Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

السبت، 19 مارس 2022

279/ عشق بين القوس والوتر قراءة في رواية " لو لم أعشقها" للسيد حافظ أ. فاطمة عبد الله - مصر

  

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 279 )

 

عشق بين القوس والوتر
قراءة في رواية " لو لم أعشقها" للسيد حافظ
أ. فاطمة عبد الله - مصر

دراسة من كتاب

إشكالية وتمازج ملامح العشق
المقدس والمدنس
نموذجا
رواية "لو لم أعشقها"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى




عشق بين القوس والوتر
قراءة في رواية " لو لم أعشقها" للسيد حافظ
أ. فاطمة عبد الله - مصر

 


كتابة تجعلك تتجول في القواميس، وتستعيد آراءا حول مراتب المحبة ومعانيها، وتقابلك بالعبّاد الصالحين وأهل التصوف واللغة، وتردك لآيات القرآن وإلهام عيسى عليه السلام، وتجذبك لاقتباسات من روايات عالمية، تعشقت كلها كمنمنمات خرجت في شكل هذه الرواية.

 أتت رواية الكاتب المصري السيد حافظ ( لو لم أعشقها.. العلامة السابعة والأخيرة) خلال سرد متميز بتعاشيقه بين أشكال عدة، منها السيناريو والحوار السينيمائي وتوزيع الضوء والظل وكتابة المشهد، ومنها ما يتضمن تعليمات المؤلف المسرحي للمخرج، ومنها. وهو الأهم. هذا التقسيم الهندسي لبناء الرواية، والذي التزمه السيد حافظ من مدخل الرواية، فيما يمكنك وصفه بأنه فصول أومشاهد أولوحات، أسماها الكاتب بالعلامات، وقسّمها لثلاثين علامة، تبدأ كل منها بالعلامة المرقمة وجملة تبدو مجتزءاً من آية قرآنية، ثم "روح" يتضمن تنسماً من معاني المحبة والعشق، ويليها "مقتبس" من رواية، ويختتم كل علامة بآية فرآنية أو أكثر، وكأنه بهذا الشكل يوجه قارءه إلى كل أشكال الكلمة المقدسة، أو يحاول أن يقول لقارئه. في غير مباشرة. عبر هذا التعاشق الشكلي ومنمنمات السرد، أن هذه الرواية قد تتضمن دستورا ذا ثلاثين بندا، أو أنها إرشادات مرورية لك في حياتك يجب أن تتوخاها، وتحافظ كذلك عليها أثناء تجوالك في عقلك وقلبك، ومحبتك لشعوبك العربية. وأيضًا أيضًا هي تعاليم مقدسة يوجهها للحكام، وهم يتعاملون في المقام الأول مع المبدعين المستنيرين والمفكرين العلماء، ثم مع بقية طوائف شعوبهم. إضافة إلى أنها "اسبوتات" إضاءة يسلطها على كل المدعين فكرا وتدينا وأخلاقا وسلطة، ليكشفهم ويفضح ما يحملونه ويروجونه على أنه عشق خاص، بينما هو زنا واضح صريح.. فهم زناة الوطن والفكر والإبداع والدين.. كذلك يلقي الكاتب. بإهدائه. أكبر بقعة ضوء على أعظم مثال لمثقف مستنير ومبدع مغاير، وما طاله على أيدي هؤلاء المتسلطين الزناة ،وهو المبدع الكبير الرائد في مجاله محمد رجب حافظ.

أهدى السيد حافظ المتعة الفنية لقارئ روايته " لو لم أعشقها" عبر تيمة الحب والعشق، وهي اختيار جيد لسرعة ملامستها للوجدان الإنساني، ولكونها قادرة على استعادة القارئ لبعض ذكرياته، غير أن الكاتب فيما أعتقد جعلها الوسيلة لا الغاية، ليس لإعادة الذكريات بل لمناقشتها، واتخاذ قرار تجاه تصنيفها. على اعتبار أن الذكريات هي أيضًا حيوات عشناها، فمن باب أولى أن نناقش حياة نعيشها، وأتت غاية الكاتب متوسلة الرواية؛ ليلعب على مستويين في الكتابة، وفي التلقّي، وأيضًا في التوجه: فجعل لكتابته ظاهرا وهو حكاية العشق المحرم بين رجال ونساء الرواية، عبر العلاقات المدنسة بين "سهر" و"حياة" و"الفلبينية" و"فتحي" و"كاظم" و"منقذ" ثم "شدّاد"، فكان ها هنا العشق المحصور المشدود بين قوس الرغبة ووتر الدين والعرف الأخلاقي، وهو الجانب المنفِّر في العشق، بينما ظل عشق شهر زاد لحامد الصقر هو العشق الحلال المبارك فيه والمقبول أيضًا وسط هذه الثلة المدنسة من العشاق، ويوازيها في ضعف عشق تهاني لفتحي وعشق وردة لكاظم، لأنه عشق خاضع ذليل يقبل أن يتناوم عن المواجهة والخطيئة، حتى لا يفقد الذات المحبوبة/ فتحي وكاظم، وأما الجانب الخفي فكان تتبع خيط العشق القوي بين فتحي المثقف ومصر، وبين شهر زاد المثقفة والجبل في سوريا، وبين كاظم المثقف حزبيا وأفكاره وإيمانه برئيسه الأسد، وبين رغبة شداد التي تساوي عشقا خاصا لديه في أن يمحو من ذاكرته وذاكرة عيون الناس أنه كان حافيا فقيرا.

 

لعل إشارة الكاتب . التي قد تمر دون تأمل أوّلي. حين قراءة العنوان خدعة تنتمي للمكر الحلال، الذي يُلقي به الكاتب في إشارة وامضة. قد لا تُلفِت القارئ من أول وهلة. لكنه بالتأكيد سيعود لاسترجاعها وتذكرها، بل وتأملها عقب انتهائه من القراءة، باحثا عن علة التحوُّل في شخصية فتحي، وعن ماهية مصيره، وبالأحرى سيعيده الكاتب لنقطة البداية ليروي ظمأه في البحث عن الأسباب والعلل وربط النتائج بتلك الأسباب.

وهنا سيجعله يلتفت بدقة للعنوان الفرعي( العلامة السابعة والأخيرة) ليدرك رسالة الكاتب التي جعل الرواية كلها مجرد مظروف يحتويها؛ فما كان "عبادة" وهو في حضرة المقوقس إلا ندا لكل ولي صالح من أهل التصوف التقيته في الرواية من قبل، أو أنه معادل موضوعي لهم أو هو أحدهم أيضًا، ولكنه متجسد دائما في صورة ناس الشعوب، ومثقفيها المهضوم حقهم والمبعدين، والذين تم ويتم تجاهلهم؛ لأنهم نواقيس تحذِّر ومصابيح ترشد وإشارات توجه كلها للصواب ويتقيها كل حاكم (فإنني أهاب سوادك وإن اشتد كلامك عليّ ازددت لك هيبة)

لذلك يُذكّر الكاتب كل الحكام فيقول:

(إنّ فیمن خلّفت من أصحابي ألف رجل كلهم مثلي وأشد سوادا منى وأفظع منظرا ولو رأیيتهم لكنت أهيب لهم مني، وأنا قد ولیت وأدبر شبابي.)

هي رسالة إذن لكل حاكم أن بين شعبه مَن هو أفضل موضعا، وأفضل سابقة وعقلا ورأیا يجب أن يحترمه ويثمن فكره وإنتاجه، ويحتفي بآرائه ويسترشد ببعضها، ولیس یُنكر هذا فينا نحن سواد الشعوب العربية التي انتظم تاريخها مبدعون متفردون وعلماء نابهون، أخذ عنهم الآخر وأنكرتهم حكومات شعوبهم.

وهكذا كانت العلامة السابعة هي العلة التي يكشفها الكاتب لقارئه، مبينا له" لِمَ أكتب؟ ولمن أكتب؟" فهو يكتب لا ليستعرض عضلاته الفنية. وإن امتلكها فعلا. بل إيمانا منه بأن الكلمة ميثاق شرف يؤتاها المثقف المبدع من منبع مقدس ولغرض مقدس أيضًا، ففي العلامة السابعة أتى عيسى عليه السلام للفلاح وأثني على مقاومته لطغيان السلطة وقبّل فاهه وأشار عليه أن یشارك قصته مع الآخرین ، لیلهمهم كى یفعلوا الشىء ذاته، مانحا اإیاه موهبة روایة الحكایا التى ستجعله قادرا على إثارة الضحك والفهم فى جمهوره.

وهكذا أبان السيد حافظ كنه كتاباته لا في هذه الرواية فقط بل في مجمل إنتاجه، كذلك أبان عن مستويات التلقي التي يبتغيها من قارئ عابر فمتذوق ثم قارئ هو مبتغاه الحق قارئ مفكر يُعمل عقله فيما يتلقاه؛ ليحلل الأمر ويعرف أين ومتى يقع الفكر/ العشق، وموضعه بين القوس والوتر، ثم من أو ما اليد التي تطلقه وتمنحه صفة الحلال المحببة أو صفحة الحرام المدنسة.. ويخص الكاتب جوهر رسالته لمواطن. أشار له بالفلاح. صانع الحضارات في مصر وسوريا والعراق. ليعرف أن عشقه لبلاده لا بد وأن يستند لقوة النار المقدسة النابعة من قلبه وعقله، وهنا يُرى العشق حلالا من وجهة نظر بقية الفلاحين المماثلين، بينما يراه الحاكم عشقا مدنسا لأنه مقلق له قد يهدد عرشه بالزوال.

وهكذا كانت العلامة الأخيرة تتمة رسالة الكاتب مشيرا إلى أنها جاءت ممن مضت حياته وولى شبابه وفترت عزيمته بحكم ذلك.. فكانت هذه العلامة الأخيرة بمثابة الوصية.

كذلك يكون التوجه بهذه الرواية/ الدستور توجها ذا اتجاهين متوازيين زمنا ومكانا ومسافة بين الفلاح/ عبادة/ المواطن/ المثقف، وبين كل حاكم ليدرك أن خلف كل "عبادة" عُبّادا مثقفين آخرين.


السيرة الذاتية

فاطمة عبد الله



-      خريجة كلية الآداب ـ قسم اللغة العربية واللغات الشرقية وآدابهما ـ جامعة الإسكندرية.

-      حاصلة على دبلوم المعهد العالي للنقد الفني ـ أكاديمية الفنون والآداب.

-      عملت باحثًا ميدانيًا للأدب الشعبي بمركز دراسات الفنون الشعبية المصري.

-      مخرجًا مساعدًا لعرض الديفيله في افتتاح مكتبة الأسكندرية.

-      مارست التدقيق اللغوي وتحرير المقالات بدور النشر المصرية وبمجلة المسرح الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

-      كانت تعمل معلمة لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، ثم تفرغت للعمل كمسئول قياس جودة تعليم.

-      بالإضافة لكونها المشرف العام بالموقع الأليكتروني ودار النشر ( كَ تَ بَ).

-      شاركت في مؤتمرات ـ الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومؤتمر أسوان الدولي الأول للفنون، ومؤتمر المدينة في الرواية العربية بمكتبة الاسكندرية ـبورقات بحثية وقراءات نقدية.

-      عضو مختبر السرديات بمكتبة الأسكندرية، وعضو نوادي أدب قصور الثقافة بالأسكندرية.

-      لها مقالات نقدية منشورة بمجلات ودوريات عربية.

-      صدر لها كتاب :

o       كتابات بطعم الحنين "قراءة في إبداعات عربية" دار ك ت ب للنشر.2019

قيد الطبع:

-         المخيلة المكانية في الإبداع العربي. كتاب نقدي.

-         بين الخواتيم والتفرد.. قراءة في تجربة الشاعر الليبي المهدي الحمروني.

-         نسّاج الجمال محمد إبراهيم طه.








 







0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More