Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

البقاء فى الاسكندرية عذاب

البقاء فى الاسكندرية عذاب
مقال فى عيد ميلادى ال50
بقلم السيد حافظ
خمسون عاماً مرت من عمرى.. يا مدينتى
إن الخمسين مرت مروراً سريعاً يا مدينة الأحلام الملحية والبرودة.
الاسكندرية ليست مرية.. وليس ترابها زعفران.
الاسكندرية قاتلة المواهب والفنانين وطاردة المبدعين.
طردت بيرم التونسى وعبد الله النديم وسيد درويش و....الخ.
الاسكندرية ميلادى.
الاسكندرية مولدى.
الاسكندرية حدادى.
الاسكندرية تعنى عذابى وقهرى.. تعنى جرح القلب وتسفيه العقل والمؤامرات والمنازعات!!!
الآن وقد بلغت من العمر نصف قرن.
أقول أن الاسكندرية مكان لقتل المبدعين.
وزمان منسى يجب أن أنساه..
كلما تذكرت الاسكندرية شعرت بالاختناق واليأس والآسى.. لماذا.؟
فى عام 1968 كتبت مسرحية "الأقصى فى القدس يحترق" ففوجئت أننى مرشح لحضور مهرجان أدباء الأقاليم فى الزقازيق عام 1968 كنت أصغر أعضاء الوفد سناً..
وهنا.. قُدمت أول شكوى ضدى وقع عليها بعض أدباء ا لاسكندرية الكبار.. لماذا اخترتم هذا الشاب.؟ شاب صغير فى العشرين يهاجم فى شكاوى ومقالات فى جريدة السفير! شئ غريب!
فى عام 1970 سافرت إلى القاهرة للدراسة فى كلية دار العلوم.. وطبعت أول مسرحية لى هى مسرحية "كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى" طبعت الكتاب على نفقتى الخاصة وتحملت 50% من التكلفة وفرتها من مصروفى الشهرى أثناء الدراسى فى كلية دار العلوم، (وذلك من ثمن وجبة الغداء لمدة شهرين) من أجل طباعة كتاب.
بدأت الصحافة فى مصر تهاجمنى يقولون مسرح تجريبى إيه وكلام فارغ إيه؟ وتوقعت أن تدافع الاسكندرية عنى بإقامة ندوة أو محاضرة عن المسرحية لكن قصور الثقافة تجاهلت الأمر.. وأعطت ظهرها للأحداث وكانت تناقش كتاب خليل الكاتب الكبير السكندرية الذى لا أعرفه ولا يعرفه أحد ولا هو حتى يعرف نفسه.
ثم فكرت أن أكون إيجابياً وأكون فرقة مسرحية تجريبية فكونتها من كنيسة الجيزويت.. فى سيدى جابر وكان معى مجموعة هم : " يوسف عبد الحميد،  مسعد خميس،  نانرك ناز، وانضم إلينا فاروق حسنى بعدها.. وطلب منا نقل النشاط إلى قصر ثقافة الأنفوشى..
وأطلقنا اسماً على هذه الجماعة المسرحية وهو (جماعة الاجتياز) لتكون أول فرقة مسرحية تجريبية فى مصر.
وقام فاروق حسنى بعمل ديكور للمسرحية.
وكان لماحاً وذكياً.. نجلس فى مكتبه كل يوم جمعة وكل يوم ثلاثاء.. ندوة الاجتياز وكان يترك المكتب عادة ليجلس عليه أحد أعضاء الجماعة ويجلس هو بيننا ليشرح سيمفونية أو ليسمع شعراً أو نقداً أو يناقش فى الحوار.
كنت أول كاتب تجرأ وطبع كتاباً على غلافه كلمة المسرح التجريبى وكنت أول مؤسس لمجموعة تجريبية فى مصر.
وقامت الاسكندرية ولم تقعد.. وفعلوا كما فعل أهل العاصمة.. تجريب يعنى ايه يا ولاد الـ..........
وسافر فاروق حسنى إلى باريس.. والتقيت بمحمد غنيم مدير قصر ثقافة الحرية وطلب منى أن أحضر فرقتى المسرحية كلها إلى قصر الحرية.
ووعدنى بأشياء كثيرة.. ولم يحقق منها إلا شيئاً واحداً هو صرف (15 جنيه على كل عرض لكتابة إعلان على باب القصر عند (أمير الخطاط) وبدأنا فى العمل فى قصر الثقافة وكان مدير القصر حينذاك محمد غنيم..
وبدأت أجهز مجموعة مسرحيات هى (رأس العش، المسامير لسعد الدين وهبه.. وثورة الموتى لارون شعر.. وساحل المتوسط لمحمود درويش، وأحبك يا مصر اعداد من أشعار عبد الرحمن الأبنودى، سيد حجاب، مجدى نجيب، وبيرم التونسى)
ولا أدرى لماذا توجس محمد غنيم وطلب منى أن أذهب إلى مباحث أمن الدولة بمعدل مرة كل أسبوع أو كل شهر.. كان معى مجموعة مواهب اكتشافات جديدة وقف ضدها محمد غنيم.. هى حمدى رؤوف الملحن، وعلى محمود، وسعد دسوقى الممثل وعادل شاهين..
كان محمد غنيم يرى أننى أقدم مسرحيات ضد اللاسلم واللاحرب.. تحفز الناس على عدم نسيان المعركة.. وأتذكر أن يوم 5 اكتوبر 1973.. كان يحقق معى صباحاً فى أمن الدولة.. وكان سؤال الضابط.. لماذا تقدم مسرحيات عن المعركة يا أستاذ سيد.. يعنى أنت وطنى والناس الباقية مش وطنية.. وخرجت فى ليلة السادس من أكتوبر من مبنى أمن الدولة إلى المقهى الشعبى فى قهوة الدرينى وقابلت مجموعة من الأصدقاء : محمد مرسى، ناجى أحمد ناجى، وعادل شاهين، وقال لى ناجى : محمد غنيم بيقول بلاش لغة الحرب والضرب اللى قالكم عليها السيد حافظ.
وجاء السادس من أكتوبر لتقوم الحرب المقدسة.. وجاء يوم الانتصار العظيم.. وعبر أولادنا وإخواننا الجنود القنال..
وفى 6 اكتوبر كان العرض الذى آثار ضجة محمد غنيم وأمن الدولة هو العرض الجاهز الذى يقدم للجمهور.. "عمار يا مصر" (أشعار الأبنودى ، مجدى نجيب، سيد حجاب، محمود درويش، سميع القاسم، السيد حافظ) وفوجئنا بأهالى الاسكندرية تلتف حولنا وفتحنا قصر ثقافة الحرية يوم 7 أكتوبر 1973 لنقدم أول عرض وجعلنا صلاح أبو الكل يقدم كل ليلة العرض.. واحتفى الجميع.. جيش من ا لموظفين ما عدا محمد الذى كان يأتى من الحين إلى الحين وواظب صلاح أبو الكل معنا وطلبت من محمد غنيم الاتصال بالمحافظ عبد التواب هريب لنفتح مسرح سيد درويش للمسرحية.. أخبرنى أن المحافظ رفض بشدة!!
وقررت أن أقدم عرضاً آخر فى قصر الأنفوشى اسمه "الخلاص" .. شاركنى فيه مصمم الفنون الشعبية محمد إبراهيم.. وعرضاً ثالثاً فى قصر ثقافة الشاطبى.. ساندنى فيه مجدى ولسن..  ثلاث عروض فى وقت واحد عن المعركة وجاء عام 1974 لتكرم الاسكندرية الفنانيين وأبطال حرب أكتوبر... ماذا حدث؟
كرمت الاسكندرية بعض الذين لا دور لهم وكل الذين لهم مصالح ومنافع.. مسئول كذا فى المحافظة.. أمين  عام كذا.. مراقب عام كذا.. سكرتير عام كذا..
هذه مدينة لا تكرم أولادها ولا فنانيها.. الكل كرم ما عدا السيد حافظ..
فى عام 1973 تعرفت فى الاسكندرية على مجموعة أدباء رائعين هم رجب سعد السيد، السعيد الورقى، إبراهيم عبد المجيد، عبد الله هاشم، وكان الورقى وابراهيم ورجب سعد يسألون عنى وأسأل عنهم.. وكنا نلتقى فى الاسبوع مرة أو مرتين أو نذهب لبعضنا فى أماكن عملنا.. وكان عبد الله هاشم يقدم سعيد بكر لنا كموهبة متميزة ويحاول كل أسبوع أن يقدم لنا جديداً، أما محمد السيد عيد فقد سعى إلى الفرار من الاسكندرية للقاهرة ومعه إبراهيم عبد المجيد..
كانت أحلامنا أكبر من المدينة الملحية فى عام 1976 قررت مغادرة الاسكندرية والقاهرة مصر كلها قررت السفر للخليج كان أمامى اختيار إما الجنوب أو السجن أو الانتحار أو الهجرة منها.. فهاجرت إلى الكويت 1876 / 1986.
وفى عام 1986 عدت من الكويت معى أحلام كثيرة وأموال كثيرة فقمت بإنشاء مركز الوطن العربى للنشر والإعلان رؤيا.. كان على رأى سعد الدين وهبه وزارة الثقافة مصغرة قطاع خاص.. ندوات أسبوعية.. ودعوات واحتفالات ومصروفات كثيرة وطباعة كتب وإقامة مؤتمرات.
ماذا حدث للسكندريين.؟؟!!
1- قدم شخص مجهول مع شخص معروف رحمه الله شكوى ضدى للمجلس المحلى قال فيها.. إننى أقوم نشاط مشبوه ويجب أن يصدر المجلس المحلى قرار ضدى بإغلاق المكان وسجنى.. والوحيد الذى دافع عنى فى المجلس الأستاذ الأديب الكرم " شريف أباظة" الذى أقسم أنه لم ير شريفاً مثلى.
2- قامت مجموعة من موظفى وزارة الثقافة الكبار منهم بتقديم شكوى ضدى لمجلس المحافظة لغلق المكان وصرخت سيدة فاضلة بلاش لعب عيال (كل هذا وأنا أقيم الندوات والاحتفالات ورصيدى فى البنك ينخفض باستمرار وفى نزيف مستمر وأنا لا أدرى)
3- تقدمت بطلب لكلية الآداب - جامعة الاسكندرية قسم المسرح لعمل دراسات عليا فى المسرح كان طلبى مرفوضاً وقالت لى الدكتورة زينب رأفت رئيس القسم يا استاذ سيد عندك 25 كتاباً مطبوعاً وعندك اسم كبير وعند فلوس.. وجاى تزاحمنا ليه فى الجامعة؟. حاول الدكتور مصطفى هدارة والدكتور محمد زكى عشماوى التوسط دون فائدة!! جامعة الاسكندرية رفضت أن أدرس دراسات عليا فتراجعت عن الفكرة فكونت أول فرقة فى مسرح الطفل للقطاع الخاص فى مصر عام 1990 وخسرت 20 ألف جنيه.
4- اتصل بى البنك أول يوم من أغسطس 1991 وأخبرنى أن رصيدى على المكشوف.. فقررت بيع المكتب وتصفية حسابى وطالبتنى مطبعة الدلتا بمبلغ 25 ألف جنيه.. فبعت قطعة أرض لى ومنزل دور أرضى فى سيدى بشر لأسدد المطابع وبعت المكتب وغادرت الإسكندرية.. التى قمت بتكريم روادها فى حفلات تكريم خاصة بهم تقديراً لهم.. قبل أن أكرم فنانى القاهرة وفنانى الوطن العربى.. وهاجرت إلى القاهرة مع أسرتى لنؤجر شقة (مفروشة) متواضعة شاهدها الصديق الكاتب الكبير عبد الغنى داود والحمد لله.. أننى ابتعدت عن السكندريين والاسكندرية.. وأنا حزين على أنها ميلادى وليست بلادى بل هى حدادى..
ولكن مع هذا يبقى بعض الأصدقاء الشرفاء
ويبقى الأهل هناك فى مدينة تقتل أولادها دون أن تشعر بهم ودون أن تدرى..!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More