الفرق بين كبار كتاب الدراما وصغار الكتاب

جريدة الاهرام المسائى

الفرق بين كبار كتاب الدراما وصغار الكتاب
بقلم السيد حافظ
بعض كتاب المسرح الصغار يظنون انهم كبار بجلوسهم فوق المقاهى ووضع ساق على ساق بكبرياء وغرور وهم يسبون الكاتب الكبير فلان وعلان وترتان.
ماذا اقول؟ اعرف أن بعض كبار كتاب المسرح حصلوا على لقب كبير.. بحكم الجلسات والدعوات والعشاء الفاخر فى فنـادق السبع نجمات وجلسات الملذات وما هو ات.. وبعض كبار كتاب المسرح هم أشخاص تنطبق عليهم.. نعم هو كاتب كبير له رصيده من الأعمال ومن العطاء ومن الوفاء ومن المحاولات.
أن الكاتب الكبير لا يسب ولا يشتم اى كاتب كبير ولا صغير اما الصغير فهو يشتم الكبير ظناً منه انه سيصبح كبيراً بشتيمة الكبار.. ظننت أن الأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة المسرح.. لكننى فوجئت بأن المشكلة قد امتدت إلى التليفزيون وكتاب دراما التليفزيون.
فى الأونة الأخيرة كنت ازور التليفزيون.. وقابلت بعض كتاب الدراما.. الذين يجلسون فى قطاع الانتاج أو فى شركة صوت القاهرة وهم يضعون ساقاً على ساق ويتحدثون عن كتاب الدراما الكبار بشكل سئ وأنا أسأل نفسى سؤالاً من أنت؟ وعن من تتكلم؟ ومن تكون؟ وماذا قدمت؟
سألنى احدهم مرة.. أيه رأيك يا استاذ فى فلان وعلان؟ قلت له وانا انظر له بتأمل واكتم غيظى.. أنا سعيد والحمد لله اننى اكتب فى عصر محفوظ عبد الرحمن ومحسن زايد واسامة انور عكاشة ومحمد جلال عبد القوى ووحيد حامد ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر وسامى غنيم وبشير الديك.. انهم كتاب كبار بكل المعايير وبكل المقاييس وهناك كتاب صغار بكل المقاييس فى كتابتهم وسلوكهم واقوالهم عن الأخرين.. أن الفنان الحقيقى إذا كبر كبرت نفسه وافعاله واماله واحلامه.
الفنان الحقيقى عندما يكبر تكبر احلامه ومشاريعه ولا يهمه أن يدخل فى صراعات مع الأخرين من اجل شئ تافه أو من اجل معركة خائبة.. معاركه دائماً كبيرة وأفعاله اكبر ومواقفه اكبر انه يزدهر دوماً.
فعلاً انا سعيد باننى فى عصر كتاب دراما تليفزيونية كبار وليسوا صغاراً يجيدون حرفتهم يطورون انفسهم ويساهمون فى بناء العقل المصرى ويواجهون الفساد الأدبى والمادى والاجتماعي بمواضيع ذات طابع تحريضى وتطور فنى متميز انهم يصنعون الغد بكلماتهم ويصنعون الفجر القادم انهم يواجهون بعض موظفى الرقابة اصحاب العقليات القديمة وحراس المعرفة القديمة ويواجهون المخرجين اصحاب الياقات البيضاء والنجوم اصحاب الأوهام اللامعة ومع ذلك يقفون فى خندق تطوير الدراما المصرية والعربية.
أن صغار الكتاب يظلون فى القاع ويظلون يسبون كبار الكتاب بمبرر وبدون مبرر.. هكذا يظل حاقداً وحاسداً ومراقباً للكبار وهم يسيرون.. فياليتهم  يتعلمون كيف يبنون انفسهم ويطورون ادواتهم أن الكاتب يظل يطور نفسه وادواته حتى يوم وفاته.
واخطر الأشياء أن تموت بعض الناس فنياً دون أن تدرى وهى تسير ولا تشعر
السيد حافظ

تصنيف : آراء و مقالات للكاتب