اء الدرامى النفسى فى كوميديا السيد حافظ
دراسة نقدية تحليلة
د. مدحت أبو بكر
*****
مدخل يقود إلى موضوع الدراسة:
إذا كان العالم النفسى الشهير سيجموند فرويد قد ابتدع مدرسة التحليل النفسى ، فإن الطبيب النفسى الشهير – أيضاً – جاكوب مورينو ابتدع أساليب العلاج الدرامى النفسى.
وقبل الجهود العلمية التحليلة النفسية الفرويدية ، والجهود العلاجية الدرامية النفسية المورينية ، انطلقت جهود إبداعية درامية مسرحية منذ انطلاق إبداعات الأربعة الكبار ايخيليوس وسوفوكليس ويوربيدس واريستوفان ، وظلت هذه الإبداعات تنطلق لتقام حولها المدارس النقدية المستمدة من رحيق الإبداع الدرامى المسرحى..
والحقيقة المؤكدة ، الإبداع يسبق النقد ، والحقيقة المؤكدة أيضاً لا إبداع بدون نقد يواكبه ، ويحلل عناصره ويضيئ جوانبه للتعرف على إيجابياته وسلبياته، وهذا التعرف يمنح المبدع حق اللجوء إلى مناطق التجويد الإبداعى، ويمنح المتلقى تأشيرات الدخول إلى عالم الدراما المسرحية بتفاصيلها الدقيقة ورؤية هذه التفاصيل من زايا يساندها الوعى والإدراك وتنمية الحس النقدى ، على مستوى التعامل مع الدراما المسرحية وعلى مستوى التعامل مع الحياة الواقعية.
وإذا كان المسرح نشأ وتطور تلبية لحاجة نفسية ، فالتعامل التحليلى النفسى لدراما المسرح رحلة ممتعة لاكتشاف الذات الإبداعية للكاتب المسرحى ، والذوات الدرامية للشخصيات المسرحية ، وهذا يجعل الدراسة النفسية الواعية المتأملة أحد أهم المشاغل التى لابد أن تتصدر قائمة اهتمامات الكاتب المسرحى حيث يحصل على المساندة النفسية فى تعاملاته مع شخصياته ويكون واعاً وهو يرسم ملامح الشخصيات ، مراعياً مبررات السلوك ، منتبها للتحولات التى تطرأ على الشخصيات والتى لابد أن تحمل إمكانات التواصل مع قناعات المتلقى خاصة إذا كان الكاتب مخلصاً للدراما الأرسطية ، مصاحباً لحدودها ، راضياً بقيودها.
وعندما يقرر المؤلف المسرحى التمرد على التقاليد الأرسطية وتقديم بناءات درامية مختلفة ، لن يمارس تمرده بعيداً عن العالم النفسى حتى لو قرر تقديم شخصيات لا تحكمها الدوافع النفسية المعروفة ونتصرف بلا منطق ، وتقفز من منطقة نفسية ا لى منطقة أخرى بدون مبررات ، لأن أى تركيبة نفسية قد يعتقد المؤلف أنه يبتدعها ، لابد أن يكون معادلها النفسى موجوداً فى الكتابات النفسية والنظرية ، والأبحاث والدراسات النفسية المستمدة من واقع الممارسة ، والمطبقة على حالات موجودة فى الواقع.
ومن هنا كان التركيز على التعامل الدرامى النفسى مع كوميديا السيد حافظ من خلال اختياره لموضوعات مسرحياته ، وصياغة الجمل الحوارية المستمدة من الملامح النفسية للشخصية والبناء الدرامى النفسى للمواقف الكوميدية ، والملامح النفسية لشخصية المؤلف وانعكاسها على تعاملاته الدرامية المسرحية .
وإذا كنا نختلف مع السيد حافظ فى بعض مناطق إبداعاته ونتفق مع مناطق أخرى ، فالحقيقة الباقية والتى تؤكد عليها هى أن السيد حافظ كاتب مسرحى لديه ما يقوله ،
لقراءة الدراسة كاملة أو تحميلها اضغط على الرابط التالي
https://drive.google.com/file/d/1_loQXVg2aYrL8BmJ6y13rEi5Z9tBrhmd/view?usp=drivesdk
0 التعليقات:
إرسال تعليق