Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 23 مايو 2017

مسرح الطفل دراسة في مسرح السيد حافظ

مسرح الطفل
دراسة في مسرح السيد حافظ

سندريلا
الكويتية ظهرت علي خشبة المسرح أخيرا المسرحية خطوة للارتقاء بمسرح الطفل في الكويت
بقلم حمدي الجابري
إن مسرح الأطفال من أعظم الابتكارات في القرن العشرين ولسف تتضح قيمته وأهميته التربوية .. هذا ما أكده مارك توين واستشهد به وينفرد وراد في كتابه القيم مسرح الأطفال الذي ترجمه محمد شاهين الجوهري عام 1966 ...
ومع عرض مسرح الطفل لمؤسسة البدر يمكن القول أن عواطف البدر ما زالت تصر مع منصور ترسيخ أعظم الابتكارات في القرن العشرين في الكويت .. وهو مسرح الطفل .. فقد جاءت سندريلا عواطف ومنصور السيد حافظ لتكون العرض السادس الذي يؤكد إيمان أصحابه بضرورة خلق مسرح للطفل في الكويت بعد أن آمنوا جميعا بأن مسرح الطفل أيضا كما يقول مارك توين – أستاذ الأخلاقيات والمثل العليا – بل خير معلم اهتديت إليه عبقرية الانسان لان دروسه لا تلقن عن طريق الكتب المدرسية والمدرسة بشكل ممل مرهق بل بالحركة التي تشاهد فتبعث الحماس وتخلقه وتصل الي أفئدة ) الأطفال ... وما أكثر المثل العليا والأخلاقيات التي يحتاجها طفلنا العربي في مسرحه .

وبالطبع لم يكن من الممكن أن تكون سندريلا العربية صورة طبق الأصل من زميلتها الأوربية التي يحفظها أطفال العالم الغربي والعربي .... ولذلك حرص المؤلف السيد حافظ علي إكسابها بعض الملامح الشرقية دون أن تبتعد كثيرا عن الأصل مما يجعل المسرحية اقرب إلي الإعداد منها إلي التأليف كما تذكر الإعلانات .. فهي الفتاة الرقيقة التي تخضع لسيطرة زوجة الأب وسوء معاملة الأخوات وتصل إلي الأمير فتفور بقلبه ، وتهرب في الثانية عشر ليلا قبل أن يكشف أمرها وتبقي فردة الحذاء لتدل عليها في النهاية فتصبح زوجة الأمير وتعفو عمن أساء إليها .
وفي هذا الإطار العام للقصة تحرك السيد حافظ محافظا قدر جهده علي أهم معالمها مضمنا إياها الكثير من الدعوات للحب ومساعدة الغير الذي ظهر في الجزء التمهيدي الأول الذي خصصه في النص المكتوب لعرض شخوصه وطبيعة علاقاتهما وهم الأم وبناتها وسندريلا والأصدقاء من الحيوانات الفأر والقط والكلب بدلا من الفئران والسحليات في الأصل الأوربي مما أحدث نفس التأثير بالنسبة للمشاهد الطفل وان كان السيد حافظ وقع في هذا الجزء في خطأ لا يغتفر عندما جعل أهل السوق أيضا يسيئون معاملة سندريلا دون سبب واضح رغم أنها تنتمي إلي نفس طبقتهم ولا يتحول موقفهم لمساعدتها الا بعد تدخل كبير السوق وتعريفهم بأصلها كابنة لأحد رجال السوق ممن يتصفون بالأمانة . أما في الجزء الثاني فيعتمد الحدث علي تدخل أصدقاء سندريلا من الحيوانات لمساعدتها حتي تصبح زوجة الأمير لأنها بالفعل كما تؤكد المشاهد المتتابعة الأفضل والاحق .. كما تساعدها أيضا العجوز " محققة الأماني " التي تصنع معها سندريلا الخير فتستحق منها المساعدة للوصول الي القصر في الصورة البراقة بفضل قدرات العجوز .
وبالطبع أيضا فان العجوز وقدراتها السحرية الكبيرة قد ساعدت المؤلف علي إثارة خيال الطفل المشاهد وأيضا علي تأكيد أن الخير ومساعدة الغير لا يمكن الا أن تعود علي الانسان بكل خير .
انه استغلال مشروع لأحدي روائع الأطفال في العالم وربما تكون بداية للاهتمام باستغلال التراث الإنساني في مسرح الأطفال في الكويت بدلا من السطحيات التجارية التي أغرقت المسرح الكويتي لأكثر من عامين فيما لا ينفع منه تحقيقا لربح مضمون بسبب حاجة الطفل لهذا النوع من الفن الوليد .. وهو كبداية للمؤلف في كتابة مسرحيات للطفل تستحق الاهتمام كما توفر جهده في خلق القصة ليكثف هذا الجهد في صياغة النسيج والتفاصيل والاهتمام بالأسلوب واللغة التي خلط فيها المؤلف ربما عن عمد بين اللهجة المصرية والكويتية وان كنت أفضل العربية المبسطة والفصحى ، التي ستكون اقرب الي روح الموضوع المستورد الذي سيصبح بالتالي أكثر جمالا وقدرة علي الإقناع بالقيم الجميلة التي يعتمد النص عليها تماما والتي حرص المؤلف علي تأكيدها بالكلمة والإشارة إلي الرقصة والأغنية وهو ما تفتقده عادة النصوص المكتوبة للأطفال .
أما المخرج منصور فهو يؤكد للمرة السادسة فهمه لهذه النوعية الهامة من العروض التي تسد فراغا هائلا رغم كثرة العروض ... فقد حاول منصور المنصور استغلال كل شيء في هذا العرض ليحقق نوعا من الإبهار يجذب الطفل طول الوقت لما يجري علي خشبة المسرح . أي انه اعتمد علي عناصر العرض بشكل كبير ربما أكثر من الحاجة أحيانا إلي مشهد خيال الظل ليجسد قصة تروي وجهاز " الالترافايلوت " ليخلق تأثيرا جماليا ونفسيا دون حاجة حقيقية بالإضافة الي استخدام البروجيكتور المتحرك في أوقات كثيرة أضاعت القيمة الحقيقية لاستخدامه الضروري في مشهد لقاء سندريلا بالعجوز ...
كما أن خطة الإضاءة حرص فيها منصور المنصور علي تأكيد الحدث وأيضا التغيير المستمر الذي وان كان يبهر المشاهد الا انه أيضا يمكن أن يخلق نوعا من التشتت مع كثرة التنقلات بين مشهد وأخر التي نص عليها المؤلف حتي كاد يضيع في التنفيذ الهارموني المفترض بين مشهد وآخر ... كما أن هذا الإفراط قد أضاع في الزحام المشهد الرئيسي في سندريلا وهو المشهد الحيوي بدونه الكثير وهو مشهد تجربة الحذاء أن تجند له إمكانيات العرض من إضاءة وديكور وممثل ولأنه يمثل لحظة الاكتشاف الجوهرية في المسرحية .
ونظرا لان منصور المنصور هو شاعر المسرح أي المخرج صاحب الكلمة الأخيرة والأولي في توظيف واستغلال عناصر العرض المسرحي فأنه يجب أن تتوقف معه قليلا وبجدية عند ديكور العرض ... لا يمكن تصور إمكانية تنازل مخرج برغبته عن أهم أجزاء خشبة المسرح دون أن تكون هناك خلل ملموس خاصة وانه يعرف بلا شك منطق القوة والضعف في خشبة المسرح ... لقد خصص مصمم الديكور بموافقة المخرج مقدمة خشبة المسرح بامتداد أمتار أربعة لبيت سندريلا مع فتحات ثلاث متوسطة الطول بارتفاع مائة وخمسين حركة الممثل خاصة في الدخول والخروج وما أكثرهم في المسرحية بالإضافة الي الاستغناء التام عن يمين ويسار مقدمة خشبة المسرح دون أي غرض واضح الا استكمال الشكل الجميل للمدرج الذي يوصل الخشبة بالجزء العلوي ويتيح الفرصة بشكل أفضل للحركة المسرحية مع استبدال الأماكن كان يخدم أكثر العرض ... حيث أن المشاهد التي تجري في بيت سندريلا محدودة والشخصيات بينما السوق والقصر والرقصات وبالتالي كان من المفترض أن تتاح لها مساحة اكبر تتيح فرصة اكبر حركيا وجماليا ليتمكن خلالها المخرج ومصمم الرقصات من استغلال المكان والبشر بشكل أفضل .. كما انه كان من غير الموفق وظيفيا تخصيص الجزء العلوي للقصر والسوق في نفس الوقت .. لأنه إذا كان وضع القصر في المكان يتيح الفرصة لخلق الأحساس بالتفوق وسيطرة السلطة الممثلة في القصر فانه من التناقض أن يكون السوق وأهله علي نفس المستوي بالإضافة الي كون الديكور كتلة واحدة جامدة قد حدد كثيرا من فرصة المخرج لاستغلال عناصره وترك أحساسا بالثقل والجمود تابعا من ثقل الكتلة وهو الأحساس الذي لا يتناسب أصلا مع اسم سندريلا ... نفسها كاسم ارتبط دائما بالرقة والبساطة الأخاذة حتي أن البعض يستغل الاسم " سندريلا " للدلالة علي الرقة والبساطة والجمال الذي لم يتوافر بشكل يليق جماليا ووظيفيا بالعرض المسرحي وان كانت الألوان وتركيباتها تشهد للدكتور مصطفي عبد الوهاب مصمم الديكور بالقدرة الكبيرة علي إشاعة البهجة من خلال تركيبة اللون ومفرداته بينما الديكور نفسه لم يخدم العرض ... ونفس الشيء يمكن أن يقال عن رقصات الدكتور حسن خليل الذي كان مضطرا لتحديد حركته وفقا للمساحة التي يسمح بها الديكور وهي ليست كبيرة وكدس فيها معظم الشخصيات والكومبارس وان كان يعطي أحساسا بالكثرة والتجمهر الا انه لا يعطي أي إحساس بالجمال في التكوين أو الحركة بينما جاءت ملابس رجاء البدر متناسقة الألوان بسيطة الخطوط تخدم الشخصية والموقف تماما كالحان طالب غالي الكثيرة والمؤثرة ولكن ليس إلي درجة كلمته الطنانة في برنامج العرض لا أفهم سبب إغفال اسم فلاح هاشم كمؤلف للأغاني التي زادت عن عشر رغم أن الإعلانات والبرنامج يضم أسماء كل كبيرة وصغير في المسرحية .
يبقي أداء هدي حسين وسحر حسين متميزا وفي حدود إطار الشخصية كما أن انتصار الراح تزداد تقدما باحتكاكها بالخشبة بالإضافة إلي تأثير دراستها الأكاديمية وأشاع حسين البدر الوزير وزميله حسين المنصور جوا من جلال يناسب المنصب والقصر أما أسمهان توفيق فقد أدت دوري زوجة الأب نموذج الشر والعجوز صانعة الخير دون اختلاف في الشكل او الأداء مما أوجد نوعا من التشويش عند الطفل بالإضافة إلي أن صوتها الجميل وربما يكون أكثر تعبيرا في الإذاعة والتلفزيون وان كان يبقي لها حماسها الشديد للمعاونة في حركة مسرح الطفل بالكويت في شكل جاد كتابة وإخراجا وتمثيلا ... وقد بذل كل من حسن القلاف ووليد خليفة وعامر الكندري وسلام السكيني ومفرح الدخيل كل الجهد وبحماس وان برز حسن القلاف أما الطفل جاسم عباس فان موهبة كبيرة تستحق الرعاية ليقدم الكثير لمسرح الطفل في الكويت فهو كتلة نشاط حية وإحساس كبير بالخشبة والوقف والشخصية التي يلعبها وأيضا أحساس بجملة الموسيقي وبزملائه يدل علي عشق كبير لخشبة المسرح يمكن أن يثمر كثيرا ... ويبقي من الكبار في السن في المسرحية أحمد العامر المنادي فرغم حجمه وصوته المسرحي وملابسه واكسسواره فإنه قد قدم دوره في حدود المرسوم حيث لم يخدمه الدور كثيرا ..
في النهاية لابد من الإشارة إلي ضخامة المصروفات في عرض سندريلا والتي لابد أن يشير أيضا الي أسلوب عواطف البدر ومنصور المنصور في التعامل مع مسرح الطفل بهدف تحقيق المتعة والفائدة بالدرجة الأولي دون اعتبار كبير للربح والخسارة المادية مما وفر للعرض إمكانيات كبيرة لا يمكن الا أن تحقق النجاح الفني والمادي فالمسرحية ورغم بعض التحفظات الفنية خطوة كبيرة للارتقاء بمسرح الطفل في الكويت ...
وبالمناسبة هناك فرصة ذهبية يتيحها المجلس الوطني لكل من له علاقة بمسرح الطفل وذلك خلال ندوة كبيرة تقام الشهر القادم يشرف عليها صدقي حطاب أرجو أن تجد الاهتمام الذي يتناسب مع أهميتها أيضا لأنها خطوة أخري لخدمة أعظم ابتكارات القرن العشرين ... مسرح الطفل .
جريدة الوطن
15 / 10 /1983
د / حمدي الجابري

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More