السيد حافظ وعانوس وموصلي.. ثلاث كتب جديدة ضمن إصدارات الهيئة العربية للمسرح
عن جريدة مسرحنا
759 صدر بتاريخ 14مارس2022
أصدرت العربية للمسرح في الشارقة، بمناسبة اليوم العربي للمسرح، عدداً من الكتب المسرحية المهمة، منها كتاب «الوجيز في تاريخ المسرح العالمي» ضمن سلسلة ثقافة مسرحية، تأليف الباحث والكاتب والمخرج السوري د.حمدي موصلّي.
وقال الدكتور حمدي موصلي: يتضمن الكتاب تلخيصٌ للمسرح وأحواله، وذلك منذ النشأة الأولى وحتى نهاية القرن العشرين. وما دفع المؤلف لإعداد هذا الكتاب – كما يوضح في مقدمته – هو الحاجة الملحة إليه لتوفيره، وسد النقص الحاصل في المكتبة العربية. ويمكن الركون إليه لتفنيد ظاهرة صعبة الفهم. وإيجاد مقاربة لها في الكتاب، والعمل على تذليلها ما أمكن فيما إذا أريد الاجتهاد في إيجاد تلك المقاربة التي من الممكن أن تُسهم في تطوير فكرة ما أو منظومة أفكار نظرية أو عملية.
وأشار موصلي، إلى أنه صنف كتابه في ثلاثة أجزاء، هي بمثابة فترات زمنية وفق الآتي: الجزء الأول خاص بالمسرح في الحضارات القديمة، ويشتمل على ما قبل (ديثورامبس) وظهور البدايات الأولى للمسرح، وأصل الدراما وكذا الجذور التاريخية للمسرح في حضارات الشرق القديم، ثم يتدرج الكاتب بالحديث، في هذا الجزء، عما أطلق عليه “المسرح الكنعاني والسومري والبابلي” ومن ثم يتطرق للمسرح الفرعوني، الهندي، الصيني والياباني… ليسهب بعد ذلك مطولا في الحديث عن المسرح اليوناني والعوامل المولدة للمأساة.. فالمسرح الروماني وأهم مراحله ثم مسرح العصور الوسطى.
وتابع: في الجزء الثاني يتوقف الكاتب عند مسرح عصر النهضة وتقنياته، فمدخل إلى المأساة الحديثة ورصد للمسرح الأوربي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من الكلاسيكية إلى المعاصرة، كما يستعرض بشكل مختصر مسرح القرن العشرين وأهم الشخصيات المسرحية الهامة التي أسهمت فيه وأثرت في مساراته.
وأردف: أما الجزء الثالث من الكتاب فهو خاص بـ (العرب والمسرح) وفيه يستعرض الكاتب أهم المراحل التي مر منها المسرح العربي شارحا هذه المراحل بالتفصيل (مرحلة الريادة والتنوير 1947 – 1919 / مرحلة ما بين الحربين 1919 – 1950 / مرحلة الصعود والبحث عن الذات 1950 – 2000).
كما صدر كتاب مسرحي جديد تحت عنوان «التمصير في المسرح المصري.. من يعقوب صنوع 1870 إلى الحرب العالمية الثانية 1945» من تأليف الكاتبة المصرية أ.د.نجوى عانوس.
وأشارت الدكتورة نجوى عانوس، إلى أن حركة التمصير ظهرت بظهور القومية المصرية في أواخر القرن التاسع عشر وتنامت في أطوار نموها حتى بلغت أشدها بعد ثورة 1919. وقد برزت أسماء وتجارب مصرية مهمة في هذا المجال، وذلك ما تتناوله الباحثة نجوى عانوس من خلال دراستها المتضمنة في الكتاب، والتي قسمتها إلى تمهيد وثلاثة فصول:
وأوضحت عانوس، في التمهيد أسباب تأثر المسرح المصري بالمسرح الفرنسي خاصة، منذ حملة نابوليون بونابرت في 1798م، كما تتناول مفهوم مصطلحات الترجمة، التعريب والتمصير وقتئذ وأسباب انتشار حركة التمصير في أواخر القرن 19.
وتابعت: خصصت الفصل الأول الموسوم (عرض تاريخي للمسرحيات الممصرة) لدراسة ظروف تمصير مسرحيات فنية، سياسية، اقتصادية واجتماعية.. وكذا التعريف بالمسرحيات الفرنسية الممصرة عنها، وفي الفصل الثاني والذي عنوانه (ظواهر التمصير في المسرح المصري من 1870 إلى الحرب العالمية الثانية) فقد أوضحت فيه الباحثة ظواهر التمصير في مسرح ما بين الحربين، خاصة الظواهر المشتركة في تمصير الكوميديا.
ولفتت إلى أنها تطرقت في الفصل الثالث من الكتاب الذي عنونته بـ (تمصير الأوبريت والأوبرا) لدراسة أوبريت “المدينة المسحورة” تمصير محمد عبد القدوس، وأوبريت “علي بابا والأربعون حرامي” تمصير توفيق الحكيم، وأوبريت “شهرزاد” تمصير عزيز عيد… ثم دراسة الظواهر المشتركة في تمصير أوبرا “كيلوباترا” و”مارك أنطوان” تمصير سليم نخلة ويونس القاضي و”أمينوسا” تمصير توفيق الحكيم.
كما صدر عن الهيئة العربية للمسرح كتاب جديد للكاتب والمسرحي المصري السيد حافظ بعنوان «مزامير السيد حافظ المسرحية».
يقول الباحث المسرحي المغربي أ.د. مصطفى رمضاني واصفا مزامير السيد حافظ المسرحية، في مقدمةٍ خص بها الكتاب: «وكأن المؤلف يريد أن يختزل كل ما يفكر فيه أو يحلم به أو يعريه في لوحات شديدة التكثيف، حتى أنها تتحول أحيانا إلى فلاشات أو لافتات تذكرنا بلافتات الشاعر الساخر أحمد مطر، لكنها لافتات كثيفة الدراما».
ويحتوي كتاب السيد حافظ على أربعة وثلاثين مزموراً مسرحيا، متفاوتة في حجمها، متميزة بالتكثيف والترميز، ارتباطا بما تحتاجه الفكرة والموضوع من تعبيرات حوارية معدودة وإرشادات مسرحية محددة بدقة ومشاهد بصرية بعينها. لا حشو في الكلام ولا لغو في الإرشادات ولا ثرثرة في المشاهد. نصوص انتهجت أسلوب الشذرة، أقصرها في نصف صفحة وأطولها لا يتجاوز ست صفحات.
يستطرد الباحث د. مصطفى رمضاني، في وصف أسلوب المؤلف في هذه النصوص: «متوسلا في ذلك بأسلوب العبث، إذ يقدم الأحداث والشخصيات والحالات بشكل يثير الغرابة والدهشة، ويقدم لغة مسكوكة لا تنسجم مع الاستعمال المألوف للتراكيب اللغوية، ولا مع أبعادها الدلالية التي يوحي بها السياق العام لما هو متداول في لغتنا العربية السائدة. وهذا ما يجعلها لغة مستعصية على الفهم والإدراك أحيانا. وارتباطا بأسلوب العبث الطاغي في نصوص المجموعة المسرحية، تحضر الخاصية السوريالية، وكأن السيد حافظ يرسم لنا صورة سوريالية تقتضي من القارئ معرفة متخصصة في مجال تفتيت رموزها وخباياها».
0 التعليقات:
إرسال تعليق