الحياة لا تُفهم إلا من خلال القصص التي نرويها عنها فمن معين السيرة الذاتية للكاتب يحضر الشكل الروائي في رواية "كل من عليها خان" بصورة درامية؛ ليعيد صياغةَ ملامح الواقع حيث يصور الكاتب فيه الواقع تصويرا فنيا صادقا استقصى فيه كل خبراته الحياتية؛ ليجعله واقعا نابضا ، يبصرنا بميول هذا الكاتب في نظرته لواقع مأزوم ملئ بالعبثية والاستهانة .
حضر النص المتشظي بنصوصه المتنوعة من كلمات وأغاني ومقالات ، ومقتطفات، وحكايات قديمة، وسيرة ذاتية، وشعر، ومسرح اخترق من خلاله الكاتب بحكم ثقافته الجمة المكان والزمان بإلصاق مجموعة نصوص منتمية لأجناس متنوعة إلى عالمه الروائي فكانت نصوصا متوهجة وأكثر حركة وتعبيرا عن واقع ملئ بالأعاجيب .
يرتدي الكاتب ثوب الصوفية ؛ ليحل فيه كل المشكلات التي ضاق بها واقعه؛ ليبعد عن هذا العالم المزيف الملئ بالشرور والآلام والشقاء إلى عالم أكثر روحانية وجمال وصفاء ، وكأنه يشحذ طاقاته الإبداعية؛ ليعود بها مرة أخرى يثري النص السردي ببصمته المتفردة في الفن الروائي ، فهو ذو الشخصية البسيطة التي لم تنل من الحياة شىء برغم كل شىء حوله كان مهيئًا له ولكن أبى أن يسير مع الركب ليفسح لنفسه مكانا آخر ببصمته المميزة كـ:" وتسألنيمنأنت!.. أنا..منأنا؟أنالمأعقرناقةصالح، ولمأخنالوطنمرة مثلحورمحبأوعليبكأبوالذهبأوابنخلدونأوالسادات. أنالمأحملقميص يوسفالملوثبدمكاذبللذئبورفضتأنأغتصبمثلمافعل عامروناصر، ورفضتأنأغتصبمصرحينطلبنيأمنالدولةلأكتبالتقاريرعن الأدباء.." يتحدث عن أهل الأديان قديما" كـ:"لا أحدفىالأسكندريةقبلالإسلاميؤمنبأنأحدالأديانخاطئبينماالآخر صحيح. لاعندالمسيحيينولااليونانيينالذينكانوايعيشونسويافىالأسكندريةوكان كلمنهميعبدآلهتهمثلمايتكلملغته" نجد فلسفة حياتية يضعنا أمامها الكاتب من خلال خلاصة تجاربه المعاشة كـ: "أيهاالبشرسامحواكلالأصدقاء..ليسمنأجلهمولامنأجلالسماء، بلمنأجل قلوبكمأنتظلبيضاء..نقيةراقية..دونعناءوأمراض..أعلنواالحبعلىالجميعحتى لاتقتلناالكراهيةوالفاعلهوالغباء"
يأتي البناء السردي لشخصيات الرواية أضاء الكاتب من خلاله خبايا كثيرة لعالم النساء والرجال بكل تفاصيله ودقائقه ، حيث تتسم الرواية بأنشودة الحب الأزلية بين "سهر وقتحي" ، "ووجد ونيروزي"
نجد شخصيات نسائية رئيسة مثل سهر، وشهرزاد، وجد، كانتسهرتنهج..مضطربة..شهرزاداتصلتعدةمراتبها، وهيمتأكدةأن سهرمعفتحي..شهرزادتعرفسرالنداءالخفيللجنس.
أما شخصية فتحي رضوان فهو "فتحيرضوانخليل..مصريالمولدوقلبيعروبيوتفكيريوعقليعالمي."يقول:نعمأناعاشقأكتب علىالماءوالهواءودقاتالقلوبأنابحبكمجذوبيا سهربنتالشاموالجبلوالتفاحوالزهروالوردوالعصفورالذيسكنقلبك" كـ: "وليفيعشقك فرح. ليأملفياللهأنيأتيليبالفرج..أنأتحررمنعشقيلأرضلاتعرفالفرقبين الحقوالباطل. طوبىللعاشقينمثليالذينيحملونفيصدورهمالمطرووجعالوطن".
وشخصية "وجد"هىابنة" جميلةوعمارالحلاق" أجملبناتعصرها..تتذرعبأيحجة؛لتذهب إلى السوقلتقابلنيروزيالفارسيالوسيم، وهويبيعالعطوروالبخور"..فهو"شابوسيمجميلالقسماتوفد إلى الحيمنذشهوربشكلمفاجئ، وهوالآنيعملفى تجارةالعطوروالبخور" وقد أحب وجد كثيرا بالرغم من وجودهما في واقع أكثر ضرواة وشراسة كالبحر الهائج لا يبقي على أي شىء أمامه حيث عاشت "وجد ونيروزي" الشدة المستنصرية يقول عنها الكاتب "آهياأيهاالجوعالكافرالذيحطمكيامصر..يابلاديآآآه..!"كـ:"وقفتوجدبنتعمارفىطابورالجائعينتنتظر. فيهذهالأثناءلمحهانيروزي"
تتسم الرواية بالحكي الساخر فما أكثر الضحك الذي يشبه البكا في مصر؛ فيعرض لنا الكاتب في بعض نصوصه المسرودة حكيا مسرودا يتسم بالسخرية كـ: نحنأمةالمصريينعندماتبنىتهدم..!ويقول: فتحي رضوان "سهر التف الخراب والحقد حول رقاب العرب"، كـ:"والقريةليسلهاشهادة ميلاد..القريةدائمامنسيةمنخريطةالسياسيين." ويقول: "السياسةنجاسة..وأنالاأحبالسياسيين."يقول:"أكذوبةمصرمستهدفة..وكلغريبيتهمبأنهجاسوسويؤخذحجةكانيستخدمها رئيسالشرطةوالوزيربدرالجماليحتىيرعبالخليفةالمستنصروأسرتهويمررمايشاء منقوانين.." ويقول:كتبعلىالمصريينأنيقفواصفوفاصفوفافىعهدرمسيس الثانى، وقبلهافىعهديوسفبنيعقوب، وقبلهافىبناءالأهرماتبالكرباج..نساءمصر يتعرضنللتحرشفىالطوابيرالطويلة، والخبازونيعاملونالناسبقسوةشديدة" ويقول: الجنسياتتتنافسهنافيدبيمنأجلالخبزومنأجلالحياة. الكليكرهالكل لصالحالدرهمأوالدينار. كلشيءمباحومستباحفيحربخفية. لاأعرفحتىالآنسرتقدمالصحافةالخليجيةعنالصحافةالمصريةمع أن مصر رائدةالصحافةبقيادةاللبنانيين.وبالرغم من وجود الكاتب في دبي البلد التي أحبها ولكن لا بد من منغصات يقول:هذاأنتياابنرضوان..أنتالوحيدالذىيعرفونأنكصحفيوكاتبحقيقيفلابد أنتحاربفىدبىوالخليج..غالبيةالكلهنامزيفوكاذب..لابدأنتصبحمزيفامثلهم لتريحهموتستريح، لكنللأسفالمزيفهوحقيقي.."
يتحدث عن جريمة المثقفين في كل زمان ومكان يقول:"أنالاأحزنعندمايخونرجالالديناليهودأوالمسيحيونأوالإسلاميونأوطانهم، والسبببسيطأنهمنذفجرالضميرورجالالدينيخونون . منذأيامإخناتونخانكهنة آتونإخناتونواستمرتالخيانةتورثمرةاسمهمكهنةآتون..أوكهنةاليهودأوكهنة المسيحيينأوشيوخالمسلمين..لكنيأشعربالاختناقوالاكتئابعندمايخونمثقفوطنه. لأنالهاختارهوأعطاهمن لدنهعلماً..وهويعلمالحقيقةبكلألوانهاويكذبويخون..ويخون..ويخون.." ويقول: إذاأردتأنتعرفنظامدولةمتقدمةأومتخلفةدكتاتورية، اسمعنشرةالأخبار..إذا كانأولهاقامجلالةالملكأوسيادةالرئيساليومباستقبالفلانوعلان..تعرفأنهامتخلفة ودكتاتورية، وإذاكانأولالأخبارعنحدثعالميهامزلزالمثلاأواغتيالسياسيما، تعرفأنهذهالدولةمتقدمةوبهاديمقراطية.. ودائمانشراتالأخبارفيالتلفزيوناتالعربية تذكرفيأولأخبارهاالرئيسوالأميروالملكومقابلاتهوانجازاته".
استطاع الكاتب في روايته أن يغرف من معين تجاربه في الحياة وأن يثير فينا تساؤلات تنم عن القلق والحيرة والدهشة في أغلب الأحيان فكان سردا أكثر حبكة وإثارة لكاتب له بصمته المتفردة في الفن الروائي.
المهنة: أستاذ مساعد الأدب والنقد بالجامعة الأمريكية-مصر.
رئيس اللجنة العلمية بصحيفة الحرف الأدبية الصادرة عن البيت الثقافي العربي في الهند.
العنوان: 34 أرض نوبار-الإسكان الصناعي- شبرا الخيمة أول
التليفون: م: 01001107691، ت: 01210036868 /002
البريد الالكتروني: rashaghanm@yahoo.com
الدرجات العلمية:
1-دكتوراه الأدب العربي دار العلوم جامعة القاهرة بتقدير مرتبة الشرف الأولى عام 2013م. موضوع الدراسة: (الشعر في شرقيّ الأندلس751-1238م) دراسة تحليلية.
2-ماجستير دراسات أدبية ونقدية كلية البنات جامعة عين شمس بتقدير جيد جدا لعام 2008م موضوع الدراسة: (الحركة النقدية حول التحسين الفني في القرن السابع الهجري)
3-الدبلوم العامة في التربية لعام 1996بتقدير جيد جامعة عين شمس
4-ليسانس آداب لغة عربية بتقدير جيد سنة 1995 جامعة عين شمس
كتب مطبوعة:
1-مقاييس الجمال في مرآة النقد الغربي".الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة 2015م.
2-الشعر في شرقيّ الأندلس" دار الكتبي للنشر ، القاهرة 2016م.
3-العروض بنكهة أندلسية دار النخبة للنشر القاهرة 2017م
4-البناء السردي بين النظرية والتطبيق دار النخبة للنشر 2017م.
أبحاث محكمة:
1-بحث مشترك بعنوان "التناسق الفني بين بلاغة الكلمة وعذوبة اللحن والكتابة الألكسترالية" أوبريت مجنون ليلى نموذجا" مع د.علاء فتحي"مدرس بقسم التأليف والنظريات بمعهد الموسيقى العربية ، بمجلة فكر وإبداع ، إصدار خاص، مؤسسها:أ.د حسن البنداري أستاذ الأدب والنقد بكلية البنات جامعة عين شمس ، يناير 2016م .
2-بحث بعنوان"خوسيه ييرو بين الأدب العربي والأوربي بمجلة دراسات عربية وإسلامية، مؤسسها أ.د حامد طاهر أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة، و نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق عدد(60) نوفمبر 2016م.
أبحاث منشورة:
1-بحث تحت عنوان"(فاعلية الأدب العربي في أدب أوربا الغربية الشعر "الأندلسي نموذجا".منشور ضمن أبحاث المؤتمر العلمي الدولي السادس لكلية التربية جامعة واسط إبريل 2013م.
2-بحث تحت عنوان " أثر الاحتلال الأمريكي في الشعر العراقي المعاصر" في المجلة النقدية لجمعية النقد الأدبي إبريل 2014م.
3-الشعر النسوي في العراق "قراءة في تحليل الخطاب الشعري ضمن فعاليات المربد الحادي عشر بالبصرة.
0 comments:
إرسال تعليق