دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 330 )
خصوصية التأليف لمسرح الطفل في الوطن العربي
قراءة في تجربة الكاتب المصري ( السيد حافظ)
م.م. حيدر علي الاسدي
في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق
دراسات نقدية وشهادات
الطبعة الأولي 2021
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
خصوصية التأليف لمسرح الطفل في الوطن العربي
قراءة في تجربة الكاتب المصري ( السيد حافظ)
م.م. حيدر علي الاسدي
استاذ جامعي وناقد
(مسرح الأطفال أعظم اكتشافات
القرن العشرين(
الكاتب الاميركي مارك توين
)الأطفال هم
الخالدون(
غوركي
مقدمة :
يشكل أدب الأطفال علامة فارقة من علامات الادب منذ
اللحظات الجمالية التي بدأت ترسخ وتوثق بهذا النوع من الادب وبعد ذلك لتفرعاته
كافة ، إذ شكل هذا الادب ميزة خاصة بوصفه يتعامل مع شريحة مهمة جداً ، تتطلب من
المشتغلين بهذا المجال مراعاة جوانب سيكولوجية في شخصية المتلقي لهذا النوع الادبي
الحيوي والنشط والذي ينطوي على نوع من المغايرة في اسلوب الطرح وصياغته الجمالية
والمضمونية ، وبالتالي عد أدب الأطفال من اهم الانواع المعاصرة في عملية التواصل
مع المتلقي نظرا لخصوصيته من حيث الرسائل (المرسلة) ومن حيث عملية التلقي له ،
ولان أدب الطفل تنوع واخذ اشكالات عدة من حيث التنوع الادبي وكذا التنوع القائم
على رغبات واحتياجات المتلقي (الطفل) وبالتالي هذا افضى لتنوع بالتناول والصياغات
والأساليب وبناء المضامين على اسس انواع ادبية متغايرة الشكل ، فكانت هناك قصص
سردية واناشيد غنائية وايضا ثمة نصوص مسرحية معنية بهذا المجال ، ورغم وجودها متأخرة
من حيث النظرة التاريخية لاكتشاف النص المسرحي كنص مؤلف ، الا ان وجودها المعاصر
اثبت علو كعب من حيث الاهمية وبخاصة في بلداننا العربية ومنها مصر على وجه التحديد
، وبلدان الخليج العربي كذلك ، إذ لمع كاتباً مهماً في هذا الميدان ، وانشغل كثيرا
بهذه المسارات واعطى من عمره سنوات طويلة للكتابة لمسرح الطفل وبجدارة وسمو ابداع
دفعنا للكتابة عن تجربته الثرية بهذا الاطار انه الكاتب المسرحي المصري (السيد
حافظ) سنتناوله عبر هذا المؤلف ونثري تجربته بالقراءة والتحليل ليكون هذا الكتاب
مرجعا مهما لدارسي تجربة هذا الكاتب العربي المهم ولكل المتخصصين بمجال مسرح الطفل.
السيد حافظ وخصوصية التأليف المسرحي للأطفال
مصر الابداع والتألق منذ القدم وكانت دوماً تأخذ سبق
الريادة في مختلف الفنون والاداب ، فهذا الرحالة الرحالة (كارستن نيبور) الذي زار الإسكندرية
1761 واوضح بان فن الاركوز وخيال الظل كانا منتشران انذاك ، كما ان المسرح وفد
الينا أول ما وفد من الغرب عن طريق الرواد الاوائل مارون النقاش وابو الخليل
القباني ويعقوب صنوع ، ولكن النسخ الاول جاء لشكل المسرح ولم تقم الفرادة والاصالة
في عناصر المسرح الا فيما بعد، فكانت النصوص الاوائل هي نصوص غربية او اعداد من
نصوص غربية ، ومرحلة التأليف مرحلة لاحقة لاستيراد المسرح وحتى محاولات التجديد
والتجريب اللاحقة قد ارتفعت اصواتها من مصر الابداع ، فخرجت دعوات عدة لتبني
اشكالا كتابية ذات هوية وخصوصية عربية ، بالاستناد لموروثنا العربي ، وهذا الامر
كذلك يسجل لمصر من حيث الريادة في عملية السعي للتجديد ، كما ان هناك مراحل مر بها
الوطن العربي كان يحتاج ترسيخ الهوية العربية القومية فانتهل من التراث موضوعات
للتأليف المسرحي الموجه للأطفال وهو ما فعله الفريد فرج بمسرحية على جناح التبريزي
وتابعه قفه لكي تكون ملائمة للأطفال في محاولة منه لتقريب الف ليلة وليلة بصورة
كتابة مسرحية للأطفال ، ولكن هذا لا يخفي التاريخ الحافل لمصر في مجال المسرح
المدرسي مثلاً ، إذ ان تاريخ المسرح المدرسي في مصر رسميا يعود إلى عام 1936 عندما
تقدم رائد المسرح المصري زكي طليمات بعد عودته من أوربا ((بمذكرة إلى
وزارة المعارف تنصّ على طلب إنشاء فرق تمثيلية في المدارس الثانوية المصرية، وفي
العام 1941 وافقت وزارة المعارف العمومية على إقامة مباريات المسرح المدرسي ،
وبعدها أصبح هناك إدارة تابعة للنشاط المدرسي أطلق عليها عام 1942 اسم دائرة
التربية المسرحية ، ولعل وزارة المعارف هي أول مؤسسة حكومية اهتمت بالمسرح))([1])
وثمة من يرى ان بداية المسرح المدرسي في مصر على يد رائده محمود مراد في بداية
القرن الماضي أسوة بباقي دول العالم المتحضرة آنذاك.كما ان في مصر كانت بداية مسرح
الطفل الحديث وذلك من احضان المدرسة كما يؤكد ذلك (محمد حامد ابو الخير) في كتابه
مسرح الطفل. وحتى البدايات في مسرح العرائس (ويضم العرائس القفازية التي ترتدى
باليد ، عرائس الماريونت، عرائس خيال الظل وتحرك خلف الستار) كانت منطلقها من مصر،
رغم ان جزء كبير منها يتعلق بالأطفال كمسرح ، ولكن تعد بداية مسرح العرائس الرسمية
عام 1985 حين حضور فرقتان من رومانيا وتشيكوسلوفاكيا ودربت بعض اصحاب المواهب في
فن تصميم العرائس ، كل تلك المؤشرات تشكل علامة ريادية لمصر ،
إذ حسب المصادر التاريخية التي اظهرت بروز هذا النوع من المسرح عند المصريين
القدامى في عهد الفراعنة وعند الصينيين واليابانيين وبلاد ما بين النهرين وتركيا،
بيد انه يجب الاشارة الى أن اليابانيين هم من تفننوا فيه وابدعوا واضافوا له بعداً
جمالياً.
ومن خلال
التنقيب تم اكتشاف لعب مصرية قديمة على شكل عرائس كان يستخدمها الأطفال للمتعة
والترفيع ، فقد لاحظ (بول مكفرلين) هذا الامر موضحا ان ((التنقيب في البلاد
اليونانية والايطالية ادى الى اكتشاف دمى صغيرة مصنوعة من صلصال محروق في الشمس
ولها مفاصل تتحرك بواسطتها، أما رؤوسها فقد ربطت بأناشيط لتعلق منها، ولم تكن هذه
العرائس أكثر من دمى يلعب بها الأطفال ))([2]).حتى
ان خيال الظل هو الاخر ارتحل عبر مجموعة دول ومناطق ليستقر في الوطن العربي وينتقل
للهند والصين والقبائل التركية الشرقية ومن ثم الى بلاد فارس ، تلقته آنذاك مصر
ونشرته في شمال افريقيا وهي علامة فارقة في الانتشار تسجل لمصر كذلك.
ورغم ما تقدم الا ثمة من يرى ان أن البدايات الأولى
الفعليّة لمسرح الأطفال العربيّ ربما تعود إلى الرائد المصري الشاعر محمد الهراويّ
( 1885م – 1939) الذي لم تلق أعماله الرائدة استجابة واسعة وسريعة، باستثناء بعض
أنشطة المسارح المدرسيّة التي بدأت في تتبع خطواته، حتى ظهر تيار مسرح الطفل بشكل
أقوى مع بداية فترة الستينيات تقريبا، في رؤية فنية بدأت تتخلى عن الجانب المدرسي
وأخذت في تعميق جوانب الدراما، وقد كان هذا التطور بمشاركة مع مجموعة من الأدباء
الكبار مثل الأديب السوريّ عادل أبو شنب وكذلك المغربيّ علي الصقلي والتونسي،
مصطفى عزوز([3])
وكذا فقد كتب محمد الهراوي للأطفال فأصدر عام 1924 أربعة
أجزاء من (أغاني الأطفال) ويعد أول شاعر عربي نذر نفسه للكتابة للأطفال شعراً
ومسرحا شعريا، وأما كامل كيلاني وجه اهتمامه عام 1927 إلى فن أدب الأطفال إذ ترجم 250 قصة للأطفال
منها مصباح علاء الدين وحي بن يقظان ونوادر جحا، وغيرها، وتمت مسرحة مجموعة من
قصصه وقدمت كعروض لمسرح الطفل. وبعد ذلك بدأ المصريون بالاهتمام الكبير في مجال
الكتابة وبخاصة نهايات الستينات من القرن الماضي، إذ تم انشاء أول مسرح للأطفال
عام 1964 وتم تقديم مسرحية (الحذاء الأحمر) لهانزان رسون، ولكن بعد عام
1968البداية الحقيقية لمسرح الأطفال في مصر، ومن الأغراض الرئيسة للمسرح
المدرسي عام 1943 كما حددتها وزارة المعارف المصرية هي:
1-
إنهاض اللغة العربية وإذاعة محاسنها.
2-
تعليم الطلبة حسن الإلقاء نظمًا ونبرًا.
3-
زيادة المحصول الأدبي – والعلمي والتاريخي لدى الطلبة.
4-
أن يكون أداة للتهذيب وأحياء المثل العليا في نفوس
الطلبة.
5-
أن يكون أداة تسلية بريئة ومهذبة.
6- تنمية روح الاجتماع والتعاون
بين الطلبة وتمكينهم من ممارسة بعض الفنون المتصلة بالمسرح
7- تنمية الذوق واستثارة باعث
الجمال([4])
السيد حافظ والكتابة للمسرح:
واحد من الكتاب المهمين في مصر ممن نذر نفسه لمسرح الطفل
وتألق في هذا المضمار ليس في مصر وحسب بل في العديد من البلدان العربية ولاسيما
الخليجية منها، الا وهو الكاتب (السيد حافظ) هو من بلاد الابداع، من بلاد عرفت
(بالقراءة) والفن والابداع، من شموخ الفراعنة والاهرامات، ومن حارات السمو
والابداع والجمال، من مصر التاريخ والعراقة، كاتب امتدت سيرته بهدوء منقطع النظير
لسنوات خلت دون اي ضجيج سطحي او مأرب أخرى !!
ولا يخلد الكتاب الكبار الا هذه السيرة النضالية من
العطاء والفكر والبذل والكتابة والكتابة والكتابة الى حد اللعنة ، انه المصري
(العربي) العالمي بنصوصه (السيد حافظ) عرفته كاتباً مبدعاً له مكانته واحترامه هنا
في بلداننا العربية ، شغل الباحثين والدارسين بنصوصه فكان عنواناً للمجد والاجتهاد
وفيا ومخلصا في قضيته التي تبناها منذ الحرف الاول الذي نطقت به يراعه ، السيد
حافظ يعي تماما هوس الكتابة وقلقها ، ويعي تماما جدلية الصراع بين المؤلف والفكرة
، ويعي تماما اهمية ان تكون انسانا مغايرا وكاتبا مغايراً ، فكان كذلك، في كل
نصوصه التي كتبها (للتلفزيون ، والمسرح ...الخ) كاتبا واعيا للمحيط جدليا منذ النص
التجريبي الاول له ، ومحط انظار النقاد والمتابعين ، شغفه بالكتابة كان يطفو على
كل شيء ، على غربته او اغترابه ، على وجعه وقلقه ، على طموحاته والمه ، وعلى
ارتداد ما حصل لكل المبدعين العرب (بعد نكسة حزيران) السيد حافظ اراد وهو يتجه
لمسؤولية عظيمة هي الكتابة ان يرسخ لهوية تنماز باصالتنا ولا تجترح امبريالية
ثقافية من نوع اخر ، هوية خاصة بنا نحن العرب ترسم لمسارات ابداعية وتحرك الوجدان
وتختلط ما بين جماليات الاداب والفنون واحتياجات البعد السيسيولوجي للمواطن العربي
، ولانه ديالكتيكي لا يؤمن بالساكن والجامد من النفس البشرية والابداع العربي ،
فكانت تجربته الثرية قد مرت بمراحل عدة تمظهرت كل مرحلة بابداع من نوع خاص، حتى
وان كانت جل تلك التجارب كان قد رسمها خارج مسارات خارطة الوطن ، فمن المسرح
التجريبي والمسرح الطليعي الى الاعمال التلفزيونية وليس انتهاء بالصحافة ومسرح
الطفل وكتابة الرواية الادبية او كتابة الرواية الحداثوية متداخلة الثقافات
والاجناس او كما يجنسها السيد حافظ (المسرواية) ، السيد حافظ ومنذ بداياته الاولى
كان كاتبا مغايرا بمعنى الكلمة حتى في بناء منظومة صياغة الشكل المسرحي (زمانيا ،
مكانيا ) بل حتى في تاثيث المضامين والدلالات في نصوصه التي كانت صدمة مغايرة واجه
خلالها مصدات عدة في بداية طريقه الابداعي ، وبخاصة في مصر ، ولم يثنه ذلك عن
استمرار مسيرته الجمالية والابداعية ، السيد حافظ في بداياته كان يحمل داخل صدره
ثورتان الاولى ضد الوضع السياسي آنذاك والنكسة التي المت بجميع مبدعي ومواطني
الوطن العربي والثانية هي ثورة ضد التقليدي المألوف لدى المبدع العربي آنذاك
بالتعبير عن قضايا وهموم بلده ، لذا ثار على اساليب التعبير وأصبح مجربا حقيقيا
يشار له بالبنان فيما بعد ، لذا يعد السيد حافظ ودون منازع اهم كتاب المسرح العربي
الذين جعلوا التجريب وسيلة لتحقيق الخطاب المسرحي على وفق تطلعات المثقف والمواطن
العربي آنذاك ، للبحث عن اصالة وتفرد من نوع خاص، تخلصنا من تبعية الاستنساخ لشكل
الكتابة ومضامينها، السيد حافظ وبعد تجربة كتابة امتدت لخمسين عاماً نزف خلالها
ابداعا وكان يعيش حالة من تجنيد الروح والجسد (للكتابة) قدم خلالها للمكتبة
العربية انضج واجمل المؤلفات ولاسيما تلك التي تتعلق بمفصل حياتي مهم جدا لو ركزنا
عليه كثيرا لبنيت الاوطان ووعى الإنسان لقضاياه المصيرية واعني هنا كتابته لمسرح
الطفل ، وهي التجربة التي تلقفها المخرجون العرب ولاسيما في الكويت بمحبة كبيرة
وقدمت عشرات النصوص لهذا الكاتب ، سواء في الخليج او في مدارس بلده الام (مصر) فهو
من الادباء والكتاب القلائل الذين يستحقون ان نوثق سيرتهم بحروف من ذهب وان ندرجهم
بفخر واعتزاز في مناهجنا الدراسية وان نقول للأجيال المقبلة ، اننا نفخر ان لدينا
كاتبا عربيا قدم زهرة عمره وافنى شبابه في سبيل الكتابة الجادة (الكتابة
المسؤولية) الكتابة التي تخرج من قلب وعقل يدرك تماما حجم وعظم الكلمة ، كيف لا
وهو السيد حافظ المحب والمخلص للكتابة منذ ان نطقت انامله (الحرف الاول) وحتى
(الان).
إن السيد حافظ عشق وتعلق كثيرا بالكتابة للأطفال ، ويعبر
عن ذلك بقوله: إن كاتبا ينهض كل صباح ليرى الشمس طفلا… وأرى هؤلاء الأطفال الصغار
الرضع الحلم في أن يكون أحدهم أنشودة هذا الوطن الذي يخلصه من الجوع ويحرره من
الحزن … الأطفال هم صوت الإخضرار الذي ينادي أعماق الكاتب العربي كي يستيقظ ويقاوم
ويكتب كالعصفور … إنك بالكتابة للأطفال تدق باب المستقبل باب الصحوة التي ماتت
فينا . كما يقول : (( إنني طفل كبير.. وجدت نفسي مع الأطفال فكتبت لهم.. فحققت
معهم شيئا خطيرا.. لم أصدقه يحفظون مسرحياتي من أول سطر حتى آخر سطر.. يحفظونها و
يشترونها بأعلى سعر.. الأطفال يسحرونني بتقبلهم مسرحياتي وسرعة استجابتهم لأعمالي))([5])
السيد حافظ يقول انه بدأ ((مخرجا لمسرح الطفل
في عام 1968 حيث قمت بتجربة مع أطفال ملجا العروة الوثقى في الإسكندرية والذي
بجوار مدرسة الصنايع الثانوية (محمد علي) في الشاطبي وقمت بأعداد قصائد ناظم حكمت
وبريخت والتي تدعو الى التعلم ومواجهة الامية الابجدية وكان المسرح عبارة عن فصل
او عنبر خالي من السرائر على حصير ثم طلبت ان تأتي البنات مع الاولاد لكي لا يكون
المسرح ذكوري...... وكانت تجربة مهمة للتعرف على عالم اليتامى في الملاجئ وكانت
موحية لي لكتابة مسرحية حبيبتي انا مسافر والقطار انت والرحلة الانسان))([6])
وأشرف على ادارة قطاع الدراما والمسرح بالثقافة
الجماهيرية بالإسكندرية في الفترة من 1974-1976 وبعد ذلك سافر الى الكويت منذ عام
1976 م وحتى 1986 ميلادي ((للعمل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون وهناك
حصل على جائزة احسن مؤلف مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحيته سندريلا كما عمل
هناك محرر بجريدة السياسية الكويتية لمدة سبعة اعوام وبعد عودته من الكويت اسس
بمصر مركز الوطن العربي للنشر والاعلام (رؤيا) كما حصل على منحه تفرغ من وزارة
الثقافة عام 1994 بدرجة رائد من رواد المسرح العربي كما شغل منصب مدير تحرير مجلة أفكار
بالقاهرة عام 1995))([7])
إن السيد حافظ مواليد الإسكندرية وقد اسهم واسس فرقة
المسرح الطليعي بالإسكندرية واخرج لها العديد من المسرحيات واشرف على ((ادارة
قطاع الدراما والمسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية في الفترة من 1974-1976 م
ثم سافر الى الكويت منذ عام 1976 حتى 1986 للعمل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون
وهناك حصل على جائزة احسن مؤلف مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحيته سندريلا
كما عمل هناك محررا بجريدة السياسة الكويتية لمدة سبعة اعوام وبعد عودته من الكويت
اسس بمصر مركز الوطن العربي للنشر والاعلام رؤيا كما حصل على منحة تفرغ من وزارة
الثقافة عام 1994 بدرجة رائد من رواد المسرح العربي))([8])
وفي مجال الكتابة للمسرح التجريبي فقد كتب السيد حافظ
للمسرح التجريبي عدة مسرحيات ومنها كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى ومسرحية وحدث
كما حدث ولم يحدث اي حدث ومسرحية هم كما هم ولكن ليسوا هم ومسرحية علمونا أن نموت
وان نحيا ومسرحية الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء ومسرحية حبيبتي أنا مسافر
والقطار أنت والرحلة الإنسان ومسرحية حبيبتي أميرة السينما ومسرحية إشاعة و6
مسرحيات فصل واحد ومسرحيات سيمفونية المواقف وهي مجموعة تضم 5 مسرحيات تجريبية فصل
واحد ومجموعة الخادمة والعجوز (6 مسرحيات تجريبية) ومسرحية المفتاح ومسرحية علمونا
ان نموت وتعلمنا ان نحيا ومسرحية سيزيف القرن العشرين ومجموعة الأشجار تنحني
أحيانا (7 مسرحيات تجريبية) ومسرحية يا له من عالم مظلم بارد متخبط ومسرحية بوابة
الميناء ، كما ان العرض الاول لمسرحيته (كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى) واجه
اشكالات كبيرة في مصر ورفض كبير وسخرية لاذعة من القائمين على الحراك المسرحي والثقافي
هناك الا قلة نادرة وقفت مع فن السيد حافظ وقد قدم السيد حافظ لمسرح الطفل عدة
مسرحيات منها الشاطر حسن وعلي بابا وسندريلا وابو زيد الهلالي وسندس وعنترة بن
شداد وفرسان بني هلال وقميص السعادة واولاد جحا وقطر الندى والاميرة حب الرمان
والاميرة نتوسة والعم كمال وحمدان ومشمشة ومسرحيات أخرى([9])
قدم للسيد حافظ في الكويت عدة مسرحيات للأطفال ومنها
سندريلا عام 1983 والشاطر حسن 84 وسندس 85 ومحاكمة علي بابا عام 85 واولاد جحا 86
وحذاء سندريلا 86 وعنترة بن شداد 87 وفرسان بني هلال 87 وبيبي والعجوز 88 واخيرا
الساحر حمدان 96 تعد اولى مسرحياته هي مسرحية (سندريلا) وبهذا الصدد يقول السيد
حافظ ((أريد هنا الإشارة إلى نقطة واحدة وهي أن حكاية سندريلا ليست
غريبة عن واقعنا العربي كما هي ليست غريبة عن الكويت وموروثها الشعبي . فقد اثبت
الدكتور محمد رجب النجار في بحثه حول حكاية سندريلا أنها جاءت ضمن 38 حكاية مستمدة
من التراث الموجود في أنحاء العالم من هنا أريد التأكيد على أن حكاية سندريلا ليست
غريبة عن الكويت. فكثير من القصص الشعبية الكويتية لها جذور تحمل حكاية سندريلا
التي نقدمها في هذا العمل المسرحي))([10])
ويقول السيد حافظ : انتقلت من مرحلة الكتابة للمسرح التجريبي الى مسرح الطفل وهنا
شعرت بالفرح والامل والنجاح الذي لم يسبق له مثيل عندما حققت أول مسرحياتي ارباحا
تصل الى مليون دولار : مسرحية سندريلا.
إن أسلوب كتابة السيد حافظ لنصوص مسرح الطفل يختلف
كثيراً عن اسلوب الكتابة المعتادة في مسرح الطفل بصورة عامة ، فهو يحاول ان يرتقي
بمستوى وعي الطفل ويشركه بقضايا مهمة تخص بلده وخصوصيته بالحياة ، إذ ان السيد
حافظ يؤمن ان الطفل لا يتفاعل او يرحب ((كثيرا بالنصيحة المباشرة ولهذا
اعتمد منهجا تربويا يتسلل بلطف وخفة الى نفس الطفل وذلك حتى لا يثير فيهم نوازع
الرفض والاحتجاج على الاوامر والنصائح المباشرة ولهذا فهو يحاول تغذيتهم فكريا
ومعرفيا وجماليا لكن بطريقة فنية ايحائية تشبع فيهم حاجاتهم الجسمية والنفسية
والاجتماعية والميتافيزيقية))([11])
أي ان السيد حافظ يخاطب عقول وقلوب الأطفال ، بطريقة يسعى خلالها لشدهم لأفكاره
واسلوب طرحه ، وبالتالي لا يبني خطابه على ما هو وعظي سطحي مباشر ازاء الأطفال ،
لئلاً يقع في مغبة اكتشاف الأطفال بانهم امام واعظ وناصح يملي عليهم ما يجب ان
يكونوه.
فالكتابة الدرامية لدى السيد حافظ تستهدف صياغة الواقع
صياغة جمالية وفنية ((متمردة على كل الاشكال التقليدية لكتابة المسرحية من خلال
ادواتها الخاصة ومن خلال فهممها وادراكها الجمالي لهذا الواقع))([12])
فهو يحاول ان يجرب على مستوى (الشخصيات) والامكنة والازمنة ، وحتى محاولاته في
توظيف التراث انما تأتي على وفق رؤيته المتسمة بالطابع البيئي العربي ومتطلباته
الزمكانية ، في عملية صياغة الرسائل الموجهة للطفل بهذا الطابع العربي. والمتتبع
للعمل الدرامي الموجه للطفل عند السيد حافظ يلحظ اهتمامه ((بالمضمون
حيث يقدم افكارا مناسبة لابناء مجتمعه في قالب فني يعيد فيه ذكريات طفولته ويجددها
في الناشئة))([13])
رغم ذلك فهو يقدم اشكالا كتابية يتنوع فيها الطرح ويبقى التركيز على الثيمة
المركزية التي يعتمدها الكاتب في عمله المسرحي، وهي تحمل قيم عالية ، تسعى للتواصل
مع الطفل واشراكه بالافكار المطروحة في بنية النصوص المسرحية. مع هذا فقد جاء مسرح
الطفل لدى السيد حافظ مسرحا ((تحريضيا سياسيا خرج به السيد حافظ من
عباءة القيم التربوية والتوجيه الاخلاقي ليعلم الأطفال معنى الحرية والوحدة
والمقاومة وهي القيم التي لابد ان يتزود بها صناع المستقبل))([14])
وهو يقترب كثيراً من مفهوم بريخت للمسرح ، وهو ما يتضح في العديد من النصوص
المسرحية التي قدمها السيد حافظ للأطفال ، إذ ثمة سعي حثيث ورؤية واضحة لمحاولة
اشراك الناشئة بالأفكار المطروحة ومحاولة تغيير سلبياتها وتعزيز ايجابياتها والتأكيد
على ان المسرح ما يطرحه ليس سوى تجاربنا الحياتية سوى من ذاكرة التاريخ والموروث
او من حياتنا المعاصرة وما تعتريها من تناقضات.
إن السيد حافظ قدم مسرحية عنتر بن شداد وابو زيد الهلالي
وهي لمرحلة الطفل الذي يشغف في البطولة كما تقدم فالسيد حافظ عارف تماما
بالاحتياجات السيكولوجية والتربوية للأطفال وبالتالي يبني نصوصه على هذا المنوال
العلمي والموجه في الكتابة ، كما ان السيد حافظ اعتنى كثيرا بالتراث واستلهم منه بوصفه يحاول
ايجاد هوية عربية ذا خصوصية من خلال هذا التراث وبوصف الأطفال بناة المستقبل ،
وكانت سمات الكتابة لديه واضحة في جميع نصوصه رغم انضوائها على التجريب الى انها
تتسم بالبساطة الدالة ، إذ ان لغة الحوار عند السيد حافظ ((اتسمت بالوضوح
والمباشرة في ايصال الافكار لجمهور عريض الأطفال فلم يشبها اي غموض او تكلف ومجمل
هذا فان لغة الحوار قد عبرت عن افكار الشخصيات واهدافها ، كانت لغة بسيطة معبرة عن
دوافعها وطموحاتها بكل المستويات العمرية المتنوعة))([15])
وغالباً تكون لغة قصيرة (تلغرافية) تتلاءم ووساعة صدر الطفل في عملية التلقي
للحوارات في بنية أي خطاب ، فضلا عن الخطاب المسرحي.
وكذلك تتنوع مصادر ابداع الأديب السيد حافظ ومنها (
الواقع، الخيال، الاساطير والحكايات الشعبية) فالواقع هو ما يستند اليه المؤلف من
مواضيع تتصل بواقع الوطن العربي والتناقضات الحاصلة فيه واهم مشاكله وبؤر الحلول
التي يسعها لترسيخها ولاسيما في طرحه لمواضيع حب الوطن او خيانته او الفساد في منظومة
السلطة أي انه ينتخب مواضيع اشكالية من الواقع وليس كل الواقع، اما الخيال فيهرب
به الإنسان من الواقع، وهو صفة مهمة يتمتع بها الإنسان ، فحافظ يلجا للخيال محاولا
تجاوز الواقع ، ولم يأت ذلك من فراغ بل من دراية وقراءة وخبرة
.اما التراث فمصدر زاخر بالحكايات ، فهو
يربط الحاضر بالماضي ، ومن تمثلاته الحكايات الشعبية التي استلمها الكتاب بنصوصهم.
وبخاصة الف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ، ومن التراث الشعبي للحكايات نصوص السندباد
وعلاء الدين وحكايات جحا والتي تعد بيئة خصبة للكتابة لمسرح الطفل لذا عمد السيد
حافظ لتوظيف تلك الحكايات وبعضهم من الف ليلة وليلة (الشاطر حسن) وبعضها من التراث
الغربي (سندريلا). وكذلك من مصادر مسرح الطفل الاساطير وما تحتويه من معلومات
هامة،واستخدم حافظ التناصات والتوظيفات والتضادات والجناس والتشبيه والطباق
والشعرية والسردية والتداخلات في بنية نصوصه لمسرح الطفل ، كما ان الموسيقى تستمد
من النغم اللغوي في بناء نصوص السيد حافظ.
ولأن السيد حافظ عاش غربة تشبه غربة السياب في الامارات والكويت يرى ان((الحب نفسه الذي
كان يكنه السياب للوطن وفجر حدوده في قصيدته غريب على الخليج مثلا سبق وان اخرجه
حافظ من غمد مسرحياته وامتشقه وظل يشهره في وجه كل حاقد وناقم على الوطن))([16])
وهو ما يتوضح في عدة ثيم وقيم زرعها السيد حافظ في اغلب نصوصه التي كتبها للأطفال
، كانت قيمة الوطن وحب الوطن عليا وواضحة ومهيمنة.
إن السيد حافظ كاتب يتمتع بالموهبة الكبيرة في مجال
الكتابة للأطفال مكنته من صناعة نصوص اتسمت بالشمولية في تاثيثها مما جعل العديد
من المدارس تقدمها على مدار سنوات، فهو يكتب نصوص تتسم بالكونية في طبيعة احداثها
وافكارها واتقان صناعتها منذ المشهد الاستهلالي وحتى غلق الستارة وبتناغم حيوي مع
المراحل العمرية للأطفال، ذلك بوصف الكتابة للأطفال تحتاج الى ((موهبة من
قبل الخالق ، ولا يستطيع احد ان يحدد أدب الأطفال ، الأطفال هم الذين يحددون ادبهم
، كما وجدنا كثيرا من الكتب كتبت للكبار ولكن مع مرور الزمن صارت مقبولة بين
الصغار))([17]) وهو ما يتلخص من تجارب الكتابة في نصوص السيد حافظ
المسرحية الموجهة للأطفال ، إذ تشعر احيانا انها موجهة بشكل مزدوج الى الكبار والأطفال
، الى الأباء والابناء.
تحليل النصوص المسرحية التي قدمها السيد حافظ
لمسرح الطفل)
تحليل مسرحية (فستق وبندق)
مسرحية (فستق وبندق) من المسرحيات التي كتبها السيد حافظ
ضمن مسرح الطفل ، ولكنها ذات موضوع كبير جداً وجريء بذات الوقت وطرح برؤية عالية
جداً ، إذ ان المتلقي لذلك النص المسرحي أول ما يتبادر الى ذهنه ان رسالة المسرحية
موجهة الى (الأباء) اكثر مما هي موجهة للأطفال الا ان بطلي هذه المسرحية هما
الطفلان (فستق وبندق) طفلان شقيان ، يعكسان تصرفات ابويهم على سلوكياتهم، والسيد
حافظ في هذا النص وبقية نصوصه يخلط بين ما هو عامي وما هو فصيح ، ولكن لغته
العامية هي (لغة) مطوعة ، لغة وسطى في بناء الحوار المسرحي وعملية التواصل بين
شخوص هذه المسرحية (فستق ، بندق ، نبوية) ويرسم مسار التأثيث للنص من خلال
الارشادات المسرحية المتوزعة على امتداد المسرحية ومدى علاقة مشكلة (موضوع)
المسرحية مع الاطراف المتجاذبة في هذا النص المسرحي وهو يرسم لتصاعد الاحداث عبر
الاشارة الى استخدام الاغاني المتسقة مع الوحدات الموضوعية في بناء النص إذ يعمد
حافظ في مسرحيته الى رسم نموذجي لخط التصاعد في الحدث الدرامي وبناءه بناء محكم،
وتختلط في هذا النص اللغة الشعرية والشاعرية، رغم ان الموضوع كما اشرت جريء بعض
الشيء ويحمل عواقب كذب الأباء وانعكاس ذلك على سلوكيات أطفالهم (الاشقياء) وكأنه
يومئ الى نظريات تربوية ونفسية بهذا الصدد ومنها نظرية (التعلق) ومدى تعلق الابناء
العاطفي بسلوكيات الأباء ولكن بصورتها السلبية وهذا ما يتوضح في بعض جزئيات هذا
النص المسرحي. ولا يخو النص من اللمحات التربوية التعليمية كما في (انت بتعيب عليا.. حطروح النار...)، كما تطرق المؤلف الى
موضوع النطق الخاطئ للحروف من قبل الأطفال وتنمر الأطفال الاخرين على مثل هؤلاء
وسلبية هذا الموضوع. كما في حوارات: قل شوف وليس (سوف). وهذا ما يميز نصوص السيد حافظ،
إذ انه يكتب اللمحات الاخلاقية والتربوية ضمن اندراج الحوارات في سياق النص
المسرحي ولا يجعل ذلك (خطابات متركزة) مملة، يشعر من خلاله الطفل انه امام مواعظ
اخلاقية ملقاة على عاتقه عنوة، كما في طرح بعض مفاهيم حب العائلة في مسرحية فستق
وبندق (أنا الطيب. اسمي بندق اطيب أولاد البيت. أحب فستق احب بابا أحب ماما.. وأحب
خالي لما يجيني بكيس شكولاتة..)
وكذا في عملية البحث عن الجدية في موضوع الدراسة
وترسيخها كفكرة ايجابية في عقول الأطفال ونقد العملية المعاكسة السلبية الا وهي
الانشغال باللعب على حساب الدراسة ، وهو يريد بذا ، ايصال خطابه للأطفال عبر عرض
ما هو ايجابي وسلبي بطريقة موضوعية ضمن درامية العمل المسرحي.
"إزاى وبابا قايل كل واحد يذاكر
ما احنا نذاكر شوية ونلعب شوية
بس بابا قال ذاكروا وما قلش العبوا"
ويستمر بهذا المنوال من تقديم اللمحات ضمن الحوارات
المسرحية مجمعا بذلك مجموعة سلوكيات ايجابية وسلبية وموزعها على الحوار بطريقة لا
يشعر معها الطفل انه امام مواعظ محشورة ومحشوة عنوة له في هذا الخطاب المسرحي كما
في عملية التلصص على اشرطة التسجيل التي يخبئها الاب في نص مسرحية فستق وبندق ،
ذلك بوصف هذا الخطاب المسرحي يتسم بخصوصية كونه موجه للأطفال. والمسرحية هذه
بالذات تركز على فكرة الأطفال الاشقياء ومدى تمثل هذا السلوك جراء (كذب) الأباء إذ
يقول فستق في هذا النص "فستق: وانتوا اللى بتعلموها"
إن الأبوين يكذبون على الأولاد وهذه النتيجة ، أي أن الأطفال
الأشقياء نتيجة خالصة من تربية مغلوطة نتاجها كذب الأباء وتزيف الحقائق امام أطفالهم
، وهي رسالة تربوية اخلاقية جميلة قدمها الكاتب باسلوب مشوق ومغاير لطريقة الطرح
المقدمة في مسرح الطفل بصورة عامة.
تحليل مسرحية (سفروته في الغابة)
المسرحية تفتتح باغنية للمجموعة ، وسفروته والبطة
والثعلب والارنب والحمار ، وهي من نوع المسرحيات المؤنسنة ، والتي ينطلق فيها
المؤلف من جعل الحيوانات ناطقة مثل الشخصيات البشرية ، إذ كانت مقدمة النص هذا
كلها عبارة عن اغاني استعراضية تقدمها شخصيات النص المسرحي.
"سفروته : اسمي سفروته ....اصغر
بنوته
حلوة
وكتكوته .....شاطرة في اللبس"
يقدم في بداية المسرحية المؤلف (شخصياته ) كما جرت
العادة في العديد من نصوص مسرح الطفل ، اي التعريف المباشر عن الشخصية (عبر
الحوار) لتواشج العلاقة التواصلية
مع الطفل عبر معرفة ما يدور من احداث تسببها تلك الشخصيات المسرحية في هذا النص
ومرجعياتها واسباب فعلها لتلك الاحداث.
وينطلق النص من بحث الحيوانات عن مخلص لهم من (مشاكل)
الثعلب الذي يزعجهم كثيراً والذي يخطف ويسرق ويمارس التعسف ضد الضعفاء والفقراء ،
وهذه سلوكيات وصفات انما تأخذ منحى بشري يطرحها المؤلف بشكل مؤنسن لان الطفل
يتفاعل وينجذب للشخصيات الحيوانية لانه تفاعل معها سابقا في (الرسوم المتحركة)
والتي تشكل هيمنة كبيرة على ذهنية الطفل العربي بالذات، وبالتالي ينجذب لما تطرح
تلك الحيوانات من اراء وخطاب ، فيطرحون فكرة المنقذ لهم من شر الثعلب ، الا وهو الإنسان
ولكن الكلب يعترض:
"الكلب : الإنسان دا اصله عقله
كبير وشره اكبر من الثعلب"
"الارنب
: الإنسان ياما عمل حاجات اغرب من الخيال"
ويتداخل في هذا النص الاسلوب الشعري مع الحوارات ، لينتج
نص مسرحي مليء بالغنائية وموسيقى الايقاع الذي يلائم ذوات الأطفال الذين ينجذبون
لهذه الأساليب في عملية تقديم الافكار لهم، بوصفهم يتمتعون بإحساس مرهف عالي بريء
يتناغم مع كم المشاعر الغنائية المطروحة في العمل الابداعي المسرحي الموجه لهم.
كما في (حوارات البطة والثعلب):
"الثعلب : انا تعلب التعالب
بدقن وشوارب
انا شاطر في المقالب
ولا في حد بيغلبني
امشي على ايدي ورجلي
كل اللي يشوفني بيجري
وبلف في بحرى وقبلى
ولا حد فيكم سابقني
انا تعلب
التعالب"
ليدخل الصياد عبد الجبار بعد ذلك بحوار غنائي شعري مع
اخته الصغرى ( سفروته) ، وفي هذا النص بالذات ثمة العديد من الحوارات الغنائية ،
التي يسعى المؤلف لخلق ايقاعية موسيقية من خلالها تنفذ للأطفال اكثر من الحوارات
النثرية، ولكن ثمة خيط رفيع من انفلات المسرحية من موضوعيتها (وثيمتها) واتكائها
على الغنائية الاستعراضية وبين الجمع ما بين الايقاع الغنائي والفكرة المباشرة
لئلا يسرح الأطفال في التلقي السلبي للايقاع الغنائي للنص، إذ يجب الحفاظ على وحدة
الموضوع / وأهمية الفكرة ، والتصاحب ما بين الغنائية وفكرة العمل المسرحي ، وعدم
اختلال التوازن في الخطاب بين الأمرين.
ثم تبدأ ثيمة الكراهية للحيوانات تطرح في هذا النص من
خلال الفكرة المتجذرة براس (عبد الجبار) وهي ان كل الحيوانات حتى الاليفة هي عدوة الإنسان
في محاولة له لاقناع سفروته بهذا الامر ولكن سفروته لم تقنع سوى لان الكلام صادر
من كلام اخيها الاكبر وعليها ان تحترم رأي الأخ الأكبر...! ولكنه في الأخير تنتفض
وتقر بان كلام اخيها هذا (وحش/سلبي)
ولا تخلو احداث هذا النص من ملامح كوميدية يقدمها المؤلف
ولكنها تحتاج مخرج وممثل يحول هذا النص لعرض حيوي تتحرك الحروف لتتحول لكتلة نشاط
على المسرح يتفاعل معها الأطفال، كما في النص الاتي:
"عبد الجبار: وأول ما يدخل
الحيوان القفص تقفلي عليه
ســفروته:
انا خايفة هو اللي يقفل عليه"
لتخاطب سفروته الجمهور "انا واخويا عبد الجبار مختلفين..
هو شرير يحب الصيد والضرب والحرب
وانا ما احبش كل دا.. بس مضطرة اسمع كلامه"
ولكن هذا لا يمنع ان يقع الثعلب المغرور والمتغطرس في
حيلة وفخ (القفص) لتسخر سفروته من غرور الثعلب وهو رهينة داخل القفص. وهو الامر
الذي يجعل الثعلب يستخدم الحيلة ( البكاء) امام سفروته ، وهو درس اراد المؤلف ان
يقدمه للأطفال للاتعاظ من المخادعين والكاذبين والتفريق بين الشعور الحقيقية
والكاذبة وعبر فخ وحيلة رمزية (القفص). إذ ستطاع هنا الثعلب الماكر ان يخدع سفروته
من خلال اللعب على مشاعرها ويوقعها بشره وقناعه المزيف ويستدر عواطفها ويجعلها تقع
في فخ القفص ويظهر بعد ذلك وجهه الشرير ، وقبل ان يأكلها الثعلب تشترط عليه سفروته
ان تكون الحيوانات الحكم القاضي بينهما في محاولة تنمية قيمة الحكم على الاشياء
لدى الأطفال المتلقين لهذا النص المسرحي، واول المؤيدين لاكلها هو (الحمار) وهو
يستند بحكمه بالاوجاع التي يلاقيها من الانسان. ثم يدخل الكلب الحيوان الثاني الذي
يقضي بينهما ، ولان سفروته متاكدة بانه وفي (وصديق الانسان) تطلبه للشهادة ولكنه
يعترض على الإنسان ويقول لسفروته (تأكلون اللحم وترمون لي العظم) ثم تأتي البطة
الحكم الثالث بينهما وتؤيد الثعلب هي الأخرى بأكل سفروته لان (الإنسان بياكلها
يوميا) ليأتي الارنب بعد ذلك بنفس الموقف لان الإنسان (يحبسه في القفص) ويلاحظ لكل
اراء احكام مسبقة استنتاجية واسباب تقدمها الحيوانات بطريقة يجعلها المؤلف امام الأطفال
في عملية الحكم على الاشياء وان سبب الاذية للاخر ينتج عنه مثل هذه الاحكام في
محاولة اشاعة ثقافة الرأفة بالحيوانات ولو كانت بطريقة ساخرة بعض الشيء ، ليأتي
الدب اخر الحلول برأي مغاير ينقذ من خلاله سفروته ، بعد ان طلب تمثيل الحكاية من
البداية، ويفرض على التعلب إخراج سفروته بالخديعة ، ولكن يتضح بالاخير ان هذا الدب
هو مجرد قناع وان خلفه مختبئ أخ سفروته ( عبد الجبار) ولكن في الختام وقع عبد
الجبار في الحفرة التي حفرها للايقاع بالحيوانات لتاتي على وفق مقولة سفروته
الساخرة (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها). وهذا المسرحية فيها الكثير من الحوارات
التفاعلية ، وممكن الافادة منها بتفاعل جمهور الأطفال ، لانها حكاية تحمل العديد
من الابعاد التربوية والتعليمية وذات المناحي الملغزة في بناءها الدرامي.
تحليل مسرحية ( أولاد جحا)
كتب على غلاف المسرحية المطبوعة من دار العربي للنشر
والتوزيع (مسرح المستقبل) وهنا لا يقصد به مسرح المستقبل المعروف بحراكه المسرحي
العالمي وحتى العربي ، وانما قصد ان الأطفال هم عماد المستقبل وان هذا النوع من
المسرح انما معني بمستقبلنا( أطفالنا) ، طبعا هذه المسرحية صاحبتها رسوم لجورح
سمير ، وفي مقدمة هذه المسرحية يقول السيد حافظ ان مسرح الطفل مصطلح يطلق على : مسرح
العرائس – مسرح الدمى – مسرح القراقوز – المسرح المدرسي "ابتدائي
–اعدادي-ثانوي" – مسرح للأطفال " يقدمه كبار النجوم للصغار((انه
مسرح المستقبل وارجو ان يبزغ فجر جديد لمسرح الطفل قادر على التعبير عن مشاكله
فالطفل العربي لا يستطيع ان يهرب من واقعه في هذا العالم انه مطارد باجهزة الاعلام
صباح مساء))([18])
وشخصية جحا متوارثة من التاريخ العربي، بوصفها شخصية
دائما ما تدل على الغباء والبلاهة، إذ يعد جحا شخصية فكاهية انتشرت في الثقافات القديمة
ونسبت لعدة عصور وشخصيات ، ففي الأدب العربي نسبت شخصية جحا إلى أبي الغصن دُجين الفزاري
الذي عاصر الدولة الأموية، ولكن هل تم توظيف تلك الشخصية كما هي متوارثة في نص
مسرحية ( اولاد جحا)؟ إذ جاء في بداية المسرحية على لسان شخصية فتحي العطار "
جحا راجل جدع ..راجل فاهم ...وعاقل" وهو رسم لصورة مغايرة لما توارث عن جحا حسب
ما يتضح للمتلقي عند أول وهلة.
ولان حافظ مغرم بتوظيف الرموز في مسرح الطفل بدرجة كبيرة
من الوعي بحيث يكون الرمز متعارف عليه بين اوساط شريحة الأطفال وبخاصة الدارسين
منهم، سواء الرمز الخيرة او الشريرة ، وهنا يستدعي حافظ هنا شخصية (تيمورلنك )
بوصفه شخصية تدل على ((خراب البلد)) ومصدر الشر والقلق للناس ، الا ان الخبر يصل
الى الناس عبر شخصية (المنادي) بان تيمورلنك يبعث بجحا الى الهند لشراء الافيال
لتكون حامية للناس (الافيال بوصفها رمز الدمار والتسلط هنا على الناس) فالفيل له رمزية
ودلالة اسطورية ولعل ابرزها (القوة) وهنا معناها القوة الجاثمة على قلوب الناس البسطاء
تلك القوة التي تستخدمها السلطة لتخويف الناس، وهنا يقبع الشك في قلوب الناس بان
جحا باعهم الى تيمورلنك ..فياتي المقترح من (اسماعيل) بان عليهم ان يهدوا بيت جحا
على عياله. السيد حافظ على وفق هذا البناء الدرامي والحوارات انما يخلق حالة من
التشويق في بناء نصه المسرحي مبني على علاقة تواصل مثيرة مع المتلق الطفل، ويتصاعد
هذا التشويق كلما تقدمت الاحداث واتسمت بحدة الصراع ، والمؤلف بين حدة الصراع هذه
لا يتوانى من زرع القيم التي يبحث عنها في رسالته الموجهة للأطفال سواء بصورة
ساخرة او معبرة وتنم عن مشاعر مشحونة بالعاطفة
"بنت جحا : حرام عليك تشتم واحد
غايب
ابن جحا : واللي يشتم واحد غايب يروح
النار
بنت جحا : حتروح النار
ابن جحا : حتروح النار
زوجة جحا:
حتروح النار"
كما ترد شخصية الحكيم التي دائما ما تكون حاضرة في نصوص
مسرح الطفل وبخاصة لدى الكاتب المصري السيد حافظ وذلك عبر شخصية ( الشيخ شافعي) في
نص مسرحية ( اولاد جحا) كما في " الشيخ شافعي : الله يحب من عباده الاقوياء"
وهو حوار يدل على اعادة توظيف وصياغة الحديث الديني (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ
وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ) فثمة العديد من التوظيفات
قدمها السيد حافظ لاحاديث دينية وايات قرانية وامثلة عربية بطريقة يسهل معها وصول
الفكرة للأطفال بطريقة درامية.
وكذلك مثل ما تقدم يتضح في الحوار الاتي : "الشيخ
شافعي: الدفاع عن الوطن شرف ولازم ندافع عن شرفنا ، ما تنسوش ساعة الجد لما توصل
سفن جحا للشط بعد يومين" إذ ترد اغلب النصائح على لسان هذه الشخصية الحكيم ولكنها
اكبر من المراحل العمرية للأطفال من حيث دلالة المفردات التي تدل على لسان هذه
الشخصية ، مع هذا يحاول المؤلف ان يصيغها بأبسط الجمل والعبارات في محاولة النجاح
في ايصالها للأطفال. وفي هذا النص العديد من الدلالات التي تحاول ان تزرع الروح
الوطنية في قلوب الأطفال الناشئة وهو ضمن محاولات السيد حافظ للارتقاء بوعي
الطفولة من خلال النص المسرحي الموجه للطفل.
"ابن جحا : اللي يموت في سبيل
بلده يبقى شهيد
زوجة جحا : الي يخاف من ظالم يبقى
جبان
ابن جحا : فهمتوني غلط ..انا مش خايف اموت ..خايف ان ابويا
يقابلني ويطلع زي الناس ما قالوا عليه باع البلد وباع نفسه وباع كل شيء"
ليصل الحال بالاشخاص الذين من المفترض ان يقابلوا تيمورلنك
باختلاق الاعذار ، واحدا تلو الاخر ، لتجمعهم ابنة جحا وابنه في (المخزن) لئلا
يقول عنهم الناس بانهم جبنوا وتنصلوا عن موعد المقابلة ، وفي هذا الامر حيلة لكشف
نواياهم وخوفهم من تيمورلنك.... (وخيانتهم لتطلعات واحلام ابناء جلدتهم)، لينتهي
الفصل الاول من هذا النص المسرحي بقدوم تيمورلنك الى بيت جحا واعجابه بابنته وامرها
بالزواج منه ...ويفتتح الفصل الثاني من المسرحية على وقع اغنية تحث على الشجاعة
وتوضح الخراب الذي سببه المغول وتؤكد على شجاعة اولاد جحا. وتكون الجمل في مفتتح
هذا الفصل ذات ايقاعية شعرية عالية متقطعة على شكل حوارات ترد على السنة الام
والبنت والابن.
"ابن جحا : غريب امر الدنيا
بنت جحا : عجيب امر الانسان
ابن جحا : يتكلم بطول اللسان
بنت جحا : في السوق وفي اي مكان
ابن جحا : وقدام السلطان
بنت جحا : يضيع منه الكلام"
والسيد حافظ حذر جداً من وضع القيم على
السنة بعض الشخصيات في مسرحياته ، ومدى اهمية علاقة التواصل ما بين تلك الشخصية
والمتلقين من الأطفال ، ومديات اعجابهم بتلك الشخصيات ، لتقبل القيم منها واقامة
علاقة تواصل ايجابية قائمة على تلك (الرسائل المطروحة في النص)
فخلال خروج اسماعيل العترة وفتحي العطار في احداث هذه
المسرحية يتضح انهما تم حبسهم من اولاد جحا داخل زريبة الحيوانات ومع الحيوانات ،
لتجري مقارنة بينهم وبين تلك الحيوانات
"زوجة جحا : علشان الحمار مش فتان عمره ما فتن على صاحبه
لكن الإنسان فتان"
وينتصر السيد حافظ في هذا النص لطبقة الفلاحين ويحاول ان
يحبب الأطفال بشخصية الفلاح من خلال شخصية (سالم الفلاح)):
"أبن جحا : لان الفلاح إذا ما انتجش القمح وزرع الاكل
الفاصوليا والبامية والبطاطس حتموت من الجوع"
ليستمر منوال الصراع بين اولاد جحا وتيمورلنك حتى
النهاية حيث تنجح خطتهم في اغراق الافيال في الميناء وجمع قلوب الناس ضد تيمورلنك
وهزيمة (قوته) بجمع القلوب وتكاتف الجميع، لتاتي ثيمة النهاية على لسان الحكيم
الشيخ شافعي الذي كان يؤلب الناس ضد تيمورلنك لانه ظالم
"الشيخ شافعي : في زمن من غير رجال تكتر الافيال خللي
بالكم يا اولاد لو خفنا من الفيل راح تكتر الافيال والإنسان ربنا عطاه الحكم
والعقل علشان يقاوم الظلم"
هذا النص بالذات يحقق رؤية السيد حافظ
والتي تقوم على التعويل على الأطفال بوصفهم المستقبل الذي يجب ان يتم مخاطبته بعد أن
يأس من الكبار (الرجال) فاتجه لمخاطبة الأطفال بتلك الافكار الثورية علها تغير
الظلم المتفشي في منظومتنا العربية وهو نص يحمل مدلولات محاولة إسقاط إرهاص
المراحل التاريخية على وقتتا المعاصر.
تحليل مسرحية ( سندريلا)
مسرحية سندريلا أول مسرحية قدمت للسيد حافظ في الكويت
ومن خلاله عرفه الجمهور والنقاد والمعنيين بمسرح الطفل هناك في الخليج ، ولاقت
المسرحية نجاحا باهرا ، والمسرحية وظفت شخصية (سندريلا) التي سعى السيد حافظ
لاستدعاها من الموروث الغربي ، بوصفها شخصية مهمة شكلت حضورا في ثقافة الأطفال على
المديات الزمنية السالفة ، ومنها توظيفها من خلال مسرح الطفل ، وتبدأ المسرحية من
خلال حوارات متسمة بالغنائية العالية على لسان الحيوانات ، (الارنب ، القط ، الكلب)
ومن خلال قراءة جميع نصوص السيد حافظ الموجهة للأطفال كما ذكرت سابقا فان السيد
حافظ يركز كثيرا على توظيف ايقاع اللغة الشعرية في نصوصه المسرحية التي كتبها
للطفل حتى وان كانت تلك الحوارات تكتب بالعامية او باللغة الوسطى.
وتنطلق المسرحية عبر اسلوب الحكي (كان ياما كان) وهو سرد
شفاهي محبب لقلوب الأطفال ، وهو اسلوب السرد الخاص بالأجداد والجدات والذي يجد
تفاعلاً كبيراً من الأطفال.
"القط مسرور : راح نحكي لكم حكاية
الكلب كركور : كان يا ما كان
الارنب فرفور : في يوم من الايام"
ليبدأ بعدها السيد حافظ رسم شخصيته
الرئيسة عبر حوارات الشخصيات الحيوانية ( المؤنسنة)
"الكلب كركور : كان فيه بنت
القطر مسرور : جميلة
الكلب كركوك : بنت
الارنب فرفور : فقيرة
الجميع : بنت فقيرة جميلة ..مسكينة اسمها"
وتتسم هذه الحوارات بالمفردة القصيرة (السريعة)
والتي تكون اقل خفة من حيث الايقاع والوضوح والتفاعل على الأطفال ، وهي الاكثر
وضوحا لديهم ، وبخاصة اغلب تلك الحوارات تتسم بطابع نغمي لان السيد حافظ يدرك تمام
اختيار مفردته في الحوار المسرحي ، وبخاصة تلك التي تأتي على السنة الحيوانات
الموظفة في هذا النص المسرحي. ولان السيد حافظ يؤمن جيدا ان مسار مسرحية الطفل لا
يمكن ان يكون احاديا ، فهو دائما ما يجعل الاحداث تتقاطع عبر الصراع الموضوعي ،
وتقديم القيم التربوية كنتائج تحليلية لما يؤول اليه الوضع العام في الحدث المسرحي
.
وبعد ان عرفنا صفات سندريلا من محبيها والمقربين عليها
تأتي الصفة المقابلة لتؤكد الصراع الذي يمكن ان يحتدم بين طرفي المعادلة في هذا
النص المسرحي
"هنود : سندريلا سندريلا ...هي راحت فين الكسلانة
دي"
" هنود : يا زفتة يا سندريلا"
فصفة الكسل توحي للأطفال خلاف الصفات التي قدمتها
الحيوانات قبل قليل ، (بنت فقيرة جميلة مسكينة) وما بين هذا الحب والبغض تشتعل
ثيمة الحدث المسرحي في نص (سندريلا)
لتتقاطع تلك الاصوات مع صوت الحيوانات :
"هنود : يازفتة يا سندريلا
الكلب كركور : يا سندريلا انتي فين
الارنب فرفور : ياشمس يا جميلة انتي فين؟
القط مسرور : يا احلى صبية انتي فين ؟"
لتقطع هذا الصراع اغنية تتحدث عن معاناة سندريلا وعملها
الشاق منذ الصباح الباكر ، وعذابها مع هذه الاعمال. وفي هذا النص يقدم السيد حافظ مأساة
الايتام مع زوجات الاب ، وما تعانيه سندريلا صورة مصغرة لما يجري لشبيهاتها في
وطننا العربي ، ويطرح السيد حافظ في هذا النص مقابل اشكال البؤس والظلم وجه الخير
الحسن ، وسلوكيات الخير ، وما يمكن ان يغير ويحدثه هذا السلوك الانساني الخير. فالخير
هنا قيمة كبرى فهو (الانسان) وهو (كلمة طيبة) وهو(ملابس للفقير) والخير ( حروف
تنور طريق الانسان) اي ان السيد حافظ ينتقل بمفهوم الخير هنا من معناه المادي الى
المعنوي والمثالي ليقدم درسا في مفهوم الخير للأطفال. والسيد حافظ عمد على تحديث
هذه النسخة من المسرحية واسماها في التعديل الثاني ( سندريلا الامير) والتي سيرد
تحليلها مفصلاً هنا إذ قدم رؤيتان لنفس فكرة سندريلا وهي نقطة تحسب للمؤلف وتحتاج
الى كاتب محترف بارع في بناء احداثه المسرحية.
تحليل مسرحية ( سندريلا والامير)
سندريلا كما تقدم شخصية من التراث الغربي وتم توظيفها في
مسرح الطفل بصورة كبيرة ، ومن تلك التوظيفات هو نص (سندريلا والامير) للكاتب
المصري السيد حافظ ، ومن البداية الاولى للمسرحية يتضح ان سندريلا فتاة مظلومة
تقسي عليها ( زوجة الاب) ، وكذا يرد في مقدمة النص مسألة (الحذاء المفقود) وهو
توظيف منقول من القصة الواردة لنا نصاً وكذلك طريقة بحث الامير عن صاحبة الحذاء
(الفقيرة) من اجل ان يتزوج بها وسط اعتراض المقربين والحاشية الملكية على انها
ليست من اهل الحسب والنسب او من عوائل الامراء.
((المنادى: يا اهالي مدينة الاحلام ..مولانا الامير
الهمام ... أعلن اليوم نزول العسكر ومعهم الحذاء للبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء
..وعلى صاحبة الحذاء ان لا تخاف وان لا ترهب احدا الا الله .. وتعلن عن نفسها... بيان
بيان مكافاة لمن يجد صاحبة الحذاء))([19])
ويبني السيد حافظ في نصه المسرحي هذا عبر تشاركية
تفاعلية مع الأطفال من خلال ما يوحي به من الارشادات المقدمة للمخرج المسرحي من
متن النص كما في بعض حوارات المهرج في المسرحية :
"المهرج : (يحدث نفسه) يسأل الأطفال " من اين
اتى بالمال هذا الحارس ...ههه ولماذا؟ وماذا سيفعل ؟ هنا سر ما ...لابد ان يعرفه
المهرج" وكذلك تارة على لسان سندريلا " سندريلا : تتجه للجمهور : يا ناس
الحذاء حذائي او لا ...تكلموا شاهدتموني وانا اذهب للحفل او لا تكلموا...."
ولكن وردة ناز ومرجان واحد الحراس يتفقون على تزييف
الحذاء لئلا يكون على مقاس (سندريلا) ويفتضح امرها امام الامير ويطالبون بمعاقبتها
ومعاقبة الحراس ، ولكن الامير يبقى بشكوك بشأن كذب سندريلا ،السيد حافظ في هذا
النص يمرر القيم والحكم على لسان شخصية ( المهرج) وهو يأخذ هذا الدور على غير
المتعارف عليه بشخصية المهرج ، فالمهرج هنا حكيم القصر ، ويطلق بالأحكام الحقة من
غير ان يكون طرفاً بين هذا او ذاك.
"المهرج : الغش حرام ..والكذب حرام ..والغش صار
حقيقة يا اهل المدينة ..الكذب صار له لسان ..ياحرام يا حرام" وكذلك هذه القيم
ترد على لسان (شيخ السوق) الذي يتعاطف مع سندريلا كثيراً. لتظهر فجأة شخصية (ام
الخير) اخت الامير والتي يتضح انها من اعطت الفستان والحذاء والعربة والمجوهرات
لسندريلا ، ويعمل المهرج على التشكيك بحقيقة وردة ناز ، ويتفق مع الامير ليبحثا عن
صاحبة الحذاء الحقيقية في الاسواق والحارات ، وذلك من خلال التنكر بملابس الفقراء
لئلا يكتشف امرهما. ويفعلا ذلك خلسة من الشرير ( مرجان) والسيد حافظ في هذه
المسرحية بالذات يقدم الشخصيات الشريرة (بسلوكها) رغم مراتبها العليا ، وكذلك
الشخصيات المحبوبة ، والتي تنحدر من الطبقة الفقيرة ، وهو انتصار اخر يقدمه حافظ
لهذه الطبقة التي ينتصر لها في اغلب نصوصه المسرحية وهذا ما ينعكس على علاقة كاتب
النص بنصه ومديات هذه العلاقة في تبني خطاب مسرحي جمالي موجه للأطفال.كما ان السيد
حافظ يقدم بعض النصائح للأطفال ضمن بناء نصه المسرحي هذا وهي ذات قيم دلالية عالية
، ولكنها ممكن ان تنفذ للأطفال ويتفاعلون معها ، لان حافظ قدمها بطريقة جميلة
معبرة
"الامير: ابحث عن الحقيقة
وردة ناز : اي حقيقة؟
الامير: والحقيقة تحتاج الى سفر والى رحيل
الوزير: اي رحيل يا امير؟
الامير: لقد قررت ان ابحث بنفسي عن صاحبة الحذاء"
هنا لا يقصد الامير بالرحيل الجغرافي الطويل وانما البحث
عن تلك الحقيقة يحتاج حركة من الإنسان تجعله يكتشف الاشياء بنفسه ، وهنا يحث حافظ
الأطفال على البحث عن الحقيقة بانفسهم دون سماعها من الاخرين. ويركز حافظ في هذا
النص من خلال حواراته واحداثه على الجوانب المثالية ، التي يقدمها عبر مواقف
الشخصيات المسرحية. "الوزير: والحكم والكرسي والسلطان ؟!
الامير: بماذا ينفع الحكم والكرسي والسلطان وانت قلبك
حزين وتعبان"
هنا يركز حافظ على اهمية مشاعر الإنسان واهمية السعادة
اكثر من المناصب والواجهة والمال ، وبهذا يرغب بتقديم درساً مهماً للأطفال
للاهتمام بمشاعر الإنسان وسعادته في هذه الحياة دون اي مظاهر أخرى. والامير خلال
نزوله (وتنكره) يحدث امران مهمان اولهم يبدأ الامير باكتشاف مشاكل وفقر شعبه ،
والامر الاخر تستغل وردة ناز الامر وتنصب نفسها الاميرة على البلاد وتدعي موت
الامير مستغلة بذلك فرصة خروج الامير من القصر وتنكره ، وحتى عندما تاتي سندريلا
للشكوى لدى الامير تتفاجأ بان المسيطر على القصر هي وردة ناز والتي تنفي سندريلا
بعيداً. والسيد حافظ في بناء نصه المسرحي هذا وبخاصة في موضوع (الاناشيد الموجهة
للأطفال) والتي تكسر حدة الاحداث لربط الأطفال باحداث المسرحية وايضا يكون فاصل
ترويحي بالوقت ذاته يسهم في اعطاء الأطفال فسحة من التقاط الانفاس للعودة
والاندماج مرة أخرى في الاحداث الدرامية، حتى ان السيد حافظ يفصل محاور متطلبات
تلك الاغاني ليقدم ارشادا واضحا للمخرجين الساعين لاخراج هذا النص فيكتب حافظ في
هذا النص "مضمون الاغنية في النقاط التالية
-لابد ان يضحي الجميع في سبيل الوطن
-لابد ان يضحي الكبير قبل الصغير...والغني قبل الفقير
-لا يصح ان يضحي الفقراء وان يسعد الاغنياء في قصورهم"
ويوظف السيد حافظ كذلك في نصه بعض الآيات القرآنية في
محاولة لتقديم العبر والقيم من تلك الآيات وربطها بموضوع المسرحية ((جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)). لتصل احداث المسرحية بان
يهجم الفقراء في السوق وهم يحملون المهرج والامير على القصر لتحقيق العدالة وعودة
الامير لكرسي الحكم وقدوم اخوات سندريلا للاعتذار ومنها واعترافهم بالخطأ المرتكب
بحقها (درس للأطفال على ان الاعتذار ليس عيباً) لتسدل الستار على محاكمة الوزير
وابنته وردة ناز وزفاف الامير على سندريلا وهي نهاية فيها مسحة الفرح واضحة وهي
النهايات التي يحبها الأطفال كثيرا في ختام مثل هكذا قصص تتسم بطابع التشويق
والاثارة. وختاما اقول ان لسندريلا علاقة بمصر كذلك ، إذ اشار المؤرخ الإغريقي
سترابون ان هناك قصة مماثلة تتحدث عن خادمة مصرية من أصل يوناني تدعى (روهدوبس)
تتخلف عن حفل أحمس الثاني بسبب قيامها باعمال عن الخادمات الأخريات، فيأتي نسر
ويسرق حذائها ويضعه أمام الملك ، وعندها يطلب الملك من جميع النساء تجربة الحذاء،
فلا يلائم سوى روهدوبس فيقع الملك بغرامها ويتزوجها ، وتشير المصادر الى ان القصة
ترجع الى القرن السادس ما قبل الميلاد من أيام إيسوب (620-560ق.م) المشهور بتأليف
القصص الخيالية، كما ان هناك قصة أخرى مماثلة ظهرت في عام 860 م في الصين تسمى ين
تزان.
تحليل مسرحية (حمدان ومشمشة):
إحدى مسرحيات السيد حافظ المهمة في مجال الكتابة لمسرح
الطفل هي مسرحية (حمدان ومشمشة) والتي يفتتحها المؤلف في مشهدها الاستهلالي عبر
انشودة غنائية
((هنا المدينة
الخضرا ...نحن في أبعد بلاد الدنيا
مثلنا مثل أي بلد لدينا الأذكياء والأغبياء.. لدينا
الفقراء والأغنياء.. لدينا الظالم والمظلوم.. في بلدنا رجل يدعى حمدان.. وامراة
تسمى مشمشة.
انتبهوا يا أطفال وتعرفوا على هذه الحكاية المسلية التي
فيها متعة وعظة)) ([20])
تنطلق المسرحية على نتيجة مفادها صرخات مشمشة وهي تنادي
على حمدان ، بان باعة السوق لا أحد يقبل بان يبيعهم بالأجل . وتبدأ احداث المسرحية
من ذروة الصراع والجدل الحاصل بين مشمشة وحمدان وبعدها دخول مسرور على الخط ، وكل
الحوارات هنا تدور حول فقر الطبقات الدنيا ، حيث ترد سمات توظيفية مهمة لعدة
مقولات وحكم سواء واردة في مورثنا الديني او الواقعي كما في حوار مسرور
"مسرور: يا جماعة احنا جيران والنبي وصى على سابع
جار"
وتبدأ الاثارة والتشويق في المسرحية حينما يذهب حمدان
للسوق ليبيع بقرته المسنة ، وفي غفلة من امره يسرق المال من عنده في السوق فلا يجد
من يتهمه سوى الساحر الذي كان يقدم عرضا ساحرا في السوق ، ولا ينال منه سوى (كتاب
السحر) الذي يعمل به، ولان حمدان يرى نفسه الخاسر الاكبر فانه يلجأ لهذا الكتاب
ليدعي بانه أصبح ساحراً ، وبامكانه ان يعيد للناس حقوقهم المسروقة.كما حصل مع
(مسرور) ويستخدم حمدان هذا الامر مع بعض الدهاء لاكتشاف السارق (يعقوب الاعرج )
ويفتتح المؤلف الفصل الثاني بنداء الرجل الأعرج والذي ينادي في المدينة بان على كل
من سرق منه شيء أن يعود لحمدان الساحر الهمام، وتتبعها اغنية للكورس:
"لقد انتشر الخبر وكثرت الحكايات
وأصبح الكذب حقيقة
وصدقت الناس ان حمدان ساحر همام
وها هو الخبر يصل القصر
واتفرج يا سلام"
والسيد حافظ يقدم القيم الاخلاقية لفضح السراق من خلال
مشهد السارق الذي يحاول سرقة بيت حمدان والعقوبة التي ينالها من حمدان ومشمشة
وبطريقة كوميدية ساخرة ، يبين من خلالها المؤلف العواقب الوخيمة للسرقة. ولكن حيلة
حمدان لم تدم طويلا فسرعان ما كشفه الوالي وبان كذبه وفضحه امام الاخرين ، إذ يبين
الوالي انه لا يصدق السحر والسحرة وان امثال حمدان انما يستغلون خوف الناس من هكذا
اعمال فيؤمنون بها. ولتكن القيمة الاخلاقية في ختام المسرحية على لسان الوالي "الوالي
: المفروض ان كل واحد يستغل ذكائه في عمل الخير مش يستغله في خداع الناس".
تحليل مسرحية (قطر الندى)
مسرحية قطر الندى احدى المسرحيات المهمة التي كتبها
السيد حافظ للأطفال ، وبداية من العتبة يختار السيد حافظ اسم (قطر الندى)([21])
وهو اسم ذا
دلالة ايقاعية قريبة الى الطفل وطالما استخدم في العديد من القصص وافلام الرسوم
المتحركة ، بوصفه اسم ذا ملامح تتصل بتراث قصص الأطفال ، والسيد حافظ يعمد لاختيار
اسماء بايقاع محبب للطفولة كما في شخصيات (سفروته) و(قطر الندى) وغيرها .
وبالتحديد هذه المسرحية تصلح ان تقدم لاجواء المسرح المدرسي لان طقوسها تدور في
هذا الفلك التعليمي وهنا (ابلة سعاد) هي من تقوم بدور قطر الندى ، بمشاركة شخصية
ناظر المدرسة (يقوم بدور السلطان ) بالاضافة لشخصيات الامير شمس وحكيم الزمان. ويفتتح
المؤلف المسرحية بقيمة تربوية عبر اغنية مفادها بان الام هي المعلمة الثانية ،
وتنطلق الثيمة الاولى لهذا النص من المشهد الاول الذي يطلب فيه الامير شمس يد قطر
الندى من السلطان ، وسط غموض واضح عن حال الامير شمس وبلاده ، وتشتمل المسرحية على
بعض القيم التربوية والاخلاقية ومنها قباحة افشاء السر كما جاء في اغنية غيداء
والتي تقول في كلماتها ما معناها "انا افشيت سر صديقتي قطر الندى وهذا عيب
وهذا حرام" فيأتي الجواب : "ولكن السر والاسرار لا تخفى على الأباء ..لا
تخفي سرا عن الأباء مادامت لصالح البلاد والابناء"، وكذلك ما جاء من حوارات
على لسان ( قطر الندى) ( هذا العالم الجميل لماذا يفسده الشر؟) ، وكذا يوظف المؤلف
وعلى لسان شخصية حكيم الزمان عدة مقولات ومنها بعض الامثال العربية وهو رسائل
تعليمية للأطفال يؤثثها في بنية حوارات هذه المسرحية ، كما في :
"حكيم
الزمان : نعم ..في راي الاميرة انها خدمة ويقول مثل عربي رب ضارة نافعة اي قد يكون
هناك شيء يضرنا ولكنه احيانا ينفعنا" وكذلك " المكتوب على الجبين لازم
تشوفه العين"
ويقدم السيد حافظ في هذا النص شخصية (الساحر) بطريقة
تتصف بالسلبية وهو مصدر الشر في هذا النص ، كما جاء على لسان السلطان (انه ساحر
وشرير ومعه جيوش الشر) فيعمد هذا الساحر الى تحويل البنات الثلاث غيداء والاء
ونبيلة الى تماثيل، وظهر على حقيقته وغش كل من في القصر (بملابسه) و(هيبة جيشه)
و(كلماته) وتحمل هذه الحوارات قيمة كبيرة في تحفيز الناشئة بحب الوطن من اجل
انتصار جيوش الخير على جيوش الشر والظلام وذلك عبر اغنية تغنيها قطر الندى
"يا جيوش شعبنا هذه ارضنا
جاءت جيوش الشر
فدافعوا عنها"
ولكن (ارادة) الشعب القوية ، تكون مصدا قويا اتجاه
الامير شمس وقوى الظلام والطائر المسحور ، وهذه الارادة والقوة يعللها الطائر
المسحور بإخلاص شعب السلطان بحياتهم .
"الطائر الساحر : كنت اطير فوق مدينة قطر الندى
وجدت الناس في الحقول يعملون ليلا ونهارا ويتعلمون على السلاح ووجدت الأطفال يذهبون
في الصباح للمدارس وفي المساء يساعدون الرجال والنساء في الحقول وبناء الجسور"
وكذلك في حوار اخر :
"الطائر
الساحر : شاهدت الفلاحين يجرون ناحية الحقول فأخذت اطير واطير فسمعت موسيقى جميلة
والاميرة تركب حصان الجنود والفرسان"
يركز السيد حافظ في هذا النص على محبة الارض والوطن
والتكاتف من اجل الوقوف ازاء قوى الشر ، وهو يوظف التنكر كثيراً للكشف عن الاقنعة
الخبيثة والقبيحة التي تختبئ وراء الكواليس وهي رمزيات يحاول ان يوصلها السيد حافظ
بلغته المسرحية المعبرة.
ويتمثل التنكر في هذا النص المسرحي من خلال شخصية (الأمير
شمس) الذي يحاول بشتى الطرق المخادعة للزواج بقطر الندى عبر حيله المتنوعة، والسيد
حافظ في معرض توظيفه (التنكر) في الشخصيات الشريرة ، انما كان يركز على ابراز
الاخلاق (الشريرة) وليس القبح المادي للشخصيات الشريرة ، لكي يتجاوز بهذا الصورة
التقليدية للشخصية الشريرة.
لتاتي الرسالة في هذا النص بختام المسرحية (( اشرار
اشرار من يسحرون الاشياء ويحولون النهار الى ظلام في كل مدينة يوجد خير وشر وعلينا
ان نطرد الشر والاشرار في عالم يدور دون سحر او قبور)) وينتصر الامير نور على شمس
الدين وينتصر الخير على الشر.
تحليل مسرحية ( الوحش العجيب)
مسرحية (الوحش العجيب) للكاتب المسرحي المصري السيد حافظ
هي من المسرحيات التي تحاول او تؤنسن الحيوانات ، لأن جميع شخصيات هذه المسرحية هي
من الحيوانات (الارنب ، العصفور ، الثعلب ، القرود، الحمار ، الاسد ، النمر، الفيل
، الغزالة ، الكلب ، الفأر) ويفتتح النص في المكان التقليدي الذي تدور فيه احداث
مسرحية كل شخصياته من الحيوانات واعني هنا (الغابة) وعلى اغنية (جاء الصباح والفجر
لاح والورد ازدان فغنت الحقول وغنت القلوب لضحكة الصباح) وتنطلق المسرحية من ثيمة
(تذمر الحيوانات ) جراء هيمنة الاسد وظلمه لهم ، فهو الوحيد الذي ( يأكل ويشبع)
وهم يبقون دون طعام ،فكلهم جوعى في هذه الغابة. والحيوانات جميعها خائفة ، تأكل صدفة
وتشرب صدفة ، وحينما تسأم الحيوانات من ظلم الاسد والنمر يلتجئون الى كهف الصيادين
القديم ، ليصطدموا بوجود وحش "هذا وحش جديد ..قوي ..يتعب الاذان ..مخيف
...هربنا من الاسد والنمر وجئنا الى وحش جديد"
فتاتي لهم فكرة على لسانهم "الحمار: نحن نطلب
مساعدتك لنا
القرد : تحضر معنا الى غابتنا
الثعلب : كي تهزم النمر
القرد : وتهزم الاسد
الثعلب : وتأكل الغابة
الحمار : وتعيش في سعادة وهناء"
وتتفق الحيوانات مع الوحش العجيب على ان نصف الغابة له
والنصف الاخر لهم كحيوانات يأكلون منها ، ويستمر السيد حافظ بكتابة الحوارات التي
تدلل على اهمية التفاعل مع المتلقي
"الارنب "يبكي" : ماذا افعل .. مع
اي فريق اكون (يسال جماهير الأطفال في الصالة) ااكون مع الاسد والنمر ام اكون مع
الثعلب والحمار والقرد؟"
في محاولة لاشراك الأطفال في التفكير والتحليل
والاستنتاج ، لان السيد حافظ يهدف لاشراك الأطفال بالافكار التي يقدمها في محاولة
التغيير وخلق خطاب توعوي يوجه للأطفال بكل القضايا التي تدور حولهم.
كما يقدم حافظ في هذا النص بعض القيم التربوية كما يفعل
في بقية مسرحياته بغية ادخال الجانب التعليمي الاخلاقي في نفوس الأطفال لسحبهم الى
مناطق الوعي بحقوقهم بما هم (كافراد) قبل ان يكونوا أطفال.
"الارنب : الذي ينقل الكلام يكون فتانا"
وهي صفة ذميمة يحاول ان يقدمها حافظ في نصه المسرحي
بوصفها تشويه للسلوك والاخلاق الانساني وصفة مقيتة يجب ان لا يتمتع بها اي انسان. ولكن
في ختام المسرحية يتفق الارنب والعصفور وبشجاعة على هزم ذلك الوحش العجيب الذي
يتضح انه ليس مجرد خدعة .ويستغربون من شجاعة العصفور وصلابته .
"الثعلب : لكن العصفور صغير جدا
الارنب: لكن عقله كبير جدا"
وهي رسالة واضحة التعابير بان الشخص ليس بحجمه او صغره
وانما بعقله ووعيه يستطيع هزيمة كل الاشرار ويحطم كل العراقيل، ولكن العصفور يفاجأ
الجميع بان يطلب من الارنب ان يساعده ويحكم بينهم ، ليقول العصفور: "انت يا
ارنب عشت الايام الحلوة والمرة في هذه الغابة وانت ستعرف كيف ستحكم بالعدل من
يساعدك..؟
الارنب : يساعدني
العصفور: اختر
الارنب : اختار
الارانب والعصافير والقطط والكلاب وكل الضعفاء .."
ليودع الجميع العصفور ويقدمون الشكر له وتصبح الغابة ،
غابة الارنب الشجاع ، ليتمثل سلوك العصفور بالشجاعة والسعادة جراء فعل ما هو صواب
للأخرين ومساعدتهم وكسب سعادة وود الجميع جراء هذا السلوك والتصرف الحسن.
تحليل مسرحية ( علي بابا)
مسرحية (علي بابا) احدى مسرحيات السيد حافظ باتجاه مسرح
الطفل ، إذ تنطلق المسرحية من صراع الباعة الفقراء والتجار الاغنياء، وعند المشهد
الافتتاحي فان ثمة قيم واشكالات عدة ترد في مفردات الحوارات الاولى ومنها تقديم
قيمة مفهوم الرزق في هذا المشهد (نحن رزقنا على الله) ، ورود عبارة (العيارين ) (
الدنيا للشاطرين والعيارين) وكلتا العبارتين ربما يسببا فهما مغايرا لدى المتلقي
الطفل ، فالشطارة بمعناها السطحي ، وكذا عبارة (العيارين) ليست من قاموس الأطفال بشيء
ابدا ، وتأخذ في دلالتها معانى اكبر، وتحدثنا سابقاً عن اهمية الملائمة في موضوعات
مسرح الطفل وبخاصة في مسألة (قاموس الأطفال ) وقدرتهم على التأويل والدلالة
بالمفردات الواردة في تلك النصوص. مع ذلك يطرح المؤلف بعض القيم السلبية ونقدها والتي
تتواءم والمرحلة العمرية للأطفال وبخاصة موضوع (الغش) لينطلق من الغش الخاص الى
الغش المتعلق بالسوق:
"علي
بابا : غشاش لا هندي ولا شيء الحرير الهندي لم يحضر الى البلد منذ عام.. سالم انا
غشاش يا علي بابا يا متعب ..يا فقير تتجرأ علي وتقول عني غشاش
علي بابا : اي
نعم غشاش... يا ناس ياهو سالم لا يبيع الحرير الهندي..."
علي بابا في هذه المسرحية يظهر لنا عبر الشخصية
المتوارثة لنا من حكاياتنا ذات الاثر الخيالي السردي والتراثي ، فهنا علي بابا
يظهر كما ورد في نص القصة (صاحب دكان في بغداد) ، واخيه (قاسم) تاجر معروف في
السوق ولكنه يختلف بعض الشيء عن علي بابا. رغم ان ثمة نقاد يرون ان هذه الحكاية (
علي بابا) تم إضافتها إلى حكايات ألف ليلة وليلة بواسطة المستشرق الفرنسي (أنتوني
جالاند) الذي كان أحد مترجمي نص ألف ليلة وليلة، غير انها ثبتت من الجزء الاصلي
لحكاية الف ليلة وليلة بواسطة متخصصين.
ان السيد حافظ يحاول ان يلبس شخصياته المسرحية القيم
التي يؤمن بها وينتصر بها للفقراء، وبذا يحقق الغاية التربوية التي يحاول ان
يوصلها للأطفال.
"شهبندر التجار: الادب اهم من العمل ..الادب اهم من
المال
علي بابا : الصدق
اهم من الكذب ياشهبندر التجار...اني اتحدث عن الم الناس عن اوجاع الناس..كبار
التجار تحكموا في السوق وسلبوا الناس اموالهم ونحن لا نستطيع ان نبيع البضاعة بما
يخدم الناس"
هذه المفاهيم التي تتجادل حولها شخصيات السوق انما وردت
في ثقافتنا المجتمعية والاسلامية وحث عليها الدين ، وكان من يطرح وجهة النظر
الايجابية هنا هو علي بابا ، ليس من باب الوعظ الديني المباشر وانما كشخصية عادية
تحاول ان تطرح تلك القيم الكبرى ، عبر جدلها المستمر مع التجار في السوق.
لتأتي الضربة الموجهة في توظيف رقم (40) المتعارف عليه
والملاصق دلاليا لعلي بابا ،
"شهبندر
التجار: انت العجب كل العجب يا علي بابا ، من حطاب الى تاجر بسيط لك دكان في سوق
الزمن هل تظن ان لك وزنا ولك ميزان وسط اربعين دكان من اكبر الدكاكين! "
هنا المؤلف يقدم انتقادية واضحة ويصف التجار دلاليا
المحيطين بعلي بابا ب( الاربعين حرامي). على وفق التوظيف الرمزي وبدلالة علامة
التعجب التي ختمت الحوار. ولان الامثلة والحكم والمقولات المأثورة تحمل دلالة
قيمية وتربوية فغالبا ما يسعى السيد حافظ لتوظيفها على لسان شخصياته المسرحية في
مسرح الطفل ، ويبعث بذلك رسائل توجيهية تعليمية الى الأطفال .
"سالم
: لا يتحدث بطولة اللسان ...لسانك حصانك ان صنته صانك وان هنته هانك"
السيد حافظ وفي معرض كتابته للأطفال انما يسعى للمغايرة
دائما في تقديم القيم التي تنمي الأطفال وتسهم في تلقيهم التربوي والاخلاقي ،
وبهذا يطرح تلك القيم بصورة مغايرة بعض الشيء في مفردتي (العدل ) و (الحقيقية ) في
نص مسرحية ( علي بابا)
"محجوب
: يا اهل السوق ..يا اهل السوق ... ولد صغير تائه .. اسمه العدل.. وبنت صغيرة
تائهة اسمها الحقيقة.. يا اهل السوق ولد صغير تائه اسمه العدل وبنت صغيرة تائهة
اسمها الحقيقية والذي يراها والذي يراه ..والذي يعرفها والذي يعرفه"
كما يقوم في
بناء بعض افكار نصوصه عن طريق الاناشيد الغنائية التي يكتبها في نصوصه المسرحية
ومنها ما قدمه من نصوص ذات شعرية غنائية عالية كما في هذا النص. ويحدث المنعرج في
النص حينما يكتشف علي بابا مغارة اللصوص ، وياخذ منها الاموال والذهب والالماس ،
ولكن عندما صار غنيا ويملك قصرا ، تغير سلوكه وصار حريصا ولا يكترث كثيرا للفقراء
. وهذا ما يرد على لسان زوجته في النص المسرحي:
"مرجانة
: اي حرص يا علي بابا ..لقد تغيرت كثيرا المال افسدك"
وبعد ان تكتشف العصابة بأمر سرقة علي بابا لثروتهم
يدخلون لقصره على شكل تجار من بغداد ومرة أخرى يستخدم حافظ التنكر ، ولكن سرعان ما
يتم افتضاح امرهم ويتضح ان السراق (العصابة) ما هم سوى الاربعين تاجر.لتختم
المسرحية بلوحة غنائية :
"ان المال الحلال افضل من المال الحرام ..لا تسرق
جهد ومال الاخرين ، حاول ان تحقق العدل وان تكون منصفاً".
تحليل مسرحية (بابا نويل)
بابا نويل أو سانتا كلوز هو شخصية من عالم الأطفال ارتبطت
باعياد ميلاد المسيح ، وتوزيع الهدايا للأطفال عشية راس السنة ، وكما هو متعارف
عليه في عالم قصص الطفولة ، فان سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع الأقزام
الذين يصنعون له هدايا الميلاد، وهو كفكرة مقتبسة من قصة (القديس نيكولاس) الذي
عاش في القرن الخامس الميلادي إذ كان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ،
ويقال ان شخصية سانتا ولدت مع الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور صاحب قصيدة
(الليلة السابقة لعيد الميلاد) عام 1823. ولان السيد حافظ يسعى دائما للاستناد
والاتكاء على هذا الموروث الكبير من عالم الطفولة ويوظفه في نصوصه المسرحية فقد
سعى لتوظيف هذه الشخصية برؤيته الخاصة ، إذ يفتتح النص على مشهد يضم اجواء دراسية
واضحة ، (سورة مدرسة السعادة الابتدائية) وترد فيه قيم تحاول المؤسسة التربوية
ارسائها لدى الطلبة (الأطفال) يوظفها السيد حافظ عبر حوارات شخصياته المسرحية:
"عشوش
: بيدي العيال حلويات ملوثة ..مش نظيفة ...تخلي العيال عيانين"
"احمدوف : مش عايز اروح المدرسة
فينو : دا
كلام يا احمدوف ..انت لازم تروح علشان تكبر وتبقى طبيب كبير ..ضابط كبير..شاعر
كبير..
احمدوف: انا
عايز ابقى زيك مغني...مش عايز المدرسة
فينو : لا
يا احمدوف المدرسة الاول تتعلم وتعلم وتفهم وتفهم ..المدرسة حلوة حساب وعلوم
ورياضة ودين وعربي وكل دي مواد..."
إذ يحاول السيد حافظ وعبر شخصية فينو ان يبين فوائد
التحاق الأطفال بالمدرسة وحثهم على عدم الهروب منها او الخوف من فكرة الالتحاق بها
، وهي قيمة اجتماعية وتربوية مهمة حينما تقدم للأطفال بطريقة ممتعة في محاولة
اقناعهم بجمال وروعة المدرسة. ولكن المفاجأة تاتي حينما يفصح احمدوف عن سبب خشيته
من المدرسة ويعلل ذلك بان الناظر (يضربه) وهو انتقادية واضحة لاسلوب التعليم
بالعصا واستخدامها بترهيب الأطفال ، وهو الامر الذي فرضته اغلب مؤسساتنا التربية
واوصت به (بعدم استخدام العصا في المدارس) وهنا ينتقد السيد حافظ هذه الحالة واصفا
اياها بالمنفرة للأطفال والتي تخلق داخل ذواتهم بان الإنسان لا يمكن ان يسير على
الخطى السليمة سوى بالعصا، وهنا السيد حافظ مهموم بقضايا الطفل العربي وما يعتريه
من مشاكل ومنغصات ويحاول ان يوظف هذا النوع من المسرح لمناقشة كل تلك المشاكل التي
حائلاً دون بناء تنموي فعال للطفل العربي.
وبعد أن ينفى العم (فينو) في النص المسرحي يطالب الأطفال
بعودته ،فيحاول عشوش ان يكذب على الأطفال ويقول لهم ان فينو قد مات ، ويحاول ان
يوظف نفس الكذبة التي اتى بها اخوة يوسف لنبي الله يعقوب :
"الشاويش : فينو هرب من السجن اكله الذئب ومات"
فيعود فينو بملابس بابا نويل ، ويضع النقود على ابواب
منازل الأطفال ، ولكن يتم القاء القبض عليه واقتياده الى الشاويش ولكنه يخرج في
الاخر، وفي غمرة هذه المشاهد يضع السيد حافظ القيم التربوية ، والمثالية التي تسعى
لتقديم الدروس والعبر للأطفال ، إذ يغني مجموعة الأطفال (الطلبة):
"العالم اصله كلمة .. الكلمة نور..الكلمة
سيف...الكلمة خير الكلمة حضارة..عم فينو قال لنا ذاكروا الدروس واحفظوا الكلام
وعمروا المدن بالزراعة والبساتين".
ويسعى بابا نويل لتحقيق احلام الأطفال عبر اعلان يقدم في
التلفاز لمعرفة احلام الأطفال في محاولة تحريض الأطفال على ان يكون لهم احلاماً،
وياتي احد الطلبات غريبا لانه يطلب (فينو) مما يربك (الشاويش) ويطلب بايقاف
البرنامج التلفزيوني وطلب القبض على (بابا نويل) ولكن جميع الأطفال يرتدون زي بابا
نويل ، ليطمئن بابا نويل بان هذه المدينة أصبح بها عدة بابا نويل يفعلوا الخير ،
فيغادر الى مدينة أخرى لفعل الخير.
تحليل مسرحية ( الشاطر حسن / قميص السعادة )
من المسرحيات التي كتبها السيد حافظ خلال بداية فترة
التسعينات ، وهي مسرحية كتبت باللهجة المسرحية ، وفي بنية لغتها ثمة العديد من
الدلالات التي تتحدث عن مفهوم العدالة ، والحكم ، والضعف والقوة في مصادر الحكم ،
فهي اعتمدت على الحوارات التلغرافية القصيرة وعلى الصراع القائم على تناقض
الشخصيات المسرحية التي رسمها السيد حافظ في هذا النص .وتنطلق بوصلة التأزم من
استقدام الطبيب (شعبان) وجبره على اخبار السلطان بانه مريض وان شفائه بقميص اسعد
سعيد ، ومن غير القميص سيبقى طول عمره مريض ، ويقترح دندش على حسان ان ينزلا الى
الحارات والاسواق للناس الفقراء ليعرفوا هل ان الشعب يحب السلطان ام لا ...في
محاولة لكشف ما في قلوب الشعب اتجاه السلطان وهي ثيمة يحاول ترسيخها حافظ في اغلب
كتاباته للأطفال (المعلن شيء، وما في قلوب الناس شيء اخر ، ولا يمكن تمظهره الا من
خلال التنكر). والسيد حافظ هنا يغاير من الحاصل في الواقع بطريقة احقاق الحق ، في
محاولة لرسم وضع مثالي امام الأطفال ليعملوا على السير على الخطى الصحيحة والسليمة
لإرساء مفاهيم الحق والعدالة في المجتمعات .
"المجموعة : عاش السلطان حسان
حسان: وانت يا قاضي القضاء يا محقق العدل والميزان
القاضي: انا مظلوم
المجموعة : لا ظالم
حسان : الشعب قال كلمته وباسم الشعب عزلناك"
وهنا يعري السيد حافظ امام الأطفال السلوكيات السلبية
التي ادت بالانقلاب على القاضي ومحاسبته
وهي "حسان : يا قاضي خنت الامانة وقلبت العدل وظلمت
الفقير والجعان ووقفت جنب الغني والشبعان"
كما يفضح الامير حسان امر شعبان ، وقصة قميص السعادة،
لينتج ذلك صراعا بين الوزير وشعبان ، فكلاهما يرمي التهمة على الاخر ، وكما يقال
حبل كذبهم قصير ولم يدم طويلاً ، وهي رسالة تربوية يحاول ايضاحها السيد حافظ من
خلال افتراء الوزير وشعبان على حسان ومحاولة ايهامه والكذب عليه.
ليضع المؤلف خاتمة لمفهوم السعادة على وفق رؤيته وعلى
لسان شخصياته الرئيسة(حسان) و(ست الحسن)
"ست الحسن: السعادة يا والدي انك تعطف على الغلبان
حسان : السعادة
انك تشتغل بايدك مش تشغل غيرك
ست الحسن : السعادة
انك تحب الخير وتزرع الحب في قلوب الناس
حسان : السعادة
انك متكونش ظالم ولا مظلوم ...السعادة انك تكون انساناً عارفاً واجبه وعارف حقه
ست الحسن : متاكلش حق اليتيم ولا حق الغلبان ولا الشقيان"
وهي مفاهيم مثالية يقدمها المؤلف كرسالة للأطفال ليعلموا
ان مفهوم السعادة الصدق مع الذات ومع الاخر ، والتعامل الحسن مع الاخر. والاجمل في
ختام المسرحية او حسان يعاقب الطبيب بان يكشف على عشرين مريضا من الفقراء يوميا
بالمجان. انه نص يقدم العديد من القيم المثالية الساعية لتهذيب نفوس الأطفال وتعليمهم
كيفية احقاق العدل ومحاربة الأكاذيب والافتراءات.
تحليل مسرحية (سندس)
مسرحية (سندرس) تحكي قصة الفتاة اليتيمة (سندس) ضمن
لوحات استعراضية يقدمها السيد حافظ مشفوعة بالعديد من الاغاني والحوارات المشحونة
بالدلالات ، وتفتتح المسرحية حيث يغني الجميع ، الكورس والحيوانات والاشجار معلنة
عن صفات سندس ، الشجاعة ، الامانة ، الطيبة ، فلاحة نشيطة، لا تحب الكسل ، تحب
العمل ، وكلها صفات محببة يحاول ترسيخها السيد حافظ في اذهان المتلقين من الأطفال ،
ولأن السيد حافظ يحاول التخلص من الراديكالية في مسرحة ، فهو حاول ان يسبر اغوار
الفهم التجريبي للمسرح ضمن بناء مسرحياته الموجهة للأطفال ومنها بالتأكيد مسرحية
سندس من حيث طريقة الطرح واختيار الشخصيات ، وشحن الدلالات بالمفاهيم الواقعية ،
التجريب هنا يقع عبر الرؤية التي يقدمها السيد حافظ لأفكاره المسرحية (مسرح طفل )
يتجه الى (قضايا الامة) ومشاكلها ويحاول ان يشرك الطفل بها ، وبأسلوب يحاكي
مراحلهم تارة وأخرى يتعدى تلك المرحلة ، بحيث يجب على مخرج النص تقديم الرعاية
الكاملة لتلك الكلمات لتحويلها لعرض مسرحي ذا خطاب يلائم الأطفال.
ويبدأ الصراع في المسرحية حينما تسمح سندس لليزا وامها
بالسكن معها موقتا ، ولكن حينما تأتي لتطلب المغادرة منهن يرفضن ذلك بحجة انهن
ساهمن بصبغ جدران المنزل وتنظيفه:
"سندس : يا جماعة في امان الله
ليزا : لا يا سندس لا كدة عيب
ام ليزا : احنا غيرنا جدران البيت يعني لنا اتعاب
ليزا : اه جق الجدران اللي دهناها ونظفناها وسويناها
سندس: بس انا ما قلتش لكم اعملوا حاجة"
المؤلف هنا في هذه المسرحية يحاول ان يسقط الفكرة على
القضية الفلسطينية وانتهاك الارض الفلسطينية واحتلالها من الاغراب (الاعداء) ،
بدون وجه حق ، ويوظف بذلك العديد من مفاهيم الحياة الطبيعية ومدلولاتها لتكون
شخصيات ناطقة في هذا النص المسرحي ، مثل (النهر) ( الصيف) ( الشجرة) كلها يحاول
أنسنتها وتحويلها لشخصيات تشترك في الحدث المسرحي ، وتكون طرفا في الازمة ، ولكن
يصلون بالاخير لنتيجة ان الحل (بيد الناس) ولا احد يستطيع مساعدة سندس سوى (الناس)
وذلك بان يضعوا ايديهم بايد بعضهم وان (يتعاونوا)، إذ تحمل المسرحية العديد من
الحوارات الخطابية الثورية وبخاصة على لسان ( ابو خليل) ودلالة عنوانه ، المتسق مع
القضية الفلسطينية وبناء الحوارات على مفردات تتسم بالدينامية الثورية المتحمسة،
والتركيز على تصدير مفهوم الارض المقدسة (ارض الوطن) وضرورة الدفاع عنها. ليختم
النص بهاته الجملة الحوارية "عودي يا سندس لبيتك وخدي بيتك، ما اخذ بالقوة لا
يسترد بغير القوة"
تحليل مسرحية ( ابو زيد الهلالي)
مسرحية (ابو زيد الهلالي) للسيد حافظ هي من النوع
المسرحي الذي يوظف التراث الشعبي والمختلط بالسيرة لهذه الشخصية المهمة في تراثنا
العربي أراد أن يستنطقها السيد حافظ باسلوبه المسرحي المعهود الموجه للأطفال ، فأبي
زيد الهلالي هو أحد أمراء بني هلال بن عامر
وقائد الجيوش العربية في غزوة هجرة بني هلال بالقرن الخامس أو السادس هجري، ويعد
أبو زيد الهلالي شخصية معروفة جدا في التراث الشعبي وقيلت عنه الكثير من القصص،
ويطلق حافظ على مسرحيته هذه تجنيس (مسرحية الأطفال الاستعراضية الغنائية) فهي
مسرحية تحتدم فيها المشاعر المكتوبة بلغة غنائية كبيرة ، يسعى خلالها السيد حافظ
لمخاطبة عقول وقلوب الأطفال معاً لجذب انتباههم الى الافكار التي يحاول ان يقدمها
حول شخصية ابو زيد الهلالي. وعلى غير المعتاد يضع السيد حافظ مقدمة لهذه المسرحية
يكتب من خلالها (الاهداف التربوية) و (الاهداف التاريخية) وهنا ينطوي الامر على
معادل للجانب (الفكري/التربوي) و (الجمالي المتمثل باستخدام السيرة والتاريخ في
صياغة فكرة تتلاءم ومرحلة الطفولة) كما يحاول ان يقدم للأطفال لمحات تاريخية زمانية
، تتعلق بزمن الاحداث المتعلقة بشخصية المسرحية ، مثل ان الحمام الزاجل كان وسيلة
لتبادل الرسائل ونقلها بدلا من الطائرات ، وان السيف كان وسيلة الحرب آنذاك ، كما
ان السيد حافظ في هذا النص لا يكتفي بانسنة (الحصان) حصان ابي زيد الهلالي ، وانما
يتحول وظيفيا الى راوي في بداية احداث المسرحية :
"الحصان:
انا حصان ابي زيد الهلالي في الحكاية القديمة كانت فرسة اما في حكايتنا هذه حصان ..انا
الحصان الذي عاش مع ابي زيد الهلالي الحروب الكبيرة والحكايات الكثيرة ..احداث
كثيرة وكبيرة وكبيرة ، ولكنني الليلة يا اولادي الاعزاء ساحكي لكم حكاية واحدة
وربما حكايتين من هذه الحكايات .. كان يا مكان في جزية العرب"
وفي هذا الاسلوب
مقاربة واضحة من اسلوب بريخت في كسر الايهام ، وكلاهما يسعيان لمحاولة (التغيير)
لدى المتلقي، والمساهمة بهذا التغيير عن طريق تلقي الرسائل ، إذ ان بداية المسرحية
تمظهر واضح لبيان ان ما يجري ما هو الا حكاية من سالف الزمان العابر وغيرت بعض
احداثها من اجل ان تصل الفكرة للأطفال ، في محاولة لتعليمهم وصناعة العبرة والعظة
في اذهانهم من خلال ما يعرض امامهم او يتلقونه كنص مكتوب. والسيد حافظ في هذا النص
المسرحي، يحاول ان يوجد مقاربات بين الافكار التي تقدم للأطفال ونظيراتها ونقائضها
التي تقدم للأطفال كذلك، فيحاول من تقريب تلك المفاهيم عبر مفردات قريبة
اكثر على سيكولوجية الأطفال وفهم للتناقضات الحاصلة في الحياة :
"اغنية الحرب تقول كلماتها بما معناه ..هذه معركة
بين الخير والشر بين الليل وبين الصبح ...بين الصدق والكذب..."
والسيد حافظ في معرض تقديمه الفقراء على انهم يمتلكون
نصاعة قلب ومغلوب على امرهم غالباً ، ففي الوقت ذاته هو يقدم صورة مغايرة لسلوكيات
(الامراء/الملوك) ولا يركز على تمظهرهم المادي السلبي كصورة متخيلة في ادبنا
العربي او أدب الأطفال ، سواء في هذا النص المسرحي او غيره من النصوص التي كتبها
السيد حافظ للأطفال. ويعتمد السيد حافظ في هذا النص على الحوارات القصيرة جداً ،
في محاولة منه بعدم الاثقال على النص بالحوارات المطولة التي تجعل الافكار فضفاضة
بعض الشيء ، وتثقل من عملية التلقي وبخاصة لدى الأطفال ، ويعتمد على بعض التكرارات
التي تزيد من دلالة الايقاع ومعناه في الجمل الحوارية للنص المسرحي.
"الحارس: او الاعداء
سعيد : او الفرسان
الحارس: او الفرسان
سعيد : يترك سيفه خارج القصر
الحارس:يترك سيفه خارج القصر"
وكذا حاول ان يرسخ بعض العادات المتجذرة في الاصول
الاجتماعية للعرب ومنها (الكرم) واكرام
الضيف كما حصل حينما حاول (مفرج) ان يبيع ابنته (الثريا) من اجل اطعام ضيوفه ، وكما
اشرت سابقاً يستمر السيد حافظ بالتركيز في هذا النص وبعض نصوصه المسرحية على اسلوب
(التنكر) إذ تنكر ابو زيد الهلالي ودياب بن غانم بصفة شاعرين ، ليدخلا الى زفاف
سعيد وينتصران عليه ويمنعاه من الزواج من شاة الريم ، لتنتهي المسرحية بهزيمة
سعيد وتعم اجواء الفرح والسعادة. وسط صراع الكلب والحصان حول ايهما حكى حكاية ابو
زيد الهلالي.
الخاتمة:
يعد مسرح الطفل نوع مسرحي هام جداً يسهم في بناء ثقافة
ووعي الأطفال في وطننا العربي ، وما احوجنا خلال الفترات المقبلة للاهتمام بهكذا مسرح
يزرع قيم المحبة والسلام والاخلاق والتعاليم الصحيحة والمفاهيم العلمية التي ترتقي
بالأطفال والناشئة الى مصاف متقدم من الوعي ، ومن خلال ما تقدم لاحظنا تزايد
الاهتمام تاريخيا بهكذا نوع من المسرح رغم هبوط هذا المؤشر خلال السنوات الاخيرة
في بلداننا العربية مما يعكس ضرورة اعادة الهيبة والاهتمام بهذا المسرح ، لان
الطفل هو مستقبلنا ومن خلاله نستطيع ان نبني الاوطان ، فلا ضير او باس من ان ننوع
من وسائل تنميتهم حتى لا تسرقهم العولمة المعاصرة ويتوهوا من اتون الفوضى الممنهجة
التي تعيشها المجتمعات حاليا، ولابد من الاهتمام بهذا المسرح في مدارسنا وان تقام
مهرجانات ومؤتمرات وان تكتب مؤلفات عدة تهتم بالارتقاء بهذا المسرح المعني بشريحة
مهمة في حياتنا. اتمنى ان اكون قد وفقت بطرح موضوع مهم يتعلق بخصوصية التأليف
المسرحي لهذه الشريحة الحيوية في بناء أي مجتمع واي بلد.
قائمة المصادر والمراجع:
أولا: المعاجم والقواميس:
1-إلياس (ماري) وقصاب(حنان
حسن). المعجم المسرحي: مفاهيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض.ط2.بيروت: مكتبة لبنان
ناشرون، 2006.
2-حمادة (إبراهيم) معجم
المصطلحات الدرامية والمسرحية. القاهرة. مطبوعات دار الشعب، 1971.
3-وهبة
(مجدي). معجم مصطلحات الأدب. ط1.بيروت:مكتبة لبنان،1974.
ثانيا: الكتب :
1-ابراهيم (وفاء). الوعي الجمالي
عند الطفل.القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997.
2-ابو الخير(محمد حامد).مسرح
الطفل.القاهرة : الهياة المصرية العامة للكتاب،1988.
3-ابو الرضا (سعد).النص
الادبي للأطفال ،اهدافه ومصادره وسماته رؤية اسلامية .القاهرة:منشاة المعارف، ب ت.
4-ابو حجلة (امير محمود).في
مسرح الكبار والصغار. ط1.عمان : الدار العربية للنشر والتوزيع ، 1985.
5-ابو معال (عبد الفتاح).في
مسرح الأطفال . عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع 1984.
6-ابو هيف (عبد الله).المسرح
العربي المعاصر : قضايا ورؤى وتجارب. دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب،2002.
7-املي(عبد
المسيح)والنحاس(محمود كامل)،تربية الطفل ومبادئ علم النفس. ج2.القاهرة : وزارة
المعارف العمومية ، ب .ت.
8-بريغش (محمد حسن). أدب الأطفال
أهدافه وسماته.ط2. بيروت ، مؤسسة الرسالة، 1996.
9- بعلي (حفناوي).سيرة مسرح
الطفل في الجزائر.عمان: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،2018.
10-بن طالب (نزيهة).مسرح الطفل
عند السيد حافظ.ضمن كتاب نجاة صادق الجشعمي .رؤية النقد لعلامات النص المسرحي
لمسرح الطفل في الوطن العربي. ج2.ط1.القاهرة : دار حورس للنشر والتوزيع، 2018.
11-بن طالب(نزيه).الشخصية
التراثية الشعبية. القاهرة: العربي للطباعة والنشر ،1996.
12-بوجوكوكوليا.فن العرائس
وتحريكها،ترجمة: نجاة قصاب حسن.دمشق : وزارة الثقافة والارشاد القومي ، 1963.
13-الجشعمي (نجاة
صادق).التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والاخراج. ط1.القاهرة ،
دار حورس للنشر والتوزيع ، 2018.
14-حاجي(فاطمة).القصص الشعبي
في الف ليلة وليلة. القاهرة : مركز الدلتا للطباعة ، 1994.
15-حسين (كمال الدين).المسرح
التعليمي : المصطلح والتطبيق.ط 2.القاهرة : الدار المصرية اللبنانية،2005
16-حمادة (ابراهيم).خيال الظل
وتمثيليات ابن دانيال. القاهرة ، ب ت ، 1961.
17-حنورة( احمد حسن).ادب الأطفال
.الكويت : مكتبة الفلاح ، 1989.
18-الراعي(علي).المسرح في
الوطن العربي.ط2.الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون. سلسة عالم المعرفة، 1999.
19-الربيعي(كريم
حميدي).المسرح التربوي : وسيلة من وسائل التعليم في رياض الأطفال .ط1.بيروت : منشورات
ضفاف ، 2014.
20-رينولدز (كيمبرلي).مقدمة
قصيدة جدا: أدب الأطفال .ترجمة: ياسر حسن.ط1.القاهرة : مؤسسة هنداوي للتعليم
والثقافة،2014.
21-زين الدين (هشام).التربية
المسرحية: الدراما وسيلة لبناء الانسان.ط1.بيروت: دار الفارابي، 2008.
22-سلوم(داود).قصص الحيوان في
الأدب العربي القديم. بغداد : دار الشؤون الثقافية ، 1979.
23-السويفي (مختار). خيال
الظل والعرائس في العالم. القاهرة : الكتاب العربي ، 1967.
24-شحاتة (حسن). أدب الطفل
العربي. ط3.القاهرة : الدار المصرية اللبنانية ، 2004.
25-شوقي (احمد).دراسات في
المسرح المصري. المسرح المدرسي.لقاهرة: مطبعة دار أسامة،ب ت.
26-عابد(عائشة).التجريب في
مسرح السيد حافظ،:الحانة الشاحبة العين تنتظر الطفل العجوز الغاضب نموذجاً.ج2.
القاهرة: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2005.
27-عبد الخال (غسان اسماعيل)
.ثقافة الطفل العربي: الواقع والافاق . ط1.عمان: دار ورد للنشر والتوزيع ، 2011.
28-عبد الدائم (عبد الله).
التربية عبر التاريخ. بيروت :دار العلم للملايين ، 1973.
29-عبد المجيد(عبد
العزيز).القصة في التربية. ط5.القاهرة: دار المعارف، 1956.
30-عبد المقصود (حسنية
غنيمة).أطفالنا ومسرح العرائس من الخامات البيئية.ط1.الفاهرة : دار الفكر العربي
للنشر، 2003.
31-عمروا (محمد جمال) .
المدخل الى أدب الأطفال .عمان: دار النشر ، 1990.
32-الفيصل (سمر روحي).أدب الأطفال
وثقافتهم :قراءة نقدية.دمشق:منشورات اتحاد الكتاب العرب،1998.
33-قشوة(سمير).مسرح الطفل
الحديث.ط 1.دمشق : دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع ، 2006.
34-كرومي(عوني).المسرح
المدرسي (بغداد: وزارة التربية ،مطبعة وزارة التربية،1983) ص53.
35-كولدبرغ (موسى).مسرح الأطفال
: فلسفة ومنهج. ترجمة : صفاء روماني. دمشق. منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1991.
36-ليرر (سيث) أدب الأطفال من
ايسوب الى هاري بوتر . ترجمة : ملكة ابيض.دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب
،2010.
37-مارون (يوسف). أدب الأطفال
بين النظرية والتطبيق. ط1. بيروت : المؤسسة الحديثة للكتاب،2011.
38-مدكور (علي احمد). تدريس فنون
اللغة العربية.القاهرة : دار الفكر العربي، 1997.
39- مرتاض
(عبد الملك). فنون النثر الادبي في الجزائر. الجزائر: ديوان المطبوعات الجماعية
،1983.
40-مرعي (حسن) المسرح
التعليمي : الكتابة، الموضوعات والمناهج ط1 بيروت : دار ومكتبة الهلال للطباعة
والنشر، 2000.
41-مرعي (حسن) المسرح المدرسي بيروت:
دار الهلال ، 2002.
42-المقدادي (فيصل) المسرح
المدرسي دمشق: دار الجليل للطباعة والنشر،1984.
43-ملص(محمد بسام) النشاط
التمثيلي للطفل بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة سلسلة الموسوعة الصغيرة. (244)،
1986.
44-مودنان (مروان) مسرح الطفل
من النص الى العرض. ط1. الدار البيضاء : مطبعة النيل ، 2015.
45-نجيب (احمد) فن الكتابة للأطفال
: دراسات في أدب الأطفال . القاهرة : دار الكتاب العربي، 1968.
46-النواصرة (جمال محمد). أضواء
على المسرح المدرسي ودراما الأطفال عمان : دار الحامد للنشر والتوزيع، 2009.
47-الهرفي (محمد علي).ادب الأطفال
.ط1.القاهرة : مؤسسة المختار للنشر والتوزيع.ب ت.
48-الهلالي(عزالدين
محمد).المسرح المدرسي: رؤية جديدة. الطبعة الاولى.ابوظبي، الهيئة العربية
للمسرح،2011.
49-الهيتي (هادي نعمان).ادب الأطفال
: فلسفته ، فنونه ، وسائطه.القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986
50-وارد
(وينفر يد).مسرح الأطفال . ترجمة : محمد شاهين الجوهري القاهرة: الدار المصرية
للتأليف والترجمة القاهرة، 1966.
ثالثا: الصحف والمجلات:
1- ابو شنب(عادل).أدوات الوصول إلى الأطفال .مجلة
المعرفة السورية. العدد. 214-215. لسنة 1979-1980.
2- أوبلهي (سميرة) تجربة مسرحية مكثفة فوق واقع يغلي
بالهزائم مجلة المواقف ع 270.9 نوفمبر 1987.
3- جروان (عبد العزيز جلال)والقضاة (محمد احمد). مسرح
الطفل في الاردن : قراءة في محتواه وشكله ، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية (الاردن)،
المجلد 40 ، العدد 2 ، لسنة 2013)، ص414.
4-
حجازي
(حسين).مسرح خيال الظل وتحولاته.مجلة الحياة المسرحية.سوريا :وزارة الثقافة و
الارشاد القومي، 1979. العدد (9).
5- خريسان(محمد).دور المسرح في التربية. المجلة
الثقافية. العدد9.عمان 1985.
6- درير(سعاد).السيد حافظ بين سندان الثقافة ومطرقة
الواقع.صحيفة الرأي. الكويت.العدد 10991،4 اغسطس 2009.
7- رشيد (صبحي أنور).متحف الطفل. نشرة المتحف. بغداد
، 1977. العدد الثاني.
8-
طاهرة(قرة
العين).ادب الأطفال العربي وتطوره. مجلدة القسم العربي. باكستان.جامعة بنجاب
لاهور. العدد الثاني والعشرين،2015.
9- كرم الدين (ليلى أحمد).الأدوار الحديثة التي يقوم
بها أدب الطفل. مجلة خطوة تصدر عن المجلس العربي للطفولة والتنمية،ع26.
10- الكرود(إيمان). من أجل قراءة أفضل للصغار : مسرح
القارئ. مجلة المعرفة.المملكة العربية السعودية. العدد135. لسنة 2006.
11- كنعان (أحمد علي). أثر المسرح في تنمية شخصية
الطفل. مجلة جامعة دمشق.المجلد 27.العدد 1 و 2 .
12- محمد(احمد حمدون).الأدب والأطفال. في مجلة رسالة
الخليج العربي. العدد(21).الرياض،1987.
13- الموسوي(فضية محسن سلمان).و(الزاملي)صلاح رهف
امير.العلاقات التاريخية والمنهجية لمسرح الطفل والمسرح المدرسي. مجلة الاستاذ.
(بغداد).عدد 202 لسنة 2012.
14- نعمة (اسماء شاكر) وحمود(امنة حبيب).الحكاية
الشعبية في نصوص مسرح الطفل. مجلة جامعة بابل، العلوم الانسانية .مجلد 22، العدد
1، 2014.
15- الورقي(السعيد).مسرح الطفل والتنشئة
الثقافية.مجلة خطوة العدد 23. لسنة 2008.
16- يوسف (عبد التواب).مسرح الأطفال والنضال.مجلة
المسرح . القاهرة. العدد 44 لسنة 1967.
رابعًا: الرسائل والأطاريح :
1-
بلقفصي
(وحيدة) وعبد اللاوي (ايمان).توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ، رسالة ماجستير
غير منشورة .باشراف الدكتور خلوف مفتاح. الجزائر : جامعة محمد بوضياف. كلية الاداب
واللغات. قسم اللغة والادب العربي، 2017- 2018.
2-
دنوبابير
(عادل).دراسة تحليلية المسرحيات الأطفال المقدمة في العرق 1968 – 1980 رسالة
ماجستير غير منشورة.جامعة بغداد.كلية الفنون الجميلة ، 1988.
3-
ساهي(عدنان
خلف).واقع الموسيقى والغناء في عروض مسرح الطفل العراقي المعاصر.رسالة ماجستير غير
منشورة. باشراف الدكتور طارق عبد الكاظم العذاري والدكتور صالح احمد
الفهداوي.جامعة البصرة.كلية الفنون المسرحية، 2009.
4-
الطائي(محمد
إسماعيل).واقع المسرح المدرسي في العراق وسبل تطويره، رسالة ماجستير غير
منشورة.جامعة بغداد: كلية الفنون الجميلة.بغداد ، 1989.
5-
عبد
الحافظ (ابتسام عبد المنعم محمد).مسرح الطفل عند حسام الدين عبد العزيز: الرؤية
الفكرية والتشكيل الفني.رسالة ماجستير غير منشورة.باشراف الاستاذ الدكتور كمال سعد
محمد خليفة والدكتورة هدى عبد المنعم حسانين.مصر:جامعة الازهر باسيوط، اللغة
الغربية . الادب والنقد، 2017.
6-
العبيدي
(حنان عزيز عبد الحسين). أسس كتابة نص مسرحي للأطفال على وفق خصائص النمو. اطروحة
دكتوراه غير منشورة. باشراف الاستاذ الدكتور ليلى عبد الرزاق الاعظمي. والاستاذ
المساعد الدكتور ثامر عبد الكريم.جامعة بغداد:كلية الفنون الجميلة،2006.
7-
كشيش
(ورود عبد الرضا). الشخصية في مسرح الطفل بين رؤى المؤلف والمخرج.رسالة ماجستير
غير منشورة باشراف.الاستاذ الدكتور عبود حسن المهنا.بابل:جامعة بابل:كلية الفنون
الجميلة. التربية المسرحية، 2011.
8-
مسعودة
(بله باسي). مسرح الطفل في الجزائر.رسالة ماجستير غير منشورة.باشراف الدكتورة
حمزاوي سعيد.الجزائر: جامعة قاصدي مرباح ورقلة.كلية الاداب واللغات.قسم اللغة
والادب العربي، 2016.
9-
نعون
(عليمة) مسرح الطفل في الجزائر : عز الدين جلاوجي أنموذجا. رسالة ماجستير غير
منشورة بإشراف الأستاذ الدكتور عبد السلام ضيف. الجزائر. كلية الاداب واللغات ،
قسم اللغة العربية وآدابها، 2012.
10-
هناء
(ريزوق زغلاش) النص المسرحي للأطفال في الجزائر : دراسة في البناء الفكري والتربوي
لمسرحيات عز الدين جلاوجي. رسالة ماجستير غير منشورة. باشراف الدكتور صالح
لمباركية.الجزائر: جامعة المسيلة.قسم اللغة العربية وادابها ،2011-2012.
خامسا: نصوص مسرحية :
11-
حافظ
(السيد). حمدان ومشمشة. ط1.القاهرة : دار العربي للنشر والتوزيع ،1996.
12-
حافظ
(السيد). سندريلا والامير.القاهرة : دار العربي للنشر والتوزيع ، 1996.
13-
حافظ
(السيد). مسرحية : اولاد جحا . ط1.القاهرة: دار العربي للنشر والتوزيع،1996.
14-
حافظ
(السيد). مسرحيتا : الوحش العجيب وقطر الندى. ط1. القاهرة : دار العربي للنشر
والتوزيع،1996.
السيرة الذاتية
م.م. حيدر علي كريم
الأسدي
أستاذ جامعي وصحفي وناقد
Email: hedar_alasde87@yahoo.com
الشهادة : ماجستير أدب ونقد
·
تولد 1/10/1987 في محافظة البصرة
·
تدريسي في كلية الادارة الصناعية للنفط والغاز في
جامعة البصرة للنفط والغاز.
·
محاضر في قسم التربية الفنية في كلية الفنون
الجميلة في جامعة البصرة.
·
عضو نقابة الاكاديميين العراقيين.
·
يعمل في اعلام نقابة الاكاديميين فرع البصرة.
·
عضو
نقابة الصحفيين العراقيين - فرع البصرة.
·
عضو نقابة الفنانين-فرع البصرة.
·
يعمل
محرر الصفحة الثقافية في صحيفة الأضواء المستقلة
·
رئيس تحرير جريدة الجمان الصادرة عن قسم الاعلام
والعلاقات العامة بجامعة البصرة للنفط والغاز
·
يعمل مدير قسم الاعلام والعلاقات العامة في جامعة
البصرة للنفط والغاز
·
عمل في اعلام كلية الهندسة (جامعة البصرة)
·
عمل مسؤول اعلام نقابة المهندسين فرع البصرة.
الجوائز والتكريمات:
·
حاصل على قلادة عام 2009 وشهادة تقديرية عن
موضوعه الصحفي الفائز في المسابقة التي أقامها بيت الصحافة في ذكرى تأسيسه السنوي.
·
حاصل على جائزة المركز الثاني بمجال المقال في
مسابقة النور للإبداع ( دورة المفكر عبد الإله الصائغ) 2009
·
اختير من قبل بيت الصحافة من أفضل ثلاث صحفيين
مبدعين لعام 2009
·
حاصل على جائزة المركز الثاني في مسابقة قناة
الكوثر الفضائية ( رحمة للعالمين) من بين ثلاث فائزين وكان النص المشارك قصة قصيرة
جدا عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم).
·
من ضمن الفائزين والمكرمين عن مسابقة القصة
القصيرة (العراق بين زمنين ) والتي اقامتها شبكة انباء العراق.
·
حاصل على جائزة المركز الثاني في مسابقة القصة
القصيرة التي نظمتها جمعية الفينيق الأدبي بصفاقس في تونس.
·
حاصل على جائزة المركز الثالث للرواية في مصر عن
روايته (الكومبارس) والمسابقة منظمة من قبل مجلة همسة المصرية.
·
حاصل على تكريم وزارة الثقافة العراقية لعام 2012
كأحد المبدعين الحاصلين على جائزة دولية.
·
تأهلت قصته (امراة ممسوسة بالعشق) للقائمة
القصيرة لمسابقة القصة القصيرة التي نظمها مجلة شجون عربية في بيروت عام 2019
ونالت القصة جائزة المركز السادس.
صدر له مؤلفات :
أريج : وهي قصة شبابية
هادفة
بكائيات المطر : مجموعة قصص قصيرة
جداً
الكومبارس : رواية قصيرة
–الرواية الفائزة في مصر
كتاب نقدي (دراسات في نقد القصة والرواية والمسرح والشعر)
كتاب (تداخل الأجناس الأدبية وأثرها الجمالي في النص المسرحي العربي).
كتاب (الإعلام الاقتصادي ودوره في تنشيط اقتصاديات
البلدان)
كتاب (قراءة مغايرة في السيرة العطرة : قراءة مختارة عن
صورة النبي في الخطاب الفلسفي- الشعري- الفني).
كتب بالاشتراك:
لدى الأديب عدة كتب
بالاشتراك مع ادباء ونقاد اخرين. وكتب عدة مقدمات لمؤلفين وكتاب عراقيين وعرب.
([1]) موسى كولدبرغ ،مصدر
سابق ،ص ص 74-75.وينظر كذلك: محمد حامد ابو الخير، مسرح الطفل ،(القاهرة : الهياة
المصرية العامة للكتاب،1988)،ص9.
([5]) سميرة اوبلهي ،
تجربة مسرحية مكثفة فوق واقع يغلي بالهزائم،مجلة المواقف، ع.270.9 نوفمبر1987،ص.24.
([6]) نجاة صادق الجشعمي،
التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والاخراج، ط1،(القاهرة: دار
حورس للنشر والتوزيع ، 2018)،ص18.
([10]) أبو أحمد، حوار مع
أقطاب العرض المسرحي" سندريلا والأمير " لفرقة المسرح الشعبي جريدة
السياسة الكويتية ، نوفمبر 1986،ص 23 .
([11]) نزيهة بن طالب ،
مسرح الطفل عند السيد حافظ ، ضمن كتاب نجاة صادق الجشعمي ، رؤية النقد لعلامات
النص المسرحي لمسرح الطفل في الوطن العربي، ج2،ط1، (القاهرة : دار حورس للنشر
والتوزيع، 2018)، ص163.
([12]) عائشة عابد، التجريب
في مسرح السيد حافظ،:الحانة الشاحبة العين تنتظر الطفل العجوز الغاضب نموذجاً،ج2،
(القاهرة: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2005)، ص272.
([13]) نجاة صادق الجشعمي،
التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والاخراج، مصدر سابق،ص14.
([14]) كمال الدين حسين ،
التغير الاجتماعي ومسرح الطفل: مسرح السيد حافظ نموذجا، عن نجاة صادق الجشعمي،
التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والاخراج، ط1،(القاهرة ، دار
حورس للنشر والتوزيع ، 2018)،ص45.
([15]) وحيدة بلقفصي وايمان
عبد اللاوي، توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ، رسالة ماجستير غير منشورة ،
باشراف الدكتور خلوف مفتاح، (الجزائر:جامعة محمد بوضياف ، كلية الاداب واللغات،
قسم اللغة والادب العربي،2017- 2018)، ص40.
([16]) سعاد
درير،"السيد حافظ بين سندان الثقافة ومطرقة الواقع"،صحيفة الرأي،
(الكويت)، العدد 10991،4اغسطس 2009،ص28.
0 التعليقات:
إرسال تعليق