الاثنين، 15 مايو 2017
غسيل الروح غانم السليطى
الأحد، 14 مايو 2017
الأبعاد الفنية والجمالية في مسرح السيد حافظ بقلم:بن يونس الهواري
فى مسرح السيد حافظ
بقلم : بنيونس الهوارى
*****
إن الفن ينساب نهراً متدفقاً من السيول لا تحده مضايق أو جسور. ولكى يستمر الصبيب، علينا أن نمده بقنوات كثيرة، نغذيه بروافد متنوعة، تبعث فيه حركة الحياة المستمرة دون انقطاع.
وقدرة الفنان على تحلية مياه فنه، تجعله دائم التطلع إلى تصفية هذه المياه بإمددات فنية وجمالية جديدة لا تعكر صفوها. فأمام المسرح عوالم كثيرة لا تحدها جزر، ما على الفنان إلا أن يسافر فيها ويكتشف سر رحلته الموغلة دون جواز.
ولا نشك فى أن السيد حافظ قد تخلف عن هذا الموعد، لأنه سار يبحث عن الشطآن والأدغال البعيدة. غير أن مركبته الفنية لم تكن بدون دليل أو مرشد.وقد تزود بتوجيهات عدد كبير من الاتجاهات والمدارس. وراح يقتنص مناهجها ، بعد أن تمكن من هضم قديمها ، واصطياد كل جديد. فهو الذى يقول : "عرفت الصمت لونى والضوء رجمى والمخاطر زاد فى وسب المجوفين صبيحة البحث لى... أهضم القديم، أتجشأ الحديث.. أتقيأ معنى الأمس حين يولد اليوم"( ). وبالفعل كان الإيذان بعهد جديد قد انبثق مع فجر مسرح كاتينا، خرجت معها صرخة مولود قتل الصمت الساكن فيه، وقطع صلته بالمخاض العسير الذى كان يتخبط يه، تعبيراً عن رفض الواقع المرير، وإعلاناً لميلاد بشير جديد اسمه التجريب. لم تكن الصرخة حيادية، ولكنها كانت مواكبة لمضامين الساعة ، ومعززة بوسائل مغايرة ، بهدف
الجمعة، 12 مايو 2017
تداخل الأجناس الأدبية في الرواية العربية. قهوة سادة نموذجا
لجنة الدراسات الأدبية واللغوية
لجنة المؤتمرات
"قهوة سادة" نموذجًا
الحوار مع النص.."دورة عبد القادر القط"
26-27إبريل2017
أ-الجنس لغة واصطلاحًا
جاء فى معجم تهذيب اللغة أن" الجِنْسُ": كل ضَرْبٍ من الشَّيْء وَمن النَّاس وَالطير، وَمن حُدُودِ النَّحْو وَالْعرُوض والأشياء: جُمْلَةٌ، والجميعُ: الأجناسُ.
وَيُقَال: هَذَا يُجَانِسُ هَذَا أَي يشاكله، وَفُلَان يُجَانِسُ الْبَهَائِم، وَلَا يُجَانِسُ النَّاس إِذا لم يكن لَهُ تَمْيِيز وَلَا عقلٌ . وجاء فى معجم لسان العرب"الجنس: الضرب من كل شىء، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النحو والعروض والأشياء جملة...، والجنس أعم من النوع" .
ومما تقدم نجد أن المعجمات اللغوية تذهب إلى أن الجنس هو الضرب من الشىء، أو الضرب من كل شىء، وأنه يكون من الناس أو الطير ومن الأشياء جملة، والجنس أعم من النوع.
ومن المعنى اللغوى ننطلق إلى المعنى الاصطلاحى، حيث لم تفرق المعجمات الاصطلاحية بين الجنس والنوع؛ فذهب سعيد علوش إلى أن (النوع) أو (الجنس) "تنظيم عضوى لأشكال أدبية، كما يمكن تمييز الأنواع الكبرى عن الأنواع الصغرى فى نظرية الأنوع الأدبية التى تقوم على محورين متمايزين:
1- المفهوم الكلاسيكى الذى يقوم على تعريف غير علمى الشكل/ المضمون، ولبعض طبقات الخطاب الأدبى كالكوميديا/ التراجيديا.
2- مفهوم وقع الأصالة، التى تكشف عن العوالم المختلفة، والتسلسل السردى" .
الاثنين، 8 مايو 2017
حوار الكاتب السيد حافظ مع جريدة الجمهورية أجراه الأستاذ / حسن سعد
حوار الكاتب السيد حافظ مع جريدة الجمهورية
أجراه الأستاذ / حسن سعد
• أين أنت ككاتب مسرحى كبير فى مصر ؟
- السؤال رائع وجميل.. ولكن لابد أن يكون أين المسرح فى مصر..؟ هل هو تلك التجارب أو الاسكتشات التى يقدمها التليفزيون فى قناة النهار تحت اسم مسرح الشباب أو المسرح الكوميدى وهى أعمال تشبه مسرح الكباريهات الذى ولد أثناء الحرب العالمية الثانية فى مصر وكان يقدمها كبار الفنانين وقتها مثل نجيب الريحانى وشخصية كشكش بيه وتقدمها بديعة مصابنى فى الكباريه الخاص بها وكان شارع عماد الدين مليئاً بهذا النوع.. أين أنت ككاتب مسرحى كبير فى مصر.. مصر الآن يتحكم فى مسارها الثقافى والفنى شخصيات لطيفة ظريفة خفيفة الدم .. واختفى من المشهد المفكرون المسرحيون.. واختفى من المشهد النقاد المفكرون .. واختفى من المشهد المخرجون المفكرون .. واختفى من المشهد الاستراتيجية القومية والهدف الوطنى والقومى واصبح الوطن كلمة بلا معنى .. واختفت كلمة وطن عندما اختفت التربية القومية من المناهج المدرسية .. واختفى الوطن عندما اختفت التربية الوطنية من مناهج المدارس .. الكتاب الكبار فى مصر فى بيوتهم على الهامش كما قال الأستاذ هيكل فى حديث مع لميس الحديدى قبل وفاته بقليل إن كبار المثقفين والسياسيين والمبدعين خارج المشهد.. أنا خارج المشهد الهزيل.. ولا أحب أن أكون كاتباً كبيراً فى وسط حركة فنية ضئيلة لا أحب أن أكون كاتباً كبيراً مع مخرجين لا يجيدون القراءة والكتابة ولا يعرفون قراءة النص المسرحى ولا يعرفون جغرافية خشبة المسرح .. أنا لا أحب أن أكون كاتباً كبيراً فى وسط ثقافى مسرحى هزيل يقدم أسوأ ما قدمت مصر فى حياتها الفنية فى الثلاثينات والأربعينات .. لا تسألنى يا سيدى أين أنا.. بل أنا أسألك أين مصر لأكون أنا.. عندما تكون مصر كبيرة سأكون كبيراً بجوار ناقد كبير ومخرج كبير وممثل كبير ومطرب كبير وصحفى كبير .. لأننا منذ السبعينيات عشنا بداية الاضمحلال فظهر أحمد عدوية المطرب واحمد عدوية السياسي واحمد عدوية الصحفى واحمد عدوية الناقد واحمد عدوية الوزير فكانت وزارة عدوية وصحافة عدوية وثقافة عدوية .. هذا نتاج السبعينات التى نحن فيه الآن.
• لمن تنتمى من جميل كتاب المسرح ؟
- أنا من جيل عظيم .. جيل ولد ابداعياً بعد نكسة 67 .. أنا من جميل 68 ما بعد النكسة .. يقولون علينا جيل السبعينيات وهو كما قال الاستاذ هيكل فى حديث آخر مع لميس الحديدى هو أفضل الأجيال التى انجبتها مصر ابداعياً وعسكرياً وسياسياً وثقافياً ولكن لم يحصل على أى فرصة ليثبت مكانته ويؤكد وجوده ويرتفع بمصر وينهض بها.. جيل كتب عليه النفى داخل بدله واضطر إلى دول الخليج وأوروبا.. جيل فٌتحت عليه النار من السادات واتهمه بالشيوعية واليسار وجعل الأخوان يضربوننا فى الجامعة ويغلقون المسارح.. والتيارات الإسلامية تكتسح الشارع.. هذا الجيل الذى استبعد وقُدم بدلاً منه أسوء ما فى الأجيال كلها .. ولذلك ظهرت داعش والإرهاب من باب الانفتاح الاقتصادى ومحو الطبقة الوسطى ومحو الفقراء وظهور الرأسمالية المتوحشة الفاسدة حتى النخاع التى تكره الوطن وتحولت كل القوانين لصالح الأغنياء وحماية رأس المال .. أنا من جيل الكاتب بهيج اسماعيل والكاتب أمير بكير والكاتب أبو العلا السلامونى والكاتب يسرى الجندى وعبد الكريم برشيد وعبد الرحمن بن زيدان ومحمد المديونى وحاتم السيد وعز الدين المدنى وسمير العيادى وقاسم محمد وعزيز خيون وسعدى يونس ووليم يلدا ومنصور المنصور وابراهيم جلال ومحسن العزاوى وصقر الرشود وعبد العزيز السريع ...وسعد الفرج والمنصف السويسى وسعد الله ونوس ومراد منير ,ومصطفى رمضانى ..
• قدمت مسرحياتك فى الوطن العربى .. وشهدت الإهمال فى وطنك مصر.. لماذا ؟
- سؤال جميل من مثقف كبير وضع يده على مشكلتى الكبرى .. المسرح المصرى منذ نشأته كان هدفه التسلية أو الإعلان والإعلام عن الحاكم ولنسأل أنفسنا بصراحة كم مسرحية تحريضية أو ثورية قدمت فى تاريخ المسرح المصرى .. ستجدها لا تتجاوز أصابع اليدين ولذلك معظم ما كتبه كتاب المسرح المصرى لم يقدم على خشبات المسرح فى الوطن العربى.. وأوكد لك السبب هو أن معظم المسرحيات كان فى خدمة السلطة الحاكمة أو فى طريق الربح على حساب القيمة الفكرية.. اعتقد أنى كنت أكتبنى .. أنا لم أفكر فى أن أتحول إلى ثائر ونخاس فكرى يبيع الشعب المصرى إلى الحكومة .. بل كان الفقراء والقضايا العامة والهامة تجرى فى دمى .. لذلك كانت مسرحياتى تقدم فى الوطن العربى من مخرجين مسرحيين مصريين كبار مثل أحمد عبد الحليم الذى أخرج لى أربع مسرحيات ومحمود الألفى الذى أخرج لى مسرحيتين كان كل هذا فى الكويت .. والدول العربية يهمها أن تتحدث فى قضايا فكرية كبرى فى الوقت الذى كان فيه المسرح فى مصر يتجه إلى المسرح الكوميدى والقطاع الخاص التجارى .. إن إهمالى كان مقصوداً.. اليسار فى مصر قد خاننى وتبنى سعد الله ونوس الكاتب الجميل فى سوريا واعتبرونى أنى فى وسط اليسار أو اليسار الوسطى كما كتب عنى ذلك المخرج الكبير سعد أردش.. وأنا لا ألوم اليسار فى أى شئ فهو دائماً يكتب عن الكتاب اليساريين بعد موتهم.. أعداداً خاصة وملاحق فى صحفهم وبرامج كما أنه لم يتبنى نجيب سرور وهو حى ومحمود دياب وهو حى يرزق ولم يتبنى ميخائيل رومان وهو حى.. وعبد الرحمن الشرقاوى وهو حى .. فقد تبنوهم بعد موتهم فى مقالات ودراسات. أنا لم يرضى عنى اليمين ولا اليسار ولا أشباه المخرجين وأتباع السلطة الأقزام .. وأذكر هنا الدكتور أسامة أبوطالب عندما تعين رئيساً لهيئة المسرح اتصل بى عن طريق الفنان سامى عبد الحليم ليقدم عملاً فى هيئة المسرح.. إننى لا ألوم مصر لأنها معبأة بالتناقضات متخمة بالمواهب وأشباه المواهب ..
• أين أنت كأحد الكتاب المفكرين من جوائز الدولة ؟
- تقدمت إلى جوائز الدولة فى عهد فاروق حسنى فلم يرضى عنى ولم يختارنى واختار مصطفى الضمرانى وفى عهد جابر عصفور اختار أحمد عمر هاشم.. فأنا المنسى والمنسى داخل هذا الوطن الجميل .. فقد قدمت الجوائز بشكل عشوائى قليلها صائب وكثيرها خائب .. ومبروك للجميع .. وأنا لم أحصل على جائز الدولة ليس عيباً ولا نقيصة ولكنها وصمة عار على اللجان الثقافية ووزارء الثقافة .. وإذا أعطونى الجائزة الآن فأنا لا احتاجها .. لقد قتلوا حلمى ومنعوا عنى الماء والهواء .. فطوبى للأدباء الغرباء فى المسرح.
• كيف تقرأ الحركة المسرحية الآن فى مصر؟
- اعتقد أن الحركة المسرحية انتهت والدليل أنك لا تستطيع أن تكتب كتاباً عن الحركة المسرحية فى 2006 و2007 و 2008 و2009 لقد انتهى ومات مسرح القطاع الخاص الكوميدى.. أما مسرح القطاع العام فقد اخترقه السوس والبيروقراطية والعقد النفسية والوساطة والمحسوبية .. فأصبح مهلهلاً .. عندما أخرج إلى أى مهرجان فى المسرح فى الوطن العربى وأرى المسرحيات التى تمثل مصر أشعر بالحزن والأسى وأسأل نفسى هل هذا وجه المسرح المصرى أم قفاه ؟ إننا نحتاج إلى بعث جديد.. فكرة قومية .. فكرة سياسية عملاقة.. مشروع وطنى ضخم.. إننا بلا هوية الآن .. نعيش يوماً بيوم.. لا استراتيجية ثقافية ولا يحزنون.
• هل ترى أن هناك أزمة فى النقد المسرحى ؟
- النقد المسرحى قتلته الصحف اليومية .. هل تعرف أن مسرحية محمود دياب (الزوبعة) كتب عنها الدكتور لويس عوض صفحتين فى جريدة الأهرام.. ! هل تستطيع أن تفعل هذا الآن أن تكتب عن مسرحية صفحة كاملة فى أى جريدة الآن.. هل تعلم أن بعد لويس عوض فى جريدة الأهرام نفسها كتب سليمان جميل نقداً بديعاً عن هذه المسرحية.. وظلت الأهرام تكتب وتبشر عن ميلاد كاتب كبير اسمه محمود دياب .. الآن لا تستطيع أن تفعل هذا مع كاتب مسرحى .. بل تفعله مع راقصة للرقص الشرقى.. هنا يغيب النقد لغياب المساحة .. غابت البرامج الثقافية التى تتناول المسرح فى الإذاعة والتليفزيون.. وغاب مسرح الثقافة الجماهيرية وهو الحصن الأخير للمسرح العربى وليس المصرى فقط.. فوجود 120 فرقة مسرحية على امتداد خارطة مصر كان لابد أن يتابعها بالنقد 120 ناقد فنى و420 برنامج إذاعى وتلفزيونى لكن هذه الفرق تقدم الأعمال فى السر ولا يتابعها أى ناقد إلا بالصدفة نحن نقتل أحلامنا بأيدينا .. نحن نحتاج إلى ثلاث مطبوعات أسبوعية عن المسرح فى مصر والوطن العربى.. والذى يكلف بهذا وزارة الثقافة المصرية لأن مصر هى قلب العروبة النابض رغم كل الظروف التى تمر بها .. وكما قال الناقد الكبير الدكتور مؤيد حمزة إن ما يقدم فى مصر من عروض مسرحية فى ليلة واحدة تعادل ما يقدم فى الوطن العربى فى عام.. فكيف بالله عليك نصرف على حفلات وهمية الملايين ولا نطبع ثلاث مطبوعات أسبوعية عن المسرح ونقدم المواهب .
• قدم للمسرحيين شهادة حول تراجع واختفاء مصطلح المسرح المصرى ؟
- أقول للمسرحيين لماذا تخلعون ملابسكم الإبداعية أمام المسرح الغربى .. لماذا لا تعرفون أوجاع وأشكال الفرجة فى بلادكم .. إن مصر محتشدة فى كل محافظة فيها من عادات وتقاليد تصنع عشرات المسرحيات المصرية المحلية العالمية .. فنحن نملك حضارة عريقة بسوئاتها وجمالياتها تستطيع أن تقدم دراما أروع مما كتب شكسبير العظيم وتقدم أشكالاً فنية أعظم مما قدم بريخت الرائع.. نحن نملك البدائية التى تملك الدهشة .. والدهشة تصنع الفن البكرى العذرى الجميل .. الغرب يسعى إلى إفريقيا لكى يقدم طقوساً مسرحية جديدة .. ونحن نملك من الطقوس الآلاف ولا أنكر بما قام به ويقوم به بعض الشباب أو بعض الفنانين من البحث عن الطقوس المسرحية المصرية مثل انتصار عبد الفتاح وياسين الضو والشاذلى فرح وابراهيم الحسينى. وجمال ياقوت وفى الامارات يوجد شباب يكتب تراثة مثل محسن سليمان وسالم الحتاوى . وغيرهم الكثير والكثير فى الوطن العربى واعتذر لهم إن نسيت .. إننا نحتاج إلى إعادة البحث عن الذات للمسرح المصرى.
الخميس، 4 مايو 2017
مسرحية الشاطرحسن قميص السعادة مسرحية للأطفال
النص المتشظي قراءة نقدية في رواية" ليالي دبي شاي بالياسمين" للسيد
النص المتشظي قراءة نقدية في رواية" ليالي دبي شاي بالياسمين" للسيد حافظ
د.رشا غانم-ا مدرس النقد الأدبي-الجامعة الأمريكية-مصر
الرواية محطة إبداعية هامة تزخر بالشخصيات المتعددة تغمرها فضاءات زمانية ومكانية متغيرة.
تحمل رواية "ليالي دبي شاي بالياسمين" بين طياتها ملامح الرواية الفسيفساء التي تضم نصوصًا متشظية متنوعة من كلمات وأغاني ومقالات ،ومقتطفات،وحكايات قديمة، وسيرة ذاتية،وشعر...وهذه الملامح تسم النص ما بعد الحداثي الذي اخترق فيه الكاتب بحكم خبرته الحياتية المتشعبة المكان والزمان بإلصاق مجموعة نصوص منتمية لأجناس متنوعة إلى عالمه الروائي ولكن بكتابة واعية لذاتها تتآذر مع ما يخلقه الكاتب من سرد أكثر تحررًا وجرأة ،في أفكاره، ليعري الواقع الذي وهنته الأزمات الاقتصادية ،والظروف السياسية أضحى يتساءل الكاتب" هل سيأتي يوم نعيش في سلام والبشرية خالية من الحرب والضرب والقهر والدمار.. أم أنه خيال.. خيال؟!
وتمثل هذه الأحداث التي يعيشها الإنسان في واقعه المأزوم فورة من فورات سرده الروائي فنجده يسرد كثيرا من المقالات الصحفية كرأي الشاعر أمل دنقل عن أزمة الثقافة في مصر يقول:" الوضع الثقافى في مصر اليوم يمر في مرحلة من الترهل. إن الكتاب الذين بدأوا ثوريين منذ شبابهم تحولوا بفضل الظروف العديدة إلى مرتزقة وهذه محنة الثقافة الحقيقية في مصر"
ويرد آيات من الذكر الحكيم منها قوله تعالى*وكان الإنسان أكثر شيء جدلا* صدق الله الغظيم
وبعض الأغاني كأغنية نجاة الصغيرة "وبعتنا .. مع الطير المسافر جواب .. وعتاب وتراب من أرض أجدادي . وزهرة من الوادي"
يعرض الكاتب لبعض المقتطفات كـ: قال الإمام أحمد بن حنبل :" لولا العلم لكان الناس كالبهائم".
عالم الشعر الذي تصدر سرد الكاتب ليستدعي وجداننا الشعر وجمالياته ورؤيته للواقع كقول الشاعر علي الجندي:
يا كلّ صبايا الحي الوضّاء/ دلّوني أين الماء
السيرة الذاتية: يسرد الكاتب عنوانا " شخصيات فى سيرة مسيرة ابن حافظ
فيما حدث له وما جرى في بلاد المسخرة..لعدد من الشخصيات الثقافية البارزة في مصر والبلاد العربية وحديثه عنها بكل شفافية كـ:
"هذا رجل من الكويت العظيمة؟ عبد الرحمن المزروعي"
تعد د. هدى وصفي أكثر مديري " المسرح القومي" إثارة للجدل، حتى أطلقوا عليها لقب " المرأة الحديدية"
وحديثه عن معاناته كمبدع مهضوم الحقوق بقوله : نريد للمبدع المصري أن يعيش في مصر محفوظ الكرامة ، مرفوع الرأس.
ويقول : قد ذهبت مأساة السيد حافظ به إلى خارج حدود العقل حيث أنهى رسالته كاتبا: "ربما تجدني في إسرائيل ذات يوم. لا تلومني، لا تقل عني خائنا بل قل خانه المثقفون العرب أولهم المصريون والفلسطينيون والعراقيون والخليجيون وآخرهم السودانيون.
ومما يدل على عدم الاهتمام بالمبدعين في أشد حالاته عثرة كمرض زوجته: انقذوا زوجة السيد حافظ : مسرحي زيكم".
تتسم الرواية ما بعد الحداثة بالحكي الساخر فيعرض لنا الكاتب أيضا في بعض نصوصه المسرودة حكيا مسرودا يتسم بالسخرية كـ: "بلد يدعي أنه يقدر الأدب والفكر وهو لا يشترى كتابا ًإلا بالصدفة في تاريخ حياته..."
ويأتي البناء السردي للشخصيات في الرواية كـ:شهرزاد ولكن نلمس تطورًا طرأ على الشخصية بزواجها من حامد الصقر بعد سفره الطويل لمدة عشرين عاما في "فنزويلا" حامد الصقر وشهرزاد بين القمر والمروج.. كل الأزهار الجافة حول بيت شهرزاد دق قلبها وعادت تتغطى بالندى وترسل رائحتها..."
سهر:البنت الوادعة المرهفة تسمع حكاية شهرزاد عن شمس والحاكم بأمر الله بكل شغف تقول:احكي ياخالتي.. راحت شهرزاد تحدثها
" اكملي ياخالتي.. لش وقفتي اكملي قصة شمس والحاكم بأمر الله "
وما زالت تنتظر السفر للإمارات لتطير إلى عريسها وتحقق أحلامها.
كاظم :ما زال مغرم بحبه الوله لسهر يقول: كاظم:آه ياسهر
سأترك تحت أبطيك همزتي وأترك تحت أجنحة العصافير باقي أحرفي عطر"
فتحي خليل وهو راوي رئيس في الرواية : الذي كان مهموما بوطنه وظل يحلم كثيرا ومن مناماته" عبد الناصر كان بيكلمني في المنام ونعمات أحمد فؤاد مصر.. مصربكيت.. كانت مصر وعبد الناصرونعمات أحمد فؤاد ومحمد نجيب يطاردوني حتى في المنام..."
شخصية تهاني كما وصفها الكاتب "تهاني طيبة.. نقية بسيطة مثل الشمس.. ."
وقامت الرواية على حكاية رئيسية وهي حكاية شمس والحاكم بأمر الله التي تقوم بحكايتها شهرزاد وتتداخل معها حكايات أخرى ينسج فيها الكاتب خيوطا سردية متقنة أكثر حبكة وما زالت التيمة الدلالية (سكتت شهرزاد عن الكلام المباح) في هذه الرواية تتكرر كسابقتها في روايته كابتشينو وشخصية شمس ولدت عام985ميلادية.. وهو نفس العام الذى ولد فيه المنصور بن العزيز.. أبو علي والمشهور باسم ولقب "الحاكم بأمر الله" شمس.. قصيدة حروفها.. أنوثة طازجة بكرية.. لها طعم المنجة وأحياناً الفراولة وأحياناً النعنع.. في لحظة لها رائحة الياسمين"
•أما الحاكم بأمر الله فشخصية قالت عنها شهرزاد :الحاكم بأمر الله هذا التقي النقي الورع.. الباحث عن العدل في الأرض والحب والتقدم بالبشر.هو سيرة لا يعرفها إلا الأنقياء والأولياء والشرفاء والحكماء ويكرها الجهلاء والمتعصبون والحاقدون " كما "فوجىء الحاكم بأمر الله بجمال شمس ورائحة عطرها النادرة.. أي امراة تكون تلك الفتاة المعطرة". وامتاذ بالذكاء وسرعة البديهة كـ: كان الحاكم لايحب قائد الجيوش جوهر الصقلي وأفضى بهذا الإحساس إلى أخته ست الملك..."
أما ست الملك فكانت مغرمة بسيف المشعلجي .
"ذات مساء لمحت ست الملك سيف ذلك الشاب الوسيم الذي ينعكس على وجهه ضوء المصباح".
كما اعتمدت الرواية على تقنية المشهد كـ :مشهد /ليل /داخلى ،بيت المختار
جلس المختار في هم وكدر والإضاءة خافتة.. من أين أتى حامد بن صقر.؟.
راوح الكاتب في نصه الروائي بين اللغة الفصحى والعامية وخاصة عند استعماله الحوار أو ما يشبه المونولوج وقد غلبت عليه اللغة العامية كـ:
زبيدة:(تلتف البنات حول قسام) حوشي البنات من حوالين أبوكي يا شمس.
شمس:حاضر يامه
زبيدة :اقلعي الشبشب واضربيهم.
شمس:حاضر يامه.
كان المكان فضاءً خاصا للكاتب يسرد فيه عذاباته المتكررة مثل حديثه عن "دبي" يقول: دبي ياغربتي الثانية بعد مصر.هربت من غربتي في مصر وجدت غربتي هنا . أنا الروح المبعثرة في هذا الوطن من المحيط إلى الخليج.. كل هذه المباني الشاهقة.. كل هذه العمارات.. كل هذه البنايات..لامكان لي فيها وأنا ضمير الأمة المستتر.. وأنا الضمير الغائب"
وبين حكاية وأخرى هناك تنهيدة وهمسة كحديثه عن شخصية علي بن أبي طالب" (قام علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيت رسول الله بعدة محاولات مع الخوارج مرة بالكتابة لهم ومرة بوعظهم مشافهة ...)
ارتوى سرد الكاتب بكل أنواع المشروبات المزاجية كقوله" تجهز القهوة والشاى والنسكافيه والكابتشينو،،ولاتشرب إلا الشاي" ويقول في موضع آخر " متعطش بشدة للجمال ومتعة شاي بالياسمين ساخن" ليحيلنا إلى سرد أكثر متعة وإثارة يلعب فيه المزاج دورًا مميزا في الحكي يمسك بتلابيبه كاتبٌ محنك
وتختم الرواية بقول الكاتب " إلى اللقاء مع شاى أخضر" لنقف على سرد يخاطب حواسنا فيمتعها ويبهرها بسرد أكثر دهشة من سابقه وإلى أن يأتي الشاي الأخضر نتمنى للكاتب كل مزاج رائق غير متعكر بأدران الحياة.





