دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
(337 )
شهادة بقلمفي عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق
دراسات نقدية وشهادات
الطبعة الأولي 2021
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
الروائى
السيد حافظ اعتمد الروائي أسلوباً محدثاً قائماً على تقنيات سردية متعاضدة عضوياً
مع الوحدات الزمنية لبنية أحداث الرواية.. حيث تتداخل الوحدات الزمنية والسردية،
وتتخطى في الوقت ذاته نظام التسلسل النمطي السائد والتقليدي، الذي درجت عليه
الرواية العربية عموماً، حيث تتقاطع الأحداث وتتداخل بحسب قناعات الروائي ومقدرته
على إقناع المتلقي، دون أن يكون خاضعا لأية محددات أو قوانين، سوى القوانين التي
تستوجبها جماليات السرد وتحقيق فعل الإقناع عند المتلقي، فالروائي يهتم أولاً
بالـ(كيفية) التي يسرد بها الأحداث، و(كيفية) وقوعها في هذه اللحظة الزمنية
بالتحديد. وتجري عملية تداخل الأحداث غالباً بالإعتماد على عنصر الزمن الذي يختلف
في الرواية من زمن استرجاعي الى زمن استباقي الى زمن افتراضي الى الزمن الآني الذي
تعيش فيه الشخصيات... وغيرها من الأزمنة التي تسهم في تفكيك وإعادة البناء الهرمي
للرواية.
ومما هو جدير بالالتفات هنا، أن البناء
المتداخل للحدث في الرواية عند السيد حافظ يتميز باستهلال خاص، يختلف في بنيته
ووظيفته عن الاستهلال في البناء المتتابع، فالسيد حافظ يفجر الحدث في الرواية، بعد
أن يكون هذا الحدث قد اكتمل، حيث يبدأ السرد بآخر الوقائع، ثم يسرد الوقائع الأخرى
دون اهتمام بالترتيب المنطقي الذي يربطها.
وتخضع
مسارات السرد في الرواية عند السيد حافظ إلى عدد كبير من الوقفات والارتدادات
والقفزات، حيث تذوب كل هذه الأشياء في البنية العميقة للرواية، مانحة القارئ دوراً
مشاركا ووظيفة فاعلة عبر إشراكه كطرف فاعل في إنتاج المعنى والهدف والغاية من
الرواية، عبر تجليات المسكوت عنه واكتشاف ما لم يقُله الروائي في نسيج السرد، أي
إعادة ترتيب الأحداث، اعتماداً على القرائن الدلالية في الرواية، فضلاً عن أبعاد
الشخصيات ودائرة علاقاتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق