Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 8 مايو 2022

2 // 1) عن الثقافة // مقتطفات من كتاب المشاكس

  مقتطفات من كتاب

المشاكس

( 2 )


المشاكس

رحلة في رحاب

الكاتب السيد حافظ


د. نجاة صادق الجشعمي




1)
عن الثقافة
 

رســـالـة

الناقد إبراهيم فتحي قرر أن يكتب وينقد ويترك السياسة للسياسيين. إن إبراهيم فتحي أسطورة ثقافية أفقدها الوطن العربي قيمتها بالصمت والسجن. ولذلك قرر أن يترك السياسة ويعود للأدب فأهلا به !! 

 

حـقيـقـة

كلما قرأت كتابًا أشعر أننى ضئيل جدًا.. أى بداية يبدأ الإنسان أى رؤية تنفتح أمام عينك.. أحد هؤلاء.. أحد هؤلاء الذين لا يقرأون ولا يطلعون ويسيرون فى كل الأروقة بكبرياء شامخ ويكتبون كل يوم.. أحد هؤلاء لأنهم فى نعيم الكبرياء.. كبرياء التفاهة العظيم.

 

 

 

 

 

 

سبوت لايت

العربى بعد البيان

بقلم : السيد حافظ

مجلة العربى ومجلة البيان .. مجلتان عريقتان فى الكويت .. الفرق بينهما :

1- إن مجلة العربى أوراقها فاخرة ناعمة

2- إن مجلة العربى زهيدة الثمن ويمكن لأى مواطن أن يشتريها

3- إن مجلة العربى مجلة تحمل موضوعات جيدة سواء كانت مقالات – أبحاث .. الخ

4- تعتمد مجلة العربى على مجموعة كبيرة من الأسماء

أما مجلة البيان :

1- فمجلة أوراقها متواضعة

2- مجلة زهيدة الثمن

3- تحمل موضوعات جيدة سواء كانت هذه الموضوعات مقالات أم أبحاث .. الخ

والفرق بين المجلتين :

1- إن مجلة العربى طوال تاريخها الحافل لم تكتشف موهبة شعرية واحدة لم تكتشف شاعرًا أو قصاصًا أو روائيًا أو ناقدًا

2- أما مجلة البيان طوال تاريخها الحافل إستطاعت أن تكتشف بعض النقاد والأدباء والقصاصين والشعراء .

إن وظيفة أى مجلة أن تكتشف المواهب . مثلما فعلت مجلة الآداب البيروتية ومثلما كانت مجلة المجلة فى مصر ومجلة الفكر المعاصر فى مصر ومجلة القصة ومجلة الشعر ومجلة المسرح فى مصر فى الستينات حتى مجلة روز اليوسف وصباح الخير إكتشفت الكثير من المواهب وقدمتها ومجلة البيان إستطاعت أن تكتشف فى الكويت والوطن العربى مجموعة من الأدباء ( مع التحفظ على بعض الأعداد التى لم تخدم أحدًا ) .

كنت أتمنى أن تثير مجلة العربى قضية ثقافية أو فكرية أو تكتشف أدبيًا . إن مجلة العربى أشبه بكتاب القراءة الجيد الخاص بطلبة الثانوية العامة فكتاب القراءة فى الثانوية العامة جيد وبه مقالات وقصص لكبار الكتاب . وهذا لا يعتبر وظيفة المجلة الثقافية إن أى مجلة ثقافية هى إكتشاف موهبة جديدة وليس دغدغة حواس القارىء بأسماء كبيرة وبموضوعات جيدة فقط هذا الكلام بمثابة رسالة مفتوحة إلى الدكتور الرميحى حتى لا تختنق المجلة .

 


 

 

 

1/10/1983

وقفة ثقافية

ســنبــــلـة

 

هل قرأت أبا ذر ؟؟

بقلم : السيد حافظ

 

هل قرأت أبا ذر ؟

تأليف : محمد على أسير

كتاب هام يقوم كاتبه بإلقاء الضوء على شخصية الصحابى الجليل " أبي ذر الغفارى " .. والكتاب من الكتب الإسلامية الهامة التى يجتهد كاتبها فى مناقشة وتفنيد الآراء وكل ما كتب عن الصحابى الجليل  .. إنها رحلة باحث مسلم عالم مجتهد فى سبيل الحقيقة . متفتح الذهن والرأى و أعتقد أن من يقرأ هذا الكتاب يستطيع أن يعرف أن الإسلام دين الحياة والإجتهاد والثورة دين الفقراء و أن أى إنحراف فى المسلمين ليس إلا عيبا فى هؤلاء السفلة من المفسدين الذين يحشدون جيوبهم بالمال فى سبيل إرساء كراسى الحكم ..

عزيزى القارىء لا تتردد لحظة فى قراءة هذا الكتاب و إن أختلفت مع كاتبه .

 

 


 

 

 

23/9/1983

وقفة ثقافية

ســنبــــلـة

الرهان الخاسر لمحمد عفيفى مطر

بقلم : السيد حافظ

فى عام 1969 كانت رحلتى الأولى ( هجرتى الاولى ) الى القاهرة وكنت مع عملاق القصة الحديثة حينذاك ( محمد حافظ رجب ) وهناك إلتقيت بالشاعر المدرسة . ( محمد عفيفى مطر) رائعًا إذ قال لى فى نهاية الجلسة " لقد عينَّاك مراسلاً لنا فى مجلة سنابل .. كانت مجلة سنابل " أروع نبض شبابي ظهر فى هذه السنة " ونشرت مقالاً ومرت ثلاثة أشهر و أرسلت للمجلة مسرحية تجريبية وفى نفس الوقت أرسل الكاتب المسرحى كامل الكفراوى مسرحيه تجريبية . ونشرت مسرحية كامل الكفراوى أما أنا فتأجلت مسرحيتى وظل محمد عفيفى مطر ينشر لكامل الكفراوى مسرحيات . وقابلنى الكاتب الزميل فؤاد حجازى ومعه عبد الفتاح عبد الرحمن الجمل القصاص المعروف ومعهم الشاعر محمد يوسف وسألنى فؤاد حجازى:

- لماذا لا تنشر مسرحياتك فى مجلة سنابل ؟

قلت له :

- أرسلت لعفيفى مطر

 وضحك عبد الفتاح عبد الرحمن الجمل وقال :

- نعم ولقد راهنت محمد عفيفى مطر ..

قلت له : أى رهان ؟

قال : ياسيدى محمد عفيفى مطر يرى أنك ستتوقف عن الكتابة بعد عام أو عامين أما كامل الكفراوى فإنه سيستمر  ويتفرغ للكتابة . ومرت السنوات .. مرت السنوات تجري وفى عام 1983 أى بعد مرور أربعة عشر عامًا عن لقائي بعبد الفتاح الجمل سألت فى القاهرة :

- أين كامل الكفراوى كاتب المسرح ؟

قالوا لى : أى مسرح و أى كلام فارغ إنه تاجر البيض الشهير الذى أغرق السوق ببيض إسرائيل وصاحب العمارات الشهيرة وكامل الكفراوى يساوى أكثر من عشر مليون جنيه مصرى ..

لقد فزعت وسألت :

- ألم ينشئ فرقة مسرحية جادة ؟

- قالوا :

- لا

- ألم ينشئ أي دار نشر ؟

- قالوا :

فتح دار نشر و أغلقها لأن ربحها بطىء . هنا أدركت أن عفيفي مطر خسر الرهان والسلام .

 

 


 

22/1/1983

سبوت لايت

وغابت العصافير

بقلم : السيد حافظ

فى البدء كان الفن .. وكان الفنان وحيدًا فى الساحة يا امرأة العصفور الناري هذا زمن أعسر الثقافة تحتاج إلى جهود المعجزة .. ماذا نستطيع أن نفعل يا سادة نحن نحتاج إلى الناشر المغامر !

والناقد الشجاع

والكاتب الجريء

والديمقراطية الحقيقة

فى البدء كانت الثقافة

وكان المثقف معزولاً عن الجماهير يا طفلة الفجر الذهبي هذه أيام الجدب الفكري. الفن يحتاج إلى الحرية الحلم .. ماذا نستطيع أن نفعل وقوانين وزارات الإعلام العربية تخنق الكتاب؟

نحن نحتاج إلى :

زلزال فى الكلمة

وشرخ فى جمود الفكر

وهدم الحواجز الثقافية

" غابت من حقولنا العصافير و إختفى مطرب القرية الذى يحمل وركبنا السيارات الأمريكية وغنينا أغانى الهيبز والمجد للكلمة المبتذلة " .

فى البدء كانت الكلمة الذنب.. وسماسرة الكلام هنا وهناك .

ولصوص المقالات وقاتلي المعاني ومغتالي الإبداع و أنصاف الكتاب . " أخرج من مدينة الإسكندرية حاملاً موج البحر إلى قاهرة المعز بفكرتي البسيطة أشاهد التاريخ ينهار وتكون الكويت محطة أمان مؤقت لكاتب عربي ويكون الأصدقاء هم رجال الكلمة الشرفاء . والبعاد عن الأضواء المزيفة  نعمة!!

 

 

 

الأدب التجريبي

كتاب للكاتب العربى التونسي عز الدين المدني . يعتبر هذا الكتاب رغم كونه مجموعة مقالات إلا أنه إضاءة إبداعية لكاتب يمارس النقد. يقول الكاتب المسرحي القصاص عز الدين المدني عن الأدب التجريبى . " هو أدب باحث ومختبر . هو أدب حركي أيضًا يبحث فى الشكل ويختبر المضمون ويمتحن اللغة ويغوص فى الواقع ويقتبس من كافة الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية أدواته و أشكاله ومضامينه وغاياته لا يقتصر على الشكل . بل يتجاوزه لا يكفي بالمضمون بل يتعداه فهو مشروع لأنه لايريد الوصاية من كل الأنواع و هو عدوان لأنه لا يثبت ولا يستقر لأنه ضراوة وهو واقع .  

 

 

المحطة الثانية

فى حديث تلفزيونى مع الأديب / نجيب محفوظ . سأل المحدث الأديب

- ما الفرق بين نجيب محفوظ وهيمنجواي ؟!

قال نجيب محفوظ :

- هيمنجواى كان مغامرًا وكان يفعل ما يريد فصنع الأدب المعجزة أما أنا فقد عشت حياتي موظفًا نشيطًا أواظب على الوظيفة و أستدعي من ذاكرتي كل ما عشته وكل النماذج التى شاهدتها . هذا هو الفرق بينى وبين هيمنجواي .

 

 

 

11/10/1983

وقفة ثقافية

ســنبــــلـة

وسقطت أصنام الفكر

بقلم : السيد حافظ

الكتابة على حروف النار كي تحمل الشعلة المقدسة وتتقدم نحو الظلام وتضيء. من السهل أن تجري مقابلة صحفية مع أديب مشهور ومن السهل جدًا أن ترحب بك أي صحيفة لنشر هذا الموضوع ودفع أي مبلغ تريده . لأن نجوم الأدب لهم مكانتهم المضيئة فى الساحة حتى و إن أفلسوا فنيًا وفكريًا ونحن من هواة عبادة الأصنام الفكرية .. أتذكر منذ سبع سنوات قررت أن أقدم الجيل القادم . الجيل الرائع من المثقفين والشعراء والأدباء الشبان فذهبت إليهم تجمعني بهم ( رابطة المعاناة – الرؤية – الحلم ) و أذكر أننى عندما أخبرتهم فى رغبتي فى إجراء حوار معهم قالوا لي وهل سينشر ؟ وكيف ستنشره ؟ وهل سيوافق مدير التحرير ؟ وتحملت هذا الموقف كاملاً و أجريت أول حديث صحفي للشاعر " محمد الأسعد " ونشرته فى 5 صفحات فى مجلة ثقافية فى مصر ثم قدمت أول حديث للناقد السينمائي " الفاروق عبد العزيز " ثم القصاص " تيسير نظمي " والشاعر " ماجد الشيخ " والناقد " نوح حزين " والقصاص الروائي " إبراهيم عبد المجيد " والناقد " شفيق العمروسى " والروائي القصاص " براء الخطيب " و أول حديث فى حياة الشاعر " محمد يوسف " زميل العمر والقاص المثقف " فؤاد حجازي " و واجهت عاصفة من المسئولين فى الصحف وحملة ضارية وحتى إن أحدهم قال لي .. كم دفعوا لك ؟ فقلت لقد دفعوا للأمة العربية وعيهم .. إنهم جيلي وهم دمي و هم لحمي .. وهم مستقبلي وهم معي فى خندقي ومعاناتي وعاشوا مأساة أمتنا إنني فخور أنني أجريت معهم أول أحاديث لهم فى حياتهم وسعيد أنني تحملت الكلمات القاسية والتاريخ سيقول عننا أننا جيل لم يطعن بعضه ولم يبيع بعضه و إننا لم نلهث وراء الأصنام الفكرية ولم نأكل لحم بعضنا ، ولم نطعن بعضنا فى الظهور لأننا أبناء قهر واحد .

19/6/1982

فدوى المنصب

فى رواية المرحلة المرة بداية تحتاج إلى النضج

كتب : السيد حافظ

" الفن يبدو عالمًا منفصلاً له حكومته وشرائعه و أسراره الخاصة به حتى ليخيل إلينا أنه ظلام يصعب النفاذ فيه ولكن السر الحقيقى هو لا أسرار فى الفن أو قل إنما هناك الحياة نفسها و أسرارها المركزية "

ألسكندر اليوت

وفن الرواية .. أحد الفنون الصعبة السهلة فهو أشبه بالظلام الذى يصعب السير فيه لأن سر الرواية فى أن تخلق فيها الحياة و أن يصبح سرها مركز الحياة نفسها ووصوله إلى الملتقى ومن هنا فإن كثيرًا من أصحاب الأقلام يقتحمون هذا العالم, البعض يكون على دراية بالحرفية والصناعة ولديه الثقافة والخبرة الحياتية التى تؤهله إلى تقديم عمل متماسك البناء ظاهريًا وشكليًا يفقد أهم شىء فى العمل ألا وهو سر الحياة نفسها .. ومن هنا تكون الأمور صعبة على كل من يقتحم عالم الرواية فى أن يحقق وجوده على الخارطة الثقافية وفى تواجده خانه الروائيين العرب.

عندما بدأت رحلة القراءة فى " المرحلة المرة " وجدت أمامى " رواية قصيرة " وهذا النوع من الروايات إنتشر هذه الأيام فى العالم حيث أن القارىء أصبح يصاب بحالة من الضجر السريع وليس لديه الوقت فى أن يمكث 4 ساعات للقراءة .

" المرحلة المرة " عند بداية القراءة شعرت بأنني أمام عمل مسطح ولكن بعد عدة صفحات بدأت أشعر بأن هناك أنفاس تحمل بعض المشاعر والنوايا الصادقة لقول شىء له أهمية خاصة و أن البطلة لبنانية تتحدث عن مرارة الحرب .. والحرب اللبنانية جعلت الكلمة مشتعلة عند البعض والبعض الآخر إندفع بحماس للكتابة هذا الحماس يقتل أحيانا الفكرة .. لأن الكاتب لابد و أن ينتظر حتى تنضج التجربة فى أعماقه وتتبلور حتى تخرج للناس بشكل فني ناضج غير مشوه وغير ضعيف ودوي المنصب تقطع رحلة هروب فى روايتها القصيرة المرحلة المرة من بيروت إلى أمريكا . أحيانا تجدها متألقة فى موقف جزئي إنسانى تلتقطه بعين فنية و أحيانا تجدها تندفع بين السطور ببعض الكلمات تسقط العمل وتضعفه .. ثم تعود مرة أخرى إلى التألق ومن هنا يكون العمل فى إحتياج إلى إعادة صياغة ربما أو إعادة كتابة .. فمثلاً الدكتور علي البارودي في روايته " حدث فى رحلة خريف " يمضي نصف الرواية فى الطائرة وعلاقته بالمضيفة ومن يجاوره وتاريخه الماضي ولكن كل جزئية فى روايته تتألق بنبض متوهج إبداعيًا ولكن فدوى المنصب فى رحلة الطائرة تتوهج أحيانا وتسقط أحيانا فى عبارات وفقرات وموضوعات ضعيفة فالخط البيانى عند فدوى المنصب لا يسير فى إتجاه تصاعدي حتى تصل بالقارىء إلى تحديد موقف .. أما نهاية الرواية " المرحلة الأخيرة " نهاية ضعيفة .. إقتحمت فيها مجموعة من الفدائيين والقبض على البطلة ودخولها السجن وهروبها من السجن بمساعدتهم كل هذا جاء سريعًا جدًا وكأن الكاتبة . تريد أن تنهي كتابة الرواية بشكل سريع أو كان أحدُ يلهثَ وراءها .

و أعتقد ان فدوى المنصب تحتاج إلى من يقرأ أعمالها ويناقشها قبل النشر وخاصة الذين يحملون وجهات نظر ناضجة فى الإبداء حتى لا تغامر بنشر عمل تحاسب عليه أو يؤخذ عليها بعض نقاط الضعف . ولكن تبقى محاولتها تستحق التشجيع ليس من باب كونها امرأة تقتحم عالم الرواية ولكن من باب أننا يمكن أن نكسب روائية لو قمنا بمناقشتها و إقامة حوار معها حتى تنضج تجربتها خاصة و أن الساحة اللبنانية وما يجري فيها يحتاج إلى أعمال أدبية تؤرخ لهذه الفترة والتى لا يمكن أن تصفها الكلمات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

برقيات عاجلة

إلى الدكتور سليمان الشطي الفنان رئيس تحرير مجلة البيان .. أعتقد أن المجلة نسيت أنها للعرب ومن العرب وليست مجلة إقليمية . وحتى لا تثار فى مقاهي القاهرة الثقافية والدول العربية علامات الإستفهام ..

 

 

 

إلى الشاعر فايق عبد الجليل !

نضجت أشعارك فى نثرك و أصبحت فى حالة تألق .. إن الزمن والثقافة والرؤية الفنية التى لديك ستمكنك فى المستقبل أن تكون علامة بارزة فى الساحة الثقافية فى الوطن العربي .

 

 

 

 

 


 

20 / 6 / 1983

وقفة ثقافية

سنبلة

جسر الثقافة العربية يحتاج إلى التطهير

بقلم : السيد حافظ

المسافة بينى وبين الحزن قريبة والمسافة بينى وبين الفرح لا تبتعد كثيرًا . مدن تنهشها الكلاب ومدن تحكمها العميان والنساء بلا رجال فى الأسرة .

أقفز من شباك المنفى إلى شاطىء العفونة . ترجمني الذئاب ويثرثر الطواش خلفي هكذا المدن العربية . نساء هزمن رجالهن ورجال هزموا فى المعارك السياسية والفكرية ولذلك تجدنا نحن أكثر الشعوب نتحدث عن الجنس وعن الفروسية الغائبة والذكورة المفقودة والمرأة العربية بالطبع مظلومة . ياعيني على الزمن . يا هذه المدن . هذا جواد الحوار أركبيه لأن المدن التى تفقد حرمة الإنصات وقدسية الإستماع تفقد قدرة التعليم والتبصر والإدراك وفى غياب الحوار و إنتشار العنجهية الفكرية والطلاسم الأدبية وتضخم الذات بعيدًا عن التفاعل الحقيقي مع الآخرين تتحول ثقافة الفرد إلى أدب مريض – أو – أدب تافه – أو أدب مجاملات ، أو أدب مزيف لأدب ما غائب .

كل الأمور الثقافية تحتاج إلى مواجهة خاصة بأمور التغيير الإدارى فإذا كان واقع مهترئ فيجب مواجهته فبعض اللجان الخاصة بشئون الفكرية والثقافية فى الوطن العربى تحتاج إلى موبيد تطهير لأن الذين يعيشون داخلها أو يحضرونها هم حشرات ثقافية وفيروس فى جسد الوعي العربي يعمل على تخلف هذا الواقع . وسبب تردي الوضع الثقافي ليس الاستعمار وحده وقبل أن نكافح الاستعمار الثقافى علينا أن نحارب هؤلاء ليس بسبهم وشتمهم ولكن بجلوسهم فى البيت وصرف مرتباتهم شاكرين لهم حسن تخلفهم .

ذات يوم سألنى الدكتور محمد زكى عشماوى وكان عضوًا فى مجلس المسرح الأعلى لمدينة الإسكندرية .

لماذا تصمت فى الاجتماعات قلت له الكل يتحدث ولا ينصت للآخر مع أن الموجودين معظمهم حملة شهادة الدكتوراه قال أنهم موظفون . قلت لست مسئولاً عن تغيير الكون أو اللجنة فأحب الإستماع لعلني أدرك سر تخلف الوضع الثقافي العربي .

 


 

كتب هامة للقراء

الدهس – مجموعة قصصية تأليف تيسير نظمي

من أجل عينيك – ديوان شعر للشاعر ربحي محمود

و إلى اللقاء ..

 

 

 

 


 

11/11/1983

أمسية شعرية في معهد المعلمين               

علي الباز مرة  أخرى في الكويت مع

محمد يوسف وسليمان الفليح وآخرون

الحياة الثقافية في الكويت تعاني من ركود منذ شهر مايو وحتى الآن .. وبادرة معهد المعلمين أو ( معهد التربية للمعلمين ) بادرة طيبة بإقامة أمسية شعرية تضم مجموعة من الأصوات العربية المختلفة .. وفى مقدمتهم الشاعر على الباز

ولست من الشعراء أو نقاد الشعر ولكنني أنظر إليه من الناحية الفكرية وهي زاوية قد تبدو سلبية لكن هذا لن يمنعني من إتخاذ قرار الكتابة ..

و قبل أن أبدأ في التعرض للأمسية الشعرية أحب أن أشير إلى جهود الدكتور حسن محسن ومحاولته الدائمة إلى إثراء الجو الثقافي في الكويت من خلال المعهد .

ولنعد إلى الأمسية الشعرية .

في الحقيقة إنني أتفق مع الدكتور محمد حسن عبد الله حول الخطوط العريضة للندوة أولها :

إن الأمسية إحتوت على جانب كبير من الهموم والأحزان وكل الأشعار عاشت حالة إكتئاب الأمة .. ولم تكن مجرد سرد وصفي لتفاصيل الأسباب و إن تقدم البعض بشكل مباشر إلى تحديد حادثة ما أو كارثة ما . وجاءت قصيدة " علي الباز "الذي قطع مسافات شاسعة من الأرض حتى جاء إلى الكويت بأشعاره التي تجمع عدد ضخم من الشرائح والصور المتحركة الملونة و إن كان صوته لم يساعد في جذب عدد أكبر من المستمعين .

ثم جاءت قصيدة خزنه بورسلي الأولى والثانية لتتحدث عن شخصية سياسية أو وقعة عسكرية محددة فكانت سجلاً وافيًا ودقيقًا وعميقًا عن إنطباعتها .

ثم جاء سليمان الفليح يحمل صوت أفراد العشائر وذاكرة القبائل و أخذت كل الأصوات تملأ حنجرته فضاع التأثير لضياع المفردات من المستمعين .

وفي ختام الأمسية جاء صوت " محمد يوسف "

فجاءت كلماته أشبه برحلة احتراق ورغبة تدعو الناس بكل الإلحاح للحركة والإنتقال من واقع إلى آخر ، كانت قصيدته دعوة صريحة وملحة للفرد أو الجماعة كي يخترق حاجز المسافة بين السؤال والجواب داعيًا الناس لتحمل مشقة السفر ومتاعب الإغتراب وصولاً إلى غاية مباشرة أو تحقيقًا لهدف معين.

وفي قصيدة محمد يوسف الخروج من رؤية المكاشفة الى رؤية التفتح نقتطف هذه الأبيات :

المكاشفات

" مطيع عبدون " يخرج على النص وردة في دمي تطرح الاسئلة

محمد يوسف

إنني أطرح الأسئلة

لا أريد الجواب ، ولكنني أطرح الأسئلة ما الذي يشطر الثورة العربية شطرين:

قسم يدشنه الببغاء

وقسم يسوقه المارق الخزفي بسوق البغاء ؟

والرعية

تسكر بالطنطنات

وبالدندنات

وبالجعجعات

و( خمر ) القضية .. ؟

ما الذي يجهض الأرض والسنبلة ويعلق رأس العواصم في المقصلة ؟

فالأغاني صدى ، والصدى كالشظية

والأماني ردى ، والردى مثقل بالمنية ؟

* * *

لا خيار

( يرجف المرجفون )

إنه الصفر موعدنا ،

أو جحيم التقلب في لغته الإصفرار / تارة يغمزون

و أخرى يعضون – من كمد أصبعين / وثالثة يلمزون

و رابعة يتلوون كالحلزون

يؤاخون بين ملوك الطوائف ..

هل يؤمن الحلزون ؟

* * *

إنني أطرح الاسئلة

لا أريد الجواب ، ولكنني أطرح الأسئلة مدن تشبه الخلق ،

والخلق – من غفلة – يضحكون /

مدن كالنعام

( تدس ) القنابل

ترمي السنابل

بالنار ، ثم تدور على نفسها

قبل أن تتثاءب او ( تدفس ) الرأس

تحت الرغام /

مدن كالحمام

نرفرف

حي تجئ الخيانة كاسحة كي تدشن مذبحة

ثم تلعق من دمها حين تسقط في شبكات الحمام /

مدن تتلوى كأفعي الرخام

تنبت القيد

( لا تعرف الورد )

تزحف بالسم بين الأنام /

مدن تحتفي بالركام /

تختفي بين موتين : نار التقولب ، والإنفصام

تراودني في منامي

وتكذب ، لا مطر ينعش العشب

لا خضرة توقظ القلب

 


 

وقفة ثقافية

سنبلة

سألني أحد المثقفين العرب في الكويت ما هو إنتاج الكاتب الجزائري الطاهر وطار الذى تتحدث عنه كثيراً بإعجاب شديد  وماذا تعرف عنه ؟؟

الطاهر وطار يعتبر من أفضل الروائيين العرب و أغزرهم إنتاجا . صدرت له من قبل :

" الطعنات " " الشهداء يعودون هذا الأسبوع " " دخان من قلبي " مجموعات قصصية ، " الهارب " مسرحية وفي مجال الرواية صدرت له " الزلزال " و" اللاز " و" عرس بغل " روايته الاخيرة . وهناك رواية نشرها مسلسلة في جريدة الشعب اليومية ولم تظهر في كتاب بعد هي " القصر والحوات " .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

16/7/1983

 

وقفة ثقافيـة

ذكــــاء اجتماعـــى

أعداء الوطن العربي الحقيقيون هم أبناؤه المنافقون الذين يطلبون ويزمرون لأي واقعة أو حادثة و هم أكثر خطورة من العدو الإسرائيلي أو القوى الخارجية الآخرى. إن المنافقين يحققون ثراء فاحشًا ويحققون أرباحًا خيالية ومكاسب اجتماعية فوق الوصف ويسقطون سريعًا ويلعن سنسفيل وجودهم في التاريخ وهم دائمًا يقولون " عش اليوم ومت غدًا "

حقًا الكويت فتحت أرضها لكل الخبرات وكل الأقلام ولكن على هذه الأقلام أن تكون صادقة جدًا في تعاملها مع القلم.

لا تنافق. لا تطبل. لا تزمر.. ولا تأخذ موقفًا سلبيًا مما يحدث عليها أن تمارس شرف مهنة القلم.. و أتذكر قول الله سبحانه وتعالى " ن والقلم وما يسطرون" الذي أقسم فيه بالقلم وبدوره.. وما دمت أعيش في هذا البلد. لا أنافقه ولا أخدعه. بل أساهم في بنائه بالقلم . قلت لصديقي الصحفي الكويتي. إن الغد سيحمل الكثير فبعد هذا الجيل. سيأتي جيل آخر يكتب عن الأقلام العربية التي عاشت في الكويت مساهمة في تطويره وسيحذف منها الكثيرين و أتذكر كتاب " خليفة الوقيان " القضية العربية في الشعر الكويتي الذي نقد فيه الكثير من الأقلام التي عاشت في القرون السابقة في الكويت ولم تؤثر فيه و أشاد بالأقلام الإيجابية وفي الجيل القادم سيظهر خليفة الوقيان آخر. ليقيم هذه الفترة التي يرتفع فيها المنافقون بمناصبهم ومرتباتهم وبنفاقهم الكبير. وتاريخ الكويت لن يرحمهم ولن يرحم أحدًا..

كتبت منذ شهرين عن مجموعة قصصية لإحدى الأديبات الخليجيات وفوجئت بعاصفة من الهجوم عليَّ من الزملاء قالوا :

- كيف تكتب عن هذه الأكذوبة؟

- كيف تسمح لقلمك أن يكتب عن هذه المدعية؟

- هل تعرف من يكتب لها؟

- ما الذي يدفعك للكتابة عنها؟

- كم دفعت لك؟

- والحقيقة أنني تابعت إنتاج هذه الكاتبة. بدايتها ساذجة ثم نضجت. كيف نقتل موهبة تنضج بحكم سابق منذ سنوات.

لم أدري أنها مكروهة لهذا الحد..؟ هل هو حقد على موهبة تنضج!! ولم أظن أننا نعاني من المراهقة الفكرية أيها المثقفون، الرحمة بأي موهبة والرحمة بنا !! والأغرب من هذا أن صاحبة المجموعة الأدبية التي كتبت عنها لم يعجبها ما كتبت فقد قالت أنني أهاجمها..

والجميع قالوا أنني أمتدحها.

ومع هذا فالحق لا يعجب أحدًا !!

.................

همسة

- أحبك.

- تعالي.

- أمسحي الحزن عني.

- في هذا اليوم العصيب.

- يقتلونني كل يوم.

- و أنت من نافذة الحلم تنظرين.

- أحبك.

- تعالي.

* * *

 

 

12/7/1982

يجئ النيل بفيضان الحب

يجئ النيل بفيضان الحب والعناد والثورة والشموخ ويغطي كل شئ بالطمي والصبر والسكون الطويل..

هذا النيل المارد علم الفلاح المصري الكثير و أعطاه الفلاح المصري دمه فكان هو والنيل نعم الرفيقين.

صلاح حسين فلاح مصري إستطاع مع رفيقة عمره شهنده أن يكتبا ملحمة المقاومة العصرية.. وهبا نفسيهما للريف المصري فقتل الإقطاع صلاح حسين في منتصف الظهيرة وحملت شهنده جثة زوجها و التف شعراء مصر وكتابها كل عام يحتفلون بذكرى صلاح حسين في كمشيش. ما أخطر ان يكون الفلاح مستنيرًا. لقد ظن الإقطاعيون أنهم قتلوا صلاح حسين ونسوا أن النيل أنجب مليون صلاح حسين وميلون قصيدة ألف شاعر و ألف قصة تنسج تاريخه المشرف.

 

 

8/7/1982

تجرى مراكب الشمس الإبداعية فى دمي

تجرى مراكب الشمس الإبداعية فى دمي.. يتناثر عمري على درب الكلمة الخنجر والكلمة الخبز حلم.. والأيام تتساقط صرعى من شجرة العمر.. ياه كم الصعاليك من رفاق الكلمة أمل دنقل - محمد أبو دومه - براء الخطيب - حسن نشأت - سيد شحم - مجدى نجيب - يتحدثون كثيرًا عن الحلم أن يتحول الفن إلى فعل.. جاءت حرب 73 بعدها.. صارت الكلمة قناع وصار كل منا فى مدينة من مدن الوطن العربي.. نتجرع سمًا بطيئًا هو سم التكرار..

 

 

 

 

في حديث طارئ

قال صديقي المثقف العربي الكويتي أزمة الثقافة في الوطن العربي و أزمة السياسة هي أزمة الإقليمية والطائفية التي يقودها المثقفون القوميون والوطنيون في الساحة بحجة الولاء للوطن بينما هم يمارسون الخيانة مقابل سعر زهيد.

 

 

وقفة ثقافية

كيف تمت هزيمة العرب الفكرية أمام إسرائيل

 

كيف حدثت الهزيمة الفكرية قبل عام 1967؟

و لماذا حدثت الهزيمة الفكرية؟

سؤال يحيرني؟؟

إن الهزيمة الفكرية لم تحدث بسبب أزمة الديمقراطية في مصر فقط ولكن الهزيمة الفكرية حدثت في عام 1967 بسبب مذابح الإبداع التي حدثت في الوطن العربي للمبدعين ولنبدأ بفتح ملف هذه المذابح.

 

 

 

 

 

زمن الحقد

" الحسد " تلك الآفة التي عكرت صفو حيوات الكتاب والشعراء في كل زمان ومكان. وقد صدق من قال " إن الحسد مرض مستوطن في البيئة الأدبية " وهذا النوع من الحسد ليس من النوع المكشوف الذي يفصح صاحبه عن حقده وتمنيه زوال النعمة عن المحسود، وهل يجرؤ أحد على الإعتراف بأنه حسود، بل ذاك النوع المستتر الذي يستحل جميع الوسائل في تهديم شخصية المحسود وسمعته كما يقول الصافـى :

فضلي وإبداعي جوابكم

فتقولوا يا قوم وانتقدوا

إنا تراضينا بقسمتنا

منا الفنون ومنكم الحسد

والإشاعات والتقولات مطلوبة لمحاربة المبدع. يطلقها الخصوم والحساد للحط من مستواه الخلقي في الظاهر مستهدفين موهبة الكاتب والمبدع ويقول الصافي (احمد الصافي النجفي) في هذا المجال :

تناهشني إشاعات ملفقة           فرحـــت مـــزدريًا بالقيـــل والقال

دعهم يقولوا، دع الدنيا           تصدقهم غدًا يكذب فعلي كل قوال

أما الأدعياء.. أدعياء الأدب والثقافة بحكم تخلفهم، فهم مثل فقاقيع وكتابتهم مثل النباح وهم مثل المجانين ومثل الأوبئة لا تستطيع منعهم.

وهناك أيضًا "المتطفلون" على صناعة الأدب والفكر والكتابة.

قال الشاعر أيضًا :

              الأرض رغم حقدكم تدور

                                         والنور غطى نصفها المهجور

 

 

 

وقفة ثقافية

صباح الخير يا عروبة !!

صباح الخير يا عرب..

صباح الخير يا أصحاب التاريخ الحافل..

في مصر أم العروبة عشرة آلاف موهبة (قصاصون - أدباء - شعراء - روائيون) يعانون من أزمة النشر. والأزمة الاقتصادية أثرت على النشر والإعلام بوجه عام..

صباح الفل يا عروبة

الأدباء في مصر يرسلون للصحف العربية والمجلات لنشر أعمالهم فتنتشر دون أن ترسل مكافأة للأديب أو القصاص أو الشاعر (هذا في حالة النشر) أو تتجاهل الرسالة.. أو تظل عدة شهور وسنوات دون نشر..

و إسرائيل تفكر بشكل جيد.. فماذا فعلت؟

لقد قررت إسرائيل حل أزمة النشر في مصر والوطن العربي فقامت مؤخرًا بإرسال شاب عربي يعيش في تل أبيب وصاحب مطبعة ودار نشر بمقابلة الأدباء في مصر وقرر الآتي :

طباعة أي مجموعة قصصية أو روائية أو شعرية في إسرائيل.

تطبع المجموعة باللغات الآتية: العربية - العبرية - الإنجليزية.

تناقش المجموعة أو أي كتاب ينشر في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة و الإسكندرية مع إستضافة كبار النقاد والصحفيين في مصر.

تذاع الندوة في القسم العربي بالإذاعة الأمريكية.

يستضاف الكاتب صاحب الكتاب إلى أمريكا وإلى إسرائيل

يمنح مكافأة محترمة؟!

هذا ليس خبرًا أو مشروعًا ولكنه حقيقة نفذت كان أولها الكاتب نعيم تكلا..

صباح السعادة يا عرب ...

ماذا فعلنا، نحن أقمنا مكتب مقاطعة إسرائيل ولكن لم نفعل شيئًا غير المقاطعة..

الكاتب العربي مسكين؟ إذا قاوم اليوم لن يقاوم غدًا واللجان الخاصة بأمور الثقافة في الوطن العربي كلها لجان كلام في كلام !! فبدلاً من الكلام.. أنقذوا المثقف العربي الذي يعاني..

بانوراما.. كاتب هذه السطور أرسل ذات يوم قصة قصيرة في عام 1970 إلى مجلة عربية جديدة وبالتحديد يناير 1970 – من القاهرة إلى المجلة العربية.. وفي يناير 1980 نشرت القصة في  المجلة في عدد خاص عن القصة مع مقدمة عظيمة ولم ترسل المكافأة حتى الآن !

مجلة ثقافية أخرى - سكرتير تحريرها صديق لي.. أعطيته قصة قرأت بعد شهور ونشرت بعد 8 شهور وصرفت المكافأة بعد عام وكانت عبارة عن (10 دنانير).. مع العلم أن كل شئ في الوطن العربي عظيم ورائع..

صباح الخير يا عرب.. !!

 

 

 

مجلة ابداع

عادت إلى مصر الاقلام المهاجرة

عادت إلى مصر الاقلام المهاجرة.. عادت مصر إلى نفسها عظيمة كعهدنا بها وبجماهيرها التى خرجت رغم كل الاتفاقيات تنادى بسقوط إسرائيل عندما إجتاحت جيوشها لبنان.

عادت مصر الثقافية " بمجلة إبداع ".

مجلة إبداع.. بدلاً من مجلة الجديد التى كان يقدمها الراحل رشاد رشدى ويقدم فيها أكثر من عشرين صورة شخصية له ويقدم تاريخ مصر مشوهًا ويخفى فترة ثورة عبد الناصر.

إختفت  مجلة الجديد بعد أن أصبح توزيعها خمسين نسخة توزع فى دولة مصر التى يبلغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة.

ومن يخدع الجماهير؟

ومن يخدع الفكر؟

ومن يخدع الثقافة؟

ومن يزور الإبداع؟

وعادت مجلة إبداع بالاسماء المهاجرة. د. عبد القادر القط، سليمان فياض، سامي خشبة – بدر الدين أبو غازي – نعمان عاشور، يوسف إدريس، احمد عباس صالح ، عبده جبير، إدوراد الخراط، خيري شلبي، محمد مستجاب، محمد أبو العلا السلاموني، د. صبري حافظ و السعيد الورقى.. يسرى الجندى أهلا بإبداع الشرفاء..

 

 

 

 


 

1983/5/6

رؤية نقدية لكتاب الحب له صور

تأليف / ليلى العثمان

بقلم : السيد حافظ

الكتابة عن ليلى العثمان شىء صعب. ليعذرنا القارىء إذا أحس أننا نسهم فى البحث عن القياس والشاهد والمثل لعملها الأدبى الأخير " الحب له صور " .

ترددت ألف مرة فى الكتابة عن ليلى العثمان ولكننى أمام مجموعتها القصصية الأخيرة " الحب له صور " أكتشفت أن هموم هذه الكاتبة وما يشغلها هو حياة المرأة عامة والخليجية خاصة من خلال التعرض لشرائح من طبقات مختلفة من المجتمع ولا نستطيع أن نحكم على موهبة ليلى العثمان حكما قطعيًا إلا بقراءة جميع الأعمال الأدبية التى أنتجتها والتى لم توضع فى إطار نقدي موضوعي .

الكتابة عن ليلى العثمان شىء صعب.

خوفا من أن يحسب أن الغرض من هذه الكتابة هو أن نعلي من شأنها لماذا ؟ نعلي من شأنها.

 

أولاً : لأن ليلى العثمان لا تنتمي إلى شريحة الطبقة المتوسطة البرجوازية بل  إنها ثرية . لا تحاول أن تتكسب من الأدب أي أن ليلى العثمان لا تتوكأ على الأدب كى تتكسب منه .

ثانيًا : إن ليلى العثمان امراة جريئة تعبر عما تعانيه المرأة العربية بشكل عام والقيود الاجتماعية التى تحاصرها والمرأة الخليجية بشكل خاص ومواجهة التخلف والعجز وحالة فقدان التوازن بين عالم متقدم وعالم متخلف وعجز المرأة عن مواكبة التقدم والسقوط فى حالة الإحباط المتكررة .

ثالثًا : الحكم على إنتاج ليلى العثمان القصصي فى مجموعة " الحب له صور " أمر صعب لأن ليلى العثمان تعيش حالة الإزداوجية فهى تحاول جاهدة التعبير عن رغبة الطبقة المعدومة إلا أنها تنتمي إلى طبقة تستند إلى أصول تاريخية و اجتماعية و أدبية مختلفة تماما ومع ذلك فهي  لا تحاول تعرية طبقتها أمام التاريخ حفاظًا على المهانة ولديها رغبة فى الإدلاء بشهادة و إدانة على عصرها وبالتحديد على طبقاتها حتى تقف فى خانة الأدب الملتزم ....

رابعًا: هل تصنف ليلى العثمان فى خانة الأدب الملتزم .... هل هذا ينبع من حسن النية ؟

هل هو دافع فطري ؟ هل الإلتزام عندها له مقومات فكرية أساسية تريد أن تعي حدود التواصل لإمكانية العطاء. هل هى قريبة من البيئة  للطبقة المعدمة و هى بعيدة عن أسس الفكر البناء لهذه الطبقة

أحيانًا تشعر أن الكاتبة تسير بحركة ليس لها جذور بل تستمد إنتاجها من بريق ووهج لحظي  دون وعي بحركة التاريخ الجدلية .

ولكن يدرك الناقد أثناء تجواله فى أعمال ليلى العثمان إن بعض القصص ناضجة الرؤى ينفذ خط درامي خفي فى بنائها مثل قصة " حاجز النار " " والبعض الآخر " .

وتعتمد ليلى العثمان في بعض القصص أحيانًا على إستخدام أدوات فنون أخرى مثل فن المونتاج المتوازي مثل قصة " لا خبر ... لا " .

و أحيانًا تلتقط جزئية واقعية وترتقي بها إلى عالم الرمز مثل قصة " النعال " .... أما قصة " للحب صوت " فأعتقد أن الكاتبة إستطاعت أن تصل فيها إلى درجة النضج الفني و أن تتألق بعاطفة الأنثى و أن تعري مشاعر المرأة .

ولولا إستخدامها لبعض الكلمات السطحية التى تصنع لغة التنافر فى هذا البناء المعماري و الفكرى المتناسق للقصة لأصبحت قصة عالمية من أروع قصص المجموعة مع قصة " النعال " التى تحمل رمزًا مجردًا يكاد يكون له أكثر من بعد إنساني .

تقدم الأنثى بكل حالتها .... الخيانة .... الشهوة .... الإحباط .... همومها الحسية .... الجنسية .... الاجتماعية .... وعندما تستخدم مزج الرؤية السياسية فى حياة المرأة تستخدمها فى دائرة بسيطة تفتقر إلى أرضية الرؤية السياسية للبنية الاجتماعية ولكنها فى النهاية تحاول جاهدة أن تكون شاهدة و أن تقدم لغاية الإبداع الذاتي المتجدد الذى يكسب خصوصية وتميز ومع مرور الوقت يكسب بالدرجة الاولى الوعي الحضاري التاريخي فى جوهر الإبداع الأدبي .

إننى أشعر أن ليلى العثمان فى هذا الكتاب تتميز بكونها صوتًا أدبيًا نسائيًا فى الخليج العربي يحتاج إلى كثير من الحوار وقليل من التوجيه حتى يكون له الثوابت الأصيلة التى تكفل لها أن تكون قمة شاهقة فى المستقبل بدلاً من الإقتراب من حالة الإمتياز والإرتكاز على محاولة البحث عن الإحالة فى اللغة والفكر فى البناء القصصي .

مرحبًا بإنتاج ليلى العثمان .... على درب الحوار المثمر والعطاءات الأدبية القادمة .

 

 

 

 


 

1983/4/16

سبوت لايت

أغانى الحقول

بقلم : السيد حافظ

تعالى خذيني ... إنقذينى ..

- من أي شىء ؟

- من الجحيم.

" أبصق فى عين الغانية والبخيل والخنزير والمنافق والمغنية الخرساء التى لم تسمعني " .

- أرقص .

" رقصت مع الوطن العربى .. أمضغ لحم الهزيمة المرة والإنتصار المزيف .. أتشدق بالكلمات بين فخذي الصحف الخاوية .. "

- غني

- " غنيت للفقراء "

- تعالى

- تعالي أنت خذينى . كفاك جبنك وكبرياء ففى الحب لا يهم من يسبق منا الآخر .. الرجل أم المرأة .. الحب لا يهمه الكبرياء "

إن موت بدر شاكر السياب فقيرًا بلا عمل بعد كد محصورًا بالتجاهل . وبعد أن أصيب بخيبة أمل فى العمل مات وفى قلبه حب كبير للشاعر الكبير على السبتي  الذى وقف إلى جوار بدر شاكر السياب و كان ضمير الكويت الوطني . إن هجرة غسان كنفاني بعد كد وتعب وبعد أن وجد أن قلمه يحمل حملاً كاذبًا .. مأساة .. وهجرة وسفر صقر الرشود عن الكويت لأبو ظبي مأساة .. وهجرة محفوظ عبد الرحمن أطال الله فى عمره خسارة للكويت ولنا . وهجرة نبيل بدران من الكويت أيضًا خسارة , وهجرة سعد أردش للقاهرة ومحمد روميش وكرم مطاوع .. إن هجرة العقول للبحث عن الخبز وعمل فى مكان آخر مأساة..

إن الكويت بلاد العرب ويجب أن تبقى كذلك إننا نحتاج إلى أكثر من ضمير وطني لحماية هجرة المبدعين العرب من هنا ..

 

 

ضوء خاص

الزميل الكاتب صلاح البابا قدم عملاً إذاعيًا هامًا عن حياة الفنان عوض الدوخي أذيع فى أنحاء محطات الخليج وتقدمه للكتابة عن حياة الفنانة عائشة المرطة والفنان صقر الرشود يعني أن هذا الجهد بطولة فردية تحتاج إلى دعم من أجهزة الإعلام لحماية تراث وحياة فنانينا .. شكرًا لصلاح البابا ويجب على الإذاعة أن تتبنى أعماله . وتقدم له شهادة تقدير لهذا الجهد المشرف ..

الزميل أحمد مطر بقلمه الرشيق وجهده الكبير يتيح لنا بين الحين والحين نفحة عطر وجهده الأسبوعي وقلمه الرشيق يعطينا شهادة على موهبة أدبية كسبتها الصحافة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

9/2/1983

سبوت لايت

أهلاً بمجلة إبداع !!

بقلم : السيد حافظ

كل مثقف قاتل !

كل صحفي قاتل !

 كل مثقف يمارس القتل يوميًا بطريقة غير مباشرة ضد الآخرين !

 المجرم يقتل شخصًا متعمدًا يوفر للجريمة عدة عناصر هى أداة الجريمة والدافع والجثة .

المثقف يقتل كل يوم شخصًا ما بدون أداة جريمة وبدون جثة وبدون دافع ما..

 كل صحفى يمتنع أن يكتب عن قصاص موهوب ويلتزم الصمت قاتل ..

 كل ناقد يمتنع أن يكتب عن شاعر جيد ويمارس الصمت قاتل.

 كل مثقف يجد فرصة أن يقدم كاتبًا مسرحيًا فى فرقة مسرحية أو تلفزيونية قاتل .

 كل مثقف يذم الآخرين من الأدباء ولا ينطق بكلمة صدق قاتل هكذا يقول صديقي اليمني.. " أبو محسن " وعندما إنتهى صديقي من كلامه تذكرت .. كم جريمة إرتكبناها فى حق بعضنا.

 خذ عندك مثالاً بسيطًا .. كل محرري الصفحات الثقافية والفنية فى العالم العربى لم يكتبوا عن يحيى الطاهر عبد الله وهو حي يرزق و كل المثقفين لم يدرسوا إنتاج نجيب سرور إلا بعد موته ..

 أحد الزملاء محرر صحفي وناقد أديب أخذ يصرخ عندما لم يجد أى قلم يتناول إنتاجه الأدبي والسؤال له .. لماذا لم تتناول أنت إنتاج الآخرين مدحًا أو قدحًا أو تقييمًا موضوعيًا ..

 شاعر مثقف يناطح برأسه كل البشر بغرور غير طبيعي .. لم يتناول إنتاجه الشعري أحد سوى ثلاث مقالات عرجاء أخذ يصرخ ويسب كما تدين تدان .. إن المثقفين يقتلون بعضهم بعضًا ولذلك ستكون الكارثة كبرى !

اما الأجيال القادمة سيجدون أمامهم جثثًا أدبية و أدباء معتوهين !

 أهلاً بمجلة إبداع ..

مرحبًا بعودة مصر الثقافية إلى العرب بمجلة إبداع . عاد عبد القادر القط شيخ النقاد مع الكاتب القصاص سليمان فياض .. والناقد سامي خشبة . مجلة إبداع أعادت الروح لمصر .. ها هي الأسماء التى منعت فى عهد السادات تعود للكتابة  ب" عبده جبير " و " خيري شلبي " و " محمد المخرنجي " و إدوراد الخراط ومحمد مستجاب .. والدكتور صبرى حافظ ومحمد أبو العلا السلاموني و أحمد عنتر مصطفى.

 

 

 


 

 

هدية

لو يدرى رجال الشرطة فى العالم العربي بأن الأمية فى الوطن العربي80% تقريبًا أو أكثر . لو يدري رجال الشرطة في الوطن العربي أن الأمية الثقافية فى الوطن العربي 95%.. من المؤكد ستتغير نظرتهم إلى المثقف العربى . لصنعوا لكل مثقف تمثالا .

و أعطوه جواز مرور بلا اختناق روتيني .. وصنعوا له " هوية " تتيح له الإنتقال من هنا وهناك ليتفاعل مع الوطن الكبير لكن ماذا يصنع المثقف وهو يرى وعيه وثقافته تلقى تحت أقدام الروتين .

 عزيزة البسام صورة مشرقة للمرأة المثقفة الكويتية العربية دون إدعاء بالبطولة ودون ضجيج وتستحق وسام تقدير من تلفزيون الكويت أو جامعة الكويت لدورها حتى نعطي لكل من يستحق فى حياتنا لفتة تقدير .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

25/6/1983

[ وقفه ثقافية ]

حينما يموت الأدباء لا يموت الأدب

قصيدة الغزال

التي كتبها سليمان الخليفي .. عمل درامي لم يكتمل .. أو عمل مسرحي شعري لم يتبلور .. تمنيت أن يكمله سليمان الخليفي . أن نراه في أقرب فرصة ..

والخليفي شاعر وقصاص متمكن وغيابه عن المسرح بعد تجربة واحدة يعني خسارة فنحن نحتاج إليه بدلاً من غياب أي موهبة صادقة وحقيقية . في قصيدة سليمان الخليفى الغزال شعرت به ككاتب متميز للمسرح الشعري يستطيع بقليل من الصبر والروية أن يقدم لنا عملاً كبيرًا .

يحيى الطاهر عبد الله

نحن أمة غريبة .. عجيبة والله العظيم .

نتحذلق بالكلمات ونتشدق بالمبادئ .

الضمير الأدبي غائب . في غياب ضمير الأمة المثقفون يدعون الولاء والإخلاص لقضايا أمتهم الوطنية ويمارسون سادية الفكر مع أنفسهم .

في عام 1968 . زرت القاهرة مهاجرًا من الإسكندرية إلى العاصمة الحلم .

وهناك تعرفت على كل " الحرافيش " و" الصعاليك " في مجال الأدب والفكر . وسمعتهم في "ريش " و " إيزئفيتش " يضحكون ويسخرون من شاب صعيدي يكتب القصة القصيرة ويحفظها عن ظهر قلب و أحيانًا يرتجلها ( كما يفعل الرواة الشعبيون ) وهو يدعى أنه ابن عم عبد الرحمن الأبنودي و اسمه يحيى الطاهر عبد الله .. كان عصبيًا .. حادًا جادًا .. غاضبًا من كل شئ .. متحررًا حتى على نفسه وكانوا يلتفون حوله يسألونه : لماذا لا تقرأ لنا قصة ويضحك أحدهم لماذا لا تسمعنا قصة .. عندما يسمع اسم قصة قصيرة .. يتوه أمام كلمة سحرية تفتح له أسرار الكون ( ويبدأون هم في الغمز واللمز ) وينفجر كالينبوع بكلمات القصة مسترسلاً كنهر النيل .

في عام 1969 سافرنا إلى مؤتمر الأدباء الشباب الأول بالزقازيق .. وكان يحيى الطاهر عبد الله موجودًا بتمرده وغضبه وفنه وحبه البسيط للأرض والناس .

كان فقيرًا في ملابسه وشكله .. كان متفرغًا لكتابة القصة القصيره دون الإعتماد على أي مورد آخر للرزق غير الكتابة وكتابة القصة القصيرة فقط ، عاش يحيى الطاهر عبد الله للقصة ومن القصة وبالقصة .

وحارب في دور النشر المختلفة كي ينشر قصة قصيرة وعاش حياة عائلية مضطربة وهاجم الجميع وكان يرى أنه القصاص الأول والأخير في الساحة ,, مات يحيى الطاهر عبد الله فجأة في حادث سيارة ، مات فقيرًا ، معدمًا .. يسكن في غرفة متواضعة للغاية رديئة للنهاية مع زوجته و إبنته على الأسطح في إحدى العمارات الكبيرة ..

لقد رفض يوسف إدريس ويوسف السباعي ونجيب محفوظ والصحفيون الأدباء مساعدته .. لقد كان ضحية  حقد الأعمى من أنصاف المواهب الذين رفضوا تعيينه في أي صحيفة أو الكتابة عنه .

وبعد موته كانت صورته تتصدر غلاف مجلة صباح الخير ( لو حدث هذا أثناء حياته لحدث زلزال في مصر والوطن العربي و أتهموا بالعماله والخيانة وسألوا مئات الاسئلة .. لماذا صدرت صورته على غلاف مجلة )

بعد موت يحيى الطاهر عبد الله اهتزت ضمائر الأدباء وكتبوا عنه الدراسات المطلوبه بدءًا من جريدة العلم في المغرب .

هذه النخوة والشهامة ويقظة الضمير الأدبي لماذا لم تحدث إلا بعد وفاته ؟؟

لقد أسموه " تشيكوف " القصة القصيرة في الوطن العربي .. أي أمة نحن ؟

المثقفون سبب تزوير التاريخ وكل من أصيب بعقده . أو رسب في مشروع ثقافي أو فشل في كتابة قصة او مسرحية مارس السادية الفكرية على المبدعين ثم كتب عنهم بعد وفاتهم حتى يكمل صورة الضلال والزيف أمام التاريخ . فهل سيحاكمنا التاريخ أم أنه أكذوبة !

28/10/1983

وقفة ثقافية

سنبلة

رصاصة طائشة

بقلم السيد حافظ

أحدهم كتب مقالاً ضدك .. لماذا لا ترد عليه ؟  هكذا قال .

قلت له :

أحدهم هذا مين .. فى خندقي .. يحمل روح الوعي و أسطورة التفتح وقلادة المستقبل ورؤية الشمول ويسير مع حركة التاريخ.

ولذلك فهو منى .. و إن هاجمت نفسك فهذا خطأ .. و أنا وهو ضد الآخرين الذين يملأون الصحف بالضلال وينشرون الأفكار الفاسدة والرؤية المسممة .. أنا وهو ضدنا ألف خندق آخر .. و ألف عدو آخر .. وحربنا ضدهم لها ألف معركة .

قال :

- إنه يهاجمك أنت وكأنه منهم ؟

قلت :

- إنه يسير ضد نفسه أو يلعن نفسه أو يحارب زملاء الخندق ويحارب أصدقاء المحنة ويحارب موقفة لأنني جزء من هذا الموقف .. سواء كان واعيًا بهذا أو لم يكن .

إن الرصاصة التى أطلقها أحدهم أعتبرها طائشة من سلاح (قلم) أحد الزملاء فى لحظة إنتحار تاريخى أو لحظة عدمية كثيرًا ماتمر على أصحاب الفكر الاجتماعى .


 

 

يقول الشاعر

يهزمنا التاريخ على بابه

تحضنا المدن العمياء

و إحنا فرسان الجيل الآتى

و فرسان هذا الزمان

وآه يا حبيبتى

آه يا مدينتى

من زمن عميان

لا يبصر بقلبه ولابعينه

والقلب لو مات

يا عينى على الفارس من الاندال

يا عينى عليه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

16/11/1983

وقفة ثقافية

سنبلة

الوحدة العربية قادمة من الأرجنتين

بقلم : السيد حافظ

الحمد لله أن مصر إتفقت مع الأرجنتين لتهجير خمسة ملايين فلاح مصري اليها لتعمير الأراضى الزراعية والحصول على الجنسية . والحمد لله أن الدول العربية الثرية إتفقت مع الدول الآسيوية لتهجير خمسة ملايين عامل آسيوى إليها . وهكذا حققت الدول العربية ما كانت تسعى إليه دائمًا

أولاً : تطبيق الشريعة الاسلامية

ثانيًا : قيام الوحدة العريية

ثالثًا : مواجهة العدو الصهيوني بخمسة ملايين مواطن آسيوى يعملون لدينا

رابعًا : حماية القيم الإسلامية والحضارية والتاريخية بدخول هذه 

        الجنسيات التى لا تعرف جيدًا أموالنا الصعبة

خامسًا : أم الخمسة ملايين فلاح مصري عربي الذين سيعيشون

فى الأرجنتين ويحملون الجنسيتين المصرية والأرجنتينية وسيعاملون معاملة حسنة . سيحققون ما عجزت عنه الأرجنتين .

أولاً : الدفاع عن جزر فوكلاند التى عجز الأرجنتين فى الدفاع عنها

ثانيًا : نقل حضارتنا للأرجنتين .

 


 

يقول الشاعر زكى عمر

رسيني يا حبيبتي

أنا بالي مش طويل

في البحر أنت سفينتي

عالبر أنت الدليل

دليني عالسكايك

واحمينى م المهالك

يا عيني آه ياليلك

حمل الفراق تقيل

والعشق لو كذلك

الصبر مش جميل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقفة ثقافية

روجيه جارودي مفكر فرنسي يعتنق الإسلام

ويتصدى للصهيونية

روجيه جارودي مفكر فرنسي معاصر و أحد أبناء الحضارة العربية كما يعلن هو دائمًا في كل مناسبة عن نفسه .. رغم ذلك لمجده يقول في كتابه " حوار الحضارات " ..

 " إن الحضارة الغربية ليست هي الحضارة الوحيدة التي يجب أن يكون لها السيادة في العالم ".

ويرجع روجيه هذه النظرة لواقع التعامل بين حضارته والحضارات الإنسانية الأخرى حيث يقول في نفس الكتاب .

- " إن الحضارة الغربية تتعامل مع الشعوب الأخرى بطريقة سادية وعنصرية فتتعالى عليها وتحقر من شأنها " وعندما يتحدث عن تاريخ الإنسانية يؤكد أن هناك حضارات أخرى عديدة مثل حضارة جنوب شرق آسيا والحضارة المصرية القديمة بجانب الفارسية والبابلية والحضارة الإسلامية هي صانعة الإنسان المعاصر .. وهي بداية الحضارة العربية المعاصرة .

هذه الأراء خلقت نوعًا من التناقض بين روجيه جارودي الكاثوليكي وبين الماركسيين الفرنسيين مما جعله يأخذ مواقف استقلالية عن تيار اليسار الفرنسي .

 وعند تعمق جارودي في الحضارة الإسلامية أعتنق الاسلام و إعتبره نهاية رحلته الطويلة في التخبط بين الفكر الإنساني المتناقض .. ويدعو كل المفكرين ان يعبروا عن طموحات الأفكار الإسلامية .. حيث قدرة الإسلام على إحتضان جميع التيارات والعقائد المختلفة وصبه في قالب إنساني واحد .

من هنا نجد موقف جارودي في مواجهة الإدعاءات الصهيونية في عصر نجد فيه الكثير من المسلمين الذين شغلوا أنفسهم بأفكار أخرى إبتعدت بهم عن إبداء رأيهم بصراحة فيما تفعله الصهيونية من جرائم ضد العرب والفلسطينيين لن يغفلها ولن يغفرها لهم ضمير الإنسان المتحضر .

11/5/1982

الليل الرحم ومحمد روميش في ابداعات جديدة

ما يفعله كل إنسان ، في كل لحظة .. إنما يفعله عن إختيار قد يكون الإختيار قاسيًا ، قد يكون إختيارًا من بين الأهوال أو النعم ، مهما يكن فإنه إختياره ، والعكس مع الفنان فإن قدره فنه ، ومحمد روميش فنان . والفنان يعلم أن قدر الإنسان هو أن يكون حرًا ، وليعذرني فنان القصة القصيرة محمد روميش أنني لم أقرأ له مجموعته " الليل الرحم " إلى الآن ربما منعتني مشاغل الحياة اليومية عن التعرف على هذه المجموعة التي صدرت عام 1972 عن سلسلة أدب الجماهير .

والليل الرحم مجموعة قصصية عبارة عن قطعة من الحياة كل صورة فيها بسيطة وعظيمة ترينا شيئًا نبصره بالعين مع شئ ندركه بالبصيرة ، أي أنها تجمع بين البصر والبصيرة ، الفنان بغير البصيرة الغنية بالخيال إنما يرسم سطوحًا قد تكون صورة بارعة ، سليمة من خطأ بأرفع المدح ولكنها تبقى رسومًا سطحية .

أما محمد روميش فإنما يأتي بأبسط الصور للإنسان العادي الريفي ، المطحون فتشعر به أنه إنسان عظيم .. فارس أمام مواجهة التخلف والضغوط الاجتماعية يملك روح باسلة حزينة رغم الجرح الخفي الكامن المتوارث داخله من بناء الأهرام حتى الآن فإنه يواجه الحياة بدرع الابتسامة كما فعل عواد عندما عاد للقرية ، وعندما وقفت ست ابوها أمام  المجتمع شامخة ، في قصة النشيد من الأفق الغربي ، وعندما وقف عم منصور مع إبنه سلامة أمام الشيخ   قزماوي .. والسيد أبو دراع في الشيخ " الليل الرحم "

إن مجموعة الليل الرحم تدعونا أن نقف أمام كاتبها كفارس من فرسان القصة القصيرة .. قدم شهادة راقية وعملاً فنيًا له رؤية الفنان رسم كاتبها الشخصيات بدقة ونحت في ذكر كل منا معالم هذا العالم الذي يراه دون مبالغة .

محمد روميش .. فنان القصة القصيرة من الفنانين الذين يجب أن ننقب في أصقاع الفن الخفية في أعمالهم .

فخريطة القصة القصيرة في الوطن العربي نسيت الكثيرين وساهمت الصفحات الثقافية في إنصاف المواهب والأقلام في ضياع الحقيقة حتي أننا لا نعرف إلا المشاهير الذين تغمرهم الشهرة.

 


 

12/7/1982

أبو المعاطي أبو النجا في مجموعته (مهمة غير عادية)

أحيانًا اقرأ مجموعة قصصية وبعد الإنتهاء منها .. لا اتذكر اي قصة فيها .. وعندئذ انسى ما حدث من تلك الجريمة التي امضيت فيها بعض الوقت .. بعد أن فرغت من قراءة مجموعة الكاتب الكبير أبو المعاطي أبو النجا أدركت أن الخريطة الثقافية في مصر يجب أن تتغير .. نعم إن التماثيل التي بنيت ووضعت أمامنا فترة طويلة وصكوك الإعتراف بالكاتب وتبادل الإعترافات المزيفة بين كبار النقاد والكبار الكتاب قد أدت إلى وجود خريطة أصبحت عتيقة .

نعم أبو المعاطي أبو النجا يستحق أن يكون في مقدمة كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي .. و أن يكون في مكان الصدارة في جريدة الأهرام حيث يقوم بعض الكتاب الذين ساهموا بفنهم في القصة القصيرة بدور هام ولكنهم أفلسوا و إتخذوا مكان الفلاسفة والمنظرين ..

مجموعة مهمة غير عادية تبدأ بهذه القصة التي تحمل العنوان الرئيسي وتتعرض لحياة شخص يحمل عمله نادرة وهنا العملة قد تكون رمزًا للقيمة التي يحملها الإنسان ويطمح إليها وعندما يحصل عليها أنه يكتشف أن العالم قد أصبح له إيقاع آخر .. إن الإنسان عندما يحصل على المال يفقد ذاته ويفقد قدراته في ظروف عالم آخر وتصبح عملته مزيفة وقائلة .. بناء القصة متماسك فنيًا وفكريًا ومعمارية اللغة فيه قوية أشبه بنحات فنان يمارس النحت في العمارة والمادة التي أمامه ثرية فخرجت من ثوب قوي متماسك البناء .

أما قصة أصوات في الليل ...

هذا الرجل الغريب عن الديار يأتي قادمًا بحثًا عن الأمان .. يقتحم عالمه شبه الآمن أو الآمن أمنًا مزيفًا " صوتًا " هذا الصوت قد يكون ماديًا قادمًا من الخارج أو صوتًا داخليًا .. هذا المزج بين العالمين .. عالم خارجي به كل أنواع القهر والقمع والعالم الداخلي زنزانة يسجن فيها تلك المشاعر التي أشبه ببركان يغلي . عالم غامض مركب فيه تختفي كل الجزئيات والعموميات وتطاردنا في بعض لحظات وكأن الإنسان فريسة عالمين وقد يصرخ بصوت عال وقد يصرخ في أعماقه .

و إن كل حقيقة ليست حلمًا

و كل حلم ليس حقيقة

و قد تكون الحقيقة حلمًا

و قد يكون الحلم حقيقة .

أما قصة – حرصًا على سلامة النزلاء

فيقدم أبو المعاطي أبو النجا بطريقة المونتاج المتوازي عالمين من الحياة داخل الفندق ويفسح المجال أمام القارئ كي يكون مخرجًا وممثلاً ومعايشًا هذا العالم الذي تحدث فيه الجريمة وكأنها جزء من دورة الحياة اليومية .

أما قصة ناني والقطة السوداء

هذه القصة تكون عالمية وعبقرية في تفجير موقف صغير إنساني الى الصعود به ليكون حالة إنسانية نادرة ويتصاعد الموقف الإنساني ليصبح رمزًا سياسيًا ويمتزج برؤية فنية بحساسية شديدة تجعل من العمل القصصي أشبه بالعمل الفني الشامخ الذي كلما حاولت الوصول إليه كلما شعرت بأنه أعلى من هامة الفكر التي في رأسك .

أما قصة العصافير .. فهي قصة تطرح قضية مفهوم الحرية من زوايا كثيرة .. زاوية العرف الاجتماعي في عالم الثالث .. وضع الأجيال القادمة .. تركيبة المجتمع في العالم الثالث كل هذا دون أن يلجأ إلى إستخدام الأسلوب المباشر في مواجهة الطرح وهنا يكون العمل الفني والاهتمام بالشكل الفني ناضجًا وعلى إستعداد لأن يحتوي القضية الاجتماعية ويحللها دون أن يتنازل عن قضية " الفن ".

أما قصة عندما بكى سيدنا الخضر

تتعرض هذه القصة إلى طرح قضية التغير الاجتماعي .. هل يتم عن طريق قيام نظام جديد يحل محل القديم ويقوم بتغيير جذري ثوري في المجتمع أم الجانب الإصلاحي وهذا الذي ينادي به " الراديكاليون " والقصة تأخذ شكلاً دراميًا قويًا في إعطاء القارئ مدخلاً فانتازي ثم يتحول إلى شكل واقعي ثم يعود يمزج بين الواقعية والفانتازية في نهاية القصة وكأنه طبيب جراح ماهر يستطيع أن يقوم بدور هام في جسد المريض وهو المجتمع الذي بالطبع ينتهي إليه القارئ لهذه المجموعة .

 


 

قصة التعب

أي روعة يملكها هذا الكاتب المبدع أبو المعاطي أبو النجا عندما يلتقط حدثًا بسيطًا وينفذ من خلاله إلى وجدانك وضميرك وقلبك وعقلك .. كلمة يرددها مئات الناس بل ملايين الناس كل يوم وكل ساعة " أنا تعبان " هذه الكلمة تُفجر عملاً فنيًا له أرضيته الحادة الناقدة للجذور في أعماق النفس البشرية .

لماذا نتعب ولماذا نخسر أنفسنا كل يوم من تكرار السلوك  المهان .. هذه القصة رغم بساطتها تؤكد على وجود كاتب كبير يستطيع أن يلمح كل شئ ويعيد صياغته بترتيب وتشريح عالمنا الذي نعيش فيه .

أما قصة هذه المرأة

فهي قصة بسيطة معقدة تشرح علاقة الانسان بالزمن وتتعقد المسافة فيها بين الأزمنة حتى إن الفرد يشعر أمامها بأنها تتنازع زمن خاص بالبطل الأستاذ حافظ عبد السلام وزمن خاص بتلميذته ليلي وزمن يحاول الإثنان الوصول إليه ولكن في أثناء هذا تتصادم الأزمنة وينهار التاريخ الشخصي أمام الإنسان .

لا أستطيع في النهاية إلا أن أقدم هذه المجموعة القصصية إلى الجهات الثقافية من الوطن العربي كي تمنحها التقرير الأدبي والمعنوي اللازم لأن كاتبها بذلك قد عبر مجرى الخريطة الثقافية في مصر ويضع نفسه بثقة متناهية وبإستعلاء فني في مقدمة كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي و أنا لا أبالغ في هذا بالنسبة لكاتب لم ينل حقه في عصر ينال فيه البعض أكثر ما يستحقون .

فهل نستطيع أن نكرم كاتبًا كبيرًا مثل أبو المعاطي أبو النجا .

 

 

 

 

 

 

1983/1/27

سبوت لايت

أشرطة الفيديو

بقلم : السيد حافظ

أمير إسكندر الناقد المسرحي الأول تحول إلى كاتب سياسي ..

سامى خشبة ناقد مسرحي محترم تحول إلى كاتب سياسي ..

غالي شكرى ناقد أدبى مميز تحول إلى كاتب سياسي ..

غالب هلسا ناقد أدبي ليس له نظير تحول الى كاتب سياسي ..

و آخرون .. و آخرون .. لا أدرى هل السبب فى التحول هو الموقف العام من القضية السياسية الراهنة أم أن الكاتب والناقد الأدبى مرتبه فى أي جريدة أو مجلة لا يساعده على الحياة .. والمطلوب أن يتحول إلى كاتب سياسي نعني أن البعض تحول للكتابة السياسية وترك خندق الإبداع والأدب ودوره الحقيقي إلى خندق آخر وموقع آخر ..

وبعد أن توقف هيكل عن الكتابة فى الاهرام ظهر أكثر من مائة كاتب سياسي كلهم ما شاء الله مشهورون ومعروفون فى شبرة الخضار لأن بائعي الخضروات يلفون بالجرائد والمقالات الطماطم والفاصوليا وبالطبع إن كل عصر وكل زمن لابد و أن تجد فيه بعض الصحفيين المشاهير .. والغالبية تجدهم فى طاحونة الحياة اليومية مشغولين فى تعبئة الصحيفة ومتابعة الخبر وتحليله وتغطية الاحداث.

جعلتنى الظروف أقابل بعض الصحفيين فى أوروبا كلما قابلت شخصًا قال لي إنه كاتب سياسي و أشعل سيجارًا وشرب القهوة (التركية) السادة و أكل الكافيار وذكر لي اسم مجلة أو صحيفة تصدر فى أوروبا أعتقد أن توزيعها لا يتعدى عشرين قارئًا . لكن هؤلاء يظنون أن الدنيا تهتز بسبب مقالاتهم ثم يذكرون اسم القادة العرب و وزراء الخارجية وكأنهم يلعبون معهم الطاولة كل مساء .. لا أدرى .. إننى مع محمود السعدنى فى رأيه .. بعد موت السادات على كل دولة أن تأخذ حجمها الطبيعي .. وكل صحيفة أيضا .. وبالتالى كل صحفي .. لأن الزمن قلب كل الموازين فجعل على فجلة يتساوى مع أحمد بهاء الدين وصحيفة "الهوى هوايا" تتساوى مع صحيفة الأهرام ونتمنى أن لا تتساوى الأشياء حتى لا نفسد المعاني الجميلة فى حياتنا.

 

 

 


 

15/1/1983                                      

سبوت لايت

رجال من الرف العالي

عنوان المجموعة القصصية التي خرجت من بين أصابع الدكتور سليمان الشطي .. في زمن الكتابة فيه ألم و إعتصار .. ومئات المقالات والكتابات هنا وهناك أشبه بالجثة الهامدة ..

أتي سليمان الشطي بإستعلاء الفنان الذي يتحسس بالحرف النار والخوف من الإختيار وكأنه نحات يلتقط بالأزميل قطع الأحجار كي يضع تمثاله فوق قمة جبال شامخة بجنون .. كان سليمان الشطي كالمثال الذي يتلقط الحديد المنصهر كي يصب بالحديد مجموعة " رجال من الرف العالي "

جاءت من قصاص .. عندما توقف عن الإبداع و إنشغل بالدراسة قيل عنه أنه أفلس فنيًا .. ولكنه كان يختزن و أتًهم بأن إبداعه طارئ والحقيقة أنه كان يترسخ مع موهبته في أصالة نادرة .. و أتهم بأنه قد طحن في ممارسات اليوم المهزوم والحقيقة أنه كان يمتطي صهوة جواد الكلمة حتى يتخطى ذاته ويتفرد بشوقه نحو الجديد وكان سليمان الشطي في تلك الفترة يتعرف على كل ما هو حديث حتى يتمكن من عالمه وحتى عالمه القصصي مثل أي قصاص متميز في الساحة العربية .

ومثلما كان محمد علي الشويهدي في ليبيا وعز الدين المدني في تونس ويحيى الطاهر عبد الله في مصر وبن هدوقة في الجزائر و إلياس فركوح في الأردن و أمجد توفيق في العراق ورشاد أبو شاور في فلسطين و آخرين ... كان سليمان الشطي فارسًا دون إدعاء .


 

إضاءة 77

هي محاولة تعزف على أوتار العصر ... مجلة الشباب الجديد في مصر تنطلق الكلمة من بين يديه كالمهرة يفجر بإخلاص السؤال البريء و إن لم تتضح هويته السياسية بعد ولم تكتمل معايير رؤيته الاجتماعية فالقصائد محشوة بالعبارات التي تصيبك بالدهشة كالرعد أو البرق .... وينسي الشعراء أن الرموز ظلام يحجب الضوء عن الجماهير التي تحتاج إلى الوضوح تحتاج إلى أن تتنفس بالضوء .

 

مجلة إضاءة 77

صوت جديد يحتاج إلى " هوية "

قدمت مجموعة قصائد إبداعية لمحرريها وقصائد مترجمة ... اخترت لك عزيزي القارئ هذا المقطع من قصائد

( اليرمونتوف ) .

وحيد أنا

وقاس قدري

على الجدران الصخرية العارية

ومن مصباح ملطخ بالدخان

يتساقط شعاع غامض وحزين .

بينما يتمشى الحارس ... خلف الباب دون ملامح

وخطواته المنتظمة

التي لا تمنح الراحة والدفء

ترجع الصدى في صمت .

 

 

 

قراءة في مجموعة محمد صفوت في مدرسة البنات

الكاتب .. ظل طوال الوقت يبحث عن هوية !!

لا أظن أن القصة القصيرة هي العالم البسيط السطحي و لكنني أعتقد أن القصة القصيرة هي العالم المكثف الذييحتويه الكاتب برؤية ثاقبة حتى يبلور موقفًا و يدين العالم أو يكتشفه لنا و يصرخ بأعلى صوت في أرواحنا ها هي الدنيا الجديدة ياسادة أو عليكم أن تغيروا هذا العالم إلى الأفضل. محمد صفوت اسم جديد و صاحب مجموعة قصصية تحمل اسم « في مدرسة البنات » المجموعة تحمل عشر قصص و لقد حاولت و أنا أتعرف على هذه المجموعة أن أحدد موقفي من الكاتب .

○هل هو مبدع ؟

○هل هو مجتهد ؟

○ هل إكتشف محمد صفوت هوية خاصة للقصة القصيرة ؟؟

نعم كنت في حيرة و أنا اقرأ .. أن التركيبة الاجتماعية للشخصيات غير محددة و الصراع يختفي.

و يحرص الكاتب على إحداث صدمة للقارئ و يهيئ القارئ لها مما يضعف بناء العمل ..إن معمارية القصة القصيرة صنعها كتاب القصة الكبار مثل "دستوفسكي" و "جوركي" و "تشيكوف" في الاتحاد السوفييتي و "هيمنجواي" في أمريكا و ھ . ج ويلز في إنجلترا و تشارلز ديكنز أيضاً.

 وفي وطننا العربي نجح كتاب في وضع هويتهم و قرائتهم و ثقافتهم برؤية مميزة فكان في مصر أبو المعاطي أبو النجا و يوسف إدريس و إبراهيم إسلام و فؤاد حجازي و في سوريا حيدر حيدر و حنا منيا .

و في العراق أحمد خضير و أحمد خلف و أمجد توفيق و في الكويت سليمان الشطي و سليمان الخليفي و الحقيقة أن لكل كاتب قاموسة و لغته و إكتشافاته فأنت تشتم من القصة رائحة الصدق و الأصالة في التناول انني عندما حاولت أن أبحث في محاولة محمد صفوت عن رؤيته وجدت لديه "الحس" .. الحس بالموقف القصصي و هذه نقطة تحسب له و لكن لا يستطيع أن يكمل دائرة عالم القصة القصيرة و من هنا تكون أدواته الفنية ناقصة و هذا النقص لا يكتمل إلا بالحوار الصادق و التوجيه الواضح الجاد بلا مجادلة ..

فالفن يجب أن يكون بجوار لغة الأدب .. إن الأرض العربية في كل يوم تقدم كاتبًا و قصاصًا . و لا يهم هذا الكم .

المهم الكاتب المتميز و لا يهم أن تكون القصة لغتها سليمة المهم أن تكون ناجحة لا يهم أن يكون النجاح اللغوي في أن الفاعل مرفوع و المفعول به منصوب الأهم هو لغة الأدب و لغة الفن في بناء القصة .. إن بلزاك لم يجد في يوم من الأيام قواعد النحو و الإملاء و لكن هذا لم يمنعه من أن يكون كاتبًا عظيمًا و آلاف آلاف من مدرسين اللغة العربية في المدارس العربية .. نادرًا ما يكون منهم أديبًا أو قصاصًا ..

○ أعود فأقول إننا أمام كاتب يملك "الحس" و طموح الفنان و لكنه لم يدخل الدائرة الأدبية بشهادة ميلاد تمنحه الهوية بأنه يملك شرف المحاولة وقد يكون في المستقبل له هوية و ليعذرني الزميل إن درب القصة صعب وطويل وشاق!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

31 / 1 / 1983

سبوت لايت

الكبار والصغار

وصلتني رسالة من الأستاذ الأديب نجيب محفوظ تفيض عذوبة وصدقًا وحبًا و إخلاصًا يعتذر فيها عن عدم تمكنه من لقائي في القاهرة .... لاجراء مقابلة صحفية وفي نفس الوقت وصلتني رسالة من أديب شاب هو سعيد سالم .

يتحدث فيها بلهجة غريبة إنه ليس في احتياج للأحاديث ولا للنشر ظننت في أول الأمر إن هناك إختلافًا في الأسماء والمواقع وتأكدت من ظرف الرسائل فاكتشفت أنني أمام رسالة نجيب محفوظ الكاتب الكبير الكاتب الشاب لكل العصور يحتاج للحوار مع الآخرين لذلك ظل على قمة الشهرة أما الكاتب الشاب ظن أنه اصبح نجمًا ووصل إلى القمة بعد أن كتب عنه يوسف إدريس ونشرت عنه الأهرام .... إن الوصول للقمة سهل ولكن البقاء عليها صعب !!!

 

برقيات

 

○ اجتهادات

○ إلى الدكتورة نورية الرومي : اجتهادك في البحث والمناقشة والحوار الجيد. يجعلك من العناصر التي نتمنى لها الاستمرار على هذا الدرب حتى يكون لدينا النقاد الأكاديميون الذين يرحمونا من كل من هب ودب في عالم النقد !!

○ إلى الزميل سعيد فرحات : مقالاتك ورؤيتك حول مستقبل الثقافة في الثمانينات بداية لحوار رائع يمكن أن يفجر الكثير من القضايا الجادة في الساحة ! وشكرًا لبداية الحوار ..

○ شكرًا لكل من أهدى مكتبة السياسة إبداعه ونعد السادة الأدباء والشعراء بتناول إنتاجهم :

- خلاخيل الفيروز شعر محمد الفايز .

- الحب له صور ليلى العثمان .

- تغريبة الفرفور شعر محمد يوسف .

- الشرخ .. قصص محمد مسعود العجمي .

همس

○ الذي يتقدم نحو القمة لا يعبأ بالحجارة... بالسب . بالإشاعة التي تحاصره، المهم إن الذي يتقدم لا يلتفت للوراء ولا يهتم بكيفية الخطوات.


 

16 / 3 / 1983

سبوت لايت

كم يساوي عمر المثقف ؟

هل يعد عمر المثقف بالأيام و الشهور و السنين . أم يعد عمر المثقف بالكتب التي قرأها . أو بالمقالات و الإتناج الإبداعي الذي أبدعه أو أنتجه ؟ إن عمر المثقف يقاس في بعض الدول بما يعيشه هذا المثقف في تفاعلات اجتماعية و ما تؤدي به هذه التفاعلات و التي قد تؤدي إلى السجن أو إلى التشرد أو إلى الجنون .

فالبعض كما شاهدتهم دخل السجن لما حمله من مواقف و البعض قد دخل مستشفى الأمراض العقلية . ليس غريبًا أن أجد يوسف إدريس يذهب إلى المصحة العقلية بقدميه أو أن يحاول الإنتحار تاركًا خلفه رسالة تنعي الديمقراطية (إبان حكم السادات) قد أرى البعض يهاجر مثل غالي شكري و أمير إسكندر و محمود أمين العالم و ... و ... و ... قد أرى البعض يحاول التكيف مع الوضع الثقافي القائم مثل صلاح جاهين فيصاب بالإنهيارات المستمرة .

من من الذين حملوا القلم بشرف و لم يدفع الثمن ؟ هل نظل نجلس على مقاعدنا الوثيرة نغني "العالم برئ" العالم عظيم .... العالم هائل و كل شئ من حولنا يحترق و لا نجد الأمان .

من هو المثقف ؟

هل هو كل من أمسك بالقلم و كتب أي كلام ؟

و صار عالمًا و فاهمًا و أديبًا ، أو ناقدًا و محللاً سياسيًا . إن صديق السلطة في بلد ما قد يصبح صديق السلطة في كل البلاد . و هل يستطيع الإنسان أن يتوائم مع الظروف و الأوضاع القائمة مهمًا كانت الأوضاع .

 

 

8 / 5 / 1983

سبوت لايت

الكاتب التجريبي المغامر

نحن للأسف نفقد الإحساس بالعروبة تدريجيًا

و بدأت تدب في نفوس العرب الاقليمية

فأصبحنا نقول المصريون الفراعنة

السوريون الفنيقيون

و حضارة المشرق العربي

و حضارة المغرب العربي

و الأديب الكويتي و الأديب السوري .. و الأديب الجزائري . و التراث السعودي و التراث اليمني ..

بعد 28 سبتمبر 1970 .. بعد موت عبد الناصر .. نرى أنفسنا في الوطن العربي نقيم القوانين الشديدة الصارمة على المثقف العربي .. و المواطن العربي .. حتى إذا خرج من بلد عربي إلى آخر شعر بالإغتراب نتيجة الشعارات المرفوعة الآن في الساحة و هي تشجيع "ابن البلد" .

فهنيئًا للاستعمار ..

و هنيئًا للقوى العظمى التي حطمت عروبتنا ..

و مرحي و أهلاً بالنعرات الإقليمية العربية ..

لقد أسقطت اوروبا النعرات فليس هناك إنجليزي و فرنسي و أوروبي ..

و نحن نشجع الإنشقاق و الإختلاف فوداعًا يا مبادئ العروبة ..

وداعًا عبد الناصر ...

 

 

 

ضوء خاص

صلاح المعداوي فنان حتى و إن قدم لوحة لمدة دقيقة في عمل إستعراضي .. فنان كبير رغم الذين يحاربونه في الخفاء حتى لا تظهر موهبته بحجمها الحقيقي الرائع ..

الدكتور حمدي الجابري يطل علينا كل أسبوع من خلال الصحافة بقلمه الرشيق و أسلوبه المميز .. نتمنى أن يكون قدوة لكثير من الأقلام التي تعتكف في ظل المعهد العالي و لا تمارس الكتابة للصحافة ..

 

 

26 / 5 / 1983

وقفة ثقافية

سليمان الشيخ في محاضرة

عن قصص غسان كنفاني التي لم تنشر !!

○ لماذا لم ينشر غسان كنفاني بعض قصصه ضمن مجموعاته القصصية؟

بهذا السؤال بدأ الزميل سليمان الشيخ بحثه محاولاً إيجاد الإجابة للسؤال الذي يحتاج إلى جهد طويل وشاق . لكن روح المغامرة والصبر التي يتحلى بها سليمان الشيخ دفعته للبحث وحاول ان يجد الإجابة على سؤالين :

○ ما هو مضمون القصص التي لم تنشر ؟

○ لماذا لم ينشر الكاتب قصصه الخمس ضمن مجموعاته القصصية التي توالت في الصدور اعتبارًا من سنة 1961 م ؟

وقد قام الناقد بعرض مضامين القصص حسب أقدمية نشرها وهي :

قصة السارق . المنشورة في العدد الثالث من مجلة الرائد في شهر يونيو – 1953 والقصة مترجمة عن الفرنسية بتصرف ولم يذكر المترجم ولا هيئة تحرير المجلة من هو كاتبها   الأصلي.

رسالة من حسن . نشرت هذه القصة في جريدة الفجر الاسبوعية بتاريخ 7/10/1958 ونشرها غسان بعد أن استقر في الكويت و أرفقها برسم معبر قام نفسه برسمه .

واحد من الخالدين . وهي التمثيلية الإذاعية تم نشرها في جريدة الفجر بتاريخ 28/10/1958.

الشيخ الصغير . ونشرت هذه القصة في جريدة الفجر بتاريخ 18/11/1958 مع رسم تعبيري بريشة الكاتب أيضًا .

صمت ونعال وقبر صغير . نشرت هذه القصة بتاريخ 17/9/1963 في مجلة الطليعة الأدبية.

وليس غيره

السبب :

٭ ونصل الآن إلى سؤالنا الثاني الذي طرحناه في بداية هذا العرض لماذا لم ينشر غسان هذه القصص ضمن مجموعاته التي أخذت تصدر عن دور النشر تباعًا ؟

٭ إن أبسط إجابة يمكن تسجيلها في هذا المجال هي أنه لم يستدل عليها في المصادر التي نشرها فيها ، أو أنها ضاعت من بين أوراقه .

إلا أن التمحيص في هذه الإجابة ومراجعة بعض القصص المنشورة في مجلتي الفجر والطليعة تفيد بأنه جمع غيرها ونشرها ضمن مجموعاته القصصية كما أن هناك نصًا قصصيًا نشره ضمن تاريخ نشرها إلى سنة 1956 في حين أن القصص غير المنشورة ضمن مجموعاته تم نشرها بعد هذا التاريخ .

فلماذا تجاهل القصص و أهمل جمعها ضمن مجموعاته ؟

إذا إستثنينا قصة – السارق – المترجمة ، فإنه يبقى لدينا أربع قصص :

٭ رسالة من حسن – أرجح أن غسان أهملها نتيجة "لسذاجة" التفكير الذي أحتوته من حيث كون أن البنت يجب أن يتزوجها ابن عمها ، إضافة إلى بنائها الفني العادي .

٭ واحد من الخالدين إحتوت على وعظ مباشرة تجاوزها الكاتب في جل أعماله ، حتى التي كتبها في نفس فترة كتابة هذه القصة – التمثيلية .

الشيخ الصغير .. أوضحت هذه القصة مدى ما يختزنه الكاتب من قدرات في فن السخرية ، وأجد أنها كانت جديرة بأن يضمها غسان إلى غيرها من قصصه التي صدرت ضمن مجموعاته.

صمت ونعال وقبر صغير .. حملت بدايتها تقمصًا جيدًا للإيحاء بأحاسيس القصة و أفكارها الداخلية .

وقد وجد المحاضر سليمان الشيخ أن هناك رواية مسلسلة بعنوان "العبيد" للكاتب الشهيد غسان كنفاني نشرت في مجلة الطليعة الكويتية الأسبوعية . نشرت من العدد 32 إلى رقم 48 وقام المحاضر بمقارنة بينها وبين رواية اللوتس الأحمر الميت .

 

 


 

27 / 5 / 1983

وداعاً أمل دنقل

وداعًا أمل دنقل

يا صوت الريح الزلزال

هل مت حقًا

أم أن الذي مات

ضمير هذا الزمان

بالأمس كانت مصر الطفلة

في أحضان خطاك .. زهرة .

نفقدك نحن .. أم تفقدك الامة العربية المنحوسة

بموت الشرفاء ..

هيا قم من الفراش لنشرب القهوة

ونلعب الطاولة

ونغازل النساء

لا وقت لدينا فمعارك الأدباء والشعراء مستمرة

هل سمعت الأبنودي عاد ، والواد سيد حجاب سافر إلى بلاد الأفرنج ، والواد مجدي نجيب يصلي ، والصعلوك سيد شحم في بلاد النفط .

أدونيس يرسل لك برقية ! والشعر العربي في موانئ الرقابة العربية . محجوز. متهم .

هل تركب سيارة الآن ؟

نعم وكما العهد يا صديقي مفلس ومحاط بالأقساط

وتصلي !

نعم .

تقترب من الله .

نعم ..

لعلي

هيا .. قم من التراب لا وقت نضيعه .

نشرب السجائر الأجنبية والقهوة

في "ريش"

الموت خبيث

والمرض خبيث

والله يرحمنا من زمن يقتل فيه الشعراء الشعراء

والكتاب الكتاب والأدباء الأدباء .

بيروت تنتظرك !

دعها الآن . لنأكل كيلو كباب فهذا عام الكباب ( 1971 )

وداعا أمل دنقل

الموت في هذا الزمان يختار شباب أمتنا ( يحيى الطاهر عبد الله – صلاح عبد الصبور – وبدر شاكر السياب )

يا أغنية القارات المجهولة

وداعًا

يا شارع الشوارع المنسية والفقراء .

لقد إسترحت الآن فالقهر يحوط بنا والجهل يتحكم في الكلمة المضيئة إسترح.

عذرًا

ونم في سلام

وعلى روحك السلام

في جنة الله الخالدة

وداعًا أمل دنقل

لا أدري كيف تبدأ الكلمات ؟

وكيف تنتهي أمام الموت .

عذرًا .

يا صعلوك الشعراء ..

إسترح الآن !

ثقافة

الأحلام والأنياب رواية جديدة

لعادل حجازي

الأحلام والأنياب .. رواية جديدة للكاتب عادل حجازي . صدرت عن سلسلة أدب الجماهير – والكاتب يرغب في طرح قضية سياسية في إطار اجتماعي .. يحاول الكاتب تلمس التاريخ المعاصر من خلال شخصياته . قد يضيع في زحام الرواية العربية هذا الصوت .. يحتاج إلى الحوار و إلى تلمس طريق جديد له .

عادل حجازي في روايته "الأحلام والأنياب" يجتهد أن يصل إلى شخصية متميزة في عالم الرواية وسوف نناقش هذا العمل بروية نقدية تحليلية .

 

 


 

قرأت لك

- التفكير المستقيم و التفكير الأعوج

تأليف روبرت ھ. ثاولس

ترجمة حسن سعيد الكرمي

مراجعة صدقي حطاب .

يتناول هذا الكتاب طرق المخاطبة المستقيمة والمخاطبة العوجاء "لأن المخاطبة ذات صلة وثيقة بالتفكير وما هما إلا طريقتان في إستخدام  اللغة" .

والمخاطبة تعني المحادثة مع الآخرين أما التفكير يعني محادثة المرء نفسه والتفكير والمخاطبة عملان مختلفان ولكنهما مع ذلك مرتبطان إرتباطًا وثيقًا فالتفكير الأعوج يؤدي إلى المخاطبة العوجاء والعكس في ذلك صحيح .

والكتاب يتكون من أربعة عشرة فصلاً تتناول – طرقًا مختلفة في إستخدام اللغة – الإحتيالات والغش في الجدال – بعض المغالطات المنطقية – الكلمات والحقائق في الأمور الواقعية – سوء إستعمال التفكير النظري – حيل الإيحاء عادات التفكير – مزالق القياس ومهاويه – التفكير   المستقيم .

وقد قام المؤلف بتخيل محادثة خيالية بين ثلاثة رجال وضمن هذه المحادثة أكبر عدد ممكن من أساليب الغش في الحديث والمجادلة وقد إفترض أن المتجادلين الثلاثة يتمتعون بقدر جيد معقول من الذكاء و الأمانة الفكرية و أنهم عندما يستخدمون أساليب التفكير الأعوج إنما يفعلون ذلك عن غير قصد لا بهدف تسجيل نصر في الجدال .

وقد أشار المؤلف عند كل تفكير أعوج وحجة فاسدة إلى إنحطاط وطبيعة الفساد في الحجة ويستطيع القارئ أن يكتشفها بنفسه .

كما يضطر القراء إلى المشاركة في البحث عن الإعوجاج والتحقق فيها . و أوضح الكاتب في كتابه أنه ليس من المحتسب ولا من الممكن أن نتخلى عن جميع عاداتنا التفكيرية ، فتكون العادات التفكيرية في النفس أمر لا مفر منه كتكوين العادات الجسمانية وكلتاهما في النفع سواء ومع ذلك فإن من الواجب علينا أن نكون على إستعداد باستمرار لإعادة النظر في هذه العادات لأن بعض العادات التفكيرية التي خدمتنا في الماضي قد تكون عائقًا او مانعًا لنا عن إدراك حقائق جديدة ونحن مختلفون عن الحيوانات الأدنى منا رقيًا بأن لنا دماغًا معقدًا خصبًا وهذا الدماغ يجب أن يكون لنا أداة تعطينا مرونة وقدرة على التكيف في سلوكنا و إذا ما سمحنا لأنفسنا بأن نكون صنائع لعاداتنا اصبحنا كالحيوانات الدنيا تعمل أتوماتيكيًا وبصورة ميكانيكية ونكون بذلك قد سمحنا لأدمغتنا بأن ينحط مستواها وتصبح عبارة عن أدوات ميكانيكية بدلًا من أن تكون قابلة للتكيف كما قصد منها أصلا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

19 / 6 / 1983

حصاد الايام

هذه الممارسات الثقافية القمعية من يحاكم أصحابها ؟!

كتب الزميل الأديب عبد الفتاح رزق في مجلة روز اليوسف في زاويته الأدبية سؤالاً يقول فيه .. لماذا توقف القاص. محمد حافظ رجب؟ لكنه لم يكتب الإجابة. وها نحن نجيب عليه السؤال ؟

لقد توقف محمد حافظ رجب لعدة أسباب :

أولاً : عند تعيين محمد حافظ رجب في المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب بالقاهرة عام 1960 .

اجتمع به السيد / يوسف السباعي و مدير مكتبه و السيد / يوسف الشاروني مسئول الثقافة في ذاك الوقت .

وقالوا جميعًا و بالأحرى اتفقوا جميعا أن وظيفة محمد حافظ رجب المثلى هي "الأرشيف" . أرشيف المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب .. (تعليق) (هل كانت قدراته و كفاءته في ذاك الوقت ضعيفة .. بالطبع لا .. لماذا إذن يسجن في الأرشيف مع أنه رائد القصة الطليعية في مصر حينذاك ؟)

ثانيًا : في أرشيف المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب أخذ الأستاذ سعد (رئيس قسم الأرشيف بتوصيات عليا) في خنق محمد حافظ رجب (المبدع القصصي) و تحويله إلى التحقيقات    باستمرار !!

(بينما تعين يوسف إدريس في جريدة الاهرام محرر متفرغ و هو من نفس الجيل و تعين آخرون في أماكن اجتماعية بارزة) .

ثالثًا : قام الكتاب الجدد من نفس الجيل (يحيى الطاهر عبد الله- إبراهيم اصلان – إبراهيم منصور – و آخرون  بمقابلة مع عبد الفتاح الجمل مسؤل النشر فى الصفحة الثقافية فى  جريدة المساء و اتفقوا جميعا أن لا ينشر لمحمد حافظ شيئًا لأنه في هذه المرحلة لا يمثل القصة الطليعية في مصر (و هذه أحقاد شخصية) .واستجاب لهم عبد الفتاح الجمل ..

رابعًا : بعد هذه المقدمات سقط محمد حافظ رجب في أزمة نفسية ادت به إلى مستشفى الطب النفسي و تحول إلى شهيد الساحة .

خامسًا : بعد خروجه من المستشفى إلتقى به الدكتور لويس عوض و بسؤال لويس عوض للدكتور يوسف إدريس لزم يوسف إدريس الصمت و تأجل تعيينه في الأهرام و ظل حبيس الأرشيف .

سادسًا : إذا كان سؤال عبد الفتاح رزق سؤالاً مجردًا فنحن نحوله إلى سؤال واقعي و الإجابة واضحة و حتى نكون أكثر عدلاً و إنصافًا فالمطلوب محاكمة يوسف السباعي بعد موته . كم أديب جيد حاربه ؟ كم موهبة قتلها ؟ و المطلوب محاكمة محمود أمين العالم الذي كان في غرفة العمليات يذكر اسم محمد حافظ رجب و يقول انشروا كتاب حافظ رجب ؟ مطلوب محاكمة يحيى الطاهر عبد الله و إبراهيم أصلان و الأستاذ سعد رئيس قسم الأرشيف بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب عام 1960 و مدير مكتب يوسف السباعي و محاكمة كل هؤلاء تعني التحقيق في جريمة لاغتيال موهبة محمد حافظ رجب .

حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم في حياتنا الثقافية . مطلوب محاكمة المثقفين؟

ملحوظة (الآن تدرس قصص محمد حافظ رجب و رسالات دكتوراة عن قصصه تعد ، و هو متصوف بعيد عن الحركة الثقافية) .

 

 


 

على الهامش

عندما أزور بلد عربي . أشعر بالإهانة الشديدة و السبب أنني عربي و أنتمي إلى اللغة العربية بدمي و لحمي و تاريخي .. أما الرجل الأجنبي ذو العيون الخضراء و يتحدث اللغة الانجليزية فهو يحترم و يبجل و تقبل أقدامه و تنتهي معاملاته في دقائق آه كم العروبة مسكينة من أبنائها . جريمتي أنني عربي .. آه يا أمة ضحكت !!

 

 

في حديث طارئ

قال صديقي المثقف العربي الكويتي أزمة الثقافة في الوطن العربية و أزمة السياسة هي أزمة الإقليمية و الطائفية التي يقودها المثقفون القوميون و الوطنيون في الساحة بحجة الولاء للوطن بينما هم يمارسون الخيانة مقابل سعر زهيد .

 

 

برقيات

الدكتور إحسان عباس كتابك عن بدر شاكر السياب لا أستطيع وصفه إلا بأنه جهد باحث مبدع متفوق . لكنه قاس في حكمه على الشاعر في كثير من الأحيان.

 

محمد السنعوسي .. أنت أحد رجال الإعلام الذين يفتخر بهم الخليج ..

الدكتور فؤاد زكريا تواضعك تواضع العالم المثقف . إن بعض من كتب مقالة أو عمودًا في صحيفة يومية ظن نفسه ابن باخوس المدلل . فليتعلم منك الجميع.

 

قالوا

إن المشاكل التي يتناولها عمل فني في جميع الأحوال مشاكل الحياة خذ مثلاً عبارة " أن تكون أو لا تكون " من فم هاملت عالجها كمشكلة السفيه. فسوف تجد أنك تستطيع حلها طبقًا لخيال ذات نفسك الحلو . ثم أتركها إلى الأبد على شفتي هاملت صوت العذاب الذي يكابده فلن تجد لمسألة " أن تكون أو لا تكون " حلاً مدى الدهر .

هذه المشاكل و العواصف الحيوية يحسبها كاتب كشكسبير أو دانتي في شكل رائع و تظل هكذا للأبدية عواطف محنطة و هي حية .

                                                                 لويجي براندللو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

11 / 7 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الايام

كيف تمت هزيمة العرب الفكرية أمام إسرائيل؟
(1)

كيف حدثت الهزيمة الفكرية قبل عام 1967 ؟

و لماذا حدثت الهزيمة الفكرية ؟

سؤال يحيرني ؟؟ إن الهزيمة الفكرية لم تحدث بسبب أزمة الديمقراطية في مصر فقط و لكن الهزيمة الفكرية حدثت في عام 1967 بسبب مذابح الإبداع التي حدثت في الوطن العربي للمبدعين و لنبدأ بفتح ملف هذه المذابح .

 

○ مذبحة ميخائيل رومان ○

إقتحم المسرح المصري أحد المناضلين بالكلمة هو ميخائيل رومان .. و كان ميخائيل رومان أشبه بالزلزال في المسرح المصري و قد كان كرم مطاوع ذكيًا إذ قدم ميخائيل رومان لإحساسه بأن الكاتب قد يكون نقطة تحول في تاريخ الدراما في مصر و بهذا ينسب لكرم مطاوع هذا الإكتشاف الفني و تلقى عليه الأضواء في تاريخ الحركة المسرحية و لكن المفاجأة الحقيقية كانت السيوف التي شهرت في وجه ميخائيل رومان بدءً من لويس عوض في جريدة الأهرام و نهاية بأصغر محرر في جريدة الأخبار .

و حدث ما توقعه ميخائيل رومان لقد أحدث زلزالاً في المسرح المصري و كانت مسرحية "الدخان" أشبه بالومض الفني المبدع .. لقد تحول المسرح إلى كيان آخر غير مألوف .. و هنا إهتزت النظارات الأكاديمية و شمرت الأيدي عن ذراعيها و جاءت مذبحة كبرى لكاتب موهوب قلما يأتي مثله في هذا الزمن و قدمت مسرحيات ميخائيل رومان في كل مكان و مع هذا قام كتاب التقارير السرية و الحاسدون و الحاقدون بإشاعة التهم حول مسرحيات ميخائيل رومان و قالوا إنها ضد الثورة و أنها تحمل أفكارًا هدامة و قال البعض إنها تحمل أفكارًا عنصرية .

ومات ميخائيل رومان بعد أن قدم سهرة تليفزيونية أحدثت ضجة في التليفزيون قامت ببطولتها سناء جميل هاجمتها الصحافة بشراسة و مع هذا قالت سناء جميل عنها .. إنها أفضل عمل تليفزيوني مثلته في حياتي لكاتب عبقري لو كان موجودًا في أوروبا لقدمته أوروبا للعالم كإكتشاف و لقدمنا أعماله على أنها معجزة فنية و لكن لأنه عربي حدثت لعنه العرب عليه و هي الطعن .

 

 

 

 

 


 

19 / 7 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

كيف تمت هزيمة العرب الفكرية امام اسرائيل
( 2 )

كيف حدثت الهزيمة الفكرية قبل عام 1967 ؟

و لماذا حدثت الهزيمة الفكرية عام 1967 ؟ و ما بعدها ؟

فالهزيمة الفكرية لم تحدث بسبب أزمة الديمقراطية (في مصر) فقط و لكن الهزيمة الفكرية حدثت في عام 1967 بسبب مذابح الإبداع التي حدثت في الوطن العربي عامة و مصر خاصة و لنبدأ بفتح ملف هذه المذابح .

○ مذبحة علي عبد اللا○

أذكروا هذا الاسم جيدًا (علي عبد اللا) مؤلف مسرحي من ألمع الكتاب و أكثرهم موهبة مؤلف مسرحية (الوطاويط) .. كاتب جاد . حساس .  وطني .

كانت مسرحية (الوطاويط) أشبه بشمس الإبداع المشرقة من فيضان النيل على الوطن العربي و عندما ظهرت مسرحيته . قامت الصحافة بتجاهل هذه التجربة و أخذت تكيل المدح لمواهب تافهة و سطحية .

وظل (علي عبد اللا) في مدينة دمنهور ينتظر أن تكتب عنه الصحف و لم تكتب .. أخذ يصرخ في مسرحياته .

لم تلتفت الهيئة المصرية العامة للكتاب لمسرحياته (والشلليه) في المجلات رفضت نشر مسرحياته و عندما حدثت النكسة أصيب (علي عبد اللا) بصدمة عصبية شديدة أدت إلي إصابته و ماتت موهبته .

وعبثت الصراصير و الحشرات بمسرحياته في الأدراج وجلس على المقهى (مريضًا بحالة نفسية و لا تعالجه أي مؤسسة) يمر الناس عليه يقولون ..

كان الله في عونه كان موهوبًا قتله المسرح و الصحافة و الوطن الذي لا يحترم المبدعين .

همسة

عيناك جزيرتان .

مدينتان .

صارتا تائهتين .

في أي درب تاهت العينين .

في أي درب يدق القلب .

أصير أسطورة كل الموانئ .

صعلوكة أنت .

رغم رداء العفة و القدسية .

صعلوكة أنت .

صعلوكة الصوت .

صعلوكة الأفكار .

خبأني الليل في صدره .

داسني قطار الإنتظار .

لكنني كنت الإصرار .

رغم أي شئ .

عيناك ذنب .. رغم البراءة .

عيناك قديسة غافلة .. ليل .

فقد قيثارته المجنونة الخواطر ..

 

 

 

 

 

 

24 / 7 / 1983

وقفة ثقافية

حصاد الأيام

أين جنة الدنيا ؟

أيها الأدباء ..

أيها المثقفون

أنعي لكم "زهير الشايب" القصاص . الشاب . الذي مات عن عمر يناهز (42 عاما) و ترك زوجة و 4 أولاد ..

زهير الشايب . الأديب الذي ترجم كتاب وصف مصر : و كتب عنه صلاح عبد الصبور إنه موهبة فذة في كتابة القصة .. و لقد مات زهير الشايب . بعد أن باع شقته في القاهرة و جاءته فرصة العمر .. السفر إلى سلطنة عمان للعمل في إحدى الصحف .

فباع شقته و أشترى تذاكر السفر .. و سافر هو و زوجته و أولاده و هناك أكتشف أنه وقع ضحية عملية نصب .. فعاد إلى مصر هو و أولاده .. لم يجد شقته و لا وظيفته في مجلة أكتوبر كمحرر صحفي .. بل وجد أن الجريدة رشحت من يقوم بعمله و ينافسه . مات زهير الشايب . مهمومًا . حزينًا . فقيرًا بعد أيام من عودته للقاهرة

الآن .. أناشدكم أيها الأدباء و المثقفون أن تتبرعوا و تنقذوا أسرته كل منكم يتبرع بمبلغ 25 دولار ترسل باسم ورثة زهير الشايب (جمعية الأدباء – شارع القصر العيني – القاهرة) حتى تستطيع أسرة الأديب الراحل و أولاده الأربعة أن تجد شقة بدلاً من النوم على الطريق .

 

 

 

 

جنة الدنيا

مصر "جنة الدنيا" هذه العبارة حفظتها لمدة 20 عاما .

مصر جنة الدنيا . عبارة رددتها منذ كنت صبيًا و لكنني عندما كبرت و فهمت ووعيت وجدتها ليست جنة الدنيا . فالقاهرة مليئة بالأشراف و اللصوص و الأوفياء

و في باريس قابلت فتاة فرنسية قالت لي "باريس جنة الدنيا" و أخذت تغني أغنية تقول باريس جنة الدنيا .. و قد دعوتها للعشاء و سألتها .. هل باريس حقًا جنة الدنيا فقالت و هي تضحك .. لا إنها مدينة فاجرة .. و في اليونان يقولون نفس الشئ .. و في كل بلدان الدنيا و عواصم العالم تجد عبارة "جنة الدنيا" .

يبدو أن جنة الدنيا مفقودة ، و أن المدينة الفاضلة التي نبحث عنها هي : مجرد وهم .. ففي أميركا قبضوا على شخص يتبول على تمثال الحرية و يسخر منه . و في موسكو كتب "أفيتشنكو" الشاعر العالمي قصيدة يسخر من موسكو العجوز الجامدة .. و صرخ بيكاسو في وجه إسبانيا المتخاذل .

و هكذا نحن أغبياء لأننا نبحث عن جنة الدنيا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

21 / 9 / 1982

حكايات القاهرة

وجه القاهرة الثقافي تغير كثيرًا ..

د . علي الراعي .. عاد .. فماذا تقولوا عنه ؟!

ما هي حكاية سعاد حسني مع الاضطراب ؟!

في أمسيات القاهرة تنتعش الذاكرة في مقاهي المثقفين الصعاليك بعيدًا عن الصالونات الفاخرة  العامرة و بعيدًا عن الأضواء  الكاذبة .

في أمسيات القاهرة من تصيبه الشهرة و الأضواء يبتعد عن مقهى "ريش" و عن "الأتيلية" و "المسرح العائم" و "سوق الحميدية" و يصبح ربيب الصالونات و الهواتف و الجلسات المعطرة بالعطور الباريسية.

 

○ كلما عدت للقاهرة إكتشفت أن الزمن قد تغير و الرؤى إبتعدت عن مدينة الفن و الفكر و روح الأمة العربية .. ماذا يجري لها أو ماذا يجري فيها ؟؟

 

العـــودة

عاد أحمد عبد المعطي حجازي .. فرح المثقفون و الكتاب و الحرافيش بعودته أكتشف أن الأشياء تغيرت كل مصر قد تغيرت لم تعد الزمالك "حي مميز" فالزمالك التي كتب عنها أحمد فؤاد نجم غير زمالك اليوم .. زمالك اليوم بها آثار الانفتاح و رجاله فتحولت إلى حي شعبي راقي بعض   الشئ .. مصر اليوم مختلفة عن أمس عندما غادر أحمد عبد المعطي حجازي القاهرة و غيره من الأدباء و الشعراء تزاحم أكثر من شاعر و أديب و صحفي للحصول على مكاتبهم و كراسيهم و دواليبهم و أدواتهم و تقدم ألف ألف أديب وشاعر و كاتب "عاطل" لشغل درجاتهم المالية الخالية .

ولكن تبقى أنفاس الشاعر و تاريخه في ذاكرة النيل و الناس .. "خليل كلفت" الناقد الملتزم جدًا و المتزمت جدًا ورث عمه و أصبح من الأثرياء و ترك الأدب و النقد هو و أخوه على كلفت و تحولا إلى عالم آخر .

هو عالم التجارة .. على كلفت كان قاصًا جادًا و لكن القصة لم تعد مجديه !!

 

○○ محمد البساطي ترك القاهرة و يعمل في إحدى الدول العربية . كل يوم تتغير ملامح القاهرة الثقافية و الأدبية و أسماء جديدة تظهر في المجلات الثقافية الفقيرة و الأدبية و أسماء جديدة التي يصدرها الأدباء على نفقاتهم و الذي يعود لأحضان القاهرة الأم . القاهرة العطاء .. القاهرة الأنفاس . العروبة . النيل . الحماس . الروح .. يعني أن تكون في الذاكرة فكرة جديدة و لا يظن أن أي فراغ متواجد بسبب عدم وجود فالحياة تمر و الإزدحام في الأوراق و الإبداع و الكتابة و إن إختلفت قيمتها و لكنها مزدحمة !

 

○○ عاد الدكتور علي الراعي إلى القاهرة .. ماذا قالوا ؟

قالوا أن الذي عاد للقاهرة .. ليس الدكتور علي الراعي الذي كنا نعرفه من قبل إنه شخص آخر .. يكتب أشياء غير موثوق فيها لقد تغير قلمًا و فكرًا .. و لا تعرف لماذا يفقدون الثقة في كل شخص يترك مصر ثم يعود هؤلاء الحرافيش يقولون إن الذي مكث في مصر في الأيام العصيبة موثوق فيه أما من تركها فهو جيد لكن في خندق آخر غير خندقنا و تسحب منه الثقة و يتابعون الكويت في الأتيلية .. يسألون عن الكاتب خالد مسعود الزيد و ينسون سعود لأن اسم سعود لا يوجد كثيرًا في مصر و مسعود اسم منتشر .

يسألون هل في الكويت هذا الكم من الإبداع الذي كتب عنه خالد سعود الزيد ؟ و أين كتبهم؟ و لماذا لا تتم الجسور . و يقام الحوار بيننا ؟! و يشكرون سليمان الشيخ زميلنا المجتهد المتابع على متابعته لهم .

 

 

مجلة الهلال

عاد توزيع مجلة الهلال في النهوض فبعد أن تولى رئاسة التحرير كمال النجمي عادت المجلة في خط الإزدهار و قد كانت المجلة في السنوات الأخيرة في حالة "نكوص" بعد أن تولى الدكتور حسين مؤنس رئاسة التحرير .

هبط توزيع مجلة الهلال إلى خمسين نسخة توزع في مصر و الوطن العربي بدلاً من أن كانت توزع 20 ألف نسخة (عشرون ألف نسخة) .. لقد كتب الدكتور حسين مؤنس عام 1976 في جريدة كويتية يقول إن الهلال مستواها الفكري هابط . و تولى الرجل رئاسة التحرير كي يحول التوزيع إلى 100 الف (مائة الف نسخة بدلاً من عشرين الف نسخة) و لكن الحقيقة أثبتت أن فكر الدكتور حسين مؤنس و قدراته هي خمسين نسخة من مجلة الهلال كانت توزع داخل مصر و الوطن العربي . و العجيب في الأمر عندما عرضت عليه السلطات المصرية أن يتولى رئاسة تحرير مجلة الهلال كان له طلب غريب ألا وهو تأثيث مكتب فاخر .. تكلف حوالي 60 (ستون ألف جنيه) مصري و بالطبع نفذت مطالبه و هكذا عادت الهلال تتنفس على يد كمال النجمي أنفاسًا جديدة و يحاول أن يعيد للمجلة الشهيرة أنفاسها ..


 

سينما أونطه

قلت لصديقي الروائي الشاب .. ألف مبروك .. روايتان لك في السينما .. قال . أخيرًا يا صديقي وصلت للرواية الصحيحة سألته لماذا لا يتجه السينمائيون إلى الروايات العربية .

قال : الطيب صالح . أعماله تصلح للسينما .. لأن الرواية بها حياة عالم الرواية أما الآخرين أمثال إسماعيل فهد إسماعيل مع تقديري لإنتاجه .. فهو كاتب مثقف جدًا و يملك صناعة شكل الرواية و لكن أعماله الروائية تفتقد إلى "الروح" لذلك تنحصر في كتاب و لا تصلح الا بالرؤية الجديدة لروائي جديد يكتشفها ..

 

القاهرة

قلب العروبة الذي يدق دائمًا بشرف . و يحتاج إلى الأيدي الشريفة النظيفة التي تحميه و لا تخزيه . و يبقى للحديث بقية !!

 

 

محطة اخيرة

أن تقرأ كتابًا وتكتب صفحة خير من تكتب كتابًا وتقرأ صفحة ..

 

 

 

 

 

 

2/9/1982

حصاد الايام

في آواخر الستينات قدم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أغنية للمطرب محمد رشدي بعنوان " عدوية " .. وكنت أنا والزملاء نعتقد أن الشاعر الأبنودي رمزًا للفترة ومعه مجدي نجيب وسيد حجاب و زكي عمر و أنهم لا يحق لهم أن يكتبوا الأغنية الخفيفة .. وجاء عبد الرحمن الأبنودي إلى الإسكندرية و أخذ يلقي قصائده الثورية الاجتماعية الجيدة فقلت له " عدوية " و أنا أجلس بين صفوف المستمعين يومها .. وقف الأبنودي يصرخ : أيوه  عدوية .. أيوه عدوية .. أنا كتبت أغنية عدوية حصلت على 100 جنيه منها كي أطبع ديوان الزحمة .. نعم يجب أن أكتب أغنية خفيفة كي أطبع كلماتي الجادة .. اليوم بعد مرور من 15 سنة على هذا الحادث أشعر بأن الأبنودي كان على حق و أنني أخطأت في حق الرجل وفي الهجوم عليه .

أعتذر للأبنودي ليس من باب الإعتذار ولكنه من باب الشجاعة و أتمنى أن أسمع قصيدة الأبنودي التي كتبها تحية لخالد الإسلامبولي تغنى و أن يغنيها محمد رشدي كما غنى عدوية و أنا على ثقة أن أغنية خالد الإسلامبولي ستكون عظيمة .. و أعتذر للأبنودي لأننا جميعًا أصبحنا نمارس الإزدواجية في الفعل والقول و لأن الوطن العربي قد تغير ؟؟

 


 

كلمة للعالم

أكتبوا يا أطفال قبرص و أطفال أثينا في كراسات الإملاء في مدارسكم وصل المقاتل العربي الفلسطيني إلى أرضنا حاملاً البطولة الجريحة و إن كل الرجال الشرفاء قطعوا ألسنتهم ، و أن الأقلام النظيفة جف حبرها و أن نهر الخديعة مستمر و أن أولادنا القادمين سيبصقون في وجوهنا .

 رثاء 

أنعي لكم الشاعر خليل حاوي

شاعر كبير . لبنانى ..

مدرسة فى الاتجاه .

مات منتحرًا فى بيروت إحتجاجًا على الغزو الصهيوني .

لقد ملك الشجاعة التي إفتقدها حوالى 140 مليون مواطن عربي

لقد تحرك خليل حاوي و أعلن الإدانة .

لقد وقع بروحه على وثيقة إحتجاج .

رصاصة الخلاص ..

 


 

حصاد الايام

بقلم : السيد حافظ

ليلة مصرع صلاح عبد الصبور !!

ذكرت مجلة أجيال في عددها الأخير عن آخر حديث للشاعر المرحوم الأمل اللامع جهاد فاضل الوقائع المثيرة لليلة وفاة الشاعر صلاح عبد الصبور .. في تلك الليلة المشئومة ذهب صلاح عبد الصبور وزوجته وبناته إلى منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وكان هناك بهجت عثمان الرسام المعروف والذي عاش في الكويت فترة يعمل في مجلة العربي والدكتور جابر عصفور و أخذت الخمر تدور برأس بهجت عثمان كما ذكر المرحوم امل دنقل .. وقال لأمل دنقل قل قصيدة لا تصالح وحاول أمل دنقل أن يسمعهم شريطًا للأبنودي عليه قصيدة ضد المعاهدة و أن يسمعهم أشعار صلاح عبد الصبور لكن بهجت عثمان قال : صلاح باع من زمان .. باع نفسه بملاليم .. هنا ثار صلاح عبد الصبور وخرج للنافذة وشعر بالإختناق فدخل غرفة في المنزل و أخذ أمل دنقل يحاول تهدئة الموقف ولكن الموقف إشتعل عندما غضبت زوجة صلاح عبد الصبور فنزل صلاح عبد الصبور للشارع من الدور الخامس وركب السيارة مع جابر عصفور إلى المستشفى وصعد أمل دنقل حتى يهدئ زوجة صلاح عبد الصبور لحين عودة صلاح من المستشفى ولكن بعد فترة عاد الدكتور جابر عصفور وقال إن صلاح عبد الصبور قد مات في نصف ساعة تم كل شئ .

نعم إلى هنا أسدل الستار على حياة صلاح عبد الصبور و إنتهت دراما المحاكمة التي أقامها بهجت عثمان لصلاح عبد الصبور وتم الحكم بالإعدام ! ولكن هل نلقي باللوم على بهجت عثمان ؟ أم أن القضية أكبر من هذا ؟ قضية المراهقة الفكرية والمزايدات الكلامية والوصايا الوطنية والإرهاب الفكري الذي يمارسه الفنانون بحجة النقاء الثوري ومن يحاكم من وبأي حق يزايد البعض بالوطنية والثورية ؟

إن المحاكمة السريعة التي أجراها بهجت عثمان و أدت إلى وفاة صلاح عبد الصبور تحدث كل يوم وكل لحظة في جزء من أجزاء الوطن العربي .. فالتهم جاهزة والمصطلحات والمعايير جاهزة أيضًا .. إن المثقفين في مقهى ريش حاكموا من قبل نجيب سرور ضحية المثقفين والجوع والفقر والمبدأ أول من كتب عنه هؤلاء الذين حاكموه و أشادوا به حتى أوصلوه إلى القمر .. وهكذا فعلوا مع يحيى الطاهر عبد الله ومع أمل دنقل وهكذا نحن  أمة تنتحر ذاتيًا ونقتل بعضنا أو نقتل أنفسنا فالشاعر تيسير سبول انتحر بعد عام 1973 .. و أحمد عبيدة انتحر بعد نكسة 1967 وخليل حاوي انتحر بعد عام 1982 إننا في كارثة كبرى .. هزائم في كل المجالات فالعرب قتلوا المتنبي والعرب يقتلون مبدعيهم هنا وهناك ومنذ فجر التاريخ إنها أمة تداركها الله .

فذات يوم كان أمل دنقل رحمه الله يسب ويلعن الأبنودي أمامي في مقهى ريش عام 1971 فقلت له كف عن هذه المسبات فأخذ يسبني أنا أيضًا .. وها قد دافع أمل دنقل عن الابنودي عام 1981[m1]  أمام صلاح عبد الصبور ورثى الابنودي أمل دنقل في ذكرى الأربعين وها نحن نسأل هل يمكن أن ندافع عن بعضنا ! أن نتماسك ! أن نحمي بعضنا ! أن نقدم لبعضنا الحب ولا أدري كيف لا يحب الأدباء والشعراء و أهل الثقافة بعضهم ويكتبون ؟! إن الحب هو جسر الابداع أما الحقد فهو جسر المذابح التي نراها والتي يسقط على دربها الكثيرون بلا حساب .. لنا الله ..

 

 

 

 


 

إلى كل من يهمه الأمر

أصحاب المال غير أصحاب الفكر

و أصحاب الألفاظ غير أصحاب المواقف

أصحاب المال يجيدون الحسابات و الأرقام

ويهمهم يزداد المال رقمًا

و أصحاب الفكر تفوز بهم النار .

و تصعد في فجوة الدوائر البيضاء .

ريحًا إعصارية .

معظمهم فقراء

و قليلاً ما يكون أصحاب المال .

أصحاب فكر .

واذا جاء لهم الفكر .

أصابهم بشئ يسمى السخاء .

و العاطف مع الإنسانية .

فقد جاء الفكر لكاتب شهير يسمى " تولستوى "

وكان ثريًا فوزع كل ما لديه من مال .

وصار فقيرًا .

ومنذ الصغر إحتار مدرسي الرياضيات معي .

كي أكون متقدمًا في الرياضيات

لكنني كنت دائمًا لا أجيدها .

وتفتح قلبي زنبقة على دنياي المرة

فأحببت الجبال والصخور والنجوم

والسحب والنساء الجميلات وعرفت الصبر أكثر من أيوب .

يا قلبي المثقل

لم تكتمل إلا بالنقاء

فمن أرادوا أن يستغلوا مواقفك الشريفة

بإنتهازية المواقف

ألقوا بك في جب التهديدات لكن الله فوق البشر الأغبياء .

 

 

 

 


 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

رسالة من القلب لراوية عاشور ؟

جيلنا يختطف ؟

جلينا إما خطفه الموت أو النفي .. هكذا قالت راوية عاشور .

نعم يا راوية جيلنا قدره غريب .

مات ضياء الشرقاوي القصاص الموهوب ( 35 سنة ) أثناء ذهابة الى ندوة في جمعية الادباء بالقاهرة .

مات يحيى الطاهر عبد الله ( 42 عاما )

مات القصاص زهير الشايب ( 40 عاما )

مات الشاعر عبد الصبور منير ( 34 سنة ) مات عبد المنعم مطاوع (42 سنة) .

مات الشاعر أمل دنقل ( 42 سنة ) ومات سعيد العدوي ( 34 سنة )

وهاجر من مصر ابراهيم منصور إلى النمسا.

جميل عطية في النمسا .

بهاء طاهر في سويسرا .

محمد يوسف الكويت .. فاروق عبد العزيز – الكويت ، نجاح عمر – الكويت، كمال القلش – الكويت ، أحمد غانم – الكويت ، محمود المراغي – الكويت، مسعد إسماعيل – أبو ظبي ، وعايدة الشريف – الكويت ، سيد شحم – أبو ظبي ، وعبد الحكيم قاسم في ألمانيا ، كمال الجويلي – أبو ظبي ، محمد جبريل – عمان ، صبري حافظ – لندن ، محمد عفيفي مطر – العراق ، حسن النجار – العراق ، سمير ندا – العراق

و أكثر من ثلاثين كاتبًا وأديبًا في العراق و أكثر من عشرين أديبًا وكاتبًا في السعودية وفي قطر حسن توفيق ورجاء النقاش وعبد القادر حميده وغيرهم وفي سوريا عشرات ...

نعم لقد تمت الهجرة ... تقاسمنا الهجرة والموت وأصبح جيلنا في الموت المبكر يجد المأوى ...

وفي الهجرة واجهنا خريجي مدرسة الألسن الطويلة يسبوننا و أقزام الصحافة الذين يملأون أقلامهم بدمهم المسموم بالحقد ..

نعم .. يا راوية عاشور .

هل نبكي على جيلنا .

أن نبكي على جيلنا .

أن نبكي على مصر التي تنقرض .

لك الله أيها المثقف المصري العربي .

لكم الله يا راوية عاشور تقاسم جيلنا الموت والهجرة .

والكلاب البشرية تنهش عظامنا .. نحن الأحياء والدور في المقابر يأكل عظام الأموات ..

ماذا نفعل ؟

لنا الله ..

لك الله يا مصر !!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

الكلمة أمانة

أرسل لي صديقي الكاتب ( ر ) رسالة طيبة من القاهرة .. يخبرني فيها أنه قد تم تعينه سكرتيرًا لتحرير مجلة ( ..... ) وهي مجلة ثقافية شهرية شهيرة ويسألني النصيحة لأننا أصدقاء الأيام الصعبة في تاريخ مصر ... فقلت له :

الصديق / ( ر ) العزيز

تحياتي

أهنئك على تعينك سكرتيرًا لتحرير مجلة .... وهي مجلة جيدة وأرجو أن تسمع مني ..

- ليس تعينك في هذا المنصب أنك أفضل الكتاب الموجودين في الكتابة في المجلة بل لأن ثقة مدير التحرير ورئيس التحرير فيك كبيرة . لذلك إحترم كل الكتاب الذين لهم خبرة أكثر منك .

- اذا لم تجد ما تكتبه فلا داع للكتابة .

- لا تقحم نفسك في الكتابة عن كل شئ بل خصص ما تريد الكتابة فيه حتى لا تحرق نفسك وجهدك .

- واذا وجدت أحد الزملاء كتب موضوعًا أفضل منك فاجعل مقالته بدلاً من مقالتك حتى تكسب المجلة كاتبًا وموضوعًا جيدًا في الافتتاحية .

- إذا أرسل قارئ أو مثقف موضوعًا و إكتشفت أنها أفضل من مقال رئيس التحرير أخبره بهذا حتى يكون القارئ الواعي معكم ودائمًا تكتسبوا الأقلام الجيدة .

- لا تجعل المجلة تسير حسب مزاجك ولكن حسب مزاج القارئ.

- لا تدعي أنك بطل أمام القارئ ولا تستخف دمك فالكتابة هي الصدق .

- إذا نقدك البعض أسمع لهم جيدًا ولا تدافع عما كتبته لأن الدفاع ضعف وحاول أن تتلمس الخطأ من كلام الأخرين .

- سكرتير تحرير المجلة هو المسئول عن الأمانة الفكرية . ورؤساء الأقسام عندك هم همزة الوصل بينك وبين المحررين وكن على صلة بالمحررين والقراء ولا تجلس في برج عاجي .

- عندما تختلف مع محرر أو زميل لا تحاول أن تمنع مادته لأنك إن فعلت حجَّمت نفسك .

- لا تستخدم المجلة " للردح " أو للهجوم على من يهاجمونك لأن المجلة ليست ملكًا للحكومة أو رئيس التحرير أو لك لكن المجلة ملك للقارئ والردح على صفحات المجلات أسلوب المتخلفين من صحافة الثلاثينات ونحن في الثمانينات .

- أحترم القارئ و أحترم الآخرين تكسب الأحترام لكن الاساليب غير الشريفة تعني أنك شريف و أنا أعلم أن المهمة صعبة ولعلك تنجح .

 

 


 

حصاد الايام

بقلم : السيد حافظ

مبروك " محمود حنفي "

لقد فرحت ( والفرح يأتي سرًا هذه الأيام مع الإعتذار لمؤلفة رواية العيد يأتي سرًا ) .

لقد فرحت بفوز الكاتب " محمود حنفي " بجائزة الدولة التشجيعية في مصر .... محمود حنفي الكاتب الصعلوك أبدًا . المتمرد أبدًا . الذي قاوم شراسة غباء النقاد ( أقصد 90% من النقاد) وقاوم إستهزاء أيام الجوع ..... وجنون الفن .... وعرفته كل الحارات .... لقد فرحت أن محمود حنفي قد فاز بجائزة الدولة التشجيعية في مصر العظيمة التي قدم سكانها ولأنه كاتب متمكن . متمرد ... متميز فاز .... وعندما جاء أول حديث له إلى مجلة ثقافية في الكويت سألني الزميل سليمان الشيخ من هو محمود حنفي ؟؟؟؟ فقلت له : إنه لغة المستقبل ولكن المجلة لم تنشر حديث محمد حنفي لأنه كان غاضبًا وحادًا في حديثه ولأنه غير معروف ثانيًا.

الآن مصر كلها ستقف لتشاهد ( محمود حنفي ) يتسلم الجائزة من حسني مبارك بشهادة نقاد مصر وكتابها وبشهادة جيل وأجيال على أن الحقيقة مهما طال إنتظارها لا بد وأن تأخذ حقها  الآن وكالات الأنباء تتنقل اسم ( محمود حنفي ) الكاتب الروائي الإنسان .

 

 


 

رسالة إلى
القاص محمد علي الشويهدي

صديقي المعاناة تطرح حزنًا خاصًا .. ملفوحًا بالموقف الموت . وبالعنف الطائر .. طائر الحزن في عنقي وأنا على ضفاف البحر المتوسط . أصلب على جناح كل طائر نورس .. أعانق كل موج غريب . طوبى للغرباء أمثالنا في عالم ضيق يبحث عن الحرية وعن الإنسان حزننا أكثر من حزن أيوب و أعمق من حزن شعوب الأرض لأننا حملنا على أعناقنا تغيير العالم بالكلمة.

الكلمة التي أصبحت فاجرة !!

فكل قصة نكتبها بجوار هدف لاعب كرة قدم شيئ حقير وتافه ..

دع المدن يا صديقي تنام على صدرك . ولعلنا نرى الفجر الذي يحمل الناس صور القصاصين ويعلقونها على جدران المنازل بدلاً من لاعبي كرة القدم ومطربي الأغاني الهزيلة . أعرف أن حزنك مثل حزني . حزن خاص .

ولكن سيأتي الفجر إلينا .. عبر مساحات الفكر المضئ أشم رائحة الحزن في قصصك في عالم مصاب بالزكام الفكري .

 

 

 

 

 


 

6 / 8 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

فى زمن الفوضى ..

أقول أننى ياسادة لا أستطيع أن أجاملكم .

 

كل هذا الزيف سينتهى .. " المدعون " و " الطارئون " و " الكاذبون " و " الكتبة " سيختفون من حياتنا !

وسيبقى التاريخ أمام " الصديق " و " الأمناء "

 

عفوًا

نحن يا سادة نتزاحم من أجل – الوهم – قد يكون الوهم سيارة أو شقة أو ترقية أو مبلغًا من المال .. نحن ياسادة نقدر بعضنا بالزيف والنفاق . نحن في هذا العالم تحولنا إلى مصارعي ثيران . كل منا ثور وكل منا مصارع .. أنت ثور لمن هو أقوى منك و أنت مصارع لمن هو أضعف منك .

تحولنا إلى حيوانات ادمية .. نحن نمارس الإبتذال مع أنفسنا ومع الآخرين .

أصبح الموظف الممتاز هو الذي ينحنى أمام رئيسه ويقدح في الآخرين في اذنه .

ويلعن أباهم ويحضر الأفلام الخليعة والشرائط الفاضحة له . والمجلات الممنوعة

أصبح المفكر الجيد هو من يكيل الردح لمن اقوى منه وينسى الشعب والحق والواجب ويوظف التاريخ تاجًا على رأس    الكبار .. و أصبح الحكيم .. مجنونًا .. و أصبح المجنون حكيمًا ترى كيف نتحول بهذه السرعة .. كل شخص يرتدي مائة قناع والكل يدعي النقاء .. هذا زمن عاطل  عاطب .

 

عندما يغني الضوء لنا

وتشرق الشموس لنا

وتغني الأشجار للقادمين

لهؤلاء البسطاء

وكل من يغني للمستقبل

سيحمل أوسمة الفجر الذهبي

هذه الحقول

للزراع

وهذه الأناشيد للناس كل الأناشيد

وهذه الأرض لكل الناس كل الأرض

هناك اجتماعات

لوزراء الثقافة العرب ووزراء الإعلام ووزراء الخارجية لسؤالهم حول قضايا الشعب العربي

ولم يحدث أي اجتماع

للشعراء أو الكتاب أو المفكرين العرب

فحتى نثق في الشعراء والكتاب والمفكرين بدلاً من عزلهم .

 

 

 


 

14/3/1983

سبوت لايت

أخطاء الأجيال !

إن عزل الفنان عن دوره الحقيقي .. وحجمه الحقيقي وتقييمه الحقيقي جريمة .. إن إهمال المؤلف بشكل أو بآخر سواء كان ذلك عن طريق النقد الصحفي أو الأكاديمي أو من خلال أديب كبير جريمة .. في وقت من الأوقات كان نجيب محفوظ يمارس النقد للأدباء الشبان في قهوة " ريش " أما الآن فبعض الفنانين يمارسون مع بعضهم ضغوطًا فكرية أو إجهاضات ثقافية ولا يتم الحوار بين الفنانين الكبار والصغار .

 إننا نعيش في جدب فكري ومع ذلك كل منا يظن أنه أستاذ كبير وعظيم .. إننا نتشاجر مع بعضنا من أجل أقل كلمة نقد ونرفض بعضنا .. أي إفلاس فكري أصابنا وجعلنا نهتز ونفقد السلوك المعقول . إن مكياج العار يغطى وجه كل منا . إذا تركنا بعضنا في سراديب الإهمال . اننا نقتل ابداع بعضنا بالصمت او التجاهل او " الواسطة " ان الجيل القادم سوف يتهامس علينا.

آه يا مصر . الوطن .

القلب النادر . نحن نشتاق أن تعودي لنا .. في قلب كل منا سرنا يا مدينة التاريخ المجهد نبحث عن الحقيقة

أي مدينة أنت يا قاهرة يا مدينة الذهول .. والعلم ..

والهذيان والسر والإنسان يا تاريخ النضال وروح الفقراء ..

 

 


 

20 / 2 / 1983

سبوت لايت

هجرة الفنان العربي

من السهل أن تكون لصًا ، ومن الصعب أن تكون شريفًا وصادقًا ، وكثيرًا ما يحدث أن يأتي أي نصاب أجنبي يدعى أنه خبير وينصب علينا ويرحل ولكن عندما نجد شخصًا عربيًا صادقًا نسخر منه ومن خبرته و لا نصدقه .

ذات يوم كنت في جريدة الأهرام جالسًا مع صديقي الناقد سليمان جميل وبينما كنا نتحدث ، دخل علينا شاب في الثلاثين من عمره ، ممسكًا في يده ملفًا ، قدمه لسليمان الجميل بعد أن رحب به ترحيبًا جمًا .... وفتح سليمان جميل الملف فوجد خرائط لشوارع القاهرة ورسم طرق . فسأله ما هذا ؟ قال الشاب بأدب شديد :

هذا لحل مشكلة المواصلات بالقاهرة فقال سليمان جميل هذا شئ رائع وأغلق الملف وطلب له مشروبًا وظل ينصت له وظللنا على هذا الحال الشاب يتحدث عن أزمة المواصلات وحل المشكلة في العاصمة ونحن ننصت له بإصغاء إلا أن إهتمام سليمان جميل وطريقة حديث الشاب أثارت شكوكي ...

وبعد ساعة خرج الشاب من المكتب فنظرت لسليمان جميل بدهشة فأنا أعرفه موسيقيًا وليس وزيرًا للمواصلات فقال وهو يخلع نظارته أسفًا . هذا الشاب موسيقي موهوب بدأ يذيع أنه سيؤلف سيمفونية فأجتمع  حشد من المنافقين وظلوا يسخرون منه ويشيرون عليه أنه من الأفضل أن يتجه إلى حل مشكلة المواصلات و أخذت الجلسات الفنية تجعل منه نكتة الموسم ويطالبونه أن يحل مشكلة المواصلات أفضل من تأليف السيمفونية حتى أصيب الفتى بلوثة عقلية وكتب بحثًا عن حل أزمة المواصلات ....

كم موهبة قتلتها السخرية ؟

كم موهبة قتلها الصمت ؟

كم موهبة هاجرت من الوطن العربي ؟

وها أنذا أتذكر ما حدث ...

و أتذكر سليمان جميل الذي هاجر من الوطن العربي إلى السويد ...

وبدلاً من أن يحمي موهبة هرب ... هرب سليمان جميل لأنه لم يستطع أن يحمي موهبة الآخرين وحتى جاء الدور عليه فهاجر وهكذا نحن نقتل أولادنا بأيدينا .

 

 


 [m1]توفي صلاح عبد الصبور يوم 14 أغسطس 1981 و ليس 1982











0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More