Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

181(الشاطر حسن) مجلة " عالم الفن " 1 سبتمبر 1984 نقد وتحليل : عزت علام

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 181 )

 (الشاطر حسن)

مجلة " عالم الفن " 1 سبتمبر 1984
نقد وتحليل : عزت علام

دراسة من كتاب

التنوع الدلالى فى مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج

" الجزء الأول"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


 


 (الشاطر حسن)

مجلة " عالم الفن " 1 سبتمبر 1984
نقد وتحليل : عزت علام

 

فى الساعة السادسة من مساء يوم الأحد الماضى 26/8/1984 قدم مسرح الناس عرضه الأول لمسرحية (الشاطر حسن) على خشبة مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان , والمسرحية من تأليف السيد حافظ وإخراج أحمد عبد الحليم أستاذ الإخراج ورئيس قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية حضر العرض الصحفيون والنقاد والممثلون والممثلات والعاملون بالإذاعة والتليفزيون وجمهور غفير ملأ المسرح عن آخره حتى أنه لم يعد هناك موطناً لقدم فالكراسى الإضافية امتدت على طول ممرات المسرح وآزاء هذا الإزدحام رأى المشرفون على النظام أن تغلق الأبواب وبقيت أعداد كثيرة خارج المسرح وهى ظاهرة ملفتة للنظر لم تتكرر من قبل إلا فى عروض الفنان عبد الحسين عبد الرضا.. وسبب حضور هذا العدد الضخم من المشاهدين هو جاذبية أحمد عبد الحليم كمخرج والسيد حافظ كمؤلف حيث توقع الجميع أن يشهدوا عملاً فنياً راقياً يتسم الجودة.

المؤلف وفكرة المسرحية :

صحيح أن اسم المسرحية (الشاطر حسن) ولكنها لم تأخذ من الأسطورة الشعبية المعروفة سوى اسمها فقط فالسيد حافظ المؤلف من القلائل الذين يدركون تماماُ أهمية مسرح الطفل ودوره التربوى فى تنشئة الأطفال جيل المستقبل سبق له أن قدم مسرحية " سندريلا " من إخراج منصور المنصور وحصلت على جائزة أحسن عمل مسرحى للأطفال عام 1983 فى الاستفتاء الذى أجرته جمعية الفنانين الكويتيين بالإشتراك مع مجلة عالم الفن.

فالمؤلف السيد حافظ واحد من هؤلاء الذين يحترمون أنفسهم ويدركون تماماً أن للكلمة قدسيتها وسلطانها الذى لا يقهر.. ليس وافداً أو طارئاً على مجال الأدب فله عدة مسرحيات قدمت على خشبة المسرح فى مصر وبعض الأقطار العربية.

تدور فكرة مسرحية (الشاطر حسن) حول حكاية بسيطة.. الشاطر حسن ذلك الشاب الشهم الأمين.. الذى يجد كيساً من النقود فى السوق وعلم أنه فقد من الأميرة " ست الحسن " وعندما شاهدها من خلال سور القصر أيقن أنها صاحبة كيس النقود وأثناء محاولته تسلق السور بمساعدة زميله ألقى القبض عليه ووجد السلطان أن الشاطر حسن يشبهه تماماً فعرض عليه أن يتبادل معه الملابس ويحل كل منهما محل الآخر لمدة ثلاثة أيام وإزاء ذلك وجد الشاطر حسن نفسه فى قصر السلطنة وبين صولجان الحكم ومن ثم تدور الأحداث ليرينا الكاتب مفهوم الحكم عند رجل الشارع الذى عانى من الظلم هل يستأثر بالسلطة ليعوض أيام الحرمان أم أنه يظل أميناً مع نفسه كما كان مهما كان موقعه فى الحياة سواء وهو على رصيف الشارع أو على كرسى الحكم !!..

البناء الدرامى :

لا شك أن المؤلف كان مدركاً تماماً لأصول وقواعد الكتابة المسرحية ومن ثم جاء نسيج أحداث المسرحية متماسكاً غير مهترىء بدأت الأحداث صغيرة وناعمة تتناسب وعقلية الأطفال الذين كتب من أجلهم هذه المسرحية وإبتدأ التصاعد رويداً رويداً إلى أن تغيرت المواقع فصار الحمال سلطاناً والسلطان حمالاً.. هنا تكون المسرحية قد بلغت مرحلة العقدة أو الأزمة كيف يتصرف كل منهما فى موقعه الجديدة من خلال المفارقات التى أشاعت جواً من المرح اللذيذ بالنسبة للأطفال وهم يرون إرتباك الشاطر عندما يصبح سلطاناً وهو يتصرف بعفوية وفى نفس الوقت عندما يرون السلطان وهو غير قادر على معايشة الناس أو القيام بالأعباء التى كان يقوم بها الشاطر حسن هنا يعطى المؤلف قيمة ودرساً للأطفال فى أن العمل الشريف واجب وأنه يزيد من ارتباط الفرد بالبيئة والمجتمع وأيضاً يعطى أهمية لمفهوم العدل والحكم عندما أمر الشاطر حسن بالإفراج عن كل المظلومين وأعلن أنه لا ظلم ولا طغيان بعد اليوم وأنه رفض شروط الصلح مع مغتصبى جزيرة الحوت والتى كان اسمها جزيرة (الأمل).. هنا نلحظ أن المؤلف تعمد أن يعطى رموزاً وإسقاطات معينة من خلال اختيار هذين الاسمين اسم الجزيرة عندما تصبح فى يد المغتصب أسموها جزيرة (الحوت) دلالة على القدرة على الابتلاع ابتلاع كل شىء.. وعندما يستهجن الشاطر حسن هذا الاسم ويعلن أن اسمها الحقيقى جزيرة (الأمل) فالمؤلف يعنى بذلك الأمل فى الخلاص من كل ما نعانيه يمكن فى هؤلاء الصغار الذين يجب أن تعاد تربيتهم على أسس وقواعد سليمة وأن نرسخ فى أعماقهم مفهوم الحرية والأمانة والصدق والعدل.. وهنا يعلن الشاطر حسن الحرب من أجل السلام الحرب من أجل استرداد الأرض وتشارك مجاميع الأطفال مع الكبار فى خوض غمار الحرب.. وهنا يرسخ الكاتب مبدأ هاماً وهو أن كل إنسان مهما كان صغيراً أو كبيراً له دور فى تحرير الأرض وإستردادها من المغتصب.. مفهوم هذا الرمز يكون أكثر وضوحاً لدى الكبار وأقصد بهم أولياء الأمور أو من سيصحبون الأطفال لمشاهدة المسرحية بينما الأطفال سوف يجدون الرمز بسيطاً واضحاً من خلال الأغنية الحماسية وملابس الأطفال وهم يحملون السلاح أن الدفاع عن أرض الوطن واجب مقدس.. إذن الكاتب حمل النص العديد من القيم والمبادىء التربوية التى يجب أن نوليها عناية فائقة وأن نعمق مفاهيمها فى نفوس أطفالنا حتى يشبوا وقد رسخت تلك المفاهيم فى وجدانهم.. !!

لقد استند الشاطر حسن على القوة الحقيقية الكامنة فى الجماهير وعبر بعفوية عن رأى رجل الشارع وتلك رموز أخرى غلفها المؤلف (فى حبة بنبونى للأطفال!!) وتأتى فى النهاية لحظة التنوير أو الحل أو ما يسميه البعض بالنهاية جاءت أيضاً مدروسة بإتقان من قبل السيد حافظ وكأنه الدرس الأخير للكبار والصغار معاً عندما علم السلطان بإعلان الحرب اندهش تصور أن الدنيا قد (خربت) ولكنه فى النهاية أدرك أنه قرار صائب وسليم لأنه إستند إلى قوة حقيقية وهى جموع الشعب التى تستطيع أن تقف بقوة وصلابة فى سبيل استرداد الأرض المغتصبة وأن المخاوف لا تكمن فى نفوس الخائفين على الكراسى الوثيرة أمثال وزير السلطان حسان الذين كانوا يزيفون الحقائق.. بعد انتهاء الأيام الثلاثة تبدلت المواقع مرة ثانية ووضحت الرؤية تماماً أمام رجل القصر ورجل الشارع.. !! وعندما أراد السلطان حسان أن يكافىء الشاطر حسن رفض أن يأخذ أية مكافأة بل أنه سلم كيس نقود الأميرة ست الحسن إلى السلطان ليعطيه لها وهنا وكأن المؤلف يهمس فى آذان الأطفال.. نعم الأمانة.. لا تنسوا الأمانة والصدق.. يا أبنائى ونحن نبادله أيضاً الهمس لقد وضعت قدميك على أول الطريق الصحيح ونجحت فيما أردت أن تقوله لنا جميعاً يا سيد حافظ..

الإخراج :

قام بإخراج المسرحية أحمد عبد الحليم رئيس قسم التمثيل وأستاذ الإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية وهو واحد من المخرجين المسرحين العرب القلائل الذين يمنحون أعمالهم كل ما لديهم من طاقات إبداعية وفنية.. تاريخه الفنى يشهد له انه أحد أفراد مجموعة صغيرة يتربعون على عرش الإخراج فى عالمنا العربى طوال عشر سنوات استاذ فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت قدم خلالها أعمالاً فنية تستحق الدراسة المتأنية لما لها من سمات ومميزات خاصة.

الملفت للنظر حقاً فى هذه المسرحية أنها ضمت مجموعة كبيرة من الأطفال والكبار وهو الأمر الذى لم يحدث من قبل فى أى مسرحية عرضت على خشبة المسرح بالكويت تقديرى لهذا العدد أن يقترب من الخمسين إن لم يزد عن هذا الرقم على أية حال لقد إستطاع المخرج أن يسيطر على هذا العدد وأن يرسم " الميزانسيه " أو يخطط له على خشبة المسرح فإذا بتلك الجموع وهما أطفال صغار يؤدون الحركات كما رسمها المخرج تماماً ومن مميزاته أيضاً أنه لا يوجد سنتى متر واحد خالياً من الحركة على خشبة المسرح هذا بالإضافة إلى إهتمامه الشديد الذى ظهر فى إخراج الأغانى التى لعبت دوراً رئيسياً فى الحدث لقد جعلها أحد العوامل الرئيسية التى تساعد على نمو الأحداث الدرامية.. لم يلجأ أحمد عبد الحليم إلى أسلوب فانتازيا الإخراج أو الإبهار بل اتبع الأسلوب المباشر الذى يحرك العقل والوجدان وحتى لا يصرف الأطفال عن الأهداف الرئيسية للمسرحية ومن ثم يمكنهم متابعة الحوار دون أن يشتت أفكارهم ولهذا جاء انطباعهم عفوياً عندما كانوا يصفقون فى المواقف الحماسية التى شدت إنتباههم ولا سيما وهم يتابعون نشيد الحرب.. كان رمزاً موحياً من المخرج أن جعل الأطفال الصغار فى آخر مشهد من الأغنية يسلمون السلاح لمن هم أكبر منهم وكأنه يريد أن يقول إنه من أجل هؤلاء نقاتل لنعيش.. !!

هذا بالإضافة إلى أنه أحسن اختيار خليل فرج وعبدالله الطرموم ومحمد كاظم ليكونوا حراس السلطان فهم بأجسامهم الضخمة أشاعوا جواً من المرح لدى الأطفال ولا سيما عندما استخدم " الفلاشر " وهم يجرون ويتخبطون فى بعض على خشبة المسرح مع مصاحبة الموسيقى التصويرية المناسبة لهذا الموقف.. ومن الملامح الذكية أن المخرج ميز بين السلطان والشاطر حسن وهو شخصية واحدة يلعبها الفنان عبد الرحمن العقل بأن جعله يضع يده اليسرى على صدره عندما يكون فى موقع السلطان وتظل هكذا ملازمة لهذا الوضع.. ولا ننسى جهد المؤلف فى أن جعل الإضاءة عاملاً فعالاً ومشاركاً فى العرض بحسن التوقيت لاستخدام الألوان وفقاً لتطور الأحداث.

أما تدريبه للكبار ورسم الحركة لهم فقد كان شيئاً مميزاً مثلاً حركات أسعد سعيد رغم قصر دوره أنه كان ملفتاً للنظر.. لأنه رسم كاركاتير معين.. اتجاه الحارس إلى كرسى السلطان والنظر إلى الأرض مع الانحناءة بينما الكرسى كان خالياً عندما دخل الشاطر حسن لأول مرة بهو القصر وجلس على مقعد جانبى لم ينظر إليه الحارس بينما اتجه الكرسى مباشرة عندما سمع النداء عليه لأنه تعود أن ينحنى أمام السلطان ولا ينظر إليه.. هذه إحدى اللمحات الفنية الدقيقة من أحمد عبد الحليم وأيضاً ذلك المشهد الذى جعل فيه أحد الحراس خلف الديكور الذى صمم بطريقة فنية لكى يبدو فى بعض المواقف كأنه قضبان حقيقية عندما يقف خلفه شخص ما لأنه مصدوع بطريقة (الشبك).. فى الوقت الذى أعلن فيه الشاطر حسن الثورة على رجال القصر وقف الحارس الضخم خلف الديكور فظهر كأنه فى قفص الاتهام.. إنها بصمات أحمد عبد الحليم الفنية. الحقيقة أن إخراجه لهذه المسرحية كان ناجحاً نجاحاً كبيرياً ولولا ضيق المساحة المخصصة للموضوع لأسهبنا فى ذكر العديد من النقاط الفنية الخاصة بإخراج أحمد عبد الحليم (للشاطر حسن).

الموسيقى والأغانى :

كلمة صدق وعدل أن الموسيقى والأغانى لعبت دوراً درامياً حقيقاً فى هذه المسرحية وأن مؤلف الأغانى الشاعر عبد الأمير عيسى كان رائعاً وذكياً فى اختيار الفاظ ومعانى الكلمات التى تدخل ضمن نسيج المسرحية بحيث أن لا يمكن الاستغناء عن أى أغنية وإلا ظهر الخلل واضحاً ومن ثم جاءت الأغانى مواكبة ومعبرة عن الأحداث تصاعدت معها خطوة خطوة فإذا بالبناء الدرامى يتكامل وتتضح معالمه من خلال كلمات الشاعر عبد الأمير عيسى ومما زادها روعة وأداء وألحان غنام الديكان الذى يشارك أول مرة بموسيقاه فى مسرح الطفل.. حقاً إنها بادرة تستحق التسجيل لقد استخدم الجمل الموسيقية القصيرة التى يسهل حفظها وترديدها والتى تناسب الأطفال وكان جميلاً جداً أن نرى الأطفال وهم يتفاعلون مع الموسيقى والغناء فكانوا يصفقون على نفس النغمة بعفوية ظاهرة.

إن مساهمة الملحن غنام الديكان فى هذا العمل يعتبر علامة بارزة فى مسرح الطفل وأيضاً الحان عبدالله راشد كانت على نفس المستوى من الجودة والإتقان والتفهم لطبيعة الطفل.. ولا يمكن أن نغفل التوزيع الموسيقى التصويرية لحسين أمين والتى عبرت عن المواقف المتعددة خير تعبير وتأليف الموسيقى التصويرية لمسرحية محددة يكون أكثر جودة من الاستعانة بمقطوعات موسيقية مختارة.

الممثلون :

لقد أبدعوا جميعاً وأدوا أداء رائعاً ولا سيما الفنان عبد الرحمن العقل بطل المسرحية والفنانة استقلال أحمد التى تزداد تألقاً من عمل إلى عمل والفنان الخفيف (الدم) محمد جابر وأيضاً أجد الفنان كاظم الغلاف بصوته المميز فى دور الوزير الذى اتوقع له مستقبلاً كبيراً بصوته نسخة أخرى من صوت الفنان المصرى الراحل حسن البارودى إنه بجسمه الذى يمكن تطويعه لأداء الحركات الكوميدية وطوله الفارع يمكن أن يكون واحداً من نجوم الكوميديا لو كان موجوداً فى مصر من المؤكد أنهم سوف (يلتقطونه) ليكون (كومديان) محترف ولا ننسى هدى حمادة والثلاثى (الشيرمان)... خليل فرج ومحمد كاظم وعبدالله الطرموم.. !!

أما كل الأطفال الذين شاركوا فى هذا العرض فقد كانوا نجوماً لالتزامهم بآداء الحركات دون أى خلل ولشدة انضباطهم.

 

الفنيون :

لقد بذلت المخرجة المساعدة فاتن الدالة جهداً واضحاً هى وبقية الكاست , فنى الصوت عبد الهادى مال الله , الإضاءة.. جاسم الملا.. إدارة مسرحية البيلى أحمد.. مكياج.. عبده طقش.. ساهم فى تصميم الرقصات طاحون مع عبد الرحمن العقل.

وبعد :

لقد جاءت مسرحية " الشاطر حسن " أملاً واعداً وخطوة كبيرة تساند خطوات سبقتها على الطريق وما يزال الأمل يراودنا فى أن يتدعم مسرح الطفل بعطاء هؤلاء الذين يفهمون ويدركون أن الكتابة للأطفال رسالة مقدسة تستحق أن يبذل من أجلها الجهد والعرق فالحصاد وإن كان سيأتى متأخراً إلا أنه سوف يعيد صياغة الحياة من جديد.. !!

 





 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More