Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 25 مايو 2017

التغير الاجتماعي ومسرح الطفل مسرح السيد حافظ نموذجا


التغير الاجتماعي ومسرح الطفل
مسرح السيد حافظ نموذجا
اعداد
أ.د. كمال الدين حسين / 2005
أستاذ الأدب المسرحي والدراسات الشعبية
كلية رياض الأطفال – جامعة القاهرة
الدقي – كلية رياض الأطفال – القاهرة
جمهورية مصر العربية

حجر في الماء الراكد
جاء السيد حافظ مؤلفنا المسرحي الذي بدأ توجهه للأطفال ، بداية من 1982 واستمر في تقديم خطابه المسرحي للطفل حتى 1996 تقريبا ، والذي كان بمثابة الحجر الذي أصاب الماء الراكد بالنسبة للخطاب المسرحي الموجه للطفل .
جاء مسرحا تحريضيا سياسيا خرج به السيد حافظ من عباءة القيم التربوية، والتوجيه الأخلاقي ليعلم الأطفال معنى الحرية والوحدة والمقاومة ، وهي القيم التي لابد أن يتزود بها صناع المستقبل . فكيف جاء هذا في مسرح السيد حافظ ؟
يعتبر السيد حافظ واحدا من جيل كتاب المسرح في السبعينيات و ما بعدها، حمل هم مصر وتأثر بنكسة يونيو 1967، وأفرغ شحنة الغضب والأمل في تجاوزهما واللذان إعتملا داخله، في عدد من المسرحيات التجريبية التي نادى فيها بضرورة تحقق الديموقراطية والحرية السياسية والدفاع عن حقوق الإنسان باعتبارهما قضايا مصيرية وكان في غيابها حدوث النكسة.
بدأ السيد حافظ رحلته في عالم التجريب في مسرح الكبار بمسرحية "6 رجال في المعتقل " عام 1968، ثم " كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى " 1971، واستمر عطاؤه وتحمل هجوم النقاد والمسرحيون، حتى يأس من عالم الكبار، فارتحل إلى دولة الكويت، في إعارة وظيفية . وهناك بدأ يكتب لمسرح الطفل ملتمسا للشعب العربي الخلاص في أولئك الأطفال الأبرياء على اعتبار أنهم عدة الحاضر وركيزة المستقبل كما قال : " إن الطفل بالنسبة لي هو المستقبل وأنا قد يئست من الكتابة للكبار، فالكبار في الوطن العربي ينشغلون بهموم وتفاصيل القضايا اليومية، وفي البحث عن رغيف العيش ، لكني أرى في الطفل نوعا من التحدي والاستكشاف وأحس أني أمام قائد المستقبل، وشاعر المستقبل، وسياسي المستقبل " .

مسرح السيد حافظ للأطفال
وبهذا الفهم والإيمان بدأ السيد حافظ رحلته مع مسرح الطفل من الكويت وبدأ يتحسس الدرب، عين على السلامة والأخرى تبكي على الواقع المرير الذي تعيشه الأمة العربية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين .
فبدأ " بسندريلا " حكاية شعبية عالمية معروفة للأطفال مليئة – لمن يلاحظ – بالكثير من القيم والدروس التربوية والأخلاقية، وفي ثناياها – لدقيق الملاحظة – أضاف بعض المشاهد التي تدعو الناس للتعاطف والتراحم والمودة ، وأن ينسوا الخلاف السائد ويتذكروا ماضيهم الجميل، رافضا الجحود والقهر الذي تتعرض له سندريلا، وتعرض له في مصر من النقاد المسرحيين، مم أضطره للسفر إلى الكويت سعيا وراء لقمة العيش ( وهذا واحد من أسباب الإعارة) ولمناخ جديد قد يستطيع فيه أن يعبر عما بداخله (وهذا سبب آخر ).
وبعد أن اطمأنت العين القلقة بدأت روح الثوري داخل السيد حافظ تموج بعدد من المسرحيات والتي فضل لها الإطار التراثي ليطرح من خلالها كثير من ظواهر التغير السياسي والاجتماعي الذي أصاب الأمة العربية، بعد حادثتين هامتين أثر كل التأثير في البنية السياسية والاجتماعية والقومية، وهما نكسة يونيو 1967، واتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 وقد أثارهما في :
· الفِرقة التي أصابت العالم العربي بعد توقيع معاهدة السلام ( أولاد جحا ).
· الانتفاضة الفلسطينية الأولى .
· سيطرة رأس المال وتفشي الاستغلال والإنتهازية ( علي بابا ).
· الحرب بين العراق وإيران .
· اتساع الهوة بين الشعب والحكام ودور الأعوان في عزل السلطان عن الشعب
(الشاطر حسن ).
جميعها مظاهر للتغير السياسي والاجتماعي تشكل اللحظة التاريخية التي وعى بها السيد حافظ وتفهمها فرصدها لطرح وجهة نظره تجاهها ، مصورا حلمه بمستقبل تتجاوز فيه الأمة كل هذا الإنهيار .
فكيف جاء ذلك في مسرحه ؟
التراث الشعبي ورصد التغيير الاجتماعي
لجأ السيد حافظ إلى الرمز التراثي لطرح ظواهر التغيير الاجتماعي من خلال إستلهام بعض الحكايات الشعبية المعروفة كأطروحة يطرح من خلالها وجهة نظره، مستفيدا من ذلك البريق الذي يختص به التراث الشعبي ، ويجذب به الكبار والصغار، متمثلا في غرابة عالم الحكايات الشعبية وخصوصيات شخصياته التي ترمز لقيم الخير والحق والعدل ، وهي القيم التي يتمناها الجميع بجانب عناصر التشويق والمغامرة التي يعجب بها الكبار ، فما بالنا بالأطفال في المراحل العمرية التي وجه إليها خطابه من 9-15 عاما .
لقد استفاد السيد حافظ من التعميم الذي تحفل به هذه الحكايات خاصة في عنصري الزمان والمكان ، والترميز الذي يحيط بشخوصه وأحداثه ليسقط من خلالها إن جاز القول ، أو ليدلل برمزها على واقعه المعاصر الذي يعانيه ، طارحا وجهة نظره في أسباب إنهياره موحيا بسبل إصلاحه .
كذلك استفاد من خاصية المرونة التي تميز هذا التراث وتسمح بالحذف والإضافة حسب مقتضى الحال ( وهذه المرونة هي التي تفسر ظهور أكثر من صياغة لنفس الحكاية)، استفاد بالمرونة فحذف وأضاف ما يساعده على طرح وجهة نظره التي اختار الموضوع التراثي إطارا لها .
فماذا فعل السيد حافظ؟
لنعرف كيف رصد السيد حافظ التغير الاجتماعي المعاصر ، سنلقي الضوء على بعض مسرحياته في الفترة من 1983-1993
سندريلا 1983
علي بابا 1985
أولاد جحا 1986
الشاطر حسن أو قميص السعادة 1993

سندريلا
صاغ السيد حافظ حكاية سندريلا العالمية صياغتين : الأولى عام 1983، والثانية عام 1987 باسم سندريلا والأمير ، وحكاية سندريلا والأمير حكاية عالمية وتحكى عن فتاة تعاني من القهر الذي توقعه عليها زوجة أبيها وابنتيهما ، لكن لصدقها وأحلامها وخصالها النبيلة ، تنتصر وتفوز بحب الأمير وتتزوجه . هذا الحدث الرئيسي للحكاية الشعبية ، التي حاول من خلالها الكاتب أن يرصد الواقع العربي فأضاف أحداثا وشخصيات في مسرحيته ليحقق ما يريد .
يبدأ السيد حافظ بتجسيد الغلظة والقسوة التي أصبحتا سمة التعامل اليومي ، نتعامل بهما مع بعضنا البعض، وقد يكون السبب صعوبة سبل الحياة ، فسندريلا بقروشها القليلة لاتستطيع أن تشتري أي شيء من السوق ، فالأسعار في ارتفاع والتجار لا يفكرون إلا في صالحهم ، لكن شيخ السوق إكراما لأبيها الأمين الذي كان يعمل حارسا في السوق ، يوفر لها احتياجاتها . وفي الصياغة الثانية يضيف بعدا آخر للحكاية الشعبية ، فسندريلا بعد أن تجرب الحذاء ، يأخذها الحرس إلى القصر لتتزوج الأمير فتلقى الرفض من الوزير ومن كل الأغنياء والأمراء الغاضبون على الأمير الذي سيتزوج من بنت فقيرة لاحسب لها ولا نسب لها . فيتآمروا عليها ويستبدلوا الحذاء ليناسب ابنة الوزير . وتنطلي الخدعة على الأمير وتطرد سندريلا من القصر . المهم هنا أن السيد حافظ حاول أن يكشف الزيف الذي يعيشه القصر والفساد والذمم الخربة التي تسيطر على رجال القصر من هذا المشهد ، كما أضاف شخصية جديدة للحكاية هي شخصية المهرج الذي تمثل ( البصيرة – الحكمة ) الذي يلعب دور الراوي المعقب على الأحداث والدافع لها ، وعلى لسانه يقول المؤلف ما يريده حول هذا العالم السيئ الفاسد:
المهرج : من أين يأتي العدل؟
من أين نعرف الميزان؟
ناس في الحارات تأكل التراب وناس في القصور تأكل التفاح
وهكذا يميز التميز الطبقي بين سكان الحارات وسكان القصور ، وفى موقع آخر يقول :
أم الخير : الإنسان قوى بالعمل وبإيمانه بأمله وبنفسه وبالأصدقاء .
وهكذا تحدد لسندريلا سبيل استرداد حقها الضائع ، إضافة أخرى أضافها السيد حافظ على الحدث وهى تنكر الأمير والمهرج ونزولهما إلى البلدة للبحث عن صاحبة الحذاء الحقيقية ، وفى تجوالهما يكتشفا مدى الظلم والبؤس الذي يعيشه الناس
الأمير : هل هذه مدينتي ؟
المهرج : نعم يا مولاي
الأمير : فقراء ومساكين يسيرون في الشوارع
المهرج : نعم يا مولاي عندما يجلس الأمراء في القصور ..ولاينزلون للأسواق والحارات
يحدث البلاء في كل البلاد فالتجار أفلسوا الناس ، والنساء يبعن مايملكن لاتقاء ظلم
وجشع التجار ، والتجار يخافون الوزير
ونفس الفكرة كررها السيد حافظ في مسرحية الشاطر حسن .
أولاد جحا
أما في أولاد جحا ، فيأخذنا الكاتب إلى عالم جحا . ويستقدم من التاريخ شخصية جحا وتيمورلنك ، الذي يحتل البلدة ويترك أفيالها تهدم البيوت ( القضية الفلسطينية) ، ولا يجد الناس أمامهم إلا جحا فهو الكبير صاحب الحيلة ، ويتطوع جحا لمقابلة تيمورلنك ليحدثه في أمر الأفيال ، وتكون المفاجأة يتحالف جحا مع تيمورلنك ، ويرسله الأخير ليشتري له الأفيال، كما يعلق المنادي : اليوم قابل جحا الخاقان العظيم تيمورلنك ، وأرسله في مهمة رسمية لشراء ألف فيل جديد تكون حارسه عليكم فحافظو على الأفيال .
ويتعجب الجميع ، هل باعهم جحا ؟ ولماذا ؟ فلا يجدوا أمامهم إلا أهل جحا وداره ، ويقررا أن يحرقوها على من فيها . وتختلف الجماعة فمنهم مازال يحمل التقدير لجحا ومنهم من تملكه الغيظ ( تماما كما حدث مع المصريين بعد اتفاقية كامب ديفيد ) .
لكن أبناء جحا ( ابنه وابنته) يحاولان تهدئة الجميع ، ويعملون على جمع شمل الرجال لمواجهة تيمورلنك ، وبعد أن اتفق الجميع في العلن على المواجهة ، حاول كل منهم وسرا أن يتنصل من الاتفاق ، فكل له همه ومخاوفه ومصالحه التي يخاف عليها . وأخيرا يذهب ابن جحا ويحاول تيمورلنك شراؤه ، لكن ليس بالضرورة أن يكرر الابن أخطاء الأب . وبالحيلة يستطيع ابن جحا أن ينتصر لقومه ويجندهم لمقاومة تيمورلنك وأفياله . وبالفعل يتكاتف الرجال ويغرقوا الأفيال في البحر وكما يختتم المسرحية :
ـ في زمن من غير رجال تكثر فيه الأفيال
ـ خللي بالكم يا أولاد لو خفنا من الفيل راح تكتر الأفيال
هنا يؤكد السيد حافظ مبدأين هامين :
الأول : أن الأفيال في حاجة لمقاومة الرجال
الثاني : إن كان جحا قد أخطا في حق نفسه ووطنه فهذا لا يعني أن كل أهل البلد حتى أولاده من نفس النوع .
علي بابا
وباستلهام واحدة من أكثر الحكايات الشعبية شيوعا وألفة (علي بابا ) حاول السيد حافظ أن يرصد جانبا هاما من جوانب الفساد التي سادت المجتمع العربي في الثمانينات من القرن الماضي ، وهو ما يرتبط بالثراء الفاحش عن طريق أساليب غير مشروعة ، وكيفية إفساد العدل تحت سطوة رأس المال والجشع والطمع ، وهذا آفة الفساد وتدهور المجتمعات :
( يا أطفال الدنيا .. هذا العالم واسع بين العدل وبين الظلم
حاول .. حاول .. أن تنصف
حاول حاول أن تجعل من وطنك وطن العدل
امنع امنع جشعك ..حاول أن تعدل.)
لقد جسد السيد حافظ في أحداث مسرحيته الصراع بين كبار التجار (الفاسدين) وصغارهم من الشرفاء ، الذي أدى بعلي بابا أن يعلن إفلاسه ، ويغلق تجارته للعمل حطابا كسابق عهده حتى يكتشف سر المغارة الخاصة باللصوص ، ويحمل منها ما يجعله واحد من الأثرياء وهنا يترك السيد حافظ الحدث الرئيسي ، ليسأل مع من يسألون هل يعتبر علي بابا لصا ) ؟ وماذا سيفعل علي بابا بما عثر عليه من كنوز في المغارة ؟
أما بالنسبة للسؤال الأول : يتهم الجميع علي بابا باللصوصية
علي بابا : أنا لص ؟
حمدان : ما الفرق بينك وبينهم ، هم سرقوا الناس وأنت سرقتهم
علي بابا : أنا لم أسرقهم . أنا أخذت حقوقي التي سرقوها مني . سرقوا الدكان والتجارة
* و يُدان علي بابا ، حتى لو كان ينطق بمنطق كل اللصوص الذين يعتقدون أنهم شرفاء طالما سرقوا لصوصا آخرين . أما بالنسبة للشق الثاني الذي يترك للوطن اعتراضا على العدل الضائع
علي بابا : الوطن ينصف المظلوم .. الوطن عدل .. الوطن حق .. الوطن يسمع صوت
الفقير قبل الغني
و يتحول علي بابا إلى شخص آخر بعد أن يعيش حياة الأثرياء !
مرجانه : أتذكر كنت تقول دائما ليس بي رغبة سوى أن أعطي الفلاحين الأرض
علي بابا : نحن الآن أثرياء
* إضافة أخرى أضافها السيد حافظ على شخصيات الحكاية الشعبية ، هي شخصية محجوب التي تماثل شخصية المهرج في سندريلا والأمير الذي ينطق ولديه قدرة على الاستبصار
محجوب : يلهب السوق ولد صغير تايه اسمه العدل وبنت صغيرة تايهة اسمها الحقيقة
* إذا فالبحث عن الحقيقة والعدل هما الهدف وهما الحل كما يقول محجوب ، الذي يحذر الناس الفقراء من أن يسرقوا
محجوب : أغلقوا الأبواب جيدا ، واحموا بيوتكم من اللصوص .فإذا سرق البيت سرقت
الأرض ؟ يا فقراء العالم يد تبني ويد تدافع
* وعندما يتوجه بحديثه إلى الفقراء هنا بالضرورة فقد الثقة بالأغنياء الجشعون الفاسدين
محجوب : الثعلب بان بان والعدل لابد يبان ، ويا أطفال بغداد ، يا أطفال الدنيا اعلموا أن
علي بابا كان شريفا ثم أصبح لصا والسارق لابد أن يسرق .
* فعلا وإن غابت عدالة الناس على الأرض لفترة فعدالة الله بالمرصاد طول العمر.

الشاطر حسن

تتناول المسرحية هنا ، الهوة الواسعة بين الحاكم والشعب ودور أعوان الحاكم في عزل الحاكم عن شعبه ليسهل لهم السيطرة والاستغلال للشعب والبلدة.
وفي إطار من حكايات ألف ليلة ، وحلم البسطاء بتولي الحكم ولو لساعات معدودات، يقدم لنا السيد حافظ الشاطر حسن الشاب الفقير الأمين الذي يشبه شكلا أمير البلاد . وعن طريق هذا الشبه الظاهري، يتبادل الشاطر حسن والأمير أدوارهما لأيام ثلاث، وفي ممارسة الدور الجديد، يكتشف كل منهما الجانب الغامض عليه في حياة الآخر، يكتشف الأمير كم الظلم والقهر الذي يعيش فيه الشعب، ويكتشف الشاطر حسن كم الفساد والزيف الذي يعم القصر . وإن كان الأمير في رحلته للشعب لا يقدر أن يفعل لهم أي شيء ، إلا أن الشاطر حسن يستغل أيامه الثلاث في خدمة البسطاء ، ومساعدة الجميع بلا مقابل ، وإنقاذ جزيرة الأمل ممن احتلوها
* إذا كنتم عايزين السلام معانا لازم تسيبوا الأرض اللي احتلتوها.. وإلا تأكدوا إحنا ما راح نسكت عن شبر واحد من أرض جزيرة الأمل ...
هذا واقع العالم العربي بعد الأحداث الجسام التي مر بها وغيرت من كثير من جوانبه، كما رصده السيد حافظ ، وضمنه بعض من حلمه بمجتمع عادل آمن، تسوده المحبة والتعاون والتكافل كما نآى به على لسان شخصياته المهرج محجوب وغيرهم.
والآن وبعد هذا العرض الموجز لمحاولات السيد حافظ لربط المسرح بمظاهر التغير الاجتماعي، ألا يحق لنا القول بأن ما نشاهده اليوم في عالمنا العربي من صرخات ودعوات للإصلاح وحتى وإن جاءت من الغرب إلا أن الاستجابة لها وجدت اتفاقا – لم يكن في الحسبان – لدى شعوب المنطقة والتي بدأ بعض منها يصارع من أجل الحصول على حقه في حياة كريمة و عادلة و آمنة .
ألا يحق لنا القول بأن ما نشاهده اليوم هو نتاج لتراكمات أسس لها التنويريون من أدباء ومفكرين قرابة قرنين من الزمن منذ بداية المنفلوطي ومحمد عبده وقاسم أمين ولطفي السيد ، مرورا بالسيد حافظ وأبناء جيله .
هل نحصد اليوم فعلا ثمار ما زرعوه ذات يوم فكرا وإبداعا ؟ وهل سنشاهد تحولا وتغيرا في عالمنا العربي وإلى الأفضل ؟
إنه حلم فالتغير الاجتماعي لابد له من قوة دافعة ولن يكون هناك أقوى من الأدب والفكر . وقد بدأنا بها ، وليس أمامنا إلا النضال حتى نستكمل الحصاد .

أ.د / كمال الدين حسين
22/3/2005

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More