تحليل مسرحيات السيد حافظ للطفل مع مقارنتها بالأصل الشعبي
السيد حافظ يؤمن بديهية أن الطفل لا يرحب كثيرا بالنصيحة المباشرة . ولهذا اعتمد
منهجا تربويا يتسلل بلطف وخفة إلى نفس الطفل ، وذلك حتى لا يثير فيهم نوازع الرفض
والاحتجاج على الأوامر والنصائح المباشرة . ولهذا فهو يحاول تغذيتهم فكريا ومعرفيا
وجماليا لكن بطريقة فنية إيحائية تشبع فيهم حاجاتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية
والميتافيزيقية . وعلى هذا قدم السيد حافظ إبداعات مسرحية فنية قيمة للطفل العربي
. هذه الأعمال التي واجهت حالة خروجها إلى النور – إلى المتفرج الصغير – زوبعة من
النقد اللاذع . إلا أن السيد حافظ بشجاعته واستماتة يقف دائما وأبدا في مواجهة مثل
هذا الطوفان من النقد ، لأنه تعود مثل هذه المواجهة والصمود بفضل إرادته القوية
وإيمانه بمبدئه . فليست هذه أول أشواك تعترض سبيله ، بل اعترضته أضعاف أضعاف هذه
العوائق في إنتاجيته المسرحية للكبار التي قدمه باسم المسرح التجريبي . هذا المسرح
الذي جاء به جديدا غريبا على القارئ العربي " في رموزه – شخصياته – أحداثه –
ولغته " ، لهذا قوبل بالرفض الشديد الذي لا يحتاج إلى جدال . وقد سبق أن
تعرضنا لجملة من الانتقادات التي وجهت إلى مسرحه التجريبي وهذا ما يؤكده لنا السيد
حافظ نفسه في قوله " لقد رأيت أن مسرح الطفل بالنسبة لي هو المخرج أو هو
الخلاص كما يقول الصوفيون . لقد رأيت أنه هو النافذة الوحيدة التي ألجأ إليها
إحتماءا بالمستقبل بعد أن فشلت في أن أقدم للكبار مسرحا جديدا كان يسمى بالمسرح
التجريبي ، لذلك كنت أرى أن مسرح الطفل هو الوسيلة الوحيدة . ربما كنت أبحث في
مسرح الطفل عن طفولتي التي فقدتها ، ربما كنت أبحث عن المستقبل في أطفال الغد .
0 التعليقات:
إرسال تعليق