Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

228 السيد حافظ فى سيمفونية الحب بقلم فيصل صوفى

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 228 )

 السيد حافظ فى سيمفونية الحب
بقلم
فيصل صوفى 

دراسة من كتاب

  تمظهر التجديد في بنية السرد في القصة القصيرة
 
                    السيد حافظ نموذجا  

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى




السيد حافظ فى سيمفونية الحب
بقلم
فيصل صوفى 
تـوطـئـة .. 
من أعماق المآسى الإجتماعية، ينبثق مختلف أشكال المعاناة الإنسانية، فيلتقى الفقر مع الثورة على رصيف "التفاؤل التاريخى" العظيم، وينسجان خيطاً كثيفاً من أمل ثورى شفاف، يلتمع – وهجاً – فى أفئدة المحرومين بهجة النهار العريضة، وحينما يتوحد غضب الفقر مع سوط القهر فى لحظة تاريخية مضيئة.. ينتصب - الأدب - شاهداً عصرياً على ضمير الشعب المقاوم، فرعنة الرموز الوثنية المعلقة على بوابات الواقع العربى المشرعة.
وتترحل الكلمة / اللغم مسافرة فى وجنات العذارى وحدقات الغلابى، تحت جناحى نورس مهاجر.. يحوم حول نهور العشق والخلاص والثورة.. فتزرع شرار الزعر.. ينسف جحور الجرذان الليلية، وتنقش جذوة الأمل فى صدور العشاق الجدد ممن نبتت لحاهم، أو استدارت نهودهن.. فوق حشائش الوطن المزروع فى الذاكرة العربية المفجوعة.
"السيد حافظ".. طائر نورس جوال.. افتعلته خماسين القهر.. الكوشة سماء مصر الجميلة.. فنزح لا يحمل بين جنباته الكسيرة، سوى عشق قديس متفان، وغضب بحر هادر وسذاجة فلاح مقهور.. زاده إيمان عريض بعظمة البسطاء وسلاحه، كلمة ملغومة.. تزلزل الأرض تحت عروش الفراعنة الجدد، سارقى الأمن من عيون الجياع.
والسيد حافظ أحد الأدباء المصريين التقدميين، ممن عالج الكتابة المسرحية والقصصية، الملتزمة لقضايا وأمانى وتطلعات شعبه المصرى المناضل، فى التحرر والديمقراطية والسلم والتقدم الاجتماعى والاشتراكية.. وقد شدنى إليه عقب اطلاعى على مجموعته القصصية القصيرة الموسومة بـ"سيمفونية الحب" مما دفعنى إلى استلهام هذه التوقعية النقدية – السريعة. رغبة من مشاركة القارئ.. متعة الإنصاب الأدبى إلى صوت تلك السيمفونية الجميلة :
مدخـــل .. 
ضمت "سيمفونية الحب" بين دفتيها، اثنتى عشرة قصة قصيرة. النقدية الموضوعية الشاملة فى سائر قصص هذه المجموعة.. إذ أن تلك.. تستوعبها –فحسب– الدراسات النقدية المطولة ولها مجال النشر الخاص بها.. وعليه فقد عقدت النية على اختيار نموذج قصصى واحد فقط، للاستدلال النقدى بوساطته على العالم الفنى والفكرى لهذا القاص المصرى القدير.. 
توقيعـه نقديـــة
"الثمن" عنوان القصة التى اخترتها.. لافتتح مراسيم اللقاء مع الأديب "السيد حافظ" .. علماً بأنه – نفسه – قد اختارها كذلك.. ليفتتح بها مجموعته القصصية القصيرة وانطلاقاً من هذا الأساس الفنى المشترك.. أبدأ بدورى فصول اللقاء الأول.
الحق أقول.. لم أجد سوى "الثمن" شاهداً أدبياً متميزاً.. على براعة القاص الفنية.. وتفوقه القصصى.. حقاً إن قصص المجموعة الأخرى تضعنا أمام قاص مقتدر، وكاتب مجيد.. غير أن "الثمن" هى الأكثر تأكيداً أدبياً على نبوغ موهبته القصصية المبدعة. أما.. لماذا؟.. فالإجابة فى طى السطور اللاحقة.. 
"الثمن".. نتاج تداخل فنى بين الأزمنة والأصوات والرموز والمستويات والشخوص والعلاقات.. المركبة. أتقن فيه – القاص – توظيف عنصر الإثارة الفنية عبر تطويعه لجماليات الشكل اللاليجورى المتعددة فأقام البناء الفنى للقصة على ثلاثة مستويات موضوعية متشابكة فى علاقة رمزية شعورية مركبة.
ففى المستوى الموضوعى الأول، نصدف السلطة السياسية الغاشمة.. برموزها البوليسية القمعية الشرسة.
وفى المستوى الموضوعى الثانى، نلتقى – سعاد – المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية من قبل أزواجها الأربعة "على السنمودى". وفى المستوى الموضوعى الثالث، نلتقى.. الأزواج الأربعة المقيمون فى (25 شارع الاسكندرانى – محرم بك – شقة 5) وقد اتهم هؤلاء الأزواج الأربعة "زوجتهم" المدعوة – سعاد – بالخيانة الزوجية لهم.. معهم.
وتؤسس تلك المستويات المتداخلة على علاقة رمزية محورها.. "الخيانة" واعتبارها.. امرأة شريفة لا غبار على سمعتها أو سلوكها.. غير أننا نعرف هنا بأن "سعاد" فى هذا الصعيد الرمزى.. مجرد "امرأة أمية، خرساء، بكماء، صماء.. أصيبت بالمرض منذ أعوام مضت.. "
وعلى صعيد العلاقة الفنية بين المستوى الأول والثالث: (السلطة – على السمنودى) تلصق السلطة التهمة بالأزواج الأربعة.. فتصدر حكماً تعسفياً بحقهم وبحق محامييهم الشاب المسمى "على السمنودى" – كذلك- فتآمر بسجنهم جميعاً!!
وعلى صعيد العلاقة الفنية بين المستوى الثانى والثالث (سعاد – السمنودى) فقد تزوجت سعاد "بعلى السمنودى" الأول فى عام 1918 وأنجبت كثيراً من الأطفال.. 
وتزوجت فى الثلاثينات "بعلى السمنودى" الثانى وأنجبا خمس فتيات جميلات.. 
وفى عام 1947 زفت إلى "على السمنودى" الثالث وأنجبت منه طفلين، أما "على السمنودى" الرابع فقد اقترنت به فى الخمسينات ولم ينجبا.. إذن فسعاد زوجة شرعية "للسماندة" الأربعة.. رغم ظاهر الحيرة الفنية المربكة الذى يبدو على مستوى الحدث الدرامى العام فى القصة وحبكتها الرمزية ذات البعد الفنى السياسى الخاص.
لقد أتاح القاص من خلال مقدرته الفنية البارعة على استخدام أدواته التكنيكية والجمالية.. إمكانية النفاذ بشفافية بالغة إلى أسرار عالمه الفنى بعلائقه الرمزية المتداخلة.. عبر توظيفه للإشارات التاريخية المتحددة ودقته فى بناء المعمار الفنى لشخوصه الرمزية ذات المداليل الطبقية والاجتماعية.. فالشخصية الرئيسية: "على السمنودى" المتفرعة إلى خمسة أبعاد فنية ذات تكوينات طبقية.. هى :
على.. العامل/ على.. الشاعر/ على.. الصحفى/على.. الطالب/على.. المحامى. هذا (العلى) رمز فنى يدين القاص من خلاله عسف السلطة الرأسمالية الطفيلية الحاكمة فى مصر واضطهادها عبر أجهزتها البوليسية والطبقية القمعية.. مختلف التنظيمات النقابية الوطنية والديمقراطية المصرية العاملة الثورية مصر،
المستويات الموضوعية الثلاثة المشتركة. وهى :
(الاسم والعنوان والزوجة)
أما الشخصية الرمزية الأخرى.. "سعاد" .. فقد حفر القاص معالمها الفنية والموضوعية بحرص فنى بالغ.. تمثل فى البناء الإزدواجى المركب لها.. ففى البعد الفنى الأول.. نصدف "سعاد" الرمز الجمالى لمصر/ السلطة الحاكمة.. والتى جرها المرتدون إلى دائرة الصفقات التآمرين والتطبيعية.. مصر / السلطة التى ارتكبت جرماً مشهوداً بخيانتها التاريخية لمصر/ الشعب والثورة.. وهذه (المصر) هى التى تبرأ منها "على السمنودى" بينما دفعت عنها (السلطة) وصمة الخيانة وبرأت ساحتها!! غير أن القاص وهو يمسك بخيوط أحداث قصته وشخوصها بمستوياتها الرمزية المختلفة.. يضئ لنا الموقف الفنى عبر إشارة رمزية ذكية ذات بعد سياسى وتاريخى صارخ.. إذ أن السلطة الرجعية فى مصر لم تتمكن – فى تقديره – من تنفيذ مخططاتها الشيطانية ضد الشعب المصرى البطل إلا فى مرحلة تاريخية حرجة فرضت خلالها سيطرتها.
لظروف غير طبيعية.. أما (سعاد).. زوجة – السمنودى –الحقيقية.. الشرعية – رمز صلابة مصر الفتية التى تبقى طرية كغصن لبلابة ندية، قوية كهدير إعصار كاسح.. فهى تلك التى تمضى مع "أزواجها الخمسة – على السمنودى" إلى معتقل السلطة الرجعية الفاسدة وتواصل نضالها الوطنى والقومى الطبقى الشرس ضد رموزها العفنة المرتدة.. 
لنقرأ خاتمة القصة لنقف على مقدرة القاص على التكثيف الفنى ذى التكوين الرمزى البليغ :
"جلسوا فى عربة السجن خمس أفراد أولهم عامل والثانى شاعر والثالث صحفى والرابع طالب والخامس محامى وعربة السجن تقطع كورنيش البحر لتصل إلى السجن"
إن "الثمن" نداء الضمير الوطنى الصادق.. المرفوع إلى الضمائر الوطنية التى لا تزال تنبض فى أعماقها خفقات قلب مصر الكبير.. فى زمن يتنفس برئة الخيانة.. وقد حذق القاص رفع النداء بحر الدم إلى كل من "كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!!".
17 يونيو 1981 – 14 أكتوبر عدن
اليمن الديمقراطية

 





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More