حديث صريح مع الفنانة
" عايدة عبد العزيز "
أجرى الحوار : السيد حافظ
- وجه الفن فى مصر لابد وأن يتغير ...
*****
- فتاة المعهد العالى للفنون الزخرفية التى تحب الغناء والطرب لم تكن تظن نفسها أنها ستتجه إلى المسرح وأنها ستصبح أحد عمالقة المسرح القومى فى مصر وأنها ستخطو إلى عالم المسرح والسينما والتلفزيون وأنها ستكون إحدى الفنانات الأوائل للمسرح المصرى.
أستاذة فى فن التمثيل وليست نجمة. بسيطة ثائرة واضحة ، صريحة، زوجة فنان كبير وربة أسرة كنت أراها فى الستينات تحضر فى جمعية الدراما بالقاهرة فى مسرح الحجرة حيق تناقش الأعمال الجديدة والأفكار والشطحات الكثيرة التى تولدها معاناة الكتاب. رغم كل برتوكلات الوسط الفنى والحساسيات المنتشرة بين الفنانين كانت المرأة الغيورة على فنها وعلى الفن وعلى أن يكون هناك عدالة الفرصة والمناخ النظيف لكن يظهر الفن الجيد وينمو الفنان المميز.
المكان : السالمية .
الزمان : الساعة السابعة مساء، مجموعة من الفنانين والأصدقاء والصحفيين، كانت الصحبة ترحب بقدوم الفنانة (عايدة عبد العزيز) فارسة هذا اللقاء ولم يتخذ اللقاء معها الشكل التقليدى (للصحافة) بل كان عبارة عن دردشة حول عدة قضايا فنية وأصر الزميل سيد عثمان أن يكون اللقاء مميزاً خاصة وأن الفنانة انتهت من تصوير مسلسل جديد للكاتب الكبير فتحى غانم وكانت القضية الأولى:
- التلفزيون كظاهرة أصبحت تهدد الفنون الأخرى . وشركات الانتاج كمحور أساسى لبناء وتدعيم التلفزيون ؟
- قالت الفنانة عايدة عبد العزيز :
مهزلة . ما يحدث الأن يمكن أن تسميه مهزلة ، أصبحت الدول العربية كلها تشترى العديد من الأعمال وعملية الشراء هذه لا تقوم على أساس موضوعى أو علمى. بل تقوم على أساس علاقات اجتماعية. أى أن العلاقات الاجتماعية هى التى تحدد الانتاج. ويمكن حينئذ أن تنقلب المعايير ويصبح أى جزار منتجاً ومدير علاقات عامة ذكى بصرف الموضوعات والتلفزيون وما يحدث فيه الأن هو فورة ستنتهى وسيهود كل شئ كما هو عليه.
المسرح التجارى :
- كان سبباً فى القضاء على المسرح القومى فى مصر هكذا يقال وأن نجوم المسرح جذبهم القطاع الخاص ما رأيك فى هذا ؟
- المسرح القومى لن يعود كما كان . المسرح حضارة ولابد أن نعد الناس قبل أن نعد المسرح وعندما أقول المسرح أقصد المسرح ذو الفعالية والذى قضى على المسرح الجاد فى مصر القائمون عليه وليس المسرح التجارى. خذ عندك هذا المثال مسرحية (عودة الغائب) كان من الممكن أن تستمر لمدة عامين لكن الحقد والصراع والتنافس الغير شريف أوقف هذه المسرحية. التلفزيون الأن كالول يبتلع الفنانين والإغراءات التى يقدمها التلفزيون كثيرة فهو أسرع فى الشهرة والمسرح يحتاج إلى مناخ حضارى متفتح حتى تجد عندك كاتب جيد.
- مثل حركة المسرح فى الستينات ؟
- لو اعطيت جيل الكتاب أمثال نعمان عاشور ويوسف إدريس الفرصة للتعبير سيقدمون أعمالاً طيبة ولكن للأسف ما يحدث الأن أن مسرح الطليعة فى مصر وهو الذى لابد وأن يكون مقيداً بخطة سليمكة يقدم الأن مسرحيات يكون الهدف منها أن تسجل وأن تباع لأبوظبى وغيرها من الدول العربية.
- وتطرق الحديث إلى الطاقات والقدرات التى فى المسرح القومى مثل عايدة عبد العزيز، محسنة توفيق ، فردوس عبد الحميد.
- وعن سر اختفاء هذه الطاقات عن المسرح وعن العمل قالت الفنانة عيادة عبد العزيز :
- نحن موجودون ولا نفعل شيئاً، محسنة توفيق اتهمت بأنها شيوعية وجلست فى منزلها لمدة 7 سنوات ثم عادت إلى المسرح.
- ومن الذى اتهمها ؟
- لا تدرى هل هم الناس القائمون على المسرح وهم محسوبين على الفنانين ؟ هل ... (تصمت) لا أدرى من الذى يتهم من ؟ لكن هناك أناس يحبون أن يكون كل شئ متوقفاً فى الفن وفى الحركة الجادة وهؤلاء لناس معظمهم من المسئولين عن الحركة للأسف الشديد.
- ثم أخذت بحماس الحب للفن تقول :
- اليوم تتم المهزلة يجرون وراء فتاة جميلة تصلح لأن تلعب أدوار الدور الواحد (الحبيبة) ويفرضونها علينا محسنة توفيق عادت إلى المسرح فى عمل (طائر البحر) تأليف (تشيكوف) ولأن العمل غير جماهيرى احضروا محسنة توفيق كى تصاب الإحباط والإحباط مستمر لأى فنان جاد. لكن مسألة أخرى أعود لمناقشتها مسألة التلميذة الفاشلة التى يحيطونها بالدعاية ويصنعون منها نجمة لا يمكن أن تخدع المتفرج الذكى. الفنانون الذين حفروا اسمائهم فى الصخر يجدون انفسهم يضربون فى ظهورهم وهم لا يدرون.
- سألتها : هل لابد وأن يكون لكل فنانة منتج أو أستاذ يقدمها ؟
- الفنان لا يحتاج إلى استاذ . أنا شخصياً ليس لى أستاذ أنا نادمة لأننى لم أعش فى عصر مسرحى أنظف وأنقى.
- والبديل ؟
- البديل لا أعرف ما هو . لابد أن تكون فى الزفة أو تجلس فى بيتكم والظروف التى يمر به الوطن العربى تدعوك للأسف كنت ومازلت أتمنى أن أى مسرحية تقدم فى مصر تقدم فى جميع أنحاد الدول العربية .
- ما رأيك فى انضمام فايدة كامل وماهر العطار للحزب الوطنى وانضمام جميل راتب وعبد الرحمن أبو زهرة للحزب التقدمى ومحمود ياسين وغيرهم فى حزب الرئيس ما رأيك فى هذه الظاهرة ؟
- أنا سأدخل الجزب الوطنى الديمقراطى لأننى أرى أن الفنانين أقدر على خدمة الشعب والفنان ثائر بطبعة وأنا ثورية وانا أؤمن بان العمل الفنى السياسى لابد وأن يكون واضحاً ومباشراً.
- صرخت الن تدوى من هنا وهناك. البديل عن السينما المصرية ما رأيك فى هذا؟
- الذى يستطيع أن يخدم الفن العربى بلغة مفهومة وبمستوى جيد فليتفضل ويفعل. نحن لا نمنع . السينما العربية لابد أن تظهر ويجب الغاء كلمة السينما المصرية والسينما السورية . يجب أن تكون السينما العربية فى مصر والسينما العربية فى سوريا.
- أحمد عدوية ؟
- أحمد عدوية إفراز شارع الهرم وليس إفراز مصر .. أحمد عدوية إفراز حالة القلق السياسية والاقتصادية .
- سمعت أن لك اهتمامات غنائية ؟
- ضحكت .
- صحيح أن بليغ حمدى كان يريد أن يجعلنى أغنى وعندما بدأت حياتى فى المسرح قدمت أغنية أم كلثوم مصر التى فى خاطرى ولو كنت مغنية لكان أفضل.
- ما رأيك فى آخر أعمالك ؟
- آخر أعمالى فى مسلسل زينب والعرض وأقدم فيه شخصية متطورة منذ أن بدأت فلاحة عندها 25 سنة حتى سن الستين يعنى شخصية متطورة درمياً.
- لو سألتك عن رأيك فى عدة أشياء..
- تفضل ..
- محسنة توفيق ..
- زميلة .
- أحمد عبد الحليم .
- ممثل رائع لم يأخذ فرصته حتى الآن.
- محمود ياسين .
- ممثل مسرحى . لم أشاهد له فيلماً.
- نجلاً فتحى .
- ......
- سعاد حسنى .
- ممثلة استعراضية .
- محمود مرسى .
- دبلوماسى سفير.
- فاتن حمامة.
- زوجة عمر الشريف.
- سعد الدين وهبه.
- وزارة الثقافة قليلة على براعته لخدمة الشعب المصرى.
- فنانات السينما.
- زوجات مطلقات وربات بيوت.
- معهد التمثيل.
- لابد وأن يغلق.
كتبه السيد حافظ
السياسة
29/5/1979م
0 التعليقات:
إرسال تعليق