بين التاريخ والواقع المعاصر قراءة نقدية لمسرواية حتى يطمئن قلبي . بقلم د. أفكار أحمد زكي
قراءة نقدية في مسرواية حتي يطمئن قلبي للسيد حافظ
أما السيد حافظ فإنه يصرح في بداية عمله الأدبي الذي يمزج فيه بين القص الروائي والمشاهد المسرحية, بقوله( أنا لا أحكي التاريخ ولا أروي لكم بل أصححه..), ولكن القارئ الناقد حين يغوص في مسرواية( حتي يطمئن قلبي) يجدها تحمل قضايا الواقع المعاصر السياسية والاقتصادية من خلال أحداث التاريخ في نهاية الدولة الفاطمية وبداية الدولة الأيوبية في مصر. لأنه كما تقول ندي حجازي في دراستها, عن رضوي عاشور.. حين يتحول النص إلي سلاح مقاومة:( تعمل النصوص الأدبية أحيانا كسلاح دفاعي ضد تحريف التاريخ أو تحييده, تلك السياسة التي غالبا ما تؤدي إلي تهميش الآخر وتشويه صورته..), ولكني أعترف بنظرة الناقد والقارئ لهذا العمل, أنه عمل أدبي فيه من الثراء والعمق ما يجعلك لا تترك فيه سطرا دون إضافة أو قيمة, أو رؤيا نقدية. رغم ما يبدو من المقدمات التي يكتبها الكاتب ويبثها بين ثنايا عمله من سذاجة وسطحية, فالكاتب يفضل أن يمارس لعبة الذكاء مع قارئه,( لأن القارئ الثقافي في حاجة إلي المتلقي الثقافي, والوعي المشترك بينهما هو الذي يصعد بالنص من الأدبية إلي الثقافية, وهو الذي يربط الإشباع المعرفي بالمتعة الجمالية..) رغم إيماني بأن كاتب التاريخ غير كاتب الرواية, فإن الرواية مهما كانت تعتمد علي الخيال في أحداثها ووقائعها, فإنها لا تكتب تاريخا منفصلا عن الحقائق التاريخية الثابتة والمعروفة والحقيقية, خاصة إذا كان كاتبها صاحب رؤيا ووعي. لذا نري الكاتب السيد حافظ يسير في روايته في اتجاهين متوازيين يلتقيان عند هدف واحد في نهاية العمل, انطلاقا من القول( إن كل استدعاء للتراث في العمل الفني لا يعني البتة استدعاء المعاودة والتكرار بقدر ما يعني المغايرة وإعادة البناء). فتبدو الأحداث التاريخية في العمل الأدبي( حتي يطمئن قلبي) في نسيج مواز لما يدور في واقعنا المعاصر من تطورات وصراعات سياسية واجتماعية علي المستويين المصري والعربي.
لقراءة المقال من المصدر الأصلي:
جريدة الأهرام المسائي في الرابط التالي:
http://massai.ahram.org.eg/NewsQ/80831/232254.aspx
0 التعليقات:
إرسال تعليق