Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

168السيد حافظ.. كتب للصغار ليتعلم الكبار!! أ.د سيد علي إسماعيل

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(168  )

 

السيد حافظ..

كتب للصغار ليتعلم الكبار!!
أ.د سيد علي إسماعيل

دراسة من كتاب

التنوع الدلالى فى مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج

" الجزء الأول"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


 

 

السيد حافظ..

كتب للصغار ليتعلم الكبار!!
أ.د سيد علي إسماعيل

كلية الآداب – جامعة حلوان

 

كتب السيد حافظ مسرحيته الاستعراضية الغنائية للأطفال تحت عنوان (سندباد سواح في البلاد)، ومن السهل التعرف على قواعد الكتابة للطفل – في هذه المسرحية – من خلال تحديد الفئة العمرية، أو الأغاني المصاحبة، ناهيك عن النصح والإرشاد وبعض التعاليم... إلخ العناصر المعروفة الواجب توافرها في مسرحيات الأطفال!! وبالرغم من ذلك، سيصعب على القارئ أن يكتشف أن المؤلف كتب مسرحيته للأطفال وللكبار معاً!! بل وسيندهش القارئ، عندما يكتشف أن السيد حافظ خاطب في مسرحيته عقول الكبار من المسئولين والسياسيين بخطاب وجهه إلى الأطفال!! الأسماء فعلى سبيل المثال، سنلاحظ أن أسماء الشخصيات في المسرحية، تنقسم إلى قسمين: الأول، أسماء خفيفة ظريفة سهلة النطق، محببة للأطفال، مثل: سندباد، بك باك، كوكو، توتو، كروان، شعبان، سلمان، عرفان. والقسم الآخر من الأسماء؛ جاء موجهاً للكبار، مثل: كحل العيون، قوت القلوب، دار الزمان، عين المكان، صوت الحنان، بحيرة الأمنيات.. إلخ. وهذه الأسماء المركبة – بما فيها من إيحاءات – لا تناسب الأطفال، بل تناسب الكبار!! فالطفل – عام 1996 وقت كتابة المسرحية – لا يدرك شعورياً وعاطفياً معنى (كحل العيون، وقوت القلوب، وصوت الحنان.. إلخ)!! التعاليم نجح المؤلف في بث بعض التعاليم الواجب غرسها في وجدان الأطفال، ولم ينس أن يغرس أغلبها في وجدان الكبار!! فعلى سبيل المثال نجده ينبه الأطفال – على لسان سندباد - بوجوب غسيل اليد قبل الأكل. كما أعطاهم المؤلف معلومة – من خلال حوار السلطان - بأن من يعيش في الماء، لا بد أن يكون له خياشيم، هذا بالإضافة إلى بث روح العمل الجماعي، عندما تكاتف الجميع لبناء مركب ضخم في ست ساعات. وفي مقابل ذلك، أكثر المؤلف من التعاليم الموجهة للكبار – والتي يصعب على الأطفال فهمها أو استيعاب ما فيها من معانٍ ومضامين – مثل قول كحل العيون: بأن " كروان جاي يتهجم علينا في نص الليل"، فيقول أحد الرجال لكروان: "عيب عليك لما تتهجم على الستات"! وهذا المعنى – رغم ما فيه من تعاليم للعادات والتقاليد الشرقية المتعلقة بالنخوة والشهامة.. إلخ – من الصعب أن يعيها الطفل!! كذلك كان استخدام العبارات الإسلامية والقرآنية، مثل "سبحان الله الذي علم الإنسان الخير والعطاء والسر في البقاء"، و"ويخلق ما لا تعلمون"، و" العبد في التفكير والرب في التدبير"، و" أنت إنسان وربنا كرّمك على كل المخلوقات". وهذه المعاني الإسلامية، ربما أراد المؤلف من ورائها الارتقاء بفكر الأطفال، وحثهم على التفكر والتدبر.. إلخ. وإن قبلنا هذا المنطق، فمن الصعب قبوله لبعض الأمور، التي تُعدّ بعيدة كل البُعد عن إدراك الأطفال، ومنها هذه العبارات: "ترضى أن قرد يتجوز بني آدم.. دا حرام.. حرام وما ينفعش"، وكذلك قول قمر الزمان: " دا مهما كان جوزي ولازم أقف جانبه"، وأيضاً المثل الشعبي: "ومن أمنك لم تخونه ولو كنت خاين".. إلخ. الغمز السياسي!! يجب أن أعترف بأن السيد حافظ من أزكى كُتّاب المسرح في مصر، وهو من القلائل الذين يثبتون على مبادئهم، مهما تغيرت الظروف والأنظمة!! فعلى الرغم من كون المسرحية مكتوبة للأطفال عام 1996، إلا أن من يقرأها يظن أنه كتبها لكبار المسئولين والسياسيين في عالمنا العرب!! في وقتنا الراهن.. وفي أحوالنا الحاضرة!! ومن أمثلة ذلك، قيام المسئولين في الدولة بالقبض على أم السندباد، بعد فشلهم في القبض على السندباد نفسه، حتى يجبرونه على تسليم نفسه!! وهذا الأسلوب هو المتبع من رجال الأمن في زمننا هذا في بعض بلداننا العربية!! كذلك الإشارة إلى أن كلام وأحكام القاضي ليس لها أي رد أو استئناف!! وهذا ما يتم الآن بالنسبة للمحاكمات العسكرية في عالمنا العربي!! وبهذا الأسلوب، نستطيع أن نفسر ونسقط على واقعنا العربي ما جاء في المسرحية من أقوال، مثل: قول السندباد لأمه: "شفتي الزمن اللي خلّى الشرير يتحكم فينا؟"، أو قول قوت القلب للسندباد: "مش حتصدق إن الفيل والأسد والنمر بيشتغلوا عند القرود خدامين"، فيرد عليها السندباد: "دا شيء كتير.. الأسد والنمر والفهد والثعلب بيشتغلوا عن القرد خدامين.. فين الأسد ملك الغابة.. فين النمر اللي تتهز له الأبدان.. فين مكر الثعلب اللي مشهود ومعروف في التاريخ.. معقولة يا ولاد.. إزاي يتغير الزمان والسادة يبقوا عبيد". فيرد عليه النمر قائلاً: " القرد ضحك علينا هو وأخوه ووقعونا في بعض لحد ما انتخبناهم واخترناهم حكام علينا". كذلك قول أم السندباد: "دي علامات القيامة.. القرود يتحكموا في البني آدمين"، وأخيراً قول السندباد: " آه يا زمن.. خليت للقرد مكان.. يتحكم في الإنسان". الهدف نجح السيد حافظ في توظيف كل ما سبق من أجل تحقيق هدفه من كتابة هذه المسرحية – سواء للأطفال أو للكبار – متمثلاً في (حُب الوطن)!! وهذا الهدف كان منتشراً في أغلب فصول المسرحية ومشاهدها، بحيث يكون واضحاً وظاهراً في ثنايا الحوار، وأقرّ به أغلب أبطال المسرحية. ومن أمثلة ذلك، نصيحة الآخرين لسندباد بالهرب، فيرد عليهم، قائلاً: " أهرب على فين.. فيه حد يسيب بلاده.. دا كل واحد بلاده أحلى البلاد في عينه". وعندما تندهش قوت القلوب وتقول لسندباد: "شيء غريب مش عايز تبقى أمير.. وتفضل ترجع بلدك سجين؟!"، فيرد عليها قائلاً: " هي بلادي.. أحسن شيء في الدنيا.. شمسها.. أرضها.. ناسها.. بخيرها وشرها.. هي بلادي". وتأكيداً على هذا المعنى، اختتم المؤلف مسرحيته بعبارة جاءت على لسان جميع الشخصيات، قالوا فيها: "أجمل بلاد الدنيا هي بلادي رغم الصعاب رغم المحن هي بلادي". هذا هو نص السيد حافظ، الذي كتبه للأطفال ليتعلم منه الكبار!!

 


 

 




 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More