Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 20 مارس 2022

283/ لو لم أعشقها للكاتب السيد حافظ رؤية نقدية بقلم أ. هويدا رجب موسى السيد

  

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 283 )

 

لو لم أعشقها للكاتب السيد حافظ
رؤية نقدية بقلم
أ. هويدا رجب موسى السيد

دراسة من كتاب

إشكالية وتمازج ملامح العشق
المقدس والمدنس
نموذجا
رواية "لو لم أعشقها"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى




لو لم أعشقها للكاتب السيد حافظ
رؤية نقدية بقلم
أ. هويدا رجب موسى السيد

باحثة فى مرحلة الدكتوراة

ماجستير لغة عربية – شعبة الدراسات النقدية – كلية الآداب

قسم اللغة العربية وآدابها – جامعة الإسكندرية - مصر

 


الزمان:

زمن أحداث الرواية:

أوائل التسعينات إبان حرب الخليج العربي، ومقتل جمال حمدان 1991م.

المكان

دبي:

أرض الأحلام والثراء، كما وصفها الكاتب من الوجهة التي يعنيها، بحر هادر من المال والأعمال نقود تجيء ونقود تذهب، دائرة مال شيطانية ليس لها منتهى.

بلد لا تنتمي للوطن العربي إلا بالموقع الجغرافي فقط وربما بل الأكيد أن تكون المكان الأنسب لطبيعة الرواية وشخوصها ومجريات الأحداث؛ إذ إنها تنفصل انفصالا تاما عن كل ما يجري في الوطن العربي من صراعات؛ وكأنها تعيش بزمان تالٍ على زمن البلاد العربية حولها بسنوات ضوئية .

الموضوع

من قضايا الواقع الاجتماعي.

الشخصيات

برع الكاتب في إقامة شبكة العلاقات بين شخوص الرواية على اختلاف طبيعتها بين فتحي وزوجته، المصريين الوحيدين في الرواية، وبين العائلة السورية التي تجمعها صلات قرابة ونسب ووجودها كشخصيات مغتربة في غير أوطانها.

فتحي رضوان:

فتحي شخصية مريضة نفسيا؛ قفد أعطانا الكاتب أول الأدلة على خلله النفسي في المشهد الأول من الرواية؛ حين جاءه ضميره زائرًا ورآه متمثلًا له بشرًا سويًا. هذه الصور التي يراه أمامه في صحوه دليل قاطع على مرضه النفسي؛ فهي لا تعدو عن كونها هلاوس سمعية وبصرية كما يطلق عليها علماء النفس، تتمثل له في حضور الأولياء والصالحين، وهي الصور المناسبة لنزعته الروحية الصوفية التي لا سلطان لها على شهواته. فبالرغم من ثقافته الدينة الواسعة وحبه لله وأوليائه إلا أن كل هذا لا يردعه ولا يمنعه من الوقوع في الخطيئة والانجراف وراء شهواته التي يحبها فهو وإن كان شفو قا من عذاب الله حي يا من حسابه، محبا لأوليائه إلا أنه بنفس القدر مح با للشهوات. وقد أعطانا الكاتب هذه الإشارة في مشهده الأول حين رفض أن ُيُغسل صدره من الخطيئة.

الحقيقة أن شخصية فتحي في هذا الجزء شخصية لا تسعى إلى إقامة العلاقات بل تنجرف وحسب في أي علاقة متاحة تقع في طريقها كما حدث مع حياة (حين تدعوني امرأة جميلة مثل حياة.. أشعر بالاستسلام. لا مقاومة فكلما دعتني لبيت النداء).

ثم يلقي ضوء رمزيًا خاطفًا على سبب اختلاله النفسي من خلال هذا المنام الذي رآه (بيته في القاهرة/ الجريدة يقرؤها في الحمام/ الخبر المنشور عن الوطن المقتول في أحد الأحياء حافي القدمين وقد سرق قلبه وكليتاه ونُشرت أصابعه/ صراخه غير المسموع/ الناس التي تسير مقطوعة الأذنين واستمرار الحياة على الرغم من ذلك/ شعوره بأنه وحيد/ دخوله المسجد/ بكاؤه على سجادة الصلاة/ رؤيته للشيخ المهاب الذي صلى بجواره دون أن يكلمه، شكره لله الذي نجاه من كل هذا / الكلمة المكتوبة على السحب بأن الله ترك هذا الوطن لأنه زان )

 أعطانا الكاتب تقريرا عن حالة فتحي المرضية في منام؛ حنينه لبيته في مصر وعمله كصحفي .. الوطن رآه مقتولا في ضميره حافي القدمين كما الفقراء فيه ، بلا قلب كما قسوته عليه وعلى شعبه الفقير، منزوع الكليتين.

كما يسرق حياة أهله ويسممها، مبتور الأصابع كما يبتر أصابع كتابه ومبدعيه، صراخه (صوت كتاباته) الذي لا يصل إلى الناس مبتورة الأذنين التي أصابها الصمم وأنهكتها الأعباء وأثقلت كاهلها الحاجة؛ فلم تعد تأبه إلا بأن تسير بهم الحياة والسلام. شعوره الدائم بالوحدة أو فلنقل الاغتراب الذي دفعه إلى الدخول إلى المسجد الذي يمثل نزعته الروحية التي تتملكه إثر كل معصية، ثم الشيخ المهاب الذي ص ل ى بجواره، هذا الشيخ الذي يتمثل له في هلاوسه التي تعتريه في صورة أولياء الله الصالحين، ثم إشارة رمزية صريحة إلى النهاية التي تنتظره وهي الكلمة المكتوبة على السحب (أن الله ترك هذا الوطن لأنه زان) فإن الله الذي نجاه من ظلم الوطن وأكرمه بحياة أخرى في جنة دبي.. تركه هو أي ضا لأنه زان، فإن كان الله قد ترك هذا الوطن لأنه زنا بشعبه زنا نفسيًا، فإن فتحي قد زنا الزنا الأكبر.. زنا الجسد رغم العلامات ورغم نفسه اللوامة التي لم تردعه يومًا عن الانزلاق والسقوط في براثن الشهوة؛ فتركه الله وأعاده إلى الوطن الزاني جزاءً وفاقًا، فانتهى مجذوبًا ربما كما ترك الكاتب نهايته المفتوحة.

تهاني

الصورة المثالية للزوجة المصرية الطيبة، التي تفوح من بيتها رائحة البخور يوم الجمعة ورائحة الدجاج والملوخية وقت الغداء، والتي تشبه كما وصفها فتحي (قط الماو المصري الذي يمتاز بالذكاء والسرعة في التعلم والرشاقة والهدوء)، هذا الذكاء الذي تعرف به كل مرة يأتيها زوجها من أحضان امرأة أخرى وتبدي به غير ما تبطن، بل وتبكي في حضنه حين تهديها عشيقته عطرها في قميصه.

كما أغلب المصريات المحبات لبيوتهن وأزواجهن، المغلوبات على قلوبهن والمطبوعات على الخنوع، والذي أجراه الكاتب على لسانها أثناء إعداد غداء شهي لزوجها الخائن (متى يكف عن الاستهزاء بي وبعقلي وذكائي؟ أنا فاهمة كل شيء، لكن لابد أن أتحمله لأني أحبه، نعم ذات يوم سيفهم ذات يوم سيشبع من مزاجه النسوي ذات يوم سيعتذر لي لا لا أظن إنه فتحي أعرفه جيدًا ... هل سيقول لي آسف يا تهاني على كل ما فعلته معك سامحيني.. ساعتها سوف أستريح ساعتها سأقف أمامه صامتة ولن أسامحه) ثم.. ثم ماذا؟ ثم تجفف دموعها..(أنا خلصت الفراخ والملوخية) تدعوه لتناول غدائه وعندما يتمنع (تقف تهاني وتطعمه بيديها مرة ملعقة ملوخية ومرة قطعة دجاج ومرة ملعقة أرز ومرة قطعة خبز صغيرة...) ثم ماذا جنت في النهاية ؟ عادت معه إلى مصر مطرودا من دبي حيث ذاب في الفيض الأعظم كأنه لم يكن، تاركا لها ولدا ومصيرًا مجهولا....

سهر

فاتنة الشام المرأة المعجونة بالياسمين ، زوجة منقذ وعشيقة فتحي، التي تمارس الخيانة بأريحية كأنها ليست خطيئة، فقط لأنها تحب! ولأنها (أحيانا تشتاق إلى فتحي وأحيانا لا تشتاق إلى أحد) ، هذه المرأة التي تعطي للخيانة معن ى مزدوجا..فإذا كانت مع حبيب (فتحي) كانت عاشقة مشتاقة، لا تأخذ ولا تعطي أكثر من لقاءات جنسية مسروقة، وإذا أكُرِهت عليها وتقاضت الثمن مهما كان غاليا - كما أغدق عليها شداد- ازدرت نفسها وشعرت بوطأة الخطيئة (يا ويلي يا ويلي .. أصبحتي قحبة يا بنت سالم يا ويلي) لكنها قبل كل هذا لم تنس وهي تجمع أغراضها من بيته أن تأخذ مفتاح سيارتها الجديدة!!

تعاظم شعور سهر بالخطيئة عندما مارستها على غير رضا حتى أنها تركت دبي وسافرت وراء شهرزاد - تلك المرأة التي وصفتها سهر بأنها (أطهر من ماء الجنة) إلى الشام لتتطهر من خطيئتها ربما، كما خاطئ يقر بالذنب ويطلب الصفح من الله بسماع كاهن، كانت تصرخ (اضربينى يا خالتي اضربيني أنا جئت إليك لتضربيني اضربيني مرة أخرى .. أنا خطية .. أنا خطية )، لكنها لم تنس قبل أن تعود إلى دبي أن تتصل بشداد ليدور بينهما هذا الحوار:

(فى الشام افتح الفاكس ببعت لك صورة جواز أبي وأخي أعملهم فيزا

عاجلة لمدة ٣ شهور

-      حاضر .

-      واحجز لهم تذاكر من دمشق إلى دبي رايح جاي لمدة سنة مفتوحة

-      وارسل لي رقم الحجز - أبعثه على فين ؟

-      على رقم الفاكس اللي عندك..!!!! )

ثم تطالعنا نفس ازدواجية فكرة الجنس لدى مارينا الخادمة ، (لم تكن مارينا غانية أرسلها زوجها من الفلبين لتعمل ولم تقل إنها متزوجة جاءت بأحلامها إلى بلاد النفط لم تنم فى أحضان رجل رغم كمية التحرش التى تتعرض لها في كل يوم بلا خجل .. تقاوم رغباتها الجنسية ولم لا فالجنس سر الحياة)

وهي على الرغم من ذلك مارست الجنس مع سيدها بنفس الأريحية التي مارست به ربتها الجنس مع عشيقها فتحي (كانت فرحة مع سيدها لأنها بمزاجها )، فعلت لا من أجل المال ولا بالإكراه، ومن نفس الوجهة التي شعرت بها سهر بالسقوط مع شداد عندما بكت مارينا حين أعطاها منقذ المال (قام وأخرج محفظته وأخرج ورقة فئة ٠٥٥ درهما وقدمها لها صرخت فى وجهه :

-  نو بابا أنا لست عاهرة أنا أحبك

-  ظلت تبكي بحرقة فضمها إلى صدره وهى تبكي)

أليس من الغريب أنت تتطابق ازدواجية الخادمة وربتها في فكرة الخيانة والجنس؟!

منقذ

الشخص الجبان، غير القادر على المواجهة رغم يقينه من خيانة زوجته مع صديقة الجبان أي ضا. منقذ الذي هزمه واستعبده حب الجمال وكلام الناس وحسدهم إياه على زواجه من تلك المرأة الساحرة المعجونة بالياسمين، صمت وذل العبيد؛ فالحر لا يسكت ولا يقبل الخيانة ولو وزن من خانه بالذهب. كلاهما جبان فلا أحدا منهم قادر على المواجهة لا بالاتهام المباشر ولا بالاعتراف، لذا كان الكاتب موفقا عندما جعل التشبيه السائد في هذا اللقاء هو الفئران المذعورة، وربما كان جبن فتحي مبررًا إذ إنه سارق.. سارق عِرض ومن الطبيعي أن يجبن اللص، أما منقذ فلا مبرر لجبنه غير كونه مجبولا على الخنوع والدونية التي غالبا ما كان لسهر اليد الطولى في زرع الشعور بالنقص والدونية في صدره، هذا الشعور الذي جعله يجد راحته ولذته وكيانه ورجولته وذكورته في علاقته الجنسية بالخادمة أثناء غياب سهر (لأول مرة يقف منتصبا دون محفز أو مثير دون خوف .. دون تفكير .. جذبها من يدها إلى غرفة النوم ... حين نامت معه مارينا شعر بأنه ذكر لم تنجبه البشرية .. شعر بنشوة غريبة لم يعهدها من قبل .. حين إنتهى من الجماع ذهب إلى الحمام لحقت به بالفوطة والشامبو وأخذت تحميه بيديها الناعمتين وتدلك جسمه .. لم تفعل معه سهر هذا من قبل شدها وعاد للفراش مرة أخرى شعر أنه مراهق أو أسد قوى.

وعاش لحظات بسيطة دون احتجاجات سهر عليه بالصائب والخائب ونام فى أحضانها لم يفكر بالاتصال بسهر ولا بالسؤال عنها.. لم ينتبه لهذا ..

لذلك فقد غرق فى بحر لذة من نوع آخر ( لذة الشعور بسطوته كرجل على امرأة).

يظهر البون الشاسع في رد الفعل تجاه الشعور بالخيانة بين سهر ومنقذ ، فلم تجبن سهر –الخائنة – ولم تستحِ أن تواجه زوجها بخيانته بل صرخت في وجهه وكالت له الإهانات وعيرته بأصله وفضل أصلها عليه :

(الآن لن أطردها حتى تعيش مع الخدم هم مستواك المتدني . أنت الخدم مستواك تليق بك الخادمات.. أنا أميرة تزوجتنى خطأ.. غلطة أبي وغلطتى . سامع).

ثم وآتت منقذ الفرصة ناصعة جلية لينتقم من سهر ويرد كبرياءه وكرامته المهدرة التي تبعترها سهر أنى شاءت حين رن هاتفها وسمع صوت فتحي عشيقها: (سهر أنت فين يا حبيبتي؟ وحشانى عاوز أكلمك وأشوفك ضروري ؟ أنت فين غايبة بكلمك الفجر وتهاني نايمة؟)

وهنا لم يصمت منقذ واجهها حكى لها، وبجبروت فاجرة اعتادت الخيانة كسرت الهاتف وقالت:

(أنت مجنون وخائن وأنا ضبطتك وتريد إلصاق التهمة بي لن أسمح لك. تحول الخيانة منك لي ؟

-         إنه فتحي نسيت أن أخبرك أنني فتحت الهاتف وسمعته يصرخ سهر فينك وحشاني

-         أنت مريض بفتحي وظنك بفتحي

-         وبعد

-         إما تطلقني أو تهجرني وتتركني فى حالي)

ثم ماذا؟ ماذا فعل منقذ؟..هز رأسه وسكت!!!!!

وردة وكاظم:

كاظم وعلاقته ببورد؛ الصورة المعكوسة لعلاقة سهر ومنقذ؛ فكاظم المتعالي على وردة الكاره لأخيها وعائلتها وماضيهم، الذي لا يشعر بذكورته في علاقته بها، أحد العاشقين القدامى لسهر، والهارب من خيبته الغرامية القديمة وزيجته الرتيبة إلى علاقته بالفرنسية ليزا إحدى المعلماتالأجنبيات في مدرسة شداد حيث يعمل، والذي ما إن لاحت له فرصةالتخلص من حياته مع وردة حتى فر مع عشيقته إلى غربة ثانية دون أن يلتفت، كأي عربي نذل. قد تبدو حكاية ورد وكاظم تفاصيل زائدة على الرواية غير مؤثرة في الأحداث، غير أنها من الحكايا والقضايا التي تشيع حدوثها في بلادنا العربية لا سيما في الغربة .

راغب وشداد:

شخصيات مطبوعة على حب الشهوات والاستمتاع بملذات الحياة تحركها قوة المال ونفوذه وسطوته القاهرة اللذان وجدا طرقهما في دبي بلد الثراء والاستثمار. يبدو أن رجلان بلا قلب؛ فحتى اللمحة الإنسانية التي بدا عليها شداد حين أعطى الجرسون الهندي خمسين درهما ليشتري بها حذاء لم تكن بدافع الإنسانية أو الإشفاق أو حتى بنية صدقة الغني على الفقير، بل كانت لها مرجعية نفسية؛ لمعاناته الفقر والحفاء مع والده البخيل، وحلمه بأن يرتدي زي بحار ويشتري أغلى حذاء في العالم، فقد كان شداد كارها لكل مظاهر الفقر وما يدل عليه، رجل يعلم جيدا قوة المال وقدرته على استدراج أي صيد يشاء إلى حبائله بمنتهى السلاسة والأريحية، لكننا على أية حال لا يمكننا أن نصمه بأنه شيطان يسير على قدمين؛ فلم يكن من حوله ملائكة، ولا صيوده قديسين؛ فليس غريبا أن يدير خاتم الذهب رأس سهرعشيقة فتحي فتتبع شداد بسيارتها إلى سوق الذهب وتقبل هديته الثمينة ثم المرسيدس الرمادية الميتالك الفارهة ثم... يسير كل شيء كما رتب له تماما..، حتى شرائه لمنقذ بالعمل والراتب المغري لإلهائه عن سهر عن طريق إدخاله في دوامة من العمل المتواصل وجمع المال تم بيسر ونجاح.

أما راغب فلا يختلف عن شداد كثيرا وإن لم يعش مثله فقرا مدق عا وحرما نا ربما ،لكنه كما شداد رجل بلا قلب لا يرى غير سطوة المال وسلطته؛ أليس هو من غلب حزن أخته بشراكتها في المدرسة وبراتب كبير وشقة جديدة مقابل أن تعتبر زوجها الهارب ميتا!؟

 

حياة

الفاتنة العراقية الصحفية المتحررة ( أشتهيك وانتهى الأمر وتنسى ما حدث هنا) حديثها الفج الصريح عن الجنس ( أحب شابا سوريا في لندن/ هذا زمن النساء لا تكتفي برجل واحد/ رجل للحب ورجل للزواج ورجل للصداقة البريئة ورجل للجنس) مثال صارخ للشخصية الوجودية الانحلالية التي تعيش في بلد غريب.

وهي من الشخصيات التي تزيد تفاصيل الرواية وتسهم في تأكيد نزعة فتحي للانسياق التام وراء شهواته بلا ضابط ولا سبب ولا شعور، ولا حتى رده وازعه الديني الروحاني الذي ينتابه؛ إذ ساقته نفسه إلى الغواية عقب صلاة الجمعة مرددا" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء" هكذا!!! وكأن هذا الاجتراء قد طاردته لعنته فمنذ ذلك اليوم بدأت النهاية.

فشخصية حياة في الرواية جاءت لتسلب فتحي كل حججه للانزلاق في براثن الغواية إلا لأنه يملك نفسا ساقطة بطبعها، كما كانت حكايته معها آخر حكاياه الشبقية إذ انتهى بعدها مطرودا إلى مصر مكرها على العودة وكأن حيا ة كانت نذير شؤم ومزلقته الأخيرة إلى الهاوية.

 

 

شهرزاد وحامد الصقر

هذان الزوجان الطيبان الذي غلب أصلهما الطيب مغريات الحياة والمال في جنة دبي، وكأنهما كل ما بقي من طيف الحكمة في عالم الجنون أو قطرات من الشهد في أيام العلقم.

فشهرزاد تلك الأم الحنون الناصحة، التي تحمل عاطفة جارفة من الحنان والأمومة تجاه سهر وورد حرمها منها العقم فلم تنجب أولادا ،والتي تحن لوطنها وبيتها في الجبل، ترفض جنة دبي بكل زينتها وملذاتها، وتعود إلى وطنها حال ما أدركت أن البنتين لم تعودا بنتيهاالصغيرتين، وأنه أصبح لكل منهما حياتها التي تريد أن تحياها بهواهابعي دا عن كنفها ونصحها، وكأن كل ما كان يربطها بدبي عاطفة الأمومة تجاه سهر ووردة، فعادت إلى الوطن بفقره وأوجاعه وبيتها في الجبل تروي عطشها ال ن زِق إلى الأمومة والعطاء.

أسلوب الكاتب

للكاتب ثقافة دينية واسعة يوزعها على أبطال روايته بدرجات متفاوتة كل حسب طبيعة شخصيته؛ تظهر بجلاء في المنولوج الداخلي للشخصيات الذي يكشف به عن دواخل الشخصية وعالمها الروحي من ناحية، ومن ناحية أخرى يستغله الكاتب في ممارسة نوع من الكتابة الإبداعية الممتعة حين يتمادى في طرح التساؤلات التي تنثال على خاطره من خلال الشخصية التي يجري فيها حديث النفس.

وعلى الرغم من سيطرة الجنس والشهوة على عالم الرواية نجح الكاتب في إلا يكون أسلوبه ومفرداته شهوانية أو شبقية... فلم يخض في شرح تفاصيل العلاقة الجسدية؛ إذ إنها ليست تضيف إلى نص الرواية تفصيلا مهما سوى أنها حدثت والسلام. فكان يكتفي بالإشارة إليها بصيغة خبرية عادية كمن يخبرنا عن تناول البطل لفطوره أو ذهابه إلى العمل دون أن يفقدها وهج الإثارة وتأثيرها على الأبطال وليس على شعور المتلقي.

تساؤلات حول الرواية

1-   حول العنوان ( لو لم أعشقها ): الحقيقة لم أجد صدى قويًا للعنوان في الرواية كما يوحي به اسمها بالمعنى المعروف المباشر ولا بالتصريف المتعسف له؛ إذ إن الرواية تخلو من العشق اللهم إلا عشق الشهوة الحسية أو المال، أو ربما على تأويل شديد التعسف يمكن صرفه إلى الوطن الذي لم يطف بخاطر أي من أبطال الرواية إلا بفتحي و شهرزاد. فأما عن فتحي فصورة الوطن المختزنة في عقله الباطن والتي يراها في كوابيسه هي صورة جثة عفنة كما وضحت أكثر في كابوسه الثاني الذي ورد في العلامة التاسعة (اقتربت أكثر فأكثر وجدتها جثة الوطن ممددة ورائحة نتنة تنبعث من قدميه التي بلا جورب وحذاؤه قديم مستهلك ملقى بجواره يشبه ذلك الحذاء العسكرى الضخم) هذا الوطن الذي عاد إليه مغصوبا مطرودا من جنة دبي على كراهة منه فلم تكن عودته عودة عاشق مشتاق بل مضطرا مزدريًا ( لا وظيفة لك هنا لا مكان لك هنا، راحت أيام دبي وأفخر المطاعم ومطعم الحلبي وكمبنسكي . وعاد إلى مقهى البستان بقذارته والقزاز المطعم الشبه فاخر بجواره وعاطف الجرسون وعم أحمد وكتاب محبطون من الوطن وخرتيه معهم السواح ينصبون عليهم وطلبة هاربون من الدروس الخصوصية)

أما شهرزاد فلست أظن أن عشق الوطن أو الأمومة أو الخير أو غيرهم قضيتها المعنية في عنوان الرواية، وإن كانت العاشقة الناصعة الوحيدة فيها.

2-   عنونة الفصول بالعلامات وعنواناتها التي لا تختلف كثيرا عند تأويلها وربطها بأحداث المشاهد عن عنوان الرواية في كونها لا ترتبط بصلب الأحداث إن وجد رابط من الأساس.

3-   تذييل العلامة أو الفصل بآيات من كتاب الله وتوزيعها على ثلاثين علامة بعدد أجزاء المصحف ومن رقم الجزء ذاته بحيث أولاً تفتقد إلى الربط بالأحداث على أي سبيل، بالإضافة إلى أنه في تقديري لا يليق بآيات الله أن نتصرف بها لمجرد هيكلة سردية دون أن يكون لها أثر لافت.

4-   التعريفات المختلفة للحب تحت عنوان (روح) في بداية كل علامة لم تصل بي إلى علاقة مباشرة مع النص غير أنها ربما تصنع المقابلة بين العفة والدنس.

5-   إيراد مشاهد من الروايات العالمية المترجمة في بداية كل علامة أو فصل خلقت نوع من الارتباك والتشتت لا سيما أنها مشاهد من روايات مختلفة وليست رواية متصلة. ربما ترجع الفكرة إلى بعض كتب التراث التي نجد على هوامش الكتاب الأصل كتابًا آخرا ؛ كان يلجأ الكتاب والواراقون لهذه الفكرة قديمًا لأسباب خاصة بصناعة الورق فيفوز القارئ بمطالعة كتابين.

تمت

وما توفيقي إلا بالله

هويدا رجب موسى السيد

 


 

السيرة الذاتية

الاسم:هويدا رجب موسى السيد 


الجنسية:  مصرية

 المؤهلات:

·      ليسانس آداب من قسم اللغة العربية  وآدابها بكلية الآداب جامعة الإسكندرية بتقدير عام جيد (2014م).

·      ماجستير في اللغة العربية / شعبة الدراسات النقدية والأدبية(2020م).

·      باحثة في مرحلة الدكتوراه.

الدورات:

·      دورة تصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة في رسائل الماجستير والدكتوراه، في الفترة من الثاني من نوفمبر 2016م إلى السابع من فبراير 2017م بواقع (ست عشرة) ساعة تدريبية.

الخبرات السابقة:

·       العمل في التدقيق اللغوي للمقالات والنصوص والرسائل الجامعية.








 







0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More