دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 155 )
تنظير نقدي لإخراج مسرحية
(قميص السعادة)
" كوميديا شعبية موسيقية رومانسية "
مقدم من
أ. م. د. محمد عبد المعطي محمد
دراسة من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
تنظير نقدي لإخراج مسرحية
(قميص السعادة)
" كوميديا شعبية موسيقية رومانسية "
مقدم من
أ. م. د. محمد عبد المعطي محمد
عضو هيئة التدريس بالقسم
إن الإبداع المسرحى للطفل هو أشق أنواع الإبداع، وتكمن مشقته فى ضرورة أن يدلى كلا من الكاتب وصانع العرض المسرحى "المخرج" وكل عناصر العمل المسرحى بخيالهم وحدسهم إلى عالم الطفل، أن يرون بعينه ويفسرون العالم بمنطقه الذى يختلف تماماً عن المنطق العقلانى والتجريدى الذى يحكم نظرة الكبار، وليظهر لنا فى النهاية العالم فى جدته وأيضاً فى برائته وألفته وغرابته.
" قميص السعادة " والكوميديا الشعبية الرومانسية :
إن مسرح الطفل يقترب في أعلى مراتبه من الكوميديا الشعبية الرومانسية. عرفنا ذلك في مسرحيات " حلم منتصف ليلة صيف" أو " العاصفة " أو " قصة شتاء " عند شكسبير، كما عرفناه في مسرحية "حدوته من حواديت العجائز " لجورج بيل و" الطائر الأزرق " لميترلنك، أو في " رسائل قاضي أشبيلية " لكاتبنا العربي الفريد فرج، وأخيرا نراه في " قميص سعادة " للسيد حافظ والتي تستقي مادتها من الفلكلور الشعبي العربي، وقد امتزجت فيها الحواديت والنوادر الشعبية بالألعاب المألوفة والأهازيج والأغاني الموروثة وحيث طرحت رؤية شاملة للوجود، وإن استغنت عن عنصر ثبات الأشياء. هذا العنصر الأخاذ المثير لخيال طفل ما قبل الثامنة والذي يختلط فيه الإنس والجن، بالطير والحيوان، بالمردة والسحرة، وتنطق فيه الزهور والأشجار وتسيطر المعجزات والخوارق والتحولات العجيبة في المواقف والشخصيات وذلك لعدم الحاجة الدرامية إليها من ناحية، ولأن الموضوع يدور وبثبات حول العلاقات الإنسانية للجماعات، ويتناول معاني العدل والخير والشر المجسد في النفوس. إن الفعل يدور في محور الإمكانيات التخيلية و الإمكانيات الثقافية والمكتسبات البيئية لطفل ما بين الثانية عشر والسادسة عشر.
ومن هنا كانت الكوميديا الرومانسية الشعبية هي أنسب الأشكال الفنية للتوجه إلى هذا النوع من الأطفال " الشبيه "، إذا أن أجواءها والأضداد فيها والعاطفة المشبوبة تمتزج في بوتقة خياله الخصب تحاكي الأسطورة والحلم.
في إطار الرؤية يكتسب الصراع المحوري بين الخير والشر في " قميص السعادة " مفهوما شاملا، ويتسع مفهوم الشر ليشمل كل القوى والنوازع التي تناهض الحياة مثل التسلط والجشع والقسوة والظلم والأنانية :
الوزير الوصولي الجشع.
القاضي المرتشي.
قائد الشرطة المستغل لسلطاته.
الطبيب المحتال المستغل.
وينبسط مفهوم الخير ليشمل كافة المؤازرة للحياة والخصوبة مثل : العدل والحب والجد والوفاء.
الأمير الباحث عن السعادة.
الأميرة الرافضة لظلم الوالد الجشع.
الوصيفة والخادم المخلصان حتى النهاية.
ابن الحلاق الباحث عن الحب ويناضل للحصول عليه رغم فقره.
أفراد الشعب الذين يلتفون حول أميرهم ليستعيد سعادته، ويستعيدون العدل.
" و قميص السعادة " تختار مادتها من الحكايات الشعبية، إذ أن الحكايات الشعبية – في أصولها – تستهدف الطفل في المقام الأول لما تحتوي عليه من عالم فانتازيا رحب.
لقد أدت هذه الخصوبة – خصوصية الخيال الخصب – إلى جعل هذا المصدر الشعبي الفني أهم مصادر الاستلهام للكتابة عموما.
إن التراث الشعبي – فنون مرئية وأدب وموسيقى - له القدرة على ملائمة الواقع. ولفنونه القدرة على أن تغير من ذاتها وتتجدد بشكل مستمر لا يتوقف عن صيغة بعينها. إن عناصره تحتضن أهم عناصر المحاكاة وبذور المسرح، عناصره تحتضن الأساطير والملاحم والقصص والحكايات والسير والمرائي والأغاني والحكم والأمثال، وهي عناصر تتسم بخصائص العراقة والواقعية والجماعية : " إنه الأدب الصادق الذي يخرج من الروح الشاعرة في داخل الإنسان " كما يقول يعقوب جرم.
وإذا كان مسرح الطفل كأدب فني ينبع من روح الفرد الشاعرة الواعية بالملتقي الصغير ذو الخيال الخصب، فإن استلهامه هذه العناصر الفنية في التراث يدعم هذا الخيال ويكسبه صورا إبداعية ودرامية ومسرحية لا حصر لها.
قميص السعادة و ألف ليلة وليلة
إذا حصرنا جملة المسرحيات التي تم استلهام موضوعها من حكايات ألف ليلة وليلة سنجد أنها تمثل الجانب الأعظم من المسرحيات العربية ذات الأصول الشعبية والتراثية، ويرجع هذا إلى تعدد موضوعات وثراء أفكار المصدر. وبدءا برائد المسرح العربي " مارون نقاش" (1817 – 1855) وانتهاءا بالكاتب السوري سعد الله ونوس في مسرحيته (الملك هو الملك) 1978، نجد السيد حافظ - ومن قبله عدد كبير من كتاب الدراما- يستلهم موضوعه أيضا من هذا المنبع الخصب (ألف ليلة وليلة). ولعل أشهر كتابنا الكاتب المصري المبدع الفريد فرج في مسرحيته حلاق بغداد (1964) و على جناح التبريزي وتابعه فقه (1969).
ومسرحيتنا قميص السعادة في تأثيرها بهذا المصدر فإنما تهتم بجماليات الصورة المسرحية وسحر أثرها والتي ظهرت في التجسيد على المسرح. إنها تنتقل إلى أماكن المسرحية الشعبية الساحرة في تأثيرها بالخيال والإبداع.
والمؤلف في انتقاءه للفعل المسرحي في غرابته وطرافته والأمكنة اللامألوفة إنما ليترك تأثيرا قويا غني بالخيال والإيحاء للطفل المشاهد يفوق لغة التعبير الكلامي ؛ بل وينحو نحو المسرح المعاصر اليوم في استلهامه للمادة التراثية هذا بجانب تميز " قميص السعادة " عندما تلجأ إلى عناصر القصص المتداخلة الغنية بالأحداث والتي تتميز بها حكايات السير الشعبية : الأمير وابنه السلطان من ناحية، والخادم دندش والوصيفة مرجانة من ناحية، يؤكدهما حكاية ابن الحلاق مع من يحبها ويعجز عن الارتباط بها.
أصداء رحلات البحث في " قميص السعادة "
وكما في معظم الكوميديات الشعبية الرومانسية فإن الرحلة تردد أصداءها في " قميص السعادة " :
رحلة بحث الأمير عن السعادة المفقودة.
رحلة بحث الوزير عن ابنته الهاربة من ظلمه.
رحلة بحث الشعب عن مخرج لخلاصه من اضطهاد رئيس الشرطة واستغلال القاضي
رحلة بحث أم سعيد عن ابنها التائه.
رحلة بحث الشرطة عن الطبيب شعبان لينفذ مخطط الوزير الشرير.
المنادي كدلالة ووسيلة للبحث.
إن رحلة البحث تمثل الخيط الرئيس الذي ينظم أحداث وعناصر " قميص السعادة". ويغدو موضوع البحث هنا سواء عن طائر أو قميص أو فتاة أو ماء الحياة رمزا شاملا للخير، أو الرخاء أو العدالة. و يغدو رمزا لقيمة إيجابية تتخطى الكيان المادي ويكون لذلك تأثيره العقلاني والوجداني العميق على الطفل.
" قميص السعادة " والتربية الهادفة :
إن قميص السعادة تستوحي الكوميديا الرومانسية الشعبية في مادتها وفي صياغتها فترقى إلى مرتبتها الفنية، وتتخطى بذلك التفسير المسطح للهدف التربوي في مسرح الطفل.
إنها تطرح تفسيرا ناضجا يرتقي بمفهوم التربية من التلقين المباشر الذي رأيناه في الكثير من مسرحيات الطفل المصري، ومن الخطابة الجافة المتعالية وضرب الأمثلة الساذجة إلى إخصاب الخيال وتنمية الحس الجمالي نصا وعرضا، وترتقى بمشاعر الطفل المشاهد وعقله حتى يتخذ موقفا إيجابيا تجاه ما يشاهده من أطراف الصراع بين الخير والشر.
والقصة المحلية التي استوحاها المؤلف من ألف ليلة وليلة نجد لها أصداء مشابهة في الأساطير العالمية، وقد أعاد المؤلف تشكيل خيوطها في نسيج جديد ممتع أثرى الإخراج المسرحي وذلك بالجمع ما بين الألفة والطرافة.
القصة تدور حول رحلة بحث أمير البلاد " حسان " وقد أصابه الشعور بالكآبة عن علاج ودواء يشفيه من علته، ولما كان يعي جيدا أساليب طبيبه المغرضة فإنه يجد طريق رحلته الحقيقي في النزول إلى شعبه الذي ابتعد عنه طويلا عله يجد في أحضانه الشفاء. يوهمه الوزير الشرير أن سعادته لا تكمن إلا بالعثور على قميص يلبسه هو قميص السعادة، والذي لا يملكه إلا أسعد سعداء البلاد ولأن شعبه يرزح وطأة الفقر والعوز و اضطهاد الوزير وأعوانه فإن أسعد سعيد هذا سيكون نادر الوجود، أو هو غير موجود بالمرة.
إن الأمير المدرك للحقيقة يجد أن سعادته الحقيقية لا تكمن إلا في حب شعبه، وهو عندما يمتحنه – متنكرا في ملابس صياد غريب – يجده مخلصا، بل يساعده على كشف المزيفين من موظفيه وأعوانه والمحيطين به من الذين أولاهم ثقته في الحكم والتحكم في مقدارات الناس. ولقد وجد أن السعادة الحقة لا يحصل عليها الإنسان في قميص أو سروال ولكن في العمل والإخلاص ومحاسبة المخطئين والأشرار. وتجمع الرحلة بطريق المصادفة بين عدة حكايات أهمها لقاءه مع فتاةٍ في السوق هي في الأصل ابنة الوزير الذي يريد أن يزوجها ممن لا تحب. ولكنها تكتشف فيه وهو الصياد الفقير المجد المناضل فتى أحلامها الحقيقي !
نظم الإخراج هذه الخيوط البسيطة مع مثيلاتها في نسق مسرحي بسيط ومشوق ويتسم بالغرابة التي أساسها الكوميديا والمواقف الرومانسية والمتناقضات نسق مسرحي يقوم على مبدأ تجسيد الصراع بين الخير والشر، الخاص والعام مستغلا كل إمكانات المسرح الاستعراضي من أداء حركي وغنائي وتمثيلي واستعراضي راقص وإبهار محبب في الموتيفات التشكيلية الثابتة والمتحركة في الديكور، وفي أداء الممثل الرشيق، ولا غالب عليه الكاريكاتورية من ناحية، وصدق العواطف الرومانسية من ناحية أخرى.
ولقد طعم العرض بنماذج منوعة من الألعاب والأغاني الشعبية، تلك التي صاغها فنيا الشاعر " مصطفى الشندويلي " فعمق البعد الفولكلوري من ناحية، والمعاصر التربوي من ناحية أخرى : " يظهر السلطان بسوق المدينة في المدينة في ملابس صياد فقير.. دندش في ملابس المعلم مختار.. الباعة في السوق يغنون " :
المنادي : قرب.. قرب.. قرب جرب.. جرب.. جرب
بائع 1 : بلح الشام يا حلاوة بالسكر متشرب
المنادي : ياللا يا مرزوق خشي على السوق
قولوا.. هيه.. هيه.. هيه
بائع 2 : شربات برقوق.. أتفضل دوق
قولوا.. هيه.. هيه.. هيه
الحاوي : توت توت.. حاوي توت
اسمي حسين أحمد شلتوت
نون.. حاوي توت
من ودني بأطلع كتكوت
توت توت.. حاوي توت
أخد قرش.. أخليه حوت
أكل العيش مر يا أستاذ.. لما نجوع نتعشى قزاز
وأما بنعطش نشرب جاز.. لا بنتعور ولا نموت (الخ)
توت.. توت.. توت
ومن الأهمية في هذا العرض، فإن الصياغة الشعرية تميزت بالدرامية وأصبحت جزءا من الحوار المغنى والذي يمثل جزءا من النسيج الدرامي الأساسي، ولم تعد مجرد غنائيات تحشر في الفواصل المسرحية. ومن هنا تكاملت عناصر الكوميديا الرومانسية الموسيقية في هذا العمل. وقد تكاتفت جهود الشاعر مع جهود الملحن الذي قدم للطفل صورا موسيقية بسيطة تتناسب مع إحساسه الخاص البسيط بالإيقاع والنغمة، وأيضا في رشاقة وسرعة تناسب والإيقاع الطبيعي الخفيف لحركة الطفل، وأيضا الكوميديا الخفيفة في هذا العمل.
لغة الصورة المسرحية في قميص السعادة
إن اللغة الشعرية النثرية على بساطتها منغمة وموقعة دون رتابة قد جانبها لغة الصورة المسرحية المرئية في الفراغ المسرحي وهي تنأى عن التجريد والتعقيد ولقد سعيت كمخرج أن أوصلها إلى الطفل في سلاسة وطرافة بحيث تتفتح من ناحية على الشعر الراقي، ومن ناحية على الهزل الشعبي الفكه. و على سبيل المثال فإن افتتاحية المسرحية تبدأ بمجموعة شعبية تضم أطفالا وكبارا وأقزاما ولا عبي سيرك وحواة وتدعو المشاهدين إلى رحلة البحث عن السعادة. وهنا، ولأنها بداية لابد أن تكون مشوقة وطريفة فقد اشتركت فيها الأقنعة البشرية للنماذج الشعبية المألوفة وكذلك العرائس العملاقة يلبسها اللاعبون وتحرك بحركتهم صعودا وهبوطا وانثناءات، مما أعطى ذلك الكثير من الطابع الهزلي والمشوق.
وتلعب صورة الديكور الشرقي الطابع في سحره وألوانه الساخنة دورا فعالا في الولوج إلى عالم الأسطورة والحدوتة الشعبية بمجسمات وأبنية لها طابع الواقع الخيالي في المقدمة. أما الخلفية فللمدينة بأبنيتها الفقيرة والغنية وقبابها الإسلامية الجميلة. والصورة المتحركة هنا هي هذه الوحدات المجسمة عندما يتغير المكان من الساحة الشعبية إلى القصر، إلى السوق، إلى حجرة، إلى السجن، بينما وفي أوقات متفاوتة تتحرك في الخلفية أقمار ونجوم تجوب المكان صعودا وهبوطا. حركة سيارة تضفي الجو الشاعري الرومانسي الأخاذ على شعبية المكان.
الشخصيات :
في كاريكاتورية واقعية رسم الإخراج أنماط الشخصيات تترجم حال الشخصية لتصل إلى الطفل سهلة وواضحة وساخرة في نفس الوقت، فاختيرت على سبيل المثال لا الحصر أنماط الجنود الكسالى ورئيسهم أنماط تتنافر أجسامها ما بين قزم وفارع ونحيف وسمين فتحقق، من ناحية هزلية، ومن ناحية أخرى معنى الكذب والاحتيال المرغوب توصيله من خلالهم.
ولقد حرص الإخراج على الاختيار الدقيق شخصية المهرج دندش بالذات لتحقيق صورته المألوفة في الفولكلور المصري العريق في تناول مثل هذه الشخصيات، حيث جاء سليط اللسان، نحيف جدا، سريع الحركة، سريع البديهة، و يملك لغة جسدية عالية، ويجيد
البهلوانية والأكروبات، وهو خفيف تماما وهو في دخوله على المسرح ينقلب دائما كل ما هو سوي من موجودات وأفكار وحوار إلى فوضى محببة إلى المشاهد. وأعتقد كمخرج أن الممثل الذي اختير قد نجح إلى حد كبير في تحقيق ذلك للعمل، وهو الممثل (علاء عوض) الممثل الهزلي الذي يجيد لغة الحركة والجسد ويجيد الرقص بشكل كبير.
وشخصية رئيس الشرطة حرص الإخراج على أن تكون شخصية مضادة لشخصية دندش شكلا وموضوعا، وإن اجتمعا في خفة الظل، ولكنهما في النهاية يكونان ثنائيا متنافرا: هذا في ذكاءه وخفته والآخر في ثقله الجسمي وغباءه وعنجهيته، هذا في عطاءه وهذا في شحه واستغلاله وتدليسه. وقد لعبه الممثل " ماجد الكدواني " بتكوينه الجسمي الهزلي بتوفيق.
وتتوالى الشخصيات. الأميرة الرقيقة ذات الصوت الطفولي ولكنه يجلجل متمردا عندما تغضب من أبوها الوزير الذي يريد أن يظلم قلبها ويستغلها لمصالحه، وقد لعبته ممثلة شابة هي راندا بتكوينها الشرقي الأرستقراطي وحركتها التي تتسم بالطفولة والأنوثة في وقت واحد. ثم الوزير الجشع اختير له ممثلا يتميز بحشرجة في صوته وحدية وعصبية في حركته، وقسوة في أداءه ولكن في نفس الوقت خفة في ظله عندما يتخابث ويتآمر وينهي ويأمر، والذي مثله باقتدار الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة. أما القاضي الأفاق والذي رسم الإخراج صورته أن يكون قصيرا لئيما داهية ذو حركة قافزة بين جنوده الفارعي الطويل، ويجوب الأسواق محمولا على محفة لا قاعدة لها، فقد جسده الممثل إيمان الصيرفي فحقق هذه المعادلة بإمكانياته الجسدية المناسبة والعصبية.
تتوالى الشخصيات تتقدمها الأنماط الشعبية من تجار وحواة وبائعين جائلين ومنادين وصناع حرفيين وراكبي العصي وجمهرة الأطفال ومجاميع الأقزام.. لتكون ممثلة لأنماط هذا الشعب. وفي الوقت الذي يجسد فيه جنود الشرطة العنجهية والتسلط والتخبط في لحن كاريكاتوري يذكرنا سيد درويش الساخرة اللاذعة، فإننا من جانب آخر نجد اجتماع الشعب حول لحن عاطفي أمومي يجسد فقدان أم سعيد لطفلها في زحام السوق والحياة ؛ لحن يحمل كل معاني الفقدان التي يعاني منها الأمير. ويجسد لحن آخر معاني التضامن عند الشدة وآخر ثورة الناس على الطغيان ومناداتهم بالتغيير ؛ تغيير الشرطة والقاضي والمحتسب وأعداء الحياة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق