شهادة فى حق الناقدة الكبيرة الدكتورة / وفاء كمالو
مقدمة. كتاب:
ثــــــورة الإبـــداع فى المسرح والسرد
نموذجًا الكاتب السيد حافظ
الدكتورة وفــــــــاء كــمالـو
بقلم:د. نجاة صادق الجشعمي
كلما اخترت دراسة لأقرأها أجد الأجمل والأروع فأنذهل. وأكاد أتردد كثيراً بالاختيار والخوف أحيانا من أنني لن أعطي حق النص أو الدراسة لهذا أو ذلك القلم فيرتبك المرء في الاختيار.
وقد يتباطئ في الإنجاز لجمالية الرؤى للنصوص وموضوعيتها وهيكل مادتها الغنية بالعذوبة والسحر الأدبي والنقد البناء لأجل الرقي في أجناس الأدب وتنوعه وأحياناً تداخله بعضا ببعض لاستحداث التنوع، والتغير والخروج من الأدب التقليدي الذي طالما أخذ مسار السرد والحكاية.. وكلما تتبعت ما كتب من نقد مسرحياً أو روائياً للسيد حافظ.. أجد اسماً لامعاً في عالم النقد والتاريخ الأدبي ولها قلم لا يجامل ولا يتبارى معه قلم آخر في الصدق والتواضع والاجتهاد والصبر والموضوعية وإعطاء كل ذي حق حقه.
هي الدكتورة وفاء كمالو التي نجدها في مسارح الشباب الهواة ومسارح الدولة المحترفة ومع المبدعين الشباب والرواد.
ولم تتوان عن عملها بكل جد ومثابرة وإخلاص، ولم تنجرف إلى التملق والمراوغة طمعاً بمنصب أو سلطة.
إنها حقا قارئة وكاتبة حاذقة فتخبيء عبقريتها وتميزها بأسلوب سلس وبسيط.. مما زادها جمالية ورونقاً كأنها الماسة بتاج الملك أو كلؤلؤة في صدفة محارة.. فهي هنا قبطان تقود الرواية وتنتقل بنا من الجميل إلى الأجمل، ومن المهم إلى الأهم..
ولم تغض نظرها من عبارات وكلمات الهوى والعشق والرومانسية التي أشارت لها هنا.
تألقت الدكتورة وفاء كمالو.. كالعادة في صياغتها للحروف فى النقد الأدبي الرشيق والمعتق بعطر العود ونسائم الريحان والزنبق... أن تنشقته شهيقاً لا ترغب في طرحه زفيراً كي تسرخي وتستمتع بعطر حروفها الجميلة...
وضحت القامة المصرية المشرقة (الناقدة المتألقة د. وفاء كمالو) أسلوب كتابة الكاتب صاحب الحرف الساحر وبالعشق يغامر ويثير الدهشة ما بين استدعاء الماضي ليصافح الحاضر ويعانق المستقبل وهو يرتشف فنجان قهوة سادة... أو مشروبه المفضل كوب نسكافيه بارد وأحيانا بل نادراً ما يرتشف كوب من الكابتشينو.... ليستذكر خيانة الروح والجسد للوطن والأمة في (كل من عليها خان ) ويختتم مرات بفنجان ساخن من الشاي الأخضر أو الأسود .... ليطمئن قلبه ويتابع أخبار العشق والقلب والروح والأصدقاء ويهدي قبلاته للأحفاد ثمرة سنين العمر العجاف في (حتى يطمئن قلبي) ويتابع المسير في كتابة الشوق والغوص في الروح السابعة لسهر والعشق وضوء القمر ويهم بها عشقاً وعبقاً دون كل البشر ...
من سهر...؟؟؟؟ وأي النساء أنت ؟؟ والعشق والعطر تجذر في قلب الرجال ومنهم فتحي رضوان خليل ... قولي لي يا سهر أدميت قلوب النساء ... قبل الرجال ....ما سرك يا سهر ..؟؟
" أنت أميره هربت من كتبي وأشعاري ...فكانت أنثى استثناء ...أهلاً لقد عدت إلى دواوين وفنجان قهوة ودفء في الشتاء ونسيم بحر وامواج حنان"
قسمت الناقدة الدكتورة / وفاء كمالو الكتابة لدى الكاتب الروائي (السيد حافظ) إلى أنماط وصنفت النصوص الأدبية التي كتبها الكاتب أجزم أغلبها أن لم تكن جميعها قد وضعت لمساتها الأدبية الجمالية الساحرة وفقاً للمحتوى والمضمون للنصوص .... وبينت الآليات والتقنيات والشاعرية لدى الكاتب وقالت : " تنطبق الحبكة والذكاء وترتيب الأحداث والاتصال بالأزمان والأماكن وتكوين أساس لكل الأركان السردية مع الارتقاء بالذوق وتنمية الإحساس بالجمال والإرتقاء بالذات والإنسان.... فعلى ضوء القمر... رسم على النجوم قصائده... أهدى للوطن أغنية ...فظل ينتظر شروق الشمس ... سأل الأرض عن مبدأ الزلزلة ... واعترف ضمير الشتاء.... بأنه غيمة مثقلة... أذاً أجهشت بالبكاء... فإن الصواعق في دمعها مرسلة.....".
الناقدة الدكتورة (وفاء كمالو) أخذت منديلاً وحاولت أن تمر على الأبجدية الحافظية لتمسح تلك الدموع بطيبتها وروحها المحبة للإنسانية والحنان الذي منحه الله للنساء ... وهي منهن أم وأخت وزوجة وأستاذة وناقدة لم تكن جبارة نمروده بل تميزت بروح شفافة خفيفة الظل بذلك الصوت الذي لا يفارق سمعي وكلما سمعته تذكرت طيبة بصرتي وأمي وقلب جدتي الذي أحتوى الكل بالحب والدفء ...لك مني مودتي وأحترامي ياسر بهجتي وفرحتي وأمنيتي بالقاء بك يا أبنة النيل العظيم... تعرج الناقدة (وفاء كمالو) على الدموع في كتابات السيد حافظ.... فتقول: الدموع أبداع.. جموح.. وفي قهوة سادة ميلاد.. ووشم ناري على الذاكره.. للروح والجسد..) أصبحت قهوة سادة ليس فنجان يحتسى بل.. شرارة ضوء وبصيص أمل من النور في زمن العمالقة البلطكية المتسلقين بالتملق والمال أحياناً.. فيبوح لنا الكاتب بالعشق للروح والوطن والهمس لسهر ... ولليالي السهر العجاف وأساطير التكوين والتوحيد.... هذا هو مسار الكاتب الروائي السيد حافظ ... مسارات مدهشة وميلاد للمسرواية وملحمة سباعية روائية مسكوكة بقسوة الاقدار ومراوغات مؤرخي التاريخ وتمرد الكاتب والعصيان والعشق والتنهد بالهمسات والفواصل ونقل ماحدث وصار وسيظل عالق بالأذهان والثورة على ذاته اولاً ليمتلك وعياً ويقبح الفرار وأخيراً يأخذ القرار قانوناً بامتلاك الذات والحرية وليس له شأن بالسلطة والتسلط والمناصب بل الكاتب سن قانوناً ليمتلك الحرف الصادق ... ويكتب يخاطب الأرواح الصادقة النقية ... لعلها تصحى وتقرأ .. فكتب للروح وليس للجسد بنظرة واعية واعدة منبثقة من بصيره واعية لمستها وابصرتها الناقدة البارعة بنظرتها لتلك الحروف الذهبية الذكية فأدلت عطر تواجدها بحروفها التي أفاح عطرها فتسللت إلى أعماق ذات الكاتب وأجتزت تلك النفس البشرية لتضعها هنا بين دفتي القرطاس والقلم لترتوي ذاتك أيها المتلقي والقارئ ونرتوي معاً لنسد رمق الظمأ ونحرك تلك العواطف والأحاسيس الكامنة عند كل البشر .... ككائنات حية تعيش لتحس وتشعر وتتمتع لا تعيش لتجمع المال والشر والحقد والظلم وتموت وأنت تستغفر...
أسلوب الكاتب هنا تحريك وتحفيز للمتلقي ودفع الجسد عن طريق مخاطبة الروح للانفعالات الحميمية وأحياناً... يستخدم الغموض يلون الكائن البشري بالدم وربما بالرغبة والأحلام المنسية لأجل كتابة وتصحيح ما كتب بالتاريخ من قهر واستبداد وحقائق .... لن ينسى الكاتب عذابات الوعي الحسي للقلب والروح مكانة رفيعة... نجد في نصوصه الأدبية صياغات شاعرية دافئة... فيقول: (يصدق الله والمعري والمتنبي وجمال عبدالناصر والحلاج... ولا ... يصدق القمر ولا النساء في المساء....) ويقول: هناك أوطان مومس.. وشعوب مومس .. والوطن لا يحب الفقراء.. لأنه نذل مع الشهداء والشرفاء... والغرباء ظلوا يضاجعون الوطن....
هذا حال الأوطان تحت سيادة بلا وعي ثقافي وفكر متحرر ثقافياً من الأدناس والخرافات والتقاليد والعادات البالية والعنصرية والطائفية والانقسام والأحزاب والسياسات المتعجرفة الآنية بقراراتها العشوائية.....
((أنا سيدتي بقايا وطن وإنكسار ..أمل وشظايا حلم أمة.. كانت تحلم بأن تكون عظيمة .. وأنا وحيد في عالم زحام .. قبيح... أبحث عن نور عن جمال عن قلب حاني مثلك عن عطرك عن مدينة تولد فيها كل أنثى مثلك عن ظل يشبه ظلك .. أسأل السحرة أن تبحث عن سرك تأخذني ريح السؤال إلى البحار والأنهار والأحجار حتى الحجر الأسود... لا أعرف لماذا أنت بعيدة ،،،،،،،،؟؟؟؟؟؟
نظل بحضرتكم وحضورك وتألقكم تلاميذ وأنتم وأنتن لنا مؤسسات لغوية وبيارق للأبجدية ترفرف على سماء الإبداع للنقد والأدب العربي.... لكن معكن وبأقلامكن لا نعرف المستحيل ولن نرضخ للإنكسار والموت من جديد.. فلنرتقي معاً سلم الإرتقاء الإبداعي للأدب والنقد الأدبي الحديث والتطور والتجديد للم شمل الأجناس الأدبية وتنوعها بإبداع فني وبإطار أسس جمالية مبتكرة... وإلى الأمام نتحدى التقليد ونرفض بإصرار مبدأ الجبن والخوف لنطق الحقيقة والإشادة للحرف الجميل وركن الحرف البليد والجبان.
الدكتورة والناقدة العملاقة (د. وفاء كمالو) تظل وما زالت صدى كلماتك تطوق رأسي فلا ينساك ويتناساك من قرأ حرفك .... هذا ليس بغريب على ناقدتنا التي جمعت الحروف وصفتها على مائدة النصوص الأدبية لتكسبها الذوق وتفتح شهيتنا لتناولها بشهية وتذوق ... فهي متمكنة بحكم اختصاصها وتمرسها وخبرتها الكبيره ....في اللغة العربية وأصالة الفكر والحس والخيال والذوق تشهد لك الروايات والدراسات التي أبدعتي في تقديمها .... وصولاتك وجولاتك الأدبية وجمال أنطلاقك الفكري الحر الصادق عن واقعنا الأدبي بكل أجناسه ... حاملة بيارق الحرية وأعلام الحب والسلام ملتزمة بالقضايا الانسانية عامة والمرأة خاصة.....
يسألني
لماذا ابتعد.
لأنك مزار.
لأنك جدار.
لأنك نبي عشق.
تنطق برسالة الحب.
لتبلغ الإنسانية.
أن العشق حمل ثقيل
فابتعد...لأنني مولودة
كئيبة.. غريبة الأطوار
من عالم قديم.
انصهرت ما بين عادات
وتقاليد....لأنني أحبك
فلن اقتحم ذلك
الجدار...
تفوح من فمه العطر
والأشعار..
والإستحياء يطوقني.
والوطن يشغلني..
الواطي
أصبح يحكمني.
خلف لي جدارأ هاري.
وسفراً وغربتي..
وثراء بالأحزان .
وجعلني.. تمثال
أبكم
لاحول لي ولا قوة
لأنني أحبك
يا وطني... تقبل مني
كلماتي ولا تغضب .
وتقتل ولدي...
فتبكي قصيدتي
دماً... يضاف ..
لدجلتي.. ها أنا
أبحث عن أريكة.
وضفة نهر نقي .
وكلمة بقاموسك.
لعل روحك تقرأني.
يا وطني..
سأنشر.
ضفائري واغسلها
بماء النيل...
وأهز جذع نخيلك ؟
يا بصرتي ؟؟
لعل تزهق سعفاتك .
من أحلامي..
وتخطو خطوة نحوي .
لأنني أحبك .
فستبقى أنت أملي ...
د. نـجاة صادق الجشعمى
0 التعليقات:
إرسال تعليق