Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 2 يونيو 2017

الهجائيات المينيبية ونمط الكتابة عبر النوعية قراءة في مسرواية (حتى يطمئن قلبي)

الهجائيات المينيبية ونمط الكتابة عبر النوعية
قراءة في مسرواية
(حتى يطمئن قلبي)
للأديب الكبير
السيد حافظ




بقلم ايمان الزيات

توطئة

المينيبية هي خليط كتابي يجمع بين المتناقضات ويقطع خيط الاتصال السردي باستخدامه لمجموعة من الأصناف الأدبية المركبة والأحداث والرسائل والأقوال التى تنحرف بالسرد، أي أنها تعد نوعاً من أنواع الكتابة عبر النوعية، أو امتداداً لنمط تلك الكتابات التى تتشكل بخلط مجموعة من العناصر الأدبية (كالشعر، والقصة، والمقالة...الخ) والمزج بين تقنياتها فى عمل أدبي واحد يسمح باندياحها واختلاطها في متنه.
المسرواية هي أحد نماذج تداخل الأجناس الأدبية وهو ليس أنموذجاً تم استحداثه بل هو طاعن في السن؛ إذ ترجع أصوله إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وهو شكل أدبي تتعاقب فيه الصيغتان المسرحية والسردية وتتواليان، تقوم على فكرة تراسل الأجناس بتفعيل خاصية الحضور عن طريق(الصوت/ الحوار/ الخطاب) والمزج الماهر بين الحاضر البصري والماضي المستحضر، ومن أمثلتها في الأدب العربي (بنك القلق) لتوفيق الحكيم، و(نيويورك 80) ليوسف إدريس.
لماذا المسرواية؟!!
ربما لأنها النمط الأدبي الذي يقوم جنساه بشد عضد بعضهما البعض، من خلال رتق المهترىء في ثوب السرد بالحوار المسرحي من جهة لتحديد أبعاد الشخصيات واستنطاق حقائقها عن طريق تقابل وجهات النظر حول مسألة بعينها وهو ما يسمى (بالسنكريزات الحوارية)، أو استفزاز الكلمة بالكلمة بواسطة (الأناكريزات الحوارية) كما هو الحال في الحوار السقراطي، ومن جهة أخرى: محاربة الجفاء النقدي للنصوص المسرحية بالاستغناء السردي، الأمر الذي يسد حاجة النصوص المسرحية الحتمية لتأويل نقدي يتناول دلالات المواقف والتصرفات بالشرح والتحليل، ويجسد الصورة التى أراد المؤلف أن يرسمها لكل من شخصيات مسرحيته بأبعادها (الجسمية/ الاجتماعية/ النفسية/ الأخلاقية) ويصف فضاءات الزمان والمكان عوضاً عن ضرورة مشاهدتها على خشبة المسرح، ويصبح بذلك النص الورقي بمثابة (ماكيت) مصغر للعرض المسرحي الكبي؛ فالعلاقة هنا بين الرواية والنص المسرحي نفعية تكاملية تهدف في النهاية لتخليق وعياً تاماً بموضوعات النص وأفضيته وأطروحاته الإيديولوجية.
يعتقد المنظر الروسي(ميخائيل باختين)أن "الرواية معجونة بعجينة أخرى مختلفة عن الأجناس التامة والمكتملة، وأنها ذات مختلفة، معها وفيها ولد مستقبل كل الأدب" .
ويقول(باختين): "أن وحدها الرواية لا تملك قانوناً"
في مسرواية (حتى يطمئن قلبي) تتحقق تلك المقولة فتولد لنا الروح الخامسة لسهر وهي (لامار)- بريق الذهب أو الألماس- بعد الأرواح الأربعة السابقة (نفر/ نور/ شمس/ وجد)، ويولد معها نصاً أدبياً رحيباً ومهجناً بامتياز(لا عهد للتجنيس به) يجمع بين جماليات وتقنيات مجموعة من الأجناس الأدبية التى تم تنضيدها بحرفية عالية في مصفوفة متسقة على الرغم من تباينها، ومنظومة متصلة يسهل فصلها، يتماهى بداخلها(السرد الروائي، والحوار المسرحي)، نص تم حياكته جيداً وتوثيق عراه بالتقنيات، والإساءة إليه بقولبته داخل مسمى (المسرواية) الذي أرى أنه انتقص من رحابة العمل كثيرا،ً ووضع له أطراً قد يتناسى معها النقاد روعات تداخل الأجناس والأشكال الكتابية الأخرى في النص، ورحابة الفضاءات والعتبات الفنية به.
فهو يتموقع في بؤرة جامعة للكثير من الأجناس الأدبية والأشكال الكتابية التى تدفعنا للميل إلى وصفه بالنص المينيبي، الذي تستطيع أن تقرأ وتشاهد فيه مجموعة من المشاهد الحوارية المتنوعة: (حوار أفقي في السرد، و رأسي في المسرحيات، وحوار داخلي في مجموعة الهمسات والتغريدات)، وتستمتع بتقنيات الشعر (كالسجع/ الطباق/ التخييل)، وتقف على مجموعة لا بأس بها من المعلومات التاريخية والمعرفية؛ وتتمظهر بداخله أساليب المراوحة المستمرة بين (الأدبي والتاريخي/ الواقعي والخيالي/ الماضي والحاضر/ الذاتي والعام/ السيسيولوجي والاجتماعي) فيقف النص دوماً على التخوم دون السقوط في هوة التنميط.
ومن هذا المنطلق يكتب الأديب (السيد حافظ) نصوصه الروائية معلناً الحرب على النمطية وعلى نفسه؛ فلا تكرار ولا تشابه، نعم مازالت اللعبة (التفكيكية) حاضرة، ومازال القارىء يستطيع إعادة تركيب النص بطريقته تبعاً لتأويلاته الخاصة، ربما تحافظ نصوصه على ملامحها الأصولية التى بدأت بها كفكرة (القصة الشجرية) التى تنشأ على لسان الراوية (شهرزاد) وتحكيها (لسهر) عن أرواحها المتناسخة عبر الأزمان، وتتفرع منها مجموعة من القصص الثانوية ما تلبث أن يشتد عودها وتقوى بكيفيات تجعلها لا تقل أهمية وحضوراًعن القصة الجذرية أو القصة الاطار، لكن المغايرة هنا تتمثل في كيفية الولوج إلى الشريط السردي؛ (فشهرزاد) في نص(حتى يطمئن قلبي) تتغير ثيماتها اللونية وتتوالى من فصل لآخر من خلال مقدمة متغيرة الألوان.. ثابتة الحركات آثر الكاتب أن تتخذها (شهرزاد) كطقس خاص بها في كل مرة تستعد فيها لاستكمال الحكي كالتالي/
"ترتشف شهرزاد القهوة رشفة.. رشفتين وهي ترتدي ثوباً أنيقاً لونه أزرق.. وحذاء أزرق.. تفتح حقيبة يدها.. تخرج منديلاً أزرق يشبه منديل أم كلثوم.. يشع بحكايات حب معطرة تنتشر فتغطي الخليج.. تمسح أطراف شفتيها.. تطويه مرة.. مرتين ثم تحتفظ به في يدها اليسرى أو تخفيه بين النهدين.. تنظر يمينا شمالاً.. أماماً خلفاً ثم تهمس:"
ولقد ساهمت ثيمات (ثوب، حذاء، منديل) شهرزاد اللونية المتغيرة من الأزرق للأسود للأحمر- المنقط - والسماوي، في فتح آفاق التأويل أمام القارىء على تبدل الحالة أو الحدث مع ثبات الشخصية، أيضاً أضفت تلك الثيمات روحاً من المؤانسة، وأزاحت ملل التكرار وخلقت شغف الترقب للحالة التالية التى ستظهر بها شهرزاد، كأن القارىء سيصفح لتوه كتاباً ملوناً بالأحداث، والشخوص، والحالات الإنفعالية، والتشكيلات البصرية.
مازال الكاتب محافظاً على أسلوبه المائز والفريد في (كسر حاجز الايهام) بينه وبين القارىء، والذي استعاره من المسرح، فنجده في البدء يجيب على تساؤل: (لماذا أكتب كل هذا الكم وكيف؟) وكأن القارىء قد ألقاه على مسامعه تواً!! فمن اللحظة الأولى لبناء النص يستحضر الكاتب قارئيه فيصبحون صناعاً ومشاركين منخرطين معه في خضم هذا الكائن الثائر والمتحور، مترقبين تمامه لمشاهدة وفهم ملامحه بوضوح، ولا ينسى أن يوجه الحديث إلى قارئه من فصل لآخر منبها إياه في مطلع كل فصل تارة بقوله: (عدنا إلى الرواية......)، وأخرى بقوله: (ومازلنا....)، وفي الفصل الرابع بقوله: (إذا لم تكن عاشقاً لا تمر عليه وانتقل إلى الخامس..)، وفي بداية الخامس يقول: (عدنا إلى الرواية انتبه معي الآن)، ثم في مستهل السادس يخاطب القارىء من جديد قائلاً: (عدنا بعد الركعتين، نعود إلى حكاية لامار وضوء المكان لتحكي شهرزاد)،(عدنا إلى الرواية فلا تحزنوا ولا تفرحوا ولكن فكروا ماذا بعد....!!).
ومن ملامح التجديد أيضاً في تلك التقنية خلقه نماطاً حركياً خارجياً، مغايراً لأنماط الحركة الداخلية بالنص عن طريق مجموعة من الركعات التى كان يعلن عنها من حين لآخر (كصلاة الغائب) التى تصلى على كل ذي نفع، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله، ولقد أداها الكاتب هنا على أرواح مجموعة من الشخصيات التى يستحضر المجتمع مواقفها وأقوالها المأثورة من رحم التاريخ إيماناً بقيمتها ودورها وانعكاساً لحاجة تلك المجتمعات إليها الآن مثل: ( سعد الدين الشاذلي/ اخناتون/ جلال الدين الرومي/ نزار قباني/ محمود درويش).
ويظل الكاتب يرسل برسائله التنبيهية إلى المتلقي على طول النص وحتى النهاية بتقنية أبعدت عنه شبح الاتهام، وأسقطت قضبان الأسر المحيطة بأنماطه المينيبية لكونها في رأي بعض النقاد ضالعة في (تغييب الوعي) لدى القارىء، و أحد أعمدة تشتيته الأساسية.
وفضلاً عن التحديد الدائم، والتحديث المستمرة للزمان والمكان؛ فلقد حرص الكاتب على إضافة بعداً حسياً جديداً يزيد من تعميق الحالة ويرفع منسوب المشاركة النصية ألا وهو بعد (درجة حرارة الجو)، فالكاتب يريد منك أن تتعرق وتشعر بارتفاع حرارة الأحداث، أن تتراسل حواسك مباشرة مع النص، يضعك في بؤرة الشعور ويكمل المحسوس بالملموس. فيهتم بالإجابة على بعض التساؤلات التى ربما تدور بخلدك أثناء القراءة (كم الساعة/ أين نحن/ هل حرارة الجو مرتفعة أم أنا فقط من أشعر بتلك السخونة؟!!) إنه نوع من أنواع الحراك التفاعلي بين الكاتب والمتلقي أضافه (السيد حافظ) إلى قائمة تقنياته النابضة.

يشير(ماريو بارغاس يوسا) إلى: أن" الكاتب الكبيرمخلوق شره، يضع في جرابه كل ما يصل إليه، ويستعمل جميع الوسائل، يتناول ويُدخل ويعيد تركيب كل أنواع المواد في بناء إبداعه الخاص؛ بحيث يمكن لكل شىء، كل شىء على الاطلاق أن يمارس تأثيرا عليه: كتابا تأمله، أو قراءة بالمصادفة، قصاصة صحفية، إشهارا، جملة ملتقطة من مقهى، استغراق في وجه، في رسم، في صورة ما".
وهذا بالضبط ما فعله (السيد حافظ) في نص (حتى يطمئن قلبي) حيث امتلك حساً فريداً في ايجاد وإدراك السردي في الأجناس غير السردية (كالتغريدات/ الحكم/ والأمثال الشعبية/ العبارات المسكوكة)، وطعّم النص بمجموعة من (المنمنمات القصصية القصيرة جداً) التى قامت بوظيفة التوطئة (وظهرت بمظهر الإبجرامات الأدبية) التى اعتاد كتاب ما بعد الحداثة البدء بها قبل كل فصل من الفصول الروائية.
واستغل الكاتب ثيمة (رفع الآذان) كمعبر للتعريف بأئمة القراء ومشاهيرهم، فرفعه بصوت الشيخ (محمد رفعت/ محمود المصري/ النقشبندي) لمنح القارىء فسحة ذهنية، ودفقة من الدفقات المعرفة الدينية التى زادت النص إثراءً وفرادة.
تخيل معي ماذا فعل الكاتب من أجلك أيها القارىء: (جعلك تبدو الآن- في زمن القراءة- داخل بيتك في غرفة المعيشة تحديداً تشاهد محطة تليفزيونية محلية "ربما"، تظهر أمامك على الشاشة قائمة البرامج اليومية على النحو التالي/
يبدأ البث بالسرد الروائي على لسان (شهرزاد).
ثم الحوار المسرحي للشخوص.
يرفع الأذان.
قصة قصيرة جدا "على نمط حلقات المسلسلات".
يليها برنامج(حكايات قراقوش).
العودة للرواية من جديد.
قم لصلاة ركعتين فإن لروحك عليك حق، ثم عد بعد الصلاة وتابع بناظريك المؤقت الدقاق لتعرف (الزمن/ والمكان/ ودرجة الحرارة أيضاً) فربما تحتاج لإحضار غطاء إضافي قبل أن تجلس للمشاهدة)، وهكذا يعاود بث برنامجه الروائي فصلاً تلو الآخر تتغير فيه الأحداث وتتكاثر الشخصيات وتتشعب معها الحكايا في منظومة تعتمد على التذويب التام (لذات المؤلف).
التى تترك مهمة طرح الموضوعات على ألسنة الشخصيات وبلهجاتها الخاصة المتسقة مع بيئتها وطبيعتها، دون أن يجد صعوبة أو غضاضة في تحويل ألسنتها من الفصيح إلى العامية، ومن اللهجات الشعبية إلى الإنجليزية مطوعاً جميع المظاهر اللسانية من (صوت/ نغمات/ وضحكات)، ومقلداً لصوت المرأة إذا لزم الأمر كما فعل على لسان (ضوء المكان) حين تسلل متخفياً إلى القصر لرؤية (لامار)،  وهكذا انطلقت جميع الألسن وعبّرت بطلاقة من خلال نصه المتأنق بالحوارية البختينية.
لم يعطل الكاتب (الزمن) عن طريق الوصف فقط بل استعان أحياناً بما أسماه (همسات الروح)، واستخدم أسلوب (النقاط) في اختزال الزمن أو القفز به، قدم وأخر ودفع الحكي للأمام ورجع به للخلف، وجسّده في حالة كينونته ليس عن طريق الضمائر فقط، وإنما بتقنيات (الإضمار/ الاسترجاع/ البناء الدائري) التى عملت على فصل خط الزمن (الكرونولوجي) وخلخلته، والعودة لوصله من جديد. تماهى أيضاً الحاضر مع الماضي وسيرى القارىء تشابها كبيراً بينهما في الأحداث والشخوص، كأن الزمان يعيد نفسه لكن الناس لا تتعلم.
فضاء العتبة
شاع في النص واتسع فضاء الصدمات والأزمات والمشاكل، بحيث صارت الأماكن التي يعيش فيها الأبطال أو التي ينتقلون عبرها هي أماكن موحشة وعدوانية، تثير الاشمئزاز والقلق والغثيان والموت، مهما كانت تلك الأماكن مميزة كقصر الهودج الذي بناه (الآمر لزوجته العالية) على جزيرة الفسطاط والذي كان يتمايل كالموج إلا أنه لم يكن سوى معبراً للتعاسة لكل من سكنه، وما يمثله قصر الخليفة العاضد الذي إنتقلت إليه (لامار) كسبية من بيئتها البدوية التى كانت تحبها. حيث شكل قفصاً للأسر بالنسبة لها ومرتعاً للمؤامرات، (حارة شيحا،حارة ب رجوان،خيمة بردويل، البستان، حارة اليهود، دبي.الخ)؛ ففضاء العتبة هو فضاء الكوارث التي تعصف بالإنسان المقهور داخل مجتمع محبط ، تنعدم فيه القيم الأصيلة، وتهيمن عليه العلاقات التشييئية، حيث تتحول القيم المعنوية أو الكيفية إلى قيم مادية واستعمالية قائمة على الغرضية والمنفعة والتبادل.

ولقد تمظهر هذا النوع في مجموعة من الفضاءات المفتوحة كالممرات الوسيطة التي تفصل الداخل عن الخارج، وترتبط بهذه الفضاءات أزمات خانقة تؤثر سلبا على حياة الأبطال، وتشكل موقفهم الإيديولوجي من العالم، وتحدد مصائرهم في ضوء مصائر الآخرين الذين يعيشون معهم في نفس العالم المحيط بهم.

حتى يطمئن قلبي
ربما يرى البعض أن هذا النص متشظياً، أو مشتتاً للقارىء أو أنه من النوع الذي يصعب الاسترسال فيه، ولكن حتماً ذلك النص سيجعلك مشحوناً بالأفكار والرؤى، وممتلئاً بالمعارف والمعلومات؛ فحتى يطمئن قلب (السيد حافظ) قام بالمراوغة النصية، والثورات الشكلية، ووقف على عتبات التناص (الديني/ والغنائي/ والشعبي)، واستجلب النبوءات من رحم الموروث، والتغريدات من واقع الحاضر،صاح بالحوار وهمس بالسرد، طرح التساؤلات، وأسس المقدمات التى ستصل بك حتماً في النهاية إلى نتائج حقيقية، حتى كلمات النهاية لا تدعك وشأنك بل تمسك بساعدك لتخبرك أن هناك المزيد من الحكايا التى لن تستطيع أن تجزم كيف سيقوم (السيد حافظ) بسردها وأى تقنيات أخرى يمكن أن يجتذبها ويعيد استخدامها في صياغة نصه !! لكنك تعرف حتماً أنه سيفي بوعده في منحك المتعة والمؤانسة، وأن صحبتك مع أحد نصوصه ستكون صحبة داهشة.

إيمان الزيات
14 ديسمبر 2016





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More