنا أنا وهى .. القصة القصيرة هى هجرة للوعى المخزون إلى الورق لإحتواء الواقع ببعد جمالى وفلسفى.. وفنى خاص.. كتبت القصة على استحياء وكتبت المسرح على استعلاء.. وما بين الاستحياء والاستعلاء عشت مع الكلمة النزيف.
  • تركت مصر مبكراً.. هل يمكن أن تحدثنا عن الأسباب التى دعتك إلى هذا ؟
الهجرة " انقاذ " ولست هروباً.. نعم كان جيلنا أمام ثلاث اختيارات :
أولاً : دخول السجن كما حدث وأن سجن السادات مئات الكتاب والمثقفين.
ثانياً : الجنون وهذا حدث نتيجة الضغوط النفسية والاقتصادية وسقط فى هذا " الفخ " وهذا الدرب الكثيرون.. منهم على سبيل المثال لا الحصر .. نجيب سرور رحمه الله .. محمود دياب.
ثالثاً : الهجرة  وهى أضعف الإيمان وأضعف طرق المواجهة والحفاظ على نفسك. حتى إذا جاء دورك كنت " النورس" وكنت " القبضة" وكنت " الطلقة" وكنت " الفكر " للناس.. لا حل.. لا مخرج .. من خرجوا من السجن كان بعضهم أكثر صلابة وبعضهم أكثر عفونة من السلطة.. وبعضهم ضاع نفسياً واجتماعياً حين اكتشف أن زميله يقوم بدور المخبر السرى عليه.. ومن أصيب بالجنون تحول إلى أكثر شراسة من ال جنون (الفرد العادى) حيث أن جنون المثقف يعنى انتحاره تاريخياً.. والبعض قد فضل الهجرة إما إلى داخل الذات .. فاتجه البعض إلى الحل عن طريق الصوفية والطريقة الشاذلية أو اتباع السنة المحمدية والبعض هجرة إلى الخارج بحثاًعن الأمان والخبز والبعض نسى أن هجرته من أجل الفكرة وتحول إلى تاجر بالشعارات والكلمات وأصبح دولارياً أو دينارياً ويكتب فى كل الصحفة العربية وحسب كافة الاتجاهات..
حتى فى الصحف التى تصدر فى أوربا تلك الصحف إلى لى رأي فيها أنها قمة النضال والحرية وقمة الانحطاط والسفالة الفكرية وهى تحمل الإزدواجية التى عهدناها فى العقلية العربية والبعض يماسر المزايدة الفكرية الوطنية باتهام من هاجروا للخارج أقل وطنية وفى سوق التاريخ والنضال قد يكتشف أن من يتهمك ما هو الا عمي للمخابرات أجنبية ويرتدى قناع الوطنية.
  • مكتب عدة سنوات فى الكيوت بعيداً عن أهلك وجمهورك فى مصر.. ما أثر ذلك على العملية الإبداعية عندك ؟
  • من مصر المحروسة خرجت عام 1976 .. انتظر الأبواب السبع أن تفتح لى.. لم انظر للخلف وودعت صيف 1976 فى مصر وأنا أعبر بجوازى سحب البحر المتوسط متعباً صوت المجهول للخليج.. حيث عشت تجربة كاملة حياتية.. سجلتها فى رواية كتب منها جزءاً لا بأس به تحت عنوان "مسافر بلا هوية" .. عشت أياماً لا أدرى ما لونها وما طعمها وما شكلها وعشت أياماً خلف الصحف الكويتية الرائعة.. كانت أيامى عطشى لنبض مصر وجوعى لمشاهدة العالم.. ومن لكويت خرجت لمشاهدة دول خليجية أخرى كمراسل صحفى وتعرفت على جزء من الوطن العربى لم أعرفه من قبل.. تعرفت فى الخليج على كتابه وأدباءه ولا تعرف الأشياء الا بعد أن تلمسها بحواسك الخمسة .. مرت الكويت على وجهى ومرت منازلها فى رئتى .. فى مصر كان الميلاد وفى الخليج كانت الإقامة ومحل العمل.. كنت أشعر وأنا خارج مصر أننى خارج البحر.. وإننى اخترت الصحراء.. لا شئ هنا أو هناك ينقضى الا توهج الابداع.. ولكننى فى الخليج قابلت الصعاليك بعد عامين.. صعاليك الأدب والفن وبدأت أتسلل إلى خندق الابداع من جديد.. لقد تركت فى مصر أرض معركة الإبداع ولكنى كنت أمام جمهور آخر.. حقاً لقد تأخر وصول أعمالى لجمهور المسرح فى الكويت عدة سنوات والسبب يرجع إلى عدم معرفتى بالخارطة المسرحية الحقيقية فى الخليج فلقد تقابلت للأسف مع عناصر مدعية فأثرت على مرأى.. مما جعلنى عندما أقابل فناناً موهوباً مثل صقر الرشود لم نستطع أن نصل إلى نبع العطاء الفنى.
ولكننى أخيراً تقابلت فى عام 1983 مع المخرج منصور المنصور والسيدة عواطف البدر وحققنا بفضل الله نجاحاً لم يحدث من قبل فى مسرح الطفل عن طريق مسرحية " سندريلا" ..
إن البعاد عن الأهل والوطن هو معاناة كبيرة والمعاناة الأكبر أن تكون وسط أهلك ووطنك وتعانى من رؤيا الفقراء الذين تنتمى اليهم والمثقفين المنبوذين الجياع وأن تملك أعظم سر فى الإنسان ألا وهو سر التمرد الاجتماعى. فى زمن شهود الزور.. وكتاب الزور.. وانصاف الكتاب ولا نضطر لأن تحنى الرأس أمام مدعى الثقافة والكتابة ومافيا النشر..
  • لك مسرحيات عرضت فى الكويت وبغداد .. كيف تلقى الجمهور العربى أعمالك وما هى انطباعاتك.. بعد تقديم تلك العروض..؟
  • فى العراق كان اللقاء الحميم بجمهور مثقف واع لا يخدع . جمهور مثقف يملك روح الحضارة.. والطبيعة الحية أعطته دوراً كى يبرز فى ساحة التاريح كشعب وحضارة أولاً على المستوى الأكاديمى.. قدم المخرج "وليم يلدا" مسرحيتى الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء فى أكاديمية الفنون – المعهد العالى للفنون المسرحية ودرسها الطلاب كمشروع للتخرج ونفذوها واستقبلتها الصاحافة استقبالاً طيباً عام 1977 – 1978.
وعلى المستوى الجماهيرى فى عام 1981 قدم الدكتور سعدى يونس مع فرقة العراق المسرحية مسرحيتى " حكاية الفلاح عبد المطيع" والتى سبق وأن نشرت فى عام 1980 فى جريدة الوطن واتذكر أن الزميل محمود الريماوى أعجب بها ونشرها فى ملحق جريدة الوطن.. وكتبت الصحافة العراقية النابضة الحية عن هذا العمل المسرحى عدة مقالات فى جريدة الثورة – البعث – مجلة فنون – مجلة ألف باء تاء.. ومجلة فنون العراقية وقدمت إذاعة بغداد وصوت الجماهير عدة برامج عند المسرحية كما قدم تلفزيون بغداد ندوة عن المسرحية كما كتب عنها فى صحف باريس وفى الكويت.
وفى الكويت قدمت مسرحية " سندريلا " للأطفال وحققت أعلى نسبة جمهور لمسرح الأطفال – أعلى دخل لمسرحية أطفال – أكبر توزيع فى أشرطة الفيديو لمسرحية أطفال كتبت عنها ثلاثون مقالاً فى كافة الصحف بين مادح وقادح ومتحمس وحاقد وهادم وقررت المسرحية على طلبة جامعة الكويت (قسم علم نفس وأدب شعبى) أو المعهد العالى للفنون المسرحية قسم نقد ولقد كانت الجماهير دائماً هى الحكم أما الذين يحاربوننى من هؤلاء المدعين يقولون أن أعمالى لا يفهمها الجمهور ويحملون خناجرهم فى الكتابة أو التهويمات حتى يبعدونى عن زنابق الجماهير ونجوم الحب التى تمنحها للعمل الذى تحبه.. إن الجماهير منحتنى الكثير فى العراق وفى الكويت وفى مصر .. إننى مع الناس لأن الناس هى معجزة الأرض التى خلقها الله.. وهم يملكون زمام الطريق الصحيح لنا ككتاب وكفنانين.. ثم لا أنسى ما حققته مسرحية " الشاطر حسن" فى الكويت مع المخرج أحمد عبد الحليم.
  • ما رأيك فى تصنيف المبدعين إلى أجيال... وهل تعتقد أن جيل الستينات قد حقق شيئاً وما هو وبالمناسبة من أى جيل تعتبر نفسك ؟
·         قلت سابقاً لا يوجد أدب شبان وأدب عجائز.. وهذا مصطلح خبيث أو تعويذة سرية أطلقها بعض الخبثاء وتبنتها بعض الاتجاهات بحسن نية دون أن تدرى أن هناك من يرغب فى خنق الإبداع العربى لأن فى الوطن العربى (مافيا) الثقافة التى تغتال الإبداع وتخنقه دون ترك أى أثر للبصمات وفى نفس الوقت تسير فى جنازة القتيل بمقالات لك لو سألت ثلاثة كتاب عن رأيهم فى نتاج بعضهم لا تجدهم يتفقون على واحد منه. نفس الشئ يحدث فى كل مهنة.. ولكن فى الأدب وللأسف الكل يطعن فى الكل وأدب الشبان والعجائز " تعويذة سحرية" لخنق الإبداع.. أما الأدباء الذين ظهروا فى مرحلة الستينات كانوا أصحاب رؤية اجتماعية جادة واكبت طموحات العرب فى تلك الفترة فكانت متوهجة وطموحة وغازلت أحلام الجماهير.
ولم تدفع الجماهر إلى مرحلة الوعى .. أو الموقف.. مما أدى إلى :
1-افتقار معيار الموضوعية العلمية أمام مسئولى الحركة الثقافية فى الوطن العربى .. فمعظم المسئولين عن الثقافة أى 90% منهم لليس لهم شأن بالثقافة.
2-تقاعس معظم النقاد الكبار أمثال د. على الراعى.. ود. عبد القادر القط .. د. جابر عصفور.. د. عبد المحسن طه بدر.. الخ.. وإلا بما يسميها بالظاهرة النفطية وتحول النقاد إلى مداحين ومنافقين لأى ظاهرة أدبية من الخليج العربى أو الكتاب فى مجالات جيدة عن الأدب والفن.
3-الهزيمة الفكرية خيزران 1967 أدت إلى تفسح ثقافى وسياسى واجتماعى وحتى الأن لم تجد أى شئ يدعونا للتفاؤل التاريخى. أما عن انتمائى فأنا انتمى إلى كتاب المسرح الهواة.. واعتبر نفسى من المبتدئين بدأت الكتابة فى عام 1967.

  • أنت أيضاً مهموم بالكتابة إلى الصحافة كيف تجد الوقت لكل ذلك وأنت رب أسرة ؟
  • ثمانية أعوان وأنا أكتب فى الصحافة الكويتية وكمراسل صحفى للمجلات الكبرى التى تصدر فى أوروبا .. الصحافة هى حركة رئتى المبدع.. وهى بالنسبة لى رئتى التنفسى.. نعم الصحافة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتى ولا اعتبر نفسى صحفياً ولكنى اعتبر نفسى " كاتب فى صحيفة" وهذا لا يمنع أننى دخلت " مطبخ" الصحافة واستطيع أن أقوم بأى عمل فى الصحيفة وفى أى قسم من أقسامها ولقد استفدت من قسم الوفيات والقسم السياسى والاجتماعيات والثقافى والفنى. والاقتصادى والمحليات.. نعم استفدت كثيراً ولذلك عرض على أن أكون مدير لتحرير مجلة كبرى تصدر فى أوربا ولكننا اختلفنا فى اختيار فريق العمل معى .. الصحافة هى لغة هذا العصر ولكن كيف أجد الوقت لكل ذلك فهذا موضوع آخر لقد جذبتنى الصحافة من الكتابة الإبداعية حتى أننى سعرت برغبة فى تحديد نوعية عملى فى الصحافة والعودة للابداع. وهذا جعلنى فى الشهور الأخيرة 1ذ953 حددت نوعية ما أكتبه فى الصحيفة واهتم بالكتابة الابداعية.
  • لماذا اتجهت إلى مسرح الطفل والكتابة للأطفال ؟
  • لأننا فى الوطن العربى نغتال الطفولة.. وندوس على براءتها ونغلق على الطفولة خيبتنا وهزائمنا ونسحق أدمغة الأولاد بمسلسلات هزيلة وبرامج سخيقة .. إننى أنقذ الطفولة مع الكتاب الجيدين الذين ساهموا من قبلى فى هذا المجال والذين يساهمون الأن.. فى محاولة أخيرة لانقاذ الأجيال القادمة قبل حدوث الطوفان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More