Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

235 نظرة سريعة على سيمفونية الحب بقلم شفيق العمروسى

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 235 )

 نظرة سريعة على سيمفونية الحب
بقلم
شفيق العمروسى 

دراسة من كتاب

  تمظهر التجديد في بنية السرد في القصة القصيرة
 
                    السيد حافظ نموذجا  

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى



نظرة سريعة على سيمفونية الحب
بقلم
شفيق العمروسى 
السيد حافظ فنان يعشق الحروف والكلمات، فتتحول على يديه إلى إيقاعات تغوص بك إلى عوالم متعددة تجعل العالم من حولك أكثر شفافية، حيث تكتشف من خلال تلك الشفافية أن الحياة التى نحياها برغم كل آلامها تحمل فى داخلها بذور عالم آخر أكثر رحابة وطمأنينة.
ولهذا لم يكن غريباً أن تتحول الكلمات بين يديه إلى شكل قريب الشبه بالقصيد السيمفونى المشبع بروح بيتهوفن الثورية. فقد استطاع فى مجموعته القصصية (سيمفونية الحب) أن يجد متنفساً للتعبير عن الخلاص، وحين لا تصبح هناك وسيلة للتعبير عن الخلاص سوى الثورة فإن المعدل الطبيعى لذلك هو (الحب)، فأنت حين تحب لا تعرف الخوف، وحين لا تعرف الخوف يمكنك أن تستشرق آفاق المستقبل، فتصبح اللحظة امتداداً لا نهاية له، ومهما بلغت الظلمة المحيطة بك يظل هناك بصيص من ضوء يعطيك دفعات من الأمل.
كتب السيد حافظ تلك المجموعة القصصية فى فترة شهدت فيها مصر تغيرات بالغة الخطورة، حيث ارتفعت أصوات الخواء والخراب مصدرة لليأس إلى كل الصدور المخلصة، أو هى تلك الفترة التى حملت فيها عربة السجن "عامل وشاعر وصحفى وطالب وحامى" ليدفعوا "ثمن" حبهم – كما هو الحال طوال عصور الظلام – لتلك الحبيبة – الوطن، والتى سقطوا صرعى هواها، ورغم أنها "صماء خرساء، أمية، أصيبت بمرض منذ سنوات لا تستطيع الكلام" إلا أنها تستحق أكثر من أن يدفعوا حياتهم ثمناُ لحبها، فقد عرفوا أنها فى داخلها "شريفة".
وما أكثر ما تكون قيمة الشرف حين يصبح "الموقف العادى" وسط حطام المأساة محدداً فى موقف واحد "العاقل من يفهم أن السائل هو الخسران والكاسب من يتدلى فوق أكتاف السلطان يمسح عنه التراب، ويحكى له فى المساء قصة الشاطر حسن فى مدينة العميان".
وتظل تعيش مع أنغام وإيقاعات الحركة الأولى لسيمفونية السيد حافظ، حيث تكتشف مع المواطن البسيط "مهدى أفندى" تحول (المياه) إلى (دماء). وترى "هذه" تسقط قنبلة برصاص الطائرات بجانب حبيبها (صياد اللؤلؤ)، وتكاد تفقد الأمل لأن "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين".
وحين تختلط الأمور وتصبح هكذا لا يصبح أمام المرء إلا أن يخلع "ملابسه جميعها.. ويهتف بحياة السلطان" فهكذا فقط يمكنه أن يصبح "قاضى القضاة" بدلاً من التجول "فوق حماره.. حاملاً جوالين من الفول والذرة"!
وأمام هذه الفوضى وفى خضم تلك المأساة ينبعث الحب ليولد الأمل فى قلب الإنسان، ذلك الحب الذى بدأ منذ أول حركة مع قصة (الثمن).
ومع بداية الحركة الثانية "أشياء تحلم بالهجرة" يتعانق الإنسان والطير والشجر والجبل ليكونا كلا واحداً يندفع باتجاه النهر، ويصبح الحلم بالهجرة حتى وإن كان غرفاً أمل الجميع، وفى صورة تعبيرية رائعة يحرك السيد حافظ هذا الكل باتجاه النهر، ولكن يبقى خارج إطار هذا الكل اليائس "محمد فاروق" ممثلاً لاستمرار الحياة، وهو نفسه الذى أنقذ الطفل من "الكلب".. حقاً لقد "قبضوا عليه لأن البلاد تمنع على الناس التعرض للكلاب" إلا أنه "أنقذ الطفل.. أنقذ الطفل".. 
وتصبح ابتسامة الطفل هى رمز للأمل والإصرار على الاستمرار، فرغم نجاحهم فى مطاردة "محسن فريد" – الذى رفض تدريس التاريخ المزيف – حتى الموت، فقد استمر فى "محسن فريد" التلميذ الصغير.. 
وطالما أن الأمل قد تأكد فى الحركة الثانية، فلا مناص من أن يزداد الحب عنفاً فيتسع الصدر ليحتضن العالم كله فى الحركة الثالثة "أحببت الرقص والهجرة والطوفان والفيضان، أحببت الأشجار أن تطفو فوق البحار وأن أصبح صياداً عارى الجسد فى يدى قيثارة أعزف بها، أجمع الطيور والحيوانات والحشرات وأظل أغنى وتغنى الطبيعة معى".
وهذا الحب هنا ليس
 هروباً من ألم الواقع، بل هو ذلك الحب الذى يجعلك دائماً تتعرف على ما وراء الأشياء، هو رومانسية الثورة التى جعلت كاتبنا يكتشف أمام المطر "صوت فى داخلى يصرخ الله المطر.. المطر، وصوت خارجى، المطر، الفقراء" وفى مواجهة ذلك الانقسام، خاصة وأن الكلب "دائماً كان يتربص بنا" لابد وأن تأتى لحظة التوحد" فالصمت على الإهمال خيانة وأنا لا أقبل أن أخون بلادى".
وهكذا أصبحت كل كلمة عند السيد حافظ ذات إيقاع مرتبط بكل عناصر الحياة، والحياة عنده هى الحب والثورة.
نعرف أن بيتهوفن حين هم بإهداء سيمفونية (البطولة) الثالثة لنابليون فوجئ بالأنباء تحمل إليه خيانة المبادئ فثار ومزق الإهداء وكتب إهداء جديداً (سيمفونية البطولة.. فى ذكرى رجل عظيم)! ولكن السيد حافظ وجد البطولة فى البسطاء الذين يعيشون حوله، ولهذا حمل إهداءه كل كلمة من كلماته إلى هؤلاء الذين يزرعون بإصرارهم الأمل فى باطن الأرض، وهم إن فشلوا – للحظة- فى قتل (الكلب) فقد نجحوا فى (إنقاذ الطفل)!
الجزيرة السعودية
3/8/1982
?

 





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More