Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

السبت، 15 أكتوبر 2016

بعد سنوات المرارة جاء المسرح الطليعى لمصر .. حوار مع الكاتب والمخرج المسرحي السيد حافظ

حوار مع الكاتب والمخرج المسرح .. السيد حافظ
أجرى الحوار : عبد المنعم ابراهيم
جريدة أخبار الخليج – البحرين
صفحة ثقافة – 13 ابريل 1984
زرت البحرين اول مرة 1983 واستقبلت استقبالا رائعا من اليسار البحرينى والقوميين العرب هناك واجرى معى هذا الحديث
بعد سنوات المرارة جاء المسرح الطليعى لمصر

حول تجربة المسرح التجريبى الطليعى فى مصر.. انعقد الملتقى الثقافى الذى عقد مساء الأحد الماضى فى مقر أسرة الأدباء والكتاب وحضره عدد من المهتمين بالمسرح وبعض الصحافيين بدأ السيد حافظ حديثه بخاطرة عن البحرين ثم انعطف نحو الموضوع .
وجاء فى سياق الحديق: اجتمعت الفرقة المكونة من 15 رجلاً أكبرهم يبلغ من العمر أربعين عاماً فى الاسكندرية وبدأت فى البحث عن مسرحيات جديدة وكنت أبحث عن النص الذى يحقق طموحى فلم أجد مفراً من أن أكتب وانقسمت الفرقة إلى فريقين. فريق مع التجربة الجديدة وفريق مع التجربة القديمة النمطية وفى النهاية كسبنا الجولة ونجحنا وكسبنا الناس، وحضر المخرجون من كافة الأرجاء يناقشونا ماذا تريدون؟ قلنا المسرح الجديد الشامل يعنى مسرح البدء وقبل البدء.. هو النبوءة القادمة.. كلمة جديدة وممثل ومخرج وحوار مع الجمهور لكى نعيد الحسابات لفن ديناميكى حيث أصبح المسرح التجريبى ضرورة بعد أن صار المسرح التقليدى مفلساً شكلاً ومضمونا ومحصوراً فى خندق الاضلاع الثلاثة وحدة الزمان وحدة المكان والموضوع.
ومنذ عام 65 حتى 1967 كانت سنوات المرارة لأن التقليدين كانوا فى منتهى الشراسة فى معاملتهم للمسرح الجديد حتى جاءت نكسة 1967 فأثبت المسرح العربى أنه هش أمام الفكر الصهيونى فكان المسرح التجريبى هو البديل الحقيقى ولكن مرارة النكسة ظلت حتى عام 1970 فسافرت إلى القاهرة لكى استقر هناك.. وصدرت مسرحيتى الأولى (كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى) وهنا اندفعت الأقلام المهزومة تهاجمنى بشراسة فففكرت مع مجموعة من الشباب فى تكوين مسرح جديد تحت عنوان (جماعة الاجتياز) وساتطعنا أن نهز الحياة المسرحية . لقد كان المشوار مضنياً واستفدت كثيراً من هذه التجارب.
ويبقى السؤال لماذا المسرح التجريبى :
إننى أشعر بأننا نعتمد على أطر جاهزة وعلى معان سابقة، وأشكال مستوردة.. إن فكرة الانقطاع بعد سقوط الدولة الإسلامية العربية الكبرى بسقوط الدولة العباسية ادى إلى التفسخ وادى إلى ما يشبه الاحتضار البطئ فى جسد هذه الأمة . لذلك قام الاستعمار بتلويث أفكارنا واغتصاب تراثنا فتحولت من قائمة الأمة التى تعتمد فى كل شئ على الاستيراد.. هذه الأمة التى تعتمد فى كل شئ على الاستيراد كيف يكون شكل المسرح لدينا.. وأساتذة معهد التمثيل فى الوطن العربى فى مصر وتونس ودمشق والكويت يدرسون للطلاب المسرح الغربى والقيم المستوردة والمفاهيم الجاهزة واتحدى إن وجدت الطلاب يدرسون واقعهم وأشكال المسرح فى بلادهم وتراثهم .. اتحدى أن يقوموا بدراسة نتاجهم الفكرى المعاصر فى المسرح .. كل ما تجده هو انتهاك وقمع للفكر الجديد ومواجهة الابداع والإنماء لكل ما هو أجنبى.. وغير عربى.. عز الدين المدينى وسمير العيادى فى تونس.. عبد الكريم برشيد والطيب الصديقى فى المغرب.. محمد الماغوط وسعد الله ونوس فى سوريا وقاسم محمد فى العراق ، وفى الجزائر كاتب ياسين.. وأخرين.. أين هم فى دراسة هذه المعاهد؟ أين نتائجهم؟
إن المسرح التجريبى يعنى مواجهة لإقامة زلزال فى بنيان هذه المعاهد المحنطة والجماهير العربية تحتاج إلى مسرح حقيقى يعبر عنها لذلك كان المسرح التجريبى ضرورة حيث التراث والبداية والمستقبل فى آن واحد.
بعد هزيمة 1967 اثبت المفكرون العرب ورجال الإبداع القدامى (جيل نقل الحضارات والثقافات الغربية إلينا) أنه توقف عن أداء دوره أمام الثقافة الصهيونية حتى أن رجال السياسة الذين أعطيناهم الفرصة كاملة خاصة فى مصر لقيادتنا اثبتوا فشلهم لأن الفكر الموجود كان هشاً. إذن نحن لا هتاف.. لا وسطية.. ولا تطرف أيضاً.. إن الجماهير تحتاج إلى شكل جديد من أشكال الفن فى المسرح والسينما والتلفزيون. ولذلك تجد الأنت الفضيحة الفكرية العربية فى مصر .. المطرب الأول: أحمد عدوية.. الكاتب الأول للدراما فى مصر سمير عبد العظيم.. الروائى الأول اسماعيل ولى الدين.. الكاتب المسرح الأول سمير خفاجة وبهجت قمر. والشئ نفسه فى بعض الدول العربية أو معظمها.
إن البديل الذى ظهر بعد 1967 كان هشاً لأن المبدع الحقيقى حاربته فى الوطن العربى 3 تهم جاهزة وضع فيها أولاً الجنون ثانياً الشذوذ وثالثاً الجاسوسية.
لقد تمت إبادة جيل كامل من المبدعين الحقيقيين.. مما ادى إلى ظهور فضيحة مرحلة السبعينات شكلاً ومضموناً ولذلك كان على المبدع الحقيقى أن يتوارى بإبداعه فى كتاب لطبعه على نفقته الخاصة أو فى صمت أو فى ثرثرة بينه وبين أصدقائه أو فى قوقعة ذاتيه.. والذى نجا من طوفان السعينات مؤهل الأن للسقوط على خشبة المسرح الفنى والأدبى والمسرح التجريبى الذى كان نكته سيتحول إلى كائن حقيقى سيكون فارسه صوت الجماهير فى الثمانينات.
أما عن الأعمال التى قدمتها فى المسرح : فأنا لا أحب أن أذكر الأعمال التى قدمتها لنجيب الريحانى وأبو السعود الأبيارى وعزيز أباظة ولكنى أحب أن اتحدث عن الأعمال المسرحية التى قدمناها فى المسرح التجريبى. قمنا بتقديم مسرحية لقاسم حول برؤية جديدة . قمنا بتقديم رؤية للشارع الفلسيطنى سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وقمنا بتقديم مسرحية " مسافر ليل" لصلاح عبد الصبور قدمها 15 طفلاً يؤدون مشاهد هذه المسرحية الصعبة وكانت تجربة رائعة إذ اكتشفت أن الطفال يملكون الشجاعة التى يفتقدها الكبار وقدمت قصائد ريخت بشكل مسرحى ومسرحيات " تشيكوف" برؤية جديدة.. وفى قلب معركة 1973 أخرجت مسرحيات "عمار يا مصر" و" وطن يا وطنى" استمر عرضها 65 يوماً وشاهدها نصف مليون مواطن. حتى الأطفال فى حارات مصر كانوا يغنون أغانى هذه المسرحية.. لكنى أقف أمام تجربتى المميزة فى المسرح الطبيعى ومعى زملاء ورفاق اعتز بهم وبجهودهم.. قمنا بتقديم القصة القصيرة على المسرح بمعنى ألا نحذف كلمة وألا نمسرح القصة بل تقدم القصة كما هى.. كيف يؤدى الممثل قصة قصيرة؟ كيف تمسرح دون أن ندخل عنصر الدراما والحوار بين الشصيات؟ وفى هذ العمل حقنا  الكثير من الاكتشافات.
التجربى الأخرى تقديم نظرية المسرح المجزأ وفيها كونا صالة كبيرة وجعلنا الكراسى متحركة ووضعنا (برتكلات ) فى اليمين واليسار وفى الخلف.. وبدأنا نقدم عرضاً مسرحياً لمسرحية يستغرق عرضها ثلث ساعة.. وبعد انتهاء المسرحية نقدم نفس العرض بممثلين جدد برؤية اخراجية لمخرج آخر.. بعد ذلك نقدمها فى عرض ثالث لمخرج ثالث وبممثلين جدد أمام الجمهور وهكذا برؤية رابعة.. بعد ذلك نطلب من الجمهور وهم جلوس فى الصالة كل واحد يختار العرض الذى أعجبه لكى نقدمه له ويجلس أحد الممثلين فى الصالة بملابس الإنسان البدائى وينتهى العرض وسط الشموع وكانت هذه التجربة مذهلة.
كما حاولت فى 1872 عندما تمت أول اتفاقية للكيلو 101 إلى إدانة الاتفاقية بالفن وليس بالخطابة.. فاخترنا حياة مصطفى كامل واخترنا حياة عبد الله النديم وعن مصطفى كامل ونجلس نتحاور.. ماذا رأيت؟ ماذا قرأت؟.. وحاكمنا عبد الله النديم وعن مصطفى كامل ونجلس نتحاور.. ماذا رأيت؟ ماذا قرأت؟.. وحاكمنا عبد الله النديم وحاكمنا مصطفى كامل ولكننا كنا نحاكم شخصيات معاصرة ومن هنا كان الفن يفوق المباشرة والخطابة .. واتجهت بعد ذلك إلى كتابة المسرحيات الكوميدية وفى مسرحية (حكاية الفلاح عبد المطيع) أدنت السلطة التى تجعل مواصفات المواطن الحسنة هى الطاعة العمياء فقط.. إننى أرفض أن أشارك فى لعبة المسرح التجارى المبتذل كما فعل زميلى وحيد حامد عندما كتب "ولا يهمك يا عبده" و"كبارية" وزملاء كثيرين تنازلوا بسرعة.
واعتقد أن المسرح التجريبى أو الطليعى يرتبط ارتباطاً كاملاً بالحياة الثقافية والأدبية.. ولا استطيع أن أقول أننى فشلت فى المسرح التجريبى واتجهت للسينما أو التلفزين أو أننى لم أنجح لأن الحكم فى النهاية يعود إلى التاريخ والمستقبل.
عبد المنعم ابراهيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More