دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 150 )
دراسة حول مسرح الطفل
عند السيد حافظ
محاضرة ألقاها د. نادر القنة
دراسة من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
دراسة حول مسرح الطفل
عند السيد حافظ
محاضرة ألقاها د. نادر القنة
الإسكندرية 10 أغسطس 1988
بقاعة قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية
نظم المسرح التجريبي بالإسكندرية ندوة ألقاها الناقد د. نادر القنة الفلسطيني الأصل والكويتي النشأة عن مسرح الطفل عند السيد حافظ أدار الندوة محمد رخا رئيس جماعة الأدب العربي، وأقيمت الندوة مساء الأربعاء من أغسطس بقاعة المحاضرات بقصر ثقافة الحرية وسبق الندوة عرض لمشهد من مسرحية (امرأتان) تأليف وإخراج السيد حافظ (المشرف على المسرح التجريبي ومدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام بالإسكندرية). حضر الندوة أحمد المناعي الناقد البحريني، كما حضرها لفيف من النقاد والأدباء من إعلام الإسكندرية منهم الدكتور / محمد عزيز نظمي، والدكتور/ أحمد علي جويلي، وعبد الله هاشم، وكمال عماره، وتحدث الناقد د. نادر القنة قائلاً:
الحديث عن مسرح السيد حافظ في دولة الكويت حديث شائق وطويل ولن أكون مبالغا إذا قلت أن الحديث عن تجربة السيد حافظ في المسرح الكويتي هو الحديث بذاته عن تجربة مسرح الطفل برمته في دولة الكويت لأن السيد حافظ هو صاحب الكم الأكبر والكيف المنوع والأفضل داخل بنية هذا المسرح.
ولعلنا نستطيع أن نتلمس ذلك، وحدود ذلك من خلال معرفة مسرح الطفل في الكويت قبل السيد حافظ ومعرفة مسرح الطفل في الكويت بعد أن ترك دولة الكويت وعاد ثانية إلى بلاده.
قبل السيد حافظ جاء مسرح الطفل في الكويت في بداية عام 1975 من خلال بعض الأصوات التجارية، والمؤسسات الفنية التجارية والتي طالبت بإيجاد مؤسسات مسرحية خارج نطاق المسرح الحكومي أو مسرح الدولة، فعندما سمحت دولة الكويت بوجود مثل هذه المؤسسات الرسمية ووجود مثل هذه الشركات التي تعمل لحسابها الخاص جاءت السيدة عواطف البدر وأسست مسرحا يسمى (مسرح الطفل) ومؤسسة تعني بشئون الطفل وتقدم تجربة الطفل، فنشأ مسرح الطفل في الكويت مسرحا تجاريا محضا فلا للأصوات الحكومية فيه، ولا للأجهزة الرسمية في إنشاء هذا القسم. فهي إذن مسئولية جسيمة أن يبدأ إعداد النشء وتجهيز هذا النشء في ظل ظروف تجارية، إنها كانت مسئولية عظيمة لمن يعرف الثقافة.
قدمت عواطف البدر أو قدم مسرح الطفل بصفة عامة في دولة الكويت قبل السيد حافظ خمسة عروض، أبرزها كان من إخراج منصور المنصور السندباد (لمحفوظ عبد الرحمن) وللكاتب خالد الخشان ألف باء تاء – قفص الدجاج – (الكاتب كويتي هو محمد عبد الله) – والبساط السحري ومصباح علاء الدين وهذه المسرحيات الخمس كانت مسرحيات ذات قيم تربوية تعليمية لا تحمل أكثر من ذلك ولا تقدم من ذلك – نصوص تقليدية لا جديد في تقدم الحكايات البسيطة ودون أن تحمل رؤية معينة تخدم الطفل في مستقبله، أو ترسم وعيا لهذا الطفل. عروض كانت محفوفة بالمخاطر خوفا من الفشل، كانت محفوفة بكل شيء في الإنتاج في التقديم، والعناصر التي شاركت في تقديم العروض كانت جميعها مبتدئه، فلم يتدخل النجوم في هذه العروض.
هذه العروض حاولت أن تقدم مسرح الطفل في الكويت. العروض الخمسة أي ما قبل السيد حافظ كانت عبارة عن برواز لتقديم الجماهير في الكويت بمسرح الطفل لأنه لم يكن معروفا لدينا هناك شيء اسمه مسرح الطفل على المستوى التطبيقي، و إن كنا نقرأ عنه على المستوى النظري أو مستوى الكتاب الصحفية من خلال المسارح العربية والأجنبية الأخرى مثل مصر ولبنان وسوريا... مسرح كان يفتقد لكل القيم الجمالية والفكرية تأسس على الإبهار الزائد عن الحاجة، والإضافي والمفتعل أحيانا أخرى بقصد جذب الجماهير لهذا المسرح. هذا هو حال مسرح الطفل في الكويت قبل السيد حافظ ومن هنا يحق لنا أن نتساءل لماذا دخل السيد حافظ مسرح الطفل في الكويت وهو بالأساس جاء من بلده إلى الكويت وهو كاتب تجريبي طليعي كان يكتب المسرحية التجريبية. المسرحية الطليعية. ولم يسبق له أن تعامل مع مسرح الطفل على حدود ما كنا نعلم ومازلنا نعلم في الكويت والسؤال يبقى مطروحا لماذا ترك السيد حافظ عالم الكبار واتجه إلى عالم الصغار ؟
هل هناك فلسفة معينة لدى هذا الكاتب أم أن هناك موجه بدأت تعتري المنطقة اسمها مسرح الصغار أم أن مسرح الصغار هو الأسهل في التقديم. ومسرح الكبار هو الأصعب في التقديم وفي الطرح؟ طبعا كل هذه التساؤلات تعيدنا إلى الوراء قليلا لندرس المؤثرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي شكلت البُنى الأساسية لدى توجه السيد حافظ الكاتب مسرحي.
في البداية عندما جاء السيد حافظ إلى الكويت يعتبر هو من أبناء نكسة 67. من الجيل المطحون الذي طحنته هذه النكسة.. فعندما جاء إلى الكويت كان صاحب ثقافة قومية متنوعة ممتزجة بثقافة مصرية أصيلة وبثقافات عالمية أخرى.
السيد حافظ في دراسته الجامعية بقسم الفلسفة أكتسب المزيد من القدرة على الاستنباط واستخراج الأحكام بمرونة عند قراءته للإشكاليات والمسائل المعقدة أو عند قراءته لأي إشكالية واقعية خاصة الوعي السياسي المبكر ودخوله معترك السياسة منذ أن كان شابا، ومعرفته بالأرضية السياسية في الوطن العربي. هذه البُنى الأساسية هي التي شكلت مسرح السيد حافظ قبل أن يأتي إلى الكويت من هنا نعيد ترجمة السؤال مرة أخرى إذن لماذا ترك مسرح الكبار واتجه إلى مسرح الصغار؟ باعتقادي، وربما هذا ما أجزم به، أن السيد حافظ دخل مسرح الطفل عن قناعة تامة بحيث أنه رأى من العبث مخاطبة أبناء جيله ؛ أبناء نكسة 67. هذا الجيل المطحون أو الجيل التالي له بلغه عصرية ذات قيم فكرية معينة لأنه جيل عصر الهزيمة والانكسار والتردد والخوف. أنه يخاطب الجيل الثالث الذي ينتمي لسنوات النكسة ميلادا لا فعلا وممارسة وتخاذل. الجيل الذي ولد في نهاية الستينيات ومطلع السبعينات، الجيل الذي فتح عينه وستار الهزيمة قد خيم على وجوهنا جميعا، الجيل الذي سيكون في يوم من الأيام شاهدا على حياتنا السياسية والعسكرية.
السيد حافظ أراد أن يخاطب ذلك الجيل القادم المسلوب حقه، الجيل الذي يملك الأمل كله. بل هو الأمل في الخلاص والبقاء والتحرير. من هذا المنطق ومن هذه الفلسفة كانت لدى السيد حافظ قناعة تامة فعلا لأن يترك عالم الكبار ويتجه بكل ما يملك من أدواته الفنية، وأدواته الأدبية، وبما يملك من فكر لمخاطبة عالم الصغار لأنه ظن وأعتقد أن أبناء النكسة من العبث أن يستمعوا ومن العبث أن يصلحوا، ومن العبث أن يتمردوا على هذا الواقع لأنهم أصبحوا عاجزين عن تغيير هذا الواقع.
وقد أكد السيد حافظ فلسفته هذه بمعنى آخر، حينما التقيت به في نهاية صيف عام 1983 في الكويت، سألته عن رأيه بصراحة في مستوى ما يقدم من أعمال مسرحية في الكويت قال حينها لو كنت مسئولا عن التقييم أي تقييم العروض المسرحية كالرقيب مثلا لمنعت بعض المسرحيات وحاكمت بعض من يقدمونها محاكمة أدبية، وفرضت على نتاجهم الإقامة الجبرية بحيث لا يخرجون بمسرحياتهم هذه إلى الخارج أي خارج الكويت وصادرت أفكارهم، وحرمت الأطفال من مشاهدتها. هذه الصراحة عند السيد حافظ هي التخوف بذاته على الجيل القادم. هذه التساوي من السيد حافظ على كل الفساد المسرحي الذي يقدم ومازال يقدم كان تخوف ورغبة منه حتى لا يساء فهم ذلك الجيل. وحتى لا نسير بذلك الجيل سيرا مغايرا لطموحاته وطموحات أبناء جيله أبناء النكسة من المثقفين العرب، الذين أرادوا لذلك الجيل أن يكون على عكس ما هو كائن عليه نستفيد من مقولة السيد حافظ هذه أنه يريد أن يحقق لذلك الجيل القادم وهو جمهور الأطفال درجة عالية من الطهارة الفكرية، بحيث لا نسقط على عالم الصغار فشلنا السياسي والاقتصادي والعسكري أو قهرنا الاجتماعي، ولا نلطخ عالمهم بهمومنا الذاتية ومشاكلنا المعقدة. إنه يريد إعادة هيكلة الجيل العربي القادم وبنائه جيلا عربيا، يملك القدرة والإمكانيات على تغيير الواقع وقلب المعتقدات الفكرية والسياسية والاجتماعية. جيلا يحمل شهادة براءته مما صنعناه واقترفناه، كما يحمل شهادة انتماء القومية تلك القومية التي تبعثرت مبادئها و تبددت أحلامها في يد من أسقطوها في نكسة 1967. لم يدخل السيد حافظ مسرح الطفل دخولا عفويا، كما يرى البعض عندما ظهر في الساحة الفنية، بل كان دخوله قصديا وبوعي شديد. وما يدل على ذلك أنه درس مسرح الطفل في الكويت والعالم العربي دراسة نظرية، وتطبيقية واعية قبل أن يكتب حرفا واحد في هذا المسرح وهذا قلما يحدث لأي كاتب من الكتاب أو شاعر أو باحث أو كاتب روائي.
وحينما سألته في صيف 1983 عن رأيه في مسرح الطفل في الكويت قال:
دخول مسرح الطفل من ثلاثة منافذ :
1- نافذة الإيمان بفكرة.
2- ونافذة حسن النية في تطوير الفكرة ومحاولة اجتيازها.
3- ونافذة الربح المادي.
إذن السيد حافظ رصد الساحة الفنية رصدا دقيقا، وعرف المنافذ التي دخل منها مسرح الطفل داخل المجتمع، وداخل بُنية المسرح في الكويت وما أستطيع أن أؤكده في هذا اللقاء أن السيد حافظ دخل مسرح الطفل في الكويت بوعي واقتدار شديد، وبعد دراسة سابقة بقصد التطوير، لا أقول حسن النية، ولكن أقول الرغبة والإصدار في التطوير والتعميم على المستوى القومي. و السيد حافظ فهم مسرح الطفل كما فهمه مارك توين، ولكن برؤيته العربية القومية التي تتناسب تناسبا تكامليا مع الواقع ومع احتياجات الطفل من هذا الواقع.
فالسيد حافظ حينما قدم لهذا الطفل لم يقدم له ما يرجوه، ولكن قدم ما يحتاجه من احتياجات فكرية واحتياجات فنية ومن قيم تربوية. مارك توين قال أن مسرح الأطفال من أعظم الابتكارات في القرن العشرين، ولسوف تتضح قيمته التربوية، أخد السيد حافظ هذه المقولة النظرية وسار بها على مستوى التطبيق. وفي الفترة من 1983/1986 وهي فترة وجوده وحضوره في مسرح الطفل اتضحت الأهمية التربوية والحقيقية لمسرح الطفل أي أن ما تنبأ به مارك توين هو ما حققه السيد حافظ على مستوى الساحة، التي كان له فيها حضور جزئي وبسيط. مسرح الطفل أستاذ الأخلاقيات والمثل العليا، بل هو خير معلم اهتدت إليه عبقرية الإنسان لأن دروسه لا تنقل عن طريق الكتب المدرسية والمدرسة بشكل ممل مرهق، بل بالحركة التي يشاهدها، فتبعث الحماس وتخلق وتصقل و تصل إلى قلوب الأطفال.
هذه المقولات أخذها السيد حافظ عن قناعة، وعن إيمان وأضاف إليها رؤيته الفنية والعربية وترجمها ترجمة واعية صادقة وأخرج مسرح الطفل في الكويت من الحدود المدرسية والحدود التقليدية إلى القيم الجمالية والقيم الفنية وهذا ما سنراه فيما بعد وقد علق الدكتور حمدي الجابري على أول إنتاج مسرحي للسيد حافظ قائلا : نعم هذا ما قاله مارك توين.
تساءل السيد حافظ تساؤلا : ماذا يحتاج الطفل العربي ؟
بدأ السيد حافظ يقدم إنتاجه المسرحي انطلاقا من هذه الفلسفة، وانطلاقا من هذا المعنى.. ماذا يحتاج الطفل ؟ ما هي نوعية القيم التربوية والفكرية والجمالية، والتنوعات السياسية، التي على مستوى الإخراج وعلى مستوى الإضافات الفنية. الرّؤى التشكيلية.. تساءل السيد حافظ وقدم إجابة منطقية في دولة الكويت.
إخواني نستطيع في هذه الجلسة أن نفهم السيد حافظ من خلال ثلاثة محاور :
1 – المضامين
2 – البُنى الشكلية
3 – الخصائص العامة التي خلصها مسرح السيد حافظ داخل المسرح الكويتي.
ولا أريد أن استبق الأحداث وأقول أنه إذا كان زكي طليمات رحمة الله قد أكد الحضور المصري في المسرح الكويتي بما نسبته التقديرية 30% ثم جاء سعد أردش وكمال ياسين وكرم مطاوع ورشوان توفيق وأحمد عبد الحليم وفتحي الحكيم وإبراهيم سكر وعلي درويش ومجموعة الأدباء المصريين الذين درسوا في معهد الكويت وحققوا فيها مجموعة التقريبي نسبة 20% من الحضور المصري في المسرح الكويتي فإن مسرح السيد حافظ وحدة حقق الحضور المصري ما نسبته 30% وحقق الحضور المصري في مسرح الطفل بنسبة 75% وترك الـ25% الأخرى لأبناء المنطقة ولأبناء الكويت، هذه النسبة لن نكون مبالغين فيها إذا رصدنا وحللنا العروض المسرحية التي قدمها ورأينا الحضور المصري فيها على مستوى التأليف. وعلى مستوى الإخراج والتمثيل والفنانين والعاملين والإداريين.
لقد كان السيد حافظ حريصا كل الحرص أن يكون هناك حضوراً مصرياً وحريصاً أيضا في المقابل على أن يدخل في مسرحياته حضورا عربيا وأن يكون في كل مسرحياته يشارك فيها عدد من الفنانين العرب من مختلف الجنسيات. لأنه في كل طموحاته كان يؤمن بالمفاهيم القومية، ويؤكد علينا نظريا وممارسة وتطبيقا أول تجربة قدمها السيد حافظ لمسرح الطفل هي مسرحية (سندريلا) عام 1983، وأخرجها منصور المنصور ورغم أن (منصور المنصور) حتى هذا التاريخ مازال يتربع على عرش مسرح الطفل في الكويت لأنه أخرج الكم الأكبر تقريبا حوالي 12 مسرحية، وأخرجها لمسرح الطفل بالكويت إلا أن منصور المنصور لم يعرف كمخرج مسرحي متميز في مسرح الطفل إلا من خلال إخراجه لمسرحية (سندريلا). قدم السيد حافظ بعدها مسرحية (الشاطر حسن) قدمت عام 84 أخرجها أحمد عبد الحليم ومسرحية (سندس) قدمت عام 85 أخرجها محمود الألفي.
مسرحية (علي بابا) موسم 85 أخرجها أحمد عبد الحليم.
مسرحية (أولاد جحا) موسم 86 أخرجها محمود الألفي.
مسرحية (حذاء سندريلا) موسم 86 أخرجها دخيل الدخيل.
مسرحية (أبو زيد الهلالي) موسم 87 أخرجها محمد سالم.
مسرحية (عنتر بن شداد) موسم 87 أخرجها أحمد عبد الحليم.
ويجري الآن الترتيبات الأولية للتدريبات تمهيدا بتقديم مسرحية بيبي والعجوز أيضا للسيد حافظ التي ستقدم في شهر ديسمبر موسم 1988 هذا العام من إخراج حسين المسلم، هذه تجارب السيد حافظ في المسرح الكويتي منذ عام 83 حتى عام 1988 أي خلال خمس سنوات عندما ندرس مسرح السيد حافظ من خلال البناء الفكري، ومن خلال المضامين، نجده يركز تركيزا قويا وبوعي شديد وهو قادر على ذلك مركزا على المفاهيم القومية ويناقش الطفل العربي بجميع همومه ومشاكله.
إذا كان المسرح قبل السيد حافظ يناقش بعض القضايا التربوية الخاصة بالطفل الكويتي فإنه أخرج كلمة مكتوبة... لم يكن يهتم بالمحلية، لم يغرق في المحلية الشديدة، وإنما اهتم وغرق في القومية، لأنه كان يعتبر القومية هي المحلية، وهي القاسم المشترك لكل طفل سواء كان هذا الطفل كويتيا أو لبنانيا أو فلسطينيا أو مصريا أو أردنيا.
كان هذا هو السيد حافظ – عندما تنظر إلى مسرحيته (سندس) التي قامت على تسييس مسرح الطفل في الكويت وقد كانت الخطوة الأولى التي سيست هذا المسرح وبعثت القضية الفلسطينية على مستوى الصغار وأصبح الطفل المشاهد في الصالة عندما يسأل عن القضية الفلسطينية يجيب من خلال قراءته على هذه المسرحية :
السيد حافظ قدم العداء الأزلي بين الفكر العربي والفكر الصهيوني، ولم يقدم ترجمة للعداء التقليدي بين الشخصية الصهيونية والشخصية العربية. قدم الصراع الأيديولوجي ببساطة شديدة لهذا الطفل الذي خرج من الصالة على قناعة تامة بأن الصراع الذي يحدث هو صراع فكري. أيضا التحول الأول في مسرح الطفل في الكويت كان من خلال مسرحية سندريلا وهي التحول الطبيعي لتطوير هذا المسرح لكن التطور التسييسي كان في مسرحية سندس سنة 1985، في مسرحية (أبو زيد الهلالي) التي قدمت في عام 1987 حدث تطور أخر على مستوى الفكر، فالسيد حافظ طرح بكل صراحة همومه القومية، طرح تلك المشاكل، البحث عن المكان، الانتماء لهذا المكان، متى يستطيع الإنسان العربي أو الطفل العربي يعلن عن انتمائه لهذا المكان : ما معنى الانتماء – هل هو شهادة ميلاد – هل هو شهادة جواز – هل الانتماء عبارة عن دفتر هل بالقول، هل ممارسة. السيد حافظ تحول في هذا المسرح على مستوى الفكر و قد كانت تجربة حديثة، كانت تستحق كل التقدير. رغم العيوب الإخراجية التي صاحبت هذا النص.
أما على مستوى الشكل فيبدو واضحا من خلال أسماء النصوص التي قدمها السيد حافظ كان يعمل على استدعاء المورث ويعيد هيكلته واستضافته ضمن حدود مسرحية معينة قادرة لأن تصل لهذا الطفل. كان يبحث عن الأصالة تلك المشكلة الأزلية التي يعاني منها مسرح الكبار أو المسرح العربي عموما. تلك الإشكالية هي الأصالة والمعاصرة أيضا، إنه اتجه في مسرح الطفل نحو الأصالة، كان يريد أن يبحث عن شكل معين لمسرح الطفل العربي. لا نقول في الكويت فحسب لكن كان حضوره في الكويت لكن السيد حافظ كان همه الأكبر هو مسرح الطفل العربي كان يبحث عن هذه الأصالة. الأصالة على مستوى المضامين كما رأينا أن هناك هموما قومية، والهموم القومية عند السيد حافظ كانت هي المحلية والإغراق فيها كانت هي قمة ربما تكون العالمية فيما لو انتبه كثير من النقاد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق