Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 15 يونيو 2017

الأبواب المغلقة في عيون فنانات العرب

الأبواب المغلقة في عيون فنانات العرب
وراء كل باب حكاية

بقلم : السيد حافظ


إيمان يماني ، مني المروحن (السعودية) ، سعاد الجندي (سوريا) ، مني الخاجه (الإمارات) نحن أمام أربع فنانات تشكيليات يجمع بينهن موضوع واحد هو الأبواب المغلقة ونحن نستعرض هنا هذا الباب ومدلولاته في كل لوحة .
ولكن لماذا الباب ؟  
ربما لأن في معتقداتنا الدينية "أبواب جنه رضوان ، أبواب جهنم" وفي حياتنا الاجتماعية باب البيت .. باب الدار .. الباب هو رمز، وأحياناً نقول باب القلب ، وعندما نقول باب قلبي مفتوح أو مقفول أو نقول باب الهنا في الأمثلة الشعبية ، فإن الباب هو الحاجز المادي أو المعنوي بين داخل الباب وخارجه ، فمن هو خلف الباب ومن هو أمام البيت ، أمام البيت الأمل أو الغريب أو الحبيب أو المجهول في المعني الفلسفي ، إن الباب هو رمز من الرموز لدلالات كثيرة ومعاني كثيرة .. إن الأبواب في معظم أعمال الفنانات العرب مستوحاة من التراث الشعبي ويستخدم من الزخارف الشعبية . ونحن أمام فنانات عربيات من السعودية وسوريا والإمارات ، هذه الأبواب موحدة ، ومغلقة .. فهذه أبوابكم تشهد عليكم ، فانظر إلي هذا الحزن وهذا الشجن في الألوان وكأن الألوان تحكي كل حكاية وكأن أمام كل باب أحلام مهزومة وأماني مبعثره وكأن الأبواب تحتوي علي ألغاز وأشعار وقلوب محطمه وقلوب مؤمنه وقلوب مطمئنة ونسمع الأشعار الشعبية والعربية القديمة والحديثة تتحدث عن مرور العاشق أمام أبواب الحبيبة وأمام كل الأبواب ، سواء كانت رسومات فرحه أو حزنه ن وزخارف ونقوش أو لمسه شعبيه أو هندسة الزخارف الإسلامية ..
وإذا نظرنا إلي التراث الشعري الشعبي والغناء الشعبي والفصحي ، فنسمع صوت عبد الوهاب وهو يغني (مريت علي باب الحبايب) ، ونسمع صوت فايزه (يا أمه القمر علي الباب) ن كما هناك أغنية خليجية شهيرة ( واقف علي بابكم) ، وأغنية لبنانية لعاصي الحلاني (وأنا مارر ماريت ، جنب بواب البيت) .. ومن هنا نجد أن الباب له قوة ساحرة جعلتنا كلنا نجري وراء حكايته وأشعاره ونرسمه .

* باب الفنانة إيمان يماني * 
وفي البدء سأبدأ بالفنانة (إيمان يماني) السعودية .. فإيمان ترسم في لحظة صفاء أو (ساعة صفا) وقد كتبت عنها هذا من قبل ولكنني هنا انظر إلي الباب فهي تقدمه في حالة إنه فارس اللوحة ، ففي مهابة نجد الباب يقف شامخاً بين ثلاث نوافذ مثل إمبراطور علي يمينه نافذة مستطيلة وعلي يساره نافذة بيضاوية وأعلاه نافذة أشبه بالسجن أو الحارس القوي المتين .. إن يماني أيضاً وقفت بجوار هذا الباب "زير ماء" ، هذا الزير من تراثنا الشعبي العربي ومازال موجوداً في الحارات الشعبية وفي الريف العربي والحارات الشعبية في المدينة ولم تترك الباب هكذا فقد قدمت بعض النقوش الشعبية التي عادة ما تؤثر فيها عوامل التعرية حتى أن الباب رغم أنه بدأ يشعر بإنه قد مر من سن الشباب إلا أنه مفعم بطبقة من اللون الأسود الحزين ، حيث تري هذا السواد الذي امتد علي الزير وعلي النوافذ هذه المساحة التي وجنا فيها اللون الأبيض واللون الأسود علي امتداد اللوحة في علاقة مشاكسة أو تنافر منسجم الا يعطي انطباعاً أن وراء هذا الباب أسرة مكونه من زوج وزوجه لكل منهما لونه الخاص ، وحتى الكهرباء التي وضعت أسلاكها بجوار الباب تدل علي أن قوة الضوء الخارجية غير كافيه علي إنارة الحب وإشعال الدفء في قلوب أهل هذا البيت .. إن اللوحة بسيطة وعميقة تعبر عن اللا شعور الداخلي لما تود قوله إيمان يماني دون أن تبوح .
استخدمت إيمان في اللوحة الأبيض، والأسود ، والبني .. وقد استخدمت الفرشاة وأحياناً السكين محاولة إيجاد اللوحة في حالة صفاء كما قلت ولكن في اللا شعور نجد حالة من التمرد وإعلان موقف هذه النافذة تتواجد أعلي الباب وكأنها أشبه بالسجن وقد أصبحت في حالة مستطيل والباب "ارش" داخل مستطيل ، ثلاث مستطيلات تحتاط بالباب ورشح مياه علي اليمين علي الحائط المجاور للباب ، والباب المستطيل الرابع كبير .. ومن هنا نجد أن المستطيلات الأربعة في حالة استقرار ميت رغم أن اللون الأبيض يعطينا الأمل في بقاء البيت والأسرة ، إلا أن المستطيلات الأربع من الممكن أن تشير أيضاً إلي الأب والأم والولد والبنت ، أو زوج عجوز وامرأة عجوزة وبنتاهما العانستان .. فإن اللا شعور قد القي بظلاله في دراما الباب في هذه اللوحة وكأن هذا الباب يرمز إلي أحد شوارعها أو قرية مجاوره له .             





• باب الفنانة سعاد الجندي *
سعاد الجندي من الشام ، من سوريا ، من دولة حمص .. حيث تقدم لنا باب لدار في حمص أو في قري حمص ، باب عليه نقوش ، واستخدمت الظلال والضوء ليوم نهاري والباب به كبير وضخم ، يمثل سلطه علي الجدار المستطيل وعليه النقوش الشعبية المستوحاة من تاريخ الزخرفة الشعبية في سوريا .. اللون البني علي جدران البيت والحجارة تملئه ، وهذا الضوء المنكسر وهذا الظل لبيت الجيران وهذه النافذة التي أعلي الباب ، جزء منها منفتح وجزء من سيارة ، ربما كانت هنا تسكن فتاة أشبه بجوليت أو ليلي العامرية أو عزيزة التي تحب يونس في السيرة الشعبية لأبي زيد الهلالي ، وربما هذه النافذة إشارة ودلاله علي أن هذه العذراء فتحت لها جزء من النافذة ، جزء من الحرية فقط للتنفس مع ان الجدران الكبيرة التي تشير إلي أن المجتمع مازال أشبه بالسجن للمرأة فهي وإن كانت في سجن لأن قريتها محدودة بمساحة فتح النافذة وهذه الحرية أيضاً فوقها ستارة ، وذلك لأن التقاليد والعادات تمنع حلم المرأة . 
وقد أشارت سعاد الجندي إلي سلك الكهرباء أيضاً المتدلي علي الحائط بعرض اللوحة وفوق الباب ، إنها البحث عن طاقة ضوء من الخارج ، طاقة نور من الخارج ، وذلك لأن الداخل مظلم ، بالرغم من أن الضوء الرباني قد اسقط ظلاله علي الباب ولكن سطوة الرجل قد حولت البيت إلي سجن كبير . إن هذا الباب فاقد القدرة علي أن يعطي من داخله مساحة كبيرة من الحلم والانطلاق ، إنه باب كبير يدل علي أن به إمكانيات المساحة وأن بداخله احلامهم الكبيرة التي تم حجزها .. فاللون البني هو سيد اللوحة ، فيه نغمات ودرجات متعددة تنساب علي الحائط وعلي الطوب الذي بني به هذا البيت ، ويتضح أن أهل هذا البيت في عزله ، فهم لم يزرعوا بجوار الشباك ورداً ولم يضعوا حتي امام الدار زير ماء ولم يزرعوا شجرة ، انهم لا يختلطون بالجيران كثيراً وليس لديهم رغبة في مد جسور الصداقة مع الجيران أو من حولهم .. وفوق الباب وبجوار النافذة رشح مياة قد وضع باللون البني الداكن ، فتري هل تسكن هذا الدار أرمله قد فقدت زوجها في حرب ما ؟ أو قد تركها وهاجر مع أحلامه وسقط في البحر مع الذين يحاولون السفر بأحلامهم إلي قارات أخري بعيداً عن الأوطان التي عادة ما تنس أولادها .
انظر معي لهذا الحزن المشترك بين إيمان يماني وسعاد الجندي :
إيمان يماني سعاد الجندي
باب وثلاث نوافذ حوله باب ونافذة فوقه
سلك كهرباء بجوار الباب سلك كهرباء فوق الباب
جدران مرشحه _ بقعة كبيرة جدران مرشحة _ بقعة كبيرة
النوافذ كلها مغلقة كالسجن النافذة مفتوحة قليلاً وبها ستار
زير ماء بجوار الباب رغبه في لقاء العالم والانطلاق لا زرع ولا ماء بجوار الباب تعبيراً عن الوحدة الشديدة
   

*باب الفنانة مني المروحن *
وهي فنانة سعودية لها سحر في ألوانها واستخدام الريشة .. وقد نلمس في باب مني المروحن نظرة شاملة إلي العلاقة بين النور والظل ، بين الإبداع والثقافة .. فهي لديها تعددية التعبير في هذا الباب ، فهي تقدم "باباً " معنية بثقافة شبة الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية فهو( باب مني المروحن) فنجدها في اللوحة متأثرة بالشعبيات وتملك رؤية جديدة ن فالباب مغلق وقد أصابه حالة من التماسك والشيخوخة ، فالباب كلاسيكي ولكنه حديث .. كما إن اللون المستخدم في دهن هذا الباب هو اللون البني فهو سيد اللوحة ويوجد مزلاج خلف الباب ، كما أن الجزء الثاني من الباب يلقي عليه بعض النور وبعض الأمل وبعض التفاؤل .. فاللوحة الباب تمثل دلالة القوة حيث يمزج فيها بين القديم والحديث ، وبين حزن الماضي وأمل الحاضر في الضوء .. مني المروحن بابها يتحدث في إحدي الصباحات ، في إحدي الحارات ، وهذا الضوء هو مايعبر عن أمل جديد وحياة جديدة وحياة أفضل ، بالرغم من أن اللون البني داكن وأقرب لألون الأسود البسيط .. ويبدو من هذا الباب أنه هناك فتاتين شقيقتين عانستين تسكناه وبينهما يجمع إحساس بالوحدة .. فإحداهما متشائمة والأخرى متفائلة ، لأن النور هو التفاؤل والبني الداكن هو التشاؤم ن ومن هنا تبدو تفاصيل الصراع بين قوي الحياة التفاؤل والاكتئاب ن بين النور والظلام .. فهناك أشياء لا متناهية وأشياء لا متنامية في الإحساس باللون ، إحساس بان اللون يسعي ليكون في المطلق ليكون أقرب إلي حالة الأرض والسماء .. الخير والشر، إن بين الباب عمود قد تأثر باتجاه اللونين الأبيض والبني ، كما أن الميزان الذي يمسك الباب من جهتيه قد أصبح بين الضياع ، فالحياة تسير رغم أن كل شئ قد أصبح في شكل يميل للون الأسود والبني حيث الظلام والسيطرة .




*باب الفنانة مني الخاجه *
إن مني الخاجه شابة من الإمارات ن وهي الأكثر محاولة في التعامل مع هذا العالم  " عالم الأبواب " ، حيث اختارت مبني كبير به عدة أبواب ، دار قديمة أو سوق قديم أو جزء من سوق لكنه حاد ، فهو باب كبير في بهاء الزخرفة الشعبية القديمة وفوقه أربع نوافذ ولكن قد أثرت فيها الرياح وأثر عليها الزمن ، و6 أبواب فوقها 6 نوافذ مغلقة ومدهونة باللون البني والنوافذ زرقاء وكلها مغلقة إلا نصف نافذة .. وبجوارها مبني آخر به ثلاث أبواب بنيه وآخر أزرق ، ونوافذ ثلاثة مفتوحة من المنتصف  وثلاثة أخري مفتوحة من أعلي .. والظلال من اليمين قد القت علي المكان مساحة الزمان النهاري .. والمكان هو أبواب سوق قديم مهجور (السوق) .. حيث هجر التجار والمشترون والبائعون المبني ، والسماء في الخلف زرقاء في حالة من اللا مبالاة ، فالسماء تحتوينا بكل الحياة . يقول الصبنيون ان الصورة ألف كلمة ، ويقول دكتور شاكر عبد الحميد أن الصورة بملايين الكلمات .. إن الصورة الداخلية لهذه الأبواب تشير بالإدانة وتشعر بإن السوق ملئ بالخطايا والخاطئين ن ملئ بالمصالح والاستغلال ، إنها تشعر بالملل .. إن مني الخاجه في حالة استرخاء عقلي فهي تتأمل بوعيها هذه الأحداث والهلاوس الاستهلاكية التي تجري في السوق فيتلخص العالم إلي أبواب مغلقة ، إن دالة اللوحة حالة إشباع محبطه في نهار شرس محبط وعدواني ومراوغ ، فالسوق قد أصبح قديماً وهاجروه وبقي أثار ن فقد كان من الممكن أن تكون عين الفنانة صورة فوتوغرافية لكن عين مني الخواجه قد جعلت الألوان تدين المجتمع الاستهلاكي .. واللون البني هو سيد اللوحة بدرجاته المختلفة .
وانظر إلي العلاقة بين لوحة مني الخاجه ومني المروحن :
مني المروحن مني الخاجه
استخدام اللون البني والأسود والأبيض استخدام اللون البني والأزرق والأسود
استخدام الفرشاة استخدام السكين والفرشاة
الزمان : النهار الزمان : النهار
المكان : باب البيت المكان : أبواب في سوق قديم
استخدام النور والظل استخدام النور والظل
الحالة : حداد وحزن الحالة : اكتئاب وعزلة
          
يبدو أن هؤلاء الفنانات كل واحدة بها ولع وبغي التصوير والرغبة في الرسم رغبة شديدة في أعماق كل واحدة للتعبير عن حالة اكتئاب وحزن ورفض ، وموقف هكذا  نجد هؤلاء الرسامات يكتبن بالألوان ما يقوم به الكتاب من الرسم بالكلمات (1) .
إن هؤلاء المبدعات لا ترسمن اللوحات بل تكتبن أوجاعهن وشجونهن ، فقد قال بيكاسوا " أنا أكتب لوحاتي " .. ولكل فنانة وردة من عشاق هذا الفن الذي يشكل وجدان وحضارة الأمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عصر الصورة _ شاكر عبد الحميد – سلسلة عالم المعرفة – يناير 2005


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More