Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 20 مارس 2022

282/ لو لم اعشقها ... وذاك الكاتب المدهش ..! بقلم د. محمود عبدالواحد عوضين

  

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(  282)

 

لو لم اعشقها ... وذاك الكاتب المدهش ..!
بقلم د. محمود عبدالواحد عوضين

دراسة من كتاب

إشكالية وتمازج ملامح العشق
المقدس والمدنس
نموذجا
رواية "لو لم أعشقها"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى



لو لم اعشقها ... وذاك الكاتب المدهش ..!
بقلم د. محمود عبدالواحد عوضين
وكيل وزارة الثقافة الأسبق

 


 

لو لم أعشقها .. العلامة السابقة والأخيرة، رواية ، يختم بها الكاتب السيد حافظ سباعيته التى كتبها خلال العقد الأخير: قهوة ساده، كابتشينو، شاى  أخضر، شاى بالياسمين، كل من عليها خان ، حتى يطمئن قلبي ، ما أنا بكاتب ، لو لم أعشقها.

ولا يستقيم الامر ، حين نتصدي لهذة الرواية ، إذا تم ذلك بمعزل عن المنظور العام للكاتب وتجربته الإبداعية . فمنذ شبابه الباكر ، دلف السيد حافظ إلى ساحه الإبداع ، وأصبح له فيها موطئ قدم ، ورأس جسر، حينما أحرز الفوز بجوائز فى التأليف والإخراج المسرحى فى مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ثم إنطلاقه فى بلاط صاحبة الجلالة ، والإنتماء لكيانات نقابية معينة بالشأن الثقافى ، وعمل فى مؤسسات مرموقة ، تضطلع بالتنمية الثقافية ، وصناعة الوعى ، فكان حضورة قويًا وملموسًا على الساحة.

وفضلاً عن ذلك، كان كاتبنا ، جماع مكثف للكاتب المسرحى، والمبدع الروائي ، والفنان الخلاق .

لم ينفصل عن مجتمعه الذي ارتحل معه ، أينما ذهب ، لكنه لم يكن يمشي على الأرض وحسب ، بل حلق فى آفاق علا ، يطل منها على الإنسانية الرحبة ، فيجعل من عالمه المتخيل ، معادلًا موضوعيًا ، ومصلحًا اجتماعيًا ، لواقع يسعى إلى تغييره ، ويحل بديلاً له الواقع الذي يبتغيه ، وحين غادر وطنه ، ضاربًا فى أرض الله ، اتخذ من إبداعه "شراعًا" للإبحار نحو القيم والمثل العليا ، وحرية الإنسان ، وغزل كتاباته بخيوط حريرية ، من التراث والتاريخ والفلسفة ، وعلوم الإنسان ، فى ديناميكة مدهشة ، مشتبكًا من خلالها مع هموم البشر ، وقضاياهم الحياتية ، لينتشلهم من وهدة التهميش والضياع والحرمان. وفى كل ذلك كان "المحرض" الساعى نحو "تثوير الإبداع" كى يكون أداة "مشروعة" للرفض والسخط والاحتجاج، على كل ما يشوه إنسانية الإنسان ، ويهدم كرامة الإنسان ، كيفما تكون الكلمة سلاحًا للتغيير، واستنفاذًا للواقع من وحل السفاهة والتفاهة، وتطهيره من الادرات ، وظلم الإنسان للإنسان .

دراسته للفلسفة ، كانت نبراسه نحو التأمل ، فتراه كاتبًا ساخطًا ليس بهدام ، وغاضبًا دوئما عداء ، وناقدًا لا يقترف إثم التضليل والبهتان ، هو فقط ، كاتب بمداد من ضمير ، خرج من ذاته الخاصة ، إلى الذات العامة ، ذات المجموع ، مستشرفًا قول أفلاطون "مواطن حر فى وطن حر"

تجربته الإبداعية ثرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وغنية بفيض من الخلق والإبداع ، تنقل فيها برشاقة ، من خلال التراسل بين الأجناس الأدبية ، ويصعب على الناقد يؤطر فى رؤي رومانسية وفقط ، فقط استطاع أن يرتقي بالرومانسية ، وينزل بها من عليائها إلى أرض "الواقعية"

استغرقه المسرح ، واستلبه حتى النخاع ، وغاص فيه حتى "أرنبة أنفه" ، فكتب للمسرح ، ونظر للمسرح ، وأخرجه للمسرح ، وأسس لنفسه مسرحًا خاصًا على خريطة الإبداع، فكان مسرحًا داخل المسرح .. مسرح الحياه التى تعيشه ، متوسلا بمسرحه لخلق المسرح الذي نبتغيه "وما الدنيا إلا مسرح كبير"

كتب المسرح للكبار والصغار، وعبر إنتاجه المسرحى الغزير ، خرج من شرنقة النص ، إلى منصة العرض ، تلك الخشبة الفسيحة ، فى مسارح مصر والوطن العربى .

فقد عرضت نصوصه المسرحية ، من إخراج عدد من كبار المخرجين، منهم محمود الألفى وأحمد عبد الحليم وعبد الرحمن الشافعى ومجدى مجاهد وغيرهم ، كما تم عرض وإخراج عدد من مسرحياته فى العراق والكويت وتونس والجزائر .

فى مصر كان حضورة قويًا على مسارح الثقافة الجماهيرية، من خلال بيوت وقصور الثقافة ، حيث شهدت عرض العديد من مسرحياته. ولم يكتف بالتأليف المسرحي بل مارس الإخراج ، لنصوص مسرحية، كانت مادتها لكتاب وشعراء كبار، أمثال محمود دياب (فى عرض لشباب الجامعه) وفى عروض أخرى للأطفال ، قدم أشعار صلاح عبد الصبور ، محمود درويش ، فؤاد حداد ، عبد الرحمن الأبنودى ، سيد حجاب وكان منفتحًا على الأدب العالمى ، فقدم بعضًا من المسرحيات المترجمة ولأنه متمرد على ما هو معتاد ، ويهوي الخروج على المألوف ، فقد اقتحم عرين التجريب، ليقوم بالتفكيك وإعادة "التركيب" متشحًا برداء الرواد ، وجروح المستكشفين لعوالم جديدة ، آمن بالعمل مع الهواة ، لتخريج أجيال تنشر المستقبلية والتجديد ، فأسس جماعات تجريبية فى المسرح ، منها فرقة الصعاليك ، وفرقة ألف باء مسرح ، وجماعة الإجتياز وجماعة المسرح الطليعي التى قدمت فى أكثر من مائة ليلة، عروضاً لمسرحيه "أه يا وطن" عام 1973 ، من أشعار سيد حجاب ، ومجدى نجيب، وعبدالرحمن الأبنودى ، وفؤاد حداد .

نالت أعماله، اهتمام وتقدير الكتاب والنقاد المصريين والعرب، فتناولوها بدراسات نقدية ووسائل علمية ، ونشرت فى صحف ومجلات عربية ، كما ترجمت بعض أعماله فى الولايات المتحده الأمريكية ، والمملكة المتحدة.

ومن المسرح، معبده المقدس ، ننتقل إلى العالم الروائي للسيد حافظ ، الزاخر بالعطاء ، نقتطف منه رواية " لو لم أعشقها .... العلامه السابعة والأخيرة ، من سباعيته التى كتبها خلال العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين . ولأن المسرح استولى على كيانه الإبداعى ، فقد تلبسه أسلوب المسرح ، حيث يكتب الرواية فى "مشاهد" متتابعه تتداعى إلى ذهن المتلقى فى حيويه ، ومعايشه تبعث على الإحساس بالزمان والمكان ، والشخوص والأحداث ، فى صور فنية ، وكنايات واستعارات لغوية ، تؤكد المعنى ، وتترى المبنى ، فى صرح فنى بهيج ، وهذا ما تقف عليه فى الرواية الأخيرة من المتوالية الروائية "السباعية" للسيد حافظ ، ففيها نتابع علامات ثلاثون، تعرض لأفراد المجتمع ، وَأَكثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ ، وَأَكثَرُهُم لاَ يَعقِلُون ، وَأَكثَرُهُمُ الكَافِرُونَ ، وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُونَ ، وَأَكثَرُهُم كَاذِبُونَ ، بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ ، وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ ، وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ ، وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ ، وَمَا يَتَّبِعُ أَكثَرُهُم إلا ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئاً ، وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَشكُرُونَ ، وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إلا وَهُم مُّشرِكُونَ ، أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أو يَعقِلُونَ إِن هُم إلا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً ، وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ ، فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لا يَسمَعُونَ ، هولاء هم الضالون ، وأكثرهم مستضعفون ، إن وأكثرهم عاجزون ، فهم لا يسمعون ، فأولئك هم الظالمون ، لتكونن من المرجومين ، أكثر الناس لا يؤمنون ، لتكونن من الخاسرين ، أولئك هم الغافلون ، أولئك أصحاب النار ،  وربك أعلم بالمخلصين ، إن أكثرهم لايعقلون ، وأكثرهم لا يعلمون، وأكثرهم مفترون ، وأكثرهم عاجزون ، وأكثرهم يجهلون.

وهى هذه العلامات ، تناهى مع آيات القرأن العظيم كتاب الله الكريم، وتكشف عن توظيف عبقرى، يفصح عن القضايا المثارة فى هذا العمل الإبداعى الرائع فكما يقول الكاتب "حين لا يتوضأ الحرف ، يدخل نار البوح ، فيفضح الكون ، فيغضب الرب " معربًا عن " ليس لى وطن غير الكتابة وكل من حولى جنون ... حين غرد الطير فوق نافذتي ، تنبهت تعطرت تهيأت تؤضأت بنوى موسم الكتابه الذى آتى إلى .. بين الورق والقلم والهمزة والياء أنفقت العمر هباء !.. وفى ذلك تصوير وكناية عن الموقف المأزوم الذي يحاكى فيه الكاتب المجتمع فى رحم المعاناة من النفاق والرياء ، والزيف الذي لفت المجتمع بأستاره السوادء ، فيقول على لسان " فتحى رضوان خليل " مخاطبًا سهر : سهر أنا رجل بسيط محاصر بالأنذال والأحقاد وحظى ليس عظيمًا..

       لم أفهم ....

      أنا مخلوق من اللون الأبيض تكرهنى كل الألوان

      وأنا من أكون يا فتحى

      أنت طيف من نور إذا مر أضيئت قلوب الرجال بالحياة ..

      هههههههه يا رجل ....

      الحقيقه إنك شخص موهوب ...

أنا من يستقبلنى غالبية المثقفين بالأحضان وكلمات المديح ملك الحرف ، وسيد المسرح ، ومجدد الرواية . وفى اللجان المخصصة للجوائز والتكريم يطعنون تاريخي وينشرون لحمى ويمنعون الماعون .. ثم يلاقوننى فيحنون.. السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمه الله .. ويستحضر الآية الكريمة : " قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوى ومن اهتدى " (سورة طه– أيه 135)

وإلى هؤلاء المنافقين، وإن المنافقين لفى الدرك الأسفل من النار، يدق لهم الكاتب الناقوس ، ويفضحهم (يتوجه بالإهداء إلى هولاء السخفاء الذين يظنون أنهم يلعبون على الرب بالصلاة والمسبحة وسماع القرآن يوم الجمعه.. الذهاب إلى الكنيسه يوم الأحد، وإلى المعبد اليهودى يوم السبت.. إلى الكذابين الوجهاء الظرفاء. هؤلاء الذين يزنون بالوطن صبحًا ومساءً دون حياء.. ويأكلون أموال الفقراء . وفى كل مشهد وفى كل فصل من فصول الرواية، يؤكد الكاتب إطلاعه الواسع وإطاحته بالأدب العالمى، حيث يمهد لذلك مهارة عاليه، بمقتطف من إبداعات كبار الأدباء والمفكرين ، تتناسب مع المتن، وتتواصل معه فى الأفكار والمعانى والدلالات، أمثال: غبار الخاطر، لأبى الكلام آزاد، البرتوموانيا فى الاحتقار ، وحفلة القنبلة ـ رواية غراهام غرين ، وهذه زوجتى – الرجل الذي حسب زوجته قبعة – أوليفر ساكس ورواية – دم .... وخمر ! للعبيد ضمير (بوليكو شكا) فارسان ... عذراء للكاتب والفليسوف الروس الخالد ليوتولستوى، ومزرعة الحيوانات ـ ورواية جروج أوريل ، وغيرهم ... وغيرهم .

ويتساءل من قلب الأزمة :" أين ستذهب يا ابن رضوان .. حيث ينتظرك الغالبية من المثقفين يحملون وخناجرهم ليغتالونك مثلما اغتالوا محمود دياب ونجيب سرور ويحيي الطاهر عبدالله ومحمد حافظ رجب وقائمة طويلة من مبدعين ومبدعات قتلوا قبلك من الحسد والتهميش والتجاهل والإشاعات ..؟

" نتشابك ونتجادب – قل لى كيف خلعت جبة الحلال وآتيت إلى الحرام مهرولاً كيف تترك الفضيله لنار الخطيئة ، لا تندب حظك الشرير مع النساء وتدعى إن داخلك قسيس عابد وحاخام متجرد فى الصحراء وصوفى تائه فى بلاد الله ينشد الغفران من الرب العالمين.

آه  يا بن راضوان ، كيف تحل الحرام وتحرم الحلال وتجمع النقيضين وتبرر لنفسك ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح من زكاها ، وكيف تغسل الروح من الخطيئة . ترى كيف ستقف أمام الرب وأنت تنظر للأنبياء على يمينه والأولياء على يساره وخلفه الملائكة .. يخرج طير من عنقك ينشر كتابك كل ما فعلت وما اقترفت مع النساء . طوبى لمن زكى نفسه ونجا .. يا ويلى لحظة لقاء رب الكون فى ساعة الحساب .. قد أوارى خلف موقف أو حرف أو جملة أو دعاء أمى أو دعاء أبى لى ذات مرة وهو مريض ، أو استند على أمل رحمه الله التى ليس لها حد.

هذا بعض من المكشوف والمستور والمنسي والمتجاهل فى المسيرة الإبداعية للكاتب السيد حافظ ، ذلك الكاتب المدهش الذي يكتب على صفيح ساخن ...

10/1/2021


 

السيرة الذاتية


دكتور : محمود عبد الواحد عوضين

-         وكيل الوزارة رئيس قطاع غرب ووسط الدلتا الثقافة سابقا -الهيئة العامة لقصور الثقافة .

-         بكالوريوس تجارة وليسانس حقوق . جامعة القاهرة

-         ماجستير قانون

-         باحث دكتوراه فى القانون الدولى الخاص - جامعة الأسكندرية.

·      أهم الوظائف السابقة :

-         مدير قصر ثقافة المنصورة

-         مدير الثقافة بمحافظة الدقهلية

-         مدير قصر ثقافة الغورى بالقاهرة

-         أمين عام قطاع غرب ووسط الدلتا الثقافى

-         مدير عام الجمعيات الثقافية

-         مدير عام التخطيط بالهيئة العامة لقصور الثقافة

-         عضو مجلس إدارة الهيئة سابقًا

·      الخبرات :

-         خبير فى البرمجة وتنظيم الفاعليات والمؤتمرات الثقافية والمهرجانات الفنية

-         باحث فى العلوم الاجتماعية


 









 







0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More