دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 331 )
شهادة بقلم
د. حيدر علي كريم الاسدي
في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق
دراسات نقدية وشهادات
الطبعة الأولي 2021
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
شهادة
بقلم
د. حيدر علي كريم الاسدي
استاذ جامعي وناقد
السيد حافظ كاتب الوجع والفرح الخالد
هو من بلاد الابداع ، من بلاد
عرفت ( بالقراءة) والفن والابداع ، من شموخ الفراعنة والاهرامات ، ومن حارات السمو
والابداع والجمال ، من مصر التاريخ والعراقة ، كاتب امتدت سيرته بهدوء منقطع
النظير لسنوات خلت دون اي ضجيج سطحي او مأرب اخرى !! ولا يخلد الكتاب الكبار الا
هذه السيرة النضالية من العطاء والفكر والبذل والكتابة والكتابة والكتابة الى حد
اللعنة ، انه المصري (العربي) العالمي بنصوصه (السيد حافظ) عرفته كاتباً مبدعاً له
مكانته واحترامه هنا في بلداننا العربية ، شغل الباحثين والدارسين بنصوصه فكان
عنواناً للمجد والاجتهاد وفيا ومخلصا في قضيته التي تبناها منذ الحرف الاول الذي
نطقت به يراعه ، السيد حافظ يعي تماما هوس الكتابة وقلقها ، ويعي تماما جدلية
الصراع بين المؤلف والفكرة ، ويعي تماما اهمية ان تكون انسانا مغايرا وكاتبا
مغايراً ، فكان كذلك ، في كل نصوصه التي كتبها (للتلفزيون ، والمسرح ...الخ) كاتبا
واعيا للمحيط جدليا منذ النص التجريبي الاول له ، ومحط انظار النقاد والمتابعين ،
شغفه بالكتابة كان يطفو على كل شيء ، على غربته او اغترابه ، على وجعه وقلقه ، على
طموحاته والمه ، وعلى ارتداد ما حصل لكل المبدعين العرب (بعد نكسة حزيران) السيد
حافظ اراد وهو يتجه لمسؤولية عظيمة هي الكتابة ان يرسخ لهوية تنماز باصالتنا ولا
تجترح امبريالية ثقافية من نوع اخر ، هوية خاصة بنا نحن العرب ترسم لمسارات
ابداعية وتحرك الوجدان وتختلط ما بين جماليات الاداب والفنون واحتياجات البعد
السيسيولوجي للمواطن العربي ، ولانه ديالكتيكي لا يؤمن بالساكن والجامد من النفس
البشرية والابداع العربي ، فكانت تجربته الثرية قد مرت بمراحل عدة تمظهرت كل مرحلة
بابداع من نوع خاص ، حتى وان كانت جل تلك التجارب كان قد رسمها خارج مسارات خارطة
الوطن ، فمن المسرح التجريبي والمسرح الطليعي الى الاعمال التلفزيونية وليس انتهاء
بالصحافة ومسرح الطفل وكتابة الرواية الادبية او كتابة الرواية الحداثوية متداخلة
الثقافات والاجناس او كما يجنسها السيد حافظ (المسرواية) ، السيد حافظ ومنذ
بداياته الاولى كان كاتبا مغايرا بمعنى الكلمة حتى في بناء منظومة صياغة الشكل
المسرحي (زمانيا ، مكانيا ) بل حتى في تاثيث المضامين والدلالات في نصوصه التي
كانت صدمة مغايرة واجه خلالها مصدات عدة في بداية طريقه الابداعي ، وبخاصة في مصر
، ولم يثنه ذلك عن استمرار مسيرته الجمالية والابداعية ، السيد حافظ في بداياته
كان يحمل داخل صدره ثورتان الاولى ضد الوضع السياسي انذاك والنكسة التي المت بجميع
مبدعي ومواطني الوطن العربي والثانية هي ثورة ضد التقليدي المألوف لدى المبدع
العربي انذاك بالتعبير عن قضايا وهموم بلده ، لذا ثار على اساليب التعبير واصبح
مجربا حقيقيا يشار له بالبنان فيما بعد ، لذا يعد السيد حافظ ودون منازع اهم كتاب
المسرح العربي الذين جعلوا التجريب وسيلة لتحقيق الخطاب المسرحي على وفق تطلعات
المثقف والمواطن العربي آنذاك ، للبحث عن اصالة وتفرد من نوع خاص، تخلصنا من تبعية
الاستنساخ لشكل الكتابة ومضامينها ، السيد حافظ وبعد تجربة كتابة امتدت لخمسين
عاماً نزف خلالها ابداعا وكان يعيش حالة من تجنيد الروح والجسد (للكتابة) قدم
خلالها للمكتبة العربية انضج واجمل المؤلفات ولاسيما تلك التي تتعلق بمفصل حياتي
مهم جدا لو ركزنا عليه كثيرا لبنيت الاوطان ووعى الانسان لقضاياه المصيرية واعني
هنا كتابته لمسرح الطفل ، وهي التجربة التي تلقفها المخرجون العرب ولاسيما في
الكويت بمحبة كبيرة وقدمت عشرات النصوص لهذا الكاتب ، سواء في الخليج او في مدارس
بلده الام (مصر) فهو من الادباء والكتاب القلائل الذين يستحقون ان نوثق سيرتهم
بحروف من ذهب وان ندرجهم بفخر واعتزاز في مناهجنا الدراسية وان نقول للأجيال
المقبلة ، اننا نفخر ان لدينا كاتبا عربيا قدم زهرة عمره وافنى شبابه في سبيل
الكتابة الجادة (الكتابة المسؤولية) الكتابة التي تخرج من قلب وعقل يدرك تماما حجم
وعظم الكلمة ، كيف لا وهو السيد حافظ المحب والمخلص للكتابة منذ ان نطقت انامله
(الحرف الاول) وحتى (الان)...محبة مخلصة كبيرة له استاذا ومبدعاً ، والخلود
لنصوصه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق