العلاقة بين المسرح المصرى والمسرح الكويتى
بقلم السيد حافظ
المسرح الكويتى هو الشقيق الأصغر للمسرح المصرى.. نعم عندما جاء الفنان الكاتب المسرحى حمد الرجيب إلى القاهرة بحثاً عن العلم فى أول بعثة تعليمية كويتية إلى مصر فى الاربعينات تعرف على المسرح المصرى.. فأنبهر به وتعلق وعندما تولى وزارة الشئون الاجتماعية قرر ان يستعين بالاستاذ زكى طليمات لتكوين أول معهد للفنون المسرحية فى الكويت. وذهب عمنا زكى ونافسه المسرح الشعبى بقيادة محمد النشمى.
كان المسرح فى الكويت يتبع المسرح المصرى كالشقيق الأصغر المخلص للشقيق الأكبر ففى الستينات ظهرت قوة المسرح المصرى وظهرت قوة المسرح الكويتى ليقدم فى الكويت بعض كتاب المسـرح المتميزين أمثال (سعد الفرج وعبد العزيز السريع – ومحمد النشمى – واحمد العدوانى – وحمد الرجيب)
وفى حالة ظهور قوة مخرجى المسرح المصرى بسعد أردش وكرم مطاوع واحمد عبد الحليم وجلال الشرقاوى كان المسرح الكويتى قوياً حيث ظهر صقر الرشود مخرجاً متألقاً وفؤاد الشطى ثم منصور المنصور.
كانت الكويت مشتعلة بالمواهب التى تحاول ان تثبت نفسها أمام القاهرة وجاءت السبعينيات لنظهر فى الكويت أكبر حركة فى تاريخ المسرح العربى وهى حركة وتيار مسرح الطفل الذى قادته رائدة مسرح الطفل فى الكويت عواطف البدر.
ثم جاء الانفتاح الاقتصادى..
نعم جاء .. وقدم المسرح المصرى بما يسمى المسرح التجارى.. حيث ظهر عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبى.. ظهر فى الكويت عبد الحسين عبد الرضا – وسعد الفرج – وعبد الله الحبيل – وخالد النفيسى.
وظهرت فى مصر نجمات كوميديات أمثال سناء يونس – سهير البابلى - اسعاد يونس وظهرت فى الكويت مريم الغضبان وسعاد عبد الله وحياة الفهد.
ثم بدأ المسرح التجارى المصرى يغزو ويسيطر فى مصر وتقلص دور المسرح الجاد. فحدث نفس الشئ فى الكويت.. تعطل المسرح الجاد، وتعطل المسرح الشعبى ومسرح الخليج والمسرح العربى.. والمسرح الكويتى واصبح هشيماً.
وسيطر المسرح التجارى وأصبحت التذاكر مثل التذاكر فى مصر غالية ومرتفعة والمسرحيات هزيلة رخيصة.
شئ غريب .. ولا يصدق..
سألت الدكتور خليفة الوقيان الشاعر الكويتى الكبير… ماذا جرى للمسرح الكويتى الذى كان يعتبر رائداً فى منطقة الخليج العربى.. قال لى ما حدث فى المسرح الكويتى هو ما حدث للمسرح المصرى الرائد والمعلم للمسرح فى الوطن العربى اذا كان المسرح المصرى قوياً عفياً سليماً كان المسرح الكويتى كذلك. اما اذا كان المسرح المصرى ضعيفاً وتجارياً ومريضاً فالمسرح فى الوطن العربى كله كذلك.. كيفما يكون القلب يكون الجسد.. مصر هى القلب.. والمسرح فى الكويت والوطن العربى هو الجسد.
ضحك الدكتور سليمان العسكرى وقال ..
قل للأهل فى القاهرة أننا نتبعكم فى كل شئ فانتم القلب فى جسد الامة العربية وأنا أقول للمسرحيين فى مصر..
ان معاناة المسرح الكويتى الأن وانهياره السبب فيها المسرح المصرى الذى يعانى وينهار.
فانتم ايها الفنانون الذين تحبون المسرح فى مصر دون ان تدروا.. كنتم سبباً فى ضياع المسرح الكويتى والخليجى والعربى.
والسبب ما حدث منذ عام 1973 وحتى الآن.. 25 عاماً من التدهور فى المسرح المصرى والعربى!!
السيد حافظ
0 التعليقات:
إرسال تعليق