Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

157النقد الصحفي لمسرح الطفل في الكويت بقلم : عماد منصور المنصور

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(  157)

 

النقد الصحفي

لمسرح الطفل في الكويت

بقلم : عماد منصور المنصور

دراسة من كتاب

التنوع الدلالى فى مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج

" الجزء الأول"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


 


 

النقد الصحفي

لمسرح الطفل في الكويت

رسالة البكالوريوس

مقدمة إلى قسم النقد والأدب المسرحي - يونيو 1996

 

بقلم : عماد منصور المنصور

 

إذا أتينا لمسرحية " سندريلا "، نجد أن الناقد الصحفي يرى أن المبرر الوحيد لإعادة إحدى القصص المعروفة على شكل نص مسرحي، هو تقديم فكر جديد من هذه القصة، أو إعادة صياغتها بشكل جديد، وهذا يأتي عندما تكون القصة لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا، وكذلك مع (ما استجد من الوعي الثقافي أو التربوي، وسبل التوجه إلى الطفل لتوجيهه وتنشئته)

لقد حاول السيد حافظ ألا يخرج عن الإطار العام للقضية على أساس المحافظة على أهم معالم القصة.

وكما أنه أدخل تغيرات طفيفة على القصة حتى تتماشى مع تقاليدنا وملامحنا الشرقية. كما كتب الدكتور حمدي الجابري في نقده لمسرحية سندريلا يقول : (بالطبع لم يكن من الممكن أن تكون سندريلا العربية صورة طبق الأصل من زميلتها الأوربية التي يحفظها أطفال العالم الغربي والعربي، ولذلك حرص المؤلف السيد حافظ على إكسابها بعض الملامح الشرقية دون أن تبتعد كثيراً عن الأصل).

كذلك يوافقنا هذا الرأي الكاتب والناقد المغربي عبد الكريم برشيد حيث نراه يوافقنا بأن سندريلا التي عرضت في الكويت مختلفة عن سندريلا التي تعرض عند الغرب (في أوربا). إذ نراه يقول : (إن السيد حافظ في مسرحية سندريلا أعطانا تركيبا جدليا لتفاعل الذات والموضوع، أعطانا قراءة متميزة، وكتابة مغايرة، فهو قد قرأ الحكاية الغربية بعين شرقية، قرأها انطلاقا من مخزونه الثقافي، ومن وضعه التاريخي والاجتماعي، ومن إرثه الحضاري العربي والإسلامي، ومن هنا نشأ الاختلاف وسط الائتلاف انطلق مما هو عام وشائع إلى ما هو خاص وشخصي، وابتدأ من المعروف القديم ليعطينا المجهول الجديد).

فالمؤلف بإعادته للقصة أدخل عليها بعض التغيرات فقد أدخل حكاية الراعي. كذلك استخدام أم الخير بدلا من الساحرة. وعلى لسان أم الخير تخرج لنا النصائح، وهذه النصائح نجدها موجهة بشكل عام إلى الأطفال وبشكل خاص موجهة إلى سندريلا. (ومن الملاحظ أن " السيد حافظ " أراد أن يعطي لسندريلا صورة مقبولة لأبناء العصر الذي تعيشه بكل ما فيه من تقدم، ومتناقضات فكانت إجادته في هذا المجال واضحة على حساب التوازن مع عقلية الطفل، حيث كثرة الإسقاطات والرموز التي أراد بها إظهار ما يعانيه المجتمع بكل تباين طبقاته، من أمير، إلى بائع في الطريق، فهذا أعطى الشعور بأن المؤلف أراد تقديم كل شيء لأبنائنا دون بخل فكانت الوجبة دسمة عليهم).

وفي "الشاطر حسن" أوجد المؤلف أوجه التشابه والاختلاف بين الحكاية الشعبية المتمثلة في " أبو الحسن المغفل " و" هارون الرشيد " ومسرحيته " الشاطر حسن " فهو جعل التشابه بين الشاطر حسن والأمير هو : أساس اختيار الأمير بأن يحل مكان الشاطر حسن في السوق. بينما كان أساس الاختيار عند أبو الحسن المغفل هو رغبة " أبو الحسن المغفل " نفسه وحلمه بأن يصبح حاكماً. هناك إذن تفرقة واضحة بين منطق الفن ومنطق العقل، فالفن قادر على خلق تصورات من أجل جعل الحلم حقيقة.

ومن أوجه الاختلاف بين النص الشعبي والنص المسرحي وجود شخصية "ست الحسن" في النص المسرحي، ولكنها لم تكن موجودة في النص الشعبي. فالمؤلف وضع هذه الشخصية لكي تساعد على تطور الفعل والحدث الدرامي (فالكاتب جعل شخصية " ست الحسن " في المسرحية رمز للأمة أو الرغبة، وبين لنا أنها عانت الكثير من الظلم على يد الوزير. ورغم أنها تنتمي إلى البيت المالك، إلا أنها نفسها ضحية من ضحايا الحكم وأخطائه، وهذه إضافة مهمة للكاتب الدرامي، لأنها تساعد على خلق عناصر جديدة في الموقف عن طريق خلق التناقض من داخل الموقف وشخصياته، مما يهيئ الفرصة لوجود الصراع واحتدامه).

ولعل اختيار المؤلف لاسم " الشاطر حسن " جاء لكونه اسم شعبي منتشر في الحكايات الشعبية القديمة، هذا بالإضافة لكي يجذب انتباه الأطفال عن طريق الاسم، وهذا ما تؤكده الناقدة أمال الغريب في نقدها الصحفي لمسرحية الشاطر حسن حيث تقول : (حذف المؤلف لهذين الاسمين من أجل أن يعطي للعمل طابعا جديدا ذا دلالة، وربما اختاره الشاطر حسن ليبين إنه ليس مغفلا كنظيره في الحكاية الشعبية، أي أنه قصد من خلال الاسم الذي اختاره كعنوان للمسرحية وللبطل في نفس الوقت أن يثير انتباه الأطفال عن طريق الإيحاء الذي يرمز إليه الاسم، وربما قصد كذلك أن يوضح لنا أن المغفلين لا يغيرون الواقع، وأن الحالمين عاجزون، ولكن القادرين على التغيير هم الأذكياء (الشطار)، ولعل الهدف من حذف شخصيتي الخليفة ووزيره هو رغبة الكاتب المسرحي في إضفاء صفتي " المعاصرة " و" العمومية " على النص والبعد به عن معالجة أحداث عصر بعينه).

ولا يكتفي النقد الصحفي بمهمة الرصد للظاهرة ولكنه يتجه أيضاً إلى تحليلها. لاحظنا أن المؤلف [ السيد حافظ ] قد أتى بحكاية من ألف ليلة وليلة وعرضها في عصرنا الحالي، ومن الطبيعي أن يتغير المفهوم أو المغزى المطروح في المسرحية لأن العصر هنا قد تغيرت مفاهيمه، وأحكامه، وعاداته وتقاليده.

والمؤلف قد قام بهذه التغيرات كي يصل إلى (التناسق مع المفهوم الدرامي لنصه المسرحي. والحكاية الشعبية إذن تعالج قضايا داخلية يعاني منها الشعب في عصر تأليف الحكاية، على حين أن المسرحية تعالج القضايا الخارجية والداخلية معا، انعكاساً للواقع العربي السياسي المعاصر).

إن السيد حافظ ركز في أغلب مسرحياته التي قدمها للطفل على أن يأتي برمز سياسي يعرضه بطريقة مبسطة، إذ لاحظنا في " سندريلا " أنها تطالب بضرورة انصهار كافة الطبقات وأن تنفتح أبواب السلطة لكافة الشعب، كذلك في الشاطر حسن حيث أتى لنا بقضية " الحاكم والمحكوم "، السلطة والشعب. والسيد حافظ في جميع مسرحياته دائما ينهج نهج التوجيه التربوي الحديث غير المباشر، وربطه بالواقع السياسي، ويبرز ذلك بوضوح في مسرحية سندريلا، حيث ساعده بذلك المخرج بتحريك الحيوانات على أن يكونوا قريبين من الجمهور – الأطفال – حتى ترسخ المفاهيم التربوية بأذهانهم.

تنظير – حوار :

لم يغفل النقد الصحفي لمسرح الطفل في الكويت كافة عناصر ومفردات العرض المسرحي سواء تحديد قيمة هذه المفردات وأهميتها في العرض وما يجب أن تحققه أو كذلك على المستوى التقييم.

نتناول هنا الحوار في مسرحية " سندريلا " ففيها الحوار كان جديدا و(مركز في بعض الأحيان، ولكنه في مواضع متعددة كان متكررا يجنح طوراً إلى إضفاء التطريب الموسيقى على الأداء، وجذب انتباه الطفل – المشاهد – وطورا آخر إلى تأكيد ملامح معينة في سلوك الشخصية، ولقد كثرت المواضع التي وردت بها هذا التكرار بصورة ملحوظة، ولم نحس بأن التكرار في هذه المواضيع يخدم ضرورة درامية بعينها).

فالمؤلف استطاع أن يقدم للطفل لغة يفهمها إذ قدمه مبسطاً (فهو جسد المقولات التي أراد تقديمها للطفل، وكان أمينا على أن يخاطبه بلغة يفهمها ويدركها أيضا، كما أن الرمز كان واضحا للطفل دون أن يعقده). ونستطيع أن نقول إن المسرحية استطاعت أن تبتعد عن الحوار الساذج الذي لا يفيد الطفل، كذلك (ابتعدت عن التفاهات التي امتلأت بها نصوص الطفل الأخرى التي اعتمدت على الإضحاك الأبله والسب والتنكيت، وكان حوارها جيد يبتعد عن اللغو، والفوضى، والتعاليم الخاطئة، وإن كان يعاب على بعض أجزائها الفقرات الكلامية حول الإنسان والحيوان والتي اقتربت من الشعارات البراقة).

ففي مسرحية (الشاطر حسن) التي قدمت عام 1984 من تأليف السيد حافظ وإخراج أحمد عبد الحليم قدم السيد حافظ النص واستخدم فيه الرموز والدلالات بكل بساطة حتى يتناسب ومستوى فهم الطفل ومداركه في استيعاب القضايا السياسية التي يمر بها وطننا العربي في الوقت الراهن، ومن الرموز التي استخدمها " الحوت " حيث قصد به الاستعمار ومحاولة الضغط على الدول، وكذلك الوزير الذي رمز به إلى تلك الفئة الظالمة من الناس التي تخفي الحقائق وتزورها، وكذلك رمزية إلى بعض الفئات الفاسدة التي تحيط ببعض الحكام وتخفي عنهم ما يعانيه الشعب وما يود قوله) كما قدم ست الحسن وهي ترمز إلى لحظة التنوير والخير الذي يدعو إلى المحبة. والوقوف أمام الظلم والفساد، وأيضاً أخذت على عاتقها الدفاع عن حق الشعب في الحرية كما واجهت المصاعب في سبيل الإصلاح بكل أنواعه سواء كان هذا الإصلاح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.

وغيرها من الرموز التي استطاع المؤلف أن يضعها في النص لتتناسب مع مدارك الطفل (بالإضافة إلى توعية الطفل بما يجري في وطنه الكبير تطرح نوعا من الحث على عدم السكوت عن الظلم ومحاربته وإعلاء الصوت في وجه الفساد).

ولقد فتحت الصحافة أبوابها لنشر الآراء المختلفة بل والمتعارضة أحيانا، وذلك بغرض طرح القضايا من وجهاتها المختلفة والمتباينة وذلك نراه لابد أن الطفل في أعماقه يعرف كيف يدرك هذه القيم بنفسه فيتجنب منها ما هو أقل أهمية ويستقي ويختار ما هو أكثر أهمية وإيجابية).

ولا يتوقف النقد الصحفي لمسرح الطفل عند حدود تقييم العروض المسرحية ولكنه يستفيد بكل فرصة مواتية لإثارة وتثبيت ومناقشة ظاهرة ومشاكل مسرح الطفل، فعندما عرضت مسرحية سندريلا التي قدمتها مؤسسة البدر للإنتاج الفني سنة 1983 م من تأليف السيد حافظ وإخراج منصور المنصور (فهذه المسرحية طرحت وجودها من خلال البحث عن إطار مناسب لعقلية الصغير، ومساعدة الطفل على الحركة والأداء من خلال عرض مسرحي استعراضي غنائي راقص، وتبعثرت في مضمونها الأهداف النبيلة التي تريد توصيلها إلى الطفل، فقد لامست الدعوة لجعل الحب والود هي الإطار في علاقة الإنسان بالحيوان، ودعت إلى التأليف ونبذ الكراهية وجعل التعاون هو أساس العلاقة بين الناس).

ولقد وجد النقد الصحفي فرصة واسعة لإثارة العديد من القضايا من خلال هذه المسرحية حيث الغناء والرقص والإضاءة الجيدة ودورها في جذب اهتمام الطفل لمتابعة الحدث كذلك الديكور وألوانه الزاهية التي تجذب الطفل إليه، كذلك الملابس ودور كل هذه العناصر في خدمة العرض وهو الهدف الرئيسي لمسرح الطفل.

كذلك (إلى إيصال ما هو خير وجميل ونبيل للطفل فيعلمه حب الوطن يعني أن تحب كل شيء جميل، وهذا ما قدمه لنا السيد حافظ في سندريلا، فسندريلا نجحت في الوصول إلى قلوب الأطفال عن طريق الأغنية وأخفقت عندما حاولت أن تصل إليهم عن طريق الحوار فقط).

هكذا نجد أن النقد الصحفي لم يكتف بجمع أسلاب مسرح الطفل بل اتجه إلى أن يأخذ دوراً قياديا في توجيه العروض المسرحية المقدمة للأطفال، إلى جانب توجيه مستقبل هذا المسرح من خلال تقيم تطبيقي للمسرحيات المعروضة مع محاولة الاستفادة بكل الظروف المتاحة لتوضيح أهمية وضرورة مسرح الطفل في بنية المجتمع الكويتي ودوره في تنشئة رجل الغد من خلال إنشاء عروض مسرحية تنمي عقله ومداركه من خلال تقديم الموضوعات الجيدة التي تقدم المعلومة والسلوكيات السليمة والقيم النبيلة، وتظل راسخة في ذهنه مع مرور الأيام.

 

 

 

 




 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More