شئون محلية (بمناسبة بدء الاجتماع الخامس والعشرين لمجلس إدارة مؤسسة الإنتاج البرامجى المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال فى الكويت برئاسة المدير التنفيذى للمؤسسة بدر المضف)
مؤسسة الإنتاج البرامجى المشترك وتحدى عصر الستلايت
بقلم
السيد حافظ
عندما أعلن عن قيام مؤسسة الإنتاج البرامجى المشترك لدول مجلس التعاون الخليجى حدث زلزال فى الشارع الفنى والثقافى العربى... فالمؤسسة بدأت مشروعها الأول ببرنامج "افتح يا سمسم" وهو ترجمة لمسلسل أمريكى اسمه شارع السمسم وبدأت الاستعدادات للمعركة الإنتاجية الأولى فأحضرت مستشارين من هنا وهناك... رجال يسافرون ورجال يحضرون... وكان المسئول الأول عن المشروع مدرس لغة عربية. مهذب الخلق. دمث. مهندم الملابس... محاور جيد يتحدث بطلاقة شديدة... عندما تجلس معه تسمع عشرات الحكايات المسلية والظريفة... يحترمك ويحترم أى إنسان فيجبرك على احترامه وتقديره كان هذا الرجل هو "ياسر المالح" الذى أطلق عليه الكاتب الأول فى المؤسسة والحقيقة أنا لم أقرأ للرجل أى كتاب أو أى إبداع فى مجال الطفل أو الثقافة.. اللهم إلا بحثاً جيداً واحداً طبع أثناء ندوة ثقافة الطفل التى أقامها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب سنة 1983. وقابلت الرجل وسألته عن تاريخه الأدبى ومؤلفاته فأخبرنى أنه كان أستاذاًَ للغة العربية وأن تلميذه هو الأستاذ "إبراهيم يوسف" مدير المؤسسة فى ذلك الوقت!!
والحقيقة أن شارع السمسم لقى ترحيباً واسعاً وكان السبب الرئيسى هو عطش الأطفال فى الخليج إلى برنامج عربى يخصهم.. والسبب التالى هو وقوف رجل إعلامى ناجح هو عبد الستار ناجى وراء البرنامج.
وتكلف البرنامج ملايين الدولارات.. واستولت مجموعة من المنتفعين على المؤسسة بعضهم أتى للكويت مؤلفاً ثم تحول بين عشية وضحاها إلى مخرج تليفزيونى من الدرجة الأولى وبعضهم جاء ممثلاً فتحول بين عشية وضحاها إلى مستشار درامى، ومفكراً ومتحكماً فى البرامج.. وظلت مؤسسة الإنتاج البرامجى المشترك شامخة رغم الوهن الذى يسرى فيها والسوس الذى ينخر فى عظامها... نعم ظلت مؤسسة كبرى لها بريقها الذى أصبح أكبر من حجمها الطبيعى وظلت إمكانياتها إمكانيات كبيرة.. وحاول عبد الوهاب سلطان رحمة الله عليه أن يسير المركب ومعه المخرج الفنان الموهوب هاشم محمد...
وجاء الآن بدر المضف مديراً للمؤسسة.. وهو له تاريخ فى التليفزيون الكويتى وفى الإنتاج فهل يستطيع هذا الرجل أن يحول هذه المؤسسة إلى حقيقة أى يصبح اسمها فى حجم انتاجها؟ وهل يستطيع أن ينقذ هذه المؤسسة من المبدعين فناً وفكراً وأدباً؟ نعلم أن ملايين قد ضاعت فى برامج متوسطة ومتواضعة. وملايين ضاعت أثناء غزو الكويت.. ملايين ضاعت فى شكل مرتبات ومكافآت وسفريات ووهم وما بعده وهم...
هل يستطيع بدر المضف أن يحول هذا المبنى الشامخ معمارياً إلى شموخ فنى خاصة وأن المؤسسة لديها مجموعة من المشاريع المتراكمة والتى لم تعد صالحة لمخاطبة الجماهير فى عصر الستالايت والأقمار الصناعية فكل المشاريع السابقة كانت فى إطار من التفكير الكلاسيكى والنمطى... أما فى ظل الستالايت والقنوات الفضائية فلابد وأن يعاد تفكير المؤسسة فى نوعية البرامج والمسلسلات خاصة وأن المؤسسة سجنت نفسها فى أفكار كلاسيكية وأن الستالايت تعرض الآن قناة خاصة بالتراث والمسلسلات الإسلامية والتاريخية وأكثر من قناة للأطفال منها A.R.T والقناة المصرية للأطفال وقنوات أجنبية عديدة.
واعتقد أن بدر المضف لديه الكثير من الطموحات وهو شخصية فاعلة ولا تقبل الاستكانة والخنوع والاستسلام لما هو قائم ويحتاج إلى ثورة إدارية وفنية.. ونحن نعلم أن أمامه عدة مشكلات:
1- أن مجلسى إدارة المؤسسة المكون من مديرى محطات تليفزيون الخليج يعانى من انقسامات فى الرأى حول مشاريع المؤسسة.
2- إن كثير من الدول المساهمة فى المؤسسة لم تسدد قيمة مساهمتها.
3- إن بعض المحطات لم تقم بتسديد ما عليها من قيمة عرض البرامج.. فهل يستطيع بدر المضف أن يقود هذا الكيان الذى يستند على عصا سيدنا سليمان؟
بقلم الأستاذ / السيد حافظ
14/5/1996
0 التعليقات:
إرسال تعليق