Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 20 مارس 2022

286/ الحب بين المفهوم الاصطلاحي و الممارسة الإنسانية قراءة في رواية "لو لم أعشقها" للكاتب السيد حافظ الأستاذة: سعاد جلال - الجزائر

  

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 286 )

 

الحب بين المفهوم الاصطلاحي و الممارسة الإنسانية
قراءة في رواية "لو لم أعشقها" للكاتب السيد حافظ
الأستاذة: سعاد جلال  الجزائر

دراسة من كتاب

إشكالية وتمازج ملامح العشق
المقدس والمدنس
نموذجا
رواية "لو لم أعشقها"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى




الحب بين المفهوم الاصطلاحي و الممارسة الإنسانية
قراءة في رواية "لو لم أعشقها" للكاتب السيد حافظ
الأستاذة: سعاد جلال  - الجزائر

 

 


 

 

 

تعد رواية "لو لم أعشقها" الجزء الأخير من سباعية السيد حافظ، وقد كتبت هذه الرواية في شكل خاص إذ قسمت إلى علامات وليس فصولاً وتلك العلامات جاءت كمؤشرات لحل لغز الرواية.

جاءت فقرات بعنوان''روح'' تناول فيها الكاتب كل معاني الحب التي تصل لتفسير المشاعر الإنسانية ، وبعدها مباشرة وضع اقتباسات من روايات عديدة مما يشدّ انتباه القارئ ويزيد جاذبية لهذا الأسلوب الجديد.

فالكاتب يجعل من الحب المحور الرئيس في الرواية بجميع تمظهراته من مقدّس و مدنّس، وكل شخصية حملت معها جانبين من الحب المناقض (فتحي، كاظم، سهر، حياة، تهاني، شهرزاد، شداد، حامد وغيرهم...)

وهذه هي الطبيعة الإنسانية التي ترتاح مع المشروع وتجرّب المحرم.

فالرواية تتحدث عن حياة العديد من الشباب من جنسيات مختلفة في غير أوطانهم لكل من هؤلاء الشباب حياته العاطفية الخاصة.

تنطلق أحداث الرواية مع الاتصال الهاتفي من ''حياة '' ''لسهر'' ليكون بذلك أول لقاء بين عشيقتي *فتحي* الذي مثل الرجل الشرقي الصريح المتحرر، العاشق لجميع النساء، الغارق في الخطيئة (بعض النساء هلاك وكل النساء نجوم في السماء بعضهن تضيء وبعضهن باردات ومظلمات ومعتمات عنيدات ).

 فتحي هو النفس العاشقة للوفاء، للجمال، للحرية وفي نفس الوقت خائنة وكاذبة ، لم تكن تقتصر علاقة فتحي *بسهر* المرأة المتزوجة أو حياة زميلة العمل بل كان متزوجًا أيضًا بتهاني التي مثلت رمز الوفاء أو الحب الحقيقي .

تسير أحداث الرواية إلى بيت كاظم الذي لا يختلف حاله عن حال فتحي وهو الذي عشق * ليزا* وامتلكت قلبه وظلت روحه معلقة بها بعد أن هدده شداد للامتناع عن مقابلتها،  فيبقى مع عائلته جسدا بلا روح إلى أن يعود راغب شقيق وردة فجأة. وهو الذي يمقته ليجد بمضايقته حجة للهروب مع ليزا بعيدًا.

كان راغب رجلًا مريضًا بالجنس لا يعرف للحب مسلكًا ولا للأخلاق.

وكذلك هو الحال مع شداد شريكه في العمل و الذي لم يكن هدفه  العمل مع راغب ؛ وإنما نهبه كما يفعل كل مرة ـ وداخل هذه الدائرة  كانت سهر -الفتاة الشامية- حلم كل هؤلاء الرجال، فجمالها الأخاذ يستهوي عقول الرجال وقلوبهم .

يستمر فتحي في الخطيئة مع حياة بعد مغادرة سهر للحاق بشهرزاد إلى أن يكتشف أمره و يطرد من العمل ويعود إلى مصر مفلسا وينتهي به الأمر مختفيا إلى المجهول.

سهر وبعدما نال منها شداد ما يريد تحتلها حالة الندم و بعد لحاقها بشهرزاد إلى موطنها ، تصدم عند رجوعها بخيانة زوجها لها مع الخادمة الفلبينية فتعلن توبتها؛ لكن في النهاية غواية المال تنتصر وتعود إلى حالتها الأولى , وبعد مرور السنين يسوق القدر ابن فتحي ليعمل لديها .

يبرع الراوي في إثارة فضول القارئ لإكمالها فقد قدمها له  كأجزاء كل جزء يدفع به لقراءة الجزء الآخر وبإتحاد أجزائها تتشكل الصورة الكلية كلوحة فنية . و فيها تطرق الكاتب للعديد من متناقضات الحب ,منها حب الوطن وحب الشهوة ,وهذا ما تجسد في شخصية فتحي رضوان الذي عشق بلده رغم تخليه عنه وخذلانه إلا  أن مشاعر الانتماء و الحنين له ظلت و بقيت كنبض سار يأبى التوقف ، ومن جهة أخرى فهو يرى في النساء الحب والملجأ الذي يعوضه عن اغتراب وطنه .بالإضافة إلى حب الخطيئة والخيانة التي يراها تسود جميع النفوس مع عدم وجود مبرر لها حتى في نفسه (أنا أحبك يا تهاني ولكن قلبي يفيض حبا يكفي نساء كثرا ولكني حتى الآن لم أفهم سر الخيانة في العشق). وهنا يضع الكاتب مفارقة بين الحب الأزلي الطاهر الذي يتجذر في ذات الإنسان ، والحب الشهواني الذي تقوده الغريزة وتفضى نهايته إلى الفساد .

ففي شخصية *فتحي* اتضح صوت الضمير الحي الذي يدعو إلى الاستقامة والترفع بالذات عن المعصية من خلال الشخصيات التي كانت تتهيأ له وتكلمه . وهنا تجلي لحب الذات بين العصيان والطاعة .

أيضًا تمظهر الحب في  شخصية شهرزاد كحب صادق إنساني وتمثل في الإحساس بالجميع ومساعدتهم  دون مقابل ,فهي التي وهبت نفسها لبلدها وفقرائه وأطفاله على حساب نفسها وزوجها .وبذلك فهي رمز الإنسانية .

(أنا عشت بالناس وخدمة الناس صغيرهم قبل كبيرهم وضعيفهم قبل قويهم أنا عشت بالناس ...)

تجلى الحب بين الذات والحياة  في شخصية *سهر *التي استغلت جمالها للوصول إلى الحياة المثالية التي تريدها .وفي نفس الوقت فقد كانت أكثر امرأة يريدها معظم  الرجال فقد مثلت رمز الجمال (سيدة لطيفة جميلة لها حضورها الطاغي .لها عطر فواح خاص )

فلم تعرف الحب حقيقة وإنما جعلته مقابلا لحياة الرفاهية التي هاجرت  وتزوجت من أجلها (أنا هربت من سجن القرية من أجل أن  أتي إلى هنا كي أعيش الحرية والجمال المطلق ) .بذلك أرضت رغباتها لكنها دمرت كيانها .

لا تختلف شخصية شداد عن سهر كثيرا فقد مثلت النفس المحتالة الشريرة التي طغى عليها الجشع وحب المال .وقد تجلى الحب لديها في التملك و تريد الوصول لأي شيء ترغب به  مهما كان الثمن .كما فعل مع سهر(أريد أن أدللها أن أثمنها أن أعرفها أنها جوهرة وأنا الجواهرجي ) وكما خطط لنهب راغب (يود الاستيلاء على أموال راغب بحيلة ناعمة تمكنه من الاستمرار في دبي ).

أما عن شخصية تهاني فقد تجلى معها معنى الحب الحقيقي وهو حب دون مقابل حب للروح فقط .

لذا قررت الاستمرار مع فتحي بالرغم من علمها بخيانته لها ، وهنا كانت رمزا للمرأة الشرقية الصابرة والوفية من أجل عائلتها .(تهاني أيقونة مصرية بسيطة وجميلة جمالا هادئا ليس صاخبا ولا يلفت الأنظار ... وكل ما تعرفه عن عالم الرجال هو عالم فتحي ... كل أحلامها أن تسعده أن يهتم بها أكثر )

تمظهر الحب لدى منقذ لا يختلف كثيرا عن تهاني , فقد كان حبا مقدسا من زوج لزوجته بالرغم من علمه بخيانة  زوجته له مع صديقه ,كيف لا وهو الذي نال أجمل زوجة . (لم أتخذ قرار الطلاق لأنني أحبها ....كيف أطلقها و أهل القرية والجبل الذين  يحسدونني على زواجي من تلك المرأة الجميلة)

ارتبط الحب عند جل شخصيات الرواية بالممارسة الجنسية مما دل على الفساد أكثر منه على الحب ,فالجنس حاجة الجسد والذي يكون دافعه بالدرجة الأولى الجمال الذي يثير الشهوة الجنسية عند الرجل  والحب حاجة الروح والذي يكون نابعا من القلب.فالرواية قسمت الأدوار بين الرجل المهتم بالجمال والجسد والجنس في حين أعطت للمرأة دور الحب الجمال والغواية .

تناولت أيضًا علاقة الجنس وتأثيرها في الحالة النفسية للرجل والمرأة على حد سواء .من كل هذا كانت الممارسة الجنسية غير الشرعية التي قادتها الشهوة تارة والحب تارة أخرى سببا في الاضطراب النفسي للعديد من الشخصيات .

طرحت فكرة الشرف بمفهوم ضيق في الرواية كما اتضح لدى شخصية ''سهر '' فلم تتذكر الشرف إلا بعد الاعتداء عليها من طرف ''شداد ''

بالمقابل لم تحسب للشرف حسابا عندما مارست الجنس مع'' فتحي '' ووضعت مبررا لنفسها تحت مسمى الحب .(ركبت السيارة وهي تجهش بالبكاء وتصرخ بعد أن أغلقت زجاج السيارة ... يا ويلي يا ويلي أصبحتي .... يا بنت سالم ..)

فالحب هو البعد عن الخطيئة والحب هو التقديس والحياة والتعلق بالخالق للارتقاء بالروح إلى الجنة

إذن فالعشق يتحول من إحساس وسلوك إنساني إلى تصور عام يعكس ما تخفيه النفس البشرية من متناقضات وراءه (الحب /القسوة )(الشر /الخير )(الحياة /الموت )

سافرت بنا الرواية عبر العديد من المحطات من أماكن مختلفة مع شخوص مثلوا  الذات الإنسانية لتلخص العديد من المعاني الحسية للعشق أو الحب كشعور إنساني وكخطيئة وكإحساس مؤقت . و لم يكن لها بطلين بالمعنى الواضح فقد جعل الكاتب معظم الشخصيات تسير في فلك واحد إلا أن المتتبع لأحداثها يعي التميز في شخصية فتحي رضوان الذي أراد إثبات ذاته في دبي بعدما خذله وطنه إلا أنه لم يتميز في شيء سوى في علاقاته مع نساء كثر . فيما مثلت سهر التمرد على المجتمع أو على الوطن ككل فتنتقل إلى دبي مدينة الأحلام لتحقق ما تريد مستغلة في ذلك جمالها

جمّل الكاتب محور الحب في الرواية بقالب أدبي فني بديع .جمع فيه بين جمالية الأسلوب وعمق المعنى الذي يفتح للقارئ  سبل التحليل والاستيعاب وتقديم العديد من القراءات .لتظهر أهمية الرواية وكل خصائصها الجمالية في إبداع الكاتب لأساليب الحوار من مونولوج ( الحوار الداخلي للشخصيات ) وكذلك ادماجه للشخصيات التاريخية المتخيلة وذلك من بداية العمل لنهايته بالإضافة إلى تعدد اللهجات التي تنوعت بين الشخصيات (اللهجة سورية مصرية عراقية خليجية ) ، وهذه الخاصيات تعكس رواية ما بعد الحداثة وكذلك خاصية تنوع المواضيع فضلا عن موضوع الحب الذي يطغى عليها .

كما أن الكاتب كان يستحضر الآيات القرآنية لتعرية ما تحمله  النفس البشرية من عصيان للأوامر الربانية .وتبيان الخطيئة (أكثرهم منافقون) (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) وبهذا إستطاع بحنكته أن يعري الذات الإنسانية ''الروح ''( الدنيئة .المقاتلة .الأصيلة .البريئة .الخائنة  الفاسدة ...)، كما أنه كشف عن فكرة الفساد الأخلاقي الذي ساد معظم النفسيات والمجتمعات .

و بالحديث عن البعد الروحي فقد نجده  من خلال استحضار شخصيات تاريخية  إسلامية ضمن الحوار والتي كان هدفها معاتبة الشخصيات المخطئة والدعوة إلى الاستقامة مثل (رابعة العدوية ويقولون عني أيضًا أم الخير بنت إسماعيل القيسية العدوية البصرية .فأنا مثل رائع للحياة الروحية في الإسلام ).

و ختاما كان لعنوان الرواية دلالات كثيرة و احتماليات  أكثر. فمن هاته  التي بعشقها انقلبت الموازين ؟  قد تكون زوجة أو أما أو عشيقة أو وطنًا .

وكيف ستكون الحياة لو لم يعشقها ؟.

 


 

 

 

 

 

 

السيرة الذاتية

 

الاسم واللقب : سعاد جلال



تاريخ الميلاد 15/04/1997

 تخصص الدراسة في شهادة ليسانس دراسات أدبية

تخصص الدراسات في شهادة الماستر أدب عربي حديث ومعاصر

عنوان مذكرة الماستر " النص الموازي في مسرح العبث مسرحية يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم .أنموذجا ."

 


 








 







0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More