6 مقتطفات من كتاب الحب الملكى

  مقتطفات من كتاب

الحب  الملكى

( 6 )

الحب الملكى

سحر التنهيد والعشق

همسات وتنهيدات 

مقتطفات من سباعية السيد حافظ الروائية

د. نجاة صادق الجشعمي

.....

 

أنا

الحنان الذى لا يقدره.. ولا يحتويه..

إلا الملكات المتمردات الفاتنات.

وأنا الذى تهفهف حوله أرواح النساء..

وتخشخش ملابسهن.. حينما يغرقن فى كلماتى..

وأنا الشهوة الحسية.. والروحية المقتحمة..

المزدحمة الحكايات..

وأنا بدايات العشق..

وليس للغرام نهايات..

وأنت أميرة حبيسة فى قصر..

أو كوخ.. أو غرفة.. أو بعض حجرات..

فأنت مهما كنت أميرة فى سجن الأمنيات..

 

 

 

أنا

التيار العاطفى..

والورد الربيعى ..

يبدو فى حالة سكون..

ولكن داخله عطر.. وهياج..

فتعال.. تعال أمشى خطوة..

فالبعاد خطوة..

وافتتاح لتاريخ اللمس..

والهمس..

وتلاقى الأرواح ..

 

 

أنت كنت ياسمينة فى حديقتي

أنت

 كنت ياسمينة فى حديقتى..

خطفها القمر ذات مساء..

فعاقبتك السماء..

وكنت أنثى روعة الجمال..

لكن بلا روح..

لأن روحك كانت معى تحت وسادتى..

لا.. لا.. لا تذكرت.. إنهاروحًا أخرى..

لست أنتِ حبيبتى..

أنت كنت مهرة من نور أهداها ربى لى..

فسطعت ذات مساء..

وهربت من دفء حضنى..

وتحولتى إلى أنثى..

تبعث

فى الرجال حرارة..

ومرارة.. وتعذبهم..

وتختفى على أية حال..

من المحال..

أن تظلى كزهرة ..

متسللة بين البساتين..

أو كقطة تنام فى الشوارع.. تحت أعمدة النور..

هربًا من الرجال طوال الأيام..

حرام المهرة الأصيلة تترك فارسها.. وحيدًا.. ينام..

وأنا لا أنام لأنك بعيدة..

 

 

ما

 أحلى نساء الأرض..

عندما تُختزل فى أنثى..

هى أنت.. وأنا لا أفرط فى مهرة نادرة..

هربت من قصرى..

وتحولت بالسحر إلى أنثى..

لا تهربى منى أنا الشيخوخة.. والشباب..

وأنا الظلام.. والنور.. وأنا الموت والحياة..

وأنت الحقيقة والخيال..

وأنا الملموس والمهموس.. والمحظوظ والمنحوس..

وأنت النشيج والنشيد.. وأنتِ الجنة والنار..

وأنت نور ونيران.. وأنتِ جنية وجنة..

 

المهرة

المهرة التى لا تعرف الفرسان..

يركبها أشباه الفرسان..

والخصيان..

والعبيد..

والمهرة البرية الجانحة..

لا تعرف إلا فرسان..

قمم الجبال والسحاب..

والنار ملعونة بالفرار..

منبوذة من الساقطات..

مرجومة من الطغاة..

الأزواج الجهلاء..

محكومة بالسجن الحريرى..

من عقول الأغبياء..

 

المهرة

التى لا تعرفنى ذات مساء..

أو تعبر على حافة حروفى بكبرياء..

ولا تنحنى.. ولا تتمخطر.. ولا تتدلل..

ولا تتعطر.. ولا تتمسح برأسها على كتفى.. فهى تعيش فى نعيم الغباء..

وأنا لا أحب إلا شموخ..

وحمح المهرات..

لأنه حين يتم اللقاء..

نعبر كل المسافات..

واللغات..

والإشارات..

 

الحب

.. الحب سيدتى اختراق..

واحتراق..

وازدهار..

وانتحار..

 وانتصار..

وهزائم الحب سيدتى.. قدر.. وخطر..

وشاى بالنعناع.. وقهوة.. وحفنة رمل من شط..

وزهرة ياسمين.. ونجمتين.. وقمر..

وشروق.. وغروب..

وسبحان ربى الذى خلق النرجس من عبير..

يا جمال الكون.. وهزهزة الشجر ..

الحب باءءء وغباءءء وهواءءاء.. الحب ارتواءءء..

طوبى للعاشقين المسبحين باسم اللـه..

 

 

 

عفوًا

حبيبتى نامى على صدرى..

 لحظات ..

ربما تحلمين..

تحسين بالزمان ..

والمكان..

وتسمعين دقة قلب فارس ..

فى زمن الخصيان..

من معى عفوًا ..

نسيت إسمك الآن.

 

 

مختبئة

أنت ظننتكي بجانبي..

لكنني وجدتكي فى التماس ..

يا نبية الإحساس..

 ضمينى بين أحضانك مرة ثانية..

لكي أولد من جديد ..

وتسميننى اسمًا جديدًا..

وتعلمينى الأسماء..

والعناوين..

يا قمر ليل الحب الوناس ..

 

 

بينى

وبينك مسافات.. ومحرمات.. وتقاليد.. ووعد ووعيد..

وحكايات وحلم بعيد.. بعيد..

بس آت آت..

وبحلم أنى أعيش معك فى كل يوم عيد..

نتحاور.. نتجاوز فى مليون تفصيلة.. وحودايث.. وأحاديث نبوية.. وقدسية.. ونصوص توراتية.. وأناشيد الانشاد.. وأشعار المعرى.. والحلاج.. وحكايات ابو الفرج الاصفهاني .. وعمر بن عبد العزيز.. والصوفية.. والدراويش.. ومحمود درويش.. وحروف أمل دنقل الفرعونية.. وضحكة أجمل نساء العالم الهندية..

وتسألنى من أنتِ ؟

وتسألنى

من أنت؟

أجبت أنا حضارة الرجال..

ولست برجل متحضر..

أنا صانع الحضارة والرجال..

وأنت مهرة المحال..

كيف أكبح جماحك ..

بتنهيدة الأشعار..

وأنت غواية النشيد..

وعشق.. وانسياق..

وانطلاق..

وأنت سفن أسطورية..

وبحار أشجان..

وأنت

قسوة..

وبصمة..

وفطرة..

وغناء..

ووجع قلوب العصافير..

وأنت عش لقلوب الرجال المتعبين..

وأنت غزو وغزاة..

وأنت ماساة وملهاة..

وأنت حياة .. ألم أقل لك أنى أفهمك

يا مهرة المحال..

 لأننى باختصار أذكرك

بأنني حضارة الرجال..

 

 

 

أنت

أرق من النسيم..

وعطر حنين..

ولفتة قمر عبر المدينة لحظة شجن..

وأنت رجفة طفلة أمام ضوء القمر..

لك وردة الفل..

وشمس مصر النقية المفقودة..

وقلب عصفور..

ونغمة ناى..

وفنجان شاى..

 

 

 

نويت

الليلة.. أن أستولى على عقلك..

وروحك فى سجن فلسفتى وفيزيائى.. وأطهر أفكارك بالبراءة.. والجمال.. والإبداع.. دون تشنج.. وغموض.. دون سجن الروح.. ووضع الحدود.. أنتِ حسن النية.. وبقايا نقاء الإنسانية.. أنتِ التنبؤ.. والشجن.. والشاعرية.. وموسيقى رومانسـية.. وأنا الداعيـة.. والواعظ.. والمرشد.. ولسان حال القبيلة الأخرس.. وعقل الأمة المسافر فى الأزمنة الساحرة..

 

 

 

 

يا

نادرة..

وأنا التقارب

والتباعد الكثيف..

وأنا الخريف الذى سرق الربيع..

وأنا الربيع الذى تعرفة النساء ..

عندما يحل المساء.

 

 

كلما

كلما سألونى عنك ..

خبئتك فى عينى..

  حتى لا يلمحك بشر..

    ولا قمر.. ولا شجر..

      تصبحين أنشودة سحر..

        ووتر فى القلب..

      عندما يعزف..

     ينزل للعشاق مطر..

 

 

 

جسدك بدونى ابتزال واختلال

جسدك

بدونى ابتزال واختلال..

نهداك بدونى ذابلة ..

كحبات الليمون الحزين..

بلا حيوية.. وعجينة ثقيلة جفت ..

فى صهد الاشتياق والحنين..

شفتاك بدونى تفقد البريق ..

مضللة بشوائب الكلمات..

وظلك على الأرض بدونى ..

شاحب ضئيل..

يظن الناس أنى فى بعادى عنك قاتل..

ولكنى فى الحقيقة أنا القتيل..

 

 

 

قلبك

بدونى خراب..

وأحاسيس مهزومة..

ومرايا مكسورة..

روحك بدونى عصفورة مشردة..

بلا عظام.. بلا جناح..

لا تعرف الفرق بين المساء والصباح..

 

 

هل

تستطيعى أن تقتحمينى..

بجنونك.. وتحتلين أوراقى..

وكلماتى..

وأقلامى..

وأفكارى..

ورأسى..

وكتبى..

وتغسلين قلبى..

وتمسحين أحزان الروح..

وتجهزبن قهوتى..

وتسقين ورداتى..

وتسمعين معى فيروز..

تقسمين معى الخبز

تقسمين

معى الخبز..

والماء..

والحزن..

والجروح..

احتاج إلى الحوار معك.. والعيش معك فى البر.. والبحر.. والجبال.. والطرقات..

احتاجك أن تقتحمينى ليل نهار..

بحكايات ألف ليلة وليلة.. وقصص العشاق.. والعاشقين.. والأنبياء..

أحتاج أن تكونى قلمى.. وملهمتى.. وأبيات شعر.. لا تعرفها من قبل النساء.. أن تصيرى حروفى.. وأن تصيرى أنتِ اختزال كلمات النساء..

تصنيف : قراءات