الأهــرام الـمـسـائـــى
نحن نطالب بقناة فضائية مسرحية .. نداء إلى عبد الرحمن حافظ
بقلم السيد حافظ
هذه رسالة أو مقالة أو نداء موجه إلى عبد الرحمن حافظ نحن المسرحيين نطالب بوجود قناة فضائية للمسرح.. فالمسرح هو "ابو الفنون" كيف تكون هناك قناة لدراما التليفزيون ولأفلام التليفزيون ولأفلام السينما وكيف لا تكون هناك قناة تليفزيونية للمسرح!
نحن نحب أن نرى مسرحيات مصر ونقدم المسرح المصرى للعالم نحن نحب أن نرى مسرحيات عربية ونحب أن نرى مسرحيات اجنبية من كل أرجاء الدنيا.. نحب أن نشاهد مسرحيات كلاسيكية ومسرحيات حديثة ومسرحيات كوميدية ومسرحيات أطفال ومسرحيات تجريبية.
نحن نعشق الحوار والإبداع فنسمع ونرى كل الفنانين من أرجاء الأرض معنا عبر قناة تليفزيونية قوية تقدم النقاد والمبدعين ممثلين ومخرجين ومهندسى ديكور ومهندسى إضاءة وملحنين ومصممى استعراضات.. نحن نحتاج إلى قناة تليفزيونية مسرحية شديدة الخصوصية وشديدة التوهج والامكانيات.
نتعلم منها ونقدم للغرب الذي يجهل مسرحنا المصرى ومسرحنا العربى. المسرح يعانى من أزمات.. نعم.. لأن التليفزيون قد استطاع أن يسحب البساط من تحت قدميه.. فبدأ التليفزيون يشعرنا بأننا فى زمن الدراما التليفزيونية (المسلسلات والأفلام) وكأن المسرح بات غريباً.. بات وحيداً فى الساحة يعانى من القلق ويعانى من لحظة انفصام بين تاريخ حافل وواقع غائب عن الوعى.. نعم المسرح يشعر بالذل والمسكنة والحيرة والقلق.
المسرح يهرب منه المشاهدون ويجلسون فى بيوتهم أمام جهاز التليفزيون الساحر.. المسرح جمهوره غائب عن الوعى ومجذوب وبشده تجاه الصندوق العجيب المسمى بالتليفزيون.
إذاً ماذا يفعل التليفزيون لأهل المسرح؟
سؤال نتحدث عنه وبعنف وبقوة.. أن مسئولية اتحاد الإذاعة والتليفزيون مسئولية جسيمة ومسئولية أكبر من مسئولية بناء السد العالى لأنها مسئولية بناء عقل الإنسان المصرى والعربى لمواجهة الغزو الثقافى الذي لا يهدفنا نحن بالذات ولكن يهدف إلى ترسيخ أن الشعب الأمريكى هو الشعب الوحيد الذي يستحق الحياة وأن باقى الشعوب ما هى إلا على هوامش الحضارة والتاريخ وأن التاريخ يبدأ من أمريكا وينتهى فى أمريكا..
واتحاد الإذاعة والتليفزيون والذى يرأسه المهندس عبد الرحمن حافظ هو المسئول عن بناء عقل هذا الوطن ونحن نطالب الاتحاد بالتركيز والوعى على مهمة الدفاع عن ثقافة هذه الأمة وعقلها المهدد بالضياع تحت وطأة الاعلام الأمريكى والغربى.. أن جماهيرنا العربية جماهير معظمها بسيط.. متواضع الامكانيات العقلية.. وعقولها المتميزة قد هاجرت الوطن إلى الغرب والى امريكا بحثاً عن الأمانى والديمقراطية والتنوير.
ونحن لا نريد للأجيال القادمة أن تهرب من الوطن العربى إلى امريكا والى الغرب ونريد أن نحقق مزيداً من الديمقراطية خاصة وأن الانترنت لغى الرقابة ولغى القيود السياسية ولغى الرقابة على البريد.. إذاً الديمقراطية قادمة ومحققة رغم كاب رجال العسس ورغم عيون المرشدين.. والمسرح أهم وسيلة اعلامية من وسائل التنوير وبدلاً من أن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونقول أن المسرح المصرى والعربى (عال العال و100%) نقول أننا نحتاج إلى أن نتعلم اسلوب الحضارة الفنية ونفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة بزيادة هامش الديمقراطية. وعرض المسرحيات الممنوعة سياسياً لأن زمن الشرطى القديم قد ولى ونحن فى زمن نتمتع بهامش ديمقراطى جميل.. فهل ينقذنا عبد الرحمن حافظ وهل يستطيع رائد الاعلام المصرى والعربى صفوت الشريف تحقيق احلامنا.. بوجود قناة للمسرح على القمر الصناعى المصرى نايل سات.. حلم ليته يتحقق…
السيد حافظ
0 التعليقات:
إرسال تعليق