Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 21 ديسمبر 2017

التليفزيون يسرق تاريخ وإمكانية المسرح

حوار مع السيد حافظ
التليفزيون يسرق تاريخ وإمكانية المسرح والسينما
المسرح فى الوطن العربى يمر من قناة قرارات عليا
أجرى الحوار – مسعد اسماعيل
*****
زاملنى الصديق السيد حافظ فى زمن الدراسة مدة كان خلالها نجماً لامعاً كأديب له فكره المتميز وأسلوبه الخاص ورؤيته الضاربة فى أعماق الهم الوطنى والوجع البشر والواصلة إلى نخاع حقيقى.
لذلك فإن وجوده هذه الأيام فى الصف الأول من كتاب المسرح والدراما التليفزيون ليس إلا نتيجة طبيعية للميزاته المتقدمة ، المرتبطة برأس يحمل كتب الدنيا ، وهموم البشر فيها ، باحثاً فى الليل عن قطرة ضوء ، مشيراً بأصبعه إلى سبل الخلاص..
وإذ يتشرف الفجر الثقاى باستضاة هذا العالم الأديب، فى حوار المسرح وغيره من أبواب الثقافة الجادة الملتزمة، فإنه يعرب عن ترحيبه بالسيد حافظ، زائراً الدولة الإمارات.
س: هل التليفزيون فن سينمائى أم فن مسرحى أم فن قائم بذاته ؟
ج : التليفزيون هو فن نهاية القرن العشرين.. لا بديل لأحد.. بل هو شخصية خطيرة مستقلة أنجبتها السينما والمسرح.. هو الابن المدلل للمسرح والسينما هو ناعم كالحرير.. يدخل كل المناطق المحرمة والخاصة جداً... وحيد فى تميزه يبث إليك الأفكار الجيدة .. يدق جرس الصحوة الفكرية أو يطعمك الكلمة المخدوعة الخادعة... تأكل أفكاره وأصابعك فى فمك .. ولا ترتعش، لقد تحول هذا الفن أن يكون الأب للطفل الصغير والزوجة بالنسبة للرجل.. إنه يتسكع بعواطفنا ومشاعرنا وأحاسيسنا ونحن نسير للوراء... إنه يضطجع فى كل جزء من مؤسساتنا الاجتماعية ونحن مسلوبو الإرادة كسمك مدلاة من فوق الجبال.
التليفزيون يسرق تاريخ وإمكانية المسرح والسينما فهو يقدم مسرحيات به وأفلاماً خاصة به وأفلاماً خاصة به... كأنه وطن آخر.. أو عالم آخر.. السينما تلهث وراء التليفزيون بدليل اتجاه بعض الشركات اللكبرى فى أمريكا وأوروبا إلى انتاج مسلسلات تلفزيونية حتى لا تبتعد عن الشمعة المضيئة ألا وهو المتفرج... والمسرح يقام ذاتياً لأنه فقد جزءً من جماهيره عندما بدأت المسرحيات تسجل وتذاع فلجأ أصحاب المسارح إلى عدم تصوير المسرحيات تلفزيونياً إلا بعد عامين ضماناً لكسب الجمهور ونجحت المحاولة. إلا أن التليفزيون فرض ما يسمى بمسرحيات تلفزيونية ولكن للأسف معظم ما قدم لم يحترم المسرح كقيمة أو الكلمة كموقف أو المتفرج كحكم. فالمسرح جمهوره هو القاضى والقاضى يحكم فى الحال أما التليفزيون جمهوره يملك عدة قنوات ويمكنه أن يغير المحطة ولا يهتم بالحكم على الأشياء أما الجمهور فى المسرح فإنه يحكم فى الحال ويستطيع أن يعلن نجاح أو فشل التجربة المسرحية " التليفزيون فن قائم بذاته ولكنه مهجن.
س: قالوا المسرح أبو الفنون فلماذا يتدهور الأن كى يكون أحد أحفادها.. العيب هل يمكن فيه أم فينا ؟
ج : المسرح فى الوطن العربى يمر من قناة قرارات عليا. إن رضت عنه القيادات الثقافية العليا نهض وإن لم ترض عنه تحول إلى جثة ميتة.. المسرح يمر بظروف اجتماعية وسياسية وثقافية وضرورة حضارية يمر بها أى مجتمع من المجتمعات ... فى أوروبا ظهرت السينما وظهر المسرح الحديث بكل أشكاله وألوانه وظهر الفيديو والتليفزيون ولكن كل هذه الفنون جميعها لم تؤثر على المسرح فما زال المسرح فى أمريكا وأوروبا هو " سيد الموقف" وأبو الفنون لأن البعد الحضارى لا يجعل الناس تنس ضوء القمر وزهور الحديقة.. ولعب الأطفال ورائحة القهوة.. وجمال الينبوع.. لا تنس الحب.. ولكن فى وطننا العربى نحن نفكر فى الطعام للأولاد وظروف اقتصادية لا تعرف الرحمة تتكئ على الحزن أصولنا وجذورنا.. ننسى الريف عندما نهاجر للمدينة... ننسى شوارعنا القديمة التى ولدنا لها.. إننا نسقط فى بئر عميق وما نحبه فى الصباح نكرهه فى المساء.. متقلبو الأمزجة.. من كان يقرأ أيام الجامعة. ينسى شكل الكتاب الأدبى عندما يتخرج منها. ومن كان يشاهد مسرحاً فى المراهقة ينسى مشاهدته فى أيام الشباب.
وهكذا نحن فى العالم الثالث نعيش عدة أمزجة فى اليوم الواحد نبتعد عن الموضعية ونبحث عن الأضواء.. ذواتنا المريضة. لا نحتج إذا اختفت صحيفة. لا نسأل عن كاتب إذا مرض أو غاب أو مات.. لذلك فالمسرح فى عالمنا الثالث أصبح أحد أحفاد هذه الفنون والأسباب كما أو ضحنا أسباب سياسية، أسباب اجتماعية (نبوية المجتمع) أسباب اقتصادية أسبب حضارة أين نحن منذ أن كان تاريخنا نصراً وفتوحاً وحرية وديمقراطية وأرضاً مفروشة بشهادة لا إله إلا الله، والمصاحف ؟ وأين نحن الأن؟
حضارى أم متخلف من خلال ما يقدم؟
- دعنا نناقش الكلمات الأخيرة... من خلال ما يقدم فى التليفزيون .. ماذا يقدم فى التليفزيونات العربية ؟؟؟
- إحدى المحطات تقدم ندوة مع الجمهور لمدة 5 ساعات متصلة كلها هتافات وخطابة.
- إحدى المحطات تقدم مسلسلات فرنسية بالإضافة إلى مسلسلات محلية.
- إحدى المحطات تقدم مسلسلات انجليزية فقط بالإضافة إلى برامج محلية متواضعة.
- إحدى المحطات تقدم كل المسلسلات الأمريكية وتحتفر أى انتاج أخر وكأنها محطة فى أمريكا ؟
- إحدى المحطات تقدم 4 مسلسلات عربية فى اليوم وترفض تقديم أى مسلسل خارج انتاجها.
- مدير إحدى المحطات التليفزيوينة إذا أعجبه شخص ما قام بتعينه مراقباً للتمثيليات والدراما والمنوعات مع أن الشخص غير موهوب وغير مؤهل. لكن لا يهم...
- مسلسل يخرجه يحيى العلمى ومن بطولة نور الشريف يتساوى فى الآخر مع (سمير سمير) ومن بطولة (فهمى فهمى)؟؟
- مراقب فى محطة تليفزيوينة يعيش فى أثينا والقاهرة على حساب شركات الانتاج ويتدخل فى اختيار الأبطال والممثلين حتى يضمنوا موافقته على المسلسل من محطته...
- بعد كل هذا الوضع اسأل الناس هل نحن مجتمع حضارى أم متخلف؟؟؟
س: الفنان التليفزيونى متى يكون فناناً.؟
ج :   - الفنان لا يولد بقرار سياسى.. الفنان يحترم فنه.. تاريخه.. نفسه.
- يلتزم تجاه فكره أياً كان هذا الفكر.
- الفنان نصف عالم.. ونصف ملاك.
- الفنان يحب العدل لا يظلم أحداً.
- الفنان لا يمارس التضليل مع الناس.
- الفنان موقف. الفنان يغير العالم نحو الأفضل.
- الفنان رؤية .. الفنان .. موهبة.. ثقافة.
- الفنان كتلة من الأحاسيس المتوهجة والمشاعر النابضة.
لكن فى عالمنا العربى الفنان فى دائرة غريبة.
- يولد فى معظم الأحيان بقرار سياسى.
- لا يحترم فنه بمعنى أنه يقوم بتقديم 80% من أعماله بشكل هزيل.
- لا يستطيع أن يمنع سب المخرج له ويفقد احترام نفسه.
- لا يقرأ إلا نادراً ومعظم ثقافته بعد الشهرة هى قراءة الأخبار الفنية.
- الفنان فى عالمنا العربى لا يتخذ أى موقف من أى قضية وإذا اتخذ موقفنا سجن تشرد أو تعطل عن العمل.
- الفنان فى وطننا اللعربى تموت لديه المشاعر والسبب أن الوسط الفنى أفرز علاقات كثيرة غير شرعية ومشبوهة وغير ناضجة ومضللة على المستويين الفكرى والإعلامى.
- الموهبة فى وطننا العربى محاصرة بالتنازلات وبالطعن والإشاعات الموهبة تحتاج إلى قدرة إلاهية كى نحميها وتخترق كل الحواجز وتفرض نفسها على الجمهور الذى يتلهف على كل جديد وجيد فى الوطن العربى.
س: هل الكم الذى تفرضه الحلقة اليومية المتبعة فى مسلسلات تليفزيونهية الخليج والتى لا يعرفها جمهور مصر هى سبب من أسباب ركض الفنانين أو الاستثمار أو الفن السريع؟
ج : لا شك أن محطات البث التليفزيونى فى الخليج وراء ركض الفنان بحثاً عن الكسب السريع لقد أصبح العمل التليفزيونى اللجيد يتعادل مع العمل التليفزيونى الضعيف من الأجر ونحن نجئ إلى المحطات فنجدها تقبل العمل التافه بسرعة عجيبة والعمل الجيد ترفضه بكل سهولة وبالنسبة للمنتج فهو طرف أسس فى لعبة الانتاج.. إذ يربح 400% وهو يبحث عن الأعمال التى يرضى عنها التليفزيون فى الخليج والخليج له شروطه ففى كل محطة ممنوعات تختلف عن المحطة السابقة ومجموع الممنوعات فى كل المحطات بسبب عائقاً إبداعياً.. أن الجرى وراء الربح السريع وساعات البث الطويلة أثرت فى نوعية الانتاج وهبوطه الكيفى.. وعندما تذهب هذه إلى مصر كان التليفزيون المصرى العربى ويرفضها لضعفها ويطلب جودة الأعمال نجعل هنا الرفضى الكثيرين من المنتجين يفكرون فى إعادة حساباتهم والبحث عن الأعمال الجيدة المميزة.
إن هذا الكم من الانتاج قد أعيد النظر وبدأ الاهتمام بالكيف وليس بالكم.. واعتقد أن من الثمانينات سوف تحسم كثيراً من القضايا الخاصة بالانتاج التليفزيونى .. لقد بدأت المحطات ترفض كثيراً من الانتاج الضعيف المستوى.. وبالتالى أعادت شركات الانتاج حسابتهم وتقديرها أن العمل التليفزيونى الجيد هو شهادة حق فى تاريخنا الإبدعى ووثيقة فكرية لخدمة جماهيرنا العربية التى تحتاج إلى الفن الجيد المميز الذى يساعدنا على الفرحة وإعادة الفكرة.
س: من خلال عملك 10 سنوات فى الكيوت ما هى أسباب عدم وصول الفنان الخليجى إلى مصاف فنانى العالم العربى. هو المستوى . الأداء اللهجة؟
ج : الأعمال التليفزيونية فى الخليج لن تصل إلى الجمهور العربى المصرى والسبب اللهجة أولاً وأخيراً .. دريد لحام الفنان العربى السورى فشل فى الوصول إلى الجمهور العربى المصرى والسبب الهجة مع أنه فنان قدير أما الممثلون العرب الذين تحدثوا باللهجة المصرية نجحوا فى اقتحام قلوب الجمهور العربى المصرى مثل غسان مطر. إبراهيم خان. رغدة. إيمان. وليد توفيق (المطرب) صباح، فريد الأطرش، أسمهان، فايزة أحمد، إذاً القضية تتمثل فى اللهجة .. أما مستوى الأداء من الفنانين الخليجيين فاعتبرهم كممثلين فهم فى مستوى متقدم جداً فإننى أشعر أنهم لو قدموا أعمالاً تاريخية بالغة الفحص لاستقبلهم الجمهور المصرى استقبالاً جيداً مثال : أحمد الصالح. إبراهيم الصلال.. خالد العبيد.. محمد المنصور.. كنعان حمد.. سعاد عبد الله. حياة الفهد. غانم الصالح. جاس النبهان، وعلى ما أذكر هنا الأردن قامت بتجربة فنية رائعة. إذا قامت الشرطة الأردنية للانتاج بتقديم مسلسل مصرى يشارك فيه نجوم أردنيون يتحدثون باللهجة المصرية وأذكر قول الفنان العراقى الكبير يوسف العانى كل اللهجات العربية غير واضحة للدول العربية باستثناء اللهجة الوحيدة الواضحة المفهومة القريبة من كل أذن...
س: قدمت بعض الأعمال التليفزيونية المشتركة بين فنانى العرب والخليج ما تقيمك وكيف يمكن أن ننمى مثل هذه الاتجاهات ؟
ج : الأعمال المشتركة علامة جيدة ولكن يجب أن تتوحد اللهجة إما باللهجة المصرية ولكن ما حدث أن معظم ما قدم حتى الأن غير متوائم وهو أشبه بعملية تلفيقية بينما العمل الفن الحقيقى هو عمل طبيعى متكامل مثل الهجر قوى شامخ له روعة الصلاة.. وكأنه موعد للتوحد.. إننى ضد الابتزال ومع (روعة العطاء).
وأتمنى أن يشارك الفنان الخليجى فى أعمال مصرية باللهجة المصرية والفنان المصرى فى الأعمال الخليجية باللهجة الخليجية.
إن التوحد فى العمل الفنى يعطى شهادة التنوع الفنى الرائع...
حوار : مسعد إسماعيل

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More