Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 4 ديسمبر 2016

مقالات السيد حافظ

مقالات السيد حافظ                                       

لــرأى العام                                           2/1/1983
فيلــم " جبل ناعسة " ومؤلف من الكويت
- الكاتب الصحفي والقصصي ، الزميل " السيد حافظ " المقيم   بالكويت .. انتهى من كتابة سيناريو وحوار الفيلم السينمائي " جبل ناعسة " عن قصة " مصطفى نصر " ، والذي كلفه بكتابته الفنان " نور الشريف " اثناء تواجده بالكويت في أسبوع السينما الفلسطينية .. حيث يقوم نور بانتاج وبطولة الفيلم مع زوجته " بوسي " ..
و " جبل ناعسة " هو اسم احد الاحياء الشهيرة بالاسكندرية ، والذي كان وكرا لبيع المخدرات في الاربعينات والخن\مسينات ، وكان يشبه حي " البقاطنية " بالقاهرة .. وأحداث الفيلم تدور في هذا الحي ، حيث تتناول قصة حب من خلال مظاهر الحي الغربية ، التي لا توحي بوجود اية عواطف او علاقات غرامية ..
وسيبدأ نور في تصوير الفيلم بين الاسكندرية والقاهرة .. ابتداء من شهر مارس القادم ..
كذلك انتهى السيد حافظ من كتابة المسلسل التلفزيوني " صراع الاجيال " وهو انتاج كويتي سيصور بالقاهرة .. ويقوم ببطولته :
" محمود مرسي " وليلى طاهر وأحمد زكي ، ويخرجه " ابراهيم   الصحن " ..








الثقـافه العدد1781 (149) 25 جمادي الاولى 1404 هـ
الموافق 27 فبراير1984
السيد حافظ ومحاكمة الحركة الثقافية العربية !!
17 شـاعراً
فى مهرجان الشعر بالشارقة
علم ( الخليج الثقافي ) ان اربعة وعشرين شاعراً وشاعرة سوف يشاركون في مهرجان الشعر الذي يقام في الشارقة في الفترة من 10 إلى 19 مارس القادم في نطلق نشاطات مهرجان الفنون الوطني الذي تخطط له وتنفذه الدائرة الثقافية بالشارقة . والشعراء من خارج دولة الامارات العربية المتحدة هم :
محمد مهدي الجواهري ( العراق ) .
شاكر السماوي الصباح ( العراق ) .
د. سعاد الصباح ( الكويت ) .
عبد الرحمن رفيع ( البحرين ) .
عبد الله الخليلي ( عمان ) .
عبد الله الصيخان ( المملكة العربية السعودية ) .
هذا اضافة الى الشعراء والشاعرات داخل دولة الامارات العربية  المتحدة .
محمد خليفة بن حاضر .
سلطان الحبتور .
د. احمد امين المدني .
عارف الخاجه .
احمد راشد ثاني .
سالم الزمر .
د. الزين عباس عماره عارف الشيخ .
د. محمد عبده غانم .
فتحي الكوامله .
عمر ابو سالم .
حمدة خميس هالة حميد معتوق .
رؤى سالم .
سارة حارب .
منى سيف .
امينة عبد العزيز .
هذا وسوف تبدأ اولى امسيات مهرجان الشعر بامسية يلتقي فيها الشاعر محمد مهدي الجواهري بالجمهور في قاعدة افريقيا مساء العاشر من مارس القادم . ويشمل مهرجان الشعر ثماني امسيات شعرية بما فيها الامسية الخاصة بتكريم عشرة من رواد الشعر  الشعبي .
وسوف يكون هذا هو التكريم الثاني لرواد الشعر الشعبي حيث تم التكريم الاول في شهر ديسمبر عام 1983 على مستوى الدولة .
وعلى صعيد الشعر النبطي يشترك فيها الشعراء : راشد بن طناف . سالم الجمري . محمد الكوس . بيع بن ياقوت . راشد بن مكتوم .
ويعتبر مهرجان الشعر هكذا مهرجانا مصغرا للشعر العربي .
ومن جهة اخرى تستضيف الدائرة الثقافية الفنانين التشكيليين ناجي العلي وصادق قمش الفنان التونسي وشاكر ال سعيد ( العراق ) .
ان عددا من الندوات والمحاضرات تقام على هامش المهرجان على نحو التالي :
·   محاضرة عن الكاريكاكتير السياسى يقدمها الفنان التشكيلي ناجي العلي .
·   محاضرة عن ادارة الغوص يقدمها عبد الحميد الرميثي .
·   محاضرة عن التراث الخليجي يقدمها الشاعر الباحث علي عبد الله خليفة .
·   ندوة عن رسومات الاطفال يشترك فيها مجموعة من المختصين .
·   ندوة عن قضايا الشعر العربي يشترك فيها الشعراء الضيوف وشعراء الديرة .
·   ندوة عن المسرح المحلي بين الواقع والطموح يشترك فيها بمداخلات اربعة عشر من المختصين .
كما تغطي الايام المسرحية التي تقام ضمن نشاطات مهرجان الفنون الوطني الفترة من 20-27 مارس القادم حيث يقدم عرض مسرحي يوميا . وتشمل الايام المسرحية المسابقة المسرحية في اطار الاحتفال بيوم المسرح العللي بقاعة افريقيا حيث يتم تكريم احد رواد المسرح المحلي .
ويشار الى ان امسيات مهرجان الشعر العربي المصغر تتوزع على : قاعة افريقيا ، غرفة تجارة وصناعة الشارقة ، النادي العربي ، النادي البحري ، نادي المنتزه ، كلبا وخورفكان .








السياســة                                           28/12/1978
وداعــا صقــر الرشـــود
بقلم السيد حافظ
يفر مني النهر .. النهر الكلمات الحبلى بالحزن .. وأنا أودع انسانا شريفا . فنانا يلهث خلف الكلمة المضيئة . والفكرة الشريفة ليقدمها للناس . انعيك ام انعي الوطن العربي فيك .
الوطن القليل الحظ . الذي يفقد كل ابنائه الشرفاء المخلصين في ساحة الموت مبكرا .. في سن الثلاثين فقدت قيثارة سيد درويش والوان سعيد العدوى واشعار نجيب سرور وعبد الصبور منير وكلمات ضياء الشرفاوي وعلى قنديل . وغسان كنفاني وغيرهم . وكنت يا صديقي متواضعا تواضع الفنان الواثق ومخلصا اخلاص الشهداء . يبكيك الخليج والنيل والفرات وخشبات المسرح في الوطن العربي . إننا تفقد فيك المسرح الموقف . والبحث الصادق ورؤية الكائنات البريئة ..
هنا وهناك . في ساحات دمشق واللانقية . في شوارع الكويت في حارات مصر يظل الفن النبؤة الفن الراغب في تطهير الانسان .
·   الفنان لا تكرر وانت لا تتكرر . لأنك نبتة طيبة وبذرة اصيلة وعملة نادرة في فننا المسرحي .
لم تهدأ يوما فالقلق ذبحك . والآن اهدأ يا صديقي . لعل الموت أخر محطات القلق للفنان اهدأ في رحمة الله الواسعة . لقد فقد الوطن العربي مناضلا يحمل الفن لتنوير الانسان واضاءة مستقبله .
وداعا ايها الفنان يا من حملت شعلة الفن في نفسك والقيت بالجمر في ساحة الجماهير . وستبقى روحك سحابة على غابة حياتنا الرديئة وفي جنة الله ورحمته الواسعة يا صقر العزيز .



الــرأى العام                                            9/1/1979
رسالة من كاتب حول " الجيل والارض "
الاخ سعيد عرفات
تحية وبعد :
ظننتك في اول الامر مثل اي صحفي تستهويه مخاطرة الابداع فيجازف بكتابة قصة او رواية معتمداً على الشهرة الصحفية الكسيحة . والحقيقة الثانية التي كادت تمنعني من قراءة الرواية هو قول احدهم بان روايتك متأثرة بكاتب انجليزي . ولكن هذا حكم مسبق ظاهري غير علمي .
ودفعتني رغبة البحث للتعرف عليك ادبيا . فعرفتك من خلال " الجيل والارض " احد كتاب الرواية الذين تشم في سطورهم صدق المحاولة وهذا شرف غير متوفر في كثير من الروائيين الآن ممن يحملون الاسماء اللامعة .
ثانيا : اكتشف محاولتك للخروج من شرنقة اللاموقف الضبابية الى اتخاذ موقف ما ، ذو حس شاعري .
ارجو ان احصل على نتاجك الادبي السابق . للتعرف على عالمك بشكل افضل واحيي قلمك ومحاولتك لايجاد لغة خاصة بك وان لم تتحدد ملامحها بعد .
تهنئتي وعذري .
ارجو ان تكون للرواية عطاءاً وان تكون لك هي العطاء .
السيد حافظ – الكويت ديسمبر 1978






الأنبـــاء                                 13/12/1978

السيــد حــافـظ
Y على ضفــاف الحــب Y

                  " علـى ضفـاف الحــب " مسـلسـل
                 تلفزيوني جديد يقـع في 13 حلقة .. يقوم
                 بكتابته الزميل السيـد حـافـظ . المسلسل
                 اجتماعـي في احداثـه .. ومن المحتمل ان
                 تقـوم احى شركات الانتاج الخاص المحلية
                 بانتاجه .
 ومن المعلوم ان المؤلف سيقدم له المسرح
                 الكويتـي مسرحيـة ظهور واختفاء ابي ذر
                 الغفـاري خلال هـذا الموسـم وذلك بعـد
الانتهـاء من التعديلات التي اقترحها مجلس
الادارة على المـؤلف ادخالها على النص .










مدرسة النقد الحديث بآداب الاسكندرية يؤكد :
الأديب عندنا أصبح القارئ الوحيد لكتبه !
كتب مصطفى عبد الله :
حول حركة الادب والنقد ودور جامعة الاسكندرية ناتقى اليوم مع واحد من الاسماء الشابة اللامعة فى جامعة الاسكندرية الدكتور السعيد الورقى مدرس النقد الحديث بآداب الاسكندرية .. والحاصل على ليسانس الاداب سنة 1964 ، والماجستير فى الاداب سنة 1973 فى موضوع اتجاهات القصة القصيرة فى الاداب العربى المعاصر فى مصر ، والتى درس فيها اتجاهات القصة منذ البدايات الاولى فى مطلع هذا القرن ، حتى مطلع السبعينيات ، ثم حصل على الدكتوراه فى عام 1977 فى موضوع ( لغة الشعر العربى النعاصر ، خصائصها الفنية ، وطاقاتها الابداعية ) درس فيها طاقة القصيدة العربية المعاصرة وامكاناتها الفنية من خلال مفهومه للغه الشعر على أنها كل مكونات العمل الشعرى من صورة انفعالية ، وصورة موسيقية ، وتجربة بشرية .
التقيت بالدكتور السعيد الورقى فى نادى سبورتنج بالاسكندرية مع عدد من الادباء والشعراء السكندريين الشبان اللامعين : محمد الجمل ، وسعيد سالم ، د. على الباز ، ونعيم تكلا .. وجميعهم كانوا يريدون ان يتعرفوا على آرائه فى نفس الموضوعات التى كنت اطرحها عليه وسألته :
** ما هو فى تصورك دور جامعة الاسكندرية فى حركتها الثقافية ؟
- اعتقد ان النشاط الثقافى فى الاسكندرية تعتبر الجامعة مسئولة منه بالدرجة الاولى .
والجامعة – فى الحقيقة – تتولى هذه المسئولية فى حدود مالديها من طاقات بشرية ومادية .
فالحياة الثقافية تحتاج الى جهد ترشيدى ، اعتقد ان الاساتذة بالجامعة هنا يقومون به بشكل طيب ويكفى ان نتتبع البرامج الثقافية فى الاذاعة ، وقصور الثقافة ، والمنتديات ، لنرى ان الاساتذة يمثلون الغالبية الغالبة فى المشاركة فى هذه النشاطات .
وتبقى بعد ذلك مسئولية اساتذة جامعة الاسكندرية فى تسجيل وتقييم الحركة الادبية – خاصة – فى الاسكندرية ، وفى هذا الصدد فالادب فى الاسكندرية – وهذا ما يجب ان يقال ، لا الادب السكندرى – اقول ان الادب فى الاسكندرية شأنه شأن الادب فى كل مصر ، يدرس متى توافرت فيه امكانات الدراسة العلمية .
** لكن ، ما هى فى نصورك المشكلات الحقيقية التى تعوق حركة ازدهار الادب فى الاسكندرية ؟
- اؤكد من جديد ان مشكلة الادب فى الاسكندرية هى جزء من مشكلة الادب عامة فى مصر ، وهى مشكلة موزعة بين النشر وظروفه ، والكتاب وتوافره ، والقارئ وايجاده ، ثم الناقد المعاصر .
لقد انتهى الامر بالاديب عندنا الى ان يكون قارئ نفسه . فدور النشر المعدودة فى مصر لا تنشر الا لاسماء قلة . والكتاب أصبح سلعة كمالية والناقد المعاصر لا يزال بعيش فى الطباعية التسجيل السريع التلقى ،   ولا ( للاديب ) التوضيح والانارة لرؤيته الفنية . وحتى هذا الناقد مع قصور ادواته لا يجد مكانا ينشر فيه ما يكتب .
وفى رأيى ان الاسكندرية تحتاج حاجة عامة الى دار النشر او هيئة كبرى للنشر ، بمطابعها ، ومجلاتها ، واقلامها ، وأعلامها ، ومن الممكن اذا تعذر ذلك ، ان تنقل اليها من القاهرة احدى مؤسسات النشر كذلك تحتاج الاسكندرية الى تدعيم وزيادة فعالية الاجهزة الثقافية الموجودة بها ، كما تحتاج لمزيد من التلاحم بين الجماعة والقاعدة الثقافية العريضة .
** من من أدباء الاسكندرية وشعرائها استطعت ان اكتشف وتقدم   للقراء ؟
- لقد كتبت دراسات نقدية عن أغلب ادباء الاسكندرية ومنهم على سبيل المثال .. فى مجال القصة : محمد حافظ رجب ، ومحمد الجمل ، وسعيد سالم ، وسعيد بكر ، وابراهيم عبد المجيد ، ومحمود عوض عبد العال ، ومحمد مبروك ومحمد الصاوى ، ومصطفى نصر .
وفى مجال الشعر : عبد المنعم الانصارى ، محمود العتريس ، أحمد المسمرة ، وعلى الباز ( وفى مجال المسرح : السيد حافظ ) . الذى لا يقدرم للقارئ العون على 













السياسة 26/2/1981                            دكتور السعيد الورقى
مقالات النقد الأدبى
مقالات حول الاعمال الادبية للزميل السيد حافظ تدرس في جامعة الاسكندرية
مقالات ادبية حول اعمال الزميل السيد حافظ تدرس في جامعة الاسكندرية بكلية الاداب . قسم اللغة العربية يقوم بندريسها الدكتور السعيد الورقي استاذ الادب الحديث .. تتناول المقالات الاعمال المسرحية والقصصية للزميل التي صدرت ونشرت خلال الاعوام  السابقة .

















مسلسل  تلفزيوني جديد                                صراع الأجيال
المسلسل يجيد شعار " نحن جيل بلا أسآندة "
كتب نبيل صبري :
تستعد مؤسسة البدر للانتاج الفني لبدء تصوير مشاهد المسلسل التلفيزيوني " صراع الاجيال " فى استوديوهات عجمان ..
كتب حلقات المسلسل الثلاث عشر الزميل السيد حافظ خلال ثلاثة   أعوام .. وسيخرجه المخرج محمد السيد عيسى فى نوفمبر القادم .
يشترك فى التمثيل نخبة من النجوم من بينهم محمود مرسي ، ليلى طاهر ، أسمهان توفيق ، معالي زايد ، سناء شافع ، عأيده عبد العزيز ، ناهد جبر ، احمد عبد الحليم ، طارق عبد اللطفي عبد الحميد .
يتحدث المسلسل عن صراع جيلين لكل منهما سمته وخصائصه ومميزاته ، وله فكره وطموحاته وأحلامه .. والصراع بين كل ذلك .. فجيل الخمسينات الذى تربى فى مصر قبل الثورة كان فهما وأكثر   تلونا – وجهة نظر الكاتب – بينما يرى السيد حافظ أن جيل الثورة وهو جيل ما بعد عام 1952 لم يدرك خطورة الجديد ..
وهو أكثر نقاء ولا يرى اى عطاء من الجيل الذى سبقه .. ومن هنا ارتفت صرخته " نحن جيل بلا أساتذة " .
كما ويعرض المسلسل صورا لشرائح اجتماعية ونفسية عديدة ، كما وتبرز الاحداث كيف استطاعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية أن تسلب جيلا أغلب امكانياته ..
وسوف تستغرق كل حلقة ساعة عند عرضها على الشاشة الضغيرة .

وقد حازت القصة اعجاب كل العناصر المشتركة فى العمل بدءا من السيدة عواطف البدر المنتجة ، للمخرج محمد السيد عيسى ، لنخبة الممثلين المشاركين فيه .. ويستعد الجميع لبدء العمل فى هذا المسلسل الكبير الذى سيقدم فكرا جديدا وعملا فنيا على مستوى رفيع .. ليضم للاعمال الفنية التى تترك أثرا فى ميدان التلفزيون من خلال التكنيك والاداء والافكار التي يطرقها .




















ثقافة وفنون                              رد على مقالة يوسف العميرى
قضايا فنية
معيار النقد المفقود !
فى كل يوم نقرا ونستمع الى العديد من الأراء النقدية حول عمل ما ويقف الاصدقاء الى جوار العمل ويقوم غيرهم بأتخاذ الموقف المغاير وهناك عدة اعتبارات تلعب دورا كبيرا فى هذه المسافة ، فقد تكون كلمة سابقة لصاحب العمل اثرت فى نفس احدهم فانتهزها فرصة لرد الصاع صاعين ، كما ان البعض يميل الى التوفيق بين الموقفين ..
وعلى هذا يظل المعيار النقدي مفقودا غائبا عن الحضور ، ولا يمكن لاحوالنا الفنية ان تنصلح مادام هذا هو اسلوبنا في تعاطي الاعمال الفنية ، فأحدهم مثلا يقول
" التلفزيون وليد المسرح ! " وهذا يعمل الكثير من الخطأ لان التلفزيون هو الابن الشرعي للسينما ، ولما اغتالها انفقنا على تسمية " الابن الشقي " وغيره يقول ان الكاتب المسرح قادر على الكتابة التلفزيون بسهولة بالغة .
ولا يمكن تسمية مثل هذا القول الا أنه " تنظير " بلا أساس ، فالكتابة المسرحية تختلف عن الكتابة التلفزيون ، وعن اقامة بناء معماري درامي للاذاعة ...
هارولد بنتر أشهر كاتب اذاعي معاصر فشل فى الكتابة التلفزيون ، وصموئيل بيكيت اخفق في الكتابة اللاذاعة ، لكنهما نجحا في الكتابة للمسرح ...
ولا يمكن بالطبع تحديد بالطبع تحديد أي الكتابات اسهل حيث ان كل نهج مستقل بذاته وخصائصه ..
لذلك فان معيار النقد هو الاجادة في بناء الشخصيات وتفاعل الحديث الدرامي ونموه بحيث ينقل المفاهيم الفنية بصورة مقبولة ، وعلى الصعيد العملى نجد ان عملاقا ما يعجب الجمهور ولا يعجب النقاد أو النقيض .
ومن  هنا يتحتم على المؤلف – فى مجال = ان يحاول حل المعادلة الصعبة ليوفق بين رغبة المشاهدين والمستمعين ونظريات المتخصصين الاكاديميين ، فخسارة النقاد هم مؤكد وفقد أن الجمهور أكبر ..









مجله صوت الخليج                                   8/4/1981
المخرج عايز كده
على امتداد سهرتي " جمعة " شاهدنا على شاشة التليفزيون تمثيلية  الام ، وتمثيلية عطاء .. وهما بمناسبة عيد الأسرة ..
في تمثيلية " الام " ورغم كادر الفنانين الذين قاموا بأدائها .. كان العمل " الفني " موضوعا في ثلاجة .. كل شئ يؤدى بالتصوير البطئ .. الكلمات تتثاءب فوق الشفاه ، الالام تتجمد فوق الملامح .. حتى الاحلام كانت شبه متوفاه .
النمو الدرامي يحبو في تكاسل عجيب ، والاحداث والشخصيات خاضعه للتنويم المغناطيسي .. ولا ادري هل السبب في هذه الغيبوبه التي عاشها العمل طوال فتره العرض من صنع سيناريو وحوار نادر خليفة أم بفضل اخراج محمد السيد عيسى ؟
أما تمثيلية " عطاء " .. فالحق يقال ان السيناريو فيها يتميز بالحيوية والسخونة ، كما ان الحوار أكثر قدرة على التعبير عن الاحداث والشخصيات . وان كانت هناك بعض الماخذ فهي بالدرجة الاولى ناتجة عن الامكانيات ككل .
وهذا لا يعفي كاتب السيناريو والحوار الوميل السيد حافظ منه مسؤولية " تسطيح " شخصية استاذ المعهد الدكتور سناء شافع ، وهو طاقة فنية أكبر من أن تعرف ، وكان يمكن توظيفها على نحو أفضل . أو على " أضعف الايمان " اختصار ثلاثة أرباع مشاهد دوره بدلا من التكرار المتماثل على غير معنى .
كما أن سخونة السيناريو وسرعة استجابة الكاميرا لعرض الاحداث والشخصيات على المحاور الاساسية في العمل ، والتي منحت العمل ككل حيوية افتقدتها سهرة الام .. كان من الممكن أن تؤدي هذا الدور الهام دون ثغرات .. لو لا أن كثرة استخدامها جعلت من العمل الفني مسرحا " القطع المبرمج " مما هدد وحدة الخط الدرامي ، وهذه مسؤولية المخرج عبد العزيز المنصور .
اما ما لم يكن له مبرر .. فهو النهاية المأساوية – على غير حاجه – والتي انتهت بالام الى الوفاه في غرفة العمليات في لحظة نجاح الابن .
ويبدو أن الجميع يؤمنون بأن قليلا من الميلودراما يدغدغ وجدان المشاهد .. الفارق في أحزان الكون التليفزيونية .
علي عبـاس





الوطن                                        السبت 18 يونيو 1983
على الدرب
شلليــة
o بعد ان سادت في الاوساط الثقافية لفترة طويلة كتابات – ردود الفعل – التي تتولد من العلاقات غير الطيبة بين الناس .. وتتحول الى سطور حاقدة – عادة – مليئة بالتزوير .. وبعد ان اثبتت هذه الظاهرة المرضة عدم جدواها في الكلمة التي تبقى .. وبعد ان اخذت الظاهرة تذوي ، ويذوي معها من مارسوها ، او يتحولون الى ما لا يقرأه احد من الكتابة ، حتى يكابروا في الاصرار على انهم يكتبون .. بعد هذا كله .. بدات ظاهرة مرضية اخرى تتفشى في هذه الاوساط ، وخاصة الفنية منها ، وما ينعكس من الفن على الكتابة .. وهي ظاهرة الشللية .. التي يمكن ان يقال انها ظاهرة " ومستوردة " ككثير من الظاهر المرضية التي لا يعرفها عادة اي مجتمع بسيط في علاقاته .
o تبدأ هذه الظاهرة من علاقات مقصودة يتم التخطيط لها ، من اجل مصلحة الطرفين .. ثم تتجمع الاطراف في كل اتجاه .. ممن تتلاقى مصالحهم – المؤق5تة – لتتشكل الشلة ، التي يشيل النفر منها صاحبه في كل المجالات ، بدءا من اجتماع حول فنجان قهوة .. وانتهاء بفتح مجالات العمل ، والدعاية لما يستحق .. وما لا يستحق .
***
o ولو راقبنا بعض الانتاج الاخير ، للاحظنا هذه الظاهرة بشكل لا يستطيع ان يختفي .. لدرجة ان من السهل ان يجد الانسان ادوارا مفصلة على بعض الاشخاص تفصيلا ربما كانوا قد ساهموا في وضع جزئياته .
ولو لاحظنا – من ناحية اخرى – هذه الحماس الذي تظهره بعض الافلام – الجافة المتهالكة – لبعض الاشخاص ، والنشاطات التي لا يستحق بعضها مجرد الاشارة اليه .. لو لاحظنا ذلك لادركنا فورا الى اين تتجه مصلحة هذا القلم او ذال .. وبأية شلة يرتبط ولماذا .
***
o وهذه الظاهرة قد تكون اخطر من ظاهر مرضية اخرى عرفتها الاوساط الثقافية .. لان معظم تلك الظواهر كانت تتم على مستوى الفرد ، الذي سريعا ما يقنعة الواقع بانه منبوذ .. اما هذه الظاهرة فهي تتفشى على مستوى الجماعات .. ولذلك فانها تحتاج الى كثير من الحذر لكشفها ، من قبل المخلصين للكلمة ، وللفن ، والثقافة عموما .
ولعل اول اعراض ه1ه الظاهرة ، يمكن ان يظهر في تكرار بعض الاسماء .. والاصوار على تزيين بعض الاعمال الهابطة .. يوما بعد  يوم ..
فالى مزيد من الحذر ..
o  وليد ابو بكر
السيد حافظ " في مسلسل جديد "
قصة ( اسكندرية 47 ) للكاتب الصحفي عبد الفتاح رزق ، يحولها السيد حافظ الى مسلسل تلفزيوني في 15 حلقة .
كما انتهى السيد حافظ من كتابة مسلسل عن القاضي البحريني ( قاسم بن مهزع ) سيخرجه يحيى العلمى ، ويلعب فيه دور البطولة محمود مرسي .
 



ندوة حول مسرح السيد حافظ في جامعة الاسكندرية
تقام فى جامعة الاسكندرية يوم 29-3 ندوة تحت عنوان الكتاب المسرحية عند السيد حافظ .. يشترك فى الندوة د. أبو الحسن سلام .. والناقد فاروق عبد القادر والندوة تقام ضمن احتفالات قسم المسرح بالجامعة بيوم المسرح العالي .

 


بيت الحبايب
الكاتب المسرحي سيد حافظ يقدم له المسرح الشعبي في الموسم المقبل مسرحيته الجديدة " بيت الحبايب " وهي من النوع الاجتماعي في قالب كوميدي .. " بيت الحبايب " تضم ابراهيم الصلال واحمد الصالح مع مريم الغضبان ومريم الصالح .

زيارة في الغروب
o سهرة تلفزيونية جديدة تقدمها شركة النورس من اخراج عبد العزيز المنصور قصة وسيناريو وحوار السيد حافظ يتم تصويرها الشهر القادم في استوديو النورس الجديد .. يقوم بالبطولة حياة الفهد ومحمد المنصور وعانم الصالح .. كما يشترك يوسف حمودة كمخرج مساعد فى هذه السهرة ..
وفي نفس الوقت تستعد شركة الزمردة لتقديم سهرة الزميل السيد حافظ بعنوان بعنوان " تصبحوا على حب " من بطولة سهير البلبلي ..
 



يتوجه الزميل الكاتب المسرحي السيد حافظ الى دولة البحرين الشقيقة بدعوة من وزارة الاعلام للتعرف على الحركة الادبية والثقافية هناك .

 


مجله الاسبوع البحرنيه                             10 إبريل 1984
السيد حافظ ..
وصل الى البحرين الكاتب المسرحى السيد حافظ ، وذلك بغرض جمع المعلومات والنصوص لاعداد دراسة عن الحركة الأدبية فى الخليج .
ولقد التقى السيد حافظ بأدباء البحرين ، وشارك فى لقاء فى أسرة الأدباء مساء الأحد الماضى تناقش فيها مع الحاضرين فى شئون وشجون الأدب .

مناقشة مسرحية " ساخنة " فى قصر ثقافة الأنفوسى
الاسكندرية – مدحت ابو بكر :
شهد قصر ثقافة الانفوشى بالاسكندرية مناقشة ساخنة فى الندوة التى عقدت لمناقشة كتاب " المسرح الطليعى عند السيد حافظ الذى الغه عبد اله هاتشم .
حضر الندوة الكاتب المسرحى السيد حافظ ومؤلف الكتاب عبد الله هاشم والناقدالمسرحى ابو بكر خالد الذى تناول الكتاب بالنقد .. كما حضرها المخرج المسرحى عادل هاشم ومجموعة من كاتب ومخرجى المسرح السكندى .
فى البداية تحدث الناقد ابو بكر خالد عن الكتاب قائلا :
انه ليس دراسة تقييمية ولكنه مجموعة من المقالات كأن عبد الله هاشم قد نشرها فى الصحف والمجلات ثم جمعها ونشرها فى هذا الكتاب .
وأضاف مما يعيب الناقد عبد الله هاشم استخدامه لافعل التفضيل فهو يتحدث عن السيد حافظ قائلا :
انه من احسن واعظم وافضل ... ورغم خطورة هذا الاسلوب الا ان عبد الله هاشم يناقض هذا الكلام عندما يقول فى تناوله لمسرحية " حبيبتى انا مسافر " .. ان اسلوب السيد حافظ يشبه القصيدة ولكن يعاب عليه افتقاره للتلوين اللغوى فالشخصيات جمعها تتكلم لغة واحدة هى لغة المؤلف .
وتحدث المؤلف المسرحى عبد اللطيف دربالة عن الكتاب قائلا ان عبد الله هاشم لم يستخدم منهجا نقديا فى متناول مسرحيات السيد حافظ .. وعندما قرأت هذا الكتاب وجدته يقدم السيد حافظ فى صورة لم نعرفه بها .
واعترض عبد الله هاشم قائلا :
لقد اتبعت في هذا الكتاب منهجا تفسيريا.. وتناولت السيد حافظ لانه لانه مؤلف مسرحى له العديد من المسرحيات التى نشرت فى مصر والدول العربية وقدم العديد منها فى الدول العربية على المسرح وتحدث عنه النقاد العرب ولكن تعتيما اعلاميا عانى منه السيد حافظ فى مصر .


الدكتور محمد رجب النجار
الفنان الذي زاوج اتجاهين ثقافيين التدريس
في الجامعة .. والاخراج للتلفزيون :
المخرج التلفزيوني محمد رجب النجار هو بنفسه الدكتور محمد رجب النجار الاستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الاداب والتربية بجامعة الكويت وقد لا يعرف الكثير من الناس هذه المعلومة .. فالدكتور نجم عبد الكريم هو مخرج سينمائي انتقل من الصفوف السينمائية الى الجامعة .. وهذا الكلام ينطبق على فارسنا محمد رجب النجار الذي تقدمه الصفحة الفنية كمخرج تلفزيوني سألته
o   كيف كانت بدايتك مع التلفزيون ؟
- تعود البداية الى سنة 1962 ، عقب تخرجي من الجامعة كان ان انتظر وقتا غير معلوم لتعييني في وظيفة معيد بكلية الأداب جامعة القاهرة فالتحقت بالدراسات العليا .. اما ناحية العمل فقد اعلن التلفزيون العربي انذاك عن رغبته في تعيين عدد من المخرجيين من خريجي الجامعة والمعاهد الفنية العالية .. كنا اكثر من ثلاثة الاف متسابق نجح منا 17 واحدا كنت من بينهم .. ثم دخلنا في دورة تدريبية لمدة ستة اشهر تجمع بين الدراسة النظرية والعلمية في فنون الاخراج والانتاج والدراما .
كنت اول الناجحين في هذه الدورة فدفعني ذلك الى البقاء في التلفزيون مخرجا في مراقبة البرامج النسائية اول الامر ثم في مراقبة التمثيليات بعد ذلك .
o  ما هي اهم الأعمال الفنية التي قمت باخراجها او ساعدت فيها؟
- مسلسل نادية ليوسف السباعي وقنديل ام هاشم ليحيى حقي الى جانب برامج العائلة برنامج في بيتنا مشكلة وبرنامج عادات وتقاليد وكما تعلم ان فن الاخراج التلفزيوني او المسرحي او السينمائي او الاذاعي هو فن ابداعي في المقام الأول . كنا نحن العاملين في التلفزيون العربي انذاك مجموعة من الشباب المتحمسين في اوائل الستينات حتى جاءت حرب 1967 فتحولنا الى جيل من السوفسطائيين ، لا هم انا او لاكثرنا على وجه التحديد .. الا شجب الهزيمة او تبريدها .. بعضنا عاد للقرية وبعضنا سافر للخارج . لم تكن ثمة مواقف بطولية قط في مواقفنا جميعا .. فبقدر كبريائنا وطموحاتنا الثقافية بقدر ما كانت سقتنا . ولم نعد نلتقي . واثر بعضنا الزواج والانزواء .
وأثر بعضنا العمل في الدول العربية وكنت واحدا من هذا   البعض . هنا فقط فكرت في العودة الى الجامعة واستئناف دراساتي العليا التي كانت قد توقفت لفترة من الوقت .
o  هل هجرت العمل التلفزيوني نهائيا ؟ وما الفرق بينه وبين العمل الاكاديمي ؟
- مستحيل . فبذرة الفن اذا تمكنت من المرء تمكنا اصيلا ، فمن الصعب ان يتجاهلها او ينساها .. وخصوصا ان الفن جزء حيوي من حياتنا نمارسه جميعا ، اما مبدعين او متلقين وبقدر فهمك لاصول فن من الفنون بقدر ما تكون متعتك بابداعه او تذوقه وتلقيه . اذا كانت الحياة مسرح كبير بالمعنى الواسع كما يقولون فاننا لا نكتفي بممارسة التمثيل منها فقط . بل نمارس الاخراج ايضا دون ان ندري في سلوكنا وافعالنا وفي اقوالنا وفي اسلوب الاداء الصوتي . ايا ما كان الأمر .. فلا تزال علاقتي بالفن قائمة على اكثر من مستوى . بعضها على مستوى العلاقات الشخصية ببعض الفنانين زالمؤلفين الكبار وبعضها على مستوى العمل نفسه . عن طريق اعداد بعض المسلسلات وتمثيليات السهرة واما عن طريق اعاد المادة العملية لبعض البرامج ذات الطابع الثقافي . اما بالنسبة للجزء الثاني من سؤالك الخاص بالفرق بين عملي في التلفزيون والعمل الاكاديمي فهو فارق كمي لا نوعى ..
o  كيف ؟
- الاخراج عملية توصيل فكرة او قضية الى الاخرين واقناعهم بها وكذلك التدريسص الفارق فقط في ادارة التوصيل وحجم الجمهور .. ونوعيته .
o  ما رأيك في مستوى الاعمال الدرامية التلفزيونية التي يقدمها الانتاج العربي من المحيط الى الخليج الآن ؟
- الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تقدم حاليا ، لها مستويات : اولهما مستوى فني رفيع لكنه نادر وعليه قيود رقابية كثيرة .. للأسف .. الآخر .. مستوى تجاري ، هو الأسوا والشائع للأسف . فهي اعمال درامية لا هدف لها الا الكسب المادي عن طريق استغفال الجمهور وسرقة وقته وتشويش معتقداته واساليب حياته وانما له تفكيره .. وجه السوء او السواه فيها . اها غير واقعية ولا موضوع لها على المستوى الفكري وتقدم جرعات هائلة من الحزن واليأس والاحباط على المستوى العاطفي وكأن واقعنا ينقصه المزيد .. هي من حيث السيناريو رديئة تماما تحكمها المصادفات المفتعلة تماما .. واللا واقعية .. وهي من حيث الاخراج اكثر رداءة .. سواء على مستوى التمثيل .. فالممثلون يذكرونك بطلبة المدارس في دروس المحفوظات .
المهم ان يسمع كل ممثل دوره المحفوظ عن ظهر قلب بلا احساس . او على مستوى الانتاج الديكور تجده فقيرا والمناظر الخارجية معدومة او كالمعدومة برغم امكانيات الفيديو الهائلة والموسيقى اغلبها ماخوذ – بغير وعي من اسطوانات عالمية وقد ركبت بقدرة قادر على احداث بيئية محلية .. ان غلبة الهدف التجاري على الأعمال الدرامية التلفزيونية جعلها تتملقى المسؤولين او القائمين على محطات التلفزيون العربية تملقا سياسيا او هما معا ..
o  كيف نوجه الجمهور من خلال العمل التلفزيوني .. وما هي مواصفات العمل التفزيوني الجيد ؟
- اولا الجمهور ليس بحاجة الى وصاية احد .. ولا توجيه احد .. فهو جمهور راشد والعمل الفني الجيد هو الذي يفرض نفسه على الناس مهما كان مستواهم الثقافي وارجو الايغضب مني احد . حين اقول ان مخرجي الدراما هم الذين بحاجة الى توجيه واقصد بالتوجيه ان يكون المخرج صاحب قضية قومية او اجتماعية يسعى بجهده لتوصيلها الى الناس . العمل الدرامي الجيد يعني جهدا مشتركا لمخرج صاحب قضية دارس + سيناريست فنان   + ممثل مناسب حتى ولو كان معمورا .
o يرى الاستاذ القاص ابو المعاطي ابو النجا . ان التلفزيون سيجعل المؤلف ليس فردا واحدا بل مجموعة كتاب سيشتركون في التأليف فما رأيك في هذه النظرية ؟
- اشد على يديه وعلى يدك انت ايضا لاثارة هذه القضية . فأنا اوافق بالتأكيد عليها .
واتمنى لو تحققت بل اكثر من هذا اتمنى ان يشترك ايضا عددا من الخبراء مع كتاب السيناريو .. لماذا ؟
لأن السينايو اعادة صياغة موقف درامي .. له ابعاده النفسية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية .. الخ صياغة جمالية وتقنية في وقت معا .
وهذه الصياغة التلفزيونية الجديدة للعمل الأدبي حتي ولو كان مؤلفه فردا . هي صياغة تخاطب جمهورا من جميع المستويات الثقافية ، وتشاهدها هذه المستويات كافة . بل هو يفرض عليها فرضا من خلال برامج التلفزيون التي تعرض مجانا وتخل بيوتنا برغم انوفنا ، ثم هو يعرض لجميع قضايا الحياة بلا استثناء وهو امر فوق طاقة اي كاتب وثقافته . على العكس من الكتاب المقروء مثلا .. والتلفزيون غول .. يلتهم انتاجا فنيا هائلا ليس بمقدور فرد لوحده ان يزوده بالمادة الفنية التي يلتهمها التهاما ونعود لموضوعنا – فبالاضافة الى الاسباب التي ذكرها الاستاذ ابو المعاطي ابو النجا – فان السيناريو الآن وتلبية لمطالب التلفزيون العاجلة وبعد الامكانيات الهائلة لمونتاج الفيديو – اصبح حرفة فنية وتقنية معا . وهي حرفة جماعية في الوقت نفسه سواء في ابداعها او في تلقيها .
ولهذا اشارك الاستاذ ابو المعاطي ابو النجا رأيه وارى ان السيناريو ينبغي ان يكون عملا جماعيا يشترك فيه عدد من كتاب السيناريو زمن الخبراء المختصصين في المجالات المختلفة حتى يظهر هذا العمل الفني للناس كل الناس عملا متكاملا ويبقى للمخرج دوره في قيادة هذا الفريق اداريا . قد يرى البعض ان هذه نظرية مثالية مكلفة ماديا لكن مردودها الفكري والجمالي والحضاري لا يقدر بثمن . اقول هذا برغم ايماني ان المال وحده ليس كل شيء في انجاح العمل الفني .

القاهرة – احمد الجندي :
أبداع السيد حافظ أحد كتاب المسرح المصري على مدى الثلاثين عاما الاخيرة خمسين نصا .. ويعتبره نقاد المسرح أحد اهم المجددين في النص المسرحي اضافة الى العديد من المؤلفات للاطفال التي قدمت على شاشات التليفزيون وخشبات المسارح .. وشهرته في دول الخليج تفوق سهرته في مصر نظرا لعمله واقامته الطويلة بالكويت حيث أسهم بجهد كبير في الحركة الفنية بالكتابة للمسرح والتليفزيون ورغم ذلك فهو عازف عن الاضواء .
وتحت عنوان السيد حافظ مشوار حافل بالابداع " اقامت نقابة الصحفيين بالقاهرة ندوة للاحتفاء به والقاء الضوء على مشواره ..
حضرها د. كمال عيد – استاذ الدراما بأكاديمية الفنون – ود . اسامة ابو طالب – الاستاذ بأكاديمية الفنون – ود . كمال الدين حسين – استاذ ادب الاطفال بجامعة القاهرة – والمخرج والمؤلف المسرحي مصطفى مسعد والناقد الكويتي علاء الجابر . وادار الندوة الشاعر حزين عمر الذي قال إن السيد حافظ لم ينل حظه من الاهتمام الاعلامي الذي ناله من هم اقل منه موهبة ومكانة وابداعا وانتاجا . ورغم هذا الجحود والتقصير الاعلامي استطاع ان يفرض نفسه بابداعه الذي يتجاوز الزمن الذي يصاغ فيه .
فما قدمه على مدى العقود الاخيرة لم يقدمه غيره من الذين اصبحوا الان من اصحاب الملايين بسبب ركوبهم موجة المسلسلات التليفزيونية التي اصبحت الوسيلة الاكثر سهولة للثراء والشهرة .
واضاف : ان السيد حافظ اختار الجانب الخاسر شكلا الناجح مضمونا وراهن على الشعب والقضايا القومية والهوية الحقيقية للوطن والامة لذلك فهو مضطهد من المؤسسة السلطوية رغم انه متواصل مع الجمهور من خلال اعماله التي قدمها للمسرح داخل وخارج مصر . واشار الى ان السيد حافظ ربما يكون هو وامثاله من الكتاب الوطنيين فرسان الحقبة القادمة خاصة ونحن نشهد الان تقلبات ضخمة على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي ستكشف عن الوجوه المبدعة الحقيقية وتخفي ما عداها من الذين ركبوا الموجة .
فهو في كل درب من دروب معالجاته المسرحية قدم اضافة جديدة وكتب بالفصحى والعالمية وتعرض لشتى القضايا الوطنية ومجالات تفرده بالتجديد مثار لاهتمام كل نقاد المسرح وباحثية .
ولو كان من الذين يجرون وراء الاضواء ويجيدون تسويق موهبتهم لرأيناه بطلا من ابطال مهرجان المسرح التجريبي الذي يقام في مصر كل عام لكنه لا يجرب من اجل التجريب ولالشهرة الزائفة فالتجديد والتجريب لديه له قواعده المدروسة التي تكشف عنها نصوصه .
















خرج على النص المسرحي فخاصمته الأضواء
السيد حافظ .. قلم ضد التيار
قال د . كمال عيد ان دراما السيد حافظ ترتفع الى ما نطلق عليه المسرح والطابع الخاص فهي تتميز بإثبات الزمن ووثائقية الحدث وتسجيليات الواقع المعاصر للمكان والزمان وتحرر شهادة الميلاد وشهادة العصر لكل جوانبه واطروحاته وآلمه ولطماته وأفكاره . ويتضح ذلك في نصوص مثل " كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى " و " والله زمان يا مصر " و " الطبول الخرساء في الاودية الزرقاء " و" انا مسافر والقطارات " وفي هذه النصوص يضع السيد حافظ الفكر الدرامي في كل نص على حده دون ان يخل ذلك بعنصري الشكل والزمن .
الا ان خلفية شخصياته الثورية والوطنية والقومية تلعب دورا مهما في عملية التأسيس للعرض المسي خاصة وهو يتنقل بين الصور وبقايا مظاهر الوطنية ومظاهرات الطلاب وهو واحد منهم ان لم يكن اكثرهم ثورية وتحريضا وغضبا .
وأكد أن ضعف انتشار دراما السيد حافظ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يعود الى جهالة القائمين على الريبوتوار المسرحي المصري في مسارح الدولة كما يعود الى الاغراق التافه الذي سيطر على المسارح الخاصة وفرقها وهو ما سماه الناقد قؤاد دوارة حركة تخريب المسرح المصري . وقد كان من سوء حظ السيد حافظ مولد نصوصه في هذه الحقبة .


ملك الزبالين
وقال د . اسامة ابو طالب : لقد التقيق السيد حافظ عام 1968 بالمركز الثقافي الفرنسي بالاسكندرية حين كانت تعرض احدى مسرحياته التي كتبها في فترة مبكرة جدا وهي " كبرياء بالدهشة . وقرأت له مؤخرا مسرحيته الشهيرة " ملك الزبالين " وشعرت بانبهار شديد من هذا النص – فأنا لم اكن قرأته من قبل – واعترف بأن هذا تقصير مني لكني اكتشفت عمق رؤية السيد حافظ في هذه المسرحية فهو يؤصل عمق التراث والتاريخ الشعبي المصري .
واشار الى ان السيد حافظ من خلال هذا النص رد على كل الذين اتهموا اعكماله بأنها ممعنة في التجريب والتعقيد فالنص بسيط وانسيابي لكنها بساطة السهل الممتنع . والمتتبع للابداع المسرحي للسيد حافظ يدرك الخط المستمر والممتد الذي يربط كل ابداعه وهو خط فكري فلسفي وقضية حياتية وانسانية تشغله دائما وهي حرية الانسان وخلاصه وثورته على كل الاوضاع الخاطئه فتراه يشير في اعماله الى ثورة الزنج وفكر القرامطة وخروج الدهماء والقطيع العام ثائرا متمردا على سوء الاحوال وفساد الحكام .
وقال د. كمال الدين حسين ان السيد حافظ ألقى حجرا في الماء الراكد لانه وسط كل هذا السكون الذي تمثل في ابتعاد الخطاب المسرحي وأدب الاطفال بشكل عام عن القضايا السياسية والقومية والاجتماعية ألقت كتابات السيد حافظ الموجهة للاطفال والتي بدأها 1982 واستمر في تقديمها حتى السنوات الاخيرة بحجر كبير في المياه الراكدة .
واضاف ان السيد حافظ خرج بمسرح الطفل من عباءة القيم التربوية والتوجيه الاخلاقي ليعلم الاطفال معنى الحرية والوحدة والمقاومة وهي القيم التي لابد ان يتزود بها صناع المستقبل . وهو احداهم كتاب المسرح من جيل السبعينيات وما بعدها قد تأثر بنكسة يونيو عام 1967 وافرغ شحنة الغضب والامل في تجاوزها .
تمثل ذلك في عدد من المسرحيات التجريبية التي نادى فيها بضرورة تحقيق الديمقراطية والحرية السياسية والدفاع عن حقوق الانسان وكانت معظم مسرحياته التي بدأت خلال السبعينيات والثمانينيات ملاصقة للواقع الاجتماعي والسياسي في العالم العربي مثل " أولاد جحا " و" على بابا " و" الشاطر حسن " ولجأ في هذه الاعمال وغيرها الى الرمز التراثي لطرح ظواهر التغير الاجتماعي من خلال استلهام الحكايات الشعبية كأطر يطرح من خلالها وجهة نظره مستفيدا من البريق الذي يختص به التراث الشعبي ليجذب به الكبار والصغار .
وقال مصطفى سعد إن مسرح السيد حافظ نابع من البنية الاجتماعية العربية وهو مسرح اشتغالي ثوري وهو لا ينتمي ولا يتشابه مع مسارح اوروبية قومية او ثورية . ويعتبر طرح السيد حافظ جديدا على حركة الكتابة المسرحية في عالمنا العربي .
والجديد غير المألوف مستغرب ومستوحش دائما في كل تاريخ المسرح العام ويحتاج الى وقت لا ستيعابه وانتشاره .
وقال الناقد والكاتب المسرحي الكويتي علاء الجابر :
لقد تعرفت على السيد حافظ في اكتوبر عام 1983 حيث كنت من التابعين لمسرح الطفل في الكويت وشعرت بانبهار ودهشة من مسرحية  " سندريللا " التي جاءت مختلفة تماما عن كل ما قدم على مسرح الطفل في الكويت الذي بدأ نشاطه الفعلي عام 1978 بأول عروضه " السندباد البحري " للكاتب محفوظ عبد الرحمن وكان عرض " سندريللا " بمثابة تجديد لمسرح الطفل الذي لم يكن قد مضى عليه سوى سنوات قليلة . ولفت نظري في السيد حافظ فلسفته الظاهرة في نصوصه واعتقد ان دراسته للفلسفة كان لها اثر في ذلك .. كخما قدم وهو مصري مسرحا للطفل في الكويت بمنتهى النجاح والبراعة وعمل باحثا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وقدم العديد من الاعمال المسرحية للطفل خلال تلك الفترة منها " سندس " و" فرسان بني هلال " و" الساحر حمدان " و" عنترة بن شداد " و" سندريللا وبيبي العجوز " .
وهذه الاعمال وغيرها اخرجها كبار مخرجي المسرح المصري مثل سعد اردش واحمد عبد الحليم ومحمود الالفي ومحمد سالم لذلك فإن السيد حافظ شكل علاقة فارقة في المسرح الكويتي والمسرح في الخليج بصفة عامة فلا تزال هذه الاعمال المسرحية تقدم على خشبات المسارح في دول الخليج .
استبعــاد ونفــي
عقب السيد حافظ بكلمات موجزة قائلا :
ظللت طوال مشواري الابداعي اسيروفق أيد لوجيتي الخاصة في اي مكان عربي اتواجد به ولم يشغلني كثيرا تغير الاماكن او النفي والاستبعاد من جانب المؤسسة الثقافية او السلطة فقد اتهموني بأنني صاحب مذهب وفكر ثوري تحريضي لا يناسب المرحلة رغم انني ناصري وقومي ومارست العمل السياسي وبدأت حياتي ضمن كوادر الاتحاد الاشتراكي .
لكن الان وبعد مرور الزمن لا تأثر بهذا النفي والاستبعاد ويكفيني ان هناك من يقدر ابداعي ويشعرني بأن هذه الرحلة الطويلة لم تضع هباء .
رحلــــة
السيد حافظ من موليد الاسكندرية عام 1948 وتخرج في جامعتها بعد حصوله على ليسانس الفلسفة عام 1973 وحصل على دبلوم في علم النفس والاجتماع وتقلد العديد من المناصب الثقافية وعمل بالصحافة وطبعت مؤلفاته التي تجاوزت 70 في كل العالم العربي وترجمت العديد من مسرحياته التي تصل الى 50 مسرحية الى اللغات الاجنبية وقدمت المسارح العربية العديد من هذه المسرحيات وله الكثير من الاعمال التليفزيونية وحصل على جوائز داخل مصر وخارجها .

















فنون وثقافة                              القبى 6/12/1986
حذاء سندريلا يحاول ان يضيف الى قصة المعروفة
المحاولة لم تأخذ طريقتها الجاد بوضوح
وغابت عن العرض رؤياه الاخراجية
مساء يوم الاربعاء الماضي افتتح المسرح الشعبي موسمه المسرحي هذا العام بعرض مسرحية " حذاء سندريلا " من تأليف السيد حافظ ، واخراج دخيل الدخيل ، ومن بطولة احمد الصالح، مريم الغضبان، عبد الله السيفان، سالم العطوان، ابراهيم الحرب ، جاسم الصالح ، زهرة  الخرجي ، ثائر شامل ، وذلك على مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان ، قام بتصميم المناظر خالد شهاب ، وصمم الاضاءة أحمد سالم ، ووضع كلمات الأغاني فايق عبد الجليل ، والالحان لعبد الله الراشد ، والتوزيع لحسين أمين .
وبهذا العرض استطاع المسرح الشعبي – أخيرا – أن يكسر مسافة الانتظار التي أعقبت عرض " صبوحة " والتي استمرت أكثر من ثلاث سنوات، وأن يتجاوزها الى مسرحية خاصة بالاطفال .
وسندريلا الشخصية ، والحكاية ، ليست جديدة علينا ، فقد سبق أن التقينا بها صيف عام 1983، حينما تصدى منصور المنصور لاخراج هذه التجربة لصالح القطاع الخاص .
وبالرغم من أن هذه المسرحية صممت انتاجيا وفق المقاييس التجارية ، الا لأنها حققت نجاحا لم يمن في حسابات أحد من المشاركين ، حتى قيل يومها :
ان مسرح الطفل في الكويت قفز الى الأمام عشر سنوات من عمره .
واليوم ، وبعد مرور ثلاثة أعوام، يعيد السيد حافظ حساباته في الحكاية الشعبية ، وفي معالجته الاساسية للنص المسرحي .
ويقرر اعادة الكمعالجة ، والمسرحة في ضوء مستجدات عصرية ، أو بمعنى أخر ، يواصل رحلة البحث عن العدالة الاجتماعية، وعن الحقيقة المثالية في عالم تغيب فيه الحقائق والمثل بفعل سلوك الآخرين ، الذين يقفون موقف العداء من بعض القيم والمفاهيم الانسانية .
وحتى نكون أقرب الى مصداقية الواقع ، والامانة النقدية ، فاننا نقول باعتراف السيد حافظ :
أنه سبق له كتابة هذه المسرحية صيف عام 1983، وقد كانت في الاصل عبارة عن مشاهد مرتبطة بالنص الاصلي لسندريلا التي أخرجها منصور المنصور ، وقد كانت هذه المسرحية – أي حذاء سندريلا – النهاية الطبيعية والمنطقية للنص الأصلي ... الا أنه استجاب لعملية التغيير ، والحذف استنادا الى ضغوط المنتج والمخرج ، وبطلة العرض .
وبالفعل تم تزويج الامير نور الدين بسندريلا كشكل من اشكال المصالحة التي يتقبلها الطفل .
واليمو ، وبعد تجربة سبعة أعمال قدمها السيد حافظ للطفل ، اكتشف امكانية اعادة وصياغة الجزء المحذوف من المسرحية ، حيث قام باستقطاعه ، واعادة هيكلته وبنائه في عرض متكامل، بعد أن بعث فيه بعض المفاهيم، مثل " العدالة الاجتماعية " ، " المقاومة " " عدم اليأس "، " المشاكلة بين الواقع والمثالية " ... الخ .
وقبل أن نذهب الى قراءة هذا العرض قراءة نقدية ، يجب أن نؤكد على حقيقة مفادها أن الفنان المسرحي لا يجد من يؤيده في استخدام المسرحية لتكون مجرد عربة يمتطيها لعرض مواهبه الخاصة ، متجاوزا بذلك ابسط القواعد والقوانين المسرحية .
وهذه الطريقة يتوسل بها كثير من الفنانين المسرحيين في الزمن   الحالي .
أن وظيفة الفنان المسرحى ليس الانحراف بهدف المسرح ، والمسرحية وتحريف المعنى الفلسفي العام ، لكي يضفي على تجربته موقفا اجتماعيا أو أخلاقيا ، أو سياسيا ، أو اقتصاديا ، أو جماليا ، يلائم مزاجه الخاص الذي يتأتى على حساب الذوق العام .
بالرغم من هذا المنطلق النظري ، الا أننا لا نستطيع أن نتعامل مع سندريلا المسرح الشعبي بعيدا عن ظروف انتاجها ، وعوامل الاحباط التي لازمت رحلة ميلاد هذا العرض .
من هنا نؤكد ، أن أعضاء المسرح الشعبي يتحملون – جماعيا – مسؤولية هذا العرض ، ان كانت هناك ثمة مأخذ يمكن أخذها عليه ، فالمسرح جهد جماعي ، قبل أن يكون فرديا، والذاتية تذوب في قالب الجماعة .
الفكرة والمعالجة
تستند فكرة مسرحية سندريلا على فضح الوهم ، والاحلام الزائفة عند الطفل، بجانب احترام ظاهرة البؤس والشقاء ، والفقر ، فالحكاية الشعبية هنا لا تعتبر حكاية الألم العاطفي ، ولكنها بطولة فضيلة الفقير، في الوصول الى حقه من أجل تحقيق حد أدنى من العدالة الاجتماعية ، وحق أدنى من تكافؤ الفرص والانتاج في مجتمع متناقض ، تتداخل فيه معطيات الكسار أكثر من معطيات الانتاج .
ان سندريلا تقاسي من عملية الظلم ، الذي من الممكن أن يوصف بأنه موضوع كوني قدري ، بجانب شعورها بفراغ قانوني من شأنه أن يحقق لها العدالة ، فسندريلا ، السجينة على المستوى الاجتماعي ، والاقتصادي ، كان من الصعب عليها الافلات من قيود واقع هي محكومة مصيريا له ، وكان من العبث أن تتطلع الى طبقة غير طبقتها ، فمثل هذه الطموحات قادتها الى الدخول في معركة غير متكافئة مع الآخرين، هي في الاصل غير مؤهل لخوض مثل هذا الصراع .
ان فكرة المسرحية جيدة وجادة ، وان كانت من الافكار المستهلكة في المسرح التسييسي أو السياسي الا أن المعالجة المسرحية جاءت مسطحة ، بعيدة عن الترتيب المنطقي لحديثة الفعل المسرحي ، أو لمنطقية عقلية الطفل . فالرمزية ليست– دوما- أسلوبا ناجحا في بنائية مسرح الطفل . وهي في نفس الوقت ليست من الأساليب المرفوضة ، انما لا بد وأن تكون موظفة في سياق معالجة دراماتيكية معقولة على أقل تقدير ، ومفهومة بالنسبة لطفل المشاهد ، ولديها قابلية للتشاكل مع اليومي ، والآني ، والزمني ، في مخزون الوعي عند الطفل . فالرمزية أكثر ما تحتاج اليه ذلك النوع من الجدال الذهني الهادف ، أما المعالجة المسرحية في سندريلا فقد ابتعدت عن اشكالية الجدال الذهني ، وان كان موجودا في بعض أوجه الصراع     [ في بعض المشاهد ] الا أنه في الرؤية الاخرجية لم يكن يتخذ الشكل المنطقي أو الاستدلالي للتعبير . ويتحمل هذه الجزئية فريق التمثيل- خاصة النجوم- قبل دخيل الدخيل مخرج المسرحية ، بدليل أن كل ممثل كـان يهدف للوصول الى الصالة من خلال كلماته وانفعالاته الموقتة المرتجلة [ أحيانا ] لا من خلال انفعالات الشخصية ، ومعاناتها ، وأحاسيسها .
كما أن المعالجة افتقدت الى شاعرية اللغة التي كنا نلمسها في مسرحيات السيد حافظ السابقة ، والسبب يعود الى اخفاق كلي في صناعة ايقاع عام للفعل المسرحي يبدأ من الكلمة الممثلة ، وينسحب على الاضاءة ، والالوان والديكور ، والازياء ، وتصميم الرقصات .
المسرحيـــة .. والحكايـــة
تبدأ المسرحية وحراس الأمير نور الذين يبحثون عن صاحبة الحذاء ، الذي خلعته سندريلا ليلة زفافها ، وتركته في البلاط ، ويطول البحث ، ويستغرق مدة زمنية طويلة ، فالحراس يبحثون من بيت الى بيت ، ومن شارع الى ... وبعد أن يصلوا الى مرحلة اليأس والعجز ، يعثرون على سندريلا صاحبة الأمير .
وعلى ضوء ذلك تنتقل أسرة سندريلا الى القصر ، وهناك يعلن رسميا عن حفل الزواج .
ولما كانت مثل هذه الفكر  تتعارض مع رغبات الوزير مرجان وابنته وردنازاد [ التي تطمح الى الزواج من الامير ] ( حتى يؤول الحكم الى والدها ) فانهما يعمدان الى حيلة تقليدية ، بسيطة الحبكة ، لابعاد سندريلا عن الحذاء ، وهو ما يعني بطبيعة الحال ابعادها عن فكرة الزواج .
هذا هو المعنى السطحي في المسرحية ، أما المعنى الاخر الذي يأتي عن طريق الرمز فانه يعني وجود بطانة في قصر نور الدين تمارس وظيفتها كطبقة عازلة ، وبمقدار ما يمتاز به مرجان من قوة وصلابة بمقدر ما تزداد بسماكة الطبقة العازلة وبالفعل ينجح الوزير في ممارسة دوره بواسطة الحيلة ، حيث يتفق مع الحارس على اخفاء الحقيقة .
ويستسلم الحارس [ الفقير في الأصل ] الى الهبات والرسوة ، ويعقد صفقة تجارية مع مرجان يترتب عليها اخفاء حقيقة احقية سندريلا بالحذاء ، حيث يقوم باستبدال الحذاء بحذاء آخر يتناسب ومقاس وردنازاد ابنة الوزير مرجان ..
وهنا نتساءل : ألم يكن في استطاعة مرجان أن يعمد الى هذه الحيلة منذ بداية المسرحية ، وهو الوزير الجبار القادر نور الدين شخصيا ؟.
·  بدون تعقيد تنجح الخطة ، ويصبح لزاما على نور الدين أن يتزوج من ابنة الوزير . وقبل اتمام الزواج يدخل فرح الى حبة الصراع ، ويعطل اللعبة .
وفرح هذا ، هو مضحك القصر وحكيمه في نفس الوقت ، ولكنه ليس بواقعية الحيوانات الثلاثة في سندريلا "1" أو برمزية المهرج في رحلة حنظلة ، أو بفلسفة المهرج في هاملت شكسبير ، انه مهرج تقليدي ، ذو أبعاد اجتماعية في مسرحية انتهجت الرمزية ، ففقد مقومات وجوده دراميا في الرؤية الاخراجية عند دخيل الدخيل ، نتيجة اضافية لتكرار عملية الرواية وتدخلها مع أكثر من شخصية مثل الحراس ، كبير التجار، بالاضافة الى أغاني فايق عبد الجليل لالتي عطلت وظيفة فرح دراميا حيث قالت الاغاني ما قالته المسرحية دراميا .
وفرح هذا لا ينظر الى الامور نظرة شاعرية رغم أنه يقول الشعر ، ولا ينظر الى الواقع نظرة واقعية ، بالرغم من أنه ذو أبعاد واقعية ، ولكنه يحلل ما يحدث من منطق ذاتي ، قابل لأن يكون [نعم] أو[لا] .
وبتدخله في الاحداث يقنع نور الدين بضرورة النزول الى عامة   الناس ، والالتقاء بهم في الاسواق والحواري ، وهناك يكمن البحث عن الحقيقة ، وعن صاحبة الحذاء .
والى هنا تكاد تكون المسرحية قد انتهعت منطقيا ، حيث بدأت القضية تتحول من العام الى الذات ، وليس العكس .
 فالامير بدأ يبحث عن كل ما هو عاطفي وذاتي ، تاركا مرجان يفرض الضرئب على الشعب ، ويحكم حكم الفرد المطلق المستبد .
ويقتنع نور الدين بفكرة فرح ، ويتنكر الطرفان بلباس الشعب ، هنا يطردهما الوزير من القصر ، وفي أوساط العامة تلتقي سندريلا [ بأم الخير ] شقيقة نور الدين المطرودة من القصر أيضا بلعبة مرجانية ، ويشيع مرجان وابنته بين العامة ، أكذوبة موت نور الدين ، وحزن الجميع ، وحينما يحاول نور الدين الدفاع عن وجوده ، أمام مجتمع المملكة ، يفشل المرة تلو الأخرى .
ويسخر منه العامة . [ يعتبر هذا المشهد أفضل وأرقى مشهد في المسرحية يحمل أبعادا فكرية ، بجانب أنه ذو شفافية رمزية جمالية .
كما أن دخيل الدخيل استطاع أن يحقق مكسبا في اخراجه لهذا المشهد تبعا للاسلوب الرمزي . وبالرغم مما يذكر به هذا المشهد من مسرحية  ( الملك هو الملك ) لسعد الله ونوس ] .
وحينما يصل وفاة نور الدين الى أم الخير ، تستقبله بنوع من الشك ، والاستنكار ، ويقودها حدسها الى أن ما يحدث حيلة كاذبة من تدبير مرجان ووردنازاد .
وهنا تلتقي أم الخير بشقيقها نور الدين أمام القصر الذي طرد منه الطرفان بلحمة اخراجية تضاف ، وتسجل لصالح دخيل الدخيل ، حيث يبدأ النضال للعودة الى كرسي الحكم مرة أخرى من خارج القصر وليس من داخله .
وفجأة ، يتعرف الشعب على حقيقة ما يحدث ، ويدرك الجميع أن نور الدين [ الأمير المحبوب ] ما زال حيا ، وأن الجثة التي دفنت ما كانت الالحيوان ، وهنا يحاول مرجان أن يدافع عن أكذوبته بأنها الحقيقة ، كما يحاول بنفس الوقت اخفاء الحقيقة المؤكدة ..
إلا أنه يفشل ، وبأمر من نور الدين يلقي الشعب القبض على الوزير وابنته وتعم البلاد الفرحة بزواج الامير نور الذين من سندريلا .
أما بالنسبة للرؤية الاخراجية بصورتها التفصيلية ، وباطارها التقني ، فان لنا معها عودة أخرى في مقالة خاصة...
                                                نادر القنة  



21/10/1983
مسرحية " السنــدريـــلا "
إستفادت من أخطارء " قفص الدجـاج "
العناصر الفنيــة إجتمعت لخدمــة العمل ونجحــت
·  انتصار وسحر وبينهما اسمهان
-  مسرحية الاطفال : سندريلا .
-  تأليف : السيد حافظ .
-  اخراج : منصور المنصور .
-  ديكور : مصطفى عبد الوهاب .
-  الاستعراضات الراقصة : الدكتور حسن خليل .
-  الازياء رجاء البدر .
-  الممثلون : هدى حسين " سندريلا " حسين المنصور " الامير " ، حسين البدر " الوزير" انتصار الشراح ، سحر حسين ، أسمهان توفيق ، حسن القلاف ومجموعة اخرى من الممثلين .
-  تقديم : مؤسسة البدر للانتاج الفني .
بدأت المؤسسة التوجه الصحيح المدروس لمخاطبة الطفل في مسرحية قفص الدجاج ، هو توجه كاد أن يحقق أهدافه لولا أن العمل كان فوق مستوى الطفل ، لكن يمكن اعتبار مسرحية –  قفص الدجاج – هي الخطوة الاولى نحو مخاطبة الطفل باسلوب تربوي مدروس ، وتأتي الخطوة الثانية مع مسرحية سندريلا التي تعرض حاليا على مسرح عبد العزيز المسعود ، وأذا كانت الخطوة الاولى قد وقعت في العديد من الاخطاء ، فأن الخطوة الثاني حاولت ونجحت في الابتعاد عن اخطاء الاولى . وهذا بحد ذاته نجاح يجب أن تفتخر به المؤسسة .
سندريلا التي اعدها السيد حافظ قصة عالمية معروفة ، ومعظم الاطفال قرأ عنها الكثير ، لكن ليست سندريلا العربية ، لذا فأن اختيارها كان موفقا جدا كونها قريبة من الطفل الذي اندفع ليشاهد العمل مجسدا على الخشبة ، وكان على المؤلف وهو يعربها أن يعطيعا الجو العربي القريب من الطفل وكان له ذلك . ونجح فيه ، كما انه استطاع ان يقترب من الطفل بتقديم حكاية قريبه منه ، بسيطة . ومع بساطتها حاولت تجسيد الكثير من المفاهيم ، عكس ما كان سائدا في بعض ، او معظم الاعمال المسرحية الموجهة للطفل والتي اعتمدت على النصح المباشر الذي يصل حد السذاجة .
السيد حافظ جسد المقولات التي اراد تقديمها للطفل ، وكان امينا على ان يخاطبه بلغة يفهمها ، ويدركها ايضا . كما ان الرمز كان واضحا للطفل دون ان يعقده ، وابتعدت المسرحية عن التفاهات التي امتلأت بها نصوص الطفل الاخرى التي اعتمدت على الاضحاك الابله ، والسب والتنكيت . وكان حوارها جيدا مبتعدا عن اللغو والفوضى ، والتعاليم الخاطئة .
وان كان يعاب على بعض اجزائها ، الفقرات الكلامية حول الانسان الحيوان التي اقتربت من الشعارات البراقة .
المؤلف نجح في استخدام رمز ذي حدين . احدهما بسيط موجه للطفل من خلال فتاة صغيرة " سندريلا " ، وحيوانات يحبها الاطفال الكلب ، القط ، الارنب ، وحكاية تدعو الى بعض المضامين ، وفي الوقت نفسه حافظ على الشكل المسرحي المتعارف ، ونجح في ان يقدم بعض الاسقاطات للكبار " سندريلا الرمز " والحيوانات كرمز لبعض المفاهيم ، ومن هنا فأن النص كان يسير ضمن خطين متوازين يقتربان كثيرا . احدهما يقترب من ادراك الطفل ، والاخر يداعب الكبار ويطلق العنان لافكارهم بالتخيل .
اما أم الخير ، وهي في الاصل " ساحرة " ، فأن النص كان موفقا في اظهارها أم الخير ، لكنها ظهرت تحمل الضدين كونها تمثل الشخصية الاخرى " المستبدة " وهذا ما يشوه مدارك الطفل ، لكن الممثلة اسمهان توفيق تتحمل أيضا جزاء من مسؤولية التشويه مع المخرج لانها لم تبذل اي جهد للتغيير في طريقة اداء الشخصيتين ، وهي الممثلة التي ولدت منذ سنوات عديدة .
نجاح اخر للمؤلف يبدو مع اصدار الحكمة على لسان الحيوان ، لكنها حكمة اقتربت من الشعارات كما سبق وأن ذكرنا .
غنــــاء
عموما ، فأن نص سندريلا اقترب كثيرا من الطفل ، ونجح في جذبه ، يساهم في ذلك التفهم الكبير والواضح لكاتب الكلمات فلاح هاشم
عرض وتحليل : عبد المحسن الشمري
للوهلة الاولى ان المؤلف وكاتب الكلمات شخصية واحدة . وهذا النجاح الذي حققه فلاح هاشم يؤكد انه من خيرة المتعاملين مع الكلمة للطفل ، وعليه الا ينجرف في اعمال اقل مستوى من هذا النص ، لقد كانت كلماته واضحة ، ومعبرة ، وكانت جزءا رئيسيا من العمل وليست دخيلة عليه .
ولعل من الاغاني الجميلة والمعبرة الاغنية التي ادتها أم الخير حول الكذب ةتجسيد المفاهيم ، وكانت بحق افضل ما جاء في العمل من اغاني الى جانب اغنية الامانة التي ادتها الفنانة الشابة هدى حسين ، الاغاني الاخرى لم تقل في مستوها عن تلك الاغنية .
لقد كان هناك تمازج بين التأليف والاغاني ، وهو نجاح له معناه ، لانه من الصعب ان يمتزج الاثنان الا اذا توفرت في كليهما شروط معينة ، واقترب مستواهما الفكري ، والثقافي ، وهذا ما حققه الثتائي فلاح هاشم والسيد حافظ .
الاخـــراج
للفنان منصور المنصور اكثر من خطوة في مجال الطفل ، وهو اول من اخرج مسرحية للطفل ، وظل لسنوات يقدم الخطوة تلو الخطوة . وفي هذا العمل يبرز كمخرج متفهم للنص الذي يتعامل معه ، متفهم للعناصر الفنية الاخرى التي يتعامل معها ، وأن كان هناك بعض التحفظ على اختيار الممثلين ، نفصله فيما بعد .
وعندما يستعين المخرج بعناصر فنية يدرك مقدرتها على العطاء ، ويعطيها الفرصة للعمل معه لاظهار العمل بصورة جيدة فأن ذلك يعني تفهما لدوره ، وتفهما لدور هذه العناصر الاخرى التي تعمل معه .
واول نجاح له اختيار كاتب كلمات جيد وهذا ما اشرنا اليه ، اما النجاح الاخر فهو اختيار الدكتور حسن خليل الذي ادخل الى مسرح الطفل في الكويت ولاول مرة الاستعراض الراقص الدرامي ، ذلك الاستعراض الهادف والذي يحقق هدفا فنيا ، ويرتبط دراميا بالنص . وقد وفق الدكتور في استعراضاته التي جاءت بالدرجة الاولى كعنصر رئيسي ، وجاءت في الدرجة الثانية لتكسر حدة الدراما في العمل ، هذا ما ظهر في لوحات العمل . لكن المخرج المنصور لم يستطيع كسر حدة الملل المتسبب في حالة الانتقال من الدراما الى الاستعراض وبالعكس ، يساهم في ذلك تجهيزات المسرح التي لم تعطه الفرصة للانطلاق .
والمخرج منصور المنصور نجح في تحريك الممثلين ، لكنه لم ينجح في اختيارهم ، والملاحظة الاولى تتمثل في ام الخير والمرأة المتسلطة . وكان بأمكان الممثلة ان تغير في اداتها . اما الملاحظة الثانية ففي شخصية الامير والوزير كان من المفروض ان يتغير احدهما ، لتقارب صوتيهما وأدائهما .
وهذا ساهم في زرع الملل في قلوب المشاهدين خلال المشاهد التي يظهر ان بها ، لكن نجح في تقديم ثنائي كوميدي هما سحر حسين وانتصار الشراح .
أما في اختيار مستويات العمل ، فهو لم يستغل جوانب المسرح ، كما ان اختيار السوق وقصر الامير في نفس المكان " العلوي " لم يكن موفقا ، لكنه وفق في استغلال الجانب العلوي للحركة بغض النظر عن التناقض بين السوق والقصر .
الازيـــاء
رجاء البدر احدى بطلات العمل الرئيسية اضافت للعمل بعدا جماليا من خلال اختيار وتصميم الازياء التي كانت اكثر من جميلة . واختارت الو انا معبرة عن الشخصيات ، وكانت متفهمة لطبيعة كل دور مسرحي . وتؤكد رجاء البدر انها ليست مصممة أزياء فقط ، ولكنها فنانة تدرك البعد الجمالي للازياء .
الديكــور
لا زال الخطأ الرئيسي الذي يقع فيه مهندس الديكور مصطفى عبد الوهاب الاعتماد على مسطحات صماء دون أن يعطيها الحس الجمالي ، وهذا ما يؤخذ على ديكور المسرحية ، مع ان التصميم شارك فيه المخرج منصور المنصور ، لكن مصطفى عبد الوهاب بذل جهده في حدود قدراته ، وقدم ديكورا كان بالامكان ان يظهر بصورة اخرى افضل كما ان الالوان المستخدمة في قطع الديكور لم تواكب بقية عناصر الجمال الاخرى .



الاضـــاءة
احمد سالم من شباب الذين بداوا يتفهمون لضرورة الاضاءة في العمل المسرحي ، يساعد في ذلك الدراسة التي يتلقاها ، وقد كانت الاضاءة موفقة " باستثناء ليلة الافتتاح " .
التمثيـــل
ادت هدى حسين دورا مميزا ، وكانت بحق نجمة العمل ، وقد تفاعل معها الجمهور ، ويعتبر الدور الذي قدمته من افضل ادوارها على الاطلاق وفرصتها الحقيقية التي استفادت منها .
كما ان انتصار الشراح ادت دورها باتقان ، واما سحر حسين فيعاب عليها الانفعال الزايد . واسمهان توفيق كان عطاؤها اقل مما توقع لها . ولم تخدم الدور ولم تضف له اي بعد . حسين المنصور وحسين البدر اديا دوريهما في حدود ما رسمه النص .
سندريلا مؤسسة البدر خطوة استفادت من مسرحية قفص الدجاج ، ونجحت في الاستفادة من العناصر الفنية ، وهي احدى العلامات المميزة في مسرح الطفل .








مجلة إبداع العدد (7) السنه (3) يوليه 85 – شوال 1405
دراسة
إطلالــة علــىُ
مســرح الطفــل في الكــويت
" سنـــدريلا .."
من الحكايــة إلى المسرحيــة
د. عبد الكيم برشيد
مدخل لابد منه
مسرح الطفل : عربيا ؟، ما زال في بداية الطريق . هذا ليس عيبا . ولكل العيب هو ألا يدرك واقعه . وألا يتجاوز ذاته بأستمرار .
مسرح الطفل كتابة بلا شك ولكنه قبل ذلك مؤسسة لها هيكلها وفليفتها وسياستها وبرامجها . وهو لا يقوم الا على أساس وجود تخطيط واسع وشامل . تخطيط يراعي بناء الإنسان العربى جسدا وذوقا وأخلاقا وفكرا – يبنيه في المدرسة والبيت والمسرح والملعب والنادي والشارع والحارة ..
في الكويت يعرف مسرح الطفل عصره الذهبي . لقد قدر لي أن أشاهد تجربة ، وأن أعايشها عن قرب . وسأقول فيها رأيى .
في شهر نوفمبر الماضى احتضنت الكويت ندوة علمية مهمة ، موضوعها الأساسى ( ثقافة الطفل في المجتمع العربي الحديث ) وقد تمت الندوة برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وضمت مجموعة من الباحثين والمفكرين الذين لهم اتصال مباشر بالطفل . وقد قدمت الندوة مجموعة من الدراسات والأبحاث والتعقيبات والداخلات والتوصيات .
على هامش الندوة . حضرنا عرضا مسرحيا للطفل . وهو نموذج حي وعلمى للمسرح الذي تباحثنا فيه وناقشناه على امتداد أربعة أيام – هذا العرض قدمته مؤسسة البدر للإنتاج الفني على مسرح " كيفان " وذلك على امتداد شهر من الزمن . وقد لا في العرض نجاحا كبيرا من جمهور الأطفال . وهذا ما يفسر استمرار عرضه شهرا كاملا .
كلمات عن الكتابة المسرحية  
" سندريلا هل هى تأليف أم اقتباس أو ترجمة أم إعداد إن الحكاية معروفة ومتداولة في الأدب الغربي . والحكاية ليست في الأصل مسرحية ، وإنما هى مجرد مادة أولية بلإبداع الأدبى والفنى . وهذه الحكاية نسجت عليها قصص ومسرحيات وأفلام وأشعار كثيرة . وبالرغم من أن المنطق واحد فإن الإبداع مختلف لأنه صادر عن ذات أخرى . وكل ذات هي بالأساس أسلوب مغاير ورؤية وموقف . فالسيد حافظ – في مسرحية سندريلا – أعطانا تركيبا جدليا لتفاعل الذات والموضوع . أعطانا قراءة متميزة وكتابية مغايرة . فهو قد قرأ الحكاية الغربية بعين شرقية . قرأها انطلاقا من مخزونه الثقافى ، ومن وضعه التاريخى والاجتماعى ، ومن إرثه الحضارى العربى الإسلامى . من هنا . نشأ الاختلاف وسط الائتلاف . انطلق مما هو عام وشائع إلى ما هو خاص وشخصى . وإبتداء من المعروف القديم ليعطينا المجهول الجديد .
إن المسرحية كتابة جديدة . لأنها – أولا – تمت بأدوات معرفية وجمالية مغايرة . ولأنها –  ثانيا –  رؤية وموقف . موقف من الحكاية الأصل . فالأحداث في الحكاية تنبنى على نوع من التطلع الطبقى .. وهو تطلع تعكسه سندريلا التي تخرج من وضع طبقي لتلتحق بآخر . فهى تهرب من فقرها من خلال الزواج بالأمير . وهى بهذا نجد حلا خاصا لمشكل عام . هذا الفعل أو الحدث الخام كيف كانت رؤية المؤلف اليه ؟ هل ترجمه ، كما هو بأمانة ؟ . هل حوًره بما يتناسب والحقيقة ؟ ذلك ما سوف نجيب عنه عند تحليلنا للمسرحية ..
" سندريلا " كاحتفال مسرحى . هى فى المقام الأول كتابة لفظية . ولكنها – إلى جوار ذلك – تتعدى الكلمات لتعٌبر بكل الأدوات التعبيرية المختلفة . فهى بنية كلية مركبة . لأنها بالأساس عناصر فنية مختلفة . إنها الرسم باللحن والرقص والغناء واللباس والإضاءة و .. الملحقات هذه " اللغة الكل " هى لغة المسرحية . وهى تخاطب الأذن كما تخاطب العين ، وتخاطب الحسٌ كما تخاطب العقل . وهي في وظيفتها التعبيرية لا تبخس البعد الجمالى حقه .
شمولية اللغة فى المسرحية تنبع أساسا من شمالية الفضاء  المسرحى. وهو فضاء مركب . حيث تتداخل العوالم وتتعايش مع بعضها . فهناك هذا التداخل السحرى بين العالم الواقعى / الطبيعى ، والعالم الأسطورى السحري . كل شئ داخل الفضاء المسرحى ممكن ولا مجال للمحال . فالحيوانات شخصيات حية . تنطق وتفكر وتتفاعل مع الناس وقضاياهم . هذا الفضاء المسرحي هو الفضاء سحرى بلا شك . فضاء متحرر من العادى والمعروف . إنه العالم – في عجائبيته – منظورا إليه بعين طفل .
المسيقى لها حضور متاميز فى المسرحية . فهى جزء من اللغة الفضاء . فماذا أضافت ؟ وماذا أعطت ؟ الشئ المؤكد أنها ساهمت فى خلق واقع مسرحى نغاير . إن كل ما فى المسرحية ينطق . وللنطق مستوياته المختلفة . مستويات تبدأ من الكلمة / الللفظ ، لتنتهى إلى الكلمة / الغناء ، وإلى الجملة / اللحن .
وبهذا يكون الفرح لحنا ، ويكون الغضب لحنا آخر . يقول " طالب غالي " ، ملحن المقاطع المغناة في المسرحية .
" من خلالها – نستطيع أن نوجه أطفالنا ونربيهم التربية الصحيحة . ندخل إلى نفوسهم الفرح . ونركز لديهم القيم الأخلاقية الصادقة . ونغرس في أعماقهم حب الخير والابتعاد عن الشر ، والعمل على مساعدة وحب الآخرين ، والتعايش معهم بمودة واطمئنان .
إن المؤلف الموسيقى يركز على الدور التهذيبى والتربوى للموسيقى . إن الكتابة اللفظية تبقى ناقصة في غياب الكتابة بالجسد – الرقص التعبيرى – وفى غياب الكتابة بالأشكال والألوان والأحجام والكتل .
بحث في بناء المسرحية
بعد هذا . لابد أن تعرض على المسرحية – كبناء معمارى – أى كحدث متطور ، ومواقف ، وشخصيات . فكيف بنى المؤلف المسرحية ؟
إن الجواب سنحتفظ به إلى ما بعد . لأن الأساس أن نفكك ما قام الكاتب بتركيبه . هذه العملية – التحليل / التفكيك – هى وحدها الكفيلة بإعطائنا هندسة للمسرحية و معماريتها الخاصة . إن الحدث المسرحى يوُلد وينمو داخل فضاءين اثنين .
·   منزل سندريلا ، وهو أيضا بيت الكلب سنور ، والقط مسرور ، والأرنب فرفور
·   السوق ، الحارة ، القصر ، الشارع .
فالفضاء الأول يمثل الداخل / البيت / المألوف . أما الفضاء الثانى فهو الخارج / الحارة / العالم الآخر . وبين الفضاءين هناك حوار وتفاعل . فالاختناق داخل البيت / السجن ، هو ما يدفع سندريلا للبحث عن الخلاص في الخارج . هذا الخلاص الذى تجده أولا فى المأة العجوز – الحارة – ثم بعد ذلك فى الأمير المخلص – القصر .
ولأن سندريلا تعانى الغربة فى البيت . ولأنها غير موصولة إلى زوجة أيها وأختيها ، فقد أوجد لها المؤلف رفاقا من إلى زوجة أبيها وأختيها ، فقد أوجد لها المؤلف رفاقا من الحيوانات الأليفة والوفية . وبهذا تعوض حب الإنسان بحب الحيوان .. هذه الحيوانات هى جزء من نسيج المسرحية ، ومن عالمها الفنتازى . فهى تساهم فى صناعة الحدث . وفي بلورته وتطويره ليسير نحو ما هو خير ونبيل و         ( إنسانى ) .
المسرحية / نص / الاحتفال هى بالأساس حكاية . وهى لذلك تحتفظ بكل الأجواء السحرية والعجيبة للحكاية . ولأن الحكاية – أية حكاية – لا تكون إلا بوجود فعل الحكى ، وأن الحكى / الفعل ، مرتبط بالحاكى / الفاعل ، فقد وجب أن نتساءل .
·   هذه الحكاية / الأحداث . من يحكيها ،
·   ولمن يحكيها
إن المسرحيه خطاب . كل خطاب لابد له من مرسل ومرُسَل إليه . لذلك فإن حكاية " سندريلا " يحكيها الثلاثى القط ، الكلب ، الأرنب – للأطفال الصغار . إنها العالم ، كما تراه الحيوانات ويتقبله الأطفال . مثل هذا العالم لا يمكن أن يكون إلا مدهشا وغريبا ، وساحر ، وشفافا .
يحكى الكلب والقط والأرنب عن بنت جميلة . مسكينة وفقيرة . اسمها سندريلا .
وإذا كانت الأحداث في المسرح الكلاسيكى يقدمها عادة الخدم – لأنهم أكثر التصاقا بالبيت وبأهله . فإن نفس المهمة تقوم بها الحيوانات الأليفة فى المسرحية .
-  يا أهل الخير والأمل
-  سنحكى لكم خكاية
-  كان ياما كان
-  فى يوم من الأيام
-  والأيام كثيرة .
-  كانت هناك بنت .
-  حميلة ..
-  بنت ..
-  مسكينة ..
-  بنت ..
-  فقيره
لماذا كان وليس يكون ، ألأن ، الزمن العجائبى ، حيث ننطق الطير والحيوانات لا يمكن أن يكون إلا الماضى ، أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون وسيلة من وسائل التغريب .. حيث العبرة فى المحتوى وليس فى الحكاية .
تشريح جسد النص المسرحى
عملية التحليل تبدأ من رد الكل إلى الأجزاء . أىٌ إلى العناصر/ المشاهد – من أن المسرحية لا تشير إلى المشاهد ولا تعطيها أرقا ولا أرقاما . ولا ترسم لها حدودا .
المشهد الأول :
وهو عبارة عن استهلال أو مدخل . وفيه تقدم لنا الحيوانات نفسها . من خلال الحركات السريعة والألعاب البهلوانية والغناء . كما تقدم لنا بطلة الحكاية .
المشهد الثانى :
زوجة الأب مع بنتها – فهيمة ولئيما – وهن يبحثن عن سندريلا .
هذا البحث يكشف عن حقيقة أساسية . وهى أن سندريلا هي خادمة البيت . إن دورها هو أن تلبى الطلبات الحمقاء والبلهاء للأختين المدللتين .
المشهد الثالث :
سندريلا فى السوق . تحمل سلتها بيدها ومعها نصف دينار . لوحة غنائية ( يتغزل ) فيها البائعون بسلعهم المختلفة . تضيع منها الورقة النقدية . فهل تملك سندريلا أن تعود الى البيت وسلتها فارغة . ولأنها ابنة المرحوم عبد الله الأمين – حارس السوق قديما – فإن كل التجار يعطونها ما تريد . بعد ذلك يأتى طفل . وهو يحمل الورقة النقدية . لقد عثر عليها . والأمانة تقتضى أن ترد الأشياء إلى املها .
المشهد الرابع :
فى البيت . حيث طلبات الأختين لا تنتهى ، وحيث لا تملك سندريلا يوى أن تجيب . حاضر . حاضر .. حاضر ، وكل هذا فى إيقاع تصاعدى عنيف وسريع ( حتى تتداخل الأصوات .. وتسقط سندريلا فى قلب وسط المسرح )
المشهد الخامس :
سندريلا – وحدها مع الأرنب فرفور ، والكلب سنور ، والقط مسرور ، يعبرون عن حبهم لها . وعن استعدادهم لمساعدتها ، ووقوفهم إلى جوارها فى غربتها مع – الإنسان .
" إن الإنسان يتعب الإنسان يا ليت الإنسان يحب ويخدم الإنسان .. "
هذا الاقتراب منها يغضب زوجة الأب . فتهدد بأكل الأرنب وقطع ذيل الكلب ، وسلخ القط .
المشهد السادس : في المستوى الأعلى يظهر أمير البلاد مع وزيره . وهو يحدثه عن سأمه . فالقصص والحكايات لم تعد تسليه كما كانت . ولم يعد يرضيه سوى أن يسمع غناء الشعب . وحتى تتحقق له هذه الرغبة . يقترح عليه الوزير ان يتزوج . فعلا يأخذ بالاقتراح . ويقرر أن تكون له زوجة من الشعب . ويعلن عن شروطه . وهى أن تكون الزوجة مؤدبة وجميلة ، ولا يهم بعد ذلك . إن كانت بنت أغنى الأغنياء أو أفقر الفقراء
المشهد السابع :
المنادى – فى الأسواق والطرقات – وهو يدعو الناس للحضور إلى قصر الأمير – وذلك حتى يختار من بنات البلاد زوجة له .
المشهد الثامن :
القط والأرنب والكلب وهم يناقشون مسألة ملاقاة الأمير من أجل أن ينصحوه بأن يتزوج سندريلا .

المشهد التاسع :
زوجة الأب مع ابنتيها – فهيمة ولئيمة – يناقش مسألة الذهاب إلى السوق من أجل شراء قماش وأحذية .وذلك استعدادا للحفل المنتظر إقامته فى بلاط الأمير . يخرجن . على أساس أن البيت فى حراسة الحيوانات .
المشهد العاشر :
فى غياب الجميع عن البيت – يتسلل فرفور وسنور ومسرور إلى القصر . يعرضون على الأمير أن يتزوج بأجمل بنت وأطيب بنت . والتى ليست بنت أمير من الأمراء ولا وزير من الوزراء . يغضب الوزير لهذا الاقتراح – الحيوانى – لأنه لا يعقل أبدا أن يتزوج الأمير. وممن ، من امرأة ترشحها الحيوانات . لهذا ينادى على الحراس وهو فى حالة غضب . فتفر الحيوانات . من غير أن تجد الفرصة لتطلع الأمير على اسم الزوجة المقترحة .
المشهد الحادى عشر :
يعود المنادى ليؤكد الدعوة لأهل المدينة . وذلك من أجل أن يحضروا إلى قصر الأمير يوم الخميس . وبهذا النداء ينتهى الفص الأول من المسرحية .
تشريح جسد النص المسرحى
الفصل الثانى :
وسنقسمه أيضا إلى مشاهد . وذلك حتى نضع اليد على بنيته . هذه البنية التى تتفق وتختلف عن بنية الفصل الأول . فالفصل الثانى فيه شئ من التركيب ، لأنه يعتمد على تكسير الخط الكرونولوجى للأحداث . فهناك تدخل متهمد للزمن ، وبالتالي للأحداث ولترتيبها .



المشهد الأول :
فى قصر الأمير ، وقد حضر كل أهل المدينة إلا سندريلا . القط والكلب والأرنب يتأسفون لحظها التعس . لأنها لم تجد فستانا جديدا ، ولا حذاء جميلا ، ولا حقيبة . يحكون لنا – من خلال مشهد تذكرى – فلاش باك – عن سندريلا . وعن لقائها العجيب بالمرأة العجوز أم الخير .
المشهد الثانى :
سندريلا وسط الطريق وهى تغنى وتهدهد آحلامها المقموعة . تصادفها امرأة عجوز تشكو لها الجوع والعطش . فتعطيها سندريلا كل ما كان معها ، وتعطيها الطعام الذى كانت ستعود به إلى البيت .
المشهد الثالث :
وهو الحكاية داخل حكاية . حكاية الراعى الذى تعود أن يكذب على الناس فيصدقوه فى كذبه . ثم حدث بعد ذلك أن كان صادقا فكذبوه فى صدقه . وهذه الحكاية / الأمثولة ، تسوقها المسرحية تمجيدا للصدق ودما للكذب – مهما كان المبرر – لهذا تقرر سندريلا أن تخبر زوجة أبيها بحقيقة الطعام الذى أعطته للعجوز ، وليقع بعد ذلك ما يقع . قبل أن تختفى العجوز أم الخير تخبر سندريلا بأنها تملك أن تحضر إليها بمجرد ذكر اسمها .
المشهد الرابع :
سندريلا مع حيواناتها الوفية . حديث عن أم الخير التى كانت هنا منذ حين . تصبح كلمة الخير لازمة تعزف عليها من الحيوانات تمجد   الخير .

المشهد الخامس :
استعداد الأم والبنتين للذهاب إلى الحفل . وقوع خصومات صبيانية بينهما عن أيهما تكونا الأولى ، وتساعدها سندريلا على ارتداء ملابسها وتخرج زوجة أبيها بصحبة بنتيها .
المشهد السادس :
سندريلا وحدها فى البيت . تكشف عن رغبتها – من خلال أغنية – للذهاب إلى الحفل . فجأة تتذكر اسم المرأة العجوز ، فتنادنى . " يا أم الخير تعالى – تعالى فتخرج لها المرأة . جاءت لترد الجميل بما هو أجمل منه . وتعطيها فستانا جميلا وحذاء وعربة ، وتحول حيواناتها إلى خيول تجر العربة وقبل أن تختفى العجوز ، تشترط على سندريلا أن تعود إلى البيت قبل منتصف الليل .
المشهد السابع :
تقف الخيول بباب القصر . وتدخل سندريلا فيشهد الجميع لرؤيتها ، ويراقصها الأمير فى إعجاب بها . وعندما ( تدق الساعة الثانية   عشر . تجرى سندريلا ، وتترك الحذاء خلفها على الأرض ويجد الأمير  الحذاء ) .
المشهد الثامن :
الأمير يطوف بالحذاء على المدعوٌات . فتدعى كل واحدة بأنها صاحبته . وينتهى المشهد بأغنية عن الحذاء ، والبحث عن صاحب الحذاء الجميل .
المشهد التاسع :
سندريلا وهى فى ملابسها الممزقة . تدخل زوجة الأب بصحبة ابنتيها ليجدن سندريلا نائمة .

المشهد العاشر :
الأمير فى قصره وهو فى حالة حزن . يأمر وزيره بأن يمر على البيوت فى المدينة من أجل ان يبحث له عن صاحبة الحذاء . ويتولى بهما البحث إلى بيت سندريلا . فتعمل زوجة الأب على إختفائها . ولا تظهر غير ابنتيها تحاول البنتان ارتداء الحذاء فلا تفلحان .
المشهد الحادى عشر :
يخرج الجنديان . ولكنهما بعد لحظات يعودان . لقد أحسا بالطمأ . لذلك جاءا يطلبان الماء . وبشكل آلى تنادى زوجة الأب على  سندريلا ، تنادى عليها لأنها خادمة البيت . ولأنها هى من ينفذ الأوام ، ويابى الرغبات ! .
- سندريلا .. أحضرى كأس ماء .
فتحضر سندريلا . ويكشف وجودها الحارسان . وتجرب الحذاء ، فيكون على مقاسها .
وقفة عند نهايات المسرحية
إن رؤية الكاتب وفلسفته غالبا ما تظهر فى ختام المسرحية . فهو يجمع الخيوط المتناثرة ليعطينا خطايا معينا فقد كنا على طول المسرحية ناتقى بشذرات أخلاقية عن الصدق والأمانة والخير والإحسان ورد الجميل . ولكن ، الآن ، وقد بلغنا النهاية فإن الأمر يختلف . فالموقف ملزم بأن يعطينا موقفا فكريا واضحا . فهو قد أثار قضية خطيرة جدا . فقد أخرج الجنى من قمقمه ، وعليه أن يرده إلى حيث كان ، وإلا انقلب السحر على الساحر .
هل تنتهى المسرحية ( بالتبات والنبات ) كما فى الحكاية – فتكذب بذلك عن الواقع والحقيقة وعن الأطفال .
هل تصور الأمر بهذه السهولة والبساطه فتكون بذلك تحريضا على الحلم والارتخاء والمثالية السلبية .
إن الموقف يقف أمام أكثر من نهاية واحدة . وقد قدم لنا كل هذه النهايات داخل النص . وعلى المخرج بعد ذلك أن يختار . ويختار الأصدق أو الأنجح .
النهاية الأولى المقترحة :
وتتلخص فى زواج سندريلا بلأمير . أى أن تكون المسرحية نسخة من الحكاية تبتدئ كما تبتدئ وتنتهى ، من غير تدخل من الكاتب ولوتم هذا كانت المسرحية مع الخروب الرومانسى . تزرع فى الطفل أحلام اليفظة . وتجعل الحل مرتبطا بالانتظار . انتظار الفارس المخلص . وهذا ما ليس فى المسرحية .
النهاية الثانية المقترحة :
وقد أوردها الكاتب فى آخر النص ، ولكن المخرج لم يأخذ بها لأنها متطرفة فى واقعيتها ، وهى بذلك كانت تمارس على الطفل عدوانية مقلقة ، وتتلخص هذه النهاية فى أن تجرب سندريلا الحذاء لتجده فى غير مقاسها مع أنها تؤكد للجميع العكس، وتصر على ذلك بكل قوتها :
( لا .. الحذاء حذائى .. حذائى وتبكى . ثم نهاية المسرحية . شئ مؤكد أن هذه النهاية لا تناسب مع تلك البداية . فهذه الواقعية المتطرفة لا يمكن أن تستقيم مع شاعرية " المسرحية / الكل " ، ولا مع نزعة المسرحية لاستخدام العجائب وطبيعتها الغربية عن طبيعة الأحلام .

النهاية الثالثة المقترحة :
وهى أن تكون مسألة اللقاء الأخير – بين سندريلا والأمير مجرد حلم يقرر الأمير أن ينزل بنفسه للشعب للبحث عن صاحبة الحذاء .
وأعتقد أن الحلم – مسرحيا ، وسينمائيا ، وروائيا – حيلة فنية مستهلكة ومتجاوزة ، لذلك ابتعدت عنه المسرحية . وقد تبنت نهاية مغايرة فيها شئ من الواقع وشئ من المثال . فيها نزول فى مقابل صعود . نزول أمير وصعود سندريلا . فيها خلاص الفرد وخلاص الجماعة . أى أن سندريلا تشترط ألا تصعد وحدها . ولكن أن يكون ذلك برفقة الآخرين . كما شترطت أن تزف للأمير فى أزيائها التى تعكس فقرها وحقيقتها . أى من غير حذاء سحرى ، ولا عربة ولا خيول .
كلمات عن الإخراج المسرحى
الإخراج كتابة ثانية للنص .إنه كتابة ما لم يكتبه الكاتب . وهو بهذا يكون استنطاقا للصامت فى المسرحية ، وتجسيدا للمعنوى ، وتحريكا لما هو ثابت . وهو بتغير آخر حفريات أركيولوجية ، فى وعى ولا وعى الكاتب والكتابة معا . الإخراج الجيد لا يكتب من خارج النص . ولكن من داخله . أى أنه يوجد لغته ، ومضمونه ، ومفرداته ، المنظورة والمسموعة – من جوف المفردات اللفظية .
ولعل أول شوط الإخراج هو أن يمتد حبل الحوار بين المخرج والنص . وهو حوار يقوم على التقابل والتضاد ، وتفاعل السلب والإيجاب . وبهذا يقرأ المخرج النص ويكتبه . يقرأ رموزا على الورق ، ثم يكتبه على الفضاء ، أو داخله ، يكتبه بالممثل والحركة ، واللوان ، والضوء ، واللباس ، والشكل ، والحجم ، والكتلة . ولقد نجح المخرج منصور المنصور فى أن تمثل النص تمثيلاً سليما . وذلك لأنه أعطانا وحدة " كتابية " يذوب فيها المؤلف والمخرج معا ولا نعود نبصر أمامنا إلا المسرحية .
لقد عمد الإخراج إلى أن يصنع واقعا جديدا . فيه شئ من الحلم ، وشئ من الواقع وبذلك فقد وظف كل الأدوات الفنية . وذلك من أجل أن يجسد هذا العالم الطفولى الشفاف . ويبقى أن نسجل أن المشاهد الواقعية كانت أقل نجاحا من المشاهد الفنتازية فما السبب فى ذلك . هل يرجع ذلك إلى طبيعة الطفل ؟ أم إلى طبيعة الكتابتين النصٌية والإخراجية ؟ لقد كانت مشاهد الأمير جادة وجافة – فى شفاف وغير جاد – كانت واقعية فى فضاء غير واقعى . ولعل هذا ما جعل تلك المشاهد أقل حرارة من المشاهد الأخرى .
الأخراج الجيد يبدأ من اختيار النص الجيد . وفى هذا كان منصور المنصور موفقا . ثم إن هناك شيئا آخر – قد لا نعيره ما يستحق من اهتمام – وهو مسألة توزيع الادوار . نوزيعا حقيقيا وعادلا . إن الأساس سواء فى الحياة أو المسرح – هو أن يكون الرجل المناسب فى الدور المناسب أو فى الوظيفة المناسبة وبهذا تسير المسرحية / الحياة نحو الاكتمال والنجاح . مرة أخرى نسأل .
هل كان المخرج موفقا فى توزيع الأدوار ؟ هذا ما سوف نجيب عنه عند حديثنا عن الممثلين .
الديكور : يمكن أن نسجل أن مصمم الديكور كان ذكيا لأنه تنبه إلى إليه الإخراج .
وهو بنية النص القائمة على جدلية الأعلى والأسفل . لذلك فقد أوجد مستويين مكانيين .
الأول مرتفع ، والثانى منخفض . فهناك إذن حوار مكانى يوازى حوار الشخصيات . وسندريلا فى الأسفل تتطلع إلى الأعلى . والأمير فى الأعلى يطل على الأسفل وبين المستويين تنتصب سلالم تربط بينهما .
كثيرا ما يكون الديكور مجرد كتلة ثابتة . كتلة صمَاء وخرساء . لا تقول شيئا ولا تشير إلى شئ . وبذلك يصبح خلفية غريبة . عن الممثل والجمهور معا . وبالنسبة للديكور فى مسرحية ( سندريلا ) هل أدى دورا معينا . وإن كان كذلك .
فملا هذا الدور ؟  
نعرف أن المسرحية عبارة عن مشاهد عديدة . وهى بذلك انتقال سريع داخل المكان والزمان . الشئ الذى جعل الديكور يعطى الإطار الحقيقى للمكان ، وللوضعية الاجتماعية التى يمثلها . فالديكور المسرحى ثوابت ومتغيرات . وأن القطع السيوغرافية المتغيرة هى التى تغير المناظر ، الحارة ، القصر ، السوق ، الشارع .
الملابس / الماكياج : يقول المثل الفرنسى . اللباس لا يصنع الراهب . ولكنه مسرحيا يصنعه . أو يساهم فى صنعه ، مصمٌم الملابس فى المسرحية مطالب بأن يوجد اللباس المناسب للدور المناسب . فهل أعطتنا رجاء البدر الشخصية فى اللباس . هلى أعطتنا النفسية والذهنية والوضع الاجتماعى والانتماء الزمنى والمكانى للشخصيات .
إن الزمن فى المسرحية غير محدد . والمكان أيضا . فالأحداث تدور فى مدينة غربية . مدينة تقع على الحدود بين الكائن والممكن والمحال وبذلك جاءت الملابس تركيبا اللواقعية والفنتازية ، إنها اجتمهاد يقود على المزج بين المعروف والمجهول . بين ما هو محسوس وملموس وما هو متخيل .
جماليا . كان اللباس مقنعا ومنسجما مع الجو العام للمسرحية . فهو أيضا يقوم على جدلية الأعلى والأسفل . كما أنه يضم كل الألوان التى لها علاقة حميمة بعين الطفل ، تلك العين الظمأى إلى الألوان الصارخة والأشكال الغربية .
الماكياج فى المسرح :
قد يكون تلوينا داخليا . وقد يكون مجرد أصباغ خارجية . ولا يكون الماكياج ناجحا إلا عندما يكون منسجما مع الألوان النفسية الداخلية . أى أن يكون استجابة للتلوين النفسى الباطنى . وذلك حتى يعكس حسيا الطهارة والبراءة أو القبح والحقد والإجرام . فمسرح الطفل لا يمكن أن يقوم بدون ماكياج .
هناك مسرحيات عديدة لا شئ فيها سوى الماكياج ، والملابس لا شئ غير أصباغ صارخة على الوجه مرسوم بعشوائية مقصودة . كل ذلك من أجل ابتزاز الضحك من الجمهور . فالمهم هو دغدغة عين الطفل ، ولو عن طريق ارتداء الملابس بالمقلوب ، ووضع الطراطير على الرأس ، وانتعال الأخذية العملاقة .
لقد كان المكياج فى المسرحية رصينا . فقد أعطى الحيوانات حقها . وأعطى الشخصيات ما تحتاجه بدون مبالغة .
وعن التمثيل . وماذا يمكن أن تقول :
الملاحظة الأولى :
هى أن بهذا العمل المسرحى طاقات فنية مهمة . فهناك اقتناع داخلى لدى الممثلين بما يفعلون . اقتناع بالمسرح – مسرح الطفل وبالمسرحية – سندريلا ، يترجم هذا الاقتناع الحرارة التى تودى بها المسرحية . تلك الحرارة التى تجلت بشكل واضح فى تلقائية التمثيل ، وعفويته ، وفى حيويته وصدقه .
لقد تألفت أسماء فى الأداء – سواء بين الممثلين الأطفال أو الممثلين الضيوف – فسندريلا " هدى حسين " كانت بحق سندريلا . فالممثلة هى الشخصية .
إنها هى فى كل شئ – فى الكليات والجزئيات – فى رقتها وطيبتها . وفى فقرها وغربتها وبراءتها وحسنها والامها وامالها . أما ثنائى الأختين – لئيمة وفهيمة – فقد تعاطف معه الأطفال الصغار ، مع أنه يمثل الجانب المضاد للبطلة سندريلا . هذا الثنائى يشكله " سحر حسين " و " انتصار الشرٌاح " . الأولى رفيعة والثانية بدينة . وهما بذلك على خلاف مادى جسدى مع بعضهما .
كما أنهما على خلاف نفسى سلوكى . فالثنائى يعتمد على المبالغة فى الأداء ، وعلى التعبير بالإيماءات والحركات الفاقعة . هذه الكاريكاتورية مطلوبة لذاتها لأنها تعطى للشر صورة مكبرة ومشوهة . أما الأم      " أسمهان توفيق " فقد جسدت حيرتها بين ابنتها وغفلتهما ، وقبحها ، ونباهة سندريلا وجمالها . أما الأمير " حسين المنصور " فقد قدم لنا نموذجا للأمير / لالموديل . الأمير المعروف وقد قدمه بشكل واقعى . فى الوقت الذى كان عليه أن يقدمه بشكل فنتازى وذلك حتى يكون منسجما مع الجو العام للمسرحية . وما قيل عن الأمير ينطبق تماما على الوزير " حسن البدر " لأنه أيضا كان جادا فى أجواء مرحة وشفافة .
ثلاثى الحيوانات الصغيرة كان مرحا ، حيٌا وراقصا . تخضع نحركاته لخطة كوريغرفية بديعة .
هذه إذن . هى مسرحية " سندريلا " مجهود جاد وطيب . يعكس اهتمام الإنسان العربى فى الكويت بأجياله القادمة .
ويبقى أن الذين ساهموا فى إنجاز هذا العمل الفنى ، من قريب أو   بعيد ، أكثر من أن تستوعبهم هذه الدراسة . إن المسرح عمل   جماعى ، جوانبه الخفية أكبر من جوانبه الظاهرة والعاملون فى الظل . لا يقلون خطورة عن العاملين فى الضوء ، فتحية لكل التقنيين المسرحيين الذين يشتغلون فى صمت .
عبد الكريم برشيد    
 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More