جنان
((قصص من الواقع)) من كتاب:
"حكايات نساء بغداد والبصرة بين الندم والحسرة"
بقلم:: د.نجاة صادق الجشعمي
3
تعمدت أن أتمسك
بالحياة
وأمد لك يدي
وأتكئ على كتفيك
وأختار أجمل التماثيل
لأهديها لك
كي
أختار حديثاً جاذباً
للحوار معك ..
جنان
أعدت أم جنان وليمة غداء دعت فيها ابنتها جنان وزوجها وحماتها وبعض الأقارب بمناسبة تسريح ابنها أحمد من بعد ما أنهى الخدمة العسكرية الإجبارية التي مدتها ثلاث سنوات. أم أحمد أرملة بعد أن توفى زوجها بحادث في محطة تصفية الماء سقط من أعلى الخزان وهو يضع المادة المعقمة للماء في الخزان وعاشت مع بناتها السبعة وابنها الوحيد أحمد كانت شابة سمراء جميلة ظفيرتها السوداء الطويلة لكنها جندت نفسها لتربية بناتها فعملت في محل لبيع الملابس النسائية بعد أن باعت الارض التي تمتلكها إلى أخيها الذي طمع في الأرض وأخذها بالسعر الذي أراده أمام حاجة أم أحمد للمال لكنها امرأة مثابرة لم تتوانى عن العمل أخذت المال واشترت محلاً وتعاملت مع صاحب محل لبيع الملابس كان يساعدها ويدعمها بإعطاءها البضاعة والحساب كان عليها تصريف البضاعة كانت رغم المتاعب مبتسمة أمام بناتها والعالم لكن قلبها ينفطر حزناً وألماً ولا تتحمل أن أياً كان ينظر لبناتها نظرة العطف واليتم وكانت دائماً تقرأ أفكارهم وهم يعرفون مايغضبها ويفرحها ويسعدها ومرت الأيام والسنين وفي ذات يوم أخبرتها ابنتها جنان أن حماتها تود أن تطلب جنان لابنها الثاني .. أم أحمد فرحت وقالت لبنتها جنان أنا أتمنى هذا لكنني قلقة جداً لأنه يختلف عن زوجك سعد ياجنان وعد مختلف لكننا نعرفهم أفضل من الغرباء طلبت أم أحمد من ابنتها حنان أن تلبس ملابس وتزين نفسها كأي فتاة تتزين يوم خطبتها وعند الغذاء والكل يتناولون الطعام نظر إليها وعد ونظرت له جنان نظرة قبول وموافقة فضحك الجميع وقبل الغروب أرسلت أم أحمد إلى شيخ وإمام الجامع ذهب أحمد بسيارة زوج أخته جنان وأتيا بالشيخ واتفق الأهل على عقد القران بين جنان و وعد وتم ذلك بالفرح والبهجة بين الأهل والاحباب ولبسها الخاتم والأسورة والعقد الجميل برقبتها وفرحوا وضحكوا وبعد الانتهاء من الحفل تهيئوا إلى الانصراف والذهاب إلى بيتهم فودعوا أم أحمد والأهل وركبت جنان وزوجها سعد وبنتها الصغيرة التي لاتزال في القماط لم يتجاوز عمرها الأربعين يوماً وركبت حماتها وخطيب أختها وعد في سيارتهم وانطلقوا وخرجت أم أحمد وراءهم لترمي الماء خلفهم وتودعهم وبعد أن تجاوزت سيارة سعد وجنان بضع أميال وبالقرب من جسر قابلهم رتل لمدرعات الامريكية أشعلوا الإشارة بالضوء الاحمر ولكن سرعة المدرعات واستهتار الجندي الأمريكي أخرج أحدهم السلاح ووجهه صوب سيارة سعد وزوجته جنان وبنته ورمى عليهم بمجرد أنهم لم يقفوا استذلالاً للأمريكين واحترقت السيارة واختفت جنان وبنتها لم يعثروا حتى ولو على عظم واحد أما سعد فاحترق ونقل إلى المستشفى لم يتعرف عليه أحد وعاش مشوهاً وأعمى أسبوع شهر ثم فاضت روحه ليلتقي بجنان وبنته الصغيرة ....
تمت ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق