الكاتب المسرحى السيد حافظ
لـ "الملحق"
الملحق – جريدة الرأى العام
العدد 7079
الأحد 18 مايو 1986
المسرح الشعرى يعتبر غير محدد الهوية فى خريطة الابداع العربى
كتب محمد سهيل احمد
• لنبدأ بالمسرح الشعرى .. هذا المسرح لم يأخذ نصيبه من الانتشار رغم أن قلادة العربى رصعت بالشعر منذ القدم..
الشعر هو قلب وروح هذه الأمة (الأمة العربية المبدعة) وكان للأسف معظمه ردة فعل لحالة مرضية نتيجة كبت اجتماعى وظروف متخلفة يحتاج إلى عقلية درامية ونحن بصراحة نتعامل مع الدراما حتى الان على استحياء فننحنى أمام كل القواعد الدرامية الأوربية ولكن لا نستطيع أن نخرج عن اطارها ومن يخرج فالويل كل الويل له من قبل الاكاديمين وأصحاب المقاعد الأكاديمية. لقد حاول الشاعر الكبير احمد شوقى ولكنه فى الحقيقة فشل فى فهم الدراما وتوظيف العمل لخدمة وبناء الشخصيات وتطور الأخداث وتفاعلها فظلت أعماله أسيرة القصيدة الرعبية. أصبحت مجموعة قصائد مطولة على لسان شخصيات. أما محاولة صلاح عبد الصبور فكانت خطوة اخرى فى نفس الدرب ولم نتخلص من قيود القصيدة العربية. أما الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوى فكان من حسن حظه أن يكون معه المخرج (كرم مطاوع) الذى يحترف المشاهد المطولة والمكررة ويلخص العمل من الغنائية الشعرية إلى الحالة الدرامية. ولذلك فنحن مطالبون بمفهوم متقدم لتفسير المسرح الشعرى ففى أوروبا الآن يدخلون أعمال شكسبير إلى ورشة عمل مسرحية فيحذفون ما يحذفون منها ويضيفون بعض التكتيك المسرحى حتى تخرج أعماله بالشكل اللائق المعاصر. ويخيل إلى أن تجارب (نجيب سرور) فى المسرح و(على عبد الله) وتجربة (أمل دنقل) مع (الأخوين رحبانى) تميزت بنبض درامى عال ولكن إجمالاً فإن المسرح الشعرى يعتبر غير محدد الهوية فى خريطة الإبداع العربى وهذا ليس بعيب ولكن العيب أن لا نعترف بقصورنا فى مجال ما ونحاول أن نطوره.
• كثر الحديث عن مسرح الطفل وأدلى كل عارف وغير عارف بدوره. باعتبارك واحداً ممن كتبوا للطفل.. كيف تنظر إلى هذه الظاهرة الخطيرة فى حياة النشئ؟
أخبرنى الدكتور (فلاديمير شاغال) المستشرق السوفياتى أثناء زيارته الأخيرة إلى الكويت أن مسرح الطفل فى الاتحاد السوفياتى يأخذ اهتماماً كبيراً من الحوار والأبحاث والمناقشة وأن المستشرقين السوفيات ينظرون إلى مسرح الطفل العربى باهتمام بالغ هذا الأيام ويهمهم أن يقوموا بترجمة ودرامة الأعمال المسرحية التى تقدم للأطفال فى الون العربى عامة وفى منطقة الخليج خاصة بحيث أن مسرح الطفل فى هذه المنطقة أصبح يشكل هوية ومحور ارتكاز. ولكننا للأسف نعيش فى منطقة الخليج فى صراعات نقدية حادة حول ضرورة وهوية هذا المسرح فى المنطقة. حتى الآن لا توجد دراسة واحدة ميدانية تسأل صاحب القضية ألا وهو الطفل وتناقشه. لقد قرأت منذ أيام قليلة أن النقاد فى ألمانيا الاتحادية رفضوا مسرحية للأطفال بحجة أنها غير مكتملة الأسس التربوية والفنية لكن الأطفال هناك احتجوا وقاموا بإرسال مجموعة من الرسائل يطالبون بأن تأخذ المسرحية حقها فى العرض وأن تنال الجائزة الأولى وبناء على ذلك تم منح الجائزة للمسرحية لأن الطفل غير الناقد. ولكننا للأسف نمارس دور حراس المعرفة ودور السجان ونفرض على إبداعنا الموجه للطفل قيوداص غريب. إن مسرح الطفل فى الخليج عامة والكويت خاصة قد أثبت نجاحات متعددة على المستوى الفنى والجماهيرى وهو مسرح لم يتجاوز عمره فى الوطن (25 عاماً) وفى الخليج (10 سنوات) منذ أن قدمت السيدة (عواطف البدر) مسرحية (السندباد البحرى) للكاتب المعروف محفوظ عبد الرحمن ومن إخراج (منصور المنصور) .
مسرح الطفل يحتاج إلى رفع الوصايا من الكبار عليه. واقصد الكبار هنا بعض النقاد المتحذلقين وبعض التربويين.
• كيف تنظر إلى واقع الفرق المسرحية ، بشكل عام ؟
المسرح فى الكويت يضم أربع فرق شبه حكومية، هذه الفرق معظمها غير مبرمج وغير محدد أسلوباً. لذلك من الصعب أن تجد التمايز بين الفرق. ولكن هناك تشابها فى الموسم المسرح الواحد: إذا نجحت مسرحية شعبية تقدم باللهجة المحلية) فإن الموسم كله يتحول مسرحيات شعبية وإذا نجحت مسرحية باللغة العربية الفصحى تناقش هموم الواقع العربى فإن الموسم المسرحى كله يسير على هذا المنوال. إذن لا توجد حالة التمايز ويفتقد التخطيط لمنهج فكرى وفنى موحدين لكل فرقة.
• عبر الأجيال حقق المسرح الكويتى قفزات نوعية . الآن وهو فى منعطف خطير هل فى إمكان المسرح الطليعى أن يؤد دوره الصحيح وكيف؟
كانت هناك فكرة من الدولة لإقامة هذا المسرح من الطلبة خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية ولكن فرقة المسرح الطليعى قدمت عملين غير طليعيين أغلق هذا المسرح أبوابه لعدم تفرغ الفنانين له وعدم وجود ميزانية خاصة به مع أنه كان من الممكن أن يكون رائداً للمنطقة بحيث أنه يحتوى على طاقات فنية متميزة مثل الفنانة الكبيرة (سعاد عبد الله) والنجم اللامع (محمد المنصور) والفنان المتميز (على المفيدى) وغيرهم من الفنانين اللامعني ونأمل كما وعدت إدارة المعاهد والفنون بأن هذه الفرقة ستعود قريباً بميزانية جديدة وخطة وأعمال مسرحية (جديدة) لتثرى الواقع المسرح فى الخليج وعموم الوطن العرىب.
• لديك معايشة ودراسات عن الواقع المسرحى فى مصر.. وكانت (مصر سباقة فى التجارب المسرحية الجادة بمختلف صفوفها..
أنا متفائل جداً بالمسرح الجاد فى مصر فهو الآن حافل بالطاقات الإبداعية المتميزة فهناك نخبة من المؤلفين العربى المصريين المتميزين مثل (أبو العلا السلامونى) (يسرى الجندى) (محفوظ عبد الرحمن) (فوزى فهمى) (سمير سرحان) (عبد العزيز حمودة) (فؤاد حجازى) وغيرهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق